[img]images[/img]ما وراء تفعيل ملف " الجندي الأسير شاليط" إعلامياً
دعونا نقر ونؤكد على أن أسر شاليط لدى حركة حماس كل هذا الزمن وفي هذه المساحة الصغيرة " قطاع غزة"، يعتبر اختراقاً حقيقياً في المنظومة الأمنية العسكرية الإسرائيلية، فكل يوم يمر وشاليط بعيد عن دبابته الإسرائيلية، هو فشل بحد ذاته للمخابرات الصهيونية، فمساحة قطاع غزة بأكمله عبارة عن عدد من الكيلومترات، بالإضافة إلى انه مكتظ بالسكان، وتحت عين وسمع المنظومة الأمنية الإسرائيلية، علاوة على أن الجيش الإسرائيلي يسيطر على بحر غزة, وسماء غزة, ومعابر غزة، إلا أن شاليط يبقى وحده علامة مسجلة على فشل المخابرات الإسرائيلية وضعفها وهزيمتها.
ولهذا تتجاهل الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية استطلاعات الرأي التي تطالب الحكومة الصهيونية بإتمام الصفقة ليعود جلعاد إلى أهله وذويه وبيته. حيث تعتبر وحدة استخباراتهم "أي نجاح لهذه الصفقة هو ضرب لمصداقيتها وردعها الذي حاولت الحفاظ عليه خلال العقود الثمانية الماضية".
هذه الصفقة لا تشكل ضربة لاستخبارات العدو فحسب، وإنما أيضاً لرئاسة السلطة ممثلة في الرئيس محمود عباس، فهو الحريص على عرقلة الإفراج عن أي أسير فلسطيني حتى ولو كان البرغوثي؛ منافسه في رئاسة فتح، وذلك لأن أي نجاح في إخراج أسرى قتلوا إسرائيليين هو فشلٌ ذريعٌ لوسيلة وفكر ومنهج الرئيس محمود عباس المعتمد على المكرميات الإسرائيلية والأمريكية!
يدرك الرئيس محمود عباس جيداً أن إفشال عملية التبادل, يأتي كتعزيز لمكانته كرئيس للفلسطينيين, وتعزيز أيضا لمنهجه الاستسلامي والانبطاحي!
أما بالنسبة لأولمرت فإنه ينظر إلى شاليط على انه ورقة رابحة في يده، فما دام شاليط يقبع في الأسر، فإنه يستطيع تحريك هذا الملف كعصا موسى لتبتلع كل حبال المعارضين لرئاسته للوزراء، فأمل المجتمع الإسرائيلي الآن كبير في أن يعود شاليط إلى بيته ليشعر الإسرائيلي الغاصب، سواء أكان جندياً أو مدنياً أن له قيمة كبيرة تقوم الحكومة بدفع ثمن غالٍ مقابله.
وحالياً، أصبح ملف شاليط الإعلامي يطغى على كل الملفات الأخرى، فقد أضحى مجرد ذكر وإبراز اسم شاليط في الإعلام الإسرائيلي قادراً على لفت الانتباه عن قضايا كثيرة تضر بأولمرت وبموقفه المترنح من المشاكل الداخلية والخارجية وأهما حرب لبنان الثانية!
وعلى صعيد تأثير القضية عالمياً، فإن الإدارة الأمريكية أيضا معنية بإفشال صفقة التبادل، لأن بوش يدرك أن عودة أسرى بحجم "مروان البرغوثي وعبد الله البرغوثي وأحمد سعدات" هو نصر مؤزر لحركة حماس في مواجهة المشروع الأمريكي والصهيوني في المنطقة.
إن كل الدلائل تؤكد على أن شاليط سيبقى في الأسر، حيث إن حكومة اولمرت أضعف داخلياً وخارجياً من أن تقوم بصفقة تبادل كهذه ، وأنها لن تقدم على خطوة واحدة عملية من اجل الانصياع لمطالب حماس وإخراج الأسرى الفلسطينيين.
إن ما يتم ترويجه إعلامياً اليوم، إنما هو نابع من تحريك الاستخبارات الإسرائيلية لملف شاليط إعلاميا وتجميده عملياً، بهدف التغطية على فشلها، واستسقاء معلومات أخرى عن هذا الملف الشائك والمعقد.
وعلى إعلامنا الفلسطيني ألا يتساوق مع ولا يلهث خلف المواقع الإسرائيلية والتحليلات الصهيونية, فملف الأسير جلعاد شاليط بيد أمينة استطاعت أن تحافظ عليه إلى هذا اليوم. ويجب أن ندرك تماماً أن العدو الإسرائيلي ومن خلال إعلامه الذي ركز على تحريك ملف شاليط في هذا الوقت تحدياً لعدة أمور أهمها :-
1- التغطية على فشلة في حسم الملف امنياً وعسكرياً.
2- التغطية على الملفات الداخلية الإسرائيلية وفضائح اولمرت اليومية وعلى كافة الصعد!
3- ترويض الجمهور الإسرائيلي وإشعاره بأن الحكومة جادة في إخراج شاليط من الأسر، وأنها تقوم بواجبها فعلاً لإغلاق ملف شاليط وإعادته إلى أهله، بينما هي في حقيقة الأمر تضلل هذا الجمهور وتخدعه.
4- القيام بمتابعة ردة فعل الخاطفين وتصيد مكالماتهم وتصريحاتهم للاستفادة منها.
5- التحضير لضربة عسكرية كبيرة لقطاع غزة، وتحميل حماس مسئولية حياة الجندي الإسرائيلي.
6- الضغط على الرئيس الفلسطيني محمود عباس لتقديم تنازلات كبيرة وتهديده بإمكانية الاستغناء عنه.
لكل ما سبق، فإن أي تصريح أو مكالمة أو تحرك الآن لما يتعلق بهذا الملف يخدم العقلية والخطة الإسرائيلية، وإن أفضل الخطوات أن يجمد كل من له علاقة به كل ما لديه، وإعلان عدم التعاطي معه إلا عبر القنوات الرسمية، كالوسيط المصري، أو الوسطاء الأوروبيين.
وعليَّ أن أُذَكِّر العالم أجمع أن هناك 11 ألف معتقل فلسطيني، محتجزين لا نعرف أسماءهم ولا أشكالهم ولا قصصهم القصيرة كانت أم الطويلة, وكل واحد فيهم لديه من التفاصيل الكثير، ولهم آباء وأمهات وزوجات وأبناء ينتظرونهم على أحر من الجمر أن يعودوا إلى بيوتهم سالمين غانمين.
دعونا نقر ونؤكد على أن أسر شاليط لدى حركة حماس كل هذا الزمن وفي هذه المساحة الصغيرة " قطاع غزة"، يعتبر اختراقاً حقيقياً في المنظومة الأمنية العسكرية الإسرائيلية، فكل يوم يمر وشاليط بعيد عن دبابته الإسرائيلية، هو فشل بحد ذاته للمخابرات الصهيونية، فمساحة قطاع غزة بأكمله عبارة عن عدد من الكيلومترات، بالإضافة إلى انه مكتظ بالسكان، وتحت عين وسمع المنظومة الأمنية الإسرائيلية، علاوة على أن الجيش الإسرائيلي يسيطر على بحر غزة, وسماء غزة, ومعابر غزة، إلا أن شاليط يبقى وحده علامة مسجلة على فشل المخابرات الإسرائيلية وضعفها وهزيمتها.
ولهذا تتجاهل الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية استطلاعات الرأي التي تطالب الحكومة الصهيونية بإتمام الصفقة ليعود جلعاد إلى أهله وذويه وبيته. حيث تعتبر وحدة استخباراتهم "أي نجاح لهذه الصفقة هو ضرب لمصداقيتها وردعها الذي حاولت الحفاظ عليه خلال العقود الثمانية الماضية".
هذه الصفقة لا تشكل ضربة لاستخبارات العدو فحسب، وإنما أيضاً لرئاسة السلطة ممثلة في الرئيس محمود عباس، فهو الحريص على عرقلة الإفراج عن أي أسير فلسطيني حتى ولو كان البرغوثي؛ منافسه في رئاسة فتح، وذلك لأن أي نجاح في إخراج أسرى قتلوا إسرائيليين هو فشلٌ ذريعٌ لوسيلة وفكر ومنهج الرئيس محمود عباس المعتمد على المكرميات الإسرائيلية والأمريكية!
يدرك الرئيس محمود عباس جيداً أن إفشال عملية التبادل, يأتي كتعزيز لمكانته كرئيس للفلسطينيين, وتعزيز أيضا لمنهجه الاستسلامي والانبطاحي!
أما بالنسبة لأولمرت فإنه ينظر إلى شاليط على انه ورقة رابحة في يده، فما دام شاليط يقبع في الأسر، فإنه يستطيع تحريك هذا الملف كعصا موسى لتبتلع كل حبال المعارضين لرئاسته للوزراء، فأمل المجتمع الإسرائيلي الآن كبير في أن يعود شاليط إلى بيته ليشعر الإسرائيلي الغاصب، سواء أكان جندياً أو مدنياً أن له قيمة كبيرة تقوم الحكومة بدفع ثمن غالٍ مقابله.
وحالياً، أصبح ملف شاليط الإعلامي يطغى على كل الملفات الأخرى، فقد أضحى مجرد ذكر وإبراز اسم شاليط في الإعلام الإسرائيلي قادراً على لفت الانتباه عن قضايا كثيرة تضر بأولمرت وبموقفه المترنح من المشاكل الداخلية والخارجية وأهما حرب لبنان الثانية!
وعلى صعيد تأثير القضية عالمياً، فإن الإدارة الأمريكية أيضا معنية بإفشال صفقة التبادل، لأن بوش يدرك أن عودة أسرى بحجم "مروان البرغوثي وعبد الله البرغوثي وأحمد سعدات" هو نصر مؤزر لحركة حماس في مواجهة المشروع الأمريكي والصهيوني في المنطقة.
إن كل الدلائل تؤكد على أن شاليط سيبقى في الأسر، حيث إن حكومة اولمرت أضعف داخلياً وخارجياً من أن تقوم بصفقة تبادل كهذه ، وأنها لن تقدم على خطوة واحدة عملية من اجل الانصياع لمطالب حماس وإخراج الأسرى الفلسطينيين.
إن ما يتم ترويجه إعلامياً اليوم، إنما هو نابع من تحريك الاستخبارات الإسرائيلية لملف شاليط إعلاميا وتجميده عملياً، بهدف التغطية على فشلها، واستسقاء معلومات أخرى عن هذا الملف الشائك والمعقد.
وعلى إعلامنا الفلسطيني ألا يتساوق مع ولا يلهث خلف المواقع الإسرائيلية والتحليلات الصهيونية, فملف الأسير جلعاد شاليط بيد أمينة استطاعت أن تحافظ عليه إلى هذا اليوم. ويجب أن ندرك تماماً أن العدو الإسرائيلي ومن خلال إعلامه الذي ركز على تحريك ملف شاليط في هذا الوقت تحدياً لعدة أمور أهمها :-
1- التغطية على فشلة في حسم الملف امنياً وعسكرياً.
2- التغطية على الملفات الداخلية الإسرائيلية وفضائح اولمرت اليومية وعلى كافة الصعد!
3- ترويض الجمهور الإسرائيلي وإشعاره بأن الحكومة جادة في إخراج شاليط من الأسر، وأنها تقوم بواجبها فعلاً لإغلاق ملف شاليط وإعادته إلى أهله، بينما هي في حقيقة الأمر تضلل هذا الجمهور وتخدعه.
4- القيام بمتابعة ردة فعل الخاطفين وتصيد مكالماتهم وتصريحاتهم للاستفادة منها.
5- التحضير لضربة عسكرية كبيرة لقطاع غزة، وتحميل حماس مسئولية حياة الجندي الإسرائيلي.
6- الضغط على الرئيس الفلسطيني محمود عباس لتقديم تنازلات كبيرة وتهديده بإمكانية الاستغناء عنه.
لكل ما سبق، فإن أي تصريح أو مكالمة أو تحرك الآن لما يتعلق بهذا الملف يخدم العقلية والخطة الإسرائيلية، وإن أفضل الخطوات أن يجمد كل من له علاقة به كل ما لديه، وإعلان عدم التعاطي معه إلا عبر القنوات الرسمية، كالوسيط المصري، أو الوسطاء الأوروبيين.
وعليَّ أن أُذَكِّر العالم أجمع أن هناك 11 ألف معتقل فلسطيني، محتجزين لا نعرف أسماءهم ولا أشكالهم ولا قصصهم القصيرة كانت أم الطويلة, وكل واحد فيهم لديه من التفاصيل الكثير، ولهم آباء وأمهات وزوجات وأبناء ينتظرونهم على أحر من الجمر أن يعودوا إلى بيوتهم سالمين غانمين.
تعليق