كانت عملية الوهم المتبدد التي قامت بها ثلاث مجموعات مقاومة فلسطينية في غزة كانت قد هزت الكيان الاسرائيلي وفاجأت الجيش لما انطوت عليه من خطة محكمة وعمل امني دقيق اسهم في نجاح العملية.
وتعتبر عمليات اختطاف جنود اسرائيليين للمساومة عليهم لتحقيق أهداف وطنية سمة بارزة تميزت بها كتائب القسام عن غيرها منذ انطلاقة الانتفاضة الأولى في العام 1987 .
ومن خلال تتبع الأحداث يتضح مدى الاهتمام البالغ الذي توليه كتائب القسام لقضية الأسرى عبر اختطاف الجنود، علما أن هذا الدور كلفها الكثير من عناصرها استشهادا او اعتقالا.
http://www.aljazeera.net/mritems/ima...28379_1_23.jpg
ويعيد اختطاف الجندي في عملية كرم أبو سالم إلى الأذهان عمليات الاختطاف التي نفذها الجهاز العسكري لحماس منذ انطلاقة الحركة عام 1989.
وتعتبر حماس الفصيل الفلسطيني الوحيد الذي تمكن من القيام بعمليات اختطاف داخل الأرض المحتلة، حيث جرت العديد من العمليات النوعية في تاريخ المقاومة الفلسطينية لكن معضمها كان في الخارج.
جلعاد شليط هو الحالة الأخيرة في هذا المسلسل المتواصل.. والهدف كان دائما وما زال الأسرى....
وفيما يلي التسلسل الزمني لعمليات الاختطاف التي قامت بها حركة حماس منذ اندلاع الانتفاضة الاولى عام 1987.
تاريخ حافل
ايلان سعدون، افيس سبورتاس، ألون كرفاني، نسيم طوليدانو، نخشون فاكسمان، شاهر سيماني، وآريه انتكال، شارون ادري، حافلة ايغد عام 1993 في القدس، احتجاز رهائن في مطعم في القدس 1994، ساسون نورائيل وغير ذلك من إبداعات القسام في حقل اختطاف جنود اسرائيليين ومستوطنين ، ملفات تعود بها الذاكرة بعد عملية كرم أبو سالم النوعية واختطاف الجندي جلعاد شافيت،
وتاليا ابرز عمليات الاختطاف التي نفذتها كتائب القسام:
الجندي الاسرائيلي نخشون فاكسمان
http://www.islamtoday.net/media/1111264.jpg
هنا لا بد من التعريج على عملية اختطاف الجندي نخشون فاكسمان في صبيحة الأحد 9/10/1994 من قبل ثلاثة من جنود القسام في منطقة القدس هم صلاح جاد الله وعبد الكريم بدر و حسن تيسير النتشة الذين اختطفوا الجندي نخشون فاكسمان واقتادوه إلى بلدة بير نبالا ليحتجز في شقة مدة ثلاثة أيام.
انتهت العملية بمقتل الجندي مع قائد الوحدة الاسرائيلية المهاجمة وجرح جنود آخرين واستشهاد ثلاثة من مقاتلي القسام وهم الخلية الخاطفة عندما قام الجيش الاسرائيلي باقتحام المنزل في حوالي الثامنة مساء بأمر من رئيس الوزراء الاسرائيلي في ذلك الوقت إسحاق رابين مساء السبت 15/10/1994.
ويتبين هنا ان القساميين اتقنوا حينها عملية التمويه حيث اختطف الجندي من القدس ووضع في بيرنبالا التي لا تبعد سوى كيلومتر هوائي واحد عن منزل والد الجندي المخطوف، في بلدة هادئة تماما معظم سكانها من الفلسطينيين القاطنين في الولايات المتحدة الأمريكية، ولم يكن ذلك ليخطر ببال الأجهزة الأمنية الاسرائيلية التي سرعان ما حاصرت قطاع غزة.
حيث أوهم الجميع أن الجندي قد تم نقله إلى القطاع، وتم تصوير الجندي المخطوف، ومن خلفه مقاتلان قساميان ملثمان تلوا البيان العسكري وحددا مطلبهما بالإفراج عن الشيخ أحمد ياسين وعدد من المعتقلين في السجون الاسرائيلية.
وتمت العملية وكأنها جرت بمجملها في قطاع غزة، أما النقطة الأخرى التي نمت عن ذكاء وحنكة قسامية عالية فهي قيام القساميين بإحداث تغييرات بسيطة داخل الشقة أفشلت عملية الاقتحام التي قام بها الكوماندوز الاسرائيلي للشقة وكبده خسائر غير متوقعة.
إذ قام القساميون ببناء النوافذ من الداخل، حيث تظهر من الخارج وكأنها نوافذ طبيعية إلا أنها في حقيقتها مغلقة وهو ما أفشل جزءا من الخطة الاسرائيلية، وأحدث مفاجآت لديها عند الاقتحام.
إضافة إلى ذلك قام القساميون باستحداث أكثر من جدار داخل الشقة تشكل حواجز للمقاومين في ما يعتبر من غير الطبيعي وجودها في أي شقة لدى وضع أية خطة اقتحام.
وقد أربكت الوحدات الخاصة لدى الاقتحام، فمن ناحية فشلت الوحدات الخاصة في إنقاذ الجندي المخطوف وهو الهدف الرئيسي للحملة الذي تعهد به رابين لذوي الجندي، إضافة إلى مقتل قائد الوحدة المهاجمة.
إلا أن هناك بعض الثغرات التي برزت في هذه العملية فقد شكل الاحتفاظ بالجندي ثلاثة أيام خطأً كبيرا إذ إنه أعطى الفرصة للأجهزة الأمنية الاسرائيلية لكي تأخذ وقتا كافيا تستطيع خلاله قلب الضفة والقطاع حينها رأسا على عقب.
ولعل من الأمور البسيطة التي قد لا تخطر ببال أحد وكانت سببا في كشف مكان الخلية وهو ما دلت عليه عناصر من الأجهزة الأمنية الفلسطينية حينها، إن شريط الفيديو الذي اظهر الجندي والخاطفين وهم يرتدون ملابس شتوية، مما يعني أنهم في منطقة باردة، بعكس حالة الجو في قطاع غزة في ذلك الوقت حيث شكلت هذه النقطة مؤشرا قويا يدل على وجود الخاطفين في منطقة جبلية، وعليه فإنه من المرجح حينها أنهم لم يغادروا محيط رام الله.
كما أن الاتصالات شكلت على الدوام ثغرة أمنية ينفذ من خلالها الاسرائيليون سيما في وقت لم تكن تنتشر فيه وسائل الاتصال على النحو الذي نشهده الآن، فقد التقطت أجهزة التنصت الإسرائيلية -والتي من الطبيعي أن تقوم بمراقبة كل مكالمة تتم بين الضفة والقطاع في مثل تلك الأيام الحساسة – مكالمة هاتفية تمت بين جهاد يغمور "أحد المشرفين على عملية الاختطاف والذي يقضي الآن حكما بالسجن 30عاما في السجون الاسرائيلية " وأبو خالد في غزة "محمد ضيف "، وقد تم تعقب يغمور إلى أن وصل إلى المنزل الذي يتواجد فيه الجندي المختطف من أجل إحضار الطعام له وللخاطفين وما أن خرج من المنزل حتى قبض عليه.
ورغم تطور المقاومة وأساليبها ما زالت عقدة الاتصالات تشكل هاجسا كبيرا للمقاومين بفعل التطور التكنولوجي الهائل الذي يمتلكه الاسرائيليون في ظل عدم وجود وسائل بديلة للتواصل في ظروف لا بد من التواصل خلالها.
وتعتبر عمليات اختطاف جنود اسرائيليين للمساومة عليهم لتحقيق أهداف وطنية سمة بارزة تميزت بها كتائب القسام عن غيرها منذ انطلاقة الانتفاضة الأولى في العام 1987 .
ومن خلال تتبع الأحداث يتضح مدى الاهتمام البالغ الذي توليه كتائب القسام لقضية الأسرى عبر اختطاف الجنود، علما أن هذا الدور كلفها الكثير من عناصرها استشهادا او اعتقالا.
http://www.aljazeera.net/mritems/ima...28379_1_23.jpg
ويعيد اختطاف الجندي في عملية كرم أبو سالم إلى الأذهان عمليات الاختطاف التي نفذها الجهاز العسكري لحماس منذ انطلاقة الحركة عام 1989.
وتعتبر حماس الفصيل الفلسطيني الوحيد الذي تمكن من القيام بعمليات اختطاف داخل الأرض المحتلة، حيث جرت العديد من العمليات النوعية في تاريخ المقاومة الفلسطينية لكن معضمها كان في الخارج.
جلعاد شليط هو الحالة الأخيرة في هذا المسلسل المتواصل.. والهدف كان دائما وما زال الأسرى....
وفيما يلي التسلسل الزمني لعمليات الاختطاف التي قامت بها حركة حماس منذ اندلاع الانتفاضة الاولى عام 1987.
تاريخ حافل
ايلان سعدون، افيس سبورتاس، ألون كرفاني، نسيم طوليدانو، نخشون فاكسمان، شاهر سيماني، وآريه انتكال، شارون ادري، حافلة ايغد عام 1993 في القدس، احتجاز رهائن في مطعم في القدس 1994، ساسون نورائيل وغير ذلك من إبداعات القسام في حقل اختطاف جنود اسرائيليين ومستوطنين ، ملفات تعود بها الذاكرة بعد عملية كرم أبو سالم النوعية واختطاف الجندي جلعاد شافيت،
وتاليا ابرز عمليات الاختطاف التي نفذتها كتائب القسام:
الجندي الاسرائيلي نخشون فاكسمان
http://www.islamtoday.net/media/1111264.jpg
هنا لا بد من التعريج على عملية اختطاف الجندي نخشون فاكسمان في صبيحة الأحد 9/10/1994 من قبل ثلاثة من جنود القسام في منطقة القدس هم صلاح جاد الله وعبد الكريم بدر و حسن تيسير النتشة الذين اختطفوا الجندي نخشون فاكسمان واقتادوه إلى بلدة بير نبالا ليحتجز في شقة مدة ثلاثة أيام.
انتهت العملية بمقتل الجندي مع قائد الوحدة الاسرائيلية المهاجمة وجرح جنود آخرين واستشهاد ثلاثة من مقاتلي القسام وهم الخلية الخاطفة عندما قام الجيش الاسرائيلي باقتحام المنزل في حوالي الثامنة مساء بأمر من رئيس الوزراء الاسرائيلي في ذلك الوقت إسحاق رابين مساء السبت 15/10/1994.
ويتبين هنا ان القساميين اتقنوا حينها عملية التمويه حيث اختطف الجندي من القدس ووضع في بيرنبالا التي لا تبعد سوى كيلومتر هوائي واحد عن منزل والد الجندي المخطوف، في بلدة هادئة تماما معظم سكانها من الفلسطينيين القاطنين في الولايات المتحدة الأمريكية، ولم يكن ذلك ليخطر ببال الأجهزة الأمنية الاسرائيلية التي سرعان ما حاصرت قطاع غزة.
حيث أوهم الجميع أن الجندي قد تم نقله إلى القطاع، وتم تصوير الجندي المخطوف، ومن خلفه مقاتلان قساميان ملثمان تلوا البيان العسكري وحددا مطلبهما بالإفراج عن الشيخ أحمد ياسين وعدد من المعتقلين في السجون الاسرائيلية.
وتمت العملية وكأنها جرت بمجملها في قطاع غزة، أما النقطة الأخرى التي نمت عن ذكاء وحنكة قسامية عالية فهي قيام القساميين بإحداث تغييرات بسيطة داخل الشقة أفشلت عملية الاقتحام التي قام بها الكوماندوز الاسرائيلي للشقة وكبده خسائر غير متوقعة.
إذ قام القساميون ببناء النوافذ من الداخل، حيث تظهر من الخارج وكأنها نوافذ طبيعية إلا أنها في حقيقتها مغلقة وهو ما أفشل جزءا من الخطة الاسرائيلية، وأحدث مفاجآت لديها عند الاقتحام.
إضافة إلى ذلك قام القساميون باستحداث أكثر من جدار داخل الشقة تشكل حواجز للمقاومين في ما يعتبر من غير الطبيعي وجودها في أي شقة لدى وضع أية خطة اقتحام.
وقد أربكت الوحدات الخاصة لدى الاقتحام، فمن ناحية فشلت الوحدات الخاصة في إنقاذ الجندي المخطوف وهو الهدف الرئيسي للحملة الذي تعهد به رابين لذوي الجندي، إضافة إلى مقتل قائد الوحدة المهاجمة.
إلا أن هناك بعض الثغرات التي برزت في هذه العملية فقد شكل الاحتفاظ بالجندي ثلاثة أيام خطأً كبيرا إذ إنه أعطى الفرصة للأجهزة الأمنية الاسرائيلية لكي تأخذ وقتا كافيا تستطيع خلاله قلب الضفة والقطاع حينها رأسا على عقب.
ولعل من الأمور البسيطة التي قد لا تخطر ببال أحد وكانت سببا في كشف مكان الخلية وهو ما دلت عليه عناصر من الأجهزة الأمنية الفلسطينية حينها، إن شريط الفيديو الذي اظهر الجندي والخاطفين وهم يرتدون ملابس شتوية، مما يعني أنهم في منطقة باردة، بعكس حالة الجو في قطاع غزة في ذلك الوقت حيث شكلت هذه النقطة مؤشرا قويا يدل على وجود الخاطفين في منطقة جبلية، وعليه فإنه من المرجح حينها أنهم لم يغادروا محيط رام الله.
كما أن الاتصالات شكلت على الدوام ثغرة أمنية ينفذ من خلالها الاسرائيليون سيما في وقت لم تكن تنتشر فيه وسائل الاتصال على النحو الذي نشهده الآن، فقد التقطت أجهزة التنصت الإسرائيلية -والتي من الطبيعي أن تقوم بمراقبة كل مكالمة تتم بين الضفة والقطاع في مثل تلك الأيام الحساسة – مكالمة هاتفية تمت بين جهاد يغمور "أحد المشرفين على عملية الاختطاف والذي يقضي الآن حكما بالسجن 30عاما في السجون الاسرائيلية " وأبو خالد في غزة "محمد ضيف "، وقد تم تعقب يغمور إلى أن وصل إلى المنزل الذي يتواجد فيه الجندي المختطف من أجل إحضار الطعام له وللخاطفين وما أن خرج من المنزل حتى قبض عليه.
ورغم تطور المقاومة وأساليبها ما زالت عقدة الاتصالات تشكل هاجسا كبيرا للمقاومين بفعل التطور التكنولوجي الهائل الذي يمتلكه الاسرائيليون في ظل عدم وجود وسائل بديلة للتواصل في ظروف لا بد من التواصل خلالها.
تعليق