عمروف الشيشاني لا ينسى فلسطين
ممدوح إسماعيل
أضيفت بتاريخ : 14 - 11 - 2007 نقلا عن : طريق الإسلام نسخة للطباعة القراء : 1061
لاأظن أنّه يوجد شعب مسلم عانى من أعداء الإسلام مثلما عانى الشعب الشيشاني، فهو منذ حوالى 280 عام وبالتحديد منذ عام 1722 والشعب الشيشاني صامد قابض على دينه رغم حملات القتل والتهجير والإبادة والنفي لمئات الألاف من أبنائه. لقد كتب الشعب الشيشاني صفحات رائعة كتبت بدماء الشهداء الزكية، وسطرها بحروف من ذهب لتبقى في التاريخ رمزا لتضحياته العظيمة من أجل إسلامه ووطنه.
عدوه لم يختلف سواء كانت روسيا القيصرية الصليبية أم روسيا الملحدة، اختلفت تسميات ووصف عدوه ولم يختلف العداء للشعب الشيشاني المسلم الأبي.
فبعد تفكك الإتحاد السوفيتى وإعلان الكثير من الجمهوريات الانفصال عن الإتحاد السوفيتي أعلنت الشيشان الانفصال والاستقلال، ولكن أعداء الإنسانية والعدالة الروس لم يقبلوا انفصال الشيشان في الوقت الذي قبلوا فيه انفصال الكثير من الجمهوريات ولكن الشيشان، فجهزوا الجيش وأعلنوا الحرب على الشيشان المسلمة الأبية عام 1994. ودارت رحى الحرب والمعارك بين المجاهدين الشيشان والمعتدين الروس حتى هزموا هزيمة منكرة بفضل الله، وانسحبوا من الشيشان عام 1996 وأعلنت الشيشان الاستقلال، ولكن الذئب الروسي كان يتربص بالشيشان فعاود كرة الحرب والاعتداء الغاشم على الآمنين عام 1999 ووقتها صرح الرئيس الروسي بوتين "أنّه إذا كان هناك ضرورة سوف أقاتل ضد الله". وسارع الجيش الروسي في ذبح الآمنين والشيوخ والأطفال، وارتكب مجاز لم تتوقف حتى الآن يندى لها جبين الإنسانية إن كان لها جبين، ولكن الشعب الشيشاني لم يقف مكتوف الأيدي ولكنه قاوم ونظم صفوفه وانتخب رئيسا له وظل صامدا مجاهدا مقاوما، فعمل المحتل المعتدي الروسي على تشكيل حكومة موالية له من العملاء وفي نفس الوقت سعى بكل خسة لاغتيال الرؤساء الشيشانيين المنتخبين من الشعب الشيشاني، فقتل "أصلان مسخادوف" ثم "عبد الحليم سعيد ولاييف" واغتال المجاهد البطل "شامل باسييف". وقد تولى "دوكو عمروف" رئاسة الشيشان بعد اغتيال "سعيد ولاييف" في يونيو 2006، وقد صرح "عمروف" أنّ الاعتداء الروسى الغاشم ضد بلده أوقع 225 ألف قتيل منهم 45 ألف طفل و350 ألف نازح، غير اختطاف الألاف واختفائهم في ظل صمت وتواطؤ مريب من المجتمع الدولي الذي صدع العالم بالحديث عن حقوق الإنسان في دارفور وتيمور الشرقية التي أعطاها حقها في الاستقلال لأنّهم نصارى وفقط، أمّا المسلمون فلهم الحرب والدمار وليس لهم حقوق إنسان.
والمقاومة الشيشانية مقاومة صامدة فهي تحارب قوة عالمية وهي لاتمتلك إلاّ إيمانها بالله والعالم الإسلامي كله لايتحرك له ساكن لهذا الشعب المسلم الصامد، فقد دمر الروس كل مظاهر العمران وهجروا أهل البلد وقتلو الرجال والأطفال، ولم يسمع هؤلاء المسلمون الشيشانيين صوتا رسميا من الدول الإسلامية ينتقد ويندد بهذا الظلم، وكان ممّا أدمى وأحزن قلوب الشيشانيين زيارة السيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لمنظمة حماس الإسلامية الفلسطينية لروسيا في 27 فبراير 2007 وقد أشاد بروسيا ونسى في ظل لعبة السياسة وهو الرجل المسلم المجاهد أنّ له إخوان يقتلون ويذبحون في الشيشان لهم نفس مطالب الفلسطنيين، لهم أرض محتلة ووطن سليب ومهجرين بمئات الألاف وشهداء بمئات الألاف ومجتمع دولي متآمر.
لاتختلف قضية فلسطين عن الشيشان، لذلك كان العرب المسلمون بجوار إخوانهم في المقاومة الشيشانية وقد عرف العالم كله بطولات الأبطال الشهداء: خطاب وأبو الوليد وأبو حفص وغيرهم من قافلة الشهداء العربية على أرض الشيشان نحسبهم كذلك ولانزكي على الله أحد، وهذا التفاعل الإسلامى جعل الشيشانيون يزدادوا إيمانا بإسلامهم وتمسكا بأمتهم الإسلامية.
وقد فاجأ "عمروف" العالم كله بتصريح أذيع في الأول من نوفمبر عبر هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" حيث أكد "دوكو عمروف" الرئيس الشيشاني المنتخب من قبل المقاومة أنّ الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل صارت كأهداف شرعية لشن الجهاد عليها، وذلك لجرائمها بحق المسلمين
وقال دوكو عمروف : "إنّ قوات الأمن الروسية ليست هي الوحيدة التي تستحق أن تهاجم"، مضيفًا: "أنّ كل الذين يحاربون المسلمين في كل مكان في العالم هم أعداء".
وقال عمروف: "إخواننا يحاربون في أفغانستان والعراق والصومال وفلسطين. إنّ أعداءنا المشتركين هم كل الذين يعتدون على المسلمين أينما كانوا. ليس فقط في روسيا، ولكن أيضًا في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وإسرائيل وكل الذين يشنون حربًا على الإسلام والمسلمين هم أعداؤنا".
هذه التصريحات تأتي من "عمروف" رغم أنّ القيادات الفلسطينية تحرص دائما على إقليمية أهدافها وتصريحاتها وخاصة الإسلاميين منهم، وهو خلل وخطأ ينبغي أن ينتبه له الفلسطنيون. نعم هم يضحون ويجاهدون أشرس عدو، ولكن الشيشانيون عدوهم أيضا شرس ويضحون، ثم إنّ فلسطين ليست قضية أرض وشعب فقط، إنّما هي صراع أيدلوجي وصراع وجود لاحدود، وكل المسلمون في العالم معنيين به بخلاف أنّ الأخوة الإسلامية ولا إله إلاّ الله ألغت كل العوائق من حدود وأعراق ولغات، فالمسلمون كلهم أمة واحدة.
ومن الملفت أنّ بعض القيادات الفلسطينية يطالبون العالم كله أن يكونوا معهم وهو حق، ولكن هل هم مع آلام ومصائب المسلمين كلهم في كل مكان، نعم مشاعرهم معهم ولكن مايرونه سياسة يعطل تفاعلهم الحقيقي. ولكن "عمروف" الرئيس الشيشاني لاينسى فلسطين ولاعدوها ويعتبرهم أعدائه رغم أنّه كان من السياسة التي يتحجج بها البعض أن يلعب ببعض التناقضات بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، فكما أنّ روسيا تحاول اللعب في الملف الفلسطيني باظهار بعض التعاطف الشكلي مع الفلسطنيين كذلك الأمريكان يظهرون تعاطف في الملف الشيشاني. ولكن "عمروف" لم يحاول أن يخفف لهجته مع الأمريكان أو يتودد إليهم، وإن فعل لن يلومه أحد فهو بلانصير، وذلك من باب السياسة كما يفعل بعض السياسيين ومن الإسلاميين وللأسف، ولكن الرجل رغم جراحه الشخصية من اختطاف زوجته وولده من قبل الروس، ورغم جراح شعبه وفقره وتشرده وصمت العالم الإسلامي لم يفت في عضده ذلك التخاذل، بل مضى بكل ثبات يعلن ولائه لله ولرسوله وللمؤمنين متحملا تبعات تصريحاته ولكنه مؤمن يرجو المدد والعون من الله الذي فرض عليه نصرة إخوانه المسلمين في كل مكان.
وأخيرا إنّ المسلمين عليهم واجب في كل مكان أن لاينسوا الشيشان وشعبها الصابر الصامد المجاهد القابض على دينه كالقابض على الجمر، ويجب أن لا نكون أسرى للإعلام، يوجهنا للاهتمام كيفما شاء بل يجب أن يوجهنا إسلامنا فقط إلى إخواننا المسلمين المضطهدين في كل مكان وأولهم الشيشانيين المنسيين، فهم المجاهدون من أجل دينهم ووطنهم وأمتهم فهم لم ينسوا الأمة فلم تنساهم الأمة، ويبقى أن نقرأ نشيد جيش وشعب الشيشان المقاوم لنعرف اعتزازهم بدينهم وصلابته، لنزداد اعتزازا وفخرا بهذا الشعب المسلم المجاهد الصابر الصامد.
ممدوح إسماعيل
أضيفت بتاريخ : 14 - 11 - 2007 نقلا عن : طريق الإسلام نسخة للطباعة القراء : 1061
لاأظن أنّه يوجد شعب مسلم عانى من أعداء الإسلام مثلما عانى الشعب الشيشاني، فهو منذ حوالى 280 عام وبالتحديد منذ عام 1722 والشعب الشيشاني صامد قابض على دينه رغم حملات القتل والتهجير والإبادة والنفي لمئات الألاف من أبنائه. لقد كتب الشعب الشيشاني صفحات رائعة كتبت بدماء الشهداء الزكية، وسطرها بحروف من ذهب لتبقى في التاريخ رمزا لتضحياته العظيمة من أجل إسلامه ووطنه.
عدوه لم يختلف سواء كانت روسيا القيصرية الصليبية أم روسيا الملحدة، اختلفت تسميات ووصف عدوه ولم يختلف العداء للشعب الشيشاني المسلم الأبي.
فبعد تفكك الإتحاد السوفيتى وإعلان الكثير من الجمهوريات الانفصال عن الإتحاد السوفيتي أعلنت الشيشان الانفصال والاستقلال، ولكن أعداء الإنسانية والعدالة الروس لم يقبلوا انفصال الشيشان في الوقت الذي قبلوا فيه انفصال الكثير من الجمهوريات ولكن الشيشان، فجهزوا الجيش وأعلنوا الحرب على الشيشان المسلمة الأبية عام 1994. ودارت رحى الحرب والمعارك بين المجاهدين الشيشان والمعتدين الروس حتى هزموا هزيمة منكرة بفضل الله، وانسحبوا من الشيشان عام 1996 وأعلنت الشيشان الاستقلال، ولكن الذئب الروسي كان يتربص بالشيشان فعاود كرة الحرب والاعتداء الغاشم على الآمنين عام 1999 ووقتها صرح الرئيس الروسي بوتين "أنّه إذا كان هناك ضرورة سوف أقاتل ضد الله". وسارع الجيش الروسي في ذبح الآمنين والشيوخ والأطفال، وارتكب مجاز لم تتوقف حتى الآن يندى لها جبين الإنسانية إن كان لها جبين، ولكن الشعب الشيشاني لم يقف مكتوف الأيدي ولكنه قاوم ونظم صفوفه وانتخب رئيسا له وظل صامدا مجاهدا مقاوما، فعمل المحتل المعتدي الروسي على تشكيل حكومة موالية له من العملاء وفي نفس الوقت سعى بكل خسة لاغتيال الرؤساء الشيشانيين المنتخبين من الشعب الشيشاني، فقتل "أصلان مسخادوف" ثم "عبد الحليم سعيد ولاييف" واغتال المجاهد البطل "شامل باسييف". وقد تولى "دوكو عمروف" رئاسة الشيشان بعد اغتيال "سعيد ولاييف" في يونيو 2006، وقد صرح "عمروف" أنّ الاعتداء الروسى الغاشم ضد بلده أوقع 225 ألف قتيل منهم 45 ألف طفل و350 ألف نازح، غير اختطاف الألاف واختفائهم في ظل صمت وتواطؤ مريب من المجتمع الدولي الذي صدع العالم بالحديث عن حقوق الإنسان في دارفور وتيمور الشرقية التي أعطاها حقها في الاستقلال لأنّهم نصارى وفقط، أمّا المسلمون فلهم الحرب والدمار وليس لهم حقوق إنسان.
والمقاومة الشيشانية مقاومة صامدة فهي تحارب قوة عالمية وهي لاتمتلك إلاّ إيمانها بالله والعالم الإسلامي كله لايتحرك له ساكن لهذا الشعب المسلم الصامد، فقد دمر الروس كل مظاهر العمران وهجروا أهل البلد وقتلو الرجال والأطفال، ولم يسمع هؤلاء المسلمون الشيشانيين صوتا رسميا من الدول الإسلامية ينتقد ويندد بهذا الظلم، وكان ممّا أدمى وأحزن قلوب الشيشانيين زيارة السيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لمنظمة حماس الإسلامية الفلسطينية لروسيا في 27 فبراير 2007 وقد أشاد بروسيا ونسى في ظل لعبة السياسة وهو الرجل المسلم المجاهد أنّ له إخوان يقتلون ويذبحون في الشيشان لهم نفس مطالب الفلسطنيين، لهم أرض محتلة ووطن سليب ومهجرين بمئات الألاف وشهداء بمئات الألاف ومجتمع دولي متآمر.
لاتختلف قضية فلسطين عن الشيشان، لذلك كان العرب المسلمون بجوار إخوانهم في المقاومة الشيشانية وقد عرف العالم كله بطولات الأبطال الشهداء: خطاب وأبو الوليد وأبو حفص وغيرهم من قافلة الشهداء العربية على أرض الشيشان نحسبهم كذلك ولانزكي على الله أحد، وهذا التفاعل الإسلامى جعل الشيشانيون يزدادوا إيمانا بإسلامهم وتمسكا بأمتهم الإسلامية.
وقد فاجأ "عمروف" العالم كله بتصريح أذيع في الأول من نوفمبر عبر هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" حيث أكد "دوكو عمروف" الرئيس الشيشاني المنتخب من قبل المقاومة أنّ الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل صارت كأهداف شرعية لشن الجهاد عليها، وذلك لجرائمها بحق المسلمين
وقال دوكو عمروف : "إنّ قوات الأمن الروسية ليست هي الوحيدة التي تستحق أن تهاجم"، مضيفًا: "أنّ كل الذين يحاربون المسلمين في كل مكان في العالم هم أعداء".
وقال عمروف: "إخواننا يحاربون في أفغانستان والعراق والصومال وفلسطين. إنّ أعداءنا المشتركين هم كل الذين يعتدون على المسلمين أينما كانوا. ليس فقط في روسيا، ولكن أيضًا في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وإسرائيل وكل الذين يشنون حربًا على الإسلام والمسلمين هم أعداؤنا".
هذه التصريحات تأتي من "عمروف" رغم أنّ القيادات الفلسطينية تحرص دائما على إقليمية أهدافها وتصريحاتها وخاصة الإسلاميين منهم، وهو خلل وخطأ ينبغي أن ينتبه له الفلسطنيون. نعم هم يضحون ويجاهدون أشرس عدو، ولكن الشيشانيون عدوهم أيضا شرس ويضحون، ثم إنّ فلسطين ليست قضية أرض وشعب فقط، إنّما هي صراع أيدلوجي وصراع وجود لاحدود، وكل المسلمون في العالم معنيين به بخلاف أنّ الأخوة الإسلامية ولا إله إلاّ الله ألغت كل العوائق من حدود وأعراق ولغات، فالمسلمون كلهم أمة واحدة.
ومن الملفت أنّ بعض القيادات الفلسطينية يطالبون العالم كله أن يكونوا معهم وهو حق، ولكن هل هم مع آلام ومصائب المسلمين كلهم في كل مكان، نعم مشاعرهم معهم ولكن مايرونه سياسة يعطل تفاعلهم الحقيقي. ولكن "عمروف" الرئيس الشيشاني لاينسى فلسطين ولاعدوها ويعتبرهم أعدائه رغم أنّه كان من السياسة التي يتحجج بها البعض أن يلعب ببعض التناقضات بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، فكما أنّ روسيا تحاول اللعب في الملف الفلسطيني باظهار بعض التعاطف الشكلي مع الفلسطنيين كذلك الأمريكان يظهرون تعاطف في الملف الشيشاني. ولكن "عمروف" لم يحاول أن يخفف لهجته مع الأمريكان أو يتودد إليهم، وإن فعل لن يلومه أحد فهو بلانصير، وذلك من باب السياسة كما يفعل بعض السياسيين ومن الإسلاميين وللأسف، ولكن الرجل رغم جراحه الشخصية من اختطاف زوجته وولده من قبل الروس، ورغم جراح شعبه وفقره وتشرده وصمت العالم الإسلامي لم يفت في عضده ذلك التخاذل، بل مضى بكل ثبات يعلن ولائه لله ولرسوله وللمؤمنين متحملا تبعات تصريحاته ولكنه مؤمن يرجو المدد والعون من الله الذي فرض عليه نصرة إخوانه المسلمين في كل مكان.
وأخيرا إنّ المسلمين عليهم واجب في كل مكان أن لاينسوا الشيشان وشعبها الصابر الصامد المجاهد القابض على دينه كالقابض على الجمر، ويجب أن لا نكون أسرى للإعلام، يوجهنا للاهتمام كيفما شاء بل يجب أن يوجهنا إسلامنا فقط إلى إخواننا المسلمين المضطهدين في كل مكان وأولهم الشيشانيين المنسيين، فهم المجاهدون من أجل دينهم ووطنهم وأمتهم فهم لم ينسوا الأمة فلم تنساهم الأمة، ويبقى أن نقرأ نشيد جيش وشعب الشيشان المقاوم لنعرف اعتزازهم بدينهم وصلابته، لنزداد اعتزازا وفخرا بهذا الشعب المسلم المجاهد الصابر الصامد.