إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الانْبِطَاح الجَمَاعِيّ..!!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الانْبِطَاح الجَمَاعِيّ..!!

    الانْبِطَاح الجَمَاعِيّ..!!

    صهيب عسقلاني

    (فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة، فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين) المائدة "52".

    لَوَّحَ لهُم "بوش" قائلاً هلمّوا إليَّ بني علمان.. فقالوا: لبيك وسعديك! وما لنا أن لا نلبي وقد دعانا وليُّ نعمتنا، فنحن ربائب في بيتِ عزَّته! فلنُهرولنّ إليك سيّدنا "بوش"، ولتخسأ كل الأهداف والثوابت الوطنية "الرجعية"، فهل سنضيع فرصة العمر ونخالف..؟! إذاً هي مصيبة الدهر.. فلسوف تقطع علينا الأموال، ولسوف نشتاق للحفاوة والتقبيل، ولسوف نجوّع ونحارب في أقوات بطوننا ودواء مرضانا كأهل غزة! فهيا بنا يا قوم.. ينبغي أن نكون أكثر ميكافيليةً و براغماتيةً وأكثر تناغماً مع الواقع الذي فرضته أمريكا على العالم، ويجب أن نكون جنوداً طوعاً -كي نحافظ على رطوبة كراسيّنا!!- ضمن منظومة " الشرق الأوسط الجديد"، ومن أراد أن يتشرف معنا فحيعلا!! ومن أراد أن لا يشارك فالويل الويل !!

    وعلى قاعدةٍ مزعومةٍ أسمَوها "إجماع" هرولوا إلى "الاجتماع" الرومانسي الذي سنستشرف فيه قبلاتٍ كثيرةٍ من وإلى أولمرت الذي ربما سيشغل نفسه بتوزيع الابتسامات والقبلات و يعولمها أيضاً كي لا يتهم عباس وحده بالابتذال! فالعهر هنا جماعي، ولا حرج في دين الديمقراطية! هكذا يفكر العرب، وهذه هي الآلية الخرقاء لحل مشاكلهم دائماً.. لقاءات بروتوكولية باسمة تنتهي بوجبة عشاء دسمة تثقل الكهول والعقول، تتوّج بصور ضاحكة لمجموع المجتمعين مع من قال لهم: "أنا ربُّكم الأعلى"... "وما أريكم إلاَّ ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد"...!

    أصبح "البيت الأبيض" قبلة العاشقين، وملاذ الضعفاء من العالمين، فروّاده أبطال السلام المرضيين، ومن دخله كان آمناً من الفقر والجوع والحرب، وستعُطى إليه أعطيات الذهب الأبيض والأحمر والأصفر، والعداء لمن عدا المعنيين، حتى ولو كانت شعوب بأكملها ولو كانوا منتخبين ديمقراطيين، فأُسُّ ديمقراطية الغراب الأمريكي هو التبعية المطلقة.. فهلا وعيتم يا عُرب يا مسلمون!!

    إنها الوسيلة المنحرفة العجيبة التي يتبناها النظام الرسمي العربي في التعاطي مع مشكلات الأمة التي تغص في حلوق الحكام فيشربون خمراً أمريكياً لتساغ لهم هذه المشكلات المعضلات بهدف ابتلاعها وهضمها "عجرةً" ، ولتمت الشعوب ثمناً لرضى المنتج الرسمي للمشروبات الروحية!! و الكارثة الأكثر فجاجةً أن الأمر لم يقف عند ابتلاع المشكلات العربية "المتبلمرة"، بل جلبوا لهم مشكلةً عصيّةً ليست من اختصاصهم ولا هم أهل لحلها ليحاولوا هضمها بويسكي أمريكي صهيوني روحي من النوع القوي في حفلة دعارةٍ سياسيةٍ يسكر فيها الجمع في فجعةٍ مثيرةٍ للقرف و الغذيان، فاللهم عافنا...!!

    ورغم وجود الماء الزلال لحل الغصص في حلوق الحمقى، إلا أنه غير مرغوب لارتباطه بالسلاسة والنظافة والعفة والطهارة والثبات والنماء والانتشار! فالأرض العربية المليئة بالثروات الثقافية والسياسية لا تكفي لحل مشكلاتها بل لا بد من البحث في الصحاري والقفار في بلاد ما خلف البحار عن حلول زاهية خضراء..!! أمر لا يثير العجب بل هو أمر طبيعي في عالم عولمة الغباء ...!!

    في هذا العالم المحكوم بمبدأ القطب الأوحد القائم-عنوةً- على أحادية الرؤية والتي أعلنها بوش مراراً وتكراراً بالفعل قبل القول أنه من ليس معنا فهو ضدنا، ولعنات صواريخنا ستطاله وسنحرمه من شحنات الدعم السياسي والمادي والمعنوي، وسنحرك أيادينا في بلده لتعيث فيه فساداً وإفساداً وقتلاً وتقتيلاً... ضاعت في هذا العالم الضوابط السياسية والخطوط الحمراء، وانطمرت المعاني الإنسانية والأخلاقية عند "المجرمين والأذناب" فصارت ربطات أعناقهم معقودة على تعاويذ شيطانية إن لم تتبع من قبل المربوط فستخنقه! إلا من استعاذ بالله من الشياطين وتبرأ منهم! وكيف للسكارى أن يلوذوا بجناب الدّين فهم مصرون على أن يبقوا في سكرتهم يعمهون و"مشخصين على سنجة عشرة" على قول سيد سيدي..!! ولو كانوا عراة الرأس والقدم.. وما بينهما!!

    لم تحرك زعماء العرب أنّات الجرحى والمرضى في قطاع غزة الذين يفتقدون الدواء ويئنّون تحت ويلات الحصار ويستصرخونهم صباح مساء، ولم تحركهم أوجاع الشعب الذي يُقتّل يومياً بصورايخ الدولة المستضيفة، ولم تحركهم استباحات الصهاينة النجسة المتكررة لباحات الأقصى المبارك، ولم تحركهم أنات أكثر من 11.000 معتقل في السجون الصهيونية، ولم يستثيرهم أن حرائر المسلمين خلف قضبان المجرمين يعذبن سوء العذاب، كل هذه الفظائع وغيرها لم تحرك هذه "الأصنام" سهلة القِيَادْ! بل حركتهم وانتفضتهم دعوة إبليس للحضور إلى أنابوليس، بلا جدول أعمال وبدون أي أفق لحل أي مسألة فرعية من قضية فلسطين الكاملة التي لا تقبل التجزئة رغم تشدق المفاوضين بالحلول الجزئية المتدرجة التي تدرجت نحو الصفر!! والضريبة الكبرى التي هي مناط الاجتماع وهدفه "التطبيع العربي الجماعي" مع "دولة المسخ" بهدف تصفية القضية الفلسطينية ظاهرياً تمهيداً لتصفيتها عملياً عبر تنصيب انتداب جديد على الأراضي الفلسطينية يكون هذه المرة انتداب احتلالي باسمٍ عربيٍّ فلسطيني، وبإضفاء شرعيةٍ عربيةٍ رسميّةٍ على إجرام إسرائيل ضد المقاومة الفلسطينية ووصفها بالإرهاب، وهذا الانبطاح الجماعي سيكون ممراً –بالطبع- لدبابات الاحتلال الأمريكي إلى أي دولة عربية تحتضن قيادة المقاومة الفلسطينية وتدعمها، كل هذا سيحصل بعلم أو بغير علم السكارى المتدثرين بشعارات القومية العربية...! فهل بقيت بقيّة من نخوة عربية في صدور أنظمة الحكم العربنجية، وهل بقي لعقيدة القومية الكافرة بكل حل إسلامي مقاوم لمشاريع الأمركة والأسرلة أيّ قيمة وطنية أو أخلاقية أو حتى قومية تذكر؟! وهل هناك أسفل أو أخس أو أقبح من اسم "خيانة عظمى" لكل حلول السلام الهزيلة التصفوية؟!

    إنه السقوط المدوي، وهي القاضية على كل الوكلاء والمنتدبين، تماماً كما أدهش منظر برج جميل الناظرين ببراعة بناءه، وجمال الشعارات البراقة على حيطانه وأعمدته، فسقط هاوياً بعد حين في لحظة واحدة بعلبة "ديناميت"...! كذلك سيكون هذا المؤتمر كاشفاً فاضحاً لكل أبراج الورق! وفيصلاً واضحاً بين معسكر العمالة لأمريكا ومعسكر مقاومة مشاريعها، ولن يكون المؤتمر كما يحلم الذاهبون بملابسهم -على الأكثر- إليه مقدمةً لأي حل سلمي، بل سيكون شرارة جديدة لاشتعال المقاومة ضد المحتل وأعوانه، وستكون الأمة العربية على مرمى حجر من خلع رؤوس الطواغيت وتحكيم الحكم الإسلامي الذي لم يسمح له أن يجرب وسيفرض بإرادة الشعوب ولو بعد حين، وسيشكل انعقاد المؤتمر جبهةً جديدة في مواجهة العدو الأمريكي والصهيوني، وسيمثل تعاطفاً عربياً وإسلامياً شعبياً مع قضية فلسطين على عكس إرادة الإدارة الأمريكية، فلقد فتح المؤتمر أنظار المسلمين على القضية من جديد، ورب ضارة نافعة... وسينقلب السحر على الساحر، وستفضي جبال خريف المحن الكأداء و زوابع شتاء التمحيص والتنظيف إلى انبلاج ربيع المقاومة الزاهر... فإلى اللقاء..

  • #2
    حسبي الله ونعم الوكيل ...
    قال الفاروق عمر رضي الله عنه وأرضاه( نحن قوم أعزنا الله بالاسلام فاذا ابتغينا غيره أذلنا الله )
    اشتاقت الأرض لضم الأجساد ، وزادت غربة المؤمنين في البلاد ، وظهر الفساد وكأن مسيلمة وعهد الردة قد عاد

    ولكن يبقى للحق صولة والباطل سيباد ، لا كما نريد ولكن كما الله عز وجل أراد.

    تعليق

    يعمل...
    X