إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مقال : في ضوء اتفاق مكة:المطلوب أكثر من حكومة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مقال : في ضوء اتفاق مكة:المطلوب أكثر من حكومة



    أيمن خالد

    بالتأكيد لا نريد الاقتتال في الساحة الفلسطينية، لأن الدم الفلسطيني هو رصيد الأمة الثمين، الذي يجود به الشعب الفلسطيني، باعتباره يقف في خط الدفاع الأول عن الأمة، وباعتبار ساحة فلسطين، هي ساحة المواجهة، ومن هنا اكتسب الشعب الفلسطيني أهمية بالغة، بوصفه في المكان الصحيح، الذي عليه ان يضمد جرح الأمة بجراحه، ويحميها بدمه، ولما يقع هذا الشعب ضحية الفتنة، فإن الأمة بأكملها ستكون معرضة للكارثة.

    الآن سوف تهلل العديد من الفصائل للاتفاق، وبالذات الفصائل المجهرية، وكأن حل مشكلة الحكومة هو المطلب والرجاء الفلسطيني من الإخوة المجتمعين في الديار المباركة. وكأن الاحتلال وجرائم الاحتلال لا تعني من الأمر شيئا، فلو كان هذا الاتفاق قد أعلن النفير، ووضع في أجندته أولى المهمات في مواجهة هذا الكيان، والتحديات الكبرى التي يفرضها على الساحة الفلسطينية.

    الاتفاق عملياً وحتى لا تأخذنا العواطف بعيداً، هو عبارة عن عملية تأجيل لأزمات كثيرة وصعاب جمة تعترض طريق الفلسطينيين، لا تستطيع الحكومة الحالية، ولا أي برنامج حكومة من حلها ما لم تتبنى الحكومة مشروع المقاومة، وتسقط الرهان السياسي في كافة أبعاده، وما دون ذلك، فهي سباحة في عالم الوهم، فهو اتفاق إذا كان عليه أن يسقط فكرة الاقتتال من الرؤوس، فعليه أولا أن يسقط الرهان كليا على أي مشروع تفاوضي في المستقبل.

    لا نريد أن نغرق كثيرا في عالم الاحتفالات، ثم نكتشف في اليوم التالي أن حجم القمامة التي خلّفتها الاحتفالات هي كبيرة للغاية، وتحتاج إلى جهد هو أضعاف لحظة الفرح العابرة، ولا نريد بالمقابل أن نتبنى نظرة تشاؤمية، لأن الأمر بمجمله، لا يخضع لمعايير الأماني وغير ذلك، فالساحة الفلسطينية تتطلب جملة من المهمات الكبيرة، ينبغي على كافة الفصائل الفلسطينية أن تلتفت لها وتعطيها الأولوية.

    في البدء، هناك مصير الأمة المتعلق بمدينة القدس والدلالة الكبيرة للمسجد الأقصى، فما يجري اليوم هو أكثر من تعدي على حرمته، فهي محاولة صهيونية لامتصاص الرأي العام العربي وتهيئته لتقبل المزيد، وبالمقابل هناك عملية إعلامية خطيرة تجري في وسائل الإعلام العربية، من خلال تقديم المسجد الأقصى باعتباره أثرا فلسطينيا فحسب، في عملية سلب وإلغاء للدور العربي قبيل الخطوة السياسية القادمة والتي تستهدف القدس، فالتقليل من أهمية القدس، هو عملية تجريد الأمة العربية من واجب المشاركة في المعركة.

    هناك أيضا قصة الجدار والتهويد، والأسرى والحصار وكل هذه المسائل لا تزال عالقة، وأينما توجهت الحكومة الفلسطينية القادمة، فسوف تتم مواجهتها بتجاهل الصهاينة لها، واستخفافها بها، فماذا يمكن أن تفعل الحكومة في ظل ذلك، وهل ستنقسم وتختلف ولن تستطيع الخلاص إلى رأي، أم ماذا، لا شك أن التجاهل الصهيوني والدولي واستمرار الحصار وغير ذلك، سوف يفرض أحد الأمرين، اللجوء إلى خيار المواجهة، أو الانحدار في برنامج تفاوضي، وليس هناك من حل وسط.



    هل ستقبل الأطراف الفلسطينية الوقوف والتصدي للتعنت الصهيوني القادم، أم ستنحدر باتجاه برنامج تفاوضي يكون أيضا برعاية عربية.



    بالنتيجة، الموقف الصهيوني واضح، وهو أن الكيان لا بد وان يسعى قادته إلى تمزيق بنية أي اتفاق، لأن اتفاق الفلسطينيين، سوف يجعل موقفهم قويا، وحتى الذين يفاوضون ويراهنون على التسوية، من مصلحة الكيان إبقائهم ضعفاء حتى لا يكون أمام أي استحقاق.



    كل الظروف التي أمامنا تقودنا إلى المقاومة، فهل نعود إليها فقط، بالتأكيد هذا هو مطلب شعبنا.



    بالتأكيد المطلوب من القوى الفلسطينية ما هو اكبر من الاتفاق على تشكيلة حكومة إلى ضرورة تحمل أعباء هذا الشعب ومعرفة كيفية حمايته والدفاع عنه.







    2007-02-08 21:32:12
    القناعة كنز لا يفنى

  • #2
    بارك الله فيك يا اسود الحرب

    تعليق


    • #3
      مشكورين اخى الكريم وبارك الله فيك

      تعليق

      يعمل...
      X