إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

عماد وذكرى الاستشهاد .. هو صوتك الداوي سرى في كل واد, ويبقى وحده يدوي صوت الشهيد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عماد وذكرى الاستشهاد .. هو صوتك الداوي سرى في كل واد, ويبقى وحده يدوي صوت الشهيد

    فى ذكرى استشهاد الشهيد عماد عقل ..ليلة 25 / 11 / 1993


    سبعون رصاصة لا تكفي لموت عماد… لا يكفي قصف ولا جيش لموت عماد…

    عماد هو الشعب الذي طردتموه من بلاده، وأقمتم له على قارعة كل طريق مجزرة، ووقفتم تشربون على آهات غربته الأنخاب.. ولكنه من عمق الموت عاد، يفجر الثورة ويهتف للقسام.. فهل قتلتم عماد؟

    عماد هو الصوت الذي حشدتم لإسكاته كل جواسيسكم، وإجرامكم وإرهابكم وسجونكم، وتمنيتم في ذروة الفشل الذريع غرقه في البحر…

    هو الطفل الذي كسرتم عظامه، وسرقتم ماء شربه، وسممتم طعامه، وأغلقتم مدرسته، ونسفتم بيته.. سجنتم أباه، نفيتم أخاه، سلبتم أرضه، اقتلعتم زيتونه، حرقتم برتقاله.. لكنه استمر في قتالكم.. يسعى لاقتلاعكم.. فهل قتلتم عماد؟

    ***
    يا حبيب القلب يا أمير الفدائيين...

    ليتني كنت قطعة من لحمك الذي بعثرته الشظايا

    ليت كلي كان إصبعك الذي داس الزناد

    هو صوتك الداوي سرى في كل واد

    عندما عاد الصدى لكنه… رغم الشروق يلي الغروب

    يلي الضحى ما عاد.

    **
    الفدائيون الآن يا عماد يصطفون على جانبي الحياة، وأنت تستعرض وحداتهم المختارة، تبادلهم تحية الانضباط.. ودفعة واحدة أيها القائد المسجى تستحيل صرحاً شامخاً، عيناك لا تغمضان، لا تعرفان الموت، فالفدائي لا يموت ولكن، يضحي بروحه وحسب.

    ***
    وحدك يا أمير الفدائيين تعلو، ترحل إلى الشمس، تمضي إلى قسمات الوجوه، ترتسم على أسارير العائدين، تجمع في كفك المباركة خيوط البطولة والحماس والشهادة، تصنع نسيج الأمل العريض، تفرشه في الشوارع، في الحارات، في الساحات، وتحيك منه لكل فتى كوفيّة وعلماً وضمادة جرح.



    لأنه النور ينساب على جبينك الوضاء يا حبيب القلوب والدروب والمخيمات والبحر والشجاعية، لأنك تغادر غزة متمثلاً قرص شمس لا يعرف الغروب، يسطع بالنور السرمدي متحدياً كل الأيادي الصغيرة التي لا تجيد سوى التوقيع، متألقاً بالعقل يا عماد وبالدم والبندقية، تعيد للملايين من جاكرتا إلى طنجة ذاكرتها، وتنتصب على طول الأفق يا سيد الفرسان بلا نياشين تلمع بالزيف على كتفيك، تعتلي منصة أترابك يا ابن الثالثة والعشرين، تصافح فاتح القسطنطينية، وتتصعد من قمم الهزيمة مارداً يأنف العار، يفرش ظله على البحر والنهر، يرتل الأنفال والنصر، يقبل الأيادي التي لا تجيد التلويح بشارات صارت أضحوكة، تلثم يد الياسين التي تصنع بثقة أجمل مستقبل.. يا عماد هي دمعة شوق نسفحها إليك وليست دمعة حزن نذرفها عليك فهذه الآفاق كلها كتائب، وفلسطين بحار من عطاء.

    هي الخنادق وحدها الآن بلا عماد، بلا زئير لحظة الاشتباك، بلا بسمة حين يبدأ القصف ولا شمعة عند نصب الكمين.. يا أمير الفدائيين.. وحدك الآن تصعد والكل يهبون.. حين تتجلى أغنية على شفاه الفلسطينيات.. هتافاً في المظاهرات.. شظايا لكل القنابل.. زناداً لكل الطلقات.. عبيراً لكل الزهرات.. وحدك تعلو وهم يسقطون.

    ***
    لمعت برقاً في سماء فلسطين حين غرقوا جميعاً في دخان خطيئتهم يرسمون معالم العار القادم، امتشقت سلاحك حين ارتجفت بأيديهم الصغيرة أقلام التوقيع، وعندما خرجت من أفواهم الأثمة عبارات الاعتراف ذهبت إلى أمك تقبل يدها مودعاً، أنا ماضٍ يا أماه.. سأضل أصفعهم، وحين يشربون دمي في ليلة الاستشهاد، سأغرس عظامي سكاكين في رقابهم..

    لا رجوع اليوم.. لن أرتد حتى أمتزج بالرعد، أتحد مع الريح، أغدو دوياً حين تسكت الأشياء والأحياء، يتلعثم العقلاء.. وينحني كل شيء سوى الرشاش وتصبح الساحات بلا ضجيج، يخضع الجميع لقانون الصمت، ويبقى وحده يدوي صوت الشهيد.

    يتبــــــــــــــــــــــــــــــــع

    ان ينصركم الله فلا غالب لكم

  • #2
    رحمك الله يابطل العمليات الاستشهادية


    قال تعالى " فليقاتل في سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة ومن يقاتل في سبيل الله فيقتل أو يغلب فسوف نؤتيه أجرا عظيما "

    تعليق


    • #3
      الميلاد والنشأة




      يستطيع الجيل الذي عاش في السنوات الممتدة في صيف عام 1967 وحتى شتاء عام 1971 في قطاع غزة أن يستعيد بذاكرته عشرات القصص والحكايات المتفرقة التي تروي شفوياً معارك البطولة والعمليات الجريئة لمقاتلي قوات التحرير الشعبية إلى جانب الخلايا الفدائية التي كان يقودها الشهيد محمد محمود الأسود الذي اشتهر باسم جيفارا غزة. ولكن الوضع بدأ يميل لصالح جيش الاحتلال في الربع الأخير من عام 1971، إثر الإجراءات التي وضعها أرئيل شارون أساساً لإدارة معركته ضد هذه الخلايا، وأخذت كفة الميزان ترجح عندئذ لمصلحة الفرقة الخاصة من المظليين التي أنشأتها قيادة المنطقة الجنوبية لتحطيم شوكة هؤلاء الفدائيين في الصراع الدائر للسيطرة على "جحر الثعابين" كما كانوا يسمون القطاع في الصحافة الإسرائيلية.



      في هذا الجو الاحتفالي الذي لا يخلو من الطابع الدراماتيكي بالنسبة لأركان الجيش الإسرائيلي ووزارة الدفاع التي كان يتولاها الجنرال موشيه دايان، وفيما كانت المؤسسة العسكرية الصهيونية تستعد لإسدال الستار فيما بعد على هذا الفصل الدموي الأول في سلسلة الحروب المتعاقبة بين الشعب الفلسطيني وسلطات الاحتلال في قطاع غزة، كانت عائلة فلسطينية فقيرة هاجرت عام 1948 من قرية برير القريبة من المجدل، بعد أن سقطت في أيدي العصابات الصهيونية واستقرت في مخيم جباليا الذي أقامته الأمم المتحدة لإيواء اللاجئين الفلسطينيين شرقي مدينة غزة تحتفل بطريقتها الخاصة بميلاد البطل الذي سيحمل راية الجهاد خفاقة ضد اليهود ليس في جباليا فحسب وإنما في مختلف أرجاء فلسطين المحتلة. ففي التاسع عشر من يونيو (حزيران) من عام 1971 وهو من الأيام التي يتباهى بها شعبنا، يطل عماد حسن إبراهيم عقل إلى الدنيا، وكأن الوالد الذي يعمل مؤذناً لمسجد الشهداء في مخيم جباليا قد اختار لابنه الذي جاء ثالثاً بين الذكور هذا الاسم (عماد) تيمناً بالقائد المسلم عماد الدين زنكي الذي قارع الصليبيين الذين احتلوا أرض فلسطين وأجزاء أخرى من بلاد الشام وأبلى بلاءً حسناً إلى أن استشهد وحمل اللواء من بعده القائدان المسلمان: نور الدين زنكي وصلاح الدين الأيوبي.



      نشأ عماد وتربى على طاعة الله في هذا البيت المتدين الفخور بإسلامه وعقيدته، وبدا واضحاً منذ نعومة أظفاره تمتعه بالذكاء والعبقرية، ولهذا صمم والداه على مواصلة مسيرته التعليمية التي بدأت بالتحاقه في إحدى المدارس الابتدائية في المخيم فأنهى هذه المرحلة وحصل على ترتيب بين الخمسة الأوائل بين أقرانه ثم انتقل إلى المدرسة الإعدادية وبرز تفوقه هناك أيضاً بحصوله على مرتبة متقدمة بين الأوائل في هذه المرحلة. أما في المرحلة الثانوية، فقد شهدت مدرسة الفالوجة في بيت حانون للشهيد البطل تفوقه لدرجة أنه جعل من مادة التربية الإسلامية والدين همه الأول الذي يتخصص به إلى جانب علم الجغرافيا الذي أتقنه. فقد كان يعرف كل صغيرة وكبيرة عن عواصم دول العالم ورؤسائها والطبيعة الجغرافية الموجودة في تلك الدول حتى أن شقيقه عادل الذي أبعد ضمن المجموعة التي أبعدتها حكومة إسحاق رابين في السابع عشر من كانون أول (ديسمبر) من عام 1992 إلى مرج الزهور، يروي عن عماد في هذا المجال بأنه –أي عماد- كان يساعد مدرس الجغرافيا في شرح هذه المادة.



      وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على المستوى العلمي المتقدم الذي وصل إليه الشهيد في مادة الجغرافيا على وجه التحديد. وكما كان متوقعاً، أحرز الشهيد عماد الترتيب الأول على مستوى المدرسة وبيت حانون والمخيم في شهادة الثانوية العامة (التوجيهي)، ليزداد مع هذا التفوق إصراراً على مواصلة مسيرته التعليمية وتحقيق طموحه العلمي الذي كان يحلم به.



      فتقدم بأوراقه وشهاداته العلمية إلى معهد الأمل في مدينة غزة لدراسة الصيدلة، إلا إن أتم إجراءات التسجيل ودفع الرسوم المقررة حتى وجد جنود الاحتلال يقفون له بالمرصاد ليودع السجل في 23 من أيلول (سبتمبر) من عام 1988 ويقدم إلى المحاكمة بتهمة الانتماء لحركة (حماس) والمشاركة في فعاليات الانتفاضة المباركة. وخرج الشهيد القائد من مدرسة يوسف عليه السلام أصلب عوداً وأكثر إصراراً على مواجهة الاحتلال وتحدي جلاديه. فهو يحب الجهاد وقتال اليهود وزاده السجن حباً لذلك.



      وفي نفس الوقت واكب حب الشهيد للجهاد وقتال اليهود حب من نوع آخر وهو حب التفقه في الدين والعلوم الشرعية والتسلح بهذا العلم إلى جانب البندقية لما له من أثر بالغ في نفس المجاهد عند ملاقاة الأعداء. فأرسل شهاداته العلمية إلى شقيقه الأكبر الشيخ عبد الفتاح الذي يعمل إماماً لأحد المساجد في مدينة عمان طالباً منه المساعدة بتسجيله في برنامج الشريعة الإسلامية الذي تقدمه المعاهد وكليات المجتمع ابتداءً من الفصل الأول للعام الدراسي 1991-1992. ولكن سلطات الاحتلال التي تعرف عماد وما قدمه من أعمال بطولية خلال مشاركته في فعاليات الانتفاضة، منعت الشهيد كغيره من الأبطال من مغادرة قطاع غزة على الرغم من حصوله على قبول للالتحاق في برنامج السنة الأولى المقرر في تخصص الشريعة الإسلامية كما هو موضح في الصورة المرفقة.

      ينبــــــــــــــــــــــــــــــــــــع

      ان ينصركم الله فلا غالب لكم

      تعليق

      يعمل...
      X