دعونا نفحص الحقيقة، بعيدا عن الشعارات:
محمود عباس يريد دولة في الضفة والقطاع، عاصمتها القدس الشريف، مع ضمان حقوق اللاجئين. وهو يعلن أنه لن يرضى بأقل من ذلك، في أي مفاوضات، ويعيد تأكيد ذلك، بين يدي سفره إلى "أنابوليس".
وخالد مشعل ـ خلال مقابلة أجرتها معه وكالة رويترز، في دمشق يوم الأربعاء 10/1/2007 ـ يقول بأن حماس تقر بأن إسرائيل أمر واقع، وحقيقة سوف تبقى. وأنه يكتفي بدولة على حدود67.
محمود عباس يعارض العمليات القتالية مع العدو الصهيوني، في هذه المرحلة، لأنه يرى أنها تعطي الصهاينة ذرائع متجددة لفرض الحصار، والهروب من استحقاقات التفاوض، الذي قد يؤدي إلى دولة فلسطينية في الضفة والقطاع.
أما إسماعيل هنية فيصرح ـ في مقابلة خاصة أجراها (David Hawkins) مراسل (C.B.S)، يوم 16/3/2006 ـ بأن يديه ليست ملطخة بالدماء؛ حيث إنه لم يأمر شخصيا بأي نوع من العمل العسكري أو (الإرهابي) ضد إسرائيل. لأننا "لسنا شعبا دمويا"، وأنه إذا جاءه أحد أبنائه، ليطلب تنفيذ عملية استشهادية ضد إسرائيل، فلن يفكر "حتى في الدعاء له".
محمود عباس يريد تسوية دائمة مع إسرائيل، تتيح للفلسطينيين التقاط أنفاسهم، والتفرغ للحياة. مع علمه بأن طريق ذلك هو المفاوضات.
والسيد إسماعيل هنية، ومعه وزير أشغال حكومته: زياد الظاظا ـ في مقابلة استثنائية مع صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية يوم23 /5/2006 ـ يعرضان على إسرائيل هدنة، تتجدد تلقائيا كل خمس سنوات، إذا ما قبلت بفتح باب المفاوضات مع حكومة حماس.
محمود عباس يريد حلاً مباشراً، ودون كثير من التلكؤ، يضمن انسحاباً فورياً.
والسيد أحمد يوسف، مستشار هنية، قبل أن يفتتح أحد الكلام معه، يقترح باسم حماس، انسحاباً جزئيا إلى خط مؤقت، وهدنة لمدة خمس سنوات ـ كما تقول صحيفة الحياة الجديدة في عدد يوم 24/12/2006 ـ من أجل المضي قدماً في خطوات عملية وجدية، لإقامة دولتين متجاورتين، وقابلتين للحياة مستقبلاً. مع اعتبار هذه الهدنة (المتجددة) مجرد مرحلة تحضيرية جدية، تقود إلى اتفاق سلام دائم مع إسرائيل.
وحتى لا يتم اتهام صحيفة الحياة الجديدة بالكذب، بدعوى أنها مجرد صحيفة تابعة لمحمود عباس، فقد أوردت صحيفة الثورة السورية الدمشقية البعثية ـ في عدد يوم الخميس 30/11/2006 ـ تصريحا لرئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية، أطلقه في المؤتمر الصحفي الذي عقده في القاهرة، في اليوم السابق، يطالب بضرورة وضع سقف زمني محدد، لتسوية تضمن إقامة دولة فلسطينية، على حدود عام1967. معتبراً أن "المبادرة التي طرحتها فرنسا وايطاليا واسبانيا، لعقد مؤتمر دولي للسلام، في الشرق الأوسط، تتضمن بنوداً ايجابية، ويمكن أن تشكل أرضية لتحرك سياسي أوسع". قبل أن يفاجئنا بأنه (يعرف الفولة) ومدرك "أن البرنامج السياسي، في المرحلة الراهنة، هو إقامة دولة فلسطينية، كاملة السيادة، في حدود1967. مضيفا: إن التوصل إلى تسوية، يمكن أن يستغرق ستة أشهر أو سنة، أو أقل أو أكثر".
فأين هي أوجه الخلاف الحقيقية، التي تستدعي كل هذه التظاهرات، والدعوات الصارخة لإسقاط محمود عباس؟!. ألا يمكن لنا أن نستكشف، من وراء ذلك، أن حماس تريد أن تكون (وحدها) هي التي تملك حق التنازل عن حيفا ويافا واللد والرملة والجليل والنقب؟!.
فإذا كان ذلك كذلك ـ وهو كذلك بالفعل ـ وإذا كان هذا هو مآل كل دعوات المقاومة، فلماذا لا يزال (متعلمو الشريعة) مصرين على ضرورة تخوين الآخرين؟!.
وإذا كان ذلك كذلك ـ وهو كذلك بالفعل ـ فهل يمكن لنا أن نستنتج أن كل الدعوات السابقة، التي أطلقها (متعلمو الشريعة)؛ حول ضرورة الحفاظ على بندقية (الجهاد)، هي دعوات ناتجة عن وعي زائف, بدليل ما أنتجته في الواقع، من تحويل هذا السلاح نحو المواطنين، الذين زعم رافعوه في السابق أنهم مادتهم، والغابة التي يحتمون فيها؟!.
............. وإن مراقبة (متعلمي الشريعة) هنا، سوف يقود قطعا إلى إعادة فحص أحوال (معلمي الشريعة) هناك، في دولة ما بعد أبي بكر وعمر، رضي الله عنهما:
فلئن رأينا كيف توافقت مصالح قاضي القضاة، وحجة الإسلام، وشيخه، وحفاظه، ومحققيه، مع مصالح الحكام الأمويين والعباسيين والأتراك والمماليك، لقد صرنا اليوم نرى بوضوح، كيف تتحقق مصلحة شريحة صغيرة، من (متعلمي الشريعة) على حساب شعب بكامله. وصرنا نرى كيف يشبع (متعلمو الشريعة) من اللحم، بينما يجوع مريدوهم، من أبناء الشعب (المسلم)، ويلهثون وراء الكوبونات.
منقول
محمود عباس يريد دولة في الضفة والقطاع، عاصمتها القدس الشريف، مع ضمان حقوق اللاجئين. وهو يعلن أنه لن يرضى بأقل من ذلك، في أي مفاوضات، ويعيد تأكيد ذلك، بين يدي سفره إلى "أنابوليس".
وخالد مشعل ـ خلال مقابلة أجرتها معه وكالة رويترز، في دمشق يوم الأربعاء 10/1/2007 ـ يقول بأن حماس تقر بأن إسرائيل أمر واقع، وحقيقة سوف تبقى. وأنه يكتفي بدولة على حدود67.
محمود عباس يعارض العمليات القتالية مع العدو الصهيوني، في هذه المرحلة، لأنه يرى أنها تعطي الصهاينة ذرائع متجددة لفرض الحصار، والهروب من استحقاقات التفاوض، الذي قد يؤدي إلى دولة فلسطينية في الضفة والقطاع.
أما إسماعيل هنية فيصرح ـ في مقابلة خاصة أجراها (David Hawkins) مراسل (C.B.S)، يوم 16/3/2006 ـ بأن يديه ليست ملطخة بالدماء؛ حيث إنه لم يأمر شخصيا بأي نوع من العمل العسكري أو (الإرهابي) ضد إسرائيل. لأننا "لسنا شعبا دمويا"، وأنه إذا جاءه أحد أبنائه، ليطلب تنفيذ عملية استشهادية ضد إسرائيل، فلن يفكر "حتى في الدعاء له".
محمود عباس يريد تسوية دائمة مع إسرائيل، تتيح للفلسطينيين التقاط أنفاسهم، والتفرغ للحياة. مع علمه بأن طريق ذلك هو المفاوضات.
والسيد إسماعيل هنية، ومعه وزير أشغال حكومته: زياد الظاظا ـ في مقابلة استثنائية مع صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية يوم23 /5/2006 ـ يعرضان على إسرائيل هدنة، تتجدد تلقائيا كل خمس سنوات، إذا ما قبلت بفتح باب المفاوضات مع حكومة حماس.
محمود عباس يريد حلاً مباشراً، ودون كثير من التلكؤ، يضمن انسحاباً فورياً.
والسيد أحمد يوسف، مستشار هنية، قبل أن يفتتح أحد الكلام معه، يقترح باسم حماس، انسحاباً جزئيا إلى خط مؤقت، وهدنة لمدة خمس سنوات ـ كما تقول صحيفة الحياة الجديدة في عدد يوم 24/12/2006 ـ من أجل المضي قدماً في خطوات عملية وجدية، لإقامة دولتين متجاورتين، وقابلتين للحياة مستقبلاً. مع اعتبار هذه الهدنة (المتجددة) مجرد مرحلة تحضيرية جدية، تقود إلى اتفاق سلام دائم مع إسرائيل.
وحتى لا يتم اتهام صحيفة الحياة الجديدة بالكذب، بدعوى أنها مجرد صحيفة تابعة لمحمود عباس، فقد أوردت صحيفة الثورة السورية الدمشقية البعثية ـ في عدد يوم الخميس 30/11/2006 ـ تصريحا لرئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية، أطلقه في المؤتمر الصحفي الذي عقده في القاهرة، في اليوم السابق، يطالب بضرورة وضع سقف زمني محدد، لتسوية تضمن إقامة دولة فلسطينية، على حدود عام1967. معتبراً أن "المبادرة التي طرحتها فرنسا وايطاليا واسبانيا، لعقد مؤتمر دولي للسلام، في الشرق الأوسط، تتضمن بنوداً ايجابية، ويمكن أن تشكل أرضية لتحرك سياسي أوسع". قبل أن يفاجئنا بأنه (يعرف الفولة) ومدرك "أن البرنامج السياسي، في المرحلة الراهنة، هو إقامة دولة فلسطينية، كاملة السيادة، في حدود1967. مضيفا: إن التوصل إلى تسوية، يمكن أن يستغرق ستة أشهر أو سنة، أو أقل أو أكثر".
فأين هي أوجه الخلاف الحقيقية، التي تستدعي كل هذه التظاهرات، والدعوات الصارخة لإسقاط محمود عباس؟!. ألا يمكن لنا أن نستكشف، من وراء ذلك، أن حماس تريد أن تكون (وحدها) هي التي تملك حق التنازل عن حيفا ويافا واللد والرملة والجليل والنقب؟!.
فإذا كان ذلك كذلك ـ وهو كذلك بالفعل ـ وإذا كان هذا هو مآل كل دعوات المقاومة، فلماذا لا يزال (متعلمو الشريعة) مصرين على ضرورة تخوين الآخرين؟!.
وإذا كان ذلك كذلك ـ وهو كذلك بالفعل ـ فهل يمكن لنا أن نستنتج أن كل الدعوات السابقة، التي أطلقها (متعلمو الشريعة)؛ حول ضرورة الحفاظ على بندقية (الجهاد)، هي دعوات ناتجة عن وعي زائف, بدليل ما أنتجته في الواقع، من تحويل هذا السلاح نحو المواطنين، الذين زعم رافعوه في السابق أنهم مادتهم، والغابة التي يحتمون فيها؟!.
............. وإن مراقبة (متعلمي الشريعة) هنا، سوف يقود قطعا إلى إعادة فحص أحوال (معلمي الشريعة) هناك، في دولة ما بعد أبي بكر وعمر، رضي الله عنهما:
فلئن رأينا كيف توافقت مصالح قاضي القضاة، وحجة الإسلام، وشيخه، وحفاظه، ومحققيه، مع مصالح الحكام الأمويين والعباسيين والأتراك والمماليك، لقد صرنا اليوم نرى بوضوح، كيف تتحقق مصلحة شريحة صغيرة، من (متعلمي الشريعة) على حساب شعب بكامله. وصرنا نرى كيف يشبع (متعلمو الشريعة) من اللحم، بينما يجوع مريدوهم، من أبناء الشعب (المسلم)، ويلهثون وراء الكوبونات.
منقول
تعليق