استحوذت التطورات الأمنية التي شهدتها الحدود اللبنانية ــ الإسرائيلية، والمتمثلة بتبادل إطلاق النار قرب مارون الراس على اهتمام المحللين الإسرائيليين، الذين وضعوا ما حصل في خانة سعي المستويين العسكري والسياسي في الدولة العبرية إلى تغيير قواعد اللعبة على الحدود، وعدم تكرار الخطأ الذي وقعوا فيه قبل الحرب الأخيرة، من دون أن يُخفوا خيبة أمل كبيرة من دور الجيش اللبناني، الذي لم يلبّ تطلعاتهم بالعمل من أجل أمنهم، وتطلعه للعمل من أجل الدفاع عن لبنان، لا عن إسرائيل.
ورأى المعلق العسكري في «يديعوت أحرونوت»، رون بن يشاي، أن عملية التوغل الإسرائيلية الأخيرة، التي سماها «عملية الجرافات الثلاث»، كان لها هدفان: الأول أمني ــ سياسي، والثاني عسكري ــ تكتيكي. وأوضح أن «دخول الجرافات هدفه البرهنة لحزب الله بأن إسرائيل لن تتنازل عن سيادتها حتى على الأراضي الواقعة وراء السياج».
وإذ ذكر يشاي بأن إسرائيل تصرفت بعد الانسحاب من لبنان عام 2000 كما لو أن تلك الأراضي لا تخضع لسيادتها، وهو ما أتاح لحزب الله التمركز فيها، رأى أن «حكومة (إيهود) أولمرت قررت عدم تكرار هذا الخطأ، كما قررت عدم الانتظار لأن زرع العبوات الناسفة كان عملياً اختباراً أول حاول من خلاله حزب الله امتحان حكومة إسرائيل والجيش الإسرائيلي بعد حرب لبنان الثانية». وعليه تقرر في الجيش الإسرائيلي، بحسب يشاي، عدم التريث في الرد، بل العمل بسرعة وحزم مع الامتناع عن تسخين الوضع في المنطقة.
أما «الهدف العسكري ــ التكتيكي للجرافات فكان»، بحسب يشاي، «تنفيذ ما يُسمى في الجيش الإسرائيلي عملية حلاقة، كي لا يبقى في قطعة الأرض هذه صخور كبيرة يمكن إخفاء عبوات ناسفة بينها».
بدوره، رأى المراسل العسكري لصحيفة «معاريف» عامير رابابوت، في مقال حمل عنوان «مشتاقون إلى جيش لبنان الجنوبي»، أن «تبادل اطلاق النار الذي جرى أمس قرب مستوطنة أفيفيم، يُجسد أكثر من أي شيء آخر، أن الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل، لم تأت بغية العمل من أجلنا. فالجيش اللبناني ليس جيش لبنان الجنوبي».
وأضاف ربابورت: «في الإجمال، فإن الواقع الحالي هو بالطبع افضل من الوضع الذي كان سائداً قبل الحرب، عندما سيطر حزب الله على مواقع له في محاذاة السياج الحدودي تماماً. لكن من المهم أن ندرك أنه خلافاً لما صُورت الأمور في إسرائيل، كما لو أن الجيش اللبناني واليونيفيل أتوا إلى الجنوب لمعالجة أمر حزب الله من أجلنا، فإن قوات اليونيفيل ترى نفسها قوة موضوعية محايدة بينما يدرك جنود الجيش اللبناني أنه أتى إلى الجنوب من أجل الدفاع عنه في وجه إسرائيل لا في وجه حزب الله».
وبحسب ربابورت، «فالجيش الإسرائيلي أصر على إثبات أن ما كان قبل الحرب، عندما لم يكن قادراً على العمل ضد حقول العبوات الناسفة التي وُضعت على الجانب الثاني من السياج، لم يعد قائماً الآن». ورأى أنه «من شأن الحادث الأخير أن يترك آثاراً سلبية على العلاقات بين الجيش الإسرائيلي وبين الجيش اللبناني، وهي علاقات لا زالت قيد التبلور. لكن من المهم إدراك أن العبوات الناسفة لم تأت من عدم. بل إن ثمة من يسعى لتسخين المنطقة في الفترة الأخيرة، وعلى ما يبدو يتعلق الأمر بحزب الله. هذا الأمر يُجسد (حقيقة) أن القرار 1701 الذي يُعد الإنجاز الأكبر للجيش الإسرائيلي في الحرب، هو انجاز هش جداً، ذلك أن للبنان تاريخاً طويلاً من الاتفاقات التي تبددت».
ويرى ربابورت أنه «إذا ما قرر حزب الله كسر الأدوات، يمكنه خرق الاتفاق من دون أي صعوبة»، مُذكراً بأن «ثمة عدداً غير قليل من العسكر قدروا أنه مع مرور الوقت سيعمل حزب الله لإثبات أنه لا يزال موجوداً في جنوب لبنان. في البداية سيرفع رايات، وبعد ذلك سيضع عبوات ناسفة، حسبما قالوا. لاحقاً، سيُنفذ عمليات ضد قوات الجيش الإسرائيلي، ومن شأن الوضع أن يتدهور تدريجياً وصولاً إلى حرب أُخرى مع حزب الله. في هذه الأثناء، تحققت المراحل الأولى من هذا السيناريو»
ورأى المعلق العسكري في «يديعوت أحرونوت»، رون بن يشاي، أن عملية التوغل الإسرائيلية الأخيرة، التي سماها «عملية الجرافات الثلاث»، كان لها هدفان: الأول أمني ــ سياسي، والثاني عسكري ــ تكتيكي. وأوضح أن «دخول الجرافات هدفه البرهنة لحزب الله بأن إسرائيل لن تتنازل عن سيادتها حتى على الأراضي الواقعة وراء السياج».
وإذ ذكر يشاي بأن إسرائيل تصرفت بعد الانسحاب من لبنان عام 2000 كما لو أن تلك الأراضي لا تخضع لسيادتها، وهو ما أتاح لحزب الله التمركز فيها، رأى أن «حكومة (إيهود) أولمرت قررت عدم تكرار هذا الخطأ، كما قررت عدم الانتظار لأن زرع العبوات الناسفة كان عملياً اختباراً أول حاول من خلاله حزب الله امتحان حكومة إسرائيل والجيش الإسرائيلي بعد حرب لبنان الثانية». وعليه تقرر في الجيش الإسرائيلي، بحسب يشاي، عدم التريث في الرد، بل العمل بسرعة وحزم مع الامتناع عن تسخين الوضع في المنطقة.
أما «الهدف العسكري ــ التكتيكي للجرافات فكان»، بحسب يشاي، «تنفيذ ما يُسمى في الجيش الإسرائيلي عملية حلاقة، كي لا يبقى في قطعة الأرض هذه صخور كبيرة يمكن إخفاء عبوات ناسفة بينها».
بدوره، رأى المراسل العسكري لصحيفة «معاريف» عامير رابابوت، في مقال حمل عنوان «مشتاقون إلى جيش لبنان الجنوبي»، أن «تبادل اطلاق النار الذي جرى أمس قرب مستوطنة أفيفيم، يُجسد أكثر من أي شيء آخر، أن الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل، لم تأت بغية العمل من أجلنا. فالجيش اللبناني ليس جيش لبنان الجنوبي».
وأضاف ربابورت: «في الإجمال، فإن الواقع الحالي هو بالطبع افضل من الوضع الذي كان سائداً قبل الحرب، عندما سيطر حزب الله على مواقع له في محاذاة السياج الحدودي تماماً. لكن من المهم أن ندرك أنه خلافاً لما صُورت الأمور في إسرائيل، كما لو أن الجيش اللبناني واليونيفيل أتوا إلى الجنوب لمعالجة أمر حزب الله من أجلنا، فإن قوات اليونيفيل ترى نفسها قوة موضوعية محايدة بينما يدرك جنود الجيش اللبناني أنه أتى إلى الجنوب من أجل الدفاع عنه في وجه إسرائيل لا في وجه حزب الله».
وبحسب ربابورت، «فالجيش الإسرائيلي أصر على إثبات أن ما كان قبل الحرب، عندما لم يكن قادراً على العمل ضد حقول العبوات الناسفة التي وُضعت على الجانب الثاني من السياج، لم يعد قائماً الآن». ورأى أنه «من شأن الحادث الأخير أن يترك آثاراً سلبية على العلاقات بين الجيش الإسرائيلي وبين الجيش اللبناني، وهي علاقات لا زالت قيد التبلور. لكن من المهم إدراك أن العبوات الناسفة لم تأت من عدم. بل إن ثمة من يسعى لتسخين المنطقة في الفترة الأخيرة، وعلى ما يبدو يتعلق الأمر بحزب الله. هذا الأمر يُجسد (حقيقة) أن القرار 1701 الذي يُعد الإنجاز الأكبر للجيش الإسرائيلي في الحرب، هو انجاز هش جداً، ذلك أن للبنان تاريخاً طويلاً من الاتفاقات التي تبددت».
ويرى ربابورت أنه «إذا ما قرر حزب الله كسر الأدوات، يمكنه خرق الاتفاق من دون أي صعوبة»، مُذكراً بأن «ثمة عدداً غير قليل من العسكر قدروا أنه مع مرور الوقت سيعمل حزب الله لإثبات أنه لا يزال موجوداً في جنوب لبنان. في البداية سيرفع رايات، وبعد ذلك سيضع عبوات ناسفة، حسبما قالوا. لاحقاً، سيُنفذ عمليات ضد قوات الجيش الإسرائيلي، ومن شأن الوضع أن يتدهور تدريجياً وصولاً إلى حرب أُخرى مع حزب الله. في هذه الأثناء، تحققت المراحل الأولى من هذا السيناريو»