الشهيد المجاهد // محمود جودة قائد سرايا القدس
لم يكن مستغربا لدى أي ممن عرفوا الشهيد محمود عبد الفتاح جودة ابن الأربعة والعشرين ربيعاً والذي اغتالته مروحيات الاحتلال مساء يوم السبت (28/2/2004)، واثنين من مرافقيه أن يكون هذا المقاوم ورغم صغر سنه قد استلم قيادة الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي المعرف باسم "سرايا القدس" خلفا للقائد السابق مقلد حميد الذي استشهد قبل نحو شهرين.
وكانت حركة الجهاد الإسلامي قد أناطت إلى الشهيد القائد محمود جودة قيادة "سرايا القدس" خلفاً لقائدها السابق مقلد حميد الذي اغتالته مروحيات الاحتلال في 25 كانون أول (ديسمبر) الماضي هو ونبيل الشريحي أحد قادة السرايا حيث استشهد معهم ثلاثة آخرين.
وتدرج الشهيد جودة في نشاطه بحركة الجهاد الإسلامي منذ نعومة أظافره، حيث ترعرع وتربى في أحضان هذه الحركة، وكان شبلا مميزا من أشبالها، وكان مسؤولاً للجماعة الإسلامية" الذراع الطلابي للحركة في مدرسته الثانوية في مخيم جباليا، وكذلك فيما بعد كان مسؤولاً لهذا الذراع الطلابي بعد وصوله للجامعة وكان خطيباً مفوهاً.
وبشكل متوازٍ في تدرجه بالعمل الطلابي ارتقى الشهيد جودة في عمله العسكري حيث امتشق بندقيته منذ أن كان في الثامنة عشرة من عمره في صفوف الذراع العسكري للجهاد الذي كان اسمه آنذاك القوى الإسلامية المجاهدة "قسم"، وبعد ذلك انضم جودة إلى ما عرف باسم "جيل الاستشهاديين" حيث اعتقل عام 1997 من قبل جهاز المخابرات الفلسطينية العامة هو وعشرة من حركة الجهاد واتضح أنهم "جيل الاستشهاديين" كانوا يخططوا لشن عمليات استشهادية ضد أهداف صهيونية.
وظن الجميع أن اعتقال جودة في سجون السلطة سيطفئ حماسه وسيثنيه عن مواصلة عمله إلا أنه وبعد الإفراج عنه من سجون السلطة بدا اشد حبا للعمل العسكري، ورافق الشهيد مقلد حميد، حيث لعب دورا هاما في قيادة "سرايا القدس" خلال انتفاضة الأقصى.
وكان جودة والذي يتمتع بشعبية كبيرة في مخيم جباليا مسقط رأسه؛ يعتبر الذراع الأيمن لحميد، والمسؤول الميداني لسرايا القدس حيث كان يجري الاتصالات والتنسيق مع الأذرع العسكرية الأخرى للفصائل الفلسطينية، ويعمل على الأرض في متابعة الخلايا العسكرية.
وعلى الرغم من أن اغتيال الشهيد القائد مقلد حميد كان يعتبر ضربة كبيرة لسرايا القدس إلا أن هذه الجهاز تمكن وبعد استلام جودة القيادة من استعادة توازنه بسرعة نظراً للخبرة الكبيرة التي يتمتع بها جودة رغم صغر سنه، ولكن قيادته لهذا الجهاز لم تستمر سوى شهرين ونيف حيث اغتيل في الشارع نفسه الذي اغتيل فيه من قبله حميد لتتحقق أمنيته (الشهادة) التي من أجلها خرج مقاتلاً.
ويقول أحد المقربين من جودة "إن الشهيد كان حزينا جدا حينما تم كشف أمر"جيل الاستشهاديين" من قبل السلطة الفلسطينية وأحبطت خروجه في عملية استشهادية كان يتوقع أن يقتل فيها عدد من الإسرائيليين انتقاما لدماء الشهداء، ولكن ذلك منحه فرصة أن يواصل عمله ليشارك ويخطط لعدد من العمليات سقط فيها اكثر بكثير من الإسرائيليين الذين كان يتوقع أن يقتلهم في حال خرج في عملية استشهادية".
وباستشهاد جودة تكون "سرايا القدس" قد فقدت خلال الشهرين الماضين أربعة من قادتها الكبار خلال عمليات الاغتيال، وتلقيها لضربات موجعة، الأمر الذي لم ينفه أحد قادة حركة الجهاد الإسلامي الشيخ نافذ عزام وقال: "صحيح تلقت "سرايا القدس" مؤخراً ضربات موجعة، والشعب قدم التضحيات، ولكن هذه سنة دارجة في الصراع، وهو صراع طويل ولن ينتصر شعبنا إلا عبر تلال من التضحيات".
وأكد الشيخ عزام أن حركة كالجهاد الإسلامي التي قدمت تضحيات كبيرة في مقدمتها استشهاد مؤسسها وأمينها العام الدكتور فتحي الشقاقي عام 1995؛ لن تعجز عن إفراز وإخراج قادة جدد على غرار حميد وجودة.
واستدرك القيادي في حركة الجهاد الإسلامي قائلا "لكن نحن في الأساس نعتمد على عون الله وتوفيقه وقوته وشعبنا وإصراره على المقاومة، ونتصور أن التضحيات جزء أساسي من مسيرة الشعوب نحو حريتها واسترداد كرامتها."
وحول سهولة وصول قوات الاحتلال لهؤلاء القادة أضاف عزام: "أن إسرائيل موجودة على الأرض، ومكثت سنوات طويلة هنا وخلقت جيشا من العملاء، وللأسف لم يجرِ التعامل مع هذه المسالة بصورة جدية في السنوات التي سبقت الانتفاضة، وإسرائيل تملك تقنيات حديثة جدا وتهيمن على الجو والبحر وتحاصر الفلسطينيين من كل ناحية، وتملك كذلك وسائل كبيرة لتحقيق ما تريد، والفلسطينيون يكادون يفتقدون إلى أبسط الإمكانات".
وناشد الشيخ عزام جميع المقاومين الفلسطينيين إلى أخذ أعلى درجات الحيطة والحذر خلال تنقلاتهم، وقال: "ولكن أولا وأخيرا التوكل يجب أن يكون على الله، وهذه حرب مفتوحة يمكن أن تخسر فيها كما تكسب".
وشارك أمس الآلاف من الفلسطينيين في تشيع جثامين جودة ومرافقيه ايمن وأمين الدحدوح حيث خرج الموكب المهيب للشهداء من مشفى الشفاء بغزة وتوجه إلى منازلهم في مخيم جباليا وحي الزيتون بغزة حيث دفن جودة في مقبرة الشهداء في بلدة بيت لاهيا وذلك بعد الصلاة عليه في مسجد القسام في البلدة ، فيما دفن الشهيدين الدحدوح في مقبرة الشيخ رضوان في مدينة غزة بعد الصلاة عليهما في المسجد العمري "الكبير" في المدينة.
صور الشهيد القائد محمود جودة قائد سرايا القدس
صور بنت الشهيد محمود جودة حفظها الله
بنت الشهيد محمود جودة
لا تنسونا من صالح دعائكم 22:2 22:2
أخوكم طوالبة الجنوب
لم يكن مستغربا لدى أي ممن عرفوا الشهيد محمود عبد الفتاح جودة ابن الأربعة والعشرين ربيعاً والذي اغتالته مروحيات الاحتلال مساء يوم السبت (28/2/2004)، واثنين من مرافقيه أن يكون هذا المقاوم ورغم صغر سنه قد استلم قيادة الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي المعرف باسم "سرايا القدس" خلفا للقائد السابق مقلد حميد الذي استشهد قبل نحو شهرين.
وكانت حركة الجهاد الإسلامي قد أناطت إلى الشهيد القائد محمود جودة قيادة "سرايا القدس" خلفاً لقائدها السابق مقلد حميد الذي اغتالته مروحيات الاحتلال في 25 كانون أول (ديسمبر) الماضي هو ونبيل الشريحي أحد قادة السرايا حيث استشهد معهم ثلاثة آخرين.
وتدرج الشهيد جودة في نشاطه بحركة الجهاد الإسلامي منذ نعومة أظافره، حيث ترعرع وتربى في أحضان هذه الحركة، وكان شبلا مميزا من أشبالها، وكان مسؤولاً للجماعة الإسلامية" الذراع الطلابي للحركة في مدرسته الثانوية في مخيم جباليا، وكذلك فيما بعد كان مسؤولاً لهذا الذراع الطلابي بعد وصوله للجامعة وكان خطيباً مفوهاً.
وبشكل متوازٍ في تدرجه بالعمل الطلابي ارتقى الشهيد جودة في عمله العسكري حيث امتشق بندقيته منذ أن كان في الثامنة عشرة من عمره في صفوف الذراع العسكري للجهاد الذي كان اسمه آنذاك القوى الإسلامية المجاهدة "قسم"، وبعد ذلك انضم جودة إلى ما عرف باسم "جيل الاستشهاديين" حيث اعتقل عام 1997 من قبل جهاز المخابرات الفلسطينية العامة هو وعشرة من حركة الجهاد واتضح أنهم "جيل الاستشهاديين" كانوا يخططوا لشن عمليات استشهادية ضد أهداف صهيونية.
وظن الجميع أن اعتقال جودة في سجون السلطة سيطفئ حماسه وسيثنيه عن مواصلة عمله إلا أنه وبعد الإفراج عنه من سجون السلطة بدا اشد حبا للعمل العسكري، ورافق الشهيد مقلد حميد، حيث لعب دورا هاما في قيادة "سرايا القدس" خلال انتفاضة الأقصى.
وكان جودة والذي يتمتع بشعبية كبيرة في مخيم جباليا مسقط رأسه؛ يعتبر الذراع الأيمن لحميد، والمسؤول الميداني لسرايا القدس حيث كان يجري الاتصالات والتنسيق مع الأذرع العسكرية الأخرى للفصائل الفلسطينية، ويعمل على الأرض في متابعة الخلايا العسكرية.
وعلى الرغم من أن اغتيال الشهيد القائد مقلد حميد كان يعتبر ضربة كبيرة لسرايا القدس إلا أن هذه الجهاز تمكن وبعد استلام جودة القيادة من استعادة توازنه بسرعة نظراً للخبرة الكبيرة التي يتمتع بها جودة رغم صغر سنه، ولكن قيادته لهذا الجهاز لم تستمر سوى شهرين ونيف حيث اغتيل في الشارع نفسه الذي اغتيل فيه من قبله حميد لتتحقق أمنيته (الشهادة) التي من أجلها خرج مقاتلاً.
ويقول أحد المقربين من جودة "إن الشهيد كان حزينا جدا حينما تم كشف أمر"جيل الاستشهاديين" من قبل السلطة الفلسطينية وأحبطت خروجه في عملية استشهادية كان يتوقع أن يقتل فيها عدد من الإسرائيليين انتقاما لدماء الشهداء، ولكن ذلك منحه فرصة أن يواصل عمله ليشارك ويخطط لعدد من العمليات سقط فيها اكثر بكثير من الإسرائيليين الذين كان يتوقع أن يقتلهم في حال خرج في عملية استشهادية".
وباستشهاد جودة تكون "سرايا القدس" قد فقدت خلال الشهرين الماضين أربعة من قادتها الكبار خلال عمليات الاغتيال، وتلقيها لضربات موجعة، الأمر الذي لم ينفه أحد قادة حركة الجهاد الإسلامي الشيخ نافذ عزام وقال: "صحيح تلقت "سرايا القدس" مؤخراً ضربات موجعة، والشعب قدم التضحيات، ولكن هذه سنة دارجة في الصراع، وهو صراع طويل ولن ينتصر شعبنا إلا عبر تلال من التضحيات".
وأكد الشيخ عزام أن حركة كالجهاد الإسلامي التي قدمت تضحيات كبيرة في مقدمتها استشهاد مؤسسها وأمينها العام الدكتور فتحي الشقاقي عام 1995؛ لن تعجز عن إفراز وإخراج قادة جدد على غرار حميد وجودة.
واستدرك القيادي في حركة الجهاد الإسلامي قائلا "لكن نحن في الأساس نعتمد على عون الله وتوفيقه وقوته وشعبنا وإصراره على المقاومة، ونتصور أن التضحيات جزء أساسي من مسيرة الشعوب نحو حريتها واسترداد كرامتها."
وحول سهولة وصول قوات الاحتلال لهؤلاء القادة أضاف عزام: "أن إسرائيل موجودة على الأرض، ومكثت سنوات طويلة هنا وخلقت جيشا من العملاء، وللأسف لم يجرِ التعامل مع هذه المسالة بصورة جدية في السنوات التي سبقت الانتفاضة، وإسرائيل تملك تقنيات حديثة جدا وتهيمن على الجو والبحر وتحاصر الفلسطينيين من كل ناحية، وتملك كذلك وسائل كبيرة لتحقيق ما تريد، والفلسطينيون يكادون يفتقدون إلى أبسط الإمكانات".
وناشد الشيخ عزام جميع المقاومين الفلسطينيين إلى أخذ أعلى درجات الحيطة والحذر خلال تنقلاتهم، وقال: "ولكن أولا وأخيرا التوكل يجب أن يكون على الله، وهذه حرب مفتوحة يمكن أن تخسر فيها كما تكسب".
وشارك أمس الآلاف من الفلسطينيين في تشيع جثامين جودة ومرافقيه ايمن وأمين الدحدوح حيث خرج الموكب المهيب للشهداء من مشفى الشفاء بغزة وتوجه إلى منازلهم في مخيم جباليا وحي الزيتون بغزة حيث دفن جودة في مقبرة الشهداء في بلدة بيت لاهيا وذلك بعد الصلاة عليه في مسجد القسام في البلدة ، فيما دفن الشهيدين الدحدوح في مقبرة الشيخ رضوان في مدينة غزة بعد الصلاة عليهما في المسجد العمري "الكبير" في المدينة.
صور الشهيد القائد محمود جودة قائد سرايا القدس
صور بنت الشهيد محمود جودة حفظها الله
بنت الشهيد محمود جودة
لا تنسونا من صالح دعائكم 22:2 22:2
أخوكم طوالبة الجنوب
تعليق