السلام عليكم ...
قبل أن أبدأ موضوعي أود أن أقول أنه لابديل أمام فتح وحماس الا الحوار ثم الحوار ثم الحوار .
حقيقة إن المتأمل في كتاب الله جل وعلاه , والمتدبر لآياته لتستوقفه تل التوجيهات السامية , والوصايا الجليلة التي تخاطب النفس , وتحثها على التحلي بالاخلاق الفاضلة , لكي ترفع من قدرها حتى تطهر وتزكو , كيف لا ؟وأصل الرسالة يوجزها الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله ( إنما بعثت لآتمم مكارم الاخلاق ) , ومنذ نحن في الصفوف الابتدائية حتى وصولنا لآخر مرحلة في الثانوية لم يخلوا عام الا ويطلب منا المدرسن أن نكتب موضوع عن الاخلاق , لم يكن ذلك صدفة أو هباء , ولكن لآننا يجب أن نكون من تلك الامم التي قال فيها الشاعر إنما الامم أخلاق فإن ذهبت أخلاقهم ذهبوا .
موضوعي هذا يتمحور حول أمر مؤسف جدا يحدث في مدينة فلسطينة لطالما عرف أهلها بالكرم والعزة والإباء , مدينة لطالما كان أهلها كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا .
في الاشهر والاسابيع الاخيرة استغربنا أن يحدث كل هذا اللغط والتركيب في المعاني والمفاهيم لدى أبناء الوطن الواحد والدين الواحد , وربما مع مرور الوقت أصبح لزاما علينا أن نتأقلم مع هذا الأمر ونحاول أن نسايره ونتمنى أن يعود أبناء الوطن الى ماهو أسمى وأرقى في التعامل .
بينما نحن جميعا ننتظر بفارغ الصبر تلك الالتقاء بين ابناء الوطن وبين الجار وجاره وبين الصديق وصديقه والقذف في الحزبية الى خلف ظهورنا وإن أمكن أن يبصق كل منا في وجه تلك الحزبية المقيتة والعنصرية الظالمة لبعضنا البعض .
الموقف الذي حدث في رفح كما هو :
في يوم أن نزلت رواتب الموظفين قبل يومين وطبعا الجميع يذهب للبنك ويضع يده على قلبه وحتى لو كان فتحاوي صميم ولكن يخشى أن يكون قد ( سلخه ) أحدهم تقرير فلا يتلقى قوت أبناءه ويأخذ راتبه , بينما كنت مع أحد الاخوة أصدقائي في الشرطة ( الحمساوية ) وأصر أن يوصلني الى منزلنا بسيارة الشرطة ولايريد مني أتعب نفسي فأمشي مشيا على الاقدام رغم أن المسافة ليست بعيدة لمنزلنا , بينما كان يسير ببطئ بجانب البنك بسبب الزحمة فإذا فيه يرى شقيقه الذي يعمل في السلطة في جهاز المخابرات , ونادى عليه بعد أن رآه قد صرف راتبه وقال سأناديه يروح معنا بالمرة , وتواصل بالنداء على شقيقه ونظر اليه شقيقه الذي يعمل في المخابرات وتجاهله ورغم تواصل النداء عليه والمسافة قريبة الا أن شقيقه أصر على تجاهل شقيقة الاكبر الذي يعمل في الشرطة ومالبث ان أخذ سيارة أجرة وركب فيها وأنطقلت سيارته , فقال لي صديقي في الشرطة ( شكلوا أنهبل أخي ليش مارد علي وأنا بنادي عليه وحلق لي ) فصرت أضحك عليه وأصبح هو الاخر يضحك أيضا .
في اليوم التالي قابلني صديقي الحمساوي إبن الشرطة وقال هل تعلم السبب الذي دعى أخي لعدم الرد علي , قلت له ماهو السبب ؟
قال أنه بعد عودتي امس للبيت وسألته فأخذ يتحدث بصوت عال ويقول :
( أسمع يا أخي نحن اخوة فقط في المنزل ولكن خارج المنزل أنا من طريق وأنت من طريق )
نعم قال له هكذا بصريح العبارة خارج المنزل نحن ليس اخوة ولي أبناء أريد ان أطعمهم ولا أريد أن تتعرف علي بالشارع .
ياإلهي كم ثقيلة تلك الكلمات , وكم صعبة تلك المعاني على من تربوا في منزل واحد لآكثر من عقدين , كانوا يذهبوا للمدرسة معا وكلا منهم يمسك بيد الاخر خوفا من ضياع أحدهم أو اصابة أحدهم مكروه , كانوا يتناولوا طعام الافطار والغذاء والعشاء في سفرة واحد ولربما كانوا يقتسموا نفس الرغيف , بسهولة جدا وبسبب تلك الأحداث المأسوية التي يعيشها الشعب يقول أنت ليس اخي ولسنا أخوة في الشارع ولا نعرف بعضنا البعض .
أين نسير والى أي طريق سنخطوا , وأي شارع هذا الذي سندخله الان هل هو مظلم اكثر ام فيه إضاءة ستنير الطريق لنا كفلسطينين ؟!!
أسئلة تحتاج الى إجابة واضحة من كل قائد سيحاسب عند الله يوم لاينفع مالا ولا بنون الا من أتى الله بقلب سليم ...
كتابة اخوكم
زلزال السرايا
قبل أن أبدأ موضوعي أود أن أقول أنه لابديل أمام فتح وحماس الا الحوار ثم الحوار ثم الحوار .
كتابة أخوكم / زلزال السرايا
حقيقة إن المتأمل في كتاب الله جل وعلاه , والمتدبر لآياته لتستوقفه تل التوجيهات السامية , والوصايا الجليلة التي تخاطب النفس , وتحثها على التحلي بالاخلاق الفاضلة , لكي ترفع من قدرها حتى تطهر وتزكو , كيف لا ؟وأصل الرسالة يوجزها الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله ( إنما بعثت لآتمم مكارم الاخلاق ) , ومنذ نحن في الصفوف الابتدائية حتى وصولنا لآخر مرحلة في الثانوية لم يخلوا عام الا ويطلب منا المدرسن أن نكتب موضوع عن الاخلاق , لم يكن ذلك صدفة أو هباء , ولكن لآننا يجب أن نكون من تلك الامم التي قال فيها الشاعر إنما الامم أخلاق فإن ذهبت أخلاقهم ذهبوا .
موضوعي هذا يتمحور حول أمر مؤسف جدا يحدث في مدينة فلسطينة لطالما عرف أهلها بالكرم والعزة والإباء , مدينة لطالما كان أهلها كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا .
في الاشهر والاسابيع الاخيرة استغربنا أن يحدث كل هذا اللغط والتركيب في المعاني والمفاهيم لدى أبناء الوطن الواحد والدين الواحد , وربما مع مرور الوقت أصبح لزاما علينا أن نتأقلم مع هذا الأمر ونحاول أن نسايره ونتمنى أن يعود أبناء الوطن الى ماهو أسمى وأرقى في التعامل .
بينما نحن جميعا ننتظر بفارغ الصبر تلك الالتقاء بين ابناء الوطن وبين الجار وجاره وبين الصديق وصديقه والقذف في الحزبية الى خلف ظهورنا وإن أمكن أن يبصق كل منا في وجه تلك الحزبية المقيتة والعنصرية الظالمة لبعضنا البعض .
الموقف الذي حدث في رفح كما هو :
في يوم أن نزلت رواتب الموظفين قبل يومين وطبعا الجميع يذهب للبنك ويضع يده على قلبه وحتى لو كان فتحاوي صميم ولكن يخشى أن يكون قد ( سلخه ) أحدهم تقرير فلا يتلقى قوت أبناءه ويأخذ راتبه , بينما كنت مع أحد الاخوة أصدقائي في الشرطة ( الحمساوية ) وأصر أن يوصلني الى منزلنا بسيارة الشرطة ولايريد مني أتعب نفسي فأمشي مشيا على الاقدام رغم أن المسافة ليست بعيدة لمنزلنا , بينما كان يسير ببطئ بجانب البنك بسبب الزحمة فإذا فيه يرى شقيقه الذي يعمل في السلطة في جهاز المخابرات , ونادى عليه بعد أن رآه قد صرف راتبه وقال سأناديه يروح معنا بالمرة , وتواصل بالنداء على شقيقه ونظر اليه شقيقه الذي يعمل في المخابرات وتجاهله ورغم تواصل النداء عليه والمسافة قريبة الا أن شقيقه أصر على تجاهل شقيقة الاكبر الذي يعمل في الشرطة ومالبث ان أخذ سيارة أجرة وركب فيها وأنطقلت سيارته , فقال لي صديقي في الشرطة ( شكلوا أنهبل أخي ليش مارد علي وأنا بنادي عليه وحلق لي ) فصرت أضحك عليه وأصبح هو الاخر يضحك أيضا .
في اليوم التالي قابلني صديقي الحمساوي إبن الشرطة وقال هل تعلم السبب الذي دعى أخي لعدم الرد علي , قلت له ماهو السبب ؟
قال أنه بعد عودتي امس للبيت وسألته فأخذ يتحدث بصوت عال ويقول :
( أسمع يا أخي نحن اخوة فقط في المنزل ولكن خارج المنزل أنا من طريق وأنت من طريق )
نعم قال له هكذا بصريح العبارة خارج المنزل نحن ليس اخوة ولي أبناء أريد ان أطعمهم ولا أريد أن تتعرف علي بالشارع .
ياإلهي كم ثقيلة تلك الكلمات , وكم صعبة تلك المعاني على من تربوا في منزل واحد لآكثر من عقدين , كانوا يذهبوا للمدرسة معا وكلا منهم يمسك بيد الاخر خوفا من ضياع أحدهم أو اصابة أحدهم مكروه , كانوا يتناولوا طعام الافطار والغذاء والعشاء في سفرة واحد ولربما كانوا يقتسموا نفس الرغيف , بسهولة جدا وبسبب تلك الأحداث المأسوية التي يعيشها الشعب يقول أنت ليس اخي ولسنا أخوة في الشارع ولا نعرف بعضنا البعض .
أين نسير والى أي طريق سنخطوا , وأي شارع هذا الذي سندخله الان هل هو مظلم اكثر ام فيه إضاءة ستنير الطريق لنا كفلسطينين ؟!!
أسئلة تحتاج الى إجابة واضحة من كل قائد سيحاسب عند الله يوم لاينفع مالا ولا بنون الا من أتى الله بقلب سليم ...
كتابة اخوكم
زلزال السرايا
تعليق