الميلاد والنشأة
ولد شهيدنا المجاهد/ "محمد فيصل نعيم السكسك" "أبو همام" في منطقة التوام شمال مدينة غزة الباسلة في 7/11/1986م، لتنتقل الأسرة للعيش فيما بعد في منطقة السلاطين غرب مدينة بيت لاهيا.
تربى الشهيد "محمد" في أسرة كريمة تعرف واجبها نحو وطنها كما تعرف واجبها نحو دينها، وكما كل أحرار فلسطين لم يتمكن من العيش في مسقط رأس العائلة ألا وهي مدينة "يافا" المحتلة.
تتكون أسرته من والديه وأحد عشر فرداً، أربعة ذكور وخمس إناث، وكان ترتب شهيدنا "محمد" الثالث بين إخوته، وتزوج شهيدنا البطل "محمد" من رفيقة دربه قبل عام ونصف وأنجب منها طفلة أسماها "رويدا"، وقد توفيت طفلته قبل نحو شهر بسبب المرض الذي ألم بها وكانت تبلغ حينها من العمر ثلاثة أشهر.
درس الشهيد "محمد السكسك" المرحلة الإبتدائية في مدرسة الأيوبية في مخيم جباليا، ونظراً للظروف المعيشية الصعبة التي كانت تمر بها الأسرة ترك الشهيد الدراسة والتحق بسوق العمل ليعمل في مجال البناء والطوبار.
صفاته وعلاقاته بالآخرين
كان شهيدنا المجاهد "أبو همام" حريصاً على الصلوات الخمس في مسجد الخنساء، وخاصة المداومة على صلاة الفجر.
عرف عن الشهيد "محمد" بأنه كان باراً بوالديه الأكارم، فكان مطيعاً لهم ولا يعصى لهم أمراً.
إرتبط شهيدنا الفارس "محمد السكسك" بعلاقات طيبة مع الجميع، فمنذ صغره اتصف بالأخلاق الحميدة وصفات الشباب المسلم، فكان مثال الشاب المتواضع، الهادي الصبور والمتسامح.
كان شهيدنا المجاهد "محمد السكسك" يكره الظلم والانجرار وراء المشاكل.
ارتبط الشهيد "أبو همام" بصداقة حميمة بعدد كبير من الشهداء، عُرف منهم الشهيد "نادر أبو العمرين"، فكانت علاقات أخوة ومحبة وتسامح، أكبر من كونها علاقة تنظيمية.
كان الشهيد الفارس "أبو همام" يحرص دوماً على المشاركة في تشييع جنازات الشهداء الأبرار.
كان الشهيد الفارس "محمد السكسك" تغمره الفرحة والبهجة ويعمل على توزيع الحلوى على الناس عند سماعه نبأ وقوع عملية استشهادية في قلب الكيان الصهيوني.
خلال الأيام الأخيرة للشهيد "محمد" ركز على زيارة المساجد وقراءة القرآن.
مشواره الجهادي
منذ أن تفتحت عيناه على الحياة رأى الاحتلال الصهيوني جاثم على صدر شعبه وأمته، فتربى الشهيد المجاهد "محمد السكسك" على نبع الإيمان والوعي والثورة، والتحق في صفوف حركة الجهاد الإسلامي قبل نحو خمس سنوات.
ونظراً لحب شهيدنا الفارس "محمد السكسك" للمقاومة والجهاد التحق في صفوف "سرايا القدس"، في العام 2001م، فكان مثالاً للجندي المجهول، وكان يعمل بلا كلل أو ملل.
كان شهيدنا المجاهد "محمد السكسك" تواقاً للشهادة ويبحث عنها في كل الميادين، ويردد دائماً دعاء: (اللهم إجعلني من أصحاب الفردوس الأعلى).
شارك الشهيد الفارس "محمد السكسك" مع إخوانه المجاهدين في العديد من عمليات الرصد والاستطلاع لتنفيذ العمليات الجهادية.
كان الشهيد المجاهد "محمد السكسك" دائم المشاركة في التصدي للاجتياحات الصهيونية المتكررة لمدننا وقرانا، وتشهد له بذلك أراضي بيت حانون وجباليا، ومنطقة العطاطرة والعمودي في بيت لاهيا.
أصيب الشهيد "محمد" بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي أثناء قيامه بإطلاق صاروخ على قوات الاحتلال خلال اجتياحها الأخير لبلدة بيت لاهيا.
استشهاده
في صباح يوم السبت الموافق 27/1/2007م، غادر شهيدنا الفارس "محمد السكسك" "أبو همام" المنزل بعد أن ودع والدته وقال لها: "بدي أطلع أدعي لي يا أمي"، فقامت والدته بوداعه والدعاء له بالتوفيق، وقال لشقيقه محمد عبارته الأخيرة: "أتمنى من الله أن يحتسبني من الشهداء وليس مثل من يقتلون بعضهم البعض من أبناء الشعب الفلسطيني الواحد"، وتوجه بعدها إلى أحد المطاعم في مدينة غزة وتناول طعام الإفطار ثم ودع أصدقائه بقوله: "لقائنا المقبل إن شاء الله في الجنة".
وفي عملية معقدة للغاية توجه الشهيد المجاهد "محمد السكسك" إبن سرايا القدس وكتائب الاقصى جيش المؤمنيين إلى مكان تنفيذ العملية في مدينة إيلات المحتلة، وبعد أن وصل إلى المكان يوم الإثنين الموافق 29/1/2007م أوقف سيارة إسرائيلية لتقله إلى الهدف المحدد له، وحسب رواية أحد الضباط الصهاينة والذي أقل الإستشهادي "محمد السكسك" إلى مكان تنفيذ العملية ويدعى المُقدم "يوسي فلتينسكي: يقول: أنه خرج من منزله الساعة التاسعة صباحاً في طريقه لفندق "سبورت" حيث يعمل وأخذ يبحث كعادته عن عمال الفنادق الذين تخلفوا عن السيارة التي تقلهم إلى العمل وبعد عشر دقائق أوقف سيارته وأقلَّ شاباً يرتدي معطفاً أحمر اللون ويعتمر قبعه حمراء ويحمل حقيبة ظهر وحين سأله عن المكان الذي يقصده إكتفى الشاب بإشاره من يده فهم منها الضابط أنه يطلب الوصول إلى مركز المدينة.
ويضيف الضابط قائلاً: أنه وبعد أن اشتبه بتصرفات الشاب وسلك طريقاً يلتف حول مدينة إيلات لتجنب الدخول في أماكن مأهولة إلا أن الشاب لاحظ ذلك وظهرت عليه علامات التوتر فما كان من الضابط إلا أن أوقف سيارته وطلب منه مغادرتها فوراً وقال أسلك هذا الطريق حتى تصل إلى مركز المدينة وقصد الضابط بذلك تضليل المسافر غير المرغوب فيه ووجّهه إلى طريق خالية من السكان.
وبعد أن ترجل الشاب من السيارة سارع الضابط إلى الاتصال بالشرطة الصهيونية وأبلغهم بتفاصيل ما حدث معه ونقل لهم تفاصيل الشاب ووصفه دون أن يغفل تعقبه في سيارته إلا أن الشاب جنح عن الطريق الرئيسي وشرع في الركض، وما أن وصل الشهيد المجاهد "محمد السكسك" إلى "حي إيزيدور" في مدينة إيلات دخل أحد المخابر الصهيونية وقام بتفجير جسده الطاهر وسط جموع الصهاينة الأمر الذي أدى إلى مقتل وإصابة ثلاثة صهاينة وإصابة العديد منهم بجراح متفاوتة.
(فإلى جنات الخلد يا شهيدنا البطل)
قالوا عن الشهيد:
- [كان دائماً يتمنى الشهادة قي سبيل الله، وطلب منى أن أدعو له بأن يستشهد في سبيل الله،]. (والد الشهيد)
- [إن استشهاده قد يوصل رسالة للإخوة المتقاتلين من فتح وحماس بأن يكفوا عن صراعهم ويتحدوا لتوجيه سلاحهم باتجاه الاحتلال الإسرائيلي العدو الوحيد لهم]. (والدة الشهيد)
- [كان الشهيد دائماً محافظاً على الصلوات الخمس وخاصة صلاة الفجر، وكان دائماً يتمنى أن يكون أحد إستشهاديي سرايا القدس]. (أخ الشهيد)
- [أنا فخورة بشقيقي محمد فقد مات ميتة شريفة ورفض أن يكون ضحية لرصاص الأخوة واختار الشهادة بين أعدائه ونفذ عملية بطولية ولأول مرة في إيلات المحتلة].
(داليا الشقيقة الصغرى للشهيد)
وصية الشهيد
بسم الله الرحمن الرحيم
وصية الشهيد المجاهد
محمد فيصل السكسك "أبو همام "
الحمد لله رب العالمين القائل " انفروا خفافا و ثقالا و جاهدوا بأموالكم و أنفسكم في سبيل الله ذلك خير لكم إن كنتم تعلمون " ...
أمي الغالية .. أهلي و أحبابي .. يا عشاق الشهادة و الخلود :
أي فضل كفضل الشهادة و الله جل جلاله يقول " إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم و أموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون و يقتلون وعدا عليه حقا في التوراة و الإنجيل و القرآن و من أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به و ذلك هو الفوز العظيم " ..
و صدق قائد المجاهدين حين قال " لغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا و ما فيها " ، و القائل " إن للشهيد عند الله خصالا : أن يغفر له من أول دفقة من دمه ، و يرى مقعده من الجنة و يحلى بحلية الإيمان ، و يزوج باثنين و سبعين من الحور العين ، و يجار من عذاب القبر ، و يأمن الفزع الأكبر ، و يوضع على رأسه تاج الوقار الياقوتة منه خير من الدنيا ، و يشفع في سبعين من أقاربه " .
أمي الغالية :
سامحيني يا حبيبتي و مهجة قلبي ، و أماه لا تحزني علي بل افرحي أماه ، إن رضى رب العالمين علي مرهون برضاك و إن أمنيتي لن تتحقق إلا بفك هذا الرهان ، و لن تكمل أمنيتي و أنا أزف عريسا إلى الحور العين دون صبرك و احتسابك لي عند الله شهيدا في سبيله و من أجل رفع رايته و أن أكون بجوارك أنت و أبي إن شاء الحنان المنان ، وصيتي لك أرجو منك عند سماع نبأ استشهادي أن تقومي بالحمد و الشكر لله و الاسترجاع " الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله و إنا إليه راجعون ، أولئك عليهم صلوات من ربهم و أولئك هم المهتدون " ..
و أن توزعي الحلوى و الشراب على روحي ، و أرجو منك أن لا تنسيني من دعائك و لا تبكي علي و لكن زغردي فهذا عرس ابنك ..
أما أنتم يا أخوتي و يا أخواتي :
سامحوني عما فعلت معكم ، فلكم في جسدي موضع القلب أقول لكم لا تحزنوا على فراقي فنعم الفراق إذا كان بجوار عرش الرحمن ، أرجو منكم أن تكونوا عونا لأمي و لا تقصروا فيها و كونوا من الصابرين المحتسبين و اثبتوا و ليشد بعضكم أزر بعض و لتتمسكوا بدين الله و حبله المتين .. وصيتي أن ترشدوا أولادي إلى المسجد و حلقات دروس حفظ القرآن ، و أن تعلموهم حب الله و رسوله و حب الجهاد و الاستشهاد .
يا أصدقائي و أحبائي :
و خاصة شيوخ و شباب و أشبال مسجد الخنساء ، و الله لا طعم للحياة بدون جهاد و لا فوز إلا بالثبات و المراجعة " أم حسبتم أن تدخلوا الجنة و لما يعلم الله الذين جاهدوا منكم و يعلم الصابرين " . يا إخوتي يا من أبيتم إلا أن تسيروا على درب العزة و الكرامة أحبائي حافظوا على عهدكم و اثبتوا على طريقكم و لا تأبهوا بمن خذلكم ، لا تتركوا علم الجهاد ، فما تركت أمة الجهاد إلا ذلت .
رسالة إلى أبناء شعبي :
أوصيكم بالوحدة ثم الوحدة ثم الوحدة وان تكونوا على قلب رجل واحد وأن توجهوا رصاصكم نحو العدو فلا يقتل بعضكم بعضا إلى أخوتي في سرايا القدس وكتائب الأقصى وكتائب القسام وجهوا بنادقكم نحو العدو " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا "
و في الختام لا أقول لكم وداعا و لكن أقول لكم إلى الملتقى بإذن الله في الفردوس الأعلى في مقعد صدق عند مليك مقتدر ، و سبحان ربك رب العزة عما يصفون و سلام على المرسلين الحمد لله رب العالمين .
أخوكم المحب لكم
الشهيد الحي بإذن الله
محمد فيصل السكسك "أبو همام "
ولد شهيدنا المجاهد/ "محمد فيصل نعيم السكسك" "أبو همام" في منطقة التوام شمال مدينة غزة الباسلة في 7/11/1986م، لتنتقل الأسرة للعيش فيما بعد في منطقة السلاطين غرب مدينة بيت لاهيا.
تربى الشهيد "محمد" في أسرة كريمة تعرف واجبها نحو وطنها كما تعرف واجبها نحو دينها، وكما كل أحرار فلسطين لم يتمكن من العيش في مسقط رأس العائلة ألا وهي مدينة "يافا" المحتلة.
تتكون أسرته من والديه وأحد عشر فرداً، أربعة ذكور وخمس إناث، وكان ترتب شهيدنا "محمد" الثالث بين إخوته، وتزوج شهيدنا البطل "محمد" من رفيقة دربه قبل عام ونصف وأنجب منها طفلة أسماها "رويدا"، وقد توفيت طفلته قبل نحو شهر بسبب المرض الذي ألم بها وكانت تبلغ حينها من العمر ثلاثة أشهر.
درس الشهيد "محمد السكسك" المرحلة الإبتدائية في مدرسة الأيوبية في مخيم جباليا، ونظراً للظروف المعيشية الصعبة التي كانت تمر بها الأسرة ترك الشهيد الدراسة والتحق بسوق العمل ليعمل في مجال البناء والطوبار.
صفاته وعلاقاته بالآخرين
كان شهيدنا المجاهد "أبو همام" حريصاً على الصلوات الخمس في مسجد الخنساء، وخاصة المداومة على صلاة الفجر.
عرف عن الشهيد "محمد" بأنه كان باراً بوالديه الأكارم، فكان مطيعاً لهم ولا يعصى لهم أمراً.
إرتبط شهيدنا الفارس "محمد السكسك" بعلاقات طيبة مع الجميع، فمنذ صغره اتصف بالأخلاق الحميدة وصفات الشباب المسلم، فكان مثال الشاب المتواضع، الهادي الصبور والمتسامح.
كان شهيدنا المجاهد "محمد السكسك" يكره الظلم والانجرار وراء المشاكل.
ارتبط الشهيد "أبو همام" بصداقة حميمة بعدد كبير من الشهداء، عُرف منهم الشهيد "نادر أبو العمرين"، فكانت علاقات أخوة ومحبة وتسامح، أكبر من كونها علاقة تنظيمية.
كان الشهيد الفارس "أبو همام" يحرص دوماً على المشاركة في تشييع جنازات الشهداء الأبرار.
كان الشهيد الفارس "محمد السكسك" تغمره الفرحة والبهجة ويعمل على توزيع الحلوى على الناس عند سماعه نبأ وقوع عملية استشهادية في قلب الكيان الصهيوني.
خلال الأيام الأخيرة للشهيد "محمد" ركز على زيارة المساجد وقراءة القرآن.
مشواره الجهادي
منذ أن تفتحت عيناه على الحياة رأى الاحتلال الصهيوني جاثم على صدر شعبه وأمته، فتربى الشهيد المجاهد "محمد السكسك" على نبع الإيمان والوعي والثورة، والتحق في صفوف حركة الجهاد الإسلامي قبل نحو خمس سنوات.
ونظراً لحب شهيدنا الفارس "محمد السكسك" للمقاومة والجهاد التحق في صفوف "سرايا القدس"، في العام 2001م، فكان مثالاً للجندي المجهول، وكان يعمل بلا كلل أو ملل.
كان شهيدنا المجاهد "محمد السكسك" تواقاً للشهادة ويبحث عنها في كل الميادين، ويردد دائماً دعاء: (اللهم إجعلني من أصحاب الفردوس الأعلى).
شارك الشهيد الفارس "محمد السكسك" مع إخوانه المجاهدين في العديد من عمليات الرصد والاستطلاع لتنفيذ العمليات الجهادية.
كان الشهيد المجاهد "محمد السكسك" دائم المشاركة في التصدي للاجتياحات الصهيونية المتكررة لمدننا وقرانا، وتشهد له بذلك أراضي بيت حانون وجباليا، ومنطقة العطاطرة والعمودي في بيت لاهيا.
أصيب الشهيد "محمد" بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي أثناء قيامه بإطلاق صاروخ على قوات الاحتلال خلال اجتياحها الأخير لبلدة بيت لاهيا.
استشهاده
في صباح يوم السبت الموافق 27/1/2007م، غادر شهيدنا الفارس "محمد السكسك" "أبو همام" المنزل بعد أن ودع والدته وقال لها: "بدي أطلع أدعي لي يا أمي"، فقامت والدته بوداعه والدعاء له بالتوفيق، وقال لشقيقه محمد عبارته الأخيرة: "أتمنى من الله أن يحتسبني من الشهداء وليس مثل من يقتلون بعضهم البعض من أبناء الشعب الفلسطيني الواحد"، وتوجه بعدها إلى أحد المطاعم في مدينة غزة وتناول طعام الإفطار ثم ودع أصدقائه بقوله: "لقائنا المقبل إن شاء الله في الجنة".
وفي عملية معقدة للغاية توجه الشهيد المجاهد "محمد السكسك" إبن سرايا القدس وكتائب الاقصى جيش المؤمنيين إلى مكان تنفيذ العملية في مدينة إيلات المحتلة، وبعد أن وصل إلى المكان يوم الإثنين الموافق 29/1/2007م أوقف سيارة إسرائيلية لتقله إلى الهدف المحدد له، وحسب رواية أحد الضباط الصهاينة والذي أقل الإستشهادي "محمد السكسك" إلى مكان تنفيذ العملية ويدعى المُقدم "يوسي فلتينسكي: يقول: أنه خرج من منزله الساعة التاسعة صباحاً في طريقه لفندق "سبورت" حيث يعمل وأخذ يبحث كعادته عن عمال الفنادق الذين تخلفوا عن السيارة التي تقلهم إلى العمل وبعد عشر دقائق أوقف سيارته وأقلَّ شاباً يرتدي معطفاً أحمر اللون ويعتمر قبعه حمراء ويحمل حقيبة ظهر وحين سأله عن المكان الذي يقصده إكتفى الشاب بإشاره من يده فهم منها الضابط أنه يطلب الوصول إلى مركز المدينة.
ويضيف الضابط قائلاً: أنه وبعد أن اشتبه بتصرفات الشاب وسلك طريقاً يلتف حول مدينة إيلات لتجنب الدخول في أماكن مأهولة إلا أن الشاب لاحظ ذلك وظهرت عليه علامات التوتر فما كان من الضابط إلا أن أوقف سيارته وطلب منه مغادرتها فوراً وقال أسلك هذا الطريق حتى تصل إلى مركز المدينة وقصد الضابط بذلك تضليل المسافر غير المرغوب فيه ووجّهه إلى طريق خالية من السكان.
وبعد أن ترجل الشاب من السيارة سارع الضابط إلى الاتصال بالشرطة الصهيونية وأبلغهم بتفاصيل ما حدث معه ونقل لهم تفاصيل الشاب ووصفه دون أن يغفل تعقبه في سيارته إلا أن الشاب جنح عن الطريق الرئيسي وشرع في الركض، وما أن وصل الشهيد المجاهد "محمد السكسك" إلى "حي إيزيدور" في مدينة إيلات دخل أحد المخابر الصهيونية وقام بتفجير جسده الطاهر وسط جموع الصهاينة الأمر الذي أدى إلى مقتل وإصابة ثلاثة صهاينة وإصابة العديد منهم بجراح متفاوتة.
(فإلى جنات الخلد يا شهيدنا البطل)
قالوا عن الشهيد:
- [كان دائماً يتمنى الشهادة قي سبيل الله، وطلب منى أن أدعو له بأن يستشهد في سبيل الله،]. (والد الشهيد)
- [إن استشهاده قد يوصل رسالة للإخوة المتقاتلين من فتح وحماس بأن يكفوا عن صراعهم ويتحدوا لتوجيه سلاحهم باتجاه الاحتلال الإسرائيلي العدو الوحيد لهم]. (والدة الشهيد)
- [كان الشهيد دائماً محافظاً على الصلوات الخمس وخاصة صلاة الفجر، وكان دائماً يتمنى أن يكون أحد إستشهاديي سرايا القدس]. (أخ الشهيد)
- [أنا فخورة بشقيقي محمد فقد مات ميتة شريفة ورفض أن يكون ضحية لرصاص الأخوة واختار الشهادة بين أعدائه ونفذ عملية بطولية ولأول مرة في إيلات المحتلة].
(داليا الشقيقة الصغرى للشهيد)
وصية الشهيد
بسم الله الرحمن الرحيم
وصية الشهيد المجاهد
محمد فيصل السكسك "أبو همام "
الحمد لله رب العالمين القائل " انفروا خفافا و ثقالا و جاهدوا بأموالكم و أنفسكم في سبيل الله ذلك خير لكم إن كنتم تعلمون " ...
أمي الغالية .. أهلي و أحبابي .. يا عشاق الشهادة و الخلود :
أي فضل كفضل الشهادة و الله جل جلاله يقول " إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم و أموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون و يقتلون وعدا عليه حقا في التوراة و الإنجيل و القرآن و من أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به و ذلك هو الفوز العظيم " ..
و صدق قائد المجاهدين حين قال " لغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا و ما فيها " ، و القائل " إن للشهيد عند الله خصالا : أن يغفر له من أول دفقة من دمه ، و يرى مقعده من الجنة و يحلى بحلية الإيمان ، و يزوج باثنين و سبعين من الحور العين ، و يجار من عذاب القبر ، و يأمن الفزع الأكبر ، و يوضع على رأسه تاج الوقار الياقوتة منه خير من الدنيا ، و يشفع في سبعين من أقاربه " .
أمي الغالية :
سامحيني يا حبيبتي و مهجة قلبي ، و أماه لا تحزني علي بل افرحي أماه ، إن رضى رب العالمين علي مرهون برضاك و إن أمنيتي لن تتحقق إلا بفك هذا الرهان ، و لن تكمل أمنيتي و أنا أزف عريسا إلى الحور العين دون صبرك و احتسابك لي عند الله شهيدا في سبيله و من أجل رفع رايته و أن أكون بجوارك أنت و أبي إن شاء الحنان المنان ، وصيتي لك أرجو منك عند سماع نبأ استشهادي أن تقومي بالحمد و الشكر لله و الاسترجاع " الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله و إنا إليه راجعون ، أولئك عليهم صلوات من ربهم و أولئك هم المهتدون " ..
و أن توزعي الحلوى و الشراب على روحي ، و أرجو منك أن لا تنسيني من دعائك و لا تبكي علي و لكن زغردي فهذا عرس ابنك ..
أما أنتم يا أخوتي و يا أخواتي :
سامحوني عما فعلت معكم ، فلكم في جسدي موضع القلب أقول لكم لا تحزنوا على فراقي فنعم الفراق إذا كان بجوار عرش الرحمن ، أرجو منكم أن تكونوا عونا لأمي و لا تقصروا فيها و كونوا من الصابرين المحتسبين و اثبتوا و ليشد بعضكم أزر بعض و لتتمسكوا بدين الله و حبله المتين .. وصيتي أن ترشدوا أولادي إلى المسجد و حلقات دروس حفظ القرآن ، و أن تعلموهم حب الله و رسوله و حب الجهاد و الاستشهاد .
يا أصدقائي و أحبائي :
و خاصة شيوخ و شباب و أشبال مسجد الخنساء ، و الله لا طعم للحياة بدون جهاد و لا فوز إلا بالثبات و المراجعة " أم حسبتم أن تدخلوا الجنة و لما يعلم الله الذين جاهدوا منكم و يعلم الصابرين " . يا إخوتي يا من أبيتم إلا أن تسيروا على درب العزة و الكرامة أحبائي حافظوا على عهدكم و اثبتوا على طريقكم و لا تأبهوا بمن خذلكم ، لا تتركوا علم الجهاد ، فما تركت أمة الجهاد إلا ذلت .
رسالة إلى أبناء شعبي :
أوصيكم بالوحدة ثم الوحدة ثم الوحدة وان تكونوا على قلب رجل واحد وأن توجهوا رصاصكم نحو العدو فلا يقتل بعضكم بعضا إلى أخوتي في سرايا القدس وكتائب الأقصى وكتائب القسام وجهوا بنادقكم نحو العدو " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا "
و في الختام لا أقول لكم وداعا و لكن أقول لكم إلى الملتقى بإذن الله في الفردوس الأعلى في مقعد صدق عند مليك مقتدر ، و سبحان ربك رب العزة عما يصفون و سلام على المرسلين الحمد لله رب العالمين .
أخوكم المحب لكم
الشهيد الحي بإذن الله
محمد فيصل السكسك "أبو همام "
تعليق