بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، اشهد أن لا إله إلا هو ، أمر بالجهاد في سبيله ، وفضله على سائر النوافل والتطوعات ، وأشهد أن محمدا صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم عبده ورسوله ، نبي الرحمة والملحمة كما وصف في القرآن والإنجيل والتوراة .
أما بعد :
لا يخف على أحد حال المسلمين اليوم .. وكيف أذعنوا لأئمة الكفر ورضوا بهم حكاماً يسومونهم الذل والقهر ألواناً ، لترضى أمريكا وحلفائها ، كيف لا وهم جراء في هذه الحلبة السياسية التي ما تركت للدين والعقيدة مكاناً فيها ، والتي ما دخلها شبيه رجال قط إلا تولى وخنع ، وأصبح عبداً ذليلاً للصليبيين من أحفاد القردة والخنازير ، هذا لو افترضنا حسن نية ، أو بعضا من طموح سياسي أو مجد إصلاحي في هذه الحلبة كاذب ، الوارد والأكيد والذي لا يختلف عليه مؤمنان أن السواد الأعظم من حكام المسلمين اليوم إن لم نقل كلهم ، هم من البداية ( إلى نهايتهم القريبة بإذن الله ) خونة كفرة ما وصلوا لهذا المكان إلا لتحقيق أهداف أعداء الأمة .
إن المتتبع للهجمة الصليبية على الإسلام والمسلمين ، من الصليبيين واليهود و الرافضة وأعوانهم من المرتدين ، ليرى كم يبذلون من بذلٍ وجهد لاستعمار بلداننا وحماية مصالحهم و إنشاء قواعد عسكرية لهم تنطلق منها طائراتهم من أراضى المسلمين في بقعة لتضرب بقعة أخرى للمسلمين أيضا ، يقتلون الأطفال والنساء والشيوخ ويهدمون ويسحقون ولا يبالون ، كل هذا وعقيدتهم مبنية على أسس مشوهة وركائز خرافية كاذبة ، ومثال على هذا قريب ليس ببعيد ، هو تكالب هذه الأمم على العراق ، ومن جملة أهدافهم الرئيسية والتي يطمحون لتحقيقها فيه ، هو حماية الكيان الإسرائيلي ظانين أنهم يقربون المسافات ، بإنشاء القواعد العسكرية التي تحفظ أمنه وسلامته , طبعا هم فشلوا وخسروا وسيهزمون جميعا بإذن الله .
هم بعقائدهم المشوهة ما تقاعسوا عن وضع حماية الكيان الإسرائيلي في مقدمة أهدافهم ، أما نحن المسلمون ، فلقد ضاعت العقيدة و تموعت بل وذهبت أدراج الرياح ، وارتضينا بالرخص لتكون لنا قواعد وأصول ، وتركنا درباً ما تركه قوم إلا ذلوا ، هذا حالنا في أرض الرباط ، شعارات إسلامية وعمل أقل ما يوصف به أنه بعيد عن أصول الإسلام ، أصبح الحل والنصر من داخل صندوق عبر ورقة اقتراع ، أصبحت الشريعة داخل أسوار برلمان شركي ، وأصبحت الوطنية ديناً ، والديمقراطية منهجاً ، أصبح الحصول على وزارة زيادة والعمل ببند سياسي خاص لجماعة داخل برنامج مشترك مع العلمانيين والماركسيين ، أصبح خطوة أولى على طريق النصر ! أصبحت كلمة ( لا يجوز شرعاً ) غائبة ، بل قد بدلت بـ( هذا مخالف للدستور) .
بكل وضوح في موضوعي هذا أقصد حركة حماس ، فالعلمانيون والماركسيون لا يعنيني أمرهم بل على العكس أعتبرهم قوماً واجباً محاربتهم إن لم يتبرءوا من هذه المناهج على أراضى المسلمين .
فالذي يقول واصفا نفسه أنه يطبق شريعة الله وهو عنها بعيد بعد الثرى عن الثريا ، لهو إما ضال لا يفقه من دينه إلا ما يطرحه علماء السلطان ، أو مضل يسعى لمصلحة أيما كانت فهي تبقى مصلحة دنيوية خالفت شرعة الله ، وللفريقين وجب النصح وجوباً على كل من يستطيع أن يوصل صوته لهم ، فلقد ضحدت كل الرخص والشبه التي قامت عليها مبادئ الإخوان المسلمين وأخص بالذكر حركة حماس ، ولم تدحض إلا بالقرآن والسنة وبأدلة هي أصول الإسلام ، وهناك من هذه الكتب والمقالات الكثير جدا لمن أراد أن يستزيد في دينه ويتفقه ، ما أريد أن أخلص إليه أن الوضع الآن على أرض الرباط أصبح لا يحتمل إلا الإنطواء إما تحت راية الإسلام أو تحت راية تخالف الإسلام ، ولقد وصلنا لمرحلة أصبحنا نفرق فيها بين حماس سياسيا (الحكومة التي تحكم بغير ما أنزل الله ) وبين حماس عسكريا (كتائب القسام ) ، وذلك لما نتوسمه من الخير على أيدي هؤلاء المجاهدين ، الذين جاهدوا ورابطوا وصابروا ، خريجي المساجد ، حفظة القرآن ، والذين ( وهذا قد بدأ فعلاً ) لن يبقوا على ما هم عليه الآن من قعود وهوان ، فبعد أن نالوا شرف الجهاد .. توجهم قادتهم السياسيون بأن جعلوهم إما مرافقين لوزراء ونواب أو خلايا نائمة مرهونة بالقرار السياسي العقيم ، أو زجوا بهم في اقتتال داخلي مع كلاب بني علمان ، وهذا لا نختلف معهم فيه من حيث المنهج ، وإنما كل الاختلاف من حيث الطريقة المتبعة ، والتي تضيع جهاد المجاهدين أدراج الرياح ببيان شجب واستنكار في اليوم التالي ، و حاضين على الوحدة الوطنية وحرمة الدم الفلسطيني ! ( سياسة فنجان القهوة إن صح التعبير) .
إن هذه المصطلحات الوثنية البعيدة عن العقيدة والمموعة للدين ، والتي تدخل في إطار المنهج الفاسد المتبع ، لسوف تكون السكين الذي سيقسم ويفصل المجاهدين الحق عن هذه المناهج و السياسات الفاشلة , الذين يرون في حماس الوسيلة وليست الغاية ، والتي إن تولت فلن يشفع لها احتواءها للمجاهدين في وقت ما ، أما أصحاب عبارة ( نحن نثق بقادتنا ) فهنيئا لهم بقادتهم في هذه الدنيا الفانية ، ولا بواكي على أتباع الأشخاص لا أتباع الحق .
فلو كان هناك حسنات لهذا الدرب الذي سلكته حماس ، فليس غير أنها جعلت من وضع المسلمين الآن في أرض الرباط كوضع يتم فيه الفرز والتمييز ، وإنما فرز وتمييز لأصحاب العقيدة السليمة على حدة وأصحاب العقيدة الحزبية ( إن صح التعبير ) في الجانب الآخر .
(مَّا كَانَ اللّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيم ٌ) (آل عمران : 179)
وعلى الرغم من هذا ، إلا أن التبرؤ من هذا المنهج في أسرع وقت ممكن هو تقرب لله عز وجل ، وهو نصرة للمولى و لدين الله ، فلقد لاحت فرصة في الأفق قبل أيام لترك هذا المنهج ، عندما أعلن رجل أمريكا ( أشباه رجال ولا رجال ) المرتد حمالة الحطب عباس أنه مقبل على انتخابات شركية مبكرة ، وهو بطبيعة الحال لا يستطيع أن يملي أي قرار من تلقاء نفسه بل هو عبد سيده كلب الروم بوش ، ولذلك فإن كنتم يا من في الجناح السياسي من حماس طلبة للآخرة ، فسارعوا لإعلان الاستقالة من هذا العمل الشركي الفاسد ، وقولوا أننا صمدنا ما لم تصمده أية حكومة أخرى في أي مكان في العالم ، قولوا ما تقولوه دوماً ، رددوا أي شيء ، المهم استغلوا فرصة تفلتكم من هذا الفخ الذي نصب لكم ، والذي اتضحت فيه نظرية المؤامرة ، فحتى لو بقيتم لن تنجزوا شيئا أمام الهجمة الكافرة على الإسلام ، طالما أن معية الله ليست معكم ( والله ينصر من ينصره) وصندوق الاقتراع لا ينصر الله ، بل هو ند لله عز وجل .
أما إن بقيتم ، فحالكم لن يتغير ، إلا أن تتبعوا ملة أعداء الله من اليهود والنصارى ، وستبقى الهجمة الكافرة الشرسة مسلطة عليكم من أعداء الله في الخارج ، ومن أعوانهم وأذنابهم من العلمانيين في الداخل ، ولنا في الهالك الكلب العقور عرفات مثال واضح ، فلقد رضي بالذل والهوان ، وأن يكون مطية لليهود وعباد الصلبان ، فتنازل التنازل تلو التنازل ، طمعا في مجد سياسي على مستواه الشخصي إن لم يكن الحزبي ، وذلك لإرضاء شعبه ، ناسيا رضا الله ، فماذا كانت النتيجة ؟ لقد حوصر ثلاث سنوات ، بل وقتل من أقرب المقربين له ، فخسر الدنيا والآخرة.
لذلك فالطريق واضح ، والدرب مرسوم لمن أراد العبور والوصول لإحدى الحسنين ، فلا تكن أخي المجاهد القسامي إلا نصيراً لله ولرسوله باعتلاء ذروة سنام الإسلام ، ألا وهو الجهاد .
فإن قول الحق عز وجل في كتابه العزيز لا يحتاج لتفسير وتأويل عندما قال : ( وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم ) ، فإما أن تكون أيها المجاهد القسامي مجاهدا للإسلام والإسلام وحده , وإما أن تكون مجاهدا للقسام وحماس ، وهيهات هيهات في ظل وضع حماس الآن أن تلتقي الرايتان ، فالفرق شاسع .
أيها المجاهد ، يا من اغبرت قدماك في سبيل الله ، لا تكن عونا للشيطان على نفسك فإما أن تكون مع حركتك وحزبك ناصحا بالكتاب والسنة داعياً لها لترك ما يخالف شريعة الله ، حبا فيمن رافقك داخل هذه الحركة ، فهم يبقون إخواننا ، وواجب علينا نصحهم طمعاً في أن يهدينا الله وإياهم ، وإما أن تكون مع حركتك وحزبك فيما يخالف كتاب الله وسنة رسوله ، سامعاً مطيعاً لقادتك ، عاصياً مبتعداً عن ربك ،فيا أخا الإسلام إن الحق أحق أن يتبع .
أخي المسلم الحبيب ، يا صاحب المنهج السليم والعقيدة الصافية ، إن أصحاب الرايات السود والذين سيكونون عز الأمة القادم ومجدها ، والذين يريدون أن يكونوا ممن ينصر الدين على أيديهم ويقوم ، الذين لا يعرفون طريقا للنصر إلا الجهاد ولا منهجا متبعا إلا القرآن والسنة ، هؤلاء أخي الحبيب في حاجة لنصرتك ، في حاجة لوحدة إسلامية لا وثنية معك ومع أمثالك أخي الحبيب ، لكي ننفض عن أنفسنا العصبية الجاهلية ، و نكفر بالوطنية والديمقراطية ، ولكي نوحد الله حق توحيده لا نشرك به شيئا ، ولكي نختصر الطريق فإما إلى النصر القريب بتحقيق موعود الله ، أو شهادة في سبيل الله لا ترد في وجه صاحبها ولا تشوبها شائبة .
يا أخا الإسلام ، أيها المجاهد القسامي على وجه الخصوص ، قد تبدو لك مثل هذه الدعوة غريبة لم تسمع مثلها قبلا ، فلهذا ولهذا فقط أدعوك لأن تكون من أصحابها ، لقول الرسول صلوات ربي وسلامه عليه : ( بدأ الدين غريبا ، ويعود غريبا كما بدأ ، فطوبى للغرباء ) هذه هي البشرى أخي الحبيب ، وهذه هي الدعوة ، فسارع للالتحاق بركب الغرباء لتكون ممن ينالهم من هذه البشرى نصيب وحظ وفير .
أخي الحبيب ، والله أنني أكتب مثل هذه الكلمات ناصحاً مشفقا على نفسي وإياك ، فالدرب القويم أمامنا ونتخلف عنه ، فأرجو الله من كل قلبي أن تكون كلماتي هذه ذات وقع على قلوب من يقرأها من المسلمين ، وأن يجزيني وإياكم أيها القساميون جهادا في سبيله في هذه الحياة ، وشهادة مقبولة في نهايتها ، حتى نكون بإذن الله تعالي في جنات الخلد فائزين .
هذا ما جادت به قريحتي وعقلي القاصر ، فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان
فأستغفر الله العظيم وأتوب إليه .
والله أعلى وأعلم
كتبه أخوكم المقصر
أبـو مـعـاويـة الـفـلـسـطــيني
الحمد لله رب العالمين ، اشهد أن لا إله إلا هو ، أمر بالجهاد في سبيله ، وفضله على سائر النوافل والتطوعات ، وأشهد أن محمدا صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم عبده ورسوله ، نبي الرحمة والملحمة كما وصف في القرآن والإنجيل والتوراة .
أما بعد :
لا يخف على أحد حال المسلمين اليوم .. وكيف أذعنوا لأئمة الكفر ورضوا بهم حكاماً يسومونهم الذل والقهر ألواناً ، لترضى أمريكا وحلفائها ، كيف لا وهم جراء في هذه الحلبة السياسية التي ما تركت للدين والعقيدة مكاناً فيها ، والتي ما دخلها شبيه رجال قط إلا تولى وخنع ، وأصبح عبداً ذليلاً للصليبيين من أحفاد القردة والخنازير ، هذا لو افترضنا حسن نية ، أو بعضا من طموح سياسي أو مجد إصلاحي في هذه الحلبة كاذب ، الوارد والأكيد والذي لا يختلف عليه مؤمنان أن السواد الأعظم من حكام المسلمين اليوم إن لم نقل كلهم ، هم من البداية ( إلى نهايتهم القريبة بإذن الله ) خونة كفرة ما وصلوا لهذا المكان إلا لتحقيق أهداف أعداء الأمة .
إن المتتبع للهجمة الصليبية على الإسلام والمسلمين ، من الصليبيين واليهود و الرافضة وأعوانهم من المرتدين ، ليرى كم يبذلون من بذلٍ وجهد لاستعمار بلداننا وحماية مصالحهم و إنشاء قواعد عسكرية لهم تنطلق منها طائراتهم من أراضى المسلمين في بقعة لتضرب بقعة أخرى للمسلمين أيضا ، يقتلون الأطفال والنساء والشيوخ ويهدمون ويسحقون ولا يبالون ، كل هذا وعقيدتهم مبنية على أسس مشوهة وركائز خرافية كاذبة ، ومثال على هذا قريب ليس ببعيد ، هو تكالب هذه الأمم على العراق ، ومن جملة أهدافهم الرئيسية والتي يطمحون لتحقيقها فيه ، هو حماية الكيان الإسرائيلي ظانين أنهم يقربون المسافات ، بإنشاء القواعد العسكرية التي تحفظ أمنه وسلامته , طبعا هم فشلوا وخسروا وسيهزمون جميعا بإذن الله .
هم بعقائدهم المشوهة ما تقاعسوا عن وضع حماية الكيان الإسرائيلي في مقدمة أهدافهم ، أما نحن المسلمون ، فلقد ضاعت العقيدة و تموعت بل وذهبت أدراج الرياح ، وارتضينا بالرخص لتكون لنا قواعد وأصول ، وتركنا درباً ما تركه قوم إلا ذلوا ، هذا حالنا في أرض الرباط ، شعارات إسلامية وعمل أقل ما يوصف به أنه بعيد عن أصول الإسلام ، أصبح الحل والنصر من داخل صندوق عبر ورقة اقتراع ، أصبحت الشريعة داخل أسوار برلمان شركي ، وأصبحت الوطنية ديناً ، والديمقراطية منهجاً ، أصبح الحصول على وزارة زيادة والعمل ببند سياسي خاص لجماعة داخل برنامج مشترك مع العلمانيين والماركسيين ، أصبح خطوة أولى على طريق النصر ! أصبحت كلمة ( لا يجوز شرعاً ) غائبة ، بل قد بدلت بـ( هذا مخالف للدستور) .
بكل وضوح في موضوعي هذا أقصد حركة حماس ، فالعلمانيون والماركسيون لا يعنيني أمرهم بل على العكس أعتبرهم قوماً واجباً محاربتهم إن لم يتبرءوا من هذه المناهج على أراضى المسلمين .
فالذي يقول واصفا نفسه أنه يطبق شريعة الله وهو عنها بعيد بعد الثرى عن الثريا ، لهو إما ضال لا يفقه من دينه إلا ما يطرحه علماء السلطان ، أو مضل يسعى لمصلحة أيما كانت فهي تبقى مصلحة دنيوية خالفت شرعة الله ، وللفريقين وجب النصح وجوباً على كل من يستطيع أن يوصل صوته لهم ، فلقد ضحدت كل الرخص والشبه التي قامت عليها مبادئ الإخوان المسلمين وأخص بالذكر حركة حماس ، ولم تدحض إلا بالقرآن والسنة وبأدلة هي أصول الإسلام ، وهناك من هذه الكتب والمقالات الكثير جدا لمن أراد أن يستزيد في دينه ويتفقه ، ما أريد أن أخلص إليه أن الوضع الآن على أرض الرباط أصبح لا يحتمل إلا الإنطواء إما تحت راية الإسلام أو تحت راية تخالف الإسلام ، ولقد وصلنا لمرحلة أصبحنا نفرق فيها بين حماس سياسيا (الحكومة التي تحكم بغير ما أنزل الله ) وبين حماس عسكريا (كتائب القسام ) ، وذلك لما نتوسمه من الخير على أيدي هؤلاء المجاهدين ، الذين جاهدوا ورابطوا وصابروا ، خريجي المساجد ، حفظة القرآن ، والذين ( وهذا قد بدأ فعلاً ) لن يبقوا على ما هم عليه الآن من قعود وهوان ، فبعد أن نالوا شرف الجهاد .. توجهم قادتهم السياسيون بأن جعلوهم إما مرافقين لوزراء ونواب أو خلايا نائمة مرهونة بالقرار السياسي العقيم ، أو زجوا بهم في اقتتال داخلي مع كلاب بني علمان ، وهذا لا نختلف معهم فيه من حيث المنهج ، وإنما كل الاختلاف من حيث الطريقة المتبعة ، والتي تضيع جهاد المجاهدين أدراج الرياح ببيان شجب واستنكار في اليوم التالي ، و حاضين على الوحدة الوطنية وحرمة الدم الفلسطيني ! ( سياسة فنجان القهوة إن صح التعبير) .
إن هذه المصطلحات الوثنية البعيدة عن العقيدة والمموعة للدين ، والتي تدخل في إطار المنهج الفاسد المتبع ، لسوف تكون السكين الذي سيقسم ويفصل المجاهدين الحق عن هذه المناهج و السياسات الفاشلة , الذين يرون في حماس الوسيلة وليست الغاية ، والتي إن تولت فلن يشفع لها احتواءها للمجاهدين في وقت ما ، أما أصحاب عبارة ( نحن نثق بقادتنا ) فهنيئا لهم بقادتهم في هذه الدنيا الفانية ، ولا بواكي على أتباع الأشخاص لا أتباع الحق .
فلو كان هناك حسنات لهذا الدرب الذي سلكته حماس ، فليس غير أنها جعلت من وضع المسلمين الآن في أرض الرباط كوضع يتم فيه الفرز والتمييز ، وإنما فرز وتمييز لأصحاب العقيدة السليمة على حدة وأصحاب العقيدة الحزبية ( إن صح التعبير ) في الجانب الآخر .
(مَّا كَانَ اللّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيم ٌ) (آل عمران : 179)
وعلى الرغم من هذا ، إلا أن التبرؤ من هذا المنهج في أسرع وقت ممكن هو تقرب لله عز وجل ، وهو نصرة للمولى و لدين الله ، فلقد لاحت فرصة في الأفق قبل أيام لترك هذا المنهج ، عندما أعلن رجل أمريكا ( أشباه رجال ولا رجال ) المرتد حمالة الحطب عباس أنه مقبل على انتخابات شركية مبكرة ، وهو بطبيعة الحال لا يستطيع أن يملي أي قرار من تلقاء نفسه بل هو عبد سيده كلب الروم بوش ، ولذلك فإن كنتم يا من في الجناح السياسي من حماس طلبة للآخرة ، فسارعوا لإعلان الاستقالة من هذا العمل الشركي الفاسد ، وقولوا أننا صمدنا ما لم تصمده أية حكومة أخرى في أي مكان في العالم ، قولوا ما تقولوه دوماً ، رددوا أي شيء ، المهم استغلوا فرصة تفلتكم من هذا الفخ الذي نصب لكم ، والذي اتضحت فيه نظرية المؤامرة ، فحتى لو بقيتم لن تنجزوا شيئا أمام الهجمة الكافرة على الإسلام ، طالما أن معية الله ليست معكم ( والله ينصر من ينصره) وصندوق الاقتراع لا ينصر الله ، بل هو ند لله عز وجل .
أما إن بقيتم ، فحالكم لن يتغير ، إلا أن تتبعوا ملة أعداء الله من اليهود والنصارى ، وستبقى الهجمة الكافرة الشرسة مسلطة عليكم من أعداء الله في الخارج ، ومن أعوانهم وأذنابهم من العلمانيين في الداخل ، ولنا في الهالك الكلب العقور عرفات مثال واضح ، فلقد رضي بالذل والهوان ، وأن يكون مطية لليهود وعباد الصلبان ، فتنازل التنازل تلو التنازل ، طمعا في مجد سياسي على مستواه الشخصي إن لم يكن الحزبي ، وذلك لإرضاء شعبه ، ناسيا رضا الله ، فماذا كانت النتيجة ؟ لقد حوصر ثلاث سنوات ، بل وقتل من أقرب المقربين له ، فخسر الدنيا والآخرة.
لذلك فالطريق واضح ، والدرب مرسوم لمن أراد العبور والوصول لإحدى الحسنين ، فلا تكن أخي المجاهد القسامي إلا نصيراً لله ولرسوله باعتلاء ذروة سنام الإسلام ، ألا وهو الجهاد .
فإن قول الحق عز وجل في كتابه العزيز لا يحتاج لتفسير وتأويل عندما قال : ( وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم ) ، فإما أن تكون أيها المجاهد القسامي مجاهدا للإسلام والإسلام وحده , وإما أن تكون مجاهدا للقسام وحماس ، وهيهات هيهات في ظل وضع حماس الآن أن تلتقي الرايتان ، فالفرق شاسع .
أيها المجاهد ، يا من اغبرت قدماك في سبيل الله ، لا تكن عونا للشيطان على نفسك فإما أن تكون مع حركتك وحزبك ناصحا بالكتاب والسنة داعياً لها لترك ما يخالف شريعة الله ، حبا فيمن رافقك داخل هذه الحركة ، فهم يبقون إخواننا ، وواجب علينا نصحهم طمعاً في أن يهدينا الله وإياهم ، وإما أن تكون مع حركتك وحزبك فيما يخالف كتاب الله وسنة رسوله ، سامعاً مطيعاً لقادتك ، عاصياً مبتعداً عن ربك ،فيا أخا الإسلام إن الحق أحق أن يتبع .
أخي المسلم الحبيب ، يا صاحب المنهج السليم والعقيدة الصافية ، إن أصحاب الرايات السود والذين سيكونون عز الأمة القادم ومجدها ، والذين يريدون أن يكونوا ممن ينصر الدين على أيديهم ويقوم ، الذين لا يعرفون طريقا للنصر إلا الجهاد ولا منهجا متبعا إلا القرآن والسنة ، هؤلاء أخي الحبيب في حاجة لنصرتك ، في حاجة لوحدة إسلامية لا وثنية معك ومع أمثالك أخي الحبيب ، لكي ننفض عن أنفسنا العصبية الجاهلية ، و نكفر بالوطنية والديمقراطية ، ولكي نوحد الله حق توحيده لا نشرك به شيئا ، ولكي نختصر الطريق فإما إلى النصر القريب بتحقيق موعود الله ، أو شهادة في سبيل الله لا ترد في وجه صاحبها ولا تشوبها شائبة .
يا أخا الإسلام ، أيها المجاهد القسامي على وجه الخصوص ، قد تبدو لك مثل هذه الدعوة غريبة لم تسمع مثلها قبلا ، فلهذا ولهذا فقط أدعوك لأن تكون من أصحابها ، لقول الرسول صلوات ربي وسلامه عليه : ( بدأ الدين غريبا ، ويعود غريبا كما بدأ ، فطوبى للغرباء ) هذه هي البشرى أخي الحبيب ، وهذه هي الدعوة ، فسارع للالتحاق بركب الغرباء لتكون ممن ينالهم من هذه البشرى نصيب وحظ وفير .
أخي الحبيب ، والله أنني أكتب مثل هذه الكلمات ناصحاً مشفقا على نفسي وإياك ، فالدرب القويم أمامنا ونتخلف عنه ، فأرجو الله من كل قلبي أن تكون كلماتي هذه ذات وقع على قلوب من يقرأها من المسلمين ، وأن يجزيني وإياكم أيها القساميون جهادا في سبيله في هذه الحياة ، وشهادة مقبولة في نهايتها ، حتى نكون بإذن الله تعالي في جنات الخلد فائزين .
هذا ما جادت به قريحتي وعقلي القاصر ، فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان
فأستغفر الله العظيم وأتوب إليه .
والله أعلى وأعلم
كتبه أخوكم المقصر
أبـو مـعـاويـة الـفـلـسـطــيني
تعليق