بسم الله الرحمن الرحيم
"واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا"
هدف واحد والجلاد لا يرحم
يدرك الفلسطينيون بإجماعهم السياسي من أقصى الإسلام إلى أقصى اليسار إن أي اتفاق أو حتى حديث عن وحدة وطنية فلسطينية ليس فقط لا يريح ولا يرضي الاحتلال،وإنما من شأن ذلك أن يحركه نحو عمل حربي واسع النطاق، فمصلحة الاحتلال دائما في النزاعات والخلافات والحرب الأهلية الفصائلية الفلسطينية وليس في التفاهم والوحدة ..
إن الرد الفلسطيني على تصريحات قادة إسرائيل الناسفة لأسس الحوار يجب أن تتمثل بإعادة اللحمة للشعب الفلسطيني وبأسرع وقت ممكن وعدم الارتكان إلى تعهدات أنابوليس التي تطايرت عندما وطأت أقدام أعضاء الوفد الإسرائيلي مطار ( بن غوريون ) في تل أبيب .
ولذلك نقرأ أول ما نقرأ الاستياء والغضب الإسرائيلي من التوجه التفاهمي الوحدوي الفلسطيني في اتفاق مكة المكرمة على لسان الشخص الأوسع نفوذا والأشد تأثيراً على دائرة صنع القرار السياسي والعسكري في الدولة العبرية وهو يوفال ديسكين، رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلية الداخلية " الشاباك "، الذي"اعتبر أن نجاح الفلسطينيين في تشكيل حكومة وحدة وطنية يعني أنه يتوجب على إسرائيل أن تتحرك فوراً للعمل عسكرياً في القطاع ضد الفصائل الفلسطينية " .
فقد عبر عنه ذلك رئيس دولة الإحتلال المهزوم أولمرت في الصحف الإسرائيلية أن توصل الرئيس محمود عباس إلى اتفاق ينص على الوحدة الفلسطينية في مكة المكرمة يعتبر خيانة له، وكما أسلفت صحيفة يديعوت احرونوت "أن الإدارة الأمريكية خائبة الأمل لان اتفاق مكة لا يتطابق مع مطالبها وتوقعاتها" ، فبعد كل هذه التحليلات والمخاوف الصهيوأمريكية من وجود وحدة فلسطينية صادقة تحفها سواعد المجاهدين والمخلصين من أبناء الوطن وتحفظها رعاية الله من كل الخيانات والمؤامرات فهناك بعض الأسئلة تطرح نفسها مندهشة وتكتم ما تكتم من الغيظ والقهر: أهناك من هو قلبه على الوطن ووحدة الدم الفلسطيني ؟ أخبروني إن كان هناك أقدس من الدم الفلسطيني؟ إلى متى سيبقى الدم الفلسطيني يراق في أزقة وشوارع غزة ؟!!!
غزة والله قلمي يكتب وعيني تدمع ... نعم غزة من قالت هنا الوحدة الفلسطينية وعلى أرضي سيداس العدو الجبان غزة الملتحمة بشتى المقاييس مع كل أرجاء فلسطين تستصرخكم بدماء شهدائها بأشلاء الأكرم منا جميعا بأن تفيقوا وتعودوا إلى رشدكم!!!
فإننا أمام تحدٍ كبير وتحديد للمصير يتطلب منا إنجاح الوحدة وتكريسها وتقويتها دائما ..
والعرب كذلك أمام عروبتهم ومسؤوليتهم الدينية أولا ومسئولياتهم التاريخية والقومية والأخلاقية في دعم التوجهات الوحدوية الفلسطينية.
بقلم / زياد رمضان
تعليق