كلمة الدكتور الهندي في اللقاء السياسي الذي دعت له جمعية أساتذة الجامعات ـ فلسطين
كلمة الدكتور/ محمد الهندي القيادي البارز في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين ضيف اللقاء السياسي التي دعت له جمعية أساتذة الجامعات - فلسطين
بسم الله الرحمن والرحيم
الإخوة والأخوات الحضور كل باسمه ولقبه نلتقي اليوم للحديث عن أنابولس الذي يتهيأ للبحث عن حل نهائي للأشياء التي لا حل نهائياً لها ، ولا مساومة حولها : هي أشياء لا تشترى.
أترى حين أفقأ عينيك ثم أثبت جوهرتين مكانهما ،، هل ترى ؟
هي أشياء لا تشترى
قبل وبعد أنابوليس
أنابولس: هو مؤتمر تدعوا إليه أكثر الإدارات الأمريكية انحيازاً على الإطلاق للكيان الصهيوني وتطرفاً ضد العرب والمسلمين، تسيطر عليها عصابة الصهاينة الجدد وتقسم العالم إلى أخيار وأشرار وتضع معظم العرب والمسلمين في محور الأشرار، وتدعوا إلى حرب عالمية على هذا الأساس، وهي متورطة بالفعل في حربين متعثرتين في العراق وأفغانستان ، وتهدد بعدوان جديد على إيران ، وفي نفس الوقت تبشر بشرق أوسط جديد تكون فيه إسرائيل عضو فاعل ومهيمن تتمتع فيه بعلاقات الهيمنة تفرضها بقوتها الأمنية والعسكرية.
وهذه الإدارة في نهاية مدة ولايتها وتدخل مع انتهاء المؤتمر سنة الانتخابات الأمريكية المحرك الأساسي لأي نشاط في هذه السنة.
المدعوين لهذا المؤتمر دولاً عربية وإسلامية تناهز الأربعين دولة لتجلس مع إسرائيل على طاولة واحدة مطلوب منها أن تطبع علاقاتها بإسرائيل حتى قبل أن تعترف إسرائيل بالحقوق الدنيا للشعب الفلسطيني التي ارتضاها المفاوض الفلسطيني المتهالك نفسه، أو حتى المبادرة العربية لأن المفاوضات بكل بساطة ستبدأ -إذا بدأت- بعد المؤتمر.
كما يُدعى للمؤتمر السلطة الفلسطينية ممثلة بالرئيس محمود عباس ووفده المفاوض، والوضع الفلسطيني - كما يعلم الجميع - في أضعف حالاته انقسام حاد ليس بين الضفة وغزة فقط بل في كل حي وشارع وبيت وأحياناً داخل الفرد نفسه مع صراع مستمر بين السلطة في رام الله والسلطة في غزة يبرز أحياناً بشكل مرعب.
هل تصورتم في أسوأ الكوابيس أن تطلق النار مباشرة على مسيرة جماهيرية حاشدة خرجت لإحياء ذكرى رحيل الرئيس عرفات فيسقط العشرات بين شهيد وجريح.
هل تصورتم في أسوأ الكوابيس أن يقف وزير داخلية حكومة رام الله ليجرّم فصائل المقاومة ويعتبرها غير شرعية وتخرج قواته لتحاصر مقاتلي أبو علي مصطفى في مخيم العين.
كل ذلك يحدث فيما قوات العدو الصهيوني تقصفنا وتقتلنا تجتاحنا وتعتقلنا ، تُهود قدسنا وتصادر أرضنا.
ثم نذهب إلى أنابولس واهمين بأن أمريكا ستمنحنا قدساً ودولة قابلة للحياة لمجرد أن لنا حقوقاً هناك؟؟!!
أما إسرائيل ومهما قيل عن البطة العرجاء المعلّق فوق رأسها تقرير فينوجراد وسيف الفساد ورأس نتنياهو فكل ذلك يسوق للطرف الفلسطيني لتبرير تصلب الشريك والصديق أولمرت الذي يسارع وحكومته برفع ثوابت اسرائيل مع اشتراطات جديدة:
- الإعلان عن نهاية الصراع ، حتى من دون حل قضية اللاجئين والانسحاب من القدس الشرقية
- الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية مع ما يترتب على ذلك من إلغاء حق العودة ل 8.5 مليون لاجئ وخلق مشكلة حقيقية ل 1.5 مليون فلسطيني لاجئ في 48
- الاعتراف بالقدس الموحدة عاصمة لهم
- إلغاء حق العودة
- الاعتراف بضم المستوطنات المدن والكتل الاستيطانية التي تقسم الضفة إلى معازل حقيقية تحت بند تبادل أراضي!!
- الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح
- الحفاظ على منشآت عسكرية إسرائيلية في الضفة
- عدم إعفاء الرئيس عباس من مسؤوليته عن العمليات في غزة وما يعنيه ذلك من نفخ في رماد الحرب الأهلية الفلسطينية خاصة بعد الانقسام بين غزة والضفة
وهذه أقوالهم :
• أولمرت في جلسة لجنة الخارجية والأمن ، عبر عن قناعاته بأن الظروف الراهنة هي أفضل بشكل غير قابل للمقارنة مما يمكن أن تكون عليه بعد عامين أو ثلاثة ، وأنه يتوجب العمل الآن لأن الحكومة الفلسطينية لا يمكن أن تبقى لوقت طويل دون تحديد أفق سياسي ، وهذه بعض أقواله المعلنة :
- المؤتمر ليس بديلاً عن المفاوضات المباشرة.
- إن نقطة انطلاق المفاوضات بعد أنابولس ستكون الاعتراف الفلسطيني بإسرائيل كدولة للشعب اليهودي وهذه المسألة غير قابلة للبحث أو التفاوض.
- إن حضور كل دولة عربية لمنح دعم للعملية السياسية بيننا وبين الفلسطينيين هو أمر مهم ويسرني أن أرى هناك دولاً مثل السعودية واندونيسيا والإمارات العربية.
- سنحاول التوصل إلى تفاهمات لمجمل مركبات الحل التي تستند لمبدأ الدولتين لشعبين ، لكننا لن نضطر لتطبيق شيء منها قبل تنفيذ المرحلة الأولى من خارطة الطريق.
• أما باراك:
- لا يمكن وقف البناء في المستوطنات ولا يمكن خنق المستوطنين في التجمعات الاستيطانية.
- أكن التقدير للمستوطنين في البؤر الاستيطانية العشوائية ونحتاج إلى إمدادهم.
- الكتل الاستيطانية في الضفة (معاليه أدوميم وغوش عتصيون وبسغات زئييف وآرئيل وكادوميم ) ستبقى في حوزة اسرائيل بعد التوصل لاتفاق حل دائم.
- إن الدولة الفلسطينية المؤقتة هي أفضل حل وأكثر واقعية
• ليفني:
- إن ضمان أمن إسرائيل مقدم على الدولة الفلسطينية
• أما رايس
- إن قيام دولة فلسطينية رشيدة يساعد في التصدي للتطرف والعنف في المناطق
أرأيتم موازين القوى كيف تنعكس على المفاوضات فهذا استسلام كامل ، والمطلوب استغلال حالة الانقسام والضعف والاستسلام الكامل لشروطهم ، وإنهاء هذا الصراع الذي لا يخص الفلسطينيين وحدهم ولا يخص هذا الجيل وحده.
وبكل صلف يشترطون الاعتراف بيهودية الدولة لا لتوقيع اتفاق بل لبدء المفاوضات بعد أنابولس، تصوروا !! (الله لا يجعلها تبدأ)
نحن شعب حيّ لم نتحول إلى جثة هامدة يعبث بها أولمرت ولفني وباراك، لقد تفتحت قلوبنا على نور الإيمان واليقين، نهضنا نقاتل بدل أن نتوسل، تجاوزنا مراحل ومجازر صعبة في تاريخنا لنصبح أكثر صلابة وقوة وإصراراً وتماسكاً.
بعد استشهاد القسام دخلنا ثورة 36 وبعد مذبحة دير ياسين قاتل عبد القادر الحسيني في القسطل وبعد مجزرة المقطورة اجترحنا انتفاضة 87 وبعد تدنيس الأقصى عدنا إلى انتفاضتنا المباركة وهذه المرحلة القاتمة من تاريخنا سوف يتجاوزها شعبنا ولن يشمت بنا الأعداء.
فيا شعبنا يا فتحنا يا حماسنا تعالوا إلى كلمة سواء ، نتعاهد :
- ألا يقتل بعضنا بعضاً ولا يشوه بعضنا صورة بعض.
- ألا يلاحق ويعتقل بعضنا بعضاً ولا يغلق بعضنا جمعيات بعض.
تعالوا نتفق ألا نتعلق بأوهام أولمرت وألا نكون رهن إشارة إدارة بوش.
تعالوا نتعاهد أن نستمر في المقاومة وأن نحافظ على الثوابت والحقوق ووحدة الشعب، نحافظ على وصايا الشهداء والقادة ياسر عرفات والشيخ أحمد ياسين وفتحي الشقاقي وأبو علي مصطفى وكل الشهداء الأبرار ، وأن نصون عهد الأسرى والمعتقلين.
لأننا أمام مشهد موحش من السلبية والعجز والرغبة في قبول أي شيء مع صمت عربي طويل واعتراضات خجولة.
الاستحقاقات مطلوبة من أبو مازن: حل أذرع المقاومة وسحب سلاحها وإدانتها بدل إدانة الاحتلال وعودة التنسيق الأمني مع العدو الذي يستعد لإمداد الأمن الفلسطيني بمدرعات لهذا الغرض.
والكلمات مطلوبة من أولمرت: الحديث عن تنازلات مؤلمة. الحديث عن إفراج عن أسرى ووقف البناء في البؤر العشوائية.
لنعود لنفس المتاهة التي بدأنها في أوسلو
هذه تمثيلية سبق أن شاهدناها دارت علينا واستدارت أقبلت واستدبرت وطبول سبق أن سمعناها يقولون:
- اسرائيل تنوي تجميد البناء في المستوطنات في أي مستوطنات في البؤر غير القانونية أم البؤر التي أصبحت قانونية في المستوطنات التي داخل الجدار أم التي خارج الجدار في المستوطنات التي ستبقى بيد اسرائيل بعد تبادل الأراضي، أم في المستوطنات التي تستجيب لاحتياجات التكاثر الطبيعي.
فمنذ توقيع الاتفاقات التي نصت على تجميد الاستيطان وعدم القيام بخطوات أحادية الجانب لتغيير الوضع على الأرض في كل محطات التفاوض أوسلو وميتشل وتنت وخارطة الطريق والاستيطان يتصاعد ويتضاعف.
إن إعلان إسرائيل التزامها بعملية السلام وحل الدولتين كان دوماً غطاءاً لمصادرة الأرض وبناء المستوطنات حتى أضحت الضفة الفلسطينية كانتونات مقطعة الأوصال محاطة بكتل استيطانية أبعد ما تكون عن دولة قابلة للحياة ، فعن أي دولة يتكلمون ؟!
- وإسرائيل تعد بالإفراج عن مئات المعتقلين لكنها لن تفرج عن الملطخة أيديهم بالدم، لن تفرج عن النساء والأطفال المرضى وكبار السن، لن تفرج عن الإداريين الموقوفين دون تهمة وتفرج عمن أوشكت مدة محكوميتهم على الانتهاء
هل تعد اسرائيل بالتوقف عن الاعتقالات التي تعتقل فيها خلال أسبوع واحد أكثر مما تتعهد بالإفراج عنهم في مظاهرة دولية حاشدة.
- اسرائيل ستزيل حواجز ، هل تتعهد اسرائيل بالسماح للمرضى على الحواجز بالوصول إلى المستشفيات قبل أن يموتوا؟؟ خمسة عشر مريضاً ماتوا على حاجز إيرز وحده.
هل تتعهد اسرائيل بإدخال حجاج غزة إلى مصر قبل أن ينتهي الوقوف على عرفه؟؟، هل تتعهد اسرائيل بإمداد مشافي غزة بالوقود والكهرباء؟؟
وتستمر المشاهد من أبو مازن الالتزامات ونشر قوات الأمن الفلسطيني في نابلس هذه القوات التي لم تُوقف اجتياح اسرائيل لمخيم بلاطة بعد يومين.
ومن البطة العرجاء الكلمات الغامضة لأن مياه اسرائيل أكثر ركوداً من أن يحركها حجر خفيف الوزن.
الأخوة والأخوات/ هنا استغباء استراتيجي أن يعود أنابولس ليصبح البند الأول من خارطة الطريق التي شبعت موتاً ، كمن يعمل كاسات هوا للميت !!!
ما هو مطروح مشروع دموي مشروع أمني في التعامل مع شعبنا بغض النظر عن الكلمات الجوفاء، ما يهمنا هو الواقع على الأرض لا ما يصرح به الساسة من خداع.
في النهار يبنون المستوطنات والجدار بأموال أمريكية !!
وفي الليل اجتياح واعتقالات وقصف بطائرات أمريكية !!
إنه مشروع أمني تخلصوا من 1.5 مليون فلسطيني في سجن غزة ويحاولوا التخلص من 2 مليون فلسطيني في معازل الضفة وخلق مزيد من التناقضات داخل البيت الفلسطيني.
سقف أولمرت في أحسن الأحوال دولة بلا قدس وبلا عودة لاجئين مع بقاء المستوطنات والجدار والتهويد ليتحول الحلم الفلسطيني إلى كابوس في سجن لا تزيد مساحته عن 10% من مساحة فلسطين ويتحول أنابولس إلى بوابة للتطبيع وغسل الأيدي والأرجل من فلسطين.
الطريق إلى أنابولس - بالحد الأدنى من الحقوق مغلقاً - ولن يقدم أولمرت ولا بوش - دون مقاومة، دون وحدة فلسطينية - أفضل مما قدمه باراك وكلينتون في كامب ديفيد، وعلى الجميع أن يحدد خياراته على هذا الأساس.
أما ما يريد أن يتستر بفلسطين ويدخل ساحة العدو من بوابة فلسطين فنقول لهم ارفعوا حصاركم عن فلسطين ، ارفعوا أيديكم ونعالكم عن شعب فلسطين.
إننا لم نفقد ذاكرتنا ونحن قبل أيام كنا نحتفل بذكرى الشريك الذي سمموه بعد أن منحوه جائزة نوبل للسلام.
هل يمكن أن نصدق أن من يقتل ويشرد آلاف المدنيين ويقسم دولة العراق يمكن أن يعطينا دولة حقيقية في فلسطين لمجرد أن لنا حقوقا فيها ؟!!.
إن إدارة بوش تتعجل الخطى قبل رحيلها لاستغلال الانقسام الفلسطيني الداخلي والضعف العربي لجلب كوارث جديدة وانشقاقات جديدة لشعبنا وأمتنا.
هذا مؤتمر علاقات عامة - لا يبحث قضايا ولا يتوصل لاتفاقات - وأكثر ما فيه وعد مشروط بانطلاق المفاوضات المنطلقة أساساً منذ مدريد وأسلو، وهو يستهدف أساسا فتح باب التطبيع ليدخل المهرولون إلى العصر الإسرائيلي عبر بوابة فلسطين.
مقابل تعهد بدولة فلسطينية كاريكاتورية يريدون ضرب إيران وتقسيم العراق وحصار سوريا وارتهان لبنان وتطبيع السعودية والخليج وإنهاء المقاومة في فلسطين.
ودخول الشرق الإسلامي إلى عصر الفوضى الخلاقة وفرزه إلى متطرفين ومعتدلين لخدمة الحرب الأمريكية القائمة.
هذا هو مشروع أمريكا ومشروع اسرائيل الدولة اليهودية فأين هو مشروع العرب والفلسطينيين ؟؟ ما هي الاستراتيجيات التي ترشدنا وتقود حركتنا؟؟ هذه ليست سياسة أن نجري وراء مشاريع الأعداء من أوسلو إلى خارطة الطريق إلى أنابولس، فمنذ أوسلو لا نكاد نبدأ حتى نعود لوهم جديد وخيبة جديدة، كيف تتحول السياسة العربية من مطلب إنهاء الاحتلال إلى مكافأته، وحفظ أمنه وإدانة المقاومة وحصار شعب فلسطين، هل حققنا الحد الأدنى من الحقوق المؤيدة دوليا، أو هل هناك وعداً بتحقيقه؟؟
إننا نناشد العرب والمسلمين و الوزراء المجتمعين في القاهرة اليوم باسم جامعة الدول العربية أن يتخذوا موقفاً صائباً، أن يُوقفوا استمرار الحركة على الجانب الخطأ واستمرار تقديم التنازلات المجانية، أن يقاطعوا هذا المؤتمر وأن يسقطوا أي رهان على سياسة ومشاريع أمريكا وإسرائيل في المنطقة.
هذا المؤتمر مثل غيره سريعاً يشيّع إلى مقبرة المؤتمرات والمبادرات الفاشلة التي تولد ميتة، وتبقى الأمة والرهان عليها.
نناشد العرب والمسلمين أن يدينوا الاحتلال والعدوان والحصار، أن يدينوا الجدار وتهويد القدس ومصادرة الأرض بدل إدانة المقاومة التي هي جدارهم الأخير لو سقطت تستباح المنطقة لمصاصي الدماء، فنحن جميعا في هذا الصراع عرباً ومسلمين وفلسطينيين وبغض النظر عن موقفنا من المقاومة والخلافات الداخلية. وبغض النظر عن رأينا في النظام العربي الرسمي، نحن جميعا طرفاً واحداً في نهاية التحليل، محكومون أن نكون طرفاً واحداً في هذه المعركة التي تستهدف الجميع بما فيها الدول، وفي هذا السياق ننظر إلى دور مصر والعرب في رفع الحصار عن شعبنا.
فنحن أمة لم نولد بالأمس في ظل الهوان والصراعات نحن جزء من أمة لها تاريخ طويل وثقافة وروح عالية ونستطيع أن نبتلع بصمودنا وتضحياتنا هذا الكيان المدجج بالحقد وبالسلاح.
المشروع الصهيوني تأسس وقوى باصطدامه بالنظام العربي الرسمي، ومنذ اصطدامه بالشعب الفلسطيني في انتفاضة 87 والقوى الشعبية المجاهدة في لبنان بدأ يتراجع خطوة بعد خطوة إلى الوراء.
اسرائيل لم تعد الدولة الشابة المتوثبة التي تخرج في حروب خاطفة تقهر المنطقة بل يمكن قهرها وردعها لأنها تواجه صنف مختلف من الرجال في قلب المعاناة نشأوا وعلى وهج الانتفاضة والمقاومة شبّوا لا ترهبهم الطائرات ولا الدبابات لان قتالهم جهاد وموتهم استشهاد.
هكذا تنهض الأمم الحية وتصنع مجدها من نار المعاناة والحصار تنهض ومن أزقة مخيمات جباليا وجنين وكل المدن والقرى والمخيمات ... تنهض أكثر إصراراً وأملاً بدل التوسل على أبواب أنابولس.
إننا لا زلنا نملك إرادتنا نعي دورنا ولا نصاب باليأس.
إننا نؤمن أن جهادنا ومعاناتنا وتضحياتنا تأتي لنا بالنصر.
ونؤمن أن القوة مهما بلغت لن تستطيع تحطيم روح أمة وشعب مؤمن يكافح من أجل حريته ومقدساته.
ونؤمن أن قوانين التاريخ والديمغرافيا تعمل لصالحنا.
ونؤمن أنه بالصبر والعزيمة والتضحية ومنطق الشهادة يمكن أن نعدل موازين القوى المختلة.
إننا نملك إرادتنا ونعرف طريقنا وكيف نتحكم بالتاريخ ونصنع المستقبل.
والأعداء يريدوننا أن نصاب بالإحباط واليأس الذي هو شلل الفكر والإرادة والمقاومة.
الأخوة والأخوات/ بقي أن أشير إلى بعض المسائل:
أولاً: ليس هناك شيء يمكن أن يضعف معنوية الشعب ويزعزع عزيمته ويوهن اراداته أكثر من تصدع وحدته الداخلية التي هي الضمانة والركيزة الأساسية لاستمراره في مسيرة الكفاح الطويلة، فالمعركة لم تنته والطريق لازال طويلاً وهناك تحديات كبيرة يفرضها الاحتلال والاقتتال على سلطة متهالكة لم يكن أبداً هو هدف الذين فقدوا قادتهم وقدموا الشهيد تلو الشهيد على مذبح الحرية.
إن فلسطين أكبر من الجميع ولا يمكن أن ينفرد بإدارتها فصيل أو فريق وهذا كان واضحاً في تجربة فتح وتجربة حماس.
فكيف يمكن أن يستمر الصراع على قضايا هامشية ، ونغلّب الشخصي والحزبي فيما مقدساتنا ومساجدنا وكنائسنا وأرضنا تتسرب إلى العدو والحصار يطبق على شعبنا.
فكيف يمكن أن ندير ظهورنا لبعضنا البعض ونضحي بأهداف شعبنا وآلامه ، باسم شعبنا وآلامه.
فكيف يمكن أن نتحدث عن استئصال فئة منّا ونحن ذاهبون إلى قضايا الحل النهائي في أنابولس ، أين عقولنا ؟؟
كيف فقدنا الرحمة والعقل واستمر مسلسل الاعتقال والقتل فيما صواريخ الاحتلال لم تتوقف عن استهدافنا وتهديدات العدو تطرق آذاننا صباح مساء ، إننا نضع قلوبنا على أيدينا قلقلاً على فلسطين عندما تطلق النار على مسيرة سلمية في غزة ، أو يعتقل المجاهدون في جنين والخليل ونابلس.
باسم مقدساتنا فلسطين وباسم كل ما تبقى من جمال وأمل لدى شعبنا ، نناشد الرئيس عباس والأخوة في حركتي فتح وحماس وقف الملاحقات والاعتقالات بكل أشكالها والإفراج عن كل المعتقلين في غزة والضفة ، ووقف كل حملات التحريض وبث سموم الحقد في وسائل الإعلام المختلفة وذلك لتهيئة الأجواء للمصالحة.
فلا أمن في غزة ولا الضفة دون المصالحة الفلسطينية الداخلية.
ولا وقف لابتزاز المفاوض دون تمتين الوضع الداخلي بالمصالحة الوطنية (لمن يريد التفاوض.
ولا تصليب للصمود والمقاومة والحفاظ على الثوابت دون تمتين الوضع الداخلي بالمصالحة الوطنية (لمن يريد المقاومة)
لنبدأ بترميم البيت الداخلي والاتفاق على إستراتيجية صمود تعيد الوحدة وتحافظ على الثوابت وترعى المقاومة وتحول دون أي تدخل خارجي يوظف قضية فلسطين في حروبه وأجنداته الخاصة.
ثانيا: بعد سنوات أوسلو العجاف التي أفضت إلى حصار وتسميم الرئيس عرفات وبعد عامين من تجربة الديمقراطية المشوهة تحت حراب الاحتلال التي أفضت إلى الاقتتال الداخلي ، لماذا يصر البعض على تسويق وهم الشراكة السياسية والأمنية مع العدو الذي لم يكفّ يوماً عن ذبحنا وسرقة أرضنا ، لنعود من جديد إلى المربع الأول من خارطة الطريق والذي هو وصفة جاهزة للحرب الأهلية الفلسطينية !!
هل نختلق أوهاماً جديدة تصرفنا عن القضية الأساسية فبدل أن نُقوي أنفسنا ونعيد وحدتنا ونبني روح شعبنا ونحفظ مقاومتنا ، نُجرّم المقاومة ونؤسس لعلاقات مشوهة وتناقضات وصراعات جديدة لنصبح أضحوكة الثورات.
باسم الشرعية نذهب إلى ضباب أنابولس ، وكل الشرعيات في ظل الاحتلال منقوصة والشرعية الحقيقية في ظل الاحتلال هي للمقاومة.
إن كل من يحاول تسويق المسيرة الجماهيرية الأضخم التي خرجت في الذكرى الثالثة لرحيل الرئيس عرفات على أنها استفتاء جديد وتفويض جديد على أبواب أنابولس فهو مخطئ ، لأن المسيرة استفتاء نعم ، ولكن على الصمود والتمسك بالقدس وبالثوابت والوحدة الوطنية التي مثلها الرئيس عرفات في أيامه الأخيرة حيث قتل مسموماً محاصراً دون التنازل عن هذه الثوابت ، ولذلك فإن الجماهير التي خرجت رفعت صورة عرفات وحده.
إننا يجب أن نضبط حركتنا وجهادنا وفق مصلحة شعبنا ، وفق ما هو قائم على الأرض وليس وفق إرادة واشنطن وأوهام أنابولس ، لأن حقائق الواقع لا تُلغى بالخطابات والمؤتمرات.
كما أن القضايا النهائية للصراع خاصة القدس واللاجئين هي مسؤولية الكل الوطني فضلاً عن أنها مسؤولية عربية - إسلامية.
وليس هناك أي أحد أو جهة مخولاً للحديث حولها دون الحد الأدنى من الوفاق الوطني ، وأي اتفاق في ظل حالة الانقسام الحالي سيكون عامل صراع جديد ولن يُلزم أحداً غير الموقعين عليه ، حتى لو تم الاستفتاء عليه ، فلا استفتاء على الثوابت ولا استفتاء في ظل الحصار والتجويع.
ثالثاً: هذه معركة طويلة ضد عدو متغطرس مدجج بالحقد والسلاح حتى أسنانه ، فيما ينكرون على شعبنا أن يدافع عن نفسه بأسلحة بسيطة وقذائف محلية ، إن استمرار المقاومة سيزيل أوهام إسرائيل في إخضاع شعبنا لا من باب المواجهة ولا من باب النفخ في التناقضات الداخلية.
نحن نحتاج أن نحتمي بالمقاومة ونتحصن بالإيمان والأمل ونلوذ بالوحدة حتى لا يضيع كل شيء في حمى الصراع "ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً".
والمقاومة ليست صراخاً بكلمات عالية بل هي نهج ثابت وسياسة مستقرة وتضحيات وهي صبرٌ ومصابرة.
فلنحافظ على المقاومة نحمي اسمها من أن يتشوه في مشاكل داخلية أياً كان المبرر ، نحمي مقاتليها من أن يتنافسوا على رتب عسكرية في أجهزة لسلطة فارغة ، لأن الانحراف يبدأ صغيراً ثم يتمدد طولاً وعرضاً قبل أن يضرب جذوره ويستشري شرّه.
الأخوة والأخوات/ لا يمكن لأحد ولا لمؤتمر أن يصادر حق شعبنا في الحرية والاستقلال الكامل ، قوة شعبنا عي التي تحدد مصير هذا الصراع.
لن ترهبنا تهديدات أولمرت كما لم ترهبنا تهديدات شارون وبيريس ونتنياهو وباراك ورابين من قبل ، فرغم قوة اسرائيل والغطاء الأمريكي والهوان العربي ، إلاّ أن هناك توازن ، فهم يملكون القوة ، ونحن نملك الإرادة.
وبعد حرب لبنان الأخيرة ليس هناك طرفاً يستطيع أن يحسم هذا الصراع.
فبعد هذه التجارب قويت قلوبنا ضد الأوهام والخداع الشامل ومؤتمرات الخريف وتهديدات الصيف ، فلن نحقق استقلالا ولا دولة ولن نعيد قدساً ولا مقدسات ما لم نكن على استعداد طويل للحرب من أجلها.
لذلك فالمقاومة مستمرة ولن يهدأ شعبنا حتى نصلي في الأقصى ظافرين وراياتنا عالية ، أو نلقى الله شهداء وهو راضٍ عنا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المكتب الإعلامي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين
المصدر : خاص نداء القدس
كلمة الدكتور/ محمد الهندي القيادي البارز في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين ضيف اللقاء السياسي التي دعت له جمعية أساتذة الجامعات - فلسطين
بسم الله الرحمن والرحيم
الإخوة والأخوات الحضور كل باسمه ولقبه نلتقي اليوم للحديث عن أنابولس الذي يتهيأ للبحث عن حل نهائي للأشياء التي لا حل نهائياً لها ، ولا مساومة حولها : هي أشياء لا تشترى.
أترى حين أفقأ عينيك ثم أثبت جوهرتين مكانهما ،، هل ترى ؟
هي أشياء لا تشترى
قبل وبعد أنابوليس
أنابولس: هو مؤتمر تدعوا إليه أكثر الإدارات الأمريكية انحيازاً على الإطلاق للكيان الصهيوني وتطرفاً ضد العرب والمسلمين، تسيطر عليها عصابة الصهاينة الجدد وتقسم العالم إلى أخيار وأشرار وتضع معظم العرب والمسلمين في محور الأشرار، وتدعوا إلى حرب عالمية على هذا الأساس، وهي متورطة بالفعل في حربين متعثرتين في العراق وأفغانستان ، وتهدد بعدوان جديد على إيران ، وفي نفس الوقت تبشر بشرق أوسط جديد تكون فيه إسرائيل عضو فاعل ومهيمن تتمتع فيه بعلاقات الهيمنة تفرضها بقوتها الأمنية والعسكرية.
وهذه الإدارة في نهاية مدة ولايتها وتدخل مع انتهاء المؤتمر سنة الانتخابات الأمريكية المحرك الأساسي لأي نشاط في هذه السنة.
المدعوين لهذا المؤتمر دولاً عربية وإسلامية تناهز الأربعين دولة لتجلس مع إسرائيل على طاولة واحدة مطلوب منها أن تطبع علاقاتها بإسرائيل حتى قبل أن تعترف إسرائيل بالحقوق الدنيا للشعب الفلسطيني التي ارتضاها المفاوض الفلسطيني المتهالك نفسه، أو حتى المبادرة العربية لأن المفاوضات بكل بساطة ستبدأ -إذا بدأت- بعد المؤتمر.
كما يُدعى للمؤتمر السلطة الفلسطينية ممثلة بالرئيس محمود عباس ووفده المفاوض، والوضع الفلسطيني - كما يعلم الجميع - في أضعف حالاته انقسام حاد ليس بين الضفة وغزة فقط بل في كل حي وشارع وبيت وأحياناً داخل الفرد نفسه مع صراع مستمر بين السلطة في رام الله والسلطة في غزة يبرز أحياناً بشكل مرعب.
هل تصورتم في أسوأ الكوابيس أن تطلق النار مباشرة على مسيرة جماهيرية حاشدة خرجت لإحياء ذكرى رحيل الرئيس عرفات فيسقط العشرات بين شهيد وجريح.
هل تصورتم في أسوأ الكوابيس أن يقف وزير داخلية حكومة رام الله ليجرّم فصائل المقاومة ويعتبرها غير شرعية وتخرج قواته لتحاصر مقاتلي أبو علي مصطفى في مخيم العين.
كل ذلك يحدث فيما قوات العدو الصهيوني تقصفنا وتقتلنا تجتاحنا وتعتقلنا ، تُهود قدسنا وتصادر أرضنا.
ثم نذهب إلى أنابولس واهمين بأن أمريكا ستمنحنا قدساً ودولة قابلة للحياة لمجرد أن لنا حقوقاً هناك؟؟!!
أما إسرائيل ومهما قيل عن البطة العرجاء المعلّق فوق رأسها تقرير فينوجراد وسيف الفساد ورأس نتنياهو فكل ذلك يسوق للطرف الفلسطيني لتبرير تصلب الشريك والصديق أولمرت الذي يسارع وحكومته برفع ثوابت اسرائيل مع اشتراطات جديدة:
- الإعلان عن نهاية الصراع ، حتى من دون حل قضية اللاجئين والانسحاب من القدس الشرقية
- الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية مع ما يترتب على ذلك من إلغاء حق العودة ل 8.5 مليون لاجئ وخلق مشكلة حقيقية ل 1.5 مليون فلسطيني لاجئ في 48
- الاعتراف بالقدس الموحدة عاصمة لهم
- إلغاء حق العودة
- الاعتراف بضم المستوطنات المدن والكتل الاستيطانية التي تقسم الضفة إلى معازل حقيقية تحت بند تبادل أراضي!!
- الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح
- الحفاظ على منشآت عسكرية إسرائيلية في الضفة
- عدم إعفاء الرئيس عباس من مسؤوليته عن العمليات في غزة وما يعنيه ذلك من نفخ في رماد الحرب الأهلية الفلسطينية خاصة بعد الانقسام بين غزة والضفة
وهذه أقوالهم :
• أولمرت في جلسة لجنة الخارجية والأمن ، عبر عن قناعاته بأن الظروف الراهنة هي أفضل بشكل غير قابل للمقارنة مما يمكن أن تكون عليه بعد عامين أو ثلاثة ، وأنه يتوجب العمل الآن لأن الحكومة الفلسطينية لا يمكن أن تبقى لوقت طويل دون تحديد أفق سياسي ، وهذه بعض أقواله المعلنة :
- المؤتمر ليس بديلاً عن المفاوضات المباشرة.
- إن نقطة انطلاق المفاوضات بعد أنابولس ستكون الاعتراف الفلسطيني بإسرائيل كدولة للشعب اليهودي وهذه المسألة غير قابلة للبحث أو التفاوض.
- إن حضور كل دولة عربية لمنح دعم للعملية السياسية بيننا وبين الفلسطينيين هو أمر مهم ويسرني أن أرى هناك دولاً مثل السعودية واندونيسيا والإمارات العربية.
- سنحاول التوصل إلى تفاهمات لمجمل مركبات الحل التي تستند لمبدأ الدولتين لشعبين ، لكننا لن نضطر لتطبيق شيء منها قبل تنفيذ المرحلة الأولى من خارطة الطريق.
• أما باراك:
- لا يمكن وقف البناء في المستوطنات ولا يمكن خنق المستوطنين في التجمعات الاستيطانية.
- أكن التقدير للمستوطنين في البؤر الاستيطانية العشوائية ونحتاج إلى إمدادهم.
- الكتل الاستيطانية في الضفة (معاليه أدوميم وغوش عتصيون وبسغات زئييف وآرئيل وكادوميم ) ستبقى في حوزة اسرائيل بعد التوصل لاتفاق حل دائم.
- إن الدولة الفلسطينية المؤقتة هي أفضل حل وأكثر واقعية
• ليفني:
- إن ضمان أمن إسرائيل مقدم على الدولة الفلسطينية
• أما رايس
- إن قيام دولة فلسطينية رشيدة يساعد في التصدي للتطرف والعنف في المناطق
أرأيتم موازين القوى كيف تنعكس على المفاوضات فهذا استسلام كامل ، والمطلوب استغلال حالة الانقسام والضعف والاستسلام الكامل لشروطهم ، وإنهاء هذا الصراع الذي لا يخص الفلسطينيين وحدهم ولا يخص هذا الجيل وحده.
وبكل صلف يشترطون الاعتراف بيهودية الدولة لا لتوقيع اتفاق بل لبدء المفاوضات بعد أنابولس، تصوروا !! (الله لا يجعلها تبدأ)
نحن شعب حيّ لم نتحول إلى جثة هامدة يعبث بها أولمرت ولفني وباراك، لقد تفتحت قلوبنا على نور الإيمان واليقين، نهضنا نقاتل بدل أن نتوسل، تجاوزنا مراحل ومجازر صعبة في تاريخنا لنصبح أكثر صلابة وقوة وإصراراً وتماسكاً.
بعد استشهاد القسام دخلنا ثورة 36 وبعد مذبحة دير ياسين قاتل عبد القادر الحسيني في القسطل وبعد مجزرة المقطورة اجترحنا انتفاضة 87 وبعد تدنيس الأقصى عدنا إلى انتفاضتنا المباركة وهذه المرحلة القاتمة من تاريخنا سوف يتجاوزها شعبنا ولن يشمت بنا الأعداء.
فيا شعبنا يا فتحنا يا حماسنا تعالوا إلى كلمة سواء ، نتعاهد :
- ألا يقتل بعضنا بعضاً ولا يشوه بعضنا صورة بعض.
- ألا يلاحق ويعتقل بعضنا بعضاً ولا يغلق بعضنا جمعيات بعض.
تعالوا نتفق ألا نتعلق بأوهام أولمرت وألا نكون رهن إشارة إدارة بوش.
تعالوا نتعاهد أن نستمر في المقاومة وأن نحافظ على الثوابت والحقوق ووحدة الشعب، نحافظ على وصايا الشهداء والقادة ياسر عرفات والشيخ أحمد ياسين وفتحي الشقاقي وأبو علي مصطفى وكل الشهداء الأبرار ، وأن نصون عهد الأسرى والمعتقلين.
لأننا أمام مشهد موحش من السلبية والعجز والرغبة في قبول أي شيء مع صمت عربي طويل واعتراضات خجولة.
الاستحقاقات مطلوبة من أبو مازن: حل أذرع المقاومة وسحب سلاحها وإدانتها بدل إدانة الاحتلال وعودة التنسيق الأمني مع العدو الذي يستعد لإمداد الأمن الفلسطيني بمدرعات لهذا الغرض.
والكلمات مطلوبة من أولمرت: الحديث عن تنازلات مؤلمة. الحديث عن إفراج عن أسرى ووقف البناء في البؤر العشوائية.
لنعود لنفس المتاهة التي بدأنها في أوسلو
هذه تمثيلية سبق أن شاهدناها دارت علينا واستدارت أقبلت واستدبرت وطبول سبق أن سمعناها يقولون:
- اسرائيل تنوي تجميد البناء في المستوطنات في أي مستوطنات في البؤر غير القانونية أم البؤر التي أصبحت قانونية في المستوطنات التي داخل الجدار أم التي خارج الجدار في المستوطنات التي ستبقى بيد اسرائيل بعد تبادل الأراضي، أم في المستوطنات التي تستجيب لاحتياجات التكاثر الطبيعي.
فمنذ توقيع الاتفاقات التي نصت على تجميد الاستيطان وعدم القيام بخطوات أحادية الجانب لتغيير الوضع على الأرض في كل محطات التفاوض أوسلو وميتشل وتنت وخارطة الطريق والاستيطان يتصاعد ويتضاعف.
إن إعلان إسرائيل التزامها بعملية السلام وحل الدولتين كان دوماً غطاءاً لمصادرة الأرض وبناء المستوطنات حتى أضحت الضفة الفلسطينية كانتونات مقطعة الأوصال محاطة بكتل استيطانية أبعد ما تكون عن دولة قابلة للحياة ، فعن أي دولة يتكلمون ؟!
- وإسرائيل تعد بالإفراج عن مئات المعتقلين لكنها لن تفرج عن الملطخة أيديهم بالدم، لن تفرج عن النساء والأطفال المرضى وكبار السن، لن تفرج عن الإداريين الموقوفين دون تهمة وتفرج عمن أوشكت مدة محكوميتهم على الانتهاء
هل تعد اسرائيل بالتوقف عن الاعتقالات التي تعتقل فيها خلال أسبوع واحد أكثر مما تتعهد بالإفراج عنهم في مظاهرة دولية حاشدة.
- اسرائيل ستزيل حواجز ، هل تتعهد اسرائيل بالسماح للمرضى على الحواجز بالوصول إلى المستشفيات قبل أن يموتوا؟؟ خمسة عشر مريضاً ماتوا على حاجز إيرز وحده.
هل تتعهد اسرائيل بإدخال حجاج غزة إلى مصر قبل أن ينتهي الوقوف على عرفه؟؟، هل تتعهد اسرائيل بإمداد مشافي غزة بالوقود والكهرباء؟؟
وتستمر المشاهد من أبو مازن الالتزامات ونشر قوات الأمن الفلسطيني في نابلس هذه القوات التي لم تُوقف اجتياح اسرائيل لمخيم بلاطة بعد يومين.
ومن البطة العرجاء الكلمات الغامضة لأن مياه اسرائيل أكثر ركوداً من أن يحركها حجر خفيف الوزن.
الأخوة والأخوات/ هنا استغباء استراتيجي أن يعود أنابولس ليصبح البند الأول من خارطة الطريق التي شبعت موتاً ، كمن يعمل كاسات هوا للميت !!!
ما هو مطروح مشروع دموي مشروع أمني في التعامل مع شعبنا بغض النظر عن الكلمات الجوفاء، ما يهمنا هو الواقع على الأرض لا ما يصرح به الساسة من خداع.
في النهار يبنون المستوطنات والجدار بأموال أمريكية !!
وفي الليل اجتياح واعتقالات وقصف بطائرات أمريكية !!
إنه مشروع أمني تخلصوا من 1.5 مليون فلسطيني في سجن غزة ويحاولوا التخلص من 2 مليون فلسطيني في معازل الضفة وخلق مزيد من التناقضات داخل البيت الفلسطيني.
سقف أولمرت في أحسن الأحوال دولة بلا قدس وبلا عودة لاجئين مع بقاء المستوطنات والجدار والتهويد ليتحول الحلم الفلسطيني إلى كابوس في سجن لا تزيد مساحته عن 10% من مساحة فلسطين ويتحول أنابولس إلى بوابة للتطبيع وغسل الأيدي والأرجل من فلسطين.
الطريق إلى أنابولس - بالحد الأدنى من الحقوق مغلقاً - ولن يقدم أولمرت ولا بوش - دون مقاومة، دون وحدة فلسطينية - أفضل مما قدمه باراك وكلينتون في كامب ديفيد، وعلى الجميع أن يحدد خياراته على هذا الأساس.
أما ما يريد أن يتستر بفلسطين ويدخل ساحة العدو من بوابة فلسطين فنقول لهم ارفعوا حصاركم عن فلسطين ، ارفعوا أيديكم ونعالكم عن شعب فلسطين.
إننا لم نفقد ذاكرتنا ونحن قبل أيام كنا نحتفل بذكرى الشريك الذي سمموه بعد أن منحوه جائزة نوبل للسلام.
هل يمكن أن نصدق أن من يقتل ويشرد آلاف المدنيين ويقسم دولة العراق يمكن أن يعطينا دولة حقيقية في فلسطين لمجرد أن لنا حقوقا فيها ؟!!.
إن إدارة بوش تتعجل الخطى قبل رحيلها لاستغلال الانقسام الفلسطيني الداخلي والضعف العربي لجلب كوارث جديدة وانشقاقات جديدة لشعبنا وأمتنا.
هذا مؤتمر علاقات عامة - لا يبحث قضايا ولا يتوصل لاتفاقات - وأكثر ما فيه وعد مشروط بانطلاق المفاوضات المنطلقة أساساً منذ مدريد وأسلو، وهو يستهدف أساسا فتح باب التطبيع ليدخل المهرولون إلى العصر الإسرائيلي عبر بوابة فلسطين.
مقابل تعهد بدولة فلسطينية كاريكاتورية يريدون ضرب إيران وتقسيم العراق وحصار سوريا وارتهان لبنان وتطبيع السعودية والخليج وإنهاء المقاومة في فلسطين.
ودخول الشرق الإسلامي إلى عصر الفوضى الخلاقة وفرزه إلى متطرفين ومعتدلين لخدمة الحرب الأمريكية القائمة.
هذا هو مشروع أمريكا ومشروع اسرائيل الدولة اليهودية فأين هو مشروع العرب والفلسطينيين ؟؟ ما هي الاستراتيجيات التي ترشدنا وتقود حركتنا؟؟ هذه ليست سياسة أن نجري وراء مشاريع الأعداء من أوسلو إلى خارطة الطريق إلى أنابولس، فمنذ أوسلو لا نكاد نبدأ حتى نعود لوهم جديد وخيبة جديدة، كيف تتحول السياسة العربية من مطلب إنهاء الاحتلال إلى مكافأته، وحفظ أمنه وإدانة المقاومة وحصار شعب فلسطين، هل حققنا الحد الأدنى من الحقوق المؤيدة دوليا، أو هل هناك وعداً بتحقيقه؟؟
إننا نناشد العرب والمسلمين و الوزراء المجتمعين في القاهرة اليوم باسم جامعة الدول العربية أن يتخذوا موقفاً صائباً، أن يُوقفوا استمرار الحركة على الجانب الخطأ واستمرار تقديم التنازلات المجانية، أن يقاطعوا هذا المؤتمر وأن يسقطوا أي رهان على سياسة ومشاريع أمريكا وإسرائيل في المنطقة.
هذا المؤتمر مثل غيره سريعاً يشيّع إلى مقبرة المؤتمرات والمبادرات الفاشلة التي تولد ميتة، وتبقى الأمة والرهان عليها.
نناشد العرب والمسلمين أن يدينوا الاحتلال والعدوان والحصار، أن يدينوا الجدار وتهويد القدس ومصادرة الأرض بدل إدانة المقاومة التي هي جدارهم الأخير لو سقطت تستباح المنطقة لمصاصي الدماء، فنحن جميعا في هذا الصراع عرباً ومسلمين وفلسطينيين وبغض النظر عن موقفنا من المقاومة والخلافات الداخلية. وبغض النظر عن رأينا في النظام العربي الرسمي، نحن جميعا طرفاً واحداً في نهاية التحليل، محكومون أن نكون طرفاً واحداً في هذه المعركة التي تستهدف الجميع بما فيها الدول، وفي هذا السياق ننظر إلى دور مصر والعرب في رفع الحصار عن شعبنا.
فنحن أمة لم نولد بالأمس في ظل الهوان والصراعات نحن جزء من أمة لها تاريخ طويل وثقافة وروح عالية ونستطيع أن نبتلع بصمودنا وتضحياتنا هذا الكيان المدجج بالحقد وبالسلاح.
المشروع الصهيوني تأسس وقوى باصطدامه بالنظام العربي الرسمي، ومنذ اصطدامه بالشعب الفلسطيني في انتفاضة 87 والقوى الشعبية المجاهدة في لبنان بدأ يتراجع خطوة بعد خطوة إلى الوراء.
اسرائيل لم تعد الدولة الشابة المتوثبة التي تخرج في حروب خاطفة تقهر المنطقة بل يمكن قهرها وردعها لأنها تواجه صنف مختلف من الرجال في قلب المعاناة نشأوا وعلى وهج الانتفاضة والمقاومة شبّوا لا ترهبهم الطائرات ولا الدبابات لان قتالهم جهاد وموتهم استشهاد.
هكذا تنهض الأمم الحية وتصنع مجدها من نار المعاناة والحصار تنهض ومن أزقة مخيمات جباليا وجنين وكل المدن والقرى والمخيمات ... تنهض أكثر إصراراً وأملاً بدل التوسل على أبواب أنابولس.
إننا لا زلنا نملك إرادتنا نعي دورنا ولا نصاب باليأس.
إننا نؤمن أن جهادنا ومعاناتنا وتضحياتنا تأتي لنا بالنصر.
ونؤمن أن القوة مهما بلغت لن تستطيع تحطيم روح أمة وشعب مؤمن يكافح من أجل حريته ومقدساته.
ونؤمن أن قوانين التاريخ والديمغرافيا تعمل لصالحنا.
ونؤمن أنه بالصبر والعزيمة والتضحية ومنطق الشهادة يمكن أن نعدل موازين القوى المختلة.
إننا نملك إرادتنا ونعرف طريقنا وكيف نتحكم بالتاريخ ونصنع المستقبل.
والأعداء يريدوننا أن نصاب بالإحباط واليأس الذي هو شلل الفكر والإرادة والمقاومة.
الأخوة والأخوات/ بقي أن أشير إلى بعض المسائل:
أولاً: ليس هناك شيء يمكن أن يضعف معنوية الشعب ويزعزع عزيمته ويوهن اراداته أكثر من تصدع وحدته الداخلية التي هي الضمانة والركيزة الأساسية لاستمراره في مسيرة الكفاح الطويلة، فالمعركة لم تنته والطريق لازال طويلاً وهناك تحديات كبيرة يفرضها الاحتلال والاقتتال على سلطة متهالكة لم يكن أبداً هو هدف الذين فقدوا قادتهم وقدموا الشهيد تلو الشهيد على مذبح الحرية.
إن فلسطين أكبر من الجميع ولا يمكن أن ينفرد بإدارتها فصيل أو فريق وهذا كان واضحاً في تجربة فتح وتجربة حماس.
فكيف يمكن أن يستمر الصراع على قضايا هامشية ، ونغلّب الشخصي والحزبي فيما مقدساتنا ومساجدنا وكنائسنا وأرضنا تتسرب إلى العدو والحصار يطبق على شعبنا.
فكيف يمكن أن ندير ظهورنا لبعضنا البعض ونضحي بأهداف شعبنا وآلامه ، باسم شعبنا وآلامه.
فكيف يمكن أن نتحدث عن استئصال فئة منّا ونحن ذاهبون إلى قضايا الحل النهائي في أنابولس ، أين عقولنا ؟؟
كيف فقدنا الرحمة والعقل واستمر مسلسل الاعتقال والقتل فيما صواريخ الاحتلال لم تتوقف عن استهدافنا وتهديدات العدو تطرق آذاننا صباح مساء ، إننا نضع قلوبنا على أيدينا قلقلاً على فلسطين عندما تطلق النار على مسيرة سلمية في غزة ، أو يعتقل المجاهدون في جنين والخليل ونابلس.
باسم مقدساتنا فلسطين وباسم كل ما تبقى من جمال وأمل لدى شعبنا ، نناشد الرئيس عباس والأخوة في حركتي فتح وحماس وقف الملاحقات والاعتقالات بكل أشكالها والإفراج عن كل المعتقلين في غزة والضفة ، ووقف كل حملات التحريض وبث سموم الحقد في وسائل الإعلام المختلفة وذلك لتهيئة الأجواء للمصالحة.
فلا أمن في غزة ولا الضفة دون المصالحة الفلسطينية الداخلية.
ولا وقف لابتزاز المفاوض دون تمتين الوضع الداخلي بالمصالحة الوطنية (لمن يريد التفاوض.
ولا تصليب للصمود والمقاومة والحفاظ على الثوابت دون تمتين الوضع الداخلي بالمصالحة الوطنية (لمن يريد المقاومة)
لنبدأ بترميم البيت الداخلي والاتفاق على إستراتيجية صمود تعيد الوحدة وتحافظ على الثوابت وترعى المقاومة وتحول دون أي تدخل خارجي يوظف قضية فلسطين في حروبه وأجنداته الخاصة.
ثانيا: بعد سنوات أوسلو العجاف التي أفضت إلى حصار وتسميم الرئيس عرفات وبعد عامين من تجربة الديمقراطية المشوهة تحت حراب الاحتلال التي أفضت إلى الاقتتال الداخلي ، لماذا يصر البعض على تسويق وهم الشراكة السياسية والأمنية مع العدو الذي لم يكفّ يوماً عن ذبحنا وسرقة أرضنا ، لنعود من جديد إلى المربع الأول من خارطة الطريق والذي هو وصفة جاهزة للحرب الأهلية الفلسطينية !!
هل نختلق أوهاماً جديدة تصرفنا عن القضية الأساسية فبدل أن نُقوي أنفسنا ونعيد وحدتنا ونبني روح شعبنا ونحفظ مقاومتنا ، نُجرّم المقاومة ونؤسس لعلاقات مشوهة وتناقضات وصراعات جديدة لنصبح أضحوكة الثورات.
باسم الشرعية نذهب إلى ضباب أنابولس ، وكل الشرعيات في ظل الاحتلال منقوصة والشرعية الحقيقية في ظل الاحتلال هي للمقاومة.
إن كل من يحاول تسويق المسيرة الجماهيرية الأضخم التي خرجت في الذكرى الثالثة لرحيل الرئيس عرفات على أنها استفتاء جديد وتفويض جديد على أبواب أنابولس فهو مخطئ ، لأن المسيرة استفتاء نعم ، ولكن على الصمود والتمسك بالقدس وبالثوابت والوحدة الوطنية التي مثلها الرئيس عرفات في أيامه الأخيرة حيث قتل مسموماً محاصراً دون التنازل عن هذه الثوابت ، ولذلك فإن الجماهير التي خرجت رفعت صورة عرفات وحده.
إننا يجب أن نضبط حركتنا وجهادنا وفق مصلحة شعبنا ، وفق ما هو قائم على الأرض وليس وفق إرادة واشنطن وأوهام أنابولس ، لأن حقائق الواقع لا تُلغى بالخطابات والمؤتمرات.
كما أن القضايا النهائية للصراع خاصة القدس واللاجئين هي مسؤولية الكل الوطني فضلاً عن أنها مسؤولية عربية - إسلامية.
وليس هناك أي أحد أو جهة مخولاً للحديث حولها دون الحد الأدنى من الوفاق الوطني ، وأي اتفاق في ظل حالة الانقسام الحالي سيكون عامل صراع جديد ولن يُلزم أحداً غير الموقعين عليه ، حتى لو تم الاستفتاء عليه ، فلا استفتاء على الثوابت ولا استفتاء في ظل الحصار والتجويع.
ثالثاً: هذه معركة طويلة ضد عدو متغطرس مدجج بالحقد والسلاح حتى أسنانه ، فيما ينكرون على شعبنا أن يدافع عن نفسه بأسلحة بسيطة وقذائف محلية ، إن استمرار المقاومة سيزيل أوهام إسرائيل في إخضاع شعبنا لا من باب المواجهة ولا من باب النفخ في التناقضات الداخلية.
نحن نحتاج أن نحتمي بالمقاومة ونتحصن بالإيمان والأمل ونلوذ بالوحدة حتى لا يضيع كل شيء في حمى الصراع "ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً".
والمقاومة ليست صراخاً بكلمات عالية بل هي نهج ثابت وسياسة مستقرة وتضحيات وهي صبرٌ ومصابرة.
فلنحافظ على المقاومة نحمي اسمها من أن يتشوه في مشاكل داخلية أياً كان المبرر ، نحمي مقاتليها من أن يتنافسوا على رتب عسكرية في أجهزة لسلطة فارغة ، لأن الانحراف يبدأ صغيراً ثم يتمدد طولاً وعرضاً قبل أن يضرب جذوره ويستشري شرّه.
الأخوة والأخوات/ لا يمكن لأحد ولا لمؤتمر أن يصادر حق شعبنا في الحرية والاستقلال الكامل ، قوة شعبنا عي التي تحدد مصير هذا الصراع.
لن ترهبنا تهديدات أولمرت كما لم ترهبنا تهديدات شارون وبيريس ونتنياهو وباراك ورابين من قبل ، فرغم قوة اسرائيل والغطاء الأمريكي والهوان العربي ، إلاّ أن هناك توازن ، فهم يملكون القوة ، ونحن نملك الإرادة.
وبعد حرب لبنان الأخيرة ليس هناك طرفاً يستطيع أن يحسم هذا الصراع.
فبعد هذه التجارب قويت قلوبنا ضد الأوهام والخداع الشامل ومؤتمرات الخريف وتهديدات الصيف ، فلن نحقق استقلالا ولا دولة ولن نعيد قدساً ولا مقدسات ما لم نكن على استعداد طويل للحرب من أجلها.
لذلك فالمقاومة مستمرة ولن يهدأ شعبنا حتى نصلي في الأقصى ظافرين وراياتنا عالية ، أو نلقى الله شهداء وهو راضٍ عنا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المكتب الإعلامي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين
المصدر : خاص نداء القدس
تعليق