عمان – فراس برس: كتب عبد الرحمن الراشد: حماس انشقت على السلطة، وأخذت غزة بالقوة، وقام رجالٌ من منسوبيها برمي موظفين في فتح من أعالي البنايات، وقتل أمنُها المتظاهرينَ سلماً في الشوارع، ومنعوا الناس من الصلاة في الساحات العامة، كل ذلك جرى في اقل من خمسة أشهر. فرطت حماس في النظام السياسي الذي جاء بها، وخربت العلاقة الفلسطينية ـ الفلسطينية، فلماذا هذا التهور، وهذا العنف؟
حركة حماس بلغت هذه السنة عشرين عاماً، وهي ليست سن المراهقة في عمر التنظيمات بل النضج والتجربة والحكمة. الملاحظ ان التنظيم تكبر اخطاؤه مع كبر سنه.
الغريب ان قلقنا كان أكبر على الحركة العجوز، فتح، خاصة بعد وفاة ياسر عرفات في نوفمبر (تشرين الثاني) قبل ثلاث سنوات، كنا نتوقع أزمة بسبب الفراغ القيادي. المفاجأة أن فتح لم تمر بأزمة ولا في يوم واحد، رغم تناقض رؤوسها وكثرتهم. كل قياداتها ارتضت برئاسة محمود عباس ودانت له بالطاعة. اما حماس، التنظيم المتراص الصفوف، او هكذا صوِّر لنا، الأكثر استعدادا للتضحية، الرافض للسلطة، فقد أثبت عكس كل ذلك بعد مقتل مؤسِّسها ومرشدها الشيخ ياسين، وللمصادفة انه توفي قبل عرفات بثمانية أشهر.
لنقارن بين التنظيمين حماس، لا فتح، هي من تعاني غيابَ القيادة. صارت تنظيما في جدل وتناحر منهية سياسة الشيخ ياسين الذي كان يرفض ان تدخل في معارك مع السلطة الفلسطينية او بقية التنظيمات الشقيقة الأخرى. فتح تحت قيادة ابو مازن هي التي سكتت عن الذل والمهانة من الإخوة في غزة، ومع هذا لم تنته مشاكلها. والغريب ايضا ان حماس هي التي صارت تمنع قصف اسرائيل وتحت ظل حكمها لم تنفذ عملية انتحارية واحدة ضد الاسرائيليين، بل معظم نشاطاتها العسكرية هي لمطاردة منسوبي فتح وأهاليهم.
وعندما نسمع الى الاصوات في غزة نرى تناقضا بين قيادات حماس، ونسمع تناقضا اكثر وضوحاً مع قيادتها في سورية، ويبقى السؤال من هي القيادة الحقيقية لهذا التنظيم التائه؟ لماذا يخرج احد ابرز قياداتها ويحذر اسرائيل من انها إن انسحبت من الضفة الغربية فان حماس ستقاتل من اجل السيطرة عليها؟ هل يعقل ان يتفوه احد بمثل هذا القول، فيسكت عن احتلال اسرائيل وينتفض ضد حكم السلطة الفلسطينية؟
وإذا كانت حماس في زمن الشيخ ياسين ترفض ان تكون في السلطة، فإنها في زمن هنية ومشعل تتشبث بكرسي الحكم الى درجة انها ترفض استفزاز الاسرائيليين، كما انها لم ترفع السلاح دفاعا عن 64 من قيادييها اعتقلتهم اسرائيل ولا يزالون في السجن.
ويبدو ان حماس في كل خطوة تخطوها تغرق في المزيد من الوحل الفلسطيني، وصارت أمام اهلها، حركة انقلابية دموية
حركة حماس بلغت هذه السنة عشرين عاماً، وهي ليست سن المراهقة في عمر التنظيمات بل النضج والتجربة والحكمة. الملاحظ ان التنظيم تكبر اخطاؤه مع كبر سنه.
الغريب ان قلقنا كان أكبر على الحركة العجوز، فتح، خاصة بعد وفاة ياسر عرفات في نوفمبر (تشرين الثاني) قبل ثلاث سنوات، كنا نتوقع أزمة بسبب الفراغ القيادي. المفاجأة أن فتح لم تمر بأزمة ولا في يوم واحد، رغم تناقض رؤوسها وكثرتهم. كل قياداتها ارتضت برئاسة محمود عباس ودانت له بالطاعة. اما حماس، التنظيم المتراص الصفوف، او هكذا صوِّر لنا، الأكثر استعدادا للتضحية، الرافض للسلطة، فقد أثبت عكس كل ذلك بعد مقتل مؤسِّسها ومرشدها الشيخ ياسين، وللمصادفة انه توفي قبل عرفات بثمانية أشهر.
لنقارن بين التنظيمين حماس، لا فتح، هي من تعاني غيابَ القيادة. صارت تنظيما في جدل وتناحر منهية سياسة الشيخ ياسين الذي كان يرفض ان تدخل في معارك مع السلطة الفلسطينية او بقية التنظيمات الشقيقة الأخرى. فتح تحت قيادة ابو مازن هي التي سكتت عن الذل والمهانة من الإخوة في غزة، ومع هذا لم تنته مشاكلها. والغريب ايضا ان حماس هي التي صارت تمنع قصف اسرائيل وتحت ظل حكمها لم تنفذ عملية انتحارية واحدة ضد الاسرائيليين، بل معظم نشاطاتها العسكرية هي لمطاردة منسوبي فتح وأهاليهم.
وعندما نسمع الى الاصوات في غزة نرى تناقضا بين قيادات حماس، ونسمع تناقضا اكثر وضوحاً مع قيادتها في سورية، ويبقى السؤال من هي القيادة الحقيقية لهذا التنظيم التائه؟ لماذا يخرج احد ابرز قياداتها ويحذر اسرائيل من انها إن انسحبت من الضفة الغربية فان حماس ستقاتل من اجل السيطرة عليها؟ هل يعقل ان يتفوه احد بمثل هذا القول، فيسكت عن احتلال اسرائيل وينتفض ضد حكم السلطة الفلسطينية؟
وإذا كانت حماس في زمن الشيخ ياسين ترفض ان تكون في السلطة، فإنها في زمن هنية ومشعل تتشبث بكرسي الحكم الى درجة انها ترفض استفزاز الاسرائيليين، كما انها لم ترفع السلاح دفاعا عن 64 من قيادييها اعتقلتهم اسرائيل ولا يزالون في السجن.
ويبدو ان حماس في كل خطوة تخطوها تغرق في المزيد من الوحل الفلسطيني، وصارت أمام اهلها، حركة انقلابية دموية
تعليق