غزة: اسم الحرب القادمة .. ماهر رجا
شبح واحد اليوم يهيمن على ليل المؤسسة العسكرية الصهيونية ويحتل صدارة الأهداف.. هذا الشبح اسمه قطاع غزة.
في سبتمبر 2005، اندحر الصهاينة عن غزة ، وزعموا حينها أن ذلك الاندحار هو قرار أمني وسياسي صهيوني وليس هزيمة، وأنه يندرج ضمن إطار ما أسمي خطة شارون للانفصال عن غزة.
كان شارون في تلك الأيام يتصور إمكانية نجاح "عملية استئصال" شبه تامة، فغزة ليست في العمق الجغرافي، وتكلفتها الأمنية باهظة وملكاتها الاقتصادية أقل.. ومع ذلك فإن الأمر لا يعني نهاية للاحتلال، وإنما استجابة لمعطيات وظروف تملي على الكيان الصهيوني الدخول في مرحلة استراتيجية جديدة ستطول في مقاربة وضع غزة.
أمِل شارون أن يؤدي هذا الوضع الجديد إلى إفراغ غزة من مكانتها في الصراع.. أن يبقى وضعها في "الفورمالين" على حد وصف سيلفان شالوم وزير خارجية الكيان الصهيوني آنذاك، بانتظار بدء "عملية سياسية" تكون فييها غزة ورقة مقايضة أساسية.
لكن الحسابات الصهيونية أخفقت بشكل ذريع.. لم يتمكن الحلم الصهيوني من استئصال غزة، بل أصبحت أشد خطراً على الاحتلال بعد سبتمبر 2005 .. العمليات العسكرية النوعية والجريئة قضت مضجع الاحتلال ونسفت أحلامه واقتحمت معسكرات جنده، وتوجت بعملية النفق النوعية في منتصف 2006، والتي تمكنت المقاومة خلالها من أسر الجندي الصهيوني جلعاد شاليت.
ثم إن الصواريخ الفلسطينية البسيطة والمحلية الصنع قالت كلمة أخرى، وألقت بظلال الرعب على المستوطنات الصهيونية المحيطة بالقطاع... لم تنفع استراتيجية "القبة الحديدية" التي ينتهجها الصهاينة اليوم لحماية المستوطنات القريبة من القطاع، ولا يبدو أن ثمة جدوى من التدابير الأخيرة التي تعهد بإدارة حياة المستوطنات المجاورة إلى الجيش، فيما يتزايد منسوب الرعب الإسرائيلي من "الخطر الداهم" الذي أشار إليه رئيس الأركان الصهيوني السابق دان شمرون قبل بضعة أشهر حين حذر من أن الصواريخ الفلسطينية قد تصل إلى تل أبيب في المرحلة القادمة.
أصبحت غزة قلعة للمقاومة بما لم يتوقع الصهاينة إذاً.. هذه صورتها اليوم.. وإزاء ذلك، أطلقت لجان البحث الاستراتيجي الصهيوني العنان لخيال دموي من إجراءات الإبادة.. من العمليات العسكرية المتدرجة، إلى الحصار الاقتصادي والسياسي والميداني... ولكن عبثاً. فكان لهذا الوضع من الإخفاقات الصهيونية المتتالية أن دق ناقوس الخطر في أروقة ومكاتب المؤسسة العسكرية الصهيونية.. كل شيء سيتوقف على نتيجة المعركة مع غزة بالنسبة للصهاينة الآن.
ماذا يعني ذلك.. وما الذي علينا أن نتوقعه؟
هناك قراءات وتحليلات سياسية سائدة منذ زمن ، وهي تقول إن الكيان الصهيوني لن يكون في يوم من الأيام مستعداً لدفع الثمن الباهظ الناجم عن أي محاولة لاجتياح القطاع على نحو شامل... هذه التحليلات لم تعد لها قيمة حقيقية اليوم بعد أن أصبحت غزة على شاشة الرادار الصهيوني بالمعنى الاستراتيجي للكلمة..
بكلمة مختصرة ، الصهاينة بدؤوا بإعداد عدة الحرب الشاملة على غزة.. عدة اجتياح خاطف له أهداف عاجلة ومحددة. وإشارات ذلك واضحة اليوم في الكيان الصهيوني. من ذلك مثلاً تصريحات أشكنازي رئيس الأركان، وإيهود باراك وزير الحرب اللذين تقول التسريبات الصهيونية الصحفية إنه أتما وضع خطة متكاملة للاجتياح المرتقب. وقد نشرت صحيفة يدعوت أحرونوت قبل أيام تقريراً أكدت فيه أن الجيش الصهيوني تلقى أوامر محددة بالاستعداد لاجتياح القطاع.. ولم يبق سوى انتظار الضوء الأخضر.
لو حدث ذلك.. لو تحقق الاجتياح ـ وهو مجرد حلم لا أكثر ـ فإن الصهاينة لن يمكثوا في القطاع.. ذلك ليس غرضهم.. الغاية الأساسية هي القضاء على المقاومة وقدراتها العسكرية أولاً وصياغة مشهد سياسي وميداني جديد في غزة بما يجعل من القطاع كياناً معدوم الخطر على الكيان الصهيوني، ويسبغ عليه الرداء المناسب الذي يأهله ليكون مقبولاً في عملية التسوية بمنظور إسرائيلي، ومنسجماً مع متطلبات خارطة الطريق الأمنية.
بالنسبة للصهاينة، فإن لكل مرحلة حربها .. وتبدو غزة اسم الحرب الصهيونية القادمة.. الحرب التي سينتفع من أهدافها أيضاً من شاركوا بحصار غزة، من عرب وسياسيين
( معتدلين جداً ) !!
شبح واحد اليوم يهيمن على ليل المؤسسة العسكرية الصهيونية ويحتل صدارة الأهداف.. هذا الشبح اسمه قطاع غزة.
في سبتمبر 2005، اندحر الصهاينة عن غزة ، وزعموا حينها أن ذلك الاندحار هو قرار أمني وسياسي صهيوني وليس هزيمة، وأنه يندرج ضمن إطار ما أسمي خطة شارون للانفصال عن غزة.
كان شارون في تلك الأيام يتصور إمكانية نجاح "عملية استئصال" شبه تامة، فغزة ليست في العمق الجغرافي، وتكلفتها الأمنية باهظة وملكاتها الاقتصادية أقل.. ومع ذلك فإن الأمر لا يعني نهاية للاحتلال، وإنما استجابة لمعطيات وظروف تملي على الكيان الصهيوني الدخول في مرحلة استراتيجية جديدة ستطول في مقاربة وضع غزة.
أمِل شارون أن يؤدي هذا الوضع الجديد إلى إفراغ غزة من مكانتها في الصراع.. أن يبقى وضعها في "الفورمالين" على حد وصف سيلفان شالوم وزير خارجية الكيان الصهيوني آنذاك، بانتظار بدء "عملية سياسية" تكون فييها غزة ورقة مقايضة أساسية.
لكن الحسابات الصهيونية أخفقت بشكل ذريع.. لم يتمكن الحلم الصهيوني من استئصال غزة، بل أصبحت أشد خطراً على الاحتلال بعد سبتمبر 2005 .. العمليات العسكرية النوعية والجريئة قضت مضجع الاحتلال ونسفت أحلامه واقتحمت معسكرات جنده، وتوجت بعملية النفق النوعية في منتصف 2006، والتي تمكنت المقاومة خلالها من أسر الجندي الصهيوني جلعاد شاليت.
ثم إن الصواريخ الفلسطينية البسيطة والمحلية الصنع قالت كلمة أخرى، وألقت بظلال الرعب على المستوطنات الصهيونية المحيطة بالقطاع... لم تنفع استراتيجية "القبة الحديدية" التي ينتهجها الصهاينة اليوم لحماية المستوطنات القريبة من القطاع، ولا يبدو أن ثمة جدوى من التدابير الأخيرة التي تعهد بإدارة حياة المستوطنات المجاورة إلى الجيش، فيما يتزايد منسوب الرعب الإسرائيلي من "الخطر الداهم" الذي أشار إليه رئيس الأركان الصهيوني السابق دان شمرون قبل بضعة أشهر حين حذر من أن الصواريخ الفلسطينية قد تصل إلى تل أبيب في المرحلة القادمة.
أصبحت غزة قلعة للمقاومة بما لم يتوقع الصهاينة إذاً.. هذه صورتها اليوم.. وإزاء ذلك، أطلقت لجان البحث الاستراتيجي الصهيوني العنان لخيال دموي من إجراءات الإبادة.. من العمليات العسكرية المتدرجة، إلى الحصار الاقتصادي والسياسي والميداني... ولكن عبثاً. فكان لهذا الوضع من الإخفاقات الصهيونية المتتالية أن دق ناقوس الخطر في أروقة ومكاتب المؤسسة العسكرية الصهيونية.. كل شيء سيتوقف على نتيجة المعركة مع غزة بالنسبة للصهاينة الآن.
ماذا يعني ذلك.. وما الذي علينا أن نتوقعه؟
هناك قراءات وتحليلات سياسية سائدة منذ زمن ، وهي تقول إن الكيان الصهيوني لن يكون في يوم من الأيام مستعداً لدفع الثمن الباهظ الناجم عن أي محاولة لاجتياح القطاع على نحو شامل... هذه التحليلات لم تعد لها قيمة حقيقية اليوم بعد أن أصبحت غزة على شاشة الرادار الصهيوني بالمعنى الاستراتيجي للكلمة..
بكلمة مختصرة ، الصهاينة بدؤوا بإعداد عدة الحرب الشاملة على غزة.. عدة اجتياح خاطف له أهداف عاجلة ومحددة. وإشارات ذلك واضحة اليوم في الكيان الصهيوني. من ذلك مثلاً تصريحات أشكنازي رئيس الأركان، وإيهود باراك وزير الحرب اللذين تقول التسريبات الصهيونية الصحفية إنه أتما وضع خطة متكاملة للاجتياح المرتقب. وقد نشرت صحيفة يدعوت أحرونوت قبل أيام تقريراً أكدت فيه أن الجيش الصهيوني تلقى أوامر محددة بالاستعداد لاجتياح القطاع.. ولم يبق سوى انتظار الضوء الأخضر.
لو حدث ذلك.. لو تحقق الاجتياح ـ وهو مجرد حلم لا أكثر ـ فإن الصهاينة لن يمكثوا في القطاع.. ذلك ليس غرضهم.. الغاية الأساسية هي القضاء على المقاومة وقدراتها العسكرية أولاً وصياغة مشهد سياسي وميداني جديد في غزة بما يجعل من القطاع كياناً معدوم الخطر على الكيان الصهيوني، ويسبغ عليه الرداء المناسب الذي يأهله ليكون مقبولاً في عملية التسوية بمنظور إسرائيلي، ومنسجماً مع متطلبات خارطة الطريق الأمنية.
بالنسبة للصهاينة، فإن لكل مرحلة حربها .. وتبدو غزة اسم الحرب الصهيونية القادمة.. الحرب التي سينتفع من أهدافها أيضاً من شاركوا بحصار غزة، من عرب وسياسيين
( معتدلين جداً ) !!
تعليق