نداء إلى المرابطين
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد واله وصحبه
والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين
يا جماهير شعبنا الفلسطيني العظيم، يا من جاءت انتفاضتكم على قدر ـ جئت على قدر يا موسى ـ تحملون قبس الانتفاضة على أكفكم تضيئون ليل العرب لتنقذوهم من سبي الاستعمار الجديد، تخترقون نهج الرتابة العربي ونهج العجز والتراخي وعدم الإحساس بالمسؤولية، نهج البلاغات والخطب والوعود الكاذبة والهزائم المتكررة.. تشقون أمامهم البحر إلى الأمان وإلى حياة العزة والكرامة. وبدلاً من أن يتبعوكم يقولون لكم ما قالته بنو إسرائيل لموسى عليه السلام. فاذهب أنت وربك فقاتلا، إنا هنا قاعدون، وهكذا فإن المشكلة الانتفاضة: إنهم لا يريدون أن يقاتلوا معها يريدونها وحيدة يتيمة، وأن تستمر وحيدة يتيمة، إلا تذكرون جولات رسول الشيطان الأكبر شولتز المكوكية منذ بداية الانتفاضة تلك الجولات المذعورة التي حاول من خلالها تحصين المنطقة ضد الانتفاضة/ الثورة فإن لم يستطع القضاء عليها فلا أقل من محاصرتها ومنعها من التفشي والانتشار في المنطقة.. حتى الأشقاء كثيرون منهم نظر إليها كحالة مزعجة عليهم أن يحصنوا أنفسهم ضدها قبل أن تصل عدواها إلى شعوبهم وعليهم أن يحاصروها بالصمت عنها حيناً وبالرصاص المضاد حيناً إذا اقتضت الحاجة.
إن مشكلة الانتفاضة أنها تواجه معادلة قوى دولية ظالمة وبشعة مهيمنة على المنطقة منذ الحرب الكونية الأولى وإلى الآن.
معادلة قوى دولية ليس لها من دليل ومرشد للتعامل مع شعبنا المظلوم سوى وعد بلفور الذي منح اليهود الذين كانوا يشكلون أقل من 10% من سكان فلسطين حقاً في إقامة وطناً قومي لهم، أما البقية والذين كانوا يشكلون أكثر من 90%من السكان فهم حسب نص الوعد المشؤوم طوائف أخرى لا تزيد عن حقوقهم المدنية..
أليس هذا جوهر المشاريع الأمريكية؟ أليس هذا جوهر خطة شامير ومبارك المرفوضة؟.
لقد انتفضتم لأجل كسر هذه المعادلة وكل يوم تحاولون وكل يوم يبدد الآخرون الأشقاء وغير الأشقاء جهودكم كي لا تنجحوا أن جهادكم واستمرار تصعيد انتفاضتكم هو الرد الحاسم كي تنطلق الانتفاضة من حالة الوحدة إلى مشروع للبعث والنهضة والاستقلال الحقيقي.
مشكلة الانتفاضة ليست فقط في هؤلاء الذين يريدون الهيمنة عليها واستثمارها عاجلاً وسريعاً في أي مشروع سياسي هزيل ولكن المشكلة أيضاً أن هناك من المخلصين والشرفاء من يصدق دعاواهم وأنهم قادرون على ذلك فيتركوهم وهم يائسون ولو أننا دققنا النظر وشددنا ضربتانا لاكتشفنا الوهم وكسرنا هذا الحصار وانطلقنا إلى آفاق النصر والتحرير فشعبنا المجاهد لم يأتمن على انتفاضته إلا من يحفظها ولا يفرط فيها.
مشكل الانتفاضة أن المشروع الرسمي المطروح للتعامل معها أقصر من قامتها وأقصر من قامة شعبنا، فهل كان علينا أن نقدم كل هذا العدد من التضحيات حتى يقول مسؤول فلسطيني لوزير خارجية العدو الأسبق ابا إيبان في واشنطن: منذ صباي كنت أتمنى أن ألقاك وأن أتحدث إليك، ويقول مسؤول فلسطيني أكبر منه: إنني أشهد الآن أننا كنا مخطئين عندما أعتقدنا أن هذه الأرض لنا وحدنا والآن نكتشف أننا شركاء نحن وانتم.
كل هذه الحروب وعامان من الانتفاضة والثورة الشعبية هذا الاعتراف لا ندري إلى أي حد يبدو الأمر غريباً أو منطقياً إنه في الوقت الذي ينهض شعبنا ويحقق حلمنا التاريخي في الثورة الشعبية هو نفس الوقت الذي تتراجع فيه قيادات رسمية إلى دهاليز سياسات لا تعيد حقاً ولا ترجع وطناً. ألم تكن الانتفاضة/ الثورة تمرداً على الواقع العربي.. على كامب ديفيد وذيول كامب ديفيد.. فلماذا يقبل البعض أن نحاصر بسقف كامب ديفيد اللعين.
مشكلة الانتفاضة أنهم يريدونها معزولة عن بعدها العربي والإسلامي فلا تبعث الأمة ولا تفجر طاقتها باتجاه بيت المقدس.. وفي نفس الوقت تبقى العراقيل والعقبات التي يأملون أن تقود شعبنا ـ خاب فألهم ـ إلى اليأس والإحباط وهو لا يرى بجانبه أحدا ظهره إلى الحائط وليس أمامه إلا الاستسلام. أليس هذا ما يدفع وزير حرب العدو أن يقول: لا فائدة... إن إصراركم على المعاناة قولوا له.. إننا أدرى منك بمستقبل هذا الصراع.. وإننا موعودون من الله بالنصر وبدخول المسجد الأقصى وأنهم هم المحكومون بالهزيمة وبالخروج من بيت المقدس ومن كل ساحل المتوسط.
مشكلة الانتفاضة أن دعم هذا المشروع التاريخي الذي لو انفق العرب كل أموالهم ما تملكوا مستقبلاً له.. هذا الدعم لا يتجاوز فتات الموائد ولا يتجاوز ثمن بضع يخوت من تلك التي تمخر عباب البحر محملة ببنات الروم. والأشد ألماً أن ما يقدم من هذا الفتات يضل الطريق إلى مستحقيه الصغار المستضعفين والمحتاجين والمظلومين والمكلومين.
إننا نصيح بكل العرب والمسلمين صقورهم وحمائمهم ونقول لهم ها هي الفرصة التاريخية أمامكم.. تضعكم على المحك.. تختبر نواياكم وخطاباتكم وإذاعاتكم فماذا انتم فاعلون.
يا جماهير شعبنا الفلسطيني العظيم.
رغم كل هذا فإن قوة الانتفاضة أكبر من كل هذه المشاكل فهي ربانية المنبع.. على قدر تجيء في سياق تاريخ الأمة الحقيقي.. ومن عذابات الجماهير وآلامها وطموحاتها ولا يمكن أن تعود إلى الوراء ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين إننا نعلم أن الطريق إلى بيت المقدس طويل وشاق ولكن ها نحن بانتفاضتنا العملاقة نضع أقدامنا على الطريق الصحيح.
عاشت فلسطين عربية مسلمة محررة من البحر إلى النهر
عاشت انتفاضتكم شوكة في حلق العدو ومتراساً للأمة
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المصدر: بثته إذاعة القدس يوم الجمعة 22/9/1989.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد واله وصحبه
والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين
يا جماهير شعبنا الفلسطيني العظيم، يا من جاءت انتفاضتكم على قدر ـ جئت على قدر يا موسى ـ تحملون قبس الانتفاضة على أكفكم تضيئون ليل العرب لتنقذوهم من سبي الاستعمار الجديد، تخترقون نهج الرتابة العربي ونهج العجز والتراخي وعدم الإحساس بالمسؤولية، نهج البلاغات والخطب والوعود الكاذبة والهزائم المتكررة.. تشقون أمامهم البحر إلى الأمان وإلى حياة العزة والكرامة. وبدلاً من أن يتبعوكم يقولون لكم ما قالته بنو إسرائيل لموسى عليه السلام. فاذهب أنت وربك فقاتلا، إنا هنا قاعدون، وهكذا فإن المشكلة الانتفاضة: إنهم لا يريدون أن يقاتلوا معها يريدونها وحيدة يتيمة، وأن تستمر وحيدة يتيمة، إلا تذكرون جولات رسول الشيطان الأكبر شولتز المكوكية منذ بداية الانتفاضة تلك الجولات المذعورة التي حاول من خلالها تحصين المنطقة ضد الانتفاضة/ الثورة فإن لم يستطع القضاء عليها فلا أقل من محاصرتها ومنعها من التفشي والانتشار في المنطقة.. حتى الأشقاء كثيرون منهم نظر إليها كحالة مزعجة عليهم أن يحصنوا أنفسهم ضدها قبل أن تصل عدواها إلى شعوبهم وعليهم أن يحاصروها بالصمت عنها حيناً وبالرصاص المضاد حيناً إذا اقتضت الحاجة.
إن مشكلة الانتفاضة أنها تواجه معادلة قوى دولية ظالمة وبشعة مهيمنة على المنطقة منذ الحرب الكونية الأولى وإلى الآن.
معادلة قوى دولية ليس لها من دليل ومرشد للتعامل مع شعبنا المظلوم سوى وعد بلفور الذي منح اليهود الذين كانوا يشكلون أقل من 10% من سكان فلسطين حقاً في إقامة وطناً قومي لهم، أما البقية والذين كانوا يشكلون أكثر من 90%من السكان فهم حسب نص الوعد المشؤوم طوائف أخرى لا تزيد عن حقوقهم المدنية..
أليس هذا جوهر المشاريع الأمريكية؟ أليس هذا جوهر خطة شامير ومبارك المرفوضة؟.
لقد انتفضتم لأجل كسر هذه المعادلة وكل يوم تحاولون وكل يوم يبدد الآخرون الأشقاء وغير الأشقاء جهودكم كي لا تنجحوا أن جهادكم واستمرار تصعيد انتفاضتكم هو الرد الحاسم كي تنطلق الانتفاضة من حالة الوحدة إلى مشروع للبعث والنهضة والاستقلال الحقيقي.
مشكلة الانتفاضة ليست فقط في هؤلاء الذين يريدون الهيمنة عليها واستثمارها عاجلاً وسريعاً في أي مشروع سياسي هزيل ولكن المشكلة أيضاً أن هناك من المخلصين والشرفاء من يصدق دعاواهم وأنهم قادرون على ذلك فيتركوهم وهم يائسون ولو أننا دققنا النظر وشددنا ضربتانا لاكتشفنا الوهم وكسرنا هذا الحصار وانطلقنا إلى آفاق النصر والتحرير فشعبنا المجاهد لم يأتمن على انتفاضته إلا من يحفظها ولا يفرط فيها.
مشكل الانتفاضة أن المشروع الرسمي المطروح للتعامل معها أقصر من قامتها وأقصر من قامة شعبنا، فهل كان علينا أن نقدم كل هذا العدد من التضحيات حتى يقول مسؤول فلسطيني لوزير خارجية العدو الأسبق ابا إيبان في واشنطن: منذ صباي كنت أتمنى أن ألقاك وأن أتحدث إليك، ويقول مسؤول فلسطيني أكبر منه: إنني أشهد الآن أننا كنا مخطئين عندما أعتقدنا أن هذه الأرض لنا وحدنا والآن نكتشف أننا شركاء نحن وانتم.
كل هذه الحروب وعامان من الانتفاضة والثورة الشعبية هذا الاعتراف لا ندري إلى أي حد يبدو الأمر غريباً أو منطقياً إنه في الوقت الذي ينهض شعبنا ويحقق حلمنا التاريخي في الثورة الشعبية هو نفس الوقت الذي تتراجع فيه قيادات رسمية إلى دهاليز سياسات لا تعيد حقاً ولا ترجع وطناً. ألم تكن الانتفاضة/ الثورة تمرداً على الواقع العربي.. على كامب ديفيد وذيول كامب ديفيد.. فلماذا يقبل البعض أن نحاصر بسقف كامب ديفيد اللعين.
مشكلة الانتفاضة أنهم يريدونها معزولة عن بعدها العربي والإسلامي فلا تبعث الأمة ولا تفجر طاقتها باتجاه بيت المقدس.. وفي نفس الوقت تبقى العراقيل والعقبات التي يأملون أن تقود شعبنا ـ خاب فألهم ـ إلى اليأس والإحباط وهو لا يرى بجانبه أحدا ظهره إلى الحائط وليس أمامه إلا الاستسلام. أليس هذا ما يدفع وزير حرب العدو أن يقول: لا فائدة... إن إصراركم على المعاناة قولوا له.. إننا أدرى منك بمستقبل هذا الصراع.. وإننا موعودون من الله بالنصر وبدخول المسجد الأقصى وأنهم هم المحكومون بالهزيمة وبالخروج من بيت المقدس ومن كل ساحل المتوسط.
مشكلة الانتفاضة أن دعم هذا المشروع التاريخي الذي لو انفق العرب كل أموالهم ما تملكوا مستقبلاً له.. هذا الدعم لا يتجاوز فتات الموائد ولا يتجاوز ثمن بضع يخوت من تلك التي تمخر عباب البحر محملة ببنات الروم. والأشد ألماً أن ما يقدم من هذا الفتات يضل الطريق إلى مستحقيه الصغار المستضعفين والمحتاجين والمظلومين والمكلومين.
إننا نصيح بكل العرب والمسلمين صقورهم وحمائمهم ونقول لهم ها هي الفرصة التاريخية أمامكم.. تضعكم على المحك.. تختبر نواياكم وخطاباتكم وإذاعاتكم فماذا انتم فاعلون.
يا جماهير شعبنا الفلسطيني العظيم.
رغم كل هذا فإن قوة الانتفاضة أكبر من كل هذه المشاكل فهي ربانية المنبع.. على قدر تجيء في سياق تاريخ الأمة الحقيقي.. ومن عذابات الجماهير وآلامها وطموحاتها ولا يمكن أن تعود إلى الوراء ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين إننا نعلم أن الطريق إلى بيت المقدس طويل وشاق ولكن ها نحن بانتفاضتنا العملاقة نضع أقدامنا على الطريق الصحيح.
عاشت فلسطين عربية مسلمة محررة من البحر إلى النهر
عاشت انتفاضتكم شوكة في حلق العدو ومتراساً للأمة
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المصدر: بثته إذاعة القدس يوم الجمعة 22/9/1989.
تعليق