أمهات إسرائيليات: لن نرسل أبناءنا ليحاربوا في غزة!
لن أرسل أبنائي ليحاربوا في غزة، فليرسل قادة إسرائيل أولادهم الذين يعيشون في الخارج للقيام بهذه المهمة"، هذه الصيحة تعالت مؤخرًا بين الآباء الإسرائيليين الذين قارب أبناؤهم سن الالتحاق بالجيش، وكان آخر الذين صرحوا بهذه الكلمات، الكاتبة "يائيل ميشالي"، في مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية.
ولمَّا كانت إسرائيل ترتكز كليَّة على القوة العسكرية، وتعتمد باستماتة على جيشها، فقد اعتبر البعض هذه الصيحات "بداية النهاية لإسرائيل"، بل ووصم آخرون من ينادي بذلك بالخيانة العظمى لإسرائيل قائلين: "من يقول بذلك لا يستحق أن ينتسب لإسرائيل".
لكن"ميشالي"، التي يستعد ولداها للالتحاق بالجيش الصيف القادم، لم تعر ذلك انتباهًا، وكتبت هذا المقال الذي قالت فيه: "رغم اقتراب اجتماع أنابوليس، أصبحنا نشم رائحة الحرب، وأضحى الجميع يتحدثون بشأنها، في كل مكان، وطوال الوقت".
الطريق إلى الجحيم
ويتضح مدى الهلع الذي يحمله الآباء الإسرائيليون بين جوانحهم، في كلمات "ميشالي": "لقد خيمت ظلال "غزة"على الإسرائيليين، فأصبحوا لا يتحدثون إلا عن سيطرة حماس على غزة، وكمّ الأسلحة التي يستطيعون إدخالها للقطاع. وأصبحنا نسمع عن قصص من الجنود الإسرائيليين الذين خدموا هناك، وسمعوا بآذانهم تصريحات "إسماعيل هنية" حول "مقابر الغزاة" التي تنتظر جيش إسرائيل". مضيفة أنها "مسألة وقت حتى يأتي الجيش الإسرائيلي ليأخذ ابنيّ ويضعهما في شاحنة متوجهة للجحيم"، في إشارة لقطاع غزة.
وتردف الكاتبة الإسرائيلية قائلة: "لكن وحتى يحين وقت حدوث ذلك، وبينما الفرصة مازالت سانحة للتفكير في البدائل، أجدها فرصة لأقف وأقول بكل ثقة: "لن يحدث ذلك، لن تأخذوا ولديّ من أجل حربكم في غزة. إذا أعاد كل القادة (بمن فيهم رئيس الوزراء، والوزراء، ونواب الكنيست، وقادة الدولة، وجنرالات الجيش) أبناءهم من حيث يعيشون بسلام خارج إسرائيل، فإنهم في تلك الحالة يستطيعون استخدامهم للمشاركة في تلك الحرب".
وتشير "ميشالي" إلى أن الإسرائيليين يوقنون بأن حماس ستقرر متى سيكون الوقت المناسب لها لتدعونا إلى "فخ غزة". ستعزز من قدرتها الصاروخية، وستعمل على زيادة مدى صواريخ القسام، وإضافة صواريخ الكاتيوشا، ومن يدري ما الذي تستطيع حماس فعله غير ذلك؟، وحينها ستتعالى الصرخات في كل الجنبات، ولن تملك إلا أن تهز كتفيك وتقول: لقد اكتفينا، وليس أمامنا خيار آخر".
ولأن ميشالي سلطت الضوء على الرعب الذي يعيشه الإسرائيليون، انتقد الكثيرون مقالها لكونه "يجعل الأعداء أكثر جرأة على إسرائيل"، بل وصفوها شخصيًا بالمرأة التي "سيدمر أمثالها إسرائيل".
أين أبناء النخبة في إسرائيل؟!
وتؤكد أنها رغم علمها بالوضع الداخلي لإسرائيل، إلا أنها لن ترسل ابنيها للجيش، فتقول:"أعلم أن الوضع في "سديروت" أضحى لا يحتمل، وأن الحياة في المستوطنات المتاخمة لغزة لا تطاق، وأن جنود الجيش الإسرائيلي لا يملكون اختيار مهامهم، ورغم ذلك كله لن أسلمكم ابنيّ لتلقوهما في سعير حرب تعلمون - كما أعلم - أننا لا يمكننا الانتصار فيها. نعم للديمقراطية ثمن، لكن لن يكون هذا الثمن - بحال من الأحوال - أن أعطيكم ولديّ.
إنه العجز الحكومي الذي ترى "ميشالي" أنه السبب في هذه الأزمة بالداخل الإسرائيلي، حيث تقول: "لن أجعل ابنيّ يدفعان ثمن عجزكم، فلو كنتم قد أعددتم بدائل مناسبة لحرب الشوارع في غزة، أعتقد أنه لن تكون هناك حاجة لابنيّ، ولن تضعوا أنفسكم في قفص الاتهام، حين يقف البعض ويوجه إليكم تهمة إرسال ولده لحتفه، بسبب عجزكم عن التفكير في حلول أفضل".
ويؤيد الكثيرون داخل إسرائيل هذا الطرح، حيث يرون أن النخبة داخل إسرائيل يعيشون في ما وصف بـ"الأبراج العاجية، البعيدة عن الواقع".
وفي لهجة صارمة تختتم "ميشالي" مقالها بقولها: "هناك خيار، ربما أكثر من واحد، ومهمتكم أن تجدوه. بحلول الصيف القادم سيُطلب كلا ولديّ للالتحاق بالجيش، لكنكم لن تتمكنوا من إقحامهما في حرب بلا خيارات".
ويبقى تساؤل لأحد الذين علقوا على المقال في "يديعوت"، مفاده: "لقد سُلطت الأضواء على معاناة "سديروت"، لكن هل التفت أحد إلى قطاع غزة الذي حولته إسرائيل إلى ("جيتو")؟"، وأردف قائلاً: "يومًا ما سيدفع قادة إسرائيل ثمن جرائمهم ضد الشعب الفلسطيني".
____________________________
لن أرسل أبنائي ليحاربوا في غزة، فليرسل قادة إسرائيل أولادهم الذين يعيشون في الخارج للقيام بهذه المهمة"، هذه الصيحة تعالت مؤخرًا بين الآباء الإسرائيليين الذين قارب أبناؤهم سن الالتحاق بالجيش، وكان آخر الذين صرحوا بهذه الكلمات، الكاتبة "يائيل ميشالي"، في مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية.
ولمَّا كانت إسرائيل ترتكز كليَّة على القوة العسكرية، وتعتمد باستماتة على جيشها، فقد اعتبر البعض هذه الصيحات "بداية النهاية لإسرائيل"، بل ووصم آخرون من ينادي بذلك بالخيانة العظمى لإسرائيل قائلين: "من يقول بذلك لا يستحق أن ينتسب لإسرائيل".
لكن"ميشالي"، التي يستعد ولداها للالتحاق بالجيش الصيف القادم، لم تعر ذلك انتباهًا، وكتبت هذا المقال الذي قالت فيه: "رغم اقتراب اجتماع أنابوليس، أصبحنا نشم رائحة الحرب، وأضحى الجميع يتحدثون بشأنها، في كل مكان، وطوال الوقت".
الطريق إلى الجحيم
ويتضح مدى الهلع الذي يحمله الآباء الإسرائيليون بين جوانحهم، في كلمات "ميشالي": "لقد خيمت ظلال "غزة"على الإسرائيليين، فأصبحوا لا يتحدثون إلا عن سيطرة حماس على غزة، وكمّ الأسلحة التي يستطيعون إدخالها للقطاع. وأصبحنا نسمع عن قصص من الجنود الإسرائيليين الذين خدموا هناك، وسمعوا بآذانهم تصريحات "إسماعيل هنية" حول "مقابر الغزاة" التي تنتظر جيش إسرائيل". مضيفة أنها "مسألة وقت حتى يأتي الجيش الإسرائيلي ليأخذ ابنيّ ويضعهما في شاحنة متوجهة للجحيم"، في إشارة لقطاع غزة.
وتردف الكاتبة الإسرائيلية قائلة: "لكن وحتى يحين وقت حدوث ذلك، وبينما الفرصة مازالت سانحة للتفكير في البدائل، أجدها فرصة لأقف وأقول بكل ثقة: "لن يحدث ذلك، لن تأخذوا ولديّ من أجل حربكم في غزة. إذا أعاد كل القادة (بمن فيهم رئيس الوزراء، والوزراء، ونواب الكنيست، وقادة الدولة، وجنرالات الجيش) أبناءهم من حيث يعيشون بسلام خارج إسرائيل، فإنهم في تلك الحالة يستطيعون استخدامهم للمشاركة في تلك الحرب".
وتشير "ميشالي" إلى أن الإسرائيليين يوقنون بأن حماس ستقرر متى سيكون الوقت المناسب لها لتدعونا إلى "فخ غزة". ستعزز من قدرتها الصاروخية، وستعمل على زيادة مدى صواريخ القسام، وإضافة صواريخ الكاتيوشا، ومن يدري ما الذي تستطيع حماس فعله غير ذلك؟، وحينها ستتعالى الصرخات في كل الجنبات، ولن تملك إلا أن تهز كتفيك وتقول: لقد اكتفينا، وليس أمامنا خيار آخر".
ولأن ميشالي سلطت الضوء على الرعب الذي يعيشه الإسرائيليون، انتقد الكثيرون مقالها لكونه "يجعل الأعداء أكثر جرأة على إسرائيل"، بل وصفوها شخصيًا بالمرأة التي "سيدمر أمثالها إسرائيل".
أين أبناء النخبة في إسرائيل؟!
وتؤكد أنها رغم علمها بالوضع الداخلي لإسرائيل، إلا أنها لن ترسل ابنيها للجيش، فتقول:"أعلم أن الوضع في "سديروت" أضحى لا يحتمل، وأن الحياة في المستوطنات المتاخمة لغزة لا تطاق، وأن جنود الجيش الإسرائيلي لا يملكون اختيار مهامهم، ورغم ذلك كله لن أسلمكم ابنيّ لتلقوهما في سعير حرب تعلمون - كما أعلم - أننا لا يمكننا الانتصار فيها. نعم للديمقراطية ثمن، لكن لن يكون هذا الثمن - بحال من الأحوال - أن أعطيكم ولديّ.
إنه العجز الحكومي الذي ترى "ميشالي" أنه السبب في هذه الأزمة بالداخل الإسرائيلي، حيث تقول: "لن أجعل ابنيّ يدفعان ثمن عجزكم، فلو كنتم قد أعددتم بدائل مناسبة لحرب الشوارع في غزة، أعتقد أنه لن تكون هناك حاجة لابنيّ، ولن تضعوا أنفسكم في قفص الاتهام، حين يقف البعض ويوجه إليكم تهمة إرسال ولده لحتفه، بسبب عجزكم عن التفكير في حلول أفضل".
ويؤيد الكثيرون داخل إسرائيل هذا الطرح، حيث يرون أن النخبة داخل إسرائيل يعيشون في ما وصف بـ"الأبراج العاجية، البعيدة عن الواقع".
وفي لهجة صارمة تختتم "ميشالي" مقالها بقولها: "هناك خيار، ربما أكثر من واحد، ومهمتكم أن تجدوه. بحلول الصيف القادم سيُطلب كلا ولديّ للالتحاق بالجيش، لكنكم لن تتمكنوا من إقحامهما في حرب بلا خيارات".
ويبقى تساؤل لأحد الذين علقوا على المقال في "يديعوت"، مفاده: "لقد سُلطت الأضواء على معاناة "سديروت"، لكن هل التفت أحد إلى قطاع غزة الذي حولته إسرائيل إلى ("جيتو")؟"، وأردف قائلاً: "يومًا ما سيدفع قادة إسرائيل ثمن جرائمهم ضد الشعب الفلسطيني".
____________________________
تعليق