قبل أن يستشهد القائد محمد شيخ خليل، كان يتكلم مع الدكتور رمضان عبد الله شلح عبر الهاتف، فأوصاه الدكتور رمضان مخاطبا الأخ الحبيب طالبا منه أن يتمثل دائما سنة المصطفى عليه الصلاة والسلام، وأوصاه أن يقصر من لحيته ما بعد القبضة، فأجابه الشهيد قائلاً: سوف اتركها كما هي لأنني أرجو الله أن تتخضب بدماء الشهادة.
لقد صدق الرجل، ربما بعد يوم أو يومين، كانت فلسطين تزف الشهيد محمد شيخ خليل، شقيق الشهداء الثلاثة الذين سبقوه، وتخضبت لحيته فعلا بدماء الشهادة.
من الطبيعي أن يستشهد القادة في ميدان المعركة، وهو درس تعلمه الصحابة الكرام ، وهكذا استشهد في ميدان المعركة زيد بن حارثة، واستشهد حمزة بن عبد المطلب، واستشهد عبد الله بن رواحه رضوان الله عليهم.
واستشهد غيرهم لكن الجيوش الإسلامية لم تهزم، وأظهر الله من بعد أولئك القادة رعيلاً أدى الأمانة على أحسن وجه، فتلك هي عظمة الإسلام، فهو لا يموت أو ينكسر برحيل القادة، كما كانت ولا زالت كثيرٌ من الأمم تنكسر بانكسار الرجال والقادة فيها.
في الآية الكريمة التي قال الله تعالى فيها:«وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ» هناك قول مهم لابن سعدي في تفسيره، أن هذه الآية هي خبرٌ بصيغة الأمر، ومقصده (أيها المسلمون، كونوا في حالة من الاستعداد، فانه إذا فقدتم قائدكم ولو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهذا لا يزعزع أمركم أبدا) وهكذا ينتقل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى، فيترك ورائه رجالاً يهزمون أكبر إمبراطوريتين في الكون في آن واحد، ولو حدث ذلك في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، لقال بعض المتأخرين إن النصر يحتاج نبياً.
لا بأس من أن نحزن ونبكي على أحبابنا، فقد حزن النبي صلى الله عليه وسلم على حمزة بن عبد المطلب يوم استشهاده لأنه لم يجد بواكي له رضي الله عنه، ونبكي نحن شهداءنا، لكننا لا نتوقف عند البكاء وإنما عيوننا إلى الله، فتلك آجال مكتوبة لنا، فمن جاءت ساعته فهو قاض فيها، وكلنا يرجوا أن تكون شهادة في سبيله، وإذا كنا نبكيهم فهو على فراق حبيب، ثم نحتسب إلى الله تعالى، الذي يعلم ما لا نعلم، ولا راد لقدره.
وأما بالنسبة إلى اليهود، فهم بدؤوا حياتهم مع النبي صلى الله عليه وسلم بالسم الذي أرادوا أن يقتلوه به، وبالصخرة التي أرادوا أن يلقوها عليه غدرا وهو نائم، وبتأليب القبائل عليه لقتاله، بالتالي هم ذاتهم اليهود، منذ مجيء الدعوة، والى اليوم وحتى الغد، حياتهم الغدر وهاجسهم هزيمة هذا الدين، وهم بذلك، ما استكانوا يوما، ولن يستكينوا، وهكذا انتم يا أبناء سرايا القدس، تقفون في مواجهة اليهود، تصبرون وتتحملون الصعاب، وفي نهاية المطاف انتم ترجون من الله ما لا يرجون.
أنتم في ارض الرباط التي تحدث عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وانتم في مواجهة اليهود أعداء النبوة والرسالة والإسلام وأعداء الله، وأعداء البشرية بل والأمم كلها، ونرجو أن تكونوا انتم ممن انزل الله بكم قرآنا، بأن تكونوا ممن يدخلون المسجد الأقصى كما دخله المسلمون الأوائل، فانتم يا أحبابنا، في المكان الذي يحسدكم عليه كل مسلم، فنحن لا نملك إلا أن نقول لكم اصبروا وصابرو وكونوا عباد الله إخوانا، واستبشروا ببيعكم الذي بايعتم، فقد بايعتم الله، فانتظروا وعده فانه خير من يوفي.
أحبابنا في سرايا القدس، اليهود قبل نكسة حزيران، طلبوا من المختصين في مجال التاريخ دراسة الحقبة الصليبية جيدا، وبعدها منحوا المؤرخ الصهيوني "يوشع براور" جائزة الدولة، لأنه اخترع نظرية يقول فيها، ـ إن ما جرى في حطين لا يمكن أن يتكرر مع هذا الكيان ـ لأنه حينها في نهاية الستينات لم يكن يسمع سوى زعيق الدعوات القومية، التي تمزق أكثر مما تفرق، ومات "براور" ولو عاش إلى اليوم، وسمع تكبيرات الله اكبر، لغير رأيه.
بالتالي، حتى لو فقدنا أخانا الغالي "أبو مؤمن" ماجد الحرازين، كما فقدنا من قبل، محمد شيخ خليل وخالد الدحدوح ولؤي السعدي وحسام جرادات، وكما فقدنا معلم الجهاد ومؤسسه الأول فتحي الشقاقي، فإن ذلك سيجعلكم تتذكرون الآية الكريمة ودروسها« وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ» وبالتالي ستزداد عزائمكم، وتنطلقون نحو المزيد من تلقين العدو الدروس.
أحبابنا، إننا نرجو بفعل صبركم وإيمانكم أن يصبح أمثال"يوشع براور" و أتباعهم يرون في كل مجاهد مسلم صورة صلاح الدين، وان ينتظروا يوما سيكون عليهم أعظم من حطين، وهو آت... وهو آت.. انه وعد الله، وليس برنامج حزب أو خطاب زعيم، فاصبروا.
لقد صدق الرجل، ربما بعد يوم أو يومين، كانت فلسطين تزف الشهيد محمد شيخ خليل، شقيق الشهداء الثلاثة الذين سبقوه، وتخضبت لحيته فعلا بدماء الشهادة.
من الطبيعي أن يستشهد القادة في ميدان المعركة، وهو درس تعلمه الصحابة الكرام ، وهكذا استشهد في ميدان المعركة زيد بن حارثة، واستشهد حمزة بن عبد المطلب، واستشهد عبد الله بن رواحه رضوان الله عليهم.
واستشهد غيرهم لكن الجيوش الإسلامية لم تهزم، وأظهر الله من بعد أولئك القادة رعيلاً أدى الأمانة على أحسن وجه، فتلك هي عظمة الإسلام، فهو لا يموت أو ينكسر برحيل القادة، كما كانت ولا زالت كثيرٌ من الأمم تنكسر بانكسار الرجال والقادة فيها.
في الآية الكريمة التي قال الله تعالى فيها:«وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ» هناك قول مهم لابن سعدي في تفسيره، أن هذه الآية هي خبرٌ بصيغة الأمر، ومقصده (أيها المسلمون، كونوا في حالة من الاستعداد، فانه إذا فقدتم قائدكم ولو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهذا لا يزعزع أمركم أبدا) وهكذا ينتقل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى، فيترك ورائه رجالاً يهزمون أكبر إمبراطوريتين في الكون في آن واحد، ولو حدث ذلك في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، لقال بعض المتأخرين إن النصر يحتاج نبياً.
لا بأس من أن نحزن ونبكي على أحبابنا، فقد حزن النبي صلى الله عليه وسلم على حمزة بن عبد المطلب يوم استشهاده لأنه لم يجد بواكي له رضي الله عنه، ونبكي نحن شهداءنا، لكننا لا نتوقف عند البكاء وإنما عيوننا إلى الله، فتلك آجال مكتوبة لنا، فمن جاءت ساعته فهو قاض فيها، وكلنا يرجوا أن تكون شهادة في سبيله، وإذا كنا نبكيهم فهو على فراق حبيب، ثم نحتسب إلى الله تعالى، الذي يعلم ما لا نعلم، ولا راد لقدره.
وأما بالنسبة إلى اليهود، فهم بدؤوا حياتهم مع النبي صلى الله عليه وسلم بالسم الذي أرادوا أن يقتلوه به، وبالصخرة التي أرادوا أن يلقوها عليه غدرا وهو نائم، وبتأليب القبائل عليه لقتاله، بالتالي هم ذاتهم اليهود، منذ مجيء الدعوة، والى اليوم وحتى الغد، حياتهم الغدر وهاجسهم هزيمة هذا الدين، وهم بذلك، ما استكانوا يوما، ولن يستكينوا، وهكذا انتم يا أبناء سرايا القدس، تقفون في مواجهة اليهود، تصبرون وتتحملون الصعاب، وفي نهاية المطاف انتم ترجون من الله ما لا يرجون.
أنتم في ارض الرباط التي تحدث عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وانتم في مواجهة اليهود أعداء النبوة والرسالة والإسلام وأعداء الله، وأعداء البشرية بل والأمم كلها، ونرجو أن تكونوا انتم ممن انزل الله بكم قرآنا، بأن تكونوا ممن يدخلون المسجد الأقصى كما دخله المسلمون الأوائل، فانتم يا أحبابنا، في المكان الذي يحسدكم عليه كل مسلم، فنحن لا نملك إلا أن نقول لكم اصبروا وصابرو وكونوا عباد الله إخوانا، واستبشروا ببيعكم الذي بايعتم، فقد بايعتم الله، فانتظروا وعده فانه خير من يوفي.
أحبابنا في سرايا القدس، اليهود قبل نكسة حزيران، طلبوا من المختصين في مجال التاريخ دراسة الحقبة الصليبية جيدا، وبعدها منحوا المؤرخ الصهيوني "يوشع براور" جائزة الدولة، لأنه اخترع نظرية يقول فيها، ـ إن ما جرى في حطين لا يمكن أن يتكرر مع هذا الكيان ـ لأنه حينها في نهاية الستينات لم يكن يسمع سوى زعيق الدعوات القومية، التي تمزق أكثر مما تفرق، ومات "براور" ولو عاش إلى اليوم، وسمع تكبيرات الله اكبر، لغير رأيه.
بالتالي، حتى لو فقدنا أخانا الغالي "أبو مؤمن" ماجد الحرازين، كما فقدنا من قبل، محمد شيخ خليل وخالد الدحدوح ولؤي السعدي وحسام جرادات، وكما فقدنا معلم الجهاد ومؤسسه الأول فتحي الشقاقي، فإن ذلك سيجعلكم تتذكرون الآية الكريمة ودروسها« وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ» وبالتالي ستزداد عزائمكم، وتنطلقون نحو المزيد من تلقين العدو الدروس.
أحبابنا، إننا نرجو بفعل صبركم وإيمانكم أن يصبح أمثال"يوشع براور" و أتباعهم يرون في كل مجاهد مسلم صورة صلاح الدين، وان ينتظروا يوما سيكون عليهم أعظم من حطين، وهو آت... وهو آت.. انه وعد الله، وليس برنامج حزب أو خطاب زعيم، فاصبروا.
تعليق