فى ذكرى استشهاد الشهيد عماد عقل ..ليلة 25 / 11 / 1993
سبعون رصاصة لا تكفي لموت عماد… لا يكفي قصف ولا جيش لموت عماد…
عماد هو الشعب الذي طردتموه من بلاده، وأقمتم له على قارعة كل طريق مجزرة، ووقفتم تشربون على آهات غربته الأنخاب.. ولكنه من عمق الموت عاد، يفجر الثورة ويهتف للقسام.. فهل قتلتم عماد؟
عماد هو الصوت الذي حشدتم لإسكاته كل جواسيسكم، وإجرامكم وإرهابكم وسجونكم، وتمنيتم في ذروة الفشل الذريع غرقه في البحر…
هو الطفل الذي كسرتم عظامه، وسرقتم ماء شربه، وسممتم طعامه، وأغلقتم مدرسته، ونسفتم بيته.. سجنتم أباه، نفيتم أخاه، سلبتم أرضه، اقتلعتم زيتونه، حرقتم برتقاله.. لكنه استمر في قتالكم.. يسعى لاقتلاعكم.. فهل قتلتم عماد؟
***
يا حبيب القلب يا أمير الفدائيين...
ليتني كنت قطعة من لحمك الذي بعثرته الشظايا
ليت كلي كان إصبعك الذي داس الزناد
هو صوتك الداوي سرى في كل واد
عندما عاد الصدى لكنه… رغم الشروق يلي الغروب
يلي الضحى ما عاد.
**
الفدائيون الآن يا عماد يصطفون على جانبي الحياة، وأنت تستعرض وحداتهم المختارة، تبادلهم تحية الانضباط.. ودفعة واحدة أيها القائد المسجى تستحيل صرحاً شامخاً، عيناك لا تغمضان، لا تعرفان الموت، فالفدائي لا يموت ولكن، يضحي بروحه وحسب.
***
وحدك يا أمير الفدائيين تعلو، ترحل إلى الشمس، تمضي إلى قسمات الوجوه، ترتسم على أسارير العائدين، تجمع في كفك المباركة خيوط البطولة والحماس والشهادة، تصنع نسيج الأمل العريض، تفرشه في الشوارع، في الحارات، في الساحات، وتحيك منه لكل فتى كوفيّة وعلماً وضمادة جرح.
لأنه النور ينساب على جبينك الوضاء يا حبيب القلوب والدروب والمخيمات والبحر والشجاعية، لأنك تغادر غزة متمثلاً قرص شمس لا يعرف الغروب، يسطع بالنور السرمدي متحدياً كل الأيادي الصغيرة التي لا تجيد سوى التوقيع، متألقاً بالعقل يا عماد وبالدم والبندقية، تعيد للملايين من جاكرتا إلى طنجة ذاكرتها، وتنتصب على طول الأفق يا سيد الفرسان بلا نياشين تلمع بالزيف على كتفيك، تعتلي منصة أترابك يا ابن الثالثة والعشرين، تصافح فاتح القسطنطينية، وتتصعد من قمم الهزيمة مارداً يأنف العار، يفرش ظله على البحر والنهر، يرتل الأنفال والنصر، يقبل الأيادي التي لا تجيد التلويح بشارات صارت أضحوكة، تلثم يد الياسين التي تصنع بثقة أجمل مستقبل.. يا عماد هي دمعة شوق نسفحها إليك وليست دمعة حزن نذرفها عليك فهذه الآفاق كلها كتائب، وفلسطين بحار من عطاء.
هي الخنادق وحدها الآن بلا عماد، بلا زئير لحظة الاشتباك، بلا بسمة حين يبدأ القصف ولا شمعة عند نصب الكمين.. يا أمير الفدائيين.. وحدك الآن تصعد والكل يهبون.. حين تتجلى أغنية على شفاه الفلسطينيات.. هتافاً في المظاهرات.. شظايا لكل القنابل.. زناداً لكل الطلقات.. عبيراً لكل الزهرات.. وحدك تعلو وهم يسقطون.
***
لمعت برقاً في سماء فلسطين حين غرقوا جميعاً في دخان خطيئتهم يرسمون معالم العار القادم، امتشقت سلاحك حين ارتجفت بأيديهم الصغيرة أقلام التوقيع، وعندما خرجت من أفواهم الأثمة عبارات الاعتراف ذهبت إلى أمك تقبل يدها مودعاً، أنا ماضٍ يا أماه.. سأضل أصفعهم، وحين يشربون دمي في ليلة الاستشهاد، سأغرس عظامي سكاكين في رقابهم..
لا رجوع اليوم.. لن أرتد حتى أمتزج بالرعد، أتحد مع الريح، أغدو دوياً حين تسكت الأشياء والأحياء، يتلعثم العقلاء.. وينحني كل شيء سوى الرشاش وتصبح الساحات بلا ضجيج، يخضع الجميع لقانون الصمت، ويبقى وحده يدوي صوت الشهيد.
يتبــــــــــــــــــــــــــــــــع
سبعون رصاصة لا تكفي لموت عماد… لا يكفي قصف ولا جيش لموت عماد…
عماد هو الشعب الذي طردتموه من بلاده، وأقمتم له على قارعة كل طريق مجزرة، ووقفتم تشربون على آهات غربته الأنخاب.. ولكنه من عمق الموت عاد، يفجر الثورة ويهتف للقسام.. فهل قتلتم عماد؟
عماد هو الصوت الذي حشدتم لإسكاته كل جواسيسكم، وإجرامكم وإرهابكم وسجونكم، وتمنيتم في ذروة الفشل الذريع غرقه في البحر…
هو الطفل الذي كسرتم عظامه، وسرقتم ماء شربه، وسممتم طعامه، وأغلقتم مدرسته، ونسفتم بيته.. سجنتم أباه، نفيتم أخاه، سلبتم أرضه، اقتلعتم زيتونه، حرقتم برتقاله.. لكنه استمر في قتالكم.. يسعى لاقتلاعكم.. فهل قتلتم عماد؟
***
يا حبيب القلب يا أمير الفدائيين...
ليتني كنت قطعة من لحمك الذي بعثرته الشظايا
ليت كلي كان إصبعك الذي داس الزناد
هو صوتك الداوي سرى في كل واد
عندما عاد الصدى لكنه… رغم الشروق يلي الغروب
يلي الضحى ما عاد.
**
الفدائيون الآن يا عماد يصطفون على جانبي الحياة، وأنت تستعرض وحداتهم المختارة، تبادلهم تحية الانضباط.. ودفعة واحدة أيها القائد المسجى تستحيل صرحاً شامخاً، عيناك لا تغمضان، لا تعرفان الموت، فالفدائي لا يموت ولكن، يضحي بروحه وحسب.
***
وحدك يا أمير الفدائيين تعلو، ترحل إلى الشمس، تمضي إلى قسمات الوجوه، ترتسم على أسارير العائدين، تجمع في كفك المباركة خيوط البطولة والحماس والشهادة، تصنع نسيج الأمل العريض، تفرشه في الشوارع، في الحارات، في الساحات، وتحيك منه لكل فتى كوفيّة وعلماً وضمادة جرح.
لأنه النور ينساب على جبينك الوضاء يا حبيب القلوب والدروب والمخيمات والبحر والشجاعية، لأنك تغادر غزة متمثلاً قرص شمس لا يعرف الغروب، يسطع بالنور السرمدي متحدياً كل الأيادي الصغيرة التي لا تجيد سوى التوقيع، متألقاً بالعقل يا عماد وبالدم والبندقية، تعيد للملايين من جاكرتا إلى طنجة ذاكرتها، وتنتصب على طول الأفق يا سيد الفرسان بلا نياشين تلمع بالزيف على كتفيك، تعتلي منصة أترابك يا ابن الثالثة والعشرين، تصافح فاتح القسطنطينية، وتتصعد من قمم الهزيمة مارداً يأنف العار، يفرش ظله على البحر والنهر، يرتل الأنفال والنصر، يقبل الأيادي التي لا تجيد التلويح بشارات صارت أضحوكة، تلثم يد الياسين التي تصنع بثقة أجمل مستقبل.. يا عماد هي دمعة شوق نسفحها إليك وليست دمعة حزن نذرفها عليك فهذه الآفاق كلها كتائب، وفلسطين بحار من عطاء.
هي الخنادق وحدها الآن بلا عماد، بلا زئير لحظة الاشتباك، بلا بسمة حين يبدأ القصف ولا شمعة عند نصب الكمين.. يا أمير الفدائيين.. وحدك الآن تصعد والكل يهبون.. حين تتجلى أغنية على شفاه الفلسطينيات.. هتافاً في المظاهرات.. شظايا لكل القنابل.. زناداً لكل الطلقات.. عبيراً لكل الزهرات.. وحدك تعلو وهم يسقطون.
***
لمعت برقاً في سماء فلسطين حين غرقوا جميعاً في دخان خطيئتهم يرسمون معالم العار القادم، امتشقت سلاحك حين ارتجفت بأيديهم الصغيرة أقلام التوقيع، وعندما خرجت من أفواهم الأثمة عبارات الاعتراف ذهبت إلى أمك تقبل يدها مودعاً، أنا ماضٍ يا أماه.. سأضل أصفعهم، وحين يشربون دمي في ليلة الاستشهاد، سأغرس عظامي سكاكين في رقابهم..
لا رجوع اليوم.. لن أرتد حتى أمتزج بالرعد، أتحد مع الريح، أغدو دوياً حين تسكت الأشياء والأحياء، يتلعثم العقلاء.. وينحني كل شيء سوى الرشاش وتصبح الساحات بلا ضجيج، يخضع الجميع لقانون الصمت، ويبقى وحده يدوي صوت الشهيد.
يتبــــــــــــــــــــــــــــــــع
تعليق