السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حماس ما بين فريق أوسلو وفِرق الرافضة ماذا تجني؟!
لم ينكر أحد من المسلمين معارضة حماس لفريق أوسلو لتفريطه بالديار ولما جلب على الأمة من عار، ولذلك كوفئت حماس باختيارها لقيادة المرحلة ولتأتي بالأفضل أو تقوم بدور الرقيب الحافظ لحقوق الأمة في كرامتها وعقيدتها، ولكن المتابع لا يرى إلا الجنوح والتيه عما كان يرتجى ولا سيما أن هناك مؤشرات تؤكد أن في حماس بعض النفوس المستعدة للتعامل مع فريق أوسلو بذات القيم والعقلية مما يثير تساؤل أين التمايز إذا كان الكل يتعامل بروح الفصيلة والحزب على حساب الهوية والأمة؟! وعلى كل حال فإن أوسلو المحتضرة بكل أبعادها ومعطياتها أضحت معروفة للجميع ومن أراد أن يأتي بالأفضل فلا بد أن يترفع وقديما قال معاوية الحليم : " من عفا ساد، ومن حلم عظم، ومن تجاوز استمال قلوب العباد " وصفحات أوسلو أعيدت قراءتها مرات ومرات حتى أصبحت مفهومة لدى الكثير وأصبح أعضاؤها يكتفون بإعاقة أي تقدم يخدم أهل فلسطين لكي لا يظهر عورهم على حقيقته وهذا كله معلوم وقد فقهه عقلاء الأمة في كل مراحله... ولكن عندما تتقلب حماس بين حزب الله الإيراني المهيمن في لبنان، وحزب البعث النصيري الحاكم في سوريا، وحزب الخميني الرافضي الحاكم في إيران؟! وحزب المجلس الأعلى للثورة الشيعية الصفوي وما يسمى بحزب المهدي؟! الرافضي وإخوانهم من حكام العراق حلفاء الغزاة وخدم المحتلين من الصليبيين واليهود، فماذا تريد حماس من ذلك وماذا تجني وتحصد ولا سيما إذا اعتقدوا أن مبدأ عدو عدوي صديقي تنطبق مفاهيمه على الرافضة وأسقطوا العقيدة! ألا يحق بعد ذلك أن يتساءل أهل السنة عن أمور مفصلية في مسيرة حماس فيقولون: ـ ما هذه العقيدة التي تدين بها فتبيح لها في تحالفاتها المساواة بين السنة والردة؟! ـ وما هي هويتها التي تساوي بين العروبية والشعوبية ؟! ـ وما هي أهدافها التي ترجو ممن دمر العراق والشام وغيرهما أن يعيد القدس ويبنيها؟! ـ وما هي مرجعيتها التي تساوي بين مصحف محمد ومصحف فاطمة المزعوم رضي الله عنها ؟! ... إلى غير ذلك من تساؤلات كثيرة كلها ظاهرة فيما يجتره كثير من ساستها. وكما هو معتاد سيتصدر الغوغاء لتسويغ ذلك والدفاع عن دين قتلة عمر وعثمان وعلي ومكذبي القرآن والسنة وقاذفي أمهات المؤمنين وتسويغ جرائم الرافضة في سوريا والعراق ولبنان وإيران ضد السنة وأهلها، وسيدافعون عن عقيدتهم المحاربة لله ولرسوله المكفرة لأصحابه المستبيحة لدماء وأعراض وأملاك أهل السنة في كل عصر ومصر إن أصبح لهم شوكة وبطريقة التقية وتنفيذ الجرائم وإنكارها والبراءة منها ومن تبعاتها.... وسيتسترون على كل ما يعلمه العالم أجمع من صفقات النخاسة والغدر التي تجري بين حلفاء حماس وأعدائها... ـ وسيقولون إذا لم تتحالف حماس مع رافضي القرآن وقتلة السنة فمع من يتحالفون؟ وهذا ما زين لهم الوقوع في الهاوية، فماذا قدم لهم هؤلاء سوى الكلام الكاذب المعسول، مقابل أن يجملوهم أمام عامة أهل السنة ويسلخوهم من هويتهم وأمتهم لكي ينفذوا مشاريعهم الهدامة بتقية وهدوء، وتبوء حماس بإثم التستر على الرفض وتجميله لأهل السنة حتى يُبعث أبو لؤلؤة المجوسي من جديد ... ـ فحماس ارتضت أن تكون لهم حصان طروادة مقابل ما تطبل به إذاعاتهم الماكرة بالتحرير وإزالة إسرائيل، بينما الحقيقة تقول أن حلفاء حماس هؤلاء هم أقرب الناس لليهود في العقيدة وفي المصالح، فمن يحمي حدود فلسطين من جهة سوريا سواهم؟ ومن يقتل إخوان حماس السنة في سوريا سواهم؟ ومن ينشر التشيع الرافض للسنة والحاقد على العرب في سوريا وغيرها سواهم؟ ومن سلم كابول وبغداد للصليبيين واليهود سواهم؟ فبأي وجه يقابل من يقود هذه السياسة في حماس ضميره ودينه وسنة نبيه ؟! وحليفهم الرافضي يصرح على الملأ بما يناقض أحلام حماس وبما يمكن أن يجعلها يوماً معروضة للبيع في سوق الغدر الرافضي وهذه اعترافاتهم في غدرهم بإخوانهم. ـ قال محمد على أبطحي نائب الرئيس الإيراني للشؤون القانونية والبرلمانية حين وقف في ختام أعمال مؤتمر الخليج وتحديات المستقبل الذي ينظمه مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية سنويا بإمارة أبو ظبي مساء الثلاثاء 15/1/2004م ليعلن أن بلاده 'قدمت الكثير من العون للأمريكيين في حربيهم ضد أفغانستان والعراق' ، ومؤكدا أنه 'لولا التعاون الإيراني لما سقطت كابول وبغداد بيد الأمريكان بهذه السهولة'!! ـ وستبقى الحقيقة الصارخة والواقع المرير يثبتان أن كل من يتحالف مع الرافضة فإنما يجمع الغباء والعقوق والرفض والردة والغدر بالسنة وأهلها، ولن يحصد سوى الندم والحسرة والخزي والتشتت والهوان. ـ وأنه سيشارك بجدارة بلعق دماء أهل السنة وبدوس أعراضهم واحتقار عقيدتهم وتمزيق هويتهم وبلعن أئمتهم وسيسهم إسهاماً مباشراً في التستر على لصوص العقيدة وأنصار الردة وموقدي الفتن وبائعي الأوطان... ـ ولا يستطيع عاقل أن ينكر أن التفاهم مع الرافضة والتحالف معهم يبيح التحالف والتفاهم حتى مع الشيطان لأن تقديس قاتل " فاتح القدس " والتحالف مع ذلك القاتل، يبيح التفاهم والتحالف مع جميع الناس والأجناس وبكل ما فيهم من جرائم لأنها أقل من جرائم رافضي الكتاب والسنة وطموحاتهم الهادفة إلى إزالة السنة من الوجود . ـ بل إن هذا الصنف الذي يقر التحالف مع إخوان اليهود هو المتآمر على إخراج " حماس الكتاب والسنة " من بيئتها ومواطن نصرتها إلى غربتها وبيئة رفض الكتاب والسنة، وتسليمها إلى قاتل أبيها وهاتك أمتها فيزعم أنه يقوم برعايتها وتوجيهها، فأي عاقل يقر هذا ولا تذهب نفسه حسرات على هذا التيه واليتم الذي تعيشه حماس عندما ارتضت أن تعيش في أحضان الغدر يداهنها ويغازلها حتى يمتطيها لتكون جسراً لعبور الرفض والردة واغتيال الفاروق وأمته والقدس من جديد. ـ فإن كان اليهود استباحوا فلسطين فإن الرافضة استباحت سوريا والعراق ولبنان وهذا المجلس الشيعي الأعلى الفلسطيني ترعاه حماس بسياستها الرعناء هذه، ولولا تسلط حلفاء حماس على سوريا والعراق لما عانت فلسطين ما تعانيه، وما فعله اليهود ويفعلونه في فلسطين لا يقارن بوجه من الوجوه مع ما يفعله الرافضة في سوريا والعراق وإيران ولبنان سواء كان في قتل أهل السنة أو تدمير مساجدهم أو حرق مصاحفهم أو منعهم من أداء شعائرهم أو العمل المستمر على تغيير دينهم إلى دين الرفض وما يتبع ذلك من موبقات، ولم تكن الأرض تقارن في يوم من الأيام بالعقيدة فمن يسرق العقيدة أشد خطراً وضراً على الأمة ... ـ فهذه حماس تعيش تحت ظلال اليهود الذين اغتصبوا الأرض ولها مؤسساتها ويحاكم قادتها ويسجنون فيزارون ويفرج عنهم بينما السنة يخطفون ويعذبون ويقتلون في سوريا والعراق وإيران ولا يفرج عنهم ولا يحاكمون لأن سرّاق العقيدة لا دين لهم ومع ذلك فإن الكثير من قادة حماس يُقبلون أيدي قتلة السنة ويزعمون أنهم يخدمون الدين والأخوة وثوابت الأمة!! ـ بل إن التيه الذي يسير به بعض من يقود حماس يجعلها تطمح إلى أن تكون مع المجاهدين وتدافع عن فلسطين، وبذات الوقت تعمل في السياسة وتقود حكومة آمنة لها فخامة الوزراء وسمو السلاطين ومراكبهم ومساكنهم وسفرهم وسياحتهم!!. بينما خالد كان لا ينام ولا يُنيم ـ وقيادة حماس تريد مقاتلة اليهود وتريد الأمن والسلام، وتعانق الرافضة وتغرق في أوحالهم وتريد من أهل السنة أن يكونوا معها دائماً فيبيحوا لها أن تكون ماسحة أقذار الرافضة وساترة سوءاتهم ليراهم ضحاياهم من أهل السنة على غير صورتهم التي يعرفون مرارتها ويكشفون عوراتها وهذا في القياس عجيب!!. ـ إن من يزعم أنه يقاتل اليهود لا يسالم صنيعتهم الرافضة ولا يثق بها، وإن من يغار على الإسلام في فلسطين يجب أن يغار عليه في سوريا التي أصبحت مرتعا للرافضة ودار قرار لأعداء العرب والسنة، وعليه أن يتألم لدماء أهل السنة وأعراضهم في العراق بما فيهم الفلسطينيين هناك. ـ وأن يعلم أن هذا التحالف الحماسي الرافضي يتحمل القائمون به في حماس وزراً أكبر من أوزار من يتحالف مع اليهود لأن من يسالم اليهود لم يقل أنه من المؤمنين أو المجاهدين بل هو علماني وهويته معلنه وأعذاره معروفة، لكن ما هو عذر من يزعم أنه يدافع عن الكتاب والسنة وهو يلثم الأيدي التي تحرق الكتاب وتهتك السنة دون أي مقابل سوى سراب الباطل ووحل الزيف والخداع ( والرائد لا يكذب أهله ) ... ـ وكل هذه التساؤلات تشير إلى أن المسار مشوب وجانح عن النهج السوي، وأنه لا بد من وقفة مراجعة صادقة مع الله تعالى ثم مع الذات وغسل عار التعلق بأعداء السنة أو الرجاء منهم، وأن المكابر لا يحصد سوى الهوان وأنه ليس بعد الحق إلا الضلال، وقديماً قال العرب تجوع الحرة ولا تأكل بأثدائها، والعقيدة أسمى من المصلحة الحقيقية بل هي الحامية للمصلحة فكيف إذا كانت مصلحة حماس بتحالفها مع الرفض زائف ومنساق وراء آراء قاصرة أو جاهلة، وكل أهل السنة تحت المعاناة والكبت وقد تكون حماس أخف حملاً من غيرها في كثير من زوايا وخبايا العالم الإسلامي، فلا عذر للانحراف ومهادنة الردة فضلاً عن مساندتها لقتلة الفاروق ليجوسوا بحقدهم وبغضهم في بلاد السنة وأهلها "والكبر غمط الحق وسفه الناس" وكل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون، والعاقل من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعود أحمد، والله من وراء القصد. واذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلاً فَكَثَّرَكُمْ وَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (لأعراف: من الآية86).
مع تحياتي اخوكم بالله شمس السرايا
تعليق