إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حتى لا ينتهي اتفاق مكة في مصلحة الكيان الصهيوني

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حتى لا ينتهي اتفاق مكة في مصلحة الكيان الصهيوني

    الخوف من أن تستثمر اتفاق مكة جهات عربية وفلسطينية جعلت رهانها الأساسي على أمريكا والكيان الصهيوني، فتدعو إلى إطلاق عملية سياسية عواقبها خطيرة للغاية، لأن أي عملية سياسية قادمة، جوهرها هو فتح الأبواب على صراعات فلسطينية داخلية جديدة بغية تمزيق وحدتهم، وستكون بمثابة الفتيل، الذي يعيد تأجيج نار الخلافات داخل الساحة الفلسطينية.



    فاليوم ثمة حديث خطير، عن دولة تأتي سريعاً ويتم الاعتراف بها خلال أيام، ولا تحتاج إلى مفاوضات شاقة وطويلة، وكل ما على الفلسطينيين هو الاعتراف بالكيان الصهيوني، مقابل دولة مؤقتة ضمن حدود الجدار، وهذه بالضبط مؤامرة كبيرة وخطيرة جداً، تستهدف أولاً أن ينال الجدار بحدوده الحالية«شرعية البقاء والوجود» على الأرض الفلسطينية، وما يعنيه ذلك أن هذه المفاوضات تراجعت من حدود 1967 لحظة إطلاق ما يسمى بالعملية السلمية، إلى أوسلو وما أعقبه، إلى المفاوضات الجديد القادمة، لتكون كل حلقة من المفاوضات، تعمل على جر الأطراف المفاوضة إلى مزيد من التراجع، لا ينتج عنها سوى استمرار ضياع المزيد.



    فالكيان الصهيوني كل ما يفعله، أنه يعمل على جر الأطراف الفلسطينية المفاوضة إلى مواقع جديدة، فيما تنسى هذه الأطراف على الدوام، المواقع التي كانت فيها من قبل، وهو ذات المخطط القديم الذي يهدف في نهاية الأمر، إلى تجريد الفلسطينيين من كل شيء، عبر تنازلهم البطيء عن حقوقهم.



    «الدولة المؤقتة بحدود الجدار» هي عبارة عن حكم ذاتي لا أكثر ولا أقل، ولكن «باسم دولة» وبصورة أوضح، هو مجرد إقامة كيان وهمي للفلسطينيين، يستند بصورة كاملة على الكيان الصهيوني، وتكون وظيفته حماية الكيان الصهيوني من جانب، فيما وجود هذا الكيان الوهمي وشرعيته إنما تستمدان من الكيان الصهيوني ذاته، في عملية مقامرة كبيرة وخطيرة، نتنازل بموجبها عن فلسطين، مقابل هذا الوهم المسمى "دولة".



    عندما يكون للفلسطينيين كيان وهمي، لا تكون هناك أي التزامات صهيونية تجاه الأرض، التي سيعيث فيها الصهاينة فساداً، دون أن يقدر احد على ردعها، فمسالة الحفاظ على ما يسمى بالعملية السلمية ومنجزاتها، لا تزال عند الأنظمة أهم من الأرض، وأهم من الوطن بأكمله، وهنا جوهر الخطر برمته، لأن الأنظمة العربية الرسمية، كل ما يهمها هو المحافظة على استمرار المفاوضات، دون أن تكون للأرض أي قيمة على الإطلاق.



    لقد كانت عناوين المفاوضات السابقة حدود الرابع من حزيران، لكنها تقلصت شيئاً فشيئاً. لقد افسد المفاوضون علينا كل شيء، وهم يسيرون تماماً بما يخدم المصلحة الصهيونية، وبما يعمل على تعميق مأساة الفلسطينيين على الدوام، لهذا كله، لا نريد أن يكون ثمن الاتفاق الداخلي بين الأطراف الفلسطينية، انطلاق عملية سياسية خطيرة، لن تكون نتائجها في مصلحة الأمة، من أجل ذلك، لا بد أن يتبع اتفاق مكة، جولة جديدة من الحوارات الفلسطينية الداخلية، تهدف إلى منع أي حراك سياسي في هذه المرحلة، وضرورة إطلاق يد المقاومة، لأن العثرات التي سيضعها الكيان الصهيوني على الأرض، ستكون كثيرة وكبيرة، ولا يمكن حلها من خلال سياسة الاستجداء.
يعمل...
X