إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

*** الســـلــفــيــة الجــــــــهــــاديـــة ***

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • *** الســـلــفــيــة الجــــــــهــــاديـــة ***

    الحمد لله القائل: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ} [البقرة: 216]، وصلى وسلم على رسوله المنذر من كفر به بقوله: (تسمعون...؟! أما والذي نفس محمد بيده، لقد جئتكم بالذبح) [رواه الإمام أحمد].

    وبعد...

    فإن الاختلاف بين الناس؛ سنة كونية، واقع لا محالة، ولا راد له.

    قال سبحانه: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ} [هود: 119].

    قال الحسن البصري رحمه الله في قوله تعالى: {وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ}: (للاختلاف) [جامع البيان: ج15/ص535].

    وأخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما: (إن أهل الكتابين افترقوا في دينهم على ثنتين وسبعين ملة، وإن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين ملة، كلها في النار إلا واحدة، وهي الجماعة، وإنه سيخرج في أمتي أقوام؛ تجارى بهم تلك الأهواء كما يتجارى الكَلب بصاحبه، لا يبقى منه عرق ولا مفصل إلا دخله) [رواه الإمام أحمد].

    فسلكت هذه الأمة سُبل الأمم الماضية - حذو القذة بالقذة - واختلفت كاختلافها.

    فمن هذه الأمة من تمسك بالأمر العتيق الذي جاء به الكتاب والسنة، ومنها من ضل الطريق حتى خرج من دائرة الإسلام، وآخر خالف في أمور لم تخرجه عن دائرة الإسلام، إلا انها أخرجته عن دائرة السنة التي توعد رسول الله صلى الله عليه وسلم من خرج عنها بالعطب، في قوله: (ومن شذ؛ شذ إلى النار) [1].

    يقول أبو عبد الله الذهبي رحمه الله - سارداً التسلسل التاريخي لبداية التفرق والاختلاف بين المنتسبين إلى هذه الأمة -: (كان الناس أمة واحدة ودينهم قائما في خلافة أبي بكر وعمر، فلما استشهد "قفل باب الفتنة" - عمر رضي الله عنه - وانكسر الباب [2]؛ قام رؤوس الشر على الشهيد عثمان حتى ذُبح صبرا، وتفرقت الكلمة.

    وتمت "وقعة الجمل"، ثم "وقعة صفين"، فظهرت الخوارج وكفّرت سادة الصحابة، ثم ظهرت الروافض والنواصب.

    وفي آخر زمن الصحابة؛ ظهرت القدرية.

    ثم ظهرت المعتزلة بالبصرة، والجهمية والمجسمة بخراسان، في أثناء عصر التابعين، مع ظهور السنة وأهلها.

    إلى بعد المئتين، فظهر المأمون - الخليفة - وكان ذكيا متكلما، له نظر في المعقول، فاستجلب كتب الأوائل، وعرب حكمة اليونان، وقام في ذلك وقعد، وخب ووضع، ورفعت الجهمية والمعتزلة رؤوسها، بل والشيعة! فإنه كان كذلك، وآل به الحال إلى أن حمل الأمة على القول بخلق القرآن، وامتحن العلماء، فلم يُمهَل وهلك لعامه، وخلى بعده شرا وبلاء في الدين...) [سير أعلام النبلاء: ج11/ص236].

    ثم لم يزل الخلاف في استعار، والفرق في ازدياد منذ ذلك الحين وإلى يومنا هذا... وكل فرقة من تلك الفرق، وكل حزب من تلك الأحزاب؛ يدعو إلى منهجه وطريقه، {فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} [المؤمنون: 53].

    أمام هذه المناهج والعقائد المختلفة، المتناحرة فيما بينها، يقف المسلم حائرا؛ أي تلك الطرق يسلك؟! وإلى أي تلك المناهج ينتمي؟!

    والجواب على هذا السؤال؛

    التحق بالركب، واسلك سبيل السلفية الجهادية! ولتكن سلفي العقيدة، جهادي المنهج - وهو منهج السلف رضي الله عنهم أيضاً -

    فإن قال قائل؛ لماذا عقيدة السلف؟! ولماذا المنهج الجهادي؟!

    قلنا...


    * * *
    عقيدة السلف؛


    لأن الله امتدحها وزكاها، فقال مخاطبا رسوله صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليهم: {فَإِنْ آَمَنُوا بِمِثْلِ مَا آَمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ} [البقرة: 137]، فمن وافق الصحابة والسلف الصالح في عقيدتهم فهو المهتدي، ومن خالفهم صار من أهل الشقاق، وهو ليس بمعجز في الأرض، فإن الله قد وعد عباده المؤمنين بكفايته لهم.

    وأخبر صلى الله عليه وسلم؛ أن من كان على عقيدة السلف رضوان الله عليهم هو الناجي وغيره هو الهالك، فقال صلى الله عليه وسلم: (تفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، كلهن في النار إلا واحدة)، قالوا: وما تلك الفرقة؟ قال: (ما أنا عليه اليوم وأصحابي) [رواه الطبراني [3]].

    وقال صلى الله عليه وسلم مادحا السلف، وذاما من جاء بعدهم ممن خالف هديهم: (خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم... ‏ثم إن بعدكم قوما يشهدون ولا يُستشهدون، ويخونون ولا يُؤتمنون، وينذرون ولا يفون، ويظهر فيهم السمن) [متفق عليه].

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (ومن المعلوم بالضرورة لمن تدبر الكتاب والسنة وما اتفق عليه أهل السنة والجماعة من جميع الطوائف؛ أن خير قرون هذه الأمة - في الأعمال والأقوال والاعتقاد وغيرها من كل فضيلة - أن خيرها؛ القرن الأول، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم - كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير وجه -وأنهم أفضل من الخَلف في كل فضيلة، من علم وعمل وإيمان وعقل ودين وبيان وعبادة، وأنهم أولى بالبيان لكل مشكل، هذا لا يدفعه إلا من كابر المعلوم بالضرورة من دين الإسلام وأضله الله على علم، كما قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "من كان منكم مستنا فليستن بمن قد مات، فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة، أولئك أصحاب محمد؛ أبر هذه الأمة قلوبا، وأعمقها علما، وأقلها تكلفا، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه وإقامة دينه، فاعرفوا لهم حقهم، وتمسكوا بهديهم، فإنهم كانوا على الهدى المستقيم"، وقال غيره: "عليكم بآثار من سلف، فإنهم جاءوا بما يكفي وما يشفي، ولم يحدث بعدهم خير كامن لم يعلموه"... وما أحسن ما قال الشافعي رحمه الله في رسالته: "هم فوقنا في كل علم وعقل ودين وفضل وكل سبب ينال به علم أو يدرك به هدى، ورأيهم لنا خير من رأينا لأنفسنا") [مجموع الفتاوى: ج4/ص158].‏

    فاتضح بما تقدم لأصحاب الألباب؛ أن عقيدة السلف هي الطريق المنجية من النار، الموصلة إلى الجنة دار الأبرار، وأن ما سواها من العقائد والمذاهب هي الطريق المهلكة الموصلة إلى عذاب الله وناره.

    قال تعالى: {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ} [آل عمران: 106].

    قرأ أبو العباس عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما هذه الآية، ثم قال: (تبيض وجوه أهل السنة، وتسود وجوه أهل البدعة) [تفسير ابن كثير: ج2/ص92].


    * * *
    أما لماذا المنهج الجهادي؟!

    فلأن طريق الجهاد هو الطريق الذي أمر الله به نبيه صلى الله عليه وسلم، في قوله: {فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ} [النساء: 84].

    قال الطبري رحمه الله في تفسير هذه الآية: (يعني بقوله جل ثناؤه: {فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ}؛ فجاهد - يا محمد - أعداء الله من أهل الشرك به، {فِي سَبِيلِ اللَّهِ}، يعني؛ في دينه الذي شرعه لك - وهو الإسلام - وقاتلهم فيه بنفسك... ثم قال له: {وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ}، يعني؛ وحضهم على قتال من أمرتك بقتالهم معك) [جامع البيان: ج8/ص579].

    ولأن النبي صلى الله عليه وسلم بُعث داعيا إلى توحيد الله بالسيف، قال صلى الله عليه وسلم: (بُعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يعبد الله وحده لا شريك له، وجُعل رزقي تحت ظل رمحي، وجُعل الذلة والصغار على من خالف أمري...) [رواه الإمام أحمد].

    وأُمر بقتال من كفر به، قال صلى الله عليه وسلم: (أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن "لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله") [متفق عليه].

    فهو سبيل النبي صلى الله عليه وسلم، الذي أمرنا الله عز وجل باتباعه، قال جل وعلا: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب: 21].

    وأخبر صلى الله عليه وسلم، أن العصمة في الجهاد، فقال - وقد سأله حذيفة رضي الله عنه -: يا رسول الله هل بعد هذا الخير؛ شر، كما كان قبله شر؟! قال: (نعم)، قال حذيفة: فما العصمة منه؟ قال صلى الله عليه وسلم: (السيف) [رواه الإمام أحمد].

    ونص النبي صلى الله عليه وسلم؛ على أن ترك الجهاد هو سبب الذل الذي تشتكي منه الأمة، فقال: (إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد؛ سلط الله عليكم ذلا، لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم) [رواه أبو داود].

    وقد وعد الله عز وجل بالهداية لمن سلك سبيل الجهاد، فقال: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} [العنكبوت: 69].

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (ولهذا كان الجهاد؛ موجبا للهداية، التي هي محيطة بأبواب العلم، كما دل عليه قوله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا}، فجعل لمن جاهد فيه؛ هداية جميع سبله تعالى، ولهذا قال الإمامان عبد الله بن المبارك وأحمد بن حنبل وغيرهما: "إذا إختلف الناس فى شيء فانظروا ماذا عليه أهل الثغر، فإن الحق معهم، لأن الله يقول: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا}) [مجموع الفتاوى: ج28/ص442].

    وأخبرنا صلى الله عليه وسلم؛ أن الطائفة المنصورة المهتدية، هي طائفة مقاتلة مجاهدة.

    فقال صلى الله عليه وسلم: (لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أمر الله، قاهرين لعدوهم، لا يضرهم من خالفهم [4]، حتى تأتي الساعة وهم على ذلك) [رواه مسلم].

    وقال صلى الله عليه وسلم: (لا يزال من أمتي؛ أمة، يقاتلون في سبيل الله، لا يضرهم من خالفهم، يزيغ الله قلوب قوم يرزقهم منهم، يقاتلون حتى تقوم الساعة) [رواه النسائي].

    وقال صلى الله عليه وسلم: (لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق، ظاهرين إلى يوم القيامة... فينزل عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم، فيقول أميرهم: "تعال صلِ لنا"، فيقول: "لا، إن بعضكم على بعض أمراء"، تَكْرِمَةَ الله هذه الأمة) [رواه مسلم].

    وهذه الطائفة باقية من غير انقطاع إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، لا يخلو منها زمان.

    قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله - في فوائد هذه الأحاديث وما في معناها -: (البشارة بأن الحق لا يزول بالكلية كما زال فيما مضى، بل لا تزال عليه طائفة) [كتاب التوحيد: ص24].

    إذن؛ فالطائفة المنصورة التي زكاها رسول الله صلى الله عليه وسلم وحثنا على تكثير سوادها، هي طائفة مقاتلة بحد السيف [5]، ومن خالفها أو خذلها فهو ليس منها قطعا.

    بل قد حكم النبي صلى الله عليه وسلم على من لم يحدث نفسه بالالتحاق بركبها بالنفاق، فقال: (من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو؛ مات على شعبة من النفاق) [رواه مسلم].

    قال النووي رحمه الله: (والمراد؛ أن من فعل هذا فقد أشبه المنافقين المتخلفين عن الجهاد في هذا الوصف، فإن ترك الجهاد أحد شعب النفاق) [شرح صحيح مسلم: ج5/ص309].

    وإذا كان هذا حكم من لم يحدث نفسه بالالتحاق بركب هذه الطائفة المباركة، فكيف بمن نصب نفسه نداً وخصماً لها، يفتري عليها ويُخذل الناس عن اللحاق بها؟!


    * * *
    وبالجمع بين ما تقدم...

    كقوله صلى الله عليه وسلم: (ما أنا عليه اليوم وأصحابي)، حيث زكى النبي صلى الله عليه وسلم عقيدة السلف وأمر بالتزامها.

    وكقوله: (لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أمر الله)، حيث زكى صلى الله عليه وسلم؛ المنهج الجهادي وحث على سلوك سبيله.

    يتضح جليا؛ أن السلفية الجهادية هم الطائفة المنصورة التي وعدها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بالنصر والقهر لعدو الإسلام وعدوها، واتضح أيضاً أن كل من خالف سبيلها، فلم يعتقد بعقيدة السلف الصالح، أو لم يسلك سبيل الجهاد؛ فهو من الضالين المخذولين.

    فكن أخي - بقلبك وقالبك - سلفيا جهاديا؛ تفلح، والتحق بركب المجاهدين؛ تنجح، واتبع سبيل الذين هم؛ {أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} [الفتح: 29]، واحذر سبيل المنافقين الذين؛ {وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ} [التوبة: 46].

    فطوبى لمن تنكب عن طريق "القاعدين"، وسار في طريق "القاعدة".


    * * *
    موعظة...
    قال ابن القيم رحمه الله: (لقد حرك الداعي إلى الله وإلى دار السلام النفوس الأبية والهمم العالية، واسمع منادي الإيمان من كانت له أذن واعية، واسمع الله من كان حيا، فهزه السماع إلى منازل الأبرار، وحدا به في طريق سيره، فما حطت به رحاله إلا بدار القرار، فقال صلى الله عليه وسلم: "انتدب الله لمن خرج في سبيله، لا يخرجه إلا إيمان بي وتصديق برسلي؛ أن أرجعه بما نال من أجر أو غنيمة أو أدخله الجنة، ولولا أن أشق على أمتي ما قعدت خلف سرية، ولوددت أني أقتل في سبيل الله ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل" [رواه البخاري] [زاد المعاد: ج3/ص64].


    والله أعلم
    وصلى الله وسلم على رسوله وآله وصحبه وسلم
    الشيخ صادق الكرخي


    أخوكم : أبو الوليد

    اللهم احفظ شيخنا الحبيب الشيخ أسامة بن لادن

  • #2
    الدعوة السلفية المفترى عليها



    كلمة سلفية تعبر عن العودة إلى نهج السلف الصالح و التمسك به باعتباره يمثل نهج الإسلام الأصيل و التمسك بأخذ الأحكام من القرآن الكريم و الأحاديث الصحيحة و الرجوع للكتب المذهبية التي تستدل من الكتاب والسنة الصحيحةو يبتعد عن كل المدخلات الغريبة عن روح الإسلام و تعاليمه التي تسمى بالبدع.ودعوة شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب هي امتداد لدعوة ابن تيمية و بأنه لا يعارض بنية المذاهب الفقهية التي يدافعون عنها و يتهمون السلفيين بأنهم يبنون الفقه الذي بناه فقهاء عظام مثل الشافعي و أبو حنيفة و مالك و أحمد بن حنبل و أن ليس أي فقيه معاصر لن يصل لدرجة من الفقه تسمح له بمعارضة آراء الأئمة الكبار الأربعة و تلاميذهم او استنباط الأحكام مباشرة من القرآن و السنة التي هي وظيفة المجتهدين و العلماء.
    ومن رموز التجديد السلفي في أواخر عهدالسلطنة العثمانية :
    • محمد بن عبدالوهاب.
    • محمد رشيد رضا (صاحب المنار) في مصر.
    • البوفالي والشيخ الدهلوي في الهند.
    • الثعالبي في تونس.
    • ابن باديس في الجزائر.
    • علال الفاسي في المغرب.
    • الالوسي في العراق.
    • محمد المهدي السودان
    • محمد السنوسي ليبيا

    [تحرير]
    مصطلح السلف
    يعرف مصطلح السلف على أنه الصحابة ، والتابعون ، وتابعوهم من أهل القرون الخيرية الثلاثة الأُوَل ، الذي يعمد الإسلام دوما الى التأكيد دوما على صوابية منهجها معتمدا على حديث للنبي صلى الله عليه وسلم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم يقول : " خيركم قرني ، ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم " فبيّن النبي أن خير قرون الأمة القرن الذي بعث فيه رسول الله فقال: " خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم " . ثم يعمدون إلى تعريف الصحابي على أنه كل من رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم مؤمناً به ، ومات على ذلك ، فالصحابة: هم الذين رأوا رسول الله . والتابعون: هم الذين رأوا الصحابة ، أو واحداً من الصحابة.
    فالسلف: هم الصحابة ، والتابعون ، وتابعوهم من أهل القرون الثلاثة الأول يستثنون من ذلك الفرق الاخرى التي يعتبرونها من أهل البدع كالخوارج ، والمعتزلة ، والقدرية ، والجهمية . و يأتي هنا تعريف المنهج السلفي على أنه الاعتقاد بمعتقد السلف الصالح رضي الله عنهم ، وينتهجون منهج السلف في فهم الكتاب والسنة لأنهم هم أقرب إلي الرسول. فهم أقرب إلى صحة الإعتقاد و المنهج.
    فحسب الإمام أحمد بن حنبل –رحمه الله- إمام أهل السنة لما قيل له ألا يسعنا أن نقول القرآن كلام الله ونسكت؟ قال: كان هذا يسع من كان قبلنا أما نحن فلا يسعنا إلا أن نقول القرآن كلام الله غير مخلوق .
    حسب قول الإمام أحمد كان يسع المسلمين قبل قول المعتزلة بخلق القرآن ، كان يسعهم أن يقولوا القرآن كلام الله ويسكتون ، ولكن لما ظهرت بدعة القول بخلق القرآن ، كان لابد لأهل الحق من أن يصرحوا بأن القرآن كلام الله غير مخلوق فكان يكفي العبد اسم الإسلام عندما كان المسلمون جماعة واحدة ، على اعتقاد واحد ، وعلى فهم واحد للكتاب والسنة ، كما قال ابن مسعود رضي الله عنه: " إنكم قد أصبحتم اليوم على الفطرة ، وإنكم ستحدثون ، ويحدث لكم ، فإذا رأيتم محدثة فعليكم بالعهد الأول " . وقال الإمام مـالك: لم يكن شيء من هذه الأهواء على عهد رسول الله وأبي بكر وعمر وعثمان ، لأن البدع ظهرت في آخر عهد الصحابة رضي الله عنهم . كما أخبر النبي فقال: " إنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً ، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، عضوا عليها بالنواجذ " فمن عاش من الصحابة ، ومن طال عمره من الصحابة رضي الله عنهم رأى مصداق ما أخبر به الرسول من ظهور البدع ، وظهور الاختلاف وظور الفرق .
    فالدعوة السلفية ليست فهم الإسلام بفهم شخص من الناس ، ليست فهم شيخ الإسلام ابن تيمية ، أو فهم العلامة ابن باز ، أو الشيخ محمد ناصر الدين الألباني ، أو الشيخ محمد بن إسماعيل ، ولكن المقصود بالسلفية: المُحافظة على معتقد السلف ، وعلى فهم السلف للكتاب والسنة ، وعلى منهج السلف رضي الله عنهم . فالدعوة السلفية: هي المحافظة على ما مضى عليه سلف الأمة رضي الله عنهم ، ولا شك أنها الدعوة للتمسك بالسنة التي أمرنا بالتمسك بها رسول الله فقال: " عليكم بسنتي ، وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي "
    و يؤكد السلفية ان السنة ليست مجرد إعفاء اللحية ، أو الثوب القصير مثلاً ، وليست بعض الأقوال والأفعال ، ولكن السنة تشمل ما مضى عليه النبي والصحابة رضي الله عنهم . فالسنة أقوال وأفعال وعقائد ، السنة أن تكون على معتقد السلف ، وتقتدي بالنبي في هديه ، وفي سمته ، وفي أقواله وفي أعماله ، والسلفية أن نتمسك بالسنة وبما أمرنا بالتمسك به رسول الله .
    [تحرير]
    قواعد المنهج السلفي
    • أول قاعدة من قواعد المنهج السلفي: تقديم النقل على العقل
    • القاعدة الثانية : للمنهج السلفي: رفض التأويل الكلامي
    • القاعدة الثالثة: هي كثرة الاستدلال بالآيات والأحاديث

    1. أول قاعدة من قواعد المنهج السلفي: تقديم النقل على العقل
    أهل السنة يقدمون النقل على العقل ، فإذا قال الله عز وجل فلا قول لأحدٍ ، وإذا قال رسول الله فلا قول لأحد . وهم يحترمون ويتأدبون مع النص الوارد في الكتاب والسنة الصحيحة ، عملاً بقول الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (1) سورة الحجرات ، أي: لا تقدموا قول أحد ولا هوى أحد على كلام الله عز وجل ، أو كلام رسول الله ، وهذا الفهم كان واضحاً جداً عند الصحابة رضي الله عنهم ، حتى قال ابن عباس كلمة ملأت الدنيا قال: " توشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء ، أقول: قال رسول الله وتقولون: قال أبو بكر ، وقال عمر " . فكان هذا المنهج واضحاً عند الصحابة ، فإذا قال رسول الله فلا اعتبار بأي قول يُخالف قوله ، ولو كان قول أبي بكر أو عمر رضي الله عنهم ، وهما شيخا الإسلام والخليفتان الراشدان بعد رسول الله . وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: " اتهموا الرأي في الدين ، فلقد وجدتني يوم أبي جندل أرده " يعني قول رسول الله كان يقول: ألسنا على الحق وهم على الباطل ، علام نعطي الدَّنية في ديننا ، فيقول: له النبي الزم غزرك ، فإنني رسول الله ولا يضيعني الله عز وجل ، ويذهب إلى أبي بكر ويقول له: علام نعطي الدنية في ديننا ، ونحن على الحق وهم على الباطل ، وكان يرى أن ما اتفق عليه في صلح الحديبية فيه حيف شديدٌ على المسلمين ثم ظهرت بعد ذلك بركات رسول الله .
    كذلك يقول علي رضي الله عنه: ( لو كان الدين بالرأي لكان باطن الخُفِّ أَوْلَى بالمسح من ظاهره ) ، فالدين: بالنقل ، وليس بالعقل ، الشرع يقول: يمسح ظاهر الخف البعيد عن ملامسة الأرض والأتربة ، ولو كان الدين بالعقل ، لكان يمسح باطن الخف ، ولا يمسح ظاهر الخف .
    1. القاعدة الثانية للمنهج السلفي: رفض التأويل الكلامي
    التأويل بالمعنى الاصطلاحي ، والذي استعمله السلف فهو: صرف اللفظ عن ظاهره إلى معنى آخر ، يعني: مرجوح ، فمثل هذا التأويل مردود عند السلف ، لأن ظاهر الكتاب والسنة يجب القول به ، والمصير إليه . لأننا لو فتحنا باب التأويل لانهدم الدين ، ولكان لكل إنسان أن يقول: ظاهر الآية غير مراد ، وظاهر الحديث غير مراد ، إنما أراد الله عز وجل كذا ، وإنما أراد رسول الله كذا ، كما فعلت الخوارج وغيرهم من أهل البدع ، فيفتح باب من أبواب الشر
    1. القاعدة الثالثة: هي كثرة الاستدلال بالآيات والأحاديث ، فأهل السنة هم أسعد الناس بالكتاب والسنة
    قال الله عز وجل: {وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا} (33) سورة الفرقان ، فلا يؤصلون أصولاً من عند أنفسهم ، ثم ينظرون بعد ذلك في الكتاب والسنة ، فما وافق أصولهم أخذوا به ، وما خالفهم أوّلوه أو ردوه ، كما يفعل أهل البدع ، ولكن أهل السنة يجمعون النصوص من الكتاب والسنة في المسألة الواحدة ، ثم تكون هي أصولهم التي بها يقولون ، وحولها يدندنون ، فهم لم يؤصلوا غير ما أصله الله عز وجل ، أو رسوله .
    لذلك تجدون الكتب التي تنسب إلى أئمة السنة ومن ينتهج بهذا المنهج الواضح الحق ، يستدلون دائماً بالآيات والأحاديث ، فهي جنتهم التي فيها يرتعون ، وإليها ينقلبون ، بخلاف الكتب الفكرية ، وكتب أهل البدع ، والكتب التي تقول بأشياء تخالف النصوص ، فيرجعون إلى عقولهم ، أو بعض الآراء التي يستطيعون أن يروجوا على الناس بها باطلهم .
    وهكذا يتضح لنا المنهج السلفي ، وهو أن ندور مع الكتاب والسنة حيث دارا فلم باتباع أحد من علماء السنة ، ولكننا تعبدنا باتباع رسول الله فهذه هي السلفية ، أن تكون على فهم الصحابة للكتاب والسنة ، وأن تدور مع الكتاب والسنة حيث دارا ، ولا تفهم الإسلام من خلال شخص غير معصوم ، فكل واحد يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله .
    [تحرير]
    الأصول العلمية للدعوة السلفية
    معنى الأصول العلمية:
    القضايا الكلية التي تهتم بها هذه الدعوة ، وتجعلها نُصْبَ عينيها.
    أصل الأصول هو التوحيد
    فما بعث الله عز وجل رسولاً إلاَّ بالتوحيد ، كما قال عز وجل: {وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِن دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ} (45) سورة الزخرف ، وقال عز وجل: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} (25) سورة الأنبياء . وهذه مقالة متكررة من كل رسول: {اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} (50) سورة هود ، تجدون هود ، وصالح ، وإبراهيم ، وموسى ، وعيسى ، وكل نبي أتى قومه بهذه الكلمة {اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} فقضية الأنبياء واحدة ، كما أن قضية الدعاة إلى الله عز وجل واحدة . كما أن القضية التي ينبغي أن تهتم بها كل دعوة تَدَّعِي أنها على الحق ، وأنها على السنة ، وأنها الفرقة الناجية ، هي قضية التوحيد أي: تعبيد الناس لله عز وجل . فهذا رِبْعِيّ بن عامر الذي فهم عن رسول الله ورباه النبي لما دخل على رستم سأله عما جاء به فقال: " إن الله أبتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله ، ومن ضِيْقِ الدنيا إلى سعتها ، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام " .
    فوظيفة الرسل وأتباع الرسل هي: أنهم يخرجونهم من هذه العبادة الباطلة ، من عبادة غير الله ويعبّدونهم لله عز وجل ، يجعلونهم عبيداً حقيقيين لله عز وجل ، يعرفونهم التوحيد ويعرفونهم بالله عز وجل ، وهي القضية التي خلق الله من أجلها الخلق كما قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (56) سورة الذاريات
    القضية الثانية أو الأصل الثاني من الأصول العلمية للدعوة السلفية هو الاتباع
    والاتباع يأتي بأحد معنيين: (( الاتباع الذي هو ضد الابتداع )) . كما قال ابن مسعود: " اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم " فالاتباع يأتي بمعنى اتباع هدى النبي ، واتباع سنة النبي كما قال تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا} (7) سورة الحشر ، وقال: {مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ} (80) سورة النساء ، وقال: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ} (36) سورة الأحزاب . والأحاديث كثيرة وشهيرة فمن ذلك قوله :" فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بسنتي "( ) ، ومنه قوله: " لكل عمل شِرّةٌ ، ولكل شرة فَتْرَةٌ ، فمن كانت فترته إلى سنتي فقد اهتدى ، ومن كانت فترته لغير ذلك فقد ضل "( ) . فالحاصل: أن الله عز وجل تعبدنا باتباع رسوله.
    وخير أمور الدين ما كان سنة وشر الأمور المحدثات البدائع .
    كما حذرنا الله عز وجل من مخالفة هديه وقال: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (63) سورة النــور . وقال النبي: " من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد " ، وشر( ) . وقال: " أما بعد ، فإن أحسن الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هدي محمد الأمرو محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة "( ) .
    فكان هذا المنهج واضحاً جداً للصحابة رضي الله عنهم ، حتى لما طلب أبو بكر الصديق من زيد بن ثابت أن يجمع القرآن ، قال: (( كيف تفعل شيئاً لم يفعله رسول الله )) ، لما أقتنع عمر بن الخطاب وذهب عمر وأبو بكر لزيد بن ثابت يطلبان منه أن يجمع القرآن ، ويتتبع آيات القرآن فقال: (( كيف تفعلان شيئاً لم يفعله رسول الله )) .
    الاتباع أيضاً يأتي بمعنى الاتباع الذي هو منـزلة متوسطة بين الاجتهاد والتقليد
    فالاتباع: أن تتبع العالم بدليله من الكتاب والسنة ، فهي منزلة متوسطة بين الاجتهاد التقليد . والاجتهاد: أن تحصل أدوات الاجتهاد ، تدرس القرآن ، وتعلم ما به من ناسخ ومنسوخ ، ومطلق ومُقيد ، وخاص ، وعام ، وكذلك تدرس أحاديث النبي ، أو على الأقل تعرف مواقعها في كتب السنة ، وتدرس اللغة العربية ، وتدرس الأصلين أصول الحديث ، وأصول الفقه ، ثم إذا حصّلت أدوات النظر المباشر والاجتهاد من حقك أن تجمع النصوص وأن تجتهد ، فهذه منزلة الاجتهاد ، وهي لخواص الأمة من العلماء الذين حصلوا أدوات الاجتهاد ، في مقابل هذه المنزلة هناك منزلة التقليد . والتقليد: جائز للجاهل المحض ، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها . فإن الجاهل المحض الذي لا يقرأ ولا يكتب إذا تلوت عليه الدليل ، أو إذا ذكرت له الآية والحديث لا يفهم المقصود ، فهو إذا أراد أن يطلّق زوجته يطلب منك أن يعرف كيف يطلق ، وإذا أراد أن يحج بيت الله فيريد منك أن يعرف كيف يحج ، وإذا فهم ذلك فهذا حسبه ولا يستطيع أكثر من ذلك ، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها . فالتقليد جائز في مواطن منها الجاهل المحض الذي لا يفهم المقصود من الآية والحديث .
    كذلك المسائل التي ليست فيها نص من الكتاب أو السنة صحيح صريح يدل على المعنى بوضوح ، ولكن قد يكون هناك نص غير ظاهر الدلالة ، فتختلف أنظار العلماء وأفهام العلماء للنص ، وبعضهم يستدل به على قضية ، والآخر يستدل به على عكس القضية . فمثل هذه المسائل أيضاً تكون من مسائل الاجتهاد ، وهي التي فيها نص غير واضح الدلالة ، أو غير صريح الدلالة ، فتكون أيضاً من مسائل الاجتهاد .
    فمسائل الاجتهاد: المسائل التي ليس فيها نص بالمرة ، ويكون مستند العلماء فيها أن يقيسوا مسألة غير منصوصة على منصوصة للتشابه بينهما . والقياس: كما يقولون كأكل الميتة للمضطر ، فهو لم يجد نصاً في المسألة فلجأ للقياس ، والذين يقيسون هم العلماء كما بينا . فالحاصل: أن القياس يلجأ إليه عند عدم وجود النص ، أو عند وجود نص غير واضح الدلالة أو غير صريح في القضية ، فهذه المسألة تعتبر من مسائل الاجتهاد ، فيجوز لك أن تقلد في مثل هذه المسائل الاجتهادية عالماً من علماء الأمة ، وأن تأخذ بفهمه لهذه القضية ، ولا يعترض مجتهد على مجتهد ، ولا مَنْ قلد ، يعني لا يعترض مَنْ قلد مجتهداً على من قلد مجتهداً آخر ، طالما أن المسألة ليس فيها نص صريح من الكتاب أو السنة

    ان ينصركم الله فلا غالب لكم

    تعليق

    يعمل...
    X