حصارنا ليس كشعب أبي طالب ... هناك فرق كبير وتشبيهٌ ظالم
بقلم / فدائي قديم
وكان شرط الكفار إما أن يتراجع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عن الدعوة وإما أن يموت جوعاً وذلاً هو وآله من بني هاشم وبني عبد المطلب ، خلا ذلك أبو لهب وسفيان بن الحرث ، فكان الحصار شديدا جداً ، حيث نفذت أموال أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها وأرضاها وكذلك أموال أبي بكر الصديق مما اضطرهم لأكل ورق الشجر كما جاء في كتب السيرة ....
المهم من حوصر وجاع وتألم وتأذى في هذا الحصار ليس ضعاف الناس وأبسطهم وأفقرهم فحسب ، بل أولهم سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم وزوجه وصحابته رضي الله عنهم وأرضاهم كانوا معه وباقي بني هاشم وبني عبد المطلب ومن آمن معهم ، أما نحن فحدث ولا حرج عن قادتنا جميعاً بلا استثناء ..
-هل يربطون على بطونهم حجرين كما فعل سيد الخلق أجمعين محمد صلى الله عليه وسلم ؟
-أم يربطون حجراً واحدا كما كان يفعل صحابته وبقية من حوصروا ؟
أم أكلوا ورق الشجر كما كان حال الرسول صلى الله عليه وسلم والمحاصرين معه ؟
لا تكذبوا على أنفسكم فيومئذ لا ينفع فيه الندم ولا الكذب ، فقادتنا جميعا يعيشون في رغد ولا يوجد حجارة على بطونهم ولا يشعرون بالجوع ولا الألم لحظة واحدة ، ناهيك عن الدولارات التي تنعش جيوبهم وجيوب أبنائهم والسيارات الفارهة والبيوت المعمرة بالأنتريه والستائر والكنب والسجاد التركي الفاخر والمطابخ والحمامات والصالونات الفاخرة ، ومعظم أبنائهم في مدارس خاصة ومواصلاتهم مؤمنة ذهاباً وإياباً ومصروفهم كبير وجوالاتهم N95 –N73-N72-N71 وغير ذلك واللاب توب وغير ذلك من وسائل الترفيه المختلفة ، وأنا هنا لا أقتصر الأمر على القادة فقط ، بل الأمر يطال الموظفين جميعاً سواء من يتقاضون راتباً من رام الله أم من غزة ، فأمورهم تمشي على أحسن حال وبدون مشقة لمعظمهم .
أما النسبة الكبرى من سكان غزة من الطبقات الدنيا وحتى من كان لديه حرفة أو مهنة أو تجارة معينة قد دمر حالهم بالكامل وهم الآن من يضعون حجراً على بطونهم فقط ، وكل ما اشتكى أحدهم يُردُّ عليه بـ ( الصبر – الصمود التحدي – انظر إلى شعب أبي طالب حوصر المسلمون حتى أكلوا ورق الشجر ) !!!!!!!!!
عجبي
عجبي لهكذا ردود ، وكأنهم سمعوا في شعب أبي طالب سمعاً فقط من صناع القرار ولم يقرأوا التاريخ وكيف كانت معاناة القائد قبل المواطن والغني قبل الفقير ...بحق نحن نسيِّر الأمور كما نريد وكما يتطلبه الحزب وقادة الحزب ، ليتهم يجوعون كما يجوع المواطن ويعطشون كما يعطش ويأكلون ورق الشجر كما يأكل .. وليس حالهم كما حال المواطن الذي لا يتضور جوعاً هو وأولاده ويتهرب من صاحب الدكان والعقار ، و كما يقول المثل ( ناس بتاكل جاج وناس بتقع في السياج ) .. رب قائل يقول ( ها ... ماذا تريد منا أن نعترف بإسرائيل أو نسلم المقرات لأتباع دايتون والفاسدين ؟ ) فلو قسنا معاناة المواطنين بالمعاناة السابقة لكان هناك فرق كبير جدا جدا ، صحيح كان هناك فساد وكان سرقة وكان عربدة ... كان من الممكن حلها بطرق أخرى أقل دموية وأقل خسارة وأقل انهيارا للاقتصاد والبنى التحتية ... بكل المقاييس .
نحن دخلنا في نفق مظلم وعميق جداً جداً ولا ألوم أحداً بعينه وللأسف الشديد الخروج من هذا المأزق كما خروج الروح من الجسد ، وما زال الكثيرون منا يتمسكون ( بالصبر الكاذب ) الذي لا يطالهم البتة وهذا أمرٌ مسلمٌ به ولا يحتاج لدلائل ، والفرقة في مجتمعنا الفلسطيني لا مثيل لها ولم تكن كذلك من قبل ، حتى الأخ أصبح يهرب من أخيه والصاحب يهرب من صاحبه والزوج يهرب من زوجته وأولاده والأمر لا يطاق أبداً ...
فكفى
كفى أن نشبه حصار شعب أبي طالب بشعب غزة ... فهناك فرقٌ كبير وتشبيهٌ ظالم لما عاناه الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وآله الكرام وما يعانيه قادتنا وصناع قرارنا ومسئولونا , فعندما يربط أولئك حجراً على بطونهم كالصحابة أو حجرين كالحبيب محمد صلى الله عليه وسلم مثلهم مثل باقي المواطنين ساعتها أقول لكم ( نعم حصارنا يماثل تماماً حصار شعب أبي طالب ).
أما غير ذلك وادعاء الصبر والصمود للهو دون الأنا ... فهذا افتراء واضح
دمتم بود
أخوكم / فدائي قديم
تعليق