إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

من الخاسر ومن الكسبان من التهدئة ؟؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من الخاسر ومن الكسبان من التهدئة ؟؟

    فلسطين اليوم ...

    إن ما تناقلته وسائل الإعلام المختلفة عن طلب رئيس الوزراء في حكومة غزة المقالة إسماعيل هنية, من مراسل القناة الثانية في التلفاز الإسرائيلي بغزة, التوصل لوقف لإطلاق النار أو هدنة مع إسرائيل, كشفت أمراً غير مسبوق ولم يكن متوقعاً وهو أن الجيش الإسرائيلي الذي كان دائماً يعارض المستوى السياسي الإسرائيلي للتوصل إلى هدنة مع الفلسطينيين أصبح هو من يطالب الآن بوقف النار وليس المستوى السياسي.

    كلنا سمع مؤخراً, دعوة مصادر أمنية في الجيش الإسرائيلي عبر مراسل إذاعة الجيش الإسرائيلي يوني شنفلد الحكومة الإسرائيلية أي المستوى السياسي عدم تجاهل دعوة هنية أو حماس للتوصل لاتفاق لوقف النار, ومن غير المتوقع أن يصرح وخاصة وزيري حرب سابقين شاؤول موفاز وفؤاد بن اليعيزر بأنهما يؤيدان التوصل لاتفاق لوقف النار مع حماس.

    ولم تكن تصريحات العميد يوفال حلميش من هيئة الاستخبارات العسكرية أمس الأول في جامعة تل أبيب عبثيه فقد قال حلميش
    :"لا يوجد ولن يوجد للجيش رد على صواريخ المقاومة الفلسطينية".

    ففي كل مره يتم فيها الحديث عن التوصل لوقف النار كان الجيش يطالب في كل مره المستوي السياسي عدم القبول بأي وقف للنار ففي كل مره كان يقول الجيش والشاباك بأن وقف النار سيجعل المنظمات الفلسطينية تستغل ذلك لإعادة بناء قوتها من جديد بعد الضربات التي تلقتها من قبل الجيش الإسرائيلي إما عبر عمليات اغتيال أو خلال عمليات توغل واجتياح لمناطق قطاع غزة.

    وإذا ما عدنا للماضي ففي اتفاقيات وقف النار بين إسرائيل والرئيس الراحل ياسر عرفات كان الجيش يقف ضد المستوي السياسي الإسرائيلي رافضا أي توصل لهدنه ورأينا موقف الجيش المعارض أيضا للهدنة السابقة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية مع الرئيس أبو مازن ولكن ولأول مره فالجيش الآن هو من يدعو إلى عدم تجاهل دعوة حماس للتهدئة.

    السؤال المطروح هنا لماذا الجيش الإسرائيلي يلمح بأنه سيوافق على اتفاق لوقف النار هناك عدة أسباب تجعل يبدي موافقته على أي اتفاق لوقف النار, لعل أبرزها انهيار معنويات جنوده وخاصةً لواء جولاني وحدة 15 وفرقة 12.

    فالأضرار المادية والبشرية والمعنوية التي أصابت الجيش الإسرائيلي جرّاء تعاظم قوة المقاومة الفلسطينية وذلك باعترافات الجنود الإسرائيليين أنفسهم خلال الأشهر الماضية خلال توغل الجيش في منطقة الفراحين ومنطقة الفخاري وأخيراً في المغازي والتي اعتبرها الجنود الإسرائيليين معركة بكل معنى الكلمة جعل الجيش يقول بأنه لا يجب تجاهل دعوة حماس للتهدئة ففي عمليات التوغل الأخيرة.

    من الخاسر ومن الكسبان من التهدئة؟؟

    للإجابة على هذا التساؤل, نبدأ بالجانب الفلسطيني, ونعني هنا فصائل المقاومة, فحماس طرحت التهدئة مع إسرائيل لعدة أسباب منها:-

    أنها تريد رفع الحصار ولو بشكلٍ جزئي عن قطاع غزة فمسئولو حماس يعلمون جيدا بأن الوضع الاقتصادي في القطاع متردٍ جداً ولو نجحوا في إعادة إدخال الاسمنت ومواد البناء على الأقل في اتفاق مع إسرائيل ضمن التهدئة فحماس ستعتبره انجازاً حيث سيقلل نوعاً ما من حجم البطالة في القطاع.

    -على ما يبدو بأنها لا زالت تشعر بأنها لم ترسخ قدمها في قطاع غزه وهي بحاجة للمزيد من الوقت للامساك وبشكل اكبر بزمام الأمور الداخلية.

    - حماس رمت بعرضها للتهدئة لجعل الدول الأوروبية الضغط على إسرائيل للموافقة عليها فقد دعت كلاً من النرويج وفرنسا وايطاليا وبعض الدول الأوروبية إسرائيل قبل أشهر بالتفاوض مع حماس كما أن حماس تريد كسب مصر لتقف جانبها من خلال عرضها للتهدئة.

    - حماس تريد إنهاء ملف جلعاد شاليت خشيةً من أن يأتي يوما ويكتشف مكانه على الرغم من السرية التامة في تخبئته فحماس أيضا تريد أن تنجز شيئا للشعب الفلسطيني بالتوصل لصفقة تبادل أسرى مع إسرائيل.

    بالنسبة لحركة الجهاد الإسلامي,

    فالحركة وباعتراف إسرائيل هي من تقوم ليلا نهارا بإطلاق صواريخ اتجاه سديروت وإن حماس فقط تطلق قذائف هاون اتجاه المواقع العسكرية المجاورة لقطاع غزة, وهذه الصواريخ هي من رحلّت المئات من سديروت والكيبوتسات المجاورة لقطاع غزة, ولكن إسرائيل مع ذلك لا تحمّل الجهاد الإسلامي المسؤولية بل تحمل المسؤولية لحماس لأنها هي المسيطرة على قطاع غزة وليس حركة الجهاد.

    ومن هنا يمكن القول بأن الهدنة في حالة تمت يمكن القول بأنها تمت لسببين:- هو عدم توقف إطلاق الصواريخ التي تقف خلفها الجهاد الإسلامي, وللمقاومة العنيفة التي يواجهها الجيش في عمليات التوغل الأخيرة, وبذلك يمكن القول بأن حركة الجهاد قد كسبت المعركة لصالحها.



    بالنسبة للجانب الإسرائيلي,
    سيستفيد من التهدئة, فسكان سديروت الذين منذ سبع سنوات لا يعرفون طعم الراحة من الصواريخ وكذلك سكان والكيبوتسات المجاورة لقطاع غزة وكذلك الجيش الإسرائيلي أيضا مستفيد لأن مواقعه العسكرية ليلا نهارا تتعرض إما لقذائف هاون وإما لعمليات قنص فالجنود أيضا بحاجةٍ لراحة.

    أما الطرف الخاسر في الجانبي الفلسطيني,سيكون أبو مازن وسلام فياض حيث أنهما سيتعبران أي اتصال مع حماس خنجر تم طعنه في ظهرهما.

    الخاسر الآخر لكن في الطرف الإسرائيلي, هو المستوى السياسي الإسرائيلي المتمثل في رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني الذين قالا مراراً وتكراراً لن نتفاوض مع حماس حتى تعترف بإسرائيل وتنفذ شروط الرباعية الدولية.
    لا إله إلا الله محمد رسول الله
يعمل...
X