قصتي مع الاستقلال ........"بابا أولا يستحق الاحتفال ؟!"
15/11/1988 م
يا له من يوم !..... ويالها من ذكريات تجتاح خاطري كل عام وفي مثل هذا اليوم تحديداً!
أذكر ذاك اليوم جيداً عندما بدأت مُدَرسة التربية الوطنية في شرح الدرس المعنون "اعلان دولة فلسطين ",
كنت أنظر اليها,وأتمتم في نفسي الحمد لله أنني فلسطينية ,دولتي مستقلة ,وعاصمتها أرض المسرى القدسية .
علامات الفرح والاستبشار كانت ترتسم على وجهي ,فما أن عدت الى البيت حتى بادرت والدي قائلة :
"يا الله ...شو وجهي خير عليكم ....في سنة مولدي كان استقلالكم ....وقبلها كنتم مهجرين
مشتتين في بقاع الأرض ,واليوم ها أنتم مستقلين أحرار ...,يا الله يا بابا شو محظوظ في هالبنت "
تبسم والدي وقال :"بتصدقي بعرف حالي متعوس في هالبنت..!......لكن قلتيلي أن فلسطين مستقلة من عام 1988 "
وبدون تردد قلت :"نعم ......حتى اسأل مُدرسة التربية الوطنية ...لا ...أحكيلك استنى لأجيبلك الكتاب "
نظر اليَّ وقال :" يا بنتي شو يعني مستقلة ؟ما شرحت لكم المعلمة؟؟؟؟
فيكي يا دكتورة تحكيلي ليش محمود الخواجة استشهد !....ليش يحيى عياش تفجر........ليش
فتحي الشقاقي اغتيل !......... ع أساس أنه دولتنا مستقلة ؟؟!
وهنا آثرت الصمت .....أسئلة عدة جالت في خاطري .......شعرت بتضارب أفكاري ...أحسست بأن
كلماتي تهرب أمام كلماته....فلم أسأل نفسي ولم أسأل مدرستي ماذا يعني مستقلة ,لأني استعذبت اللفظ وأحببته!
شعر والدي بالحيرة تتملكني ,فقطع الصمت المخيم على المكان وقال
:"سنحتقل يا بنيتي في الاستقلال يوما ما ......شاؤوا أم أبوا"
لا أخفيكم ....لم أعرف حينها _ولم أود أن أسأل _"واوا الجماعة " على من تعود ؟ومن يقصد
؟وهل تستطيع أي قوة في العالم منعنا من الاحتفال باستقلال بلادنا "؟؟؟!
ومع الأيام باتت تتضح الرؤية لديَّ ،وانجلى الضباب المغلف لعيني َّ.....أدركت لم استشهد محمود
؟ولم اغتيل فتحي ؟ولم تفجر عياش ؟ولم ابتعد والدي عني سنوات في غيابات السجن !
أدركت أن دولتنا الفلسطينية لن تأتي بطفرة جينية كما يتصورها البعض .وانما ستتمخض عن
سلسلة من المواقف النضالية الجهادية, والوحدة الاستراتيجية ,فوثيقة الاستقلال التي وددت
يوما أن أحتفل بها لا تسوي ثمن الورق الذي كتبت عليه ,ولربما كان الورق أغلى ثمناً!
هي قناعة تولدت لدي هذا الصباح حينما كنت أتصفح الانترنت بحثا عن عن وثيقة الاستقلال,
فظهرت لدي وثيقة استقلال اسرائيل على أرض فلسطين !
لم أشعر بالدموع تنساب على وجنتي, إلا أن لسعتني حرارتها ........لا أدري لمن شعرت بالعار
من أن تظهر هذه النتيجة لدي ....أنا أبحث عن وطني ولا أجده !
قلت لنفسي فلتضيفي كلمة فلسطينية الى عنوان (وثيقة الاستقلال ) وبحمد الله وجدتها
وجدتها مخطوطة على ورق طواه النسيان في زمن النسيان !
آه ...آ ه .....آه يا وطني !
يا وطني .........آه !
يا له من يوم !..... ويالها من ذكريات تجتاح خاطري كل عام وفي مثل هذا اليوم تحديداً!
أذكر ذاك اليوم جيداً عندما بدأت مُدَرسة التربية الوطنية في شرح الدرس المعنون "اعلان دولة فلسطين ",
كنت أنظر اليها,وأتمتم في نفسي الحمد لله أنني فلسطينية ,دولتي مستقلة ,وعاصمتها أرض المسرى القدسية .
علامات الفرح والاستبشار كانت ترتسم على وجهي ,فما أن عدت الى البيت حتى بادرت والدي قائلة :
"يا الله ...شو وجهي خير عليكم ....في سنة مولدي كان استقلالكم ....وقبلها كنتم مهجرين
مشتتين في بقاع الأرض ,واليوم ها أنتم مستقلين أحرار ...,يا الله يا بابا شو محظوظ في هالبنت "
تبسم والدي وقال :"بتصدقي بعرف حالي متعوس في هالبنت..!......لكن قلتيلي أن فلسطين مستقلة من عام 1988 "
وبدون تردد قلت :"نعم ......حتى اسأل مُدرسة التربية الوطنية ...لا ...أحكيلك استنى لأجيبلك الكتاب "
نظر اليَّ وقال :" يا بنتي شو يعني مستقلة ؟ما شرحت لكم المعلمة؟؟؟؟
فيكي يا دكتورة تحكيلي ليش محمود الخواجة استشهد !....ليش يحيى عياش تفجر........ليش
فتحي الشقاقي اغتيل !......... ع أساس أنه دولتنا مستقلة ؟؟!
وهنا آثرت الصمت .....أسئلة عدة جالت في خاطري .......شعرت بتضارب أفكاري ...أحسست بأن
كلماتي تهرب أمام كلماته....فلم أسأل نفسي ولم أسأل مدرستي ماذا يعني مستقلة ,لأني استعذبت اللفظ وأحببته!
شعر والدي بالحيرة تتملكني ,فقطع الصمت المخيم على المكان وقال
:"سنحتقل يا بنيتي في الاستقلال يوما ما ......شاؤوا أم أبوا"
لا أخفيكم ....لم أعرف حينها _ولم أود أن أسأل _"واوا الجماعة " على من تعود ؟ومن يقصد
؟وهل تستطيع أي قوة في العالم منعنا من الاحتفال باستقلال بلادنا "؟؟؟!
ومع الأيام باتت تتضح الرؤية لديَّ ،وانجلى الضباب المغلف لعيني َّ.....أدركت لم استشهد محمود
؟ولم اغتيل فتحي ؟ولم تفجر عياش ؟ولم ابتعد والدي عني سنوات في غيابات السجن !
أدركت أن دولتنا الفلسطينية لن تأتي بطفرة جينية كما يتصورها البعض .وانما ستتمخض عن
سلسلة من المواقف النضالية الجهادية, والوحدة الاستراتيجية ,فوثيقة الاستقلال التي وددت
يوما أن أحتفل بها لا تسوي ثمن الورق الذي كتبت عليه ,ولربما كان الورق أغلى ثمناً!
هي قناعة تولدت لدي هذا الصباح حينما كنت أتصفح الانترنت بحثا عن عن وثيقة الاستقلال,
فظهرت لدي وثيقة استقلال اسرائيل على أرض فلسطين !
لم أشعر بالدموع تنساب على وجنتي, إلا أن لسعتني حرارتها ........لا أدري لمن شعرت بالعار
من أن تظهر هذه النتيجة لدي ....أنا أبحث عن وطني ولا أجده !
قلت لنفسي فلتضيفي كلمة فلسطينية الى عنوان (وثيقة الاستقلال ) وبحمد الله وجدتها
وجدتها مخطوطة على ورق طواه النسيان في زمن النسيان !
آه ...آ ه .....آه يا وطني !
يا وطني .........آه !
تعليق