بعد أيام على انابوليس يكشف عن مشاريع استيطانية جديدة، كيف تقرأ ذلك وما هو الاستنتاج المطلوب بالنسبة للقيادة الفلسطينية؟
انابوليس خطوة صغيرة جداً ومتواضعة في طريق طويل وشائك، وللأسف انابوليس يدل على عدم جدية اسرائيل حيث انها لم تقم يأية إجراءات حقيقية على الارض لتشجيع الفلسطينيين فلا زالت مئات الحواجز منتشرة وتعيق حركة المواطنين والبضائع وتدمر الاقتصاد الفلسطيني، والاغتيالات والاعتقالات مستمرة ولم تطلق سراح سوى بضع مئات وغالبيتهم ينتهي حكمهم خلال بضعة اشهر وتعتقل مكانهم المئات خلال فترة قصيرة حيث ان عدد الأسرى لم يقل ولا زالوا 11 الف أسير، كما ان قطاع غزة يتعرض للحصار والعدوان والحرب والتجويع اليومي، والإعلان عن إقامة مستوطنات جديدة او توسيع مستوطنات بعد ايام قليلة من انابوليس ومن غير المعقول ان تجري مفاوضات في ظل استمرار الاستيطان فلن يقبل احد من الفلسطينيين هذه المعادلة، على إسرائيل ان توقف الاستيطان فوراً في القدس وفي الضفة وهذا شرط أساسي لاستئناف المفاوضات وإلا لن يكون لها معنى تحت هذه الظروف..
هل تختلف الحكومة الاسرائيلية الراهنة عن سابقاتها في التعامل مع المسيرة السياسية، في السابق قالوا ان ابو عمار قادر لكنه غير راغب بالتسوية واليوم يقولون العكس عن الرئيس عباس؟
ان سلوك الحكومة الاسرائيلية الحالية لا يختلف عن الحكومات السابقة التي ارادت مفاوضات واستيطان وارض وامن وسلام واحتلال معاً، المطلوب هو حكومة اسرائيلية وزعيم اسرائيلي ياخذ قرارا شجاعا وواضحا بإنهاء الاحتلال لأنه أساس المشكلة والصراع، ولا حاجة لمفاوضات وطواقم لجان بل هنالك حاجة لقرار استرتيجي بانهاء الاحتلال وليس من الحكمة العودة لنفس الطريق والآلية والمنهج، الفلسطينيون مستعدون للسلام على اساس انهاء الاحتلال والاستيطان وجدار الفصل العنصري عن الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وتطبيق القرار الدولي 194 بخصوص اللاجئين الفلسطينيين والإفراج الشامل عن الاسرى والمعتقلين دون قيد او شرط. في كل مرة تحاول الحكومة الاسرائيلية ايجاد الذرائع والمبررات للهروب من الاستحقاق الرئيسي وهو انهاء الاحتلال مرة بتحميل الرئيس الراحل ياسر عرفات المسؤولية عن انهيار عملية السلام والقول انه يستطيع ولكنه لا يريد ومرة برفع شعار ان ابو مازن يريد ولكنه لا يستطيع وهذه مقولة عارية عن الصحة والذي دمر عملية السلام هو الاحتلال الاسرائيلي وياسر عرفات كان مستعداً للسلام وابو مازن لديه تفويض بموجب انتخابه رئيساً للسلطة الوطنية ولـ(م.ت.ف ) بإدارة الملف السياسي والتفاوضي وقد أكدت على هذه الحقيقة وثيقة الوفاق الوطني (وثيقة الاسرى) التي وقعها 13 فصيلاً وحزباً فلسطينياً في حزيران 2006 حيث نصت على ان صلاحية ادارة المفاوضات وقيادتها مع الجانب الاسرائيلي هي لـ(م.ت.ف) ولرئيسها ولرئيس السلطة الوطنية على قاعدة التمسك بالثوابت الوطنية وعلى اساس احالة اي اتفاق للحل النهائي الى استفتاء شعبي او للتصويت عليه في المجلس الوطني الفلسطيني الجديد، وإذا ما قررت اسرائيل انهاء الاحتلال ووقف الاستيطان والعدوان فان هذا سيجعل الغالبية من الفلسطينيين يؤيدون عملية السلام. ولكن خلال 3 سنوات منذ انتخاب ابو مازن لم تقدم له الحكومة الاسرائيلية سوى الكلام ولم تقم بأية خطوة لدعمه كما تدعي وهي لم تزل حتى حاجزاً واحداً منذ انتخاب ابو مازن وهناك 600 حاجز منها 200 أضيفت في السنتين الاخيرتين وكان هنالك 7000 اسير عند انتخاب ابو مازن واصبحوا اليوم 11 الف اسير وما استمرار الاستيطان الا محاولة لتحديد مصير المفاوضات قبل بدئها وما يروج من دعم ابو مازن ليس سوى كلام في الهواء لا رصيد له على الارض.
الكل يؤكد ان الوحدة الفلسطينية هي اساس كل شيء والسلطة تصر على مطالبة حماس بالتنازل عن الانقلاب في غزة وهذه ترفض وتدعو للحوار اولا. كيف برأيك الخروج من هذا المأزق، الا ترى طريقة اخرى للحل تمنح حماس سلّما ربما للنزول عن الشجرة بالذات فيما تمر اليوم بأزمة حصار حادة؟
آمل ان يكون عام 2008 هو عام الوحدة الوطنية الفلسطينية وعام اعادة اللحمة للوطن الواحد بجناحيه الضفة وغزة وان تتحقق مرة أخرى وحدة الشعب والوطن، هذا العام هو عام المخاض الفلسطيني العسير في كافة المجالات وعلى كافة الاصعدة وآمل أن يكون عام انبلاج الفجر الجديد وعام الامل للفلسطينيين في التحرر من نير الاحتلال وانجاز الحرية والعودة والاستقلال. ان وحدة وتعزيز الجبهة الداخلية يقتضي انهاء حالة الانقسام التي كانت من نتائج الانقلاب العسكري لحركة حماس في قطاع غزة وأنا أدعو قيادة حماس لاتخاذ قرار شجاع وفوري باعادة السلطة الشرعية لقيادة ابو مازن في قطاع غزة تمهيداً لفتح واعادة الحوار بين كافة القوى الفلسطينية دون استثناء لاننا بحاجة الى حوار شامل وعميق واستراتيجي ينهي حالة الضعف والانقسام، وان الشعب الفلسطيني ينتظر من حركة حماس ان تخطو الخطوة الاولى لان ما قامت به يعتبر خطأ استراتيجياً ادخل الساحة الفلسطينية في حالة من الضعف والتمزق، وأعتقد ان عام 2008 سيشهد اجراء انتخابات رئاسية وتشريعية ولعضوية المجلس الوطني الفلسطيني وذلك انقاذاً للتجربة الديمقراطية ومن اجل اعادة التأكيد على تمسك الفلسطينيين بنظام سياسي ديمقراطي وبدولة ديمقراطية.
كيف تفسر توافد مسؤولين اسرائيليين على زيارتك في السجن بشكل واسع؟
لقد زارني خلال الاسابيع الاخيرة عدد من اعضاء الكنيست العرب واليهود ومن ابرزهم الشيخ ابراهيم عبد الله صرصور رئيس القائمة العربية الموحدة، وسعيد نفاع من التجمع الوطني الديمقراطي، وناديا الحلو وعمير بيرتس من حزب العمل وحاييم اورون من حركة ميرتس، ودار الحديث بيننا حول الوضع الفلسطيني ووضع الصراع الفلسطيني –الإسرائيلي. موقفي ووجهة نظري لم تتغير منذ سنوات طويلة وهي ان مفتاح السلام هو انهاء الاحتلال وان اليوم الاخير في عمر الاحتلال هو اليوم الاول للسلام بين الشعبين لانه بدون انهاء الاحتلال وجلاءه التام عن الارض الفلسطينية المحتلة عام 1967 فلا قيمة لاي اتفاق او مشروع او مبادرة او مفاوضات وان الكرة في الملعب الاسرائيلي وان على قادة اسرائيل اتخاذ قرار شجاع بانهاء الاحتلال ولا حاجة لمواصلة المفاوضات فقد انسحبت اسرائيل من غزة وأخلت المستوطنات ودمرتها ولم تحتاج الى اي تفاوض او الى لجان، ومن غير المعقول اجراء مفاوضات في ظل الحصار والتجويع الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني في الضفة وغزة وان على اسرائيل ان تبادر بوقف هذا الحصار وهذا العدوان وان تطلق سراح الاسرى وتوقف الاغتيالات والاعتقالات، كما أنني استعرض دوماً الوضع القائم في السجون والمعتقلات وهو وضع صعب وقاس حيث ان هنالك مئات الاسرى ممن قضوا أكثر من 20 عاما في سجون الاحتلال ومنهم من يقضي العام الثلاثين في السجن وهنالك من هم ممنوعون من الزيارات العائلية منذ فترة طويلة وكذلك هناك كوادر وقيادات معزولين في زنازين العزل الانفرادي والجماعي ويعاني الاسرى كذلك من الاهمال الطبي حيث استشهد خمسة اسرى هذا العام وكان اخرهم الشهيد شادي صعايدة ومحمد الاشقر، واستعرضت مع اعضاء الكنيست كذلك تنكر اسرائيل في تعاملها مع الاسرى لأبسط قوانين وقواعد القانون الدولي الانساني والمواثيق الدولية ويجب اعتبار الاسرى ابطال حرب استقلال وتحرير ومقاتلين من اجل الحرية وليسوا مجرمين او ارهابيين كما تدعي اسرائيل، وبالمناسبة منذ اعتقالي وحتى الآن لم التق اي مسؤول اسرائيلي رسمي.
هل تشمل صفقة تبادل مستقبلية بين حزب الله واسرائيل فلسطينيين بما في ذلك القدس والداخل؟
نحن نتمسك وندعو بان يشمل الافراج او التبادل الاسرى جميعا دون قيد او شرط او تمييز وفي مقدمتهم الاسرى القدامى من الداخل والقدس والضفة وغزة والاخوة العرب وهذا ما اكد عليه الاسرى دائماً ويؤكدون مجدداً بالا يجوز استثناء اسرى قدامى او فلسطيني 48 فهم جزء من النضال الفلسطيني العادل وضحوا في سبيل هذه القضية ومن واجب الجميع ان يعمل على اطلاق سراحهم.
تعليق