إحتجاجًا على تصريحاتها حول يهودية دولة إسرائيل
طالب فلسطيني يرفض خدمة وزيرة الخارجية الإسرائيلية
أسامة العيسة من القدس: وزيرة الخارجية الإسرائيلية تيسبي ليفني، التي حظيت في شهر رمضان الماضي، بحضور كبار المسؤولين العرب على المائدة الرمضانية التي أقامتها، أدركت أخيرًا أن ليس كل العرب متشابهين، وأن منهم من يستطيع أن يقول لها لا، وهو ما فعلها طالب فلسطيني يعمل لإكمال دراسته الجامعية. وبسبب الطالب جبران عبد الفتاح، رئيس لجنة الطلاب العرب في جامعة تل أبيب، والناشط الشيوعي، عرفت ليفني أن ليس العرب كلهم أمثال الدكتور سلام فياض رئيس الوزراء الفلسطيني، والدكتور رياض المالكي وزير الإعلام في حكومته، وسفراء الدول العربية التي تقيم علاقات مع إسرائيل، الذين لبوا دعوة ليفني إلى إفطارها الرمضاني. والحكاية أن ليفني، ذهبت مطلع الأسبوع إلى مجمع تجاري معروف في مدينة تل أبيب يعرف باسم (سوبر فارم) لتتسوق قبل ذهابها إلى انابوليس، وهذا المول يعمل فيه الطالب عبد الفتاح، بشكل جزئي في قسم المحاسبة للمساعدة في اكمال تعليمه الجامعي.
وعندما انهت ليفني تسوقها وذهبت لتدفع حسابها، رفض عبد الفتاح ان يخدمها، وعندما سألته سبب ذلك قال لها إنه يفعل ذلك احتجاجًا على تصريحاتها التي ادلت بها في وقت سابق حول يهودية دولة اسرائيل، وقالت فيها بان الدولة الفلسطينية المنتظرة ستكون ايضا حلا لجميع الفلسطينيين بما فيهم الذي يحملون الجنسية الإسرائيلية.وبسبب موقفه هذا، أقدمت إدارة السوبر فارم، على وقف عبد الفتاح عن العمل، وفتح تحقيق معه في الموضوع لانه لم يخدم إحدى الزبونات.
وروى عبد الفتاح لصحيفة الاتحاد اليومية التي تصدر في حيفا، والناطقة باسم الحزب الشيوعي الإسرائيلي الذي ينتمي اليه ما حدث قائلاً "لم يحتمل ضميري أن اخدم تسيبي ليفني التي مست بي وبكل عربي في هذه البلاد فقط قبل بضعة ايام. هذا وطننا وهنا ولدنا وهنا سنموت ومن هي حتى تقترح علينا ان نقبل بأن نكون مواطنين من الدرجة الثانية في بلادنا".
واضاف "موقف ليفني خطر ويتماشى مع تفوهات ليبرمان وغيره من دعاة الترانسفير". وحول ما حدث قال عبد الفتاح "اتت ليفني الى موقعي في المحاسبة كي تدفع ثمن الأغراض التي اقتنتها فرفضت ان أقدّم لها الخدمة وعندما سألت لماذا ؟ قلت لها بسبب تصريحاتها العنصرية التي مست بي وبكل عربي في هذه البلاد".
وحول موقف إدارة السوبر فارم قال عبد الفتاح "قاموا بتعليق عملي على الفور لغاية الانتهاء من التحقيق. ما قمت به هو رد فعل طبيعي وإيقافي عن العمل لا مبرر له فهذا ليس مستشفى يقدم الخدمات الطبية فكان بإمكان الزبونة الانتقال إلى موقع محاسبة آخر".
وحظي جبران بتضامن واسع من قبل رفاقه في الحركة الطلابية والحزب الشيوعي، وعبر شرف حسان، رئيس الدائرة الطلابية في الحزب الشيوعي الإسرائيلي، عن اعتزازه بجبران عبد الفتاح معتبرًا موقفه مشرفًا ويندرج ضمن الاحتجاج الشرعي والطبيعي. وأضاف "جبران الذي تربى على قيم وطنية وإنسانية وعزة النفس والتضحية في بيته وعائلته وفي حزبه وجبهته أبى إلا أن يسجل موقفًا مشرفًا حتى في مكان عمله حتى لو كان الثمن فصله من العمل ورفض تشغيله مستقبلاً".
وحذر حسان "من أي خطوات انتقامية لأن المشكلة لا تكمن في تصرف جبران وانما في التصريحات والسياسة العنصرية التي لا تتوقف من قبل قادة إسرائيل على كافة مستوياتهم". معتبرًا أن "تصريحات ليفني الأخيرة تمس بكل عربي وبكل إنسان ديمقراطي في هذه البلاد".
ويذكر أن تصريحات ليفني حول يهودية دولة إسرائيل، ومطالبة السلطة الفلسطينية الاعتراف بها، قبيل حضور مؤتمر انابوليس، أثارت غضبا كبيرة وسط اكثر من مليون عربي فلسطيني، يعيشون في إسرائيل، وبدأت قياداتهم حملة ضد هذه المسالة.
ووجهوا نداءً إلى السلطة الفلسطينية، بألا تجعل موضوع العرب في إسرائيل ضمن المفاوضات التي ستجريها مع إسرائيل.
واعتبر الدكتور عزمي بشارة، عضو الكنيست السابق الموجود خارج البلاد او في "المنفى المؤقت" حسب تعبيره، ان اشتراط إسرائيل الاعتراف بيهودية الدولة، يعني إلزام العرب بالإقرار بالايديولوجية الصهيونية، والتنكر للتاريخ الفلسطيني.
وعقدت التجمع الوطني الديمقراطي الذي أسسه بشارة، مؤتمرا في مدينة شفاعمرو، تحت شعار "نعم لدولة المواطنين ولا ليهودية الدولة"، شارك فيه ممثلون عن الحركات السياسية العربية داخل إسرائيل.
ولم تقتصر الانتقادات لليفني، على قيادات الحركة الوطنية الفلسطينية داخل إسرائيل، ولكن أيضا لزميلها في الحكومة الوزير عن حزب العمل غالب مجادلة، الذي قال بأنه طلب توضيحًا من ليفني حول تصريحاتها، معبرًا عن استنكاره لتلك التصريحات.
وتشغل ليفني، إضافة إلى وزارة الخارجية الإسرائيلية، منصب نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي، وهي إحدى القيادات القوية في حزب كاديما المرشحة لخلافة اولمرت، وتتولى أيضًا ملف التفاوض مع الفلسطينيين، وترأست الوفد الإسرائيلي الذي أجرى مباحثات مع الوفد الفلسطيني الذي ترأسه احمد قريع (أبو العلاء) للوصول إلى وثيقة مشتركة قبل المؤتمر.
وتربت ليفني في بيت صهيوني متطرف، وكان والدها أحد زعماء العصابات الصهيونية قبل تأسيس إسرائيل، ولديها شقيق من زعماء الحركة الاستيطانية ويسكن في إحدى المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية. وعملت ليفني في جهاز الموساد، خصوصًا في قسم العمليات الخارجية، قبل ان تنخرط في صفوف حزب الليكود، ومن ثم حزب كاديما الذي اسسه ارئيل شارون.
طالب فلسطيني يرفض خدمة وزيرة الخارجية الإسرائيلية
أسامة العيسة من القدس: وزيرة الخارجية الإسرائيلية تيسبي ليفني، التي حظيت في شهر رمضان الماضي، بحضور كبار المسؤولين العرب على المائدة الرمضانية التي أقامتها، أدركت أخيرًا أن ليس كل العرب متشابهين، وأن منهم من يستطيع أن يقول لها لا، وهو ما فعلها طالب فلسطيني يعمل لإكمال دراسته الجامعية. وبسبب الطالب جبران عبد الفتاح، رئيس لجنة الطلاب العرب في جامعة تل أبيب، والناشط الشيوعي، عرفت ليفني أن ليس العرب كلهم أمثال الدكتور سلام فياض رئيس الوزراء الفلسطيني، والدكتور رياض المالكي وزير الإعلام في حكومته، وسفراء الدول العربية التي تقيم علاقات مع إسرائيل، الذين لبوا دعوة ليفني إلى إفطارها الرمضاني. والحكاية أن ليفني، ذهبت مطلع الأسبوع إلى مجمع تجاري معروف في مدينة تل أبيب يعرف باسم (سوبر فارم) لتتسوق قبل ذهابها إلى انابوليس، وهذا المول يعمل فيه الطالب عبد الفتاح، بشكل جزئي في قسم المحاسبة للمساعدة في اكمال تعليمه الجامعي.
وعندما انهت ليفني تسوقها وذهبت لتدفع حسابها، رفض عبد الفتاح ان يخدمها، وعندما سألته سبب ذلك قال لها إنه يفعل ذلك احتجاجًا على تصريحاتها التي ادلت بها في وقت سابق حول يهودية دولة اسرائيل، وقالت فيها بان الدولة الفلسطينية المنتظرة ستكون ايضا حلا لجميع الفلسطينيين بما فيهم الذي يحملون الجنسية الإسرائيلية.وبسبب موقفه هذا، أقدمت إدارة السوبر فارم، على وقف عبد الفتاح عن العمل، وفتح تحقيق معه في الموضوع لانه لم يخدم إحدى الزبونات.
وروى عبد الفتاح لصحيفة الاتحاد اليومية التي تصدر في حيفا، والناطقة باسم الحزب الشيوعي الإسرائيلي الذي ينتمي اليه ما حدث قائلاً "لم يحتمل ضميري أن اخدم تسيبي ليفني التي مست بي وبكل عربي في هذه البلاد فقط قبل بضعة ايام. هذا وطننا وهنا ولدنا وهنا سنموت ومن هي حتى تقترح علينا ان نقبل بأن نكون مواطنين من الدرجة الثانية في بلادنا".
واضاف "موقف ليفني خطر ويتماشى مع تفوهات ليبرمان وغيره من دعاة الترانسفير". وحول ما حدث قال عبد الفتاح "اتت ليفني الى موقعي في المحاسبة كي تدفع ثمن الأغراض التي اقتنتها فرفضت ان أقدّم لها الخدمة وعندما سألت لماذا ؟ قلت لها بسبب تصريحاتها العنصرية التي مست بي وبكل عربي في هذه البلاد".
وحول موقف إدارة السوبر فارم قال عبد الفتاح "قاموا بتعليق عملي على الفور لغاية الانتهاء من التحقيق. ما قمت به هو رد فعل طبيعي وإيقافي عن العمل لا مبرر له فهذا ليس مستشفى يقدم الخدمات الطبية فكان بإمكان الزبونة الانتقال إلى موقع محاسبة آخر".
وحظي جبران بتضامن واسع من قبل رفاقه في الحركة الطلابية والحزب الشيوعي، وعبر شرف حسان، رئيس الدائرة الطلابية في الحزب الشيوعي الإسرائيلي، عن اعتزازه بجبران عبد الفتاح معتبرًا موقفه مشرفًا ويندرج ضمن الاحتجاج الشرعي والطبيعي. وأضاف "جبران الذي تربى على قيم وطنية وإنسانية وعزة النفس والتضحية في بيته وعائلته وفي حزبه وجبهته أبى إلا أن يسجل موقفًا مشرفًا حتى في مكان عمله حتى لو كان الثمن فصله من العمل ورفض تشغيله مستقبلاً".
وحذر حسان "من أي خطوات انتقامية لأن المشكلة لا تكمن في تصرف جبران وانما في التصريحات والسياسة العنصرية التي لا تتوقف من قبل قادة إسرائيل على كافة مستوياتهم". معتبرًا أن "تصريحات ليفني الأخيرة تمس بكل عربي وبكل إنسان ديمقراطي في هذه البلاد".
ويذكر أن تصريحات ليفني حول يهودية دولة إسرائيل، ومطالبة السلطة الفلسطينية الاعتراف بها، قبيل حضور مؤتمر انابوليس، أثارت غضبا كبيرة وسط اكثر من مليون عربي فلسطيني، يعيشون في إسرائيل، وبدأت قياداتهم حملة ضد هذه المسالة.
ووجهوا نداءً إلى السلطة الفلسطينية، بألا تجعل موضوع العرب في إسرائيل ضمن المفاوضات التي ستجريها مع إسرائيل.
واعتبر الدكتور عزمي بشارة، عضو الكنيست السابق الموجود خارج البلاد او في "المنفى المؤقت" حسب تعبيره، ان اشتراط إسرائيل الاعتراف بيهودية الدولة، يعني إلزام العرب بالإقرار بالايديولوجية الصهيونية، والتنكر للتاريخ الفلسطيني.
وعقدت التجمع الوطني الديمقراطي الذي أسسه بشارة، مؤتمرا في مدينة شفاعمرو، تحت شعار "نعم لدولة المواطنين ولا ليهودية الدولة"، شارك فيه ممثلون عن الحركات السياسية العربية داخل إسرائيل.
ولم تقتصر الانتقادات لليفني، على قيادات الحركة الوطنية الفلسطينية داخل إسرائيل، ولكن أيضا لزميلها في الحكومة الوزير عن حزب العمل غالب مجادلة، الذي قال بأنه طلب توضيحًا من ليفني حول تصريحاتها، معبرًا عن استنكاره لتلك التصريحات.
وتشغل ليفني، إضافة إلى وزارة الخارجية الإسرائيلية، منصب نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي، وهي إحدى القيادات القوية في حزب كاديما المرشحة لخلافة اولمرت، وتتولى أيضًا ملف التفاوض مع الفلسطينيين، وترأست الوفد الإسرائيلي الذي أجرى مباحثات مع الوفد الفلسطيني الذي ترأسه احمد قريع (أبو العلاء) للوصول إلى وثيقة مشتركة قبل المؤتمر.
وتربت ليفني في بيت صهيوني متطرف، وكان والدها أحد زعماء العصابات الصهيونية قبل تأسيس إسرائيل، ولديها شقيق من زعماء الحركة الاستيطانية ويسكن في إحدى المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية. وعملت ليفني في جهاز الموساد، خصوصًا في قسم العمليات الخارجية، قبل ان تنخرط في صفوف حزب الليكود، ومن ثم حزب كاديما الذي اسسه ارئيل شارون.
تعليق