أبشروا ... نحن نعيش مرحلة الفرز!
بقلم: صهيب عسقلاني
حصار المحاصر! تشديد الخناق! قطع رواتب! تهديد بقطع الوقود! تهديد بقطع الكهرباء! فقدان تدريجي للمواد التموينية والأساسية! اغتيالات لحماة الوطن! تدمير للبنية التحتية! قتل للمجاهدين! التلويح المستمر بعقاب البطون! ...
عزل غزة عن محيطها الخارجي! مؤامرة أنابوليس! حماس منظمة إرهابية! فرض عقوبات على كل من يتعامل مع الحركة! القضاء على حماس في الضفة! اجتياح مرتقب على القطاع!
من قال لكم أننا خائفون؟! وهل تعتقدون أن فرائصنا ترتعد خوفاً من زقزقة بطوننا!! أم أنكم تأملون المرور على أجداثنا بعد قليل!!؟
كلا.. بل نحن في قمة الطمأنينة يا قوم، وبشرى النصر القريب تطمس ملامح اليأس! ولقد لمحنا فجر النور وستهون علينا العقبات الكؤود! لا تحسبوا أننا نسير بغير هدى، ولا تحسبوا أننا عاجزون بل إننا نرى النصر ببصائرنا قاب قوسين أو أدنى ...
قد يقول قائل: يبدو أنكم تغطون في نوم عميق لدرجة "الهذيان"! وقد يقول آخر: كأن الكاتب من فلك المشتري! وقد يقول ثالث: أضغاث أحلام وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين!
لكن إطلالة سريعة على كتاب الله ومن ثم على التاريخ من الذين ينظرون ببصائرهم ستجلي لهم حقيقة ما نقول؛ فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور!
قد يصل الحصار في قطاع غزة إلى درجة الجوع بل أعظم، وقد يتساوى القتل مع شرب الماء بل أنكى! وقد يغدر بك ابن أمك وأبيك ويحبسك خلف قضبان العدو، بل قد يطلق النار عليك ليرديك قتيلاً من غير أن تطرف له عين! قد يحدث وهو يحدث..
لقد كثرت الاضطرابات، واختلط الحابل بالنابل، والتبست كثير من الأمور على كثير من الناس، وتعالت أصوات تدعو إلى مساواة الشريف بالعميل، والمجاهد بالقاتل، وأصبحنا في فتنة عظيمة "غير عجيبة"! وهي آية من آيات الله في هذا الكون لا يعقلها إلا العالمون..!
منذ بدايتها ... مرت القضية الفلسطينية بكثير من التناقضات والمتلابسات، فقد كانت منذ النكبة محكومة بمصالح خارجية، ورغم وقوف كثير من المخلصين كسد منيع لمنع تدفق المؤامرات المتتالية وابتلاعها، إلا أن كثيرا من دعاة الوطنية جعلوا من القضية مطية لتحقيق مآرب متصلة بعوامل خارجية أو شخصية دنيئة، ولقد كان السلام خياراً استراتيجياً عند بعض دعاة الوطنية مذ كان اليهودي يمنع اقتناء السكين في البيت لتقشير البطاطس وتقطيع البصل!! وقد كانت اللقاءات السرية تدور في الخارج والشعب المسكين الغافل ينام على ألحان أم كلثوم وعبد الحليم حافظ ويتغنى ويتمطى! ولم تكشف هذه اللقاءات والمؤامرات إلا في عصر الثورة الإعلامية والفضاء المفتوح فلا تعجبوا ليس أنابوليس المؤامرة العاشرة! بل ما خفي تحت الطاولة أكبر، وعادة المؤامرات المراد تنفيذها لا تعلن، وأما أنابوليس -المفضوح الأهداف- ليس المراد منه تنفيذ أية أجندة، بل المهمة الأولى والأخيرة له تلميع وتحسين صورة الضعفاء: بوش الغارق في العراق، وأولمرت المصدوم بـ"صيد الأفاعي" القسامية بأنواعها والمصاب حديثا بالسرطان فضلاُ عن خلافاته الداخلية الحادة مع باراك وغيره... وعباس الذي لا يملك من أمره شيئاَ ويتخبط يمنة ويسرة في قراراته خوفاَ من أن يصيب المقاطعة ما أصاب المنتدى!
مع اقتراب مؤتمر أنابوليس والذي أعلن أولمرت قبل أمس أنه ليس مؤتمراً للسلام، يقترب بموازاته مؤتمري دمشق وغزة بمشاركة فاعلة من فصائل المقاومة، ورغم المحاولات الحثيثة المعيبة من قبل "أزلام أوسلو-نابوليس" لإفشال مؤتمر دمشق ومنع بعض الأطراف من حضوره إلا أن المؤتمر سيعقد لا محالة ولو في شوارع غزة..
إن هذا التجاذب السياسي العنيف بين طرفي المعادلة ليس لعبة شد حبل بسيطة تنتهي بفوز أحد المتنازعين، بل إن هذا التجاذب يصل إلى شربة الماء وكسرة الخبز! فالحرب القذرة التي يشنها الطرف الأول: (بوش عباس أولمرت) على الحركة الإسلامية المقاومة في غزة والضفة هي الحلقة الأخيرة -بإذن الله- من سلسلة القهر والظلم "المركب" الذي يمارس على الحركة منذ 20 عاماً فالظلام والحصار والجوع الذي تنهش أنيابه في غزة هو منحة وهدية عظيمة للقضية الفلسطينية كان لابد من حصولها حتى يحصل التمايز.. وحتى تحصل المفاصلة الكبرى التي تفصل بين المعسكرين..
فهذا الابتلاء العظيم والامتحان الصعب.. حصار وغلاء وقتل ومساومة على الثوابت لا بد أن يخرج بناجحين وساقطين، ولا بد لنا أن نفرح يوم أن يستيقن المشككون والمذبذبون والدهماء أن هناك معسكري حق وباطل لا تساوي بينهما مطلقاً حتى ولو متعنا نواظرنا بصلاة جماعية في المقاطعة..!
وبعد كل هذا سنقول: ابشروا... ففجر الانتصار لاح والنصر ينبت حيث ترويه الجراح، قريباً ستصدح الحناجر بقول الله تعالى: {بل نقذف بالحق على الباطل فإذا هو زاهق}، قريباً سيقبل الناس رؤوس الصادقين ويبصقوا في وجوه المتآمرين حين يظهر البون كعين الشمس لمن أصابهم العمى!!
فمهما طالت عتمة الليل سيطلع الفجر وقد لمحناه! ولنا في كتاب الله عز وجل خير عظة وموعظة فهو دليلنا ومرشدنا وحادينا إلى الصبر ومؤملنا إلى النصر فهو المحكم المعجز الذي لا تختلط به الأهواء، كيف لا وهو كتاب رب الأرباب وجبار السماوات والأرض {ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير} حيث يقول سبحانه: {ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم}، وليس الله بتاركنا حتى يعلم الصادقين منا وحتى يتمايز الخبيث من الطيب..{أم حسبتم أن تتركوا ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ولم يتخذوا من دون الله و لا رسوله ولا المؤمنين وليجة والله خبير بما تعملون}... لكن مرضى النفوس والمنافقين لا يفهمون ولا يفقهون ولا بآيات الله وسننه وقوانينه الكونية يوقنون!
فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته في معركة الأحزاب يوم اجتمع عليه الكفار والمشركين بتأليب من اليهود وبلغت المحنة مبلغها {وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر..}... أخذ يسرد الرسول المعجزة انتصارات الغد يراها بين ثنايا الألم، قال المنافقون يومها: {ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا} لكن المؤمنين الصادقين اطمئنوا إلى وعد الله ووعد رسوله صلى الله عليه وسلم قال الله فيهم: {وَلَمَّا رَأى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَاناً وَتَسْلِيماً}.
ففي هذه المحن سينجلي خبث النفوس المستتر تحت شعارات القومية الزائفة،وحينها سينكشف الذهب الخالص من "التنك"، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.. ولكنكم تستعجلون..
بقلم: صهيب عسقلاني
حصار المحاصر! تشديد الخناق! قطع رواتب! تهديد بقطع الوقود! تهديد بقطع الكهرباء! فقدان تدريجي للمواد التموينية والأساسية! اغتيالات لحماة الوطن! تدمير للبنية التحتية! قتل للمجاهدين! التلويح المستمر بعقاب البطون! ...
عزل غزة عن محيطها الخارجي! مؤامرة أنابوليس! حماس منظمة إرهابية! فرض عقوبات على كل من يتعامل مع الحركة! القضاء على حماس في الضفة! اجتياح مرتقب على القطاع!
من قال لكم أننا خائفون؟! وهل تعتقدون أن فرائصنا ترتعد خوفاً من زقزقة بطوننا!! أم أنكم تأملون المرور على أجداثنا بعد قليل!!؟
كلا.. بل نحن في قمة الطمأنينة يا قوم، وبشرى النصر القريب تطمس ملامح اليأس! ولقد لمحنا فجر النور وستهون علينا العقبات الكؤود! لا تحسبوا أننا نسير بغير هدى، ولا تحسبوا أننا عاجزون بل إننا نرى النصر ببصائرنا قاب قوسين أو أدنى ...
قد يقول قائل: يبدو أنكم تغطون في نوم عميق لدرجة "الهذيان"! وقد يقول آخر: كأن الكاتب من فلك المشتري! وقد يقول ثالث: أضغاث أحلام وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين!
لكن إطلالة سريعة على كتاب الله ومن ثم على التاريخ من الذين ينظرون ببصائرهم ستجلي لهم حقيقة ما نقول؛ فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور!
قد يصل الحصار في قطاع غزة إلى درجة الجوع بل أعظم، وقد يتساوى القتل مع شرب الماء بل أنكى! وقد يغدر بك ابن أمك وأبيك ويحبسك خلف قضبان العدو، بل قد يطلق النار عليك ليرديك قتيلاً من غير أن تطرف له عين! قد يحدث وهو يحدث..
لقد كثرت الاضطرابات، واختلط الحابل بالنابل، والتبست كثير من الأمور على كثير من الناس، وتعالت أصوات تدعو إلى مساواة الشريف بالعميل، والمجاهد بالقاتل، وأصبحنا في فتنة عظيمة "غير عجيبة"! وهي آية من آيات الله في هذا الكون لا يعقلها إلا العالمون..!
منذ بدايتها ... مرت القضية الفلسطينية بكثير من التناقضات والمتلابسات، فقد كانت منذ النكبة محكومة بمصالح خارجية، ورغم وقوف كثير من المخلصين كسد منيع لمنع تدفق المؤامرات المتتالية وابتلاعها، إلا أن كثيرا من دعاة الوطنية جعلوا من القضية مطية لتحقيق مآرب متصلة بعوامل خارجية أو شخصية دنيئة، ولقد كان السلام خياراً استراتيجياً عند بعض دعاة الوطنية مذ كان اليهودي يمنع اقتناء السكين في البيت لتقشير البطاطس وتقطيع البصل!! وقد كانت اللقاءات السرية تدور في الخارج والشعب المسكين الغافل ينام على ألحان أم كلثوم وعبد الحليم حافظ ويتغنى ويتمطى! ولم تكشف هذه اللقاءات والمؤامرات إلا في عصر الثورة الإعلامية والفضاء المفتوح فلا تعجبوا ليس أنابوليس المؤامرة العاشرة! بل ما خفي تحت الطاولة أكبر، وعادة المؤامرات المراد تنفيذها لا تعلن، وأما أنابوليس -المفضوح الأهداف- ليس المراد منه تنفيذ أية أجندة، بل المهمة الأولى والأخيرة له تلميع وتحسين صورة الضعفاء: بوش الغارق في العراق، وأولمرت المصدوم بـ"صيد الأفاعي" القسامية بأنواعها والمصاب حديثا بالسرطان فضلاُ عن خلافاته الداخلية الحادة مع باراك وغيره... وعباس الذي لا يملك من أمره شيئاَ ويتخبط يمنة ويسرة في قراراته خوفاَ من أن يصيب المقاطعة ما أصاب المنتدى!
مع اقتراب مؤتمر أنابوليس والذي أعلن أولمرت قبل أمس أنه ليس مؤتمراً للسلام، يقترب بموازاته مؤتمري دمشق وغزة بمشاركة فاعلة من فصائل المقاومة، ورغم المحاولات الحثيثة المعيبة من قبل "أزلام أوسلو-نابوليس" لإفشال مؤتمر دمشق ومنع بعض الأطراف من حضوره إلا أن المؤتمر سيعقد لا محالة ولو في شوارع غزة..
إن هذا التجاذب السياسي العنيف بين طرفي المعادلة ليس لعبة شد حبل بسيطة تنتهي بفوز أحد المتنازعين، بل إن هذا التجاذب يصل إلى شربة الماء وكسرة الخبز! فالحرب القذرة التي يشنها الطرف الأول: (بوش عباس أولمرت) على الحركة الإسلامية المقاومة في غزة والضفة هي الحلقة الأخيرة -بإذن الله- من سلسلة القهر والظلم "المركب" الذي يمارس على الحركة منذ 20 عاماً فالظلام والحصار والجوع الذي تنهش أنيابه في غزة هو منحة وهدية عظيمة للقضية الفلسطينية كان لابد من حصولها حتى يحصل التمايز.. وحتى تحصل المفاصلة الكبرى التي تفصل بين المعسكرين..
فهذا الابتلاء العظيم والامتحان الصعب.. حصار وغلاء وقتل ومساومة على الثوابت لا بد أن يخرج بناجحين وساقطين، ولا بد لنا أن نفرح يوم أن يستيقن المشككون والمذبذبون والدهماء أن هناك معسكري حق وباطل لا تساوي بينهما مطلقاً حتى ولو متعنا نواظرنا بصلاة جماعية في المقاطعة..!
وبعد كل هذا سنقول: ابشروا... ففجر الانتصار لاح والنصر ينبت حيث ترويه الجراح، قريباً ستصدح الحناجر بقول الله تعالى: {بل نقذف بالحق على الباطل فإذا هو زاهق}، قريباً سيقبل الناس رؤوس الصادقين ويبصقوا في وجوه المتآمرين حين يظهر البون كعين الشمس لمن أصابهم العمى!!
فمهما طالت عتمة الليل سيطلع الفجر وقد لمحناه! ولنا في كتاب الله عز وجل خير عظة وموعظة فهو دليلنا ومرشدنا وحادينا إلى الصبر ومؤملنا إلى النصر فهو المحكم المعجز الذي لا تختلط به الأهواء، كيف لا وهو كتاب رب الأرباب وجبار السماوات والأرض {ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير} حيث يقول سبحانه: {ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم}، وليس الله بتاركنا حتى يعلم الصادقين منا وحتى يتمايز الخبيث من الطيب..{أم حسبتم أن تتركوا ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ولم يتخذوا من دون الله و لا رسوله ولا المؤمنين وليجة والله خبير بما تعملون}... لكن مرضى النفوس والمنافقين لا يفهمون ولا يفقهون ولا بآيات الله وسننه وقوانينه الكونية يوقنون!
فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته في معركة الأحزاب يوم اجتمع عليه الكفار والمشركين بتأليب من اليهود وبلغت المحنة مبلغها {وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر..}... أخذ يسرد الرسول المعجزة انتصارات الغد يراها بين ثنايا الألم، قال المنافقون يومها: {ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا} لكن المؤمنين الصادقين اطمئنوا إلى وعد الله ووعد رسوله صلى الله عليه وسلم قال الله فيهم: {وَلَمَّا رَأى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَاناً وَتَسْلِيماً}.
ففي هذه المحن سينجلي خبث النفوس المستتر تحت شعارات القومية الزائفة،وحينها سينكشف الذهب الخالص من "التنك"، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.. ولكنكم تستعجلون..
تعليق