مقاربة لغوية
[4] ربما كان الفارق بين الصعود والمعراج من ناحية لغوية ، يشبه الى حد كبير الفارق ما بين حالة الصعود الرتيبة والطبيعية والمستوعبة لجماعة ما دون تشويش او ممانعة من قبل المحيط ، لا بل وتشجيع واسناد لهذا الصعود من قبل القوى الدولية والاقليمية ، حيث يغدو هذا الصعود مطلبا لازما للجميع لا سيما اؤلئك الذين ينسجون خيوط اللعبة القائمة على المصالح والتوازنات وسياسة ملء الفراغ المتحكم بها ،وبالتالي يكون هذا النمط من الصعود مكملا لمشهد حاضر ومستقبلي يراد للقضية ان تنتهي اليه ، وتحط رحالها على اعتابه ، وما بين صعود اخر توضع في طريقه كل المعيقات الممكنة ، ووسائل التخريب والتعطيل ، وتستخدم في في مواجهته كل وسائل الدس والكيد والتخطييط بهدف صرفه عن مساره الذي ارتضاه ، بل وتستخدم في معالجته وسائل الاستئصال العسكرية والمخططات الجهنمية وحشد الطاقات الدولية والاقليمية والمحلية من اجل ايقاف مسيرة الصعود هذه .
ففي الحالة الاولى يكون الصعود بمثابة تحصيل حاصل لان واقع الحراك السياسي الذي تنسج خيوطه القوى المتنفذة لمصالح الكبار على حساب الشعوب المظلومة تتطلب هذا الصعود وترعاة بصفته مكون من مكونات المشهد الذي يتم اخراجه على نحو تستفيد منه القوى الممسكة بخيوط اللعبة السياسية ونهاياتها ، ولذلك فان هذا الصعود لا تعترضه المعيقات ولا المطبات ، اذ لا يستطيع اصحاب هذا النمط من الصعود الا ان يكونوا جزءا من اللعبة القائمة لا سيما ما يتعلق باضفاء نوع من الشرعية عليها ومنحها مسحات تجميلية ليس الا ، واما الحالة الثانية فهي مختلفة ولا شك فعوامل الصعود الدافعة الى الامام تصطدم بعوامل اخرى مضادة تهدف الى اعاقة المسير او حرفه عن اهدافه وغاياته المرسومه ، ولكن المسير مستمر على الرغم من ان كل خطوة للامام يقابلها الوان من المعيقات الغادرة ، ومع ذلك فالمسيرة ما ضية لا تلتفت ولا تتراجع ، فهي ماضية بتؤدة واناة وحكمة ووعي بطبيعة الطريق والظروف المحيطة ، وحجم الاشواك والالغام والحفر لتي لا بد وان تعترضها ، ولان الصعود كحالة ياتي كمحصلة لقوى دافعة واخرى معترضة فان شكل المسير ياخذ شكلا متعرجا للاعلى ...فمعراج حماس اذن يشابه حركة الاجسام المقذوفة للاعلى والذي ياخذ منحى متعرجا ينتج عن فعلالمقاومات المعترضة للصعود .
الخلفية التاريخية :-
يعتقد البعض ان حماس ستكمل في هذه الأيام عامها العشرون ، وهم محقون في هذا الى حد ما ، بيد ان هذه السنوات تمثل العمر المعلن لحماس فحسب ، فوجود حماس على الساحة يسبق هذا العمر المفترض بعقد من الزمان على اقل تقدير ،حيث دأبت الحركة على الاعداد والعمل سرا طيلة هذه الفترة ، لاحظ اعتقال الشيخ احمد ياسين رحمه الله والعديد من اخوانه وابنائه عام 1983 على خلفية قيامهم بتشكيل جهاز عسكري لمقاومة الاحتلال تحت اسم (مجاهدو فلسطين ) بقيادة الشيخ صلاح شحاده رحمه الله , واخر امني تحت اسم (مجد) بقيادة القائد الاسير يحيى السنوار فك الله اسره )
ولكن قد يقول البعض اين كانت حماس قبل هذة السنوات( 20+10) وما هو دورها ، وماذا كانت تعمل ولماذا لم تظهر حركات اسلامية تنادي بالمقاومة والتحرير في الوقت الذي امتلأت فيه الساحة بالمنظمات الاخرى ؟؟
للاجابة عن هذا السؤال لا بد من تسليط الضوء على الامور التالية :-فلسطين ما بين 1918 --------1948
لقد قام شعبنا الفلسطيني بمقاومة الغزاة الانجليز الذين احتلوا ارضنا عام 1918 ، حيث انخرط ابناء شعبنا في هذه المقاومة وفق امكاناته المتاحة وسجل بصمات مشرفه من المقامة عبر محطات بارزه خلال ثلاثة عقود من المقاومة كان ابرزها الحركة الميمونة التي قادها الشيخ عز الدين القسام ، وثورة عام 36 التي اعقبت استشهاد الشيخ القسام وبعض اعوانه في احراش يعبد اواخر سنة 35 ، غير ان هذه الحقبة لم تشهد عملا جهاديا ومقامة منظمة بشكل جماعي يغطي مساحات الوطن ، حيث لم تخرج عمليات المقاومة عن نطاق المبادرات الفردية المستندة الى الاقدام والشجاعة والنخوة التي تجتذب اليها مجموعات من المقاومين هنا وهناك،
الفترة ما بين 1948-----------1965
لقد كان قرار التقسيم الصادر عن الجمعية العمومية لعصبة الامم في 23/11/1947م ، وما تلاه من اعلان الصهاينة عن اقامة دولتهم على ما نسبته 78% من ارض فلسطين بمثابة عود الثقاب الذي القي على برميل من البارود ، فقد تداعى ابناء شعبنا الفلسطيني الى مواجهة الكيان الغاصب بكل ما يملكون من قوة ، وقد دخلت عدة جيول عربية (((لقتال اليهود))) ، كما دخلت عدة كتائب من متطوعي جماعة الاخوان المسلمين من مصر عبر غزة وجنوب النقب وصولا الى مشارف القدس (صور باهر وجبل المكبر) عبر منطقة الخليل ، كما عبرت مجموعات من اخوان سورية عبر شمال فلسطين ،
لقد ابلى الاخوان المسلمون (الحركة الام) لحماس بلاء حسنا في مقارعة الصهاينة لا سيما في منطقة صور باهر حيث واجهوا العصابات الصهيونية ببطولة ملفتة وكان لثباتهم في مواقعهم دور رئيس في منع سقوط مدينة القدس في ايدي الصهاينة عام 1948 على الرغم من اجتهاد الصهاينة في ذلك على اعتبار ان القدس تشكل هدف كبير وغالي بالنسبة لهم ،
كما كان لهم صولات ووقعات رائعة في منطقة النقب لا سيما وقعتي (عسلوج والتبة 86) , ما حدا باحد جنرالات الصهاينة ان قال انا أفضل مقابلة كل الجيوش العربية على ان الاقي متطوعي الاخوان المسلمين ، راجع(الاخوان المسلمون في حرب فلسطين ) لكامل الشريف ،
نلاحظ هنا الصلة الوثيقة والاهتمام الكبير من قبل جماعة الاخوان المسلمين بالقضية الفلسطينية ، وهو ما اثار حفيظة القوى الاستعمارية وتنبهها الى خطورة هذه الجماعة وما يمكن ان تفعله لجهة عرقلة قيام المشروع الصهيوني ، فحاكت ضدها المؤامرات والدسائس ، حيس سيق المجاهدون من جبهات القتال الى معسكرات الاعتقال بحجة انهم يمثلون خطرا على قصر الملك في القاهرة ، ومن ثم بدأت مخططات التضييق والملاحقة بحقهم حيث توج ذلك باغتيال مؤسس الجماعة الامام حسن البنا رحمة الله ولاقت الجماعة صنوفا من العذاب والمضايقات على ايدي الانظمة العربية بحجج وفبركات واهية ، وانتهت باخراج الجماعة عن القانون والى يومنا هذا ,.
ظهور الحركة الوطنية الفلسطينية
ظهرت اول بوادر العمل الفلسطيني المنظم جماعيا في بدايات ستينيات القرن الماضي عندما بدأت اتحادات الطلبة الفلسطينيين في القاهرة وغيرها بمحاولة ايجاد جسم سياسي رسمي يمثل الشعب والفلسطيني ويحمل قضيته في المحافل الدولية ، وقد توجت هذه البوادر بالاعلان عن قيام حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) في 1/1/1965م بقيادة الراحل ياسر عرفات ، ثم تلاها الاعلان عن عدة منظمات في السنوات التالية لا سيما الجبهتان وغيرهما ،
لكننا نلاحظ انه لم تظهر في ذلك الوقت حركة اسلامية تنادي بالمقاومة والتحرير كما اخواتها سالفة الذكر وذلك للاسباب التالية:---
ضعف الحركة الاسلامية الفلسطينية والعربية عموما انذاك ، وذلك بحكم الغربة التي كانت تعايشها الحركات في المحيط الموجودة فيه من ناحية، وبحكم انتشار حركات التغرييب او المتاثرة بها واستأثارها بالساحة في ذلك الوقت ، وهنا قد يقول قائل الم يكن جديرا بالحركة الاسلامية ان تخوض المعركة وتحشد الطاقات الموجودة والسعي الى تجنيد الشباب المندفع للقتال والدفاع عن ارضه ؟؟ هذه وجهة نظر لها احترامها ووجاهتها ولا شك ولكن الحركة الاسلامية كان لها رؤيتها الخاصة بعد ان قرأت الواقع وتداعيته وبنت عليه خطة للعمل ، حيث تثبت ايامنا هذه بما لا يدع مجالا للشكك صوابية تشخيص الحركة الاسلامية للواقع انذاك وبالتالي صوابية ونضج المنهج الذي سارت عليه والنتائج هي امام الجميع الان ولا يملك منصف الا ان يعترف بها ، فمشروع التحرير ومقاومة الاحتلال الغاشم لا بد له من رجال يعون المهمة ويقدسونها ويدركون طبيعة الصراع ، فالاسباب التي كانت وراء انتصار اليهود السريع والمدوي ما زالت قائمة بين اظهرنا واذا اردنا ان نغير الواقع الجديد المتشكل بانتصار اليهود كان لا بد ان نغير الاسباب التي ادت اليه ، حيث ان الظروف المحلية والاقليمية بتنويعاتها الاجتماعية والفكرية والاخلاقية والاقتصادية الاخذة بالتراجع والانحسار والتي نتج عنها سقوط البلاد في ايدي المحتلين ، ان هذه الظروف ذاتها لن تستطيع ايجاد جيل قادرعلى استعادة البلاد وتحريرها حتى تاخذ دورة الزمان مجراها الطبيعي وفق سنن الحياة التي ارادها الله تعالى ,
اذا كان لا بد ان تكون اولى مراحل المواجهة الجدية والمثمرة هي الاخذ بيد جيل على الاقل من ابناء الشعب وتعريفها بطبيعة المعركة وقسوتها وحجم التداعي الدولي على هذه الارض واهلها ، كان لا بد من تربية جيل على معني العطاء والاباء ورفض الذل والخنوع ، والتدرب على قيم التضحية والفداء والانضباط والطاعة في المنشط والمكره ، هذا التغيير في الفكر والقيم والسلوك في الجيل المنشود لحمل البندقية هي المرحلة الاولى من مراحل المواجهة ، اذن الخطة كانت تقتضي قبل البحث عن البندقية البحث عن من يستطيع ان يحمل هذه البندقية ويحافظ على شرف هذا الحمل فلا تنحرف البندقية يوما ما عن مسارها في مواجهة المحتل او تصبح رهينة بايدي هذه القوة او تلك بعيدا عن مصالح شهبنا وما خطه من اهداف ، او ان يصبح حامل البندقية مجرد مقاتل بلا هدف يعمل مع من يدفع اكثر ، ولك ان تقارن اخي القارئ بين من حمل البندقية دون المرور بمرحلة التربية والاصلاح وبين من حملها بعد ان اصبح اهلا لحملها عن جدارة واستحقاق ,
ومع ذلك فقد كان لحركة الاخوان المسلمين نشاط عسكري ولو بسيطا في صفوف حركة فتح اواخر ستينيات القرن الماضي حيث كانت لهم بعض المعسكرات الخاصة ضمن اطار حركة فتح وقاموا بعمليات رائعة ضد الصهاينه في منطقة الاغوار ما حدا بالراحل عرفات ان قال نريد عمليات كعمليات الشيوخ والا فلا ، راجع (الحقيقة الغائبة) ، وعملية الحزام الاخضر ، كانت تلك المشاركة بقيادة الشيخين عبدالله عزام رحمه الله واحمد نوفل حفظه الله ، بيد ان تجربة المشاركة هذه عززت النهج الذي ارتاته الحركة في طريقه التعاطي مع الصراع الصراع القائم، ومن ناحية اخرى كان الكثيرين من قادة فتح الكبار على علاقة تنظيمية سابقة بجماعة الاخوان المسلمين منهم ابو اياد واسعد الصفطاوي رحمهما الله والشقيقان سليم ورياض الزعنون وغيرهم.
وبناء على هذه الرؤية التي امنت بها الحركة الاسلامية وعملت بمقتضاها في ادارة الصراع وترتيب اولوياته ، وبعد ان مرت عقود على الاستراتيجية التي عملت الحركة الاسلامية وفقها يحق لنا ان نقيم هذه التجربة وننظر ما اذا كانت صائبة ام لا واعية في قراءتها للواقع ورصدها للخطط من اجل معالجته ، الى اين وصلت في مشروعها والى اين وصل الاخرون اصحاب الانطلاقة واول الرصاص ، واول الكفاح وما الى ذلك ،
* انظر مثلا الى حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح كيف بدأت والى اي شيء انتهت ؟؟؟ لقد انطلقت فتح من اجل تحرير المحتل من ارضنا عام 1948 حيث لم تكن مناطق 1967 قد وقعت تحت نير الحتلال بعد ، ولكن فتح تتحول الان من دعاوى تحرير المحتل من ارضنا عام48 الى الاشتراط على حماس بالاقرار بشرعية احتلال اليهود لها كي تدخل معها في شراكة حكومية (سابقا)، انظر الفرق الشاسع بين المنطلق والمآل ؟؟ وهل هذا الفرق الكبير في المواقف يعكس نضج سياسي فتحاوي وبراغماتية اكتسبتها فتح عبر تاريخها النضالي الطويل ؟؟ ام ان( تصعيد) فتح للواجهة منذ البداية والعمل على اكسابها الشرعية النضالية والثورية في اعين الجماهير كان يهدف الى ان تقوم فتح بمثل هذه الخطوة المستهجنة(الدعوة الى الاعتراف بشرعية الاحتلال)_ والذي لا يستطيع احد فعله _بفعل ذلك الرصيد النضالي الذي اريد لها ان تكسبه ؟؟
حتى تكون قادرة لاحقا على تمرير المشاريع الاستسلامية والانبطاحية التي تتشبث فتح بها في ايامنا هذه ، اذا كان الامر غير ذلك وكان هذا التحليل مغرقا في الشطط والتوهم ،على اعتبار ان التراجع في اهداف فتح بل والانتكاس بها الى الخلف انما نجم بسبب ظهور مراكز قوى غير مرغوبة داخل الحركة دفعت بها الى حرفها عن مسارها ومجمل اهدافها المرسومة حتى غدا الاعتراف باسرائيل مطلب فتحاوي اصيل لا حيدة عنه ، عندها الا يحق لنا ان نعترف بصوابية رؤية الحركية الاسلامية ومنهجها القائم على حسن الاختيار للناس وتعليمعم وتثقيفهم حتى لا تكون حركاتنا ضحية للانقسامات والتيارات المصلحية والشللية المتعفنة وفي النهاية التنازل عن كل شيء مقابل البقاء على هرم الواجهة السياسية .
وما الانقسامات والانشقاقات عنا ببعيد بل اصبحت موضة لا بد عنها فالحركة تصبح اثنتان وثلاثة واربعة فهي تتوالد كما انثى الارنب ، وهذا الواقع جرى ويجري على الجميع وبلا استثناء عدا حماس بالطبع وجناح الدكتور الشقاقي في حركة
الجهاد الاسلامي ، وهذا مؤشر اخر على سلامة الطريق وصدق ترتيب الاولويات الذي اعتمدته الحركة الاسلامية ,
فحماس في ثباتها وتماسكها تمثل نموذ للحركة المخلصة النظيفة المتعالية على المصالح الشخصية فهي حركة ربانية بحق ، وان اجتمعت عليها قوى كثيرة محاولة تفتيتها ، فقد اخذت سلطة اوسلوا على عاتقها احداث انشقاق في صفوف الحركة وجندت لذلك الكثير من اجل هذا الهدف الخبيث وذلك بالعزف على وتر الداخل والخارج وتيار الصقور والحمائم ولكن كل تلك المحاولات باءت بالفشل وهو ما اغاظ كل المتربصين لا سيما الافعى الامريكية القبيحة(رايس) ولية امر تيار (زعران الخمسة بلدي) التي قالت يوما ما ان هناك جهود حثيثة يتم بذلها لاجل احداث انقسام داخل حركة حماس ، كل ذلك يؤشر الى صحة المنهج الذي اتخذته الحركة الاسلامية من حسن انتقاء و اعداد وتعريف ومن ثم انطلاقة الى العمل والتنفيذ ،
اذن رايس تهدف من وراء خطط الاساليب المبتكرة والفوضى الخلاقة في احدى جزئياتها احداث انشقاق داخل حماس ، في الوقت الذي تعمل فيه على تقديم الوان الدعم المالي والسياسي والمعنوي لفريق يمثل في حد ذاته (فوضى غير خلاقه ) منذ انطلاقته والى ان يسجل في كتاب جينيس للارقام القياسية باعتباره اول حركة تحرر وطني في العالم تتحول من العمل على طرد الاحتلال وحماية المشروع الذي انطلقت من اجله ، الى المطالبة بالاعتراف بذات الاحتلال والاقرار بشرعية وجوده واغتصابه للارض.
الإنتفاضة الأولى:
لقد شهد الثامن من كانون اول 1987 انطلاق الانتفاضة الاولى ، والتي تزامن معها الانطلاق الرسمي لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) ، وقد جاءت الانتفاضة والانطلاقة للتعبير عن رفض الاحتلال الغاشم والسعي للخلاص من ظلمه وجبروته .
وهنا لا بد لنا من ان نذكر ببعض الامور الهامة في هذه المرحلة .
1= كانت حماس هي اول تنظيم فلسطيني يصدر بيانا رسميا مكتوبا حول الاحداث المتفجرة انذاك ، وقد حث البيان الاهالي الى مواصلة التصدي للعدوان الغاشم في كل المياديين ، كان ذلك في 14/12/1987 وهو ما تم اعتباره انطلاقة حماس الرسمية، وقد حمل البيان توقيع (حركة المقاومة الاسلامية) بدون كلمة حماس والتي ظهرت فيما بعد
2= كانت حماس هي اول من اطلق على الاحداث الجارية اسم (الانتفاضة) وقد انتشر المصطلح في الساحة الفلسطينية ، حتى غدا مصطلحا تتداوله وسائل الاعلام المكتوبة والمرئية والمسموعية محليا واقليميا ودوليا باحرفه العربية (انتفاضة)
3= اخذت الانتفاضة اسم (انتفاضة المساجد) حيث كانت المسيرات الجماهيرية تخرج من المساجد لا سيما في ايام الجمع وبعد الصلاة على الشهداء ، وهو ما يشير الى دور الحركة الاسلامية حماس في اشعال الانتفاضة والعمل على ادامتها واستمرارها الامر الذي لم يالفه شعبنا من قبل.
4= كان اول بيان صادر عن فصائل منظمة التحرير الفلسطينية بتاريخ 20/1/1988 وقد حمل توقيع القيادة الوطنية الموحدة للانتفاضة ، حزب الشعب ،الشعبية، الديمقراطية ، فتح (لاحظ : مرور اكثر من اربعين يوم على ميلاد الانتفاضة)
5= تعرضت حركة حماس كما كل فصائل المقاومة الى حملات الاعتقال والتنكيل من قبل قوات الاحتلال ، وكان ابرز هذه الحملات اعتقال الشيخ احمد ياسين رحمه الله والمئات من اخوانه في في صف القيادة الاول للحركة ، وبقي في سجنه الى ان افرج عنه عام 1997 في اطار صفقة بين الكيان و الحكومة الاردنية اثر فشل محاولة اغتيال الاخ مشعل المعروفة
اوسلو اهدافها وازلامها
لم تكن اوسلو وما حملته من تغييرات شكلية على الارض الفلسطينية خروجا جديا على مضمون الخارطة السياسية ، والتي يتحكم في رسم ابعادها وحيثياتها ونهاياتها الكيان المحتل والقوى الدولية الداعمة له ، بمعنى ان اوسلو لم تكن بداية لعهد جديد ينحسر فيه الاحتلال وتضمر مخططاته وفي المقابل تتعزز الكيانية الفلسطينية المنشودة ، بل جاءت اوسلو لتكريس الواقع الاحتلالي لارض فلسطين والبقاء فيها بل وكسب شرعية هذا البقاء ، عن طريق اعادة ترتيب الخارطة السياسية من جديد بعد ان عملت الانتفاضة على خلط الاوراق القائمة والترتيبات التي تضمن سلامة وامن الكيان المحتل على حساب الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة ، لقد جاءت اوسلو كخطة مضادة للواقع الجديد الذي افرزته الانتفاضة ، ومحاولة لاعادة الواقع السياسي في المنطقة الى ذات البدايات والمنطلقات والارضيات والظروف التي هيأت لظهور الكيان الصهيوني على ارض فلسطين لاول مرة ، اذن اوسلو واخواتها لم تحمل خيرا حقيقيا لشعبنا الفلسطيني ، اذ اصبحت اجهزة السلطة الامنية المنبثقة عن اوسلو تعمل لحماية امن الصهاينة ومنع اعمال المقاومة الموجهة ضدهم ، فاصبحت سلطة اوسلو تقوم مقام الجسم الفاصل بين الاحتلال وشعب فلسطين ، فهي من جهة مكلفة بحماية امن الصهاينة ومن جهة اخرى مكلفة بتولي الشؤون المدنية لابناء شعبنا الفلسطيني دون ان يكون لها اي مظهر من مظاهر السلطة الحقيقية على الارض .
انتفاضة الاقصى 27/9/2000
لقد وضعت انتفاضة الاقصى فرقاء اوسلو في مواجهة سافرة مع الحقيقة (على الاقل الجانب الفلسطيني) ، بعد ان بان زيف وكذب ادعاء الاحتلال برغبتة في احلال السلام في المنطقة ، فقد ادرك ياسر عرفات متأخرا ان ما يسمى (مسيرة السلام) المنطلقة من مدريد ومرورا باوسلو والقاهرة وطابا ) ما هي الا محطات خادعة لا يقصد من ورائها الا تكريس واقع الاحتلال واكسابة الشرعية ومنحه مزيدا من الوقت لاتهام ما تبقى من الارض الفلسطينية ،
لقد عملت انتفاضة الاقصى مجددا على خلط الاوراق وفضح اوسلو وازلامها والكشف عن الكثير من حقائقها المرة ،
نعم جاءت الانتفاضة لتقول بلسان الحال ان اوسلو وما نتج عنها من سلطة هزيله لا تملك سوى قمع الشعب اثناء اداء مهماتها القذرة في حماية الاحتلال ، وتقنين كل الوان الفساد السياسي والامني والمالي والاداري ، كل ذلك في الوقت الذي يتحرر كيان الاحتلال من وصمه بمصطلحات الاحتلال والاغتصاب حيث انطلق بسرعة البرق لنهب ما تبقى من الارض وزرعها بالمستوطنات ،
لقد كانت انتفاضة الاقصى كصرخة مدوية مفادها انه لا يمكن لشعبنا ان يحقق بعضا من حقوقه السليبة عبر ما يسمى (بالسلام) في الوقت الذي تميل فيه كل موازين القوة الى العدو الغاشم ومن يقف خلفه ، وعليه فقد عبرت الانتفاضة عن فشل كل الترتيبات التي جاءت بها اوسلو لانها لم تقترب من الحقوق المشروعة لشعبنا ، التسونامي الأخضر
زلزال سياسي كبير يهز المنطقة ، تسونامي اخضر على الطراز الحمساوي ، كانت تلك ابرز التعليقات على فوز حماس الساحق لانتخابات المجلس التشريعي المنصرمة ، لقد تسبب صعود حماس المفاجيء باحدات هزة عنيفة وصدمة بالغة اصابت كل المراقبين بل والمعنيين بامر القضية الفلسطينية من قوى دوليه واقليمية ومحلية الامر الذي دفع تلك الاطراف لان للتفاق علىطريقة التعاطي مع هذا الفوز ، ولم يكن امامهم سوى الحصار المحكم والخانق لاضعاف حماس واجبارها على القبول بالاشتراطات الظالمة حتى لا تمتد اثار التسونامي الحمساوي الى المنطقة برمتها ،
ولكن هل تمثل حماس وما تحمله من برنامج سياسي تسعى لتطبيقة على الارض ، هل يستدعي ذلك كل هذا العداء والرفض من قبل كل الاطراف المحلية والاقليمية والدولية ، ام ان هذا الفوز والصعود لحماس انما يعني فيما يعني الكثير ، ويضع حدودا للمسيرة الهزيلة والمخططات المحمومه والهادفة لقبر القضية الفلسطينية تحت ركام السنين ، نعم ان فوز حماس يعني فيما يعنيه بلا شك ان كل الترتيبات السياسية والتي تعب صناع القرار الدوليون في ايجادها وجعلها واقعا لا يمكن لاحد ان يتجاوزه اصبحت في مهب الريح ، وان كل المخططات التآمرية التي حيكت عبر عقود وجيء بازلامها تحت رعاية الاجهزة الاستخبارية المعادية قد دخلت دائرة الخطر وباتت مهددة في بقائها على النحو الذي يريده لها اعداء الشعب والامة ،هذا الصعود المفاجيء كان بمثابة قلب عنيف وبدون مقدمات لتلك الطاولة التي رسم عليها كل المشاريع الهادفة لتثبيت الاحتلال وجعله واقعا لا بد منه بل ووجوب تسويقه في الاقاليم المحيطة بوصفه جزءا مهما وذا اثر في المنطقة ، ان فوز حماس يعني وبلا شك ان المسارات التي كان يحكم بها على القضية الفلسطينية ان تسير بها ولا تتعاداها بحكم ان الكبار يمسكون هم وبايديهم بخيوط اللعبة ولا يسمحون لاحد ان يقول لا او يعترض المسير الذي ينتهي فقط الي مصالح الصهاينه ومن شايعهم ، لذا فهم متخوفون من ان التسونامي الاخضر اذا ما نجح في مساعيه وثبت على مبادئه كان من الممكن ان يصارعهم على احتكارهم لمكونات اللعبة وقواعدها ومحدداتها وهذا ما لا يريدوه بالطبع ،
لقد اغاظ فوز حماس كل القوى الدولية والاقليمية والمحلية وسعت جاهدة لوئد هذا الفوز ومنعه من التعبير عن نفسه وفق ما يراه من برامج وسياسات هي بالضرورة بعيدة كل البعد عن السياسات السابقة في الشكل والمضمون ، او تمييعه وتفريغه من محتواه عبر وضع الشروط التي تهدف الى افراغ تقدم حماس من مغزاه البليغ .كلمة اخيرة
ان العلامة الفارقة جدا في الموضوع برمته هي ان حماس وصلت الى الحكم عن طريق مقدمات يجب ان تفضي الى نتائج ومسلمات محددة سلفا غير قابلة للتعديل والتغيير ، بمعنى ان الانتخابات التي فازت بها حماس فوزا مدويا انما كانت احدى استحقاقات اوسلو (المشؤومة) بالتالي فان دخول اللعبة من هذا الباب يتطلب عدم تجاوز السقف السياسي والامني والاقتصادي الذي حددته اوسلو ذاتها وهو ما ترفضه حماس بشدة ، محاولة اختراق ذلك السقف ورفعه الى الاعلى بما يتلاءم مع الحقوق التاريخية المشروعة لشعبنا ، وهو ما سيسجله التاريخ لحماس ان ثبتت على مواقفها واخترقت كل المعيقات المصطنعة في طريقها ، عندها فان القوى المستكبرة لا يمكنها الا ان تتراجع عن شروطها الظالمة وتقر بان قواعد وشروط اللعبة قد تغيرت (وهو ما عبر عنه مشعل قبل الانتخابات) وانه ان الاوان ليتم اعادة النظر في مجمل السيايات والمواقف بما ينسجم مع التغيرات هذه ، وعندها ستستمر حماس في معراجها الرائع نحو الحق والحقيقة ، وستصل باذن الله بشوطها الى نهاياته المحتومه .... وتصبح نجما ساطعا في سماء المنطقة والعالم تضي الدرب للذين تقطعت بهم السبل على اثر التداعيات المباركة للتسونامي الاخضر في ربوع العالم العربي والاسلامي
[4] ربما كان الفارق بين الصعود والمعراج من ناحية لغوية ، يشبه الى حد كبير الفارق ما بين حالة الصعود الرتيبة والطبيعية والمستوعبة لجماعة ما دون تشويش او ممانعة من قبل المحيط ، لا بل وتشجيع واسناد لهذا الصعود من قبل القوى الدولية والاقليمية ، حيث يغدو هذا الصعود مطلبا لازما للجميع لا سيما اؤلئك الذين ينسجون خيوط اللعبة القائمة على المصالح والتوازنات وسياسة ملء الفراغ المتحكم بها ،وبالتالي يكون هذا النمط من الصعود مكملا لمشهد حاضر ومستقبلي يراد للقضية ان تنتهي اليه ، وتحط رحالها على اعتابه ، وما بين صعود اخر توضع في طريقه كل المعيقات الممكنة ، ووسائل التخريب والتعطيل ، وتستخدم في في مواجهته كل وسائل الدس والكيد والتخطييط بهدف صرفه عن مساره الذي ارتضاه ، بل وتستخدم في معالجته وسائل الاستئصال العسكرية والمخططات الجهنمية وحشد الطاقات الدولية والاقليمية والمحلية من اجل ايقاف مسيرة الصعود هذه .
ففي الحالة الاولى يكون الصعود بمثابة تحصيل حاصل لان واقع الحراك السياسي الذي تنسج خيوطه القوى المتنفذة لمصالح الكبار على حساب الشعوب المظلومة تتطلب هذا الصعود وترعاة بصفته مكون من مكونات المشهد الذي يتم اخراجه على نحو تستفيد منه القوى الممسكة بخيوط اللعبة السياسية ونهاياتها ، ولذلك فان هذا الصعود لا تعترضه المعيقات ولا المطبات ، اذ لا يستطيع اصحاب هذا النمط من الصعود الا ان يكونوا جزءا من اللعبة القائمة لا سيما ما يتعلق باضفاء نوع من الشرعية عليها ومنحها مسحات تجميلية ليس الا ، واما الحالة الثانية فهي مختلفة ولا شك فعوامل الصعود الدافعة الى الامام تصطدم بعوامل اخرى مضادة تهدف الى اعاقة المسير او حرفه عن اهدافه وغاياته المرسومه ، ولكن المسير مستمر على الرغم من ان كل خطوة للامام يقابلها الوان من المعيقات الغادرة ، ومع ذلك فالمسيرة ما ضية لا تلتفت ولا تتراجع ، فهي ماضية بتؤدة واناة وحكمة ووعي بطبيعة الطريق والظروف المحيطة ، وحجم الاشواك والالغام والحفر لتي لا بد وان تعترضها ، ولان الصعود كحالة ياتي كمحصلة لقوى دافعة واخرى معترضة فان شكل المسير ياخذ شكلا متعرجا للاعلى ...فمعراج حماس اذن يشابه حركة الاجسام المقذوفة للاعلى والذي ياخذ منحى متعرجا ينتج عن فعلالمقاومات المعترضة للصعود .
الخلفية التاريخية :-
يعتقد البعض ان حماس ستكمل في هذه الأيام عامها العشرون ، وهم محقون في هذا الى حد ما ، بيد ان هذه السنوات تمثل العمر المعلن لحماس فحسب ، فوجود حماس على الساحة يسبق هذا العمر المفترض بعقد من الزمان على اقل تقدير ،حيث دأبت الحركة على الاعداد والعمل سرا طيلة هذه الفترة ، لاحظ اعتقال الشيخ احمد ياسين رحمه الله والعديد من اخوانه وابنائه عام 1983 على خلفية قيامهم بتشكيل جهاز عسكري لمقاومة الاحتلال تحت اسم (مجاهدو فلسطين ) بقيادة الشيخ صلاح شحاده رحمه الله , واخر امني تحت اسم (مجد) بقيادة القائد الاسير يحيى السنوار فك الله اسره )
ولكن قد يقول البعض اين كانت حماس قبل هذة السنوات( 20+10) وما هو دورها ، وماذا كانت تعمل ولماذا لم تظهر حركات اسلامية تنادي بالمقاومة والتحرير في الوقت الذي امتلأت فيه الساحة بالمنظمات الاخرى ؟؟
للاجابة عن هذا السؤال لا بد من تسليط الضوء على الامور التالية :-فلسطين ما بين 1918 --------1948
لقد قام شعبنا الفلسطيني بمقاومة الغزاة الانجليز الذين احتلوا ارضنا عام 1918 ، حيث انخرط ابناء شعبنا في هذه المقاومة وفق امكاناته المتاحة وسجل بصمات مشرفه من المقامة عبر محطات بارزه خلال ثلاثة عقود من المقاومة كان ابرزها الحركة الميمونة التي قادها الشيخ عز الدين القسام ، وثورة عام 36 التي اعقبت استشهاد الشيخ القسام وبعض اعوانه في احراش يعبد اواخر سنة 35 ، غير ان هذه الحقبة لم تشهد عملا جهاديا ومقامة منظمة بشكل جماعي يغطي مساحات الوطن ، حيث لم تخرج عمليات المقاومة عن نطاق المبادرات الفردية المستندة الى الاقدام والشجاعة والنخوة التي تجتذب اليها مجموعات من المقاومين هنا وهناك،
الفترة ما بين 1948-----------1965
لقد كان قرار التقسيم الصادر عن الجمعية العمومية لعصبة الامم في 23/11/1947م ، وما تلاه من اعلان الصهاينة عن اقامة دولتهم على ما نسبته 78% من ارض فلسطين بمثابة عود الثقاب الذي القي على برميل من البارود ، فقد تداعى ابناء شعبنا الفلسطيني الى مواجهة الكيان الغاصب بكل ما يملكون من قوة ، وقد دخلت عدة جيول عربية (((لقتال اليهود))) ، كما دخلت عدة كتائب من متطوعي جماعة الاخوان المسلمين من مصر عبر غزة وجنوب النقب وصولا الى مشارف القدس (صور باهر وجبل المكبر) عبر منطقة الخليل ، كما عبرت مجموعات من اخوان سورية عبر شمال فلسطين ،
لقد ابلى الاخوان المسلمون (الحركة الام) لحماس بلاء حسنا في مقارعة الصهاينة لا سيما في منطقة صور باهر حيث واجهوا العصابات الصهيونية ببطولة ملفتة وكان لثباتهم في مواقعهم دور رئيس في منع سقوط مدينة القدس في ايدي الصهاينة عام 1948 على الرغم من اجتهاد الصهاينة في ذلك على اعتبار ان القدس تشكل هدف كبير وغالي بالنسبة لهم ،
كما كان لهم صولات ووقعات رائعة في منطقة النقب لا سيما وقعتي (عسلوج والتبة 86) , ما حدا باحد جنرالات الصهاينة ان قال انا أفضل مقابلة كل الجيوش العربية على ان الاقي متطوعي الاخوان المسلمين ، راجع(الاخوان المسلمون في حرب فلسطين ) لكامل الشريف ،
نلاحظ هنا الصلة الوثيقة والاهتمام الكبير من قبل جماعة الاخوان المسلمين بالقضية الفلسطينية ، وهو ما اثار حفيظة القوى الاستعمارية وتنبهها الى خطورة هذه الجماعة وما يمكن ان تفعله لجهة عرقلة قيام المشروع الصهيوني ، فحاكت ضدها المؤامرات والدسائس ، حيس سيق المجاهدون من جبهات القتال الى معسكرات الاعتقال بحجة انهم يمثلون خطرا على قصر الملك في القاهرة ، ومن ثم بدأت مخططات التضييق والملاحقة بحقهم حيث توج ذلك باغتيال مؤسس الجماعة الامام حسن البنا رحمة الله ولاقت الجماعة صنوفا من العذاب والمضايقات على ايدي الانظمة العربية بحجج وفبركات واهية ، وانتهت باخراج الجماعة عن القانون والى يومنا هذا ,.
ظهور الحركة الوطنية الفلسطينية
ظهرت اول بوادر العمل الفلسطيني المنظم جماعيا في بدايات ستينيات القرن الماضي عندما بدأت اتحادات الطلبة الفلسطينيين في القاهرة وغيرها بمحاولة ايجاد جسم سياسي رسمي يمثل الشعب والفلسطيني ويحمل قضيته في المحافل الدولية ، وقد توجت هذه البوادر بالاعلان عن قيام حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) في 1/1/1965م بقيادة الراحل ياسر عرفات ، ثم تلاها الاعلان عن عدة منظمات في السنوات التالية لا سيما الجبهتان وغيرهما ،
لكننا نلاحظ انه لم تظهر في ذلك الوقت حركة اسلامية تنادي بالمقاومة والتحرير كما اخواتها سالفة الذكر وذلك للاسباب التالية:---
ضعف الحركة الاسلامية الفلسطينية والعربية عموما انذاك ، وذلك بحكم الغربة التي كانت تعايشها الحركات في المحيط الموجودة فيه من ناحية، وبحكم انتشار حركات التغرييب او المتاثرة بها واستأثارها بالساحة في ذلك الوقت ، وهنا قد يقول قائل الم يكن جديرا بالحركة الاسلامية ان تخوض المعركة وتحشد الطاقات الموجودة والسعي الى تجنيد الشباب المندفع للقتال والدفاع عن ارضه ؟؟ هذه وجهة نظر لها احترامها ووجاهتها ولا شك ولكن الحركة الاسلامية كان لها رؤيتها الخاصة بعد ان قرأت الواقع وتداعيته وبنت عليه خطة للعمل ، حيث تثبت ايامنا هذه بما لا يدع مجالا للشكك صوابية تشخيص الحركة الاسلامية للواقع انذاك وبالتالي صوابية ونضج المنهج الذي سارت عليه والنتائج هي امام الجميع الان ولا يملك منصف الا ان يعترف بها ، فمشروع التحرير ومقاومة الاحتلال الغاشم لا بد له من رجال يعون المهمة ويقدسونها ويدركون طبيعة الصراع ، فالاسباب التي كانت وراء انتصار اليهود السريع والمدوي ما زالت قائمة بين اظهرنا واذا اردنا ان نغير الواقع الجديد المتشكل بانتصار اليهود كان لا بد ان نغير الاسباب التي ادت اليه ، حيث ان الظروف المحلية والاقليمية بتنويعاتها الاجتماعية والفكرية والاخلاقية والاقتصادية الاخذة بالتراجع والانحسار والتي نتج عنها سقوط البلاد في ايدي المحتلين ، ان هذه الظروف ذاتها لن تستطيع ايجاد جيل قادرعلى استعادة البلاد وتحريرها حتى تاخذ دورة الزمان مجراها الطبيعي وفق سنن الحياة التي ارادها الله تعالى ,
اذا كان لا بد ان تكون اولى مراحل المواجهة الجدية والمثمرة هي الاخذ بيد جيل على الاقل من ابناء الشعب وتعريفها بطبيعة المعركة وقسوتها وحجم التداعي الدولي على هذه الارض واهلها ، كان لا بد من تربية جيل على معني العطاء والاباء ورفض الذل والخنوع ، والتدرب على قيم التضحية والفداء والانضباط والطاعة في المنشط والمكره ، هذا التغيير في الفكر والقيم والسلوك في الجيل المنشود لحمل البندقية هي المرحلة الاولى من مراحل المواجهة ، اذن الخطة كانت تقتضي قبل البحث عن البندقية البحث عن من يستطيع ان يحمل هذه البندقية ويحافظ على شرف هذا الحمل فلا تنحرف البندقية يوما ما عن مسارها في مواجهة المحتل او تصبح رهينة بايدي هذه القوة او تلك بعيدا عن مصالح شهبنا وما خطه من اهداف ، او ان يصبح حامل البندقية مجرد مقاتل بلا هدف يعمل مع من يدفع اكثر ، ولك ان تقارن اخي القارئ بين من حمل البندقية دون المرور بمرحلة التربية والاصلاح وبين من حملها بعد ان اصبح اهلا لحملها عن جدارة واستحقاق ,
ومع ذلك فقد كان لحركة الاخوان المسلمين نشاط عسكري ولو بسيطا في صفوف حركة فتح اواخر ستينيات القرن الماضي حيث كانت لهم بعض المعسكرات الخاصة ضمن اطار حركة فتح وقاموا بعمليات رائعة ضد الصهاينه في منطقة الاغوار ما حدا بالراحل عرفات ان قال نريد عمليات كعمليات الشيوخ والا فلا ، راجع (الحقيقة الغائبة) ، وعملية الحزام الاخضر ، كانت تلك المشاركة بقيادة الشيخين عبدالله عزام رحمه الله واحمد نوفل حفظه الله ، بيد ان تجربة المشاركة هذه عززت النهج الذي ارتاته الحركة في طريقه التعاطي مع الصراع الصراع القائم، ومن ناحية اخرى كان الكثيرين من قادة فتح الكبار على علاقة تنظيمية سابقة بجماعة الاخوان المسلمين منهم ابو اياد واسعد الصفطاوي رحمهما الله والشقيقان سليم ورياض الزعنون وغيرهم.
وبناء على هذه الرؤية التي امنت بها الحركة الاسلامية وعملت بمقتضاها في ادارة الصراع وترتيب اولوياته ، وبعد ان مرت عقود على الاستراتيجية التي عملت الحركة الاسلامية وفقها يحق لنا ان نقيم هذه التجربة وننظر ما اذا كانت صائبة ام لا واعية في قراءتها للواقع ورصدها للخطط من اجل معالجته ، الى اين وصلت في مشروعها والى اين وصل الاخرون اصحاب الانطلاقة واول الرصاص ، واول الكفاح وما الى ذلك ،
* انظر مثلا الى حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح كيف بدأت والى اي شيء انتهت ؟؟؟ لقد انطلقت فتح من اجل تحرير المحتل من ارضنا عام 1948 حيث لم تكن مناطق 1967 قد وقعت تحت نير الحتلال بعد ، ولكن فتح تتحول الان من دعاوى تحرير المحتل من ارضنا عام48 الى الاشتراط على حماس بالاقرار بشرعية احتلال اليهود لها كي تدخل معها في شراكة حكومية (سابقا)، انظر الفرق الشاسع بين المنطلق والمآل ؟؟ وهل هذا الفرق الكبير في المواقف يعكس نضج سياسي فتحاوي وبراغماتية اكتسبتها فتح عبر تاريخها النضالي الطويل ؟؟ ام ان( تصعيد) فتح للواجهة منذ البداية والعمل على اكسابها الشرعية النضالية والثورية في اعين الجماهير كان يهدف الى ان تقوم فتح بمثل هذه الخطوة المستهجنة(الدعوة الى الاعتراف بشرعية الاحتلال)_ والذي لا يستطيع احد فعله _بفعل ذلك الرصيد النضالي الذي اريد لها ان تكسبه ؟؟
حتى تكون قادرة لاحقا على تمرير المشاريع الاستسلامية والانبطاحية التي تتشبث فتح بها في ايامنا هذه ، اذا كان الامر غير ذلك وكان هذا التحليل مغرقا في الشطط والتوهم ،على اعتبار ان التراجع في اهداف فتح بل والانتكاس بها الى الخلف انما نجم بسبب ظهور مراكز قوى غير مرغوبة داخل الحركة دفعت بها الى حرفها عن مسارها ومجمل اهدافها المرسومة حتى غدا الاعتراف باسرائيل مطلب فتحاوي اصيل لا حيدة عنه ، عندها الا يحق لنا ان نعترف بصوابية رؤية الحركية الاسلامية ومنهجها القائم على حسن الاختيار للناس وتعليمعم وتثقيفهم حتى لا تكون حركاتنا ضحية للانقسامات والتيارات المصلحية والشللية المتعفنة وفي النهاية التنازل عن كل شيء مقابل البقاء على هرم الواجهة السياسية .
وما الانقسامات والانشقاقات عنا ببعيد بل اصبحت موضة لا بد عنها فالحركة تصبح اثنتان وثلاثة واربعة فهي تتوالد كما انثى الارنب ، وهذا الواقع جرى ويجري على الجميع وبلا استثناء عدا حماس بالطبع وجناح الدكتور الشقاقي في حركة
الجهاد الاسلامي ، وهذا مؤشر اخر على سلامة الطريق وصدق ترتيب الاولويات الذي اعتمدته الحركة الاسلامية ,
فحماس في ثباتها وتماسكها تمثل نموذ للحركة المخلصة النظيفة المتعالية على المصالح الشخصية فهي حركة ربانية بحق ، وان اجتمعت عليها قوى كثيرة محاولة تفتيتها ، فقد اخذت سلطة اوسلوا على عاتقها احداث انشقاق في صفوف الحركة وجندت لذلك الكثير من اجل هذا الهدف الخبيث وذلك بالعزف على وتر الداخل والخارج وتيار الصقور والحمائم ولكن كل تلك المحاولات باءت بالفشل وهو ما اغاظ كل المتربصين لا سيما الافعى الامريكية القبيحة(رايس) ولية امر تيار (زعران الخمسة بلدي) التي قالت يوما ما ان هناك جهود حثيثة يتم بذلها لاجل احداث انقسام داخل حركة حماس ، كل ذلك يؤشر الى صحة المنهج الذي اتخذته الحركة الاسلامية من حسن انتقاء و اعداد وتعريف ومن ثم انطلاقة الى العمل والتنفيذ ،
اذن رايس تهدف من وراء خطط الاساليب المبتكرة والفوضى الخلاقة في احدى جزئياتها احداث انشقاق داخل حماس ، في الوقت الذي تعمل فيه على تقديم الوان الدعم المالي والسياسي والمعنوي لفريق يمثل في حد ذاته (فوضى غير خلاقه ) منذ انطلاقته والى ان يسجل في كتاب جينيس للارقام القياسية باعتباره اول حركة تحرر وطني في العالم تتحول من العمل على طرد الاحتلال وحماية المشروع الذي انطلقت من اجله ، الى المطالبة بالاعتراف بذات الاحتلال والاقرار بشرعية وجوده واغتصابه للارض.
الإنتفاضة الأولى:
لقد شهد الثامن من كانون اول 1987 انطلاق الانتفاضة الاولى ، والتي تزامن معها الانطلاق الرسمي لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) ، وقد جاءت الانتفاضة والانطلاقة للتعبير عن رفض الاحتلال الغاشم والسعي للخلاص من ظلمه وجبروته .
وهنا لا بد لنا من ان نذكر ببعض الامور الهامة في هذه المرحلة .
1= كانت حماس هي اول تنظيم فلسطيني يصدر بيانا رسميا مكتوبا حول الاحداث المتفجرة انذاك ، وقد حث البيان الاهالي الى مواصلة التصدي للعدوان الغاشم في كل المياديين ، كان ذلك في 14/12/1987 وهو ما تم اعتباره انطلاقة حماس الرسمية، وقد حمل البيان توقيع (حركة المقاومة الاسلامية) بدون كلمة حماس والتي ظهرت فيما بعد
2= كانت حماس هي اول من اطلق على الاحداث الجارية اسم (الانتفاضة) وقد انتشر المصطلح في الساحة الفلسطينية ، حتى غدا مصطلحا تتداوله وسائل الاعلام المكتوبة والمرئية والمسموعية محليا واقليميا ودوليا باحرفه العربية (انتفاضة)
3= اخذت الانتفاضة اسم (انتفاضة المساجد) حيث كانت المسيرات الجماهيرية تخرج من المساجد لا سيما في ايام الجمع وبعد الصلاة على الشهداء ، وهو ما يشير الى دور الحركة الاسلامية حماس في اشعال الانتفاضة والعمل على ادامتها واستمرارها الامر الذي لم يالفه شعبنا من قبل.
4= كان اول بيان صادر عن فصائل منظمة التحرير الفلسطينية بتاريخ 20/1/1988 وقد حمل توقيع القيادة الوطنية الموحدة للانتفاضة ، حزب الشعب ،الشعبية، الديمقراطية ، فتح (لاحظ : مرور اكثر من اربعين يوم على ميلاد الانتفاضة)
5= تعرضت حركة حماس كما كل فصائل المقاومة الى حملات الاعتقال والتنكيل من قبل قوات الاحتلال ، وكان ابرز هذه الحملات اعتقال الشيخ احمد ياسين رحمه الله والمئات من اخوانه في في صف القيادة الاول للحركة ، وبقي في سجنه الى ان افرج عنه عام 1997 في اطار صفقة بين الكيان و الحكومة الاردنية اثر فشل محاولة اغتيال الاخ مشعل المعروفة
اوسلو اهدافها وازلامها
لم تكن اوسلو وما حملته من تغييرات شكلية على الارض الفلسطينية خروجا جديا على مضمون الخارطة السياسية ، والتي يتحكم في رسم ابعادها وحيثياتها ونهاياتها الكيان المحتل والقوى الدولية الداعمة له ، بمعنى ان اوسلو لم تكن بداية لعهد جديد ينحسر فيه الاحتلال وتضمر مخططاته وفي المقابل تتعزز الكيانية الفلسطينية المنشودة ، بل جاءت اوسلو لتكريس الواقع الاحتلالي لارض فلسطين والبقاء فيها بل وكسب شرعية هذا البقاء ، عن طريق اعادة ترتيب الخارطة السياسية من جديد بعد ان عملت الانتفاضة على خلط الاوراق القائمة والترتيبات التي تضمن سلامة وامن الكيان المحتل على حساب الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة ، لقد جاءت اوسلو كخطة مضادة للواقع الجديد الذي افرزته الانتفاضة ، ومحاولة لاعادة الواقع السياسي في المنطقة الى ذات البدايات والمنطلقات والارضيات والظروف التي هيأت لظهور الكيان الصهيوني على ارض فلسطين لاول مرة ، اذن اوسلو واخواتها لم تحمل خيرا حقيقيا لشعبنا الفلسطيني ، اذ اصبحت اجهزة السلطة الامنية المنبثقة عن اوسلو تعمل لحماية امن الصهاينة ومنع اعمال المقاومة الموجهة ضدهم ، فاصبحت سلطة اوسلو تقوم مقام الجسم الفاصل بين الاحتلال وشعب فلسطين ، فهي من جهة مكلفة بحماية امن الصهاينة ومن جهة اخرى مكلفة بتولي الشؤون المدنية لابناء شعبنا الفلسطيني دون ان يكون لها اي مظهر من مظاهر السلطة الحقيقية على الارض .
انتفاضة الاقصى 27/9/2000
لقد وضعت انتفاضة الاقصى فرقاء اوسلو في مواجهة سافرة مع الحقيقة (على الاقل الجانب الفلسطيني) ، بعد ان بان زيف وكذب ادعاء الاحتلال برغبتة في احلال السلام في المنطقة ، فقد ادرك ياسر عرفات متأخرا ان ما يسمى (مسيرة السلام) المنطلقة من مدريد ومرورا باوسلو والقاهرة وطابا ) ما هي الا محطات خادعة لا يقصد من ورائها الا تكريس واقع الاحتلال واكسابة الشرعية ومنحه مزيدا من الوقت لاتهام ما تبقى من الارض الفلسطينية ،
لقد عملت انتفاضة الاقصى مجددا على خلط الاوراق وفضح اوسلو وازلامها والكشف عن الكثير من حقائقها المرة ،
نعم جاءت الانتفاضة لتقول بلسان الحال ان اوسلو وما نتج عنها من سلطة هزيله لا تملك سوى قمع الشعب اثناء اداء مهماتها القذرة في حماية الاحتلال ، وتقنين كل الوان الفساد السياسي والامني والمالي والاداري ، كل ذلك في الوقت الذي يتحرر كيان الاحتلال من وصمه بمصطلحات الاحتلال والاغتصاب حيث انطلق بسرعة البرق لنهب ما تبقى من الارض وزرعها بالمستوطنات ،
لقد كانت انتفاضة الاقصى كصرخة مدوية مفادها انه لا يمكن لشعبنا ان يحقق بعضا من حقوقه السليبة عبر ما يسمى (بالسلام) في الوقت الذي تميل فيه كل موازين القوة الى العدو الغاشم ومن يقف خلفه ، وعليه فقد عبرت الانتفاضة عن فشل كل الترتيبات التي جاءت بها اوسلو لانها لم تقترب من الحقوق المشروعة لشعبنا ، التسونامي الأخضر
زلزال سياسي كبير يهز المنطقة ، تسونامي اخضر على الطراز الحمساوي ، كانت تلك ابرز التعليقات على فوز حماس الساحق لانتخابات المجلس التشريعي المنصرمة ، لقد تسبب صعود حماس المفاجيء باحدات هزة عنيفة وصدمة بالغة اصابت كل المراقبين بل والمعنيين بامر القضية الفلسطينية من قوى دوليه واقليمية ومحلية الامر الذي دفع تلك الاطراف لان للتفاق علىطريقة التعاطي مع هذا الفوز ، ولم يكن امامهم سوى الحصار المحكم والخانق لاضعاف حماس واجبارها على القبول بالاشتراطات الظالمة حتى لا تمتد اثار التسونامي الحمساوي الى المنطقة برمتها ،
ولكن هل تمثل حماس وما تحمله من برنامج سياسي تسعى لتطبيقة على الارض ، هل يستدعي ذلك كل هذا العداء والرفض من قبل كل الاطراف المحلية والاقليمية والدولية ، ام ان هذا الفوز والصعود لحماس انما يعني فيما يعني الكثير ، ويضع حدودا للمسيرة الهزيلة والمخططات المحمومه والهادفة لقبر القضية الفلسطينية تحت ركام السنين ، نعم ان فوز حماس يعني فيما يعنيه بلا شك ان كل الترتيبات السياسية والتي تعب صناع القرار الدوليون في ايجادها وجعلها واقعا لا يمكن لاحد ان يتجاوزه اصبحت في مهب الريح ، وان كل المخططات التآمرية التي حيكت عبر عقود وجيء بازلامها تحت رعاية الاجهزة الاستخبارية المعادية قد دخلت دائرة الخطر وباتت مهددة في بقائها على النحو الذي يريده لها اعداء الشعب والامة ،هذا الصعود المفاجيء كان بمثابة قلب عنيف وبدون مقدمات لتلك الطاولة التي رسم عليها كل المشاريع الهادفة لتثبيت الاحتلال وجعله واقعا لا بد منه بل ووجوب تسويقه في الاقاليم المحيطة بوصفه جزءا مهما وذا اثر في المنطقة ، ان فوز حماس يعني وبلا شك ان المسارات التي كان يحكم بها على القضية الفلسطينية ان تسير بها ولا تتعاداها بحكم ان الكبار يمسكون هم وبايديهم بخيوط اللعبة ولا يسمحون لاحد ان يقول لا او يعترض المسير الذي ينتهي فقط الي مصالح الصهاينه ومن شايعهم ، لذا فهم متخوفون من ان التسونامي الاخضر اذا ما نجح في مساعيه وثبت على مبادئه كان من الممكن ان يصارعهم على احتكارهم لمكونات اللعبة وقواعدها ومحدداتها وهذا ما لا يريدوه بالطبع ،
لقد اغاظ فوز حماس كل القوى الدولية والاقليمية والمحلية وسعت جاهدة لوئد هذا الفوز ومنعه من التعبير عن نفسه وفق ما يراه من برامج وسياسات هي بالضرورة بعيدة كل البعد عن السياسات السابقة في الشكل والمضمون ، او تمييعه وتفريغه من محتواه عبر وضع الشروط التي تهدف الى افراغ تقدم حماس من مغزاه البليغ .كلمة اخيرة
ان العلامة الفارقة جدا في الموضوع برمته هي ان حماس وصلت الى الحكم عن طريق مقدمات يجب ان تفضي الى نتائج ومسلمات محددة سلفا غير قابلة للتعديل والتغيير ، بمعنى ان الانتخابات التي فازت بها حماس فوزا مدويا انما كانت احدى استحقاقات اوسلو (المشؤومة) بالتالي فان دخول اللعبة من هذا الباب يتطلب عدم تجاوز السقف السياسي والامني والاقتصادي الذي حددته اوسلو ذاتها وهو ما ترفضه حماس بشدة ، محاولة اختراق ذلك السقف ورفعه الى الاعلى بما يتلاءم مع الحقوق التاريخية المشروعة لشعبنا ، وهو ما سيسجله التاريخ لحماس ان ثبتت على مواقفها واخترقت كل المعيقات المصطنعة في طريقها ، عندها فان القوى المستكبرة لا يمكنها الا ان تتراجع عن شروطها الظالمة وتقر بان قواعد وشروط اللعبة قد تغيرت (وهو ما عبر عنه مشعل قبل الانتخابات) وانه ان الاوان ليتم اعادة النظر في مجمل السيايات والمواقف بما ينسجم مع التغيرات هذه ، وعندها ستستمر حماس في معراجها الرائع نحو الحق والحقيقة ، وستصل باذن الله بشوطها الى نهاياته المحتومه .... وتصبح نجما ساطعا في سماء المنطقة والعالم تضي الدرب للذين تقطعت بهم السبل على اثر التداعيات المباركة للتسونامي الاخضر في ربوع العالم العربي والاسلامي