السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تأتي اليوم ذكرى استشهاد القائد الكبير وعنوان مرحلة مهمة من مراحل النضال الفلسطيني الشهيد عز الدين القسام، الذي يعتبر علامة متميزة في الساحة الفلسطينية، وذلك من بوعيه الذي سبق ورؤيته الواضحة للصراع، هذه الرؤية التي لا تزال الساحة الفلسطينية في هذا الوقت تفتقدها، على الرغم من وضوح معالم الصراع وولادة أجيال بعد القسام، إلا انه يبدو انه في كل زمن يبقى هناك من يرى رهانه خارج السرب، فقد أصبحت أمريكا والغرب هي رهان جديد يتكرر صداه كما كانت رهانات القيادات التقليدية في الماضي على الانجليز.
القسام التقط المسالة وأدرك بُعدها بشكل جيد، فتوجه مباشرة إلى ضرب الإنجليز بعد أن حدد ملامح وجودهم في فلسطين بأنه احتلال غايته التمهيد لإقامة كيان لليهود، وعندما أقدم إعلان ثورته وخطى بهذه الخطوة ثارت الدنيا من حوله، وكانت مرحلة صعبة، تآمرت فيها القيادات التقليدية عليه وعلى ثورته المجاهدة، ولم تعمل على الالتفاف حوله، حيث كانت ترى فيه معيقا لبرنامجها الذي كان يقوم على الانصياع الكامل للإنجليز والثقة بهم وبما يمكرون.
الساحة الفلسطينية اليوم، تعيش ذات التجربة، وهي تكررها من جديد، فبعد قيام الكيان الصهيوني ورغم كل هذه الصورة الواضحة أمامنا، فلا تزال أمريكا مربط فرس الكثيرين الذين ينتظرون منها شيئا بعد أن تحول الراعي للصهاينة من الإنجليز إلى أمريكا.
تجربة القسام التي تحددت فيها ملامح الصراع بشكل واضح كانت تحتاج إلى دراسة واعية، ونحن شاهدنا خلال السنوات الماضية أن الحركات الفلسطينية العلمانية قد تجاهلت هذه التجربة ولم تعمل على دراستها وكأن بينها وبين هذا الرجل ثأراً، فيما هي تجربة تحتاج إلى تفصيلها بوصفها تجربة اقتربت من القضية ومحورها اقترابا كبيرا، فاختارت الشكل الأنسب والطريق الأقرب إلى ممارسة عملها في وجه الاحتلال.
لهذا توجهت الثقافة لدى الفصائل نحو استيراد تجارب الآخرين ودراستها، وهو أمر عمق البعد والغربة في هذه الفصائل عن الواقع، فباتت قراءة فلسطين تتم من جغرافيا مختلفة، وبالتالي باتت النتائج السياسية هي أسيرة هذه الإيديولوجيات وهذه الجغرافيا، ولم تنتم إلى محيطها العربي والإسلامي بل نمت في بيئة مختلف وقدر لها أن تصل إلى هذا العقم.
القسام الذي انطلق من المسجد، ارتبط اسمه وعمله بجغرافيا عميقة الجذور تغوص في عمق التاريخ، وتنتمي إلى واقع معاش يوميا، فحركته التي انطلقت من المسجد كانت تنتمي إلى الأمة، وعقيدتها ورسالتها، ولم تكن غريبة عن المنطقة وتراثها وحياتها اليومية.
فالعرب كانوا قبل ذلك قد راهنوا على الإنجليز بغية إقامة كيان قومي لهم، فدمروا الخلافة الإسلامية وكانت من نتائج هذه الثقة بالمحتل أن أصبح الوطن العربي يرزح تحت نير الاحتلال الذي كان تحت مسميات مختلفة، وكان ما فعله الاستعمار أن قسم الوطن العربي وعمل على تجزئته بهذا الشكل، في الوقت الذي كان لا يزال الكثيرون يحلمون بالحصول على الحصص والمناصب وغير ذلك، فبعد أن استولت بريطانيا على أملاك الخلافة باتت هي التي تحكم وترسم، فأرست قواعد التجزئة من خلال العائلات التقليدية التي لا يهمها الوطن بمقدار ما تهمها مصالحها، وهي الفترة التي كانت فيها النخب الثقافية تدور في الفلك الغربي، وهذا بالطبع بفعل التأثيرات التي جاءت إلى المنطقة قبل ذلك بعد حملة نابليون، وبروز النخب الثقافية التي كانت تدعوا للتغريب، مما أسهم في إرساء هذه الغربة بين الأقطار العربية على عكس ما كانت الأحلام تتنبأ.
الذي تآمروا على القسام هم القيادات التقليدية والنخب المثقفة التي كانت تنتمي خارج الجغرافيا، والأنظمة، وكل القوى المعادية للأمة، وتعتبر تجربة القسام اليوم واقعا متكررا فهاهي على ذات الخطى تنطلق حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، والتي منذ البدء استلهم مؤسسها فتحي الشقاقي تجربة الشهيد عز الدين القسام، فأراد الرجل رحمة الله عليه أن يبني حركة يكون مشروعها وعنوانها المقاومة فقط وأراد لها أن تنطلق من المسجد، وهكذا هي حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين اليوم، برنامجها واضح وضوح الشمس، وهو المقاومة ولا شيء غير المقاومة.
القساميون الجدد هم أبناء هذه الحركة الذي يرون أنفسهم مثل أبي دجانة رضي الله عنه، والذي غطى بجسمه رسول الله صلى الله عليه وسلم فامتلأ بالسهام ذودا عنه، وهي حركة الجهاد الإسلامي على ذات الطريق، كل من فيها هم مشروع شهداء، لا يريدون وزارة ولا حكما ولا سلطة ولا يراهنون إلا على بنادقهم وصبرهم بالله هو الأساس.
تجربة الشهيد عز الدين القسام كانت واضحة، وهي إطلاق النار على المحتل لا غير، لكن الأغرب أننا اليوم نجد من يراهن على هذا المحتل وليس على أمريكا فحسب.
بالتأكيد، إن الأمة منتصرة بوجود آلاف الشباب الذين رغم جميع المؤامرات يجدون أنفسهم مشروع شهداء ولا يشعرون باليأس.
القسام التقط المسالة وأدرك بُعدها بشكل جيد، فتوجه مباشرة إلى ضرب الإنجليز بعد أن حدد ملامح وجودهم في فلسطين بأنه احتلال غايته التمهيد لإقامة كيان لليهود، وعندما أقدم إعلان ثورته وخطى بهذه الخطوة ثارت الدنيا من حوله، وكانت مرحلة صعبة، تآمرت فيها القيادات التقليدية عليه وعلى ثورته المجاهدة، ولم تعمل على الالتفاف حوله، حيث كانت ترى فيه معيقا لبرنامجها الذي كان يقوم على الانصياع الكامل للإنجليز والثقة بهم وبما يمكرون.
الساحة الفلسطينية اليوم، تعيش ذات التجربة، وهي تكررها من جديد، فبعد قيام الكيان الصهيوني ورغم كل هذه الصورة الواضحة أمامنا، فلا تزال أمريكا مربط فرس الكثيرين الذين ينتظرون منها شيئا بعد أن تحول الراعي للصهاينة من الإنجليز إلى أمريكا.
تجربة القسام التي تحددت فيها ملامح الصراع بشكل واضح كانت تحتاج إلى دراسة واعية، ونحن شاهدنا خلال السنوات الماضية أن الحركات الفلسطينية العلمانية قد تجاهلت هذه التجربة ولم تعمل على دراستها وكأن بينها وبين هذا الرجل ثأراً، فيما هي تجربة تحتاج إلى تفصيلها بوصفها تجربة اقتربت من القضية ومحورها اقترابا كبيرا، فاختارت الشكل الأنسب والطريق الأقرب إلى ممارسة عملها في وجه الاحتلال.
لهذا توجهت الثقافة لدى الفصائل نحو استيراد تجارب الآخرين ودراستها، وهو أمر عمق البعد والغربة في هذه الفصائل عن الواقع، فباتت قراءة فلسطين تتم من جغرافيا مختلفة، وبالتالي باتت النتائج السياسية هي أسيرة هذه الإيديولوجيات وهذه الجغرافيا، ولم تنتم إلى محيطها العربي والإسلامي بل نمت في بيئة مختلف وقدر لها أن تصل إلى هذا العقم.
القسام الذي انطلق من المسجد، ارتبط اسمه وعمله بجغرافيا عميقة الجذور تغوص في عمق التاريخ، وتنتمي إلى واقع معاش يوميا، فحركته التي انطلقت من المسجد كانت تنتمي إلى الأمة، وعقيدتها ورسالتها، ولم تكن غريبة عن المنطقة وتراثها وحياتها اليومية.
فالعرب كانوا قبل ذلك قد راهنوا على الإنجليز بغية إقامة كيان قومي لهم، فدمروا الخلافة الإسلامية وكانت من نتائج هذه الثقة بالمحتل أن أصبح الوطن العربي يرزح تحت نير الاحتلال الذي كان تحت مسميات مختلفة، وكان ما فعله الاستعمار أن قسم الوطن العربي وعمل على تجزئته بهذا الشكل، في الوقت الذي كان لا يزال الكثيرون يحلمون بالحصول على الحصص والمناصب وغير ذلك، فبعد أن استولت بريطانيا على أملاك الخلافة باتت هي التي تحكم وترسم، فأرست قواعد التجزئة من خلال العائلات التقليدية التي لا يهمها الوطن بمقدار ما تهمها مصالحها، وهي الفترة التي كانت فيها النخب الثقافية تدور في الفلك الغربي، وهذا بالطبع بفعل التأثيرات التي جاءت إلى المنطقة قبل ذلك بعد حملة نابليون، وبروز النخب الثقافية التي كانت تدعوا للتغريب، مما أسهم في إرساء هذه الغربة بين الأقطار العربية على عكس ما كانت الأحلام تتنبأ.
الذي تآمروا على القسام هم القيادات التقليدية والنخب المثقفة التي كانت تنتمي خارج الجغرافيا، والأنظمة، وكل القوى المعادية للأمة، وتعتبر تجربة القسام اليوم واقعا متكررا فهاهي على ذات الخطى تنطلق حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، والتي منذ البدء استلهم مؤسسها فتحي الشقاقي تجربة الشهيد عز الدين القسام، فأراد الرجل رحمة الله عليه أن يبني حركة يكون مشروعها وعنوانها المقاومة فقط وأراد لها أن تنطلق من المسجد، وهكذا هي حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين اليوم، برنامجها واضح وضوح الشمس، وهو المقاومة ولا شيء غير المقاومة.
القساميون الجدد هم أبناء هذه الحركة الذي يرون أنفسهم مثل أبي دجانة رضي الله عنه، والذي غطى بجسمه رسول الله صلى الله عليه وسلم فامتلأ بالسهام ذودا عنه، وهي حركة الجهاد الإسلامي على ذات الطريق، كل من فيها هم مشروع شهداء، لا يريدون وزارة ولا حكما ولا سلطة ولا يراهنون إلا على بنادقهم وصبرهم بالله هو الأساس.
تجربة الشهيد عز الدين القسام كانت واضحة، وهي إطلاق النار على المحتل لا غير، لكن الأغرب أننا اليوم نجد من يراهن على هذا المحتل وليس على أمريكا فحسب.
بالتأكيد، إن الأمة منتصرة بوجود آلاف الشباب الذين رغم جميع المؤامرات يجدون أنفسهم مشروع شهداء ولا يشعرون باليأس.
تعليق