(بقلم / سفيان صيام)
يأبى العدو الصهيوني إلا أن يمارس عادته القبيحة ، كلما كنا على أعتاب مؤتمر أو اجتماع عربي أو دولي من شأنه مناقشة قضيتنا ، أو كنا في انتظار فرحة فلسطينية تخرجنا مؤقتاً من حالنا البائس ، وذلك بتصعيد اعتداءاتها على الإنسان والأرض الفلسطينيين ، وكلنا يذكر جميعاً قمة بيروت التي طرحت فيها مبادرة الملك عبد الله ليتم تبنيها وتصبح المبادرة العربية للسلام مع العدو الصهيوني ، في ذلك الوقت العدو الصهيوني استقبلت المبادرة بعملية السور الواقي في العام 2002 واجتاحت كل الضفة الغربية تقريباً ، وكلنا يذكر اجتياح بيت حانون الذي تزامن مع عيد الفطر السعيد قبل أعوام في وقت كنا نحاول أن نسترق لحظات السعادة والفرح وننتزعها انتزاعاً من واقعنا الأليم والمرير وغيرها الكثير ولكن ما أوردناه للمثال وليس للحصر .
هذه المرة جمعت العدو الصهيوني بين الأمرين فبينما ترحل عيوننا إلى الموقف العظيم لجيوش الموحدين على جبل عرفات ، وتنظر بشغف إلى تلك الشعائر العظيمة ، وتدعو الله عز و جل أن يتقبل من الذي رفعوا أكف الضراعة إليه ، وأن يرزقنا مثلما رزقهم حجاً مبروراً إلى بيته الحرام ، وبينما ننتظر جميعا لنسترق فرحة العيد من ركام الآلام والجروح المفتوحة والدماء النازفة ، وبينما كان المؤتمرون في باريس ينهون اجتماعهم المخصص لدعم السلطة الفلسطينية ، كانت العادة الصهيونية محكمة ، وكانت طائرات الاحتلال جاهزة لاغتيال فرسان المقاومة والجهاد ، فظفروا بصيد ثمين أدخل الفرحة إلى قلوبهم ، وأدمى قلوبنا حزناً على فراق ماجد ورفاقه من أسود المقاومة .
لا أعرف ماجد الحرازين شخصياً إلا أن ما سمعته عنه من بعض العارفين ، وما قرأته على بعض وكالات الأنباء يوحي بأن الرجل كان من طراز فريد ، استحق الشهادة واستحقته بإذن الله ، نحسبه على الله شهيدا ولا نزكي عليه أحداً ، فهو كما عرفت رجل دمث الخلق متواضع في كل شيء لا يحقد ولا يحسد ولا يتحزب ، ولا هم له إلا الجهاد في سبيل الله نذر حياته له ، وقدمها رخيصة من أجل القدس وفلسطين .
السؤال الذي يطرح نفسه لماذا تُستهدف حركة الجهاد الإسلامي بالذات ؟ ، وتُضرب على أعلى مستوى من قياداتها العسكرية ( القائد العام لسرايا القدس في غزة ، وقائد آخر في وحدة التصنيع ، وقائد آخر في الضفة الغربية ، وغيرهم من قيادات العمل الفدائي في فلسطين من أبناء الجهاد الإسلامي) ، لماذا يتم التركيز على الجهاد الإسلامي ؟؟ الإجابة تأتي من بعض الردود والتصريحات التي صدرت عن بعض المسئولين الصهيونيين وكذلك بعض وسائل الإعلام في العدو الصهيوني ، حيث يقول تساحي هنغبي رئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست ( إن عملية اغتيال ماجد الحرازين القائد العام لسرايا القدس في غزة ورفاقه لاقت نجاحاً غير عادياً لقوات جيش الاحتلال ، وأكد أن حركة الجهاد الإسلامي تتحمل المسئولية المباشرة عن إطلاق الصواريخ باتجاه التجمعات السكانية الصهيونية المحيطة بقطاع غزة ولذلك على الجهاد أن يكون أول من يدفع الثمن ) على حد زعمه .
كما قلت صحيفة معاريف الصهيونية ( أن ماجد الحرازين هو العدو الأكبر لسكان بلدة سديروت والمسئول الأول عن قصف تلك البلدة بالصواريخ لسنين عديدة ) ، وبالتالي يجب عليه أن يدفع الثمن حسب منطقهم . كما أورد موقع معاً الإخباري نقلاً عن موقع يديعوت أحرونوت الصهيوني أن خبيراً العدو الصهيونياً يؤكد أن( ما تمارسه العدو الصهيوني خطوة في اتجاه سلم التصعيد نحو الاجتياح الشامل لقطاع غزة ، وبذلك بهدف تحقيق الهدنة مع قطاع غزة ، على الرغم من اعتباره أن الهدنة مع غزة ليست في صالح العدو الصهيوني على المدى البعيد . معنى هذا أن التركيز على الجهاد الإسلامي يحمل رسائل مختلفة أما الأولى هي لحركة الجهاد نفسها ، مفادها أن استمراركم في ضرب الصواريخ سيكون ثمنه كبير وكبير جداً من خيرة قياداتكم .
وأما الرسالة الثانية فهي لحماس ومفادها أنكم تحكمون غزة وبالتالي فمسئولية منع إطلاق الصواريخ تقع على عاتقكم وعليكم منعها ، فلا تكفي هدنتكم غير المعلنة بخصوص وقف إطلاق الصواريخ ، بل على الحاكم لغزة أن يمنع الصواريخ أياً كان مطلقها ، وإلا فالدور قادم إليكم . الرسالة الثالثة للجمهور الصهيوني أن الجيش لم يخلع القفازات بحسب تصريحات وزير الدفاع الصهيوني أيهود باراك وأن يد الجيش لازالت طويلة حتى في غزة ، ولذلك على هذا الجمهور ألا يفقد ثقته في جيشه ولا في حكومته التي تحاول كل ما في وسعها لمنع سقوط الصواريخ في مدنها .
هناك رسالة أخرى تتعلق بمسألة الاجتياح القادم لقطاع غزة والتي يجتهد المحللون في الجانبين الصهيوني والفلسطيني في ترجيح حدوثه أو التقليل من ذلك ، فواضح أن العدو الصهيوني تنوي في مرحلة يمكن أن نطلق عليها مرحلة ( ما قبل الاجتياح ) ، المكلف طبعاً والغامض ومجهول المصير في كلفة الدخول وآلية الخروج من والى قطاع غزة ، تصعيد عمليات الاغتيال لتطال كل ما يمكن الوصول إليه من قيادات العمل المسلح والبداية ستكون من الجهاد الإسلامي ، هذا التنظيم الذي لم يؤمن يوماً بتسوية سياسية تحد من نشاطه العسكري ، ولم يكبل نفسه بقيود السلطة التي تجعله يوقف هذا النشاط نتيجة لتداعيات وجوده في الحكم ، وكذلك باعتباره المسئول الأول عن ضرب العدو الصهيوني بالصواريخ منذ مدة تزيد عن ستة أشهر فيما دخل غيره في هدنة غير معلنة في هذا الجانب ، ورغم أن البداية ستكون بقيادات الجهاد إلا أن مسؤولية حكام غزة قائمة تجاه الوضع في القطاع وبالتالي فإن عليهم الاحتياط والحذر مالم ينجحوا في فرض الهدنة على الجميع وإلزامهم بها .
سياسة الاغتيالات تحقق لالعدو الصهيوني العديد من المزايا لعل من أهمها أن الجندي الذي يقصف من الجو يكون في مأمن من ضربات المقاومة بخلاف الجندي الذي يقتحم غزة في دبابته، فيجد المقاومة في طريقه، وقد يتكبد خسائر فادحة في الأموال والأرواح. كما أن الطائرة تختار أهدافها بدقة كبيرة، والتي غالباً ما تكون من قيادات العمل العسكري بينما من يواجه الدبابات في الاقتحام البري هم رجال من المقاومة ليسوا على ذات المستوى القيادي المطلوب. يمكن القول الآن أيضاً أن العالم لم يعد يكترث كثيراً في انتقاد ما يسمى الإعدام دون محاكمة ( الاغتيالات السياسية ) ويتفهم كثيراً قيام العدو الصهيوني بالدفاع عن سكانها المدنيين ضد صواريخ إرهابية_ من وجهة نظرهم_ تستهدفهم بشكل متواصل ، وهذا ما يدفعهم إلى القول بحق العدو الصهيوني في الدفاع عن نفسها ، خصوصاً إذا ما سقط أي صاروخ على سديروت أو زكيم .
ومن ناحية أخرى فالقصف الجوي لا يوقع خسائر في المدنيين بالمفهوم السائد دولياً وبالتالي فهو خيار مرحب به العدو الصهيونيياً لسهولة ترويجه للعالم نحن لا نحارب السكان المدنيين في قطاع غزة ، ولكن نحارب الإرهابيين الذين يقصفون بلداتنا بالصواريخ . يضاف إلى كل ذلك تجنب المستنقع المعروف بقطاع غزة ، أو على الأقل تأخير خوض غماره على أمل أن تحقق سياسة الاغتيالات هدفها المرحلي بالتهدئة وبالتالي نوم سكان سديروت بدون قلق ، وهذا ما يجنبهم الإجابة عن العديد من الأسئلة التي تتراوح بين حجم الخسائر المتوقعة ، وآلية الخروج من قطاع غزة إذا تم اجتياحها ، ومدة المكوث فيها . الجرح الجديد للجهاد الإسلامي يجبره على عدم السكوت ، وتصريحات قادة الجهاد تؤكد ذلك لا سيما أمينه العام الذي قال أن الرد قادم لا محالة ، وبالتالي ليس غريباً أن نتوقع رداً في العمق الصهيوني هذه المرة مما قد يقلب أوراق اللعبة بالكامل .
ولعل أول من فطن إلى أن الجهاد الإسلامي لن يسكت هم سكان سديروت أنفسهم فقد نقلت صحيفة معاريف بعض مشاعرهم بعد عملية الاغتيال ووجدت أنهم لم ينفعلوا أكثر من اللازم ، وقالوا ( غدا سيأتي رد منظمات الإرهاب _على حسب زعمهم _، ولكننا بتنا معتادين على هذا الوضع ) . فهم يدركون مثلنا أن الرد قادم لا محالة. لن تتوقف الصواريخ بعد القصف وسيستمر الجرح الجديد في النزف إلا إذا نجح إسماعيل هنية في الوصول مع الجهاد وفصائل العمل المقاوم الأخرى إلى اتفاق تهدئة تبحث عنه العدو الصهيوني في إطار رزمة شاملة خصوصاً فيما يتعلق بوقف التهريب عبر أنفاق رفح ، ذلك إذا صحت الأنباء التي نقلتها قناة التلفزيون الصهيونية الثانية حول عرضه مثل هذه الهدنة على العدو الصهيوني ، وساعتها سيكون لكل حادث حديث.
يأبى العدو الصهيوني إلا أن يمارس عادته القبيحة ، كلما كنا على أعتاب مؤتمر أو اجتماع عربي أو دولي من شأنه مناقشة قضيتنا ، أو كنا في انتظار فرحة فلسطينية تخرجنا مؤقتاً من حالنا البائس ، وذلك بتصعيد اعتداءاتها على الإنسان والأرض الفلسطينيين ، وكلنا يذكر جميعاً قمة بيروت التي طرحت فيها مبادرة الملك عبد الله ليتم تبنيها وتصبح المبادرة العربية للسلام مع العدو الصهيوني ، في ذلك الوقت العدو الصهيوني استقبلت المبادرة بعملية السور الواقي في العام 2002 واجتاحت كل الضفة الغربية تقريباً ، وكلنا يذكر اجتياح بيت حانون الذي تزامن مع عيد الفطر السعيد قبل أعوام في وقت كنا نحاول أن نسترق لحظات السعادة والفرح وننتزعها انتزاعاً من واقعنا الأليم والمرير وغيرها الكثير ولكن ما أوردناه للمثال وليس للحصر .
هذه المرة جمعت العدو الصهيوني بين الأمرين فبينما ترحل عيوننا إلى الموقف العظيم لجيوش الموحدين على جبل عرفات ، وتنظر بشغف إلى تلك الشعائر العظيمة ، وتدعو الله عز و جل أن يتقبل من الذي رفعوا أكف الضراعة إليه ، وأن يرزقنا مثلما رزقهم حجاً مبروراً إلى بيته الحرام ، وبينما ننتظر جميعا لنسترق فرحة العيد من ركام الآلام والجروح المفتوحة والدماء النازفة ، وبينما كان المؤتمرون في باريس ينهون اجتماعهم المخصص لدعم السلطة الفلسطينية ، كانت العادة الصهيونية محكمة ، وكانت طائرات الاحتلال جاهزة لاغتيال فرسان المقاومة والجهاد ، فظفروا بصيد ثمين أدخل الفرحة إلى قلوبهم ، وأدمى قلوبنا حزناً على فراق ماجد ورفاقه من أسود المقاومة .
لا أعرف ماجد الحرازين شخصياً إلا أن ما سمعته عنه من بعض العارفين ، وما قرأته على بعض وكالات الأنباء يوحي بأن الرجل كان من طراز فريد ، استحق الشهادة واستحقته بإذن الله ، نحسبه على الله شهيدا ولا نزكي عليه أحداً ، فهو كما عرفت رجل دمث الخلق متواضع في كل شيء لا يحقد ولا يحسد ولا يتحزب ، ولا هم له إلا الجهاد في سبيل الله نذر حياته له ، وقدمها رخيصة من أجل القدس وفلسطين .
السؤال الذي يطرح نفسه لماذا تُستهدف حركة الجهاد الإسلامي بالذات ؟ ، وتُضرب على أعلى مستوى من قياداتها العسكرية ( القائد العام لسرايا القدس في غزة ، وقائد آخر في وحدة التصنيع ، وقائد آخر في الضفة الغربية ، وغيرهم من قيادات العمل الفدائي في فلسطين من أبناء الجهاد الإسلامي) ، لماذا يتم التركيز على الجهاد الإسلامي ؟؟ الإجابة تأتي من بعض الردود والتصريحات التي صدرت عن بعض المسئولين الصهيونيين وكذلك بعض وسائل الإعلام في العدو الصهيوني ، حيث يقول تساحي هنغبي رئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست ( إن عملية اغتيال ماجد الحرازين القائد العام لسرايا القدس في غزة ورفاقه لاقت نجاحاً غير عادياً لقوات جيش الاحتلال ، وأكد أن حركة الجهاد الإسلامي تتحمل المسئولية المباشرة عن إطلاق الصواريخ باتجاه التجمعات السكانية الصهيونية المحيطة بقطاع غزة ولذلك على الجهاد أن يكون أول من يدفع الثمن ) على حد زعمه .
كما قلت صحيفة معاريف الصهيونية ( أن ماجد الحرازين هو العدو الأكبر لسكان بلدة سديروت والمسئول الأول عن قصف تلك البلدة بالصواريخ لسنين عديدة ) ، وبالتالي يجب عليه أن يدفع الثمن حسب منطقهم . كما أورد موقع معاً الإخباري نقلاً عن موقع يديعوت أحرونوت الصهيوني أن خبيراً العدو الصهيونياً يؤكد أن( ما تمارسه العدو الصهيوني خطوة في اتجاه سلم التصعيد نحو الاجتياح الشامل لقطاع غزة ، وبذلك بهدف تحقيق الهدنة مع قطاع غزة ، على الرغم من اعتباره أن الهدنة مع غزة ليست في صالح العدو الصهيوني على المدى البعيد . معنى هذا أن التركيز على الجهاد الإسلامي يحمل رسائل مختلفة أما الأولى هي لحركة الجهاد نفسها ، مفادها أن استمراركم في ضرب الصواريخ سيكون ثمنه كبير وكبير جداً من خيرة قياداتكم .
وأما الرسالة الثانية فهي لحماس ومفادها أنكم تحكمون غزة وبالتالي فمسئولية منع إطلاق الصواريخ تقع على عاتقكم وعليكم منعها ، فلا تكفي هدنتكم غير المعلنة بخصوص وقف إطلاق الصواريخ ، بل على الحاكم لغزة أن يمنع الصواريخ أياً كان مطلقها ، وإلا فالدور قادم إليكم . الرسالة الثالثة للجمهور الصهيوني أن الجيش لم يخلع القفازات بحسب تصريحات وزير الدفاع الصهيوني أيهود باراك وأن يد الجيش لازالت طويلة حتى في غزة ، ولذلك على هذا الجمهور ألا يفقد ثقته في جيشه ولا في حكومته التي تحاول كل ما في وسعها لمنع سقوط الصواريخ في مدنها .
هناك رسالة أخرى تتعلق بمسألة الاجتياح القادم لقطاع غزة والتي يجتهد المحللون في الجانبين الصهيوني والفلسطيني في ترجيح حدوثه أو التقليل من ذلك ، فواضح أن العدو الصهيوني تنوي في مرحلة يمكن أن نطلق عليها مرحلة ( ما قبل الاجتياح ) ، المكلف طبعاً والغامض ومجهول المصير في كلفة الدخول وآلية الخروج من والى قطاع غزة ، تصعيد عمليات الاغتيال لتطال كل ما يمكن الوصول إليه من قيادات العمل المسلح والبداية ستكون من الجهاد الإسلامي ، هذا التنظيم الذي لم يؤمن يوماً بتسوية سياسية تحد من نشاطه العسكري ، ولم يكبل نفسه بقيود السلطة التي تجعله يوقف هذا النشاط نتيجة لتداعيات وجوده في الحكم ، وكذلك باعتباره المسئول الأول عن ضرب العدو الصهيوني بالصواريخ منذ مدة تزيد عن ستة أشهر فيما دخل غيره في هدنة غير معلنة في هذا الجانب ، ورغم أن البداية ستكون بقيادات الجهاد إلا أن مسؤولية حكام غزة قائمة تجاه الوضع في القطاع وبالتالي فإن عليهم الاحتياط والحذر مالم ينجحوا في فرض الهدنة على الجميع وإلزامهم بها .
سياسة الاغتيالات تحقق لالعدو الصهيوني العديد من المزايا لعل من أهمها أن الجندي الذي يقصف من الجو يكون في مأمن من ضربات المقاومة بخلاف الجندي الذي يقتحم غزة في دبابته، فيجد المقاومة في طريقه، وقد يتكبد خسائر فادحة في الأموال والأرواح. كما أن الطائرة تختار أهدافها بدقة كبيرة، والتي غالباً ما تكون من قيادات العمل العسكري بينما من يواجه الدبابات في الاقتحام البري هم رجال من المقاومة ليسوا على ذات المستوى القيادي المطلوب. يمكن القول الآن أيضاً أن العالم لم يعد يكترث كثيراً في انتقاد ما يسمى الإعدام دون محاكمة ( الاغتيالات السياسية ) ويتفهم كثيراً قيام العدو الصهيوني بالدفاع عن سكانها المدنيين ضد صواريخ إرهابية_ من وجهة نظرهم_ تستهدفهم بشكل متواصل ، وهذا ما يدفعهم إلى القول بحق العدو الصهيوني في الدفاع عن نفسها ، خصوصاً إذا ما سقط أي صاروخ على سديروت أو زكيم .
ومن ناحية أخرى فالقصف الجوي لا يوقع خسائر في المدنيين بالمفهوم السائد دولياً وبالتالي فهو خيار مرحب به العدو الصهيونيياً لسهولة ترويجه للعالم نحن لا نحارب السكان المدنيين في قطاع غزة ، ولكن نحارب الإرهابيين الذين يقصفون بلداتنا بالصواريخ . يضاف إلى كل ذلك تجنب المستنقع المعروف بقطاع غزة ، أو على الأقل تأخير خوض غماره على أمل أن تحقق سياسة الاغتيالات هدفها المرحلي بالتهدئة وبالتالي نوم سكان سديروت بدون قلق ، وهذا ما يجنبهم الإجابة عن العديد من الأسئلة التي تتراوح بين حجم الخسائر المتوقعة ، وآلية الخروج من قطاع غزة إذا تم اجتياحها ، ومدة المكوث فيها . الجرح الجديد للجهاد الإسلامي يجبره على عدم السكوت ، وتصريحات قادة الجهاد تؤكد ذلك لا سيما أمينه العام الذي قال أن الرد قادم لا محالة ، وبالتالي ليس غريباً أن نتوقع رداً في العمق الصهيوني هذه المرة مما قد يقلب أوراق اللعبة بالكامل .
ولعل أول من فطن إلى أن الجهاد الإسلامي لن يسكت هم سكان سديروت أنفسهم فقد نقلت صحيفة معاريف بعض مشاعرهم بعد عملية الاغتيال ووجدت أنهم لم ينفعلوا أكثر من اللازم ، وقالوا ( غدا سيأتي رد منظمات الإرهاب _على حسب زعمهم _، ولكننا بتنا معتادين على هذا الوضع ) . فهم يدركون مثلنا أن الرد قادم لا محالة. لن تتوقف الصواريخ بعد القصف وسيستمر الجرح الجديد في النزف إلا إذا نجح إسماعيل هنية في الوصول مع الجهاد وفصائل العمل المقاوم الأخرى إلى اتفاق تهدئة تبحث عنه العدو الصهيوني في إطار رزمة شاملة خصوصاً فيما يتعلق بوقف التهريب عبر أنفاق رفح ، ذلك إذا صحت الأنباء التي نقلتها قناة التلفزيون الصهيونية الثانية حول عرضه مثل هذه الهدنة على العدو الصهيوني ، وساعتها سيكون لكل حادث حديث.
تعليق