لقاء
صحفي مع مجموعة من مجاهدات سرايا القدس:
لن نقف مكتوفات الأيدي وشعبنا يذبح وسنقاتل العدو...
نساء من نوع آخر استبدلن عطرهن بعبق تراب الأرض وخضبن كفوفهن بدم الشهداء، حملن السلاح على سواعدهن بدلاً من الزينة والمصاغ، نساء آمنّ بأن كرامة الإنسان كروحه لا تسلب إلا بإذن خالقها فتجنّدن ليكن مقاتلات واستشهاديات.. رحلتهن تبدأ مع العمل العسكري بقَسَم تقول كلماته: "أقسم بالله العظيم على أن أسير على درب ذات الشوكة وعلى درب الشهادة والمقاومة والجهاد وأن أطيع الله والرسول.."
التقينا بعد محاولات عديدة مع مجموعة من مجاهدات سرايا القدس ـ الجناح العسكري للجهاد الإسلامي اللواتي تنتظرن دورهن لنيل أعظم درجات الشهادة بأن يتحولن لاستشهاديات.
أعمارهن تترواح بين السادسة عشرة والرابعة والعشرين، يحفظن التاريخ النضالي للمرأة الفلسطينية منذ دلال المغربي المقاتلة الفتحاوية التي شكلت نموذجاً فريداً في العمل النضالي، وحتى عطاف عليان ابنة الجهاد الإسلامي صاحبة أول محاولة لتنفيذ عملية استشهادية تنفذها فلسطينية في العام 1985 وصولاً إلى سلسلة الكرامة والشرف التي سطرتها أربع استشهاديات خلال انتفاضة الأقصى، فالرغبة في الاستقلال ونيل الحرية هي مطلب جماعي لكل امرأة ورجل فلسطيني يعيش ظروف الاحتلال.
يعرّفن عن أنفسهن بأسماء حركية تستخدم للضرورة وللحفاظ على أمن وسرية العمل الجهادي... "فاطمة" اسم اختارته إحدى المقاتلات، وهي طالبة جامعية تساءلت إن كان بإمكانها أن تقف ساكنة وكل يوم يستشهد والد أو أخ أو زوج أو حتى جار لها؟؟
فاطمة تتحدث بداية ـ والنقاب يغطي وجهها ـ عن شعورها بالفخر والاعتزاز لكونها استطاعت الانضمام إلى احد معسكرات التدريب على السلاح الذي شمل إطلاق النار وتفكيك السلاح وتركيبه، إضافة لاستخدام العبوات الناسفة وطريقة نقلها من مكان إلى آخر بأمان، مشيرة إلى أنها تحاول استغلال خروجها للجامعة والتوجه للتدريب ساعة في اليوم حتى "استطعت أن أجيد استخدام السلاح وعندي قدرة على إطلاق قذيفة "آر. بي. جي" دون أن أهتز".
وفاطمة تحلم بالزواج والإنجاب مثلها مثل أي فتاة عادية، وسعيها لأن تصبح استشهادية لا يعيق هذه الأحلام ما دامت تؤمن بأنها تهب حياتها ليحيا الآخرون بكرامة وحرية، وتؤكد أن والدتها تبارك عملها وتدعو لها بالتوفيق كلما خرجت للتدريب.
لماذا لا أكون التالية؟
أسماء فتاة أخرى في عمر الزهور تبلغ من العمر (16 عاماً) قالت: "في صغري كنت ألعب دوماً دور الفدائي، وعندما كبرت مللت اللعب وقررت أن أغدو حقيقة مثل الإستشهادية آيات، وقلت في نفسي لماذا لا أكون التالية؟".
شريكة الرجال
المشرف الخاص على تدريب الفتيات قال: «إن العمل الاستشهادي بغض النظر عن الحزب أو التنظيم أو كون الاستشهادي شاباً أو فتاة هو عمل عظيم يحتاج إلى تهيئة نفسية وجسدية. فالإستشهادية أخرجت المرأة الفلسطينية من الصورة النمطية التي رسمها لها المجتمع وتناقلتها وسائل الإعلام عبر صورة المرأة التي تصرخ وتبكي وتستنجد، فظهرت الإستشهادية تحمل الراية كشريكة حقيقية للرجل»، مشيراً إلى فتيات جنين اللواتي وقفن جنباً إلى جنب مع المقاتلين أمام الآليات العسكرية الإسرائيلية.
مجاهدة أخرى أكدت ما قاله مدربها موضحة أنه لا فرق بين المرأة والرجل، فما يتعرض له الاستشهادي تتعرض له الإستشهادية، فهل الرجل أكثر وطنية من المرأة؟
شروط خاصة
دخول الفتاة إلى قلب الكيان الصهيوني وتفجير نفسها كان له شروط خاصة تحدثت عنها أم الحسن إحدى المجاهدات مبتدئة بقوة الإيمان بالله وبعدالة قضيتنا والإرادة التي تدفع المجاهدة لتحمل مهام التدريب وضرورة وجود أساس إسلامي سليم.
وحول أسباب الاستعانة بالفتيات تقول: "إن ثقافة الإستشهادية هي ثقافة جديدة على الصهاينة، ولهذا فإن فرص نجاحها أكبر من الرجل لسهولة حملها للمواد المتفجرة وسهولة اجتيازها للحواجز الأمنية الإسرائيلية"، وفيما تعرضت له الفتيات الفلسطينيات مؤخراً من اعتقالات إسرائيلية بتهمة التخطيط لتنفيذ عمليات استشهادية قالت: «إن مثل هذه الإجراءات مجرد إرهاب وتخويف لن يجدوا له جواباً عند فتيات المقاومة سوى انتظار عملية تكون منفذتها استشهادية تقض مضاجع الصهاينة».
الدوافع
عوامل الإحباط، الفقر أو اليأس الذي يرجعه البعض لظهور ظاهرة الاستشهاديات كانت عوامل ملفقة لا أساس لها من الصحة كما ظهر من خلال حديث المقاتلات عن الحياة والطموح بأمل كبير، كما ان كلاً من دارين أو آيات ووفاء أو عندليب لم تكنّ قليلات الجمال أو الحظ، بل كنّ طالبات متفوقات وجامعيات وذوات مستوى معيشي جيد، عدا عن كون كل واحدة منهن تخطط لكيفية بناء أسرة مجاهدة في المستقبل، وما خروجهن للجهاد إلا مساندة للرجل في جهاده ضد عدو سقطت كل المحرمات والأعراف من قاموسه، وهو لا يفرق بين طفل أو كهل ولا بين رجل أو امرأة.
وعن أطرف المفارقات التي تحدث مع الفتيات بين كونهن مقاتلات وربات منزل، قالت إحداهن: «إنها وخلال ساعات التدريب تتمكن من حمل العديد من الأسلحة والمعدات بينما تطلب في كثير من الأحيان مساعدة من حولها لحمل بعض أثاث المنزل».
لن نقف مكتوفات الأيدي وشعبنا يذبح وسنقاتل العدو...
نساء من نوع آخر استبدلن عطرهن بعبق تراب الأرض وخضبن كفوفهن بدم الشهداء، حملن السلاح على سواعدهن بدلاً من الزينة والمصاغ، نساء آمنّ بأن كرامة الإنسان كروحه لا تسلب إلا بإذن خالقها فتجنّدن ليكن مقاتلات واستشهاديات.. رحلتهن تبدأ مع العمل العسكري بقَسَم تقول كلماته: "أقسم بالله العظيم على أن أسير على درب ذات الشوكة وعلى درب الشهادة والمقاومة والجهاد وأن أطيع الله والرسول.."
التقينا بعد محاولات عديدة مع مجموعة من مجاهدات سرايا القدس ـ الجناح العسكري للجهاد الإسلامي اللواتي تنتظرن دورهن لنيل أعظم درجات الشهادة بأن يتحولن لاستشهاديات.
أعمارهن تترواح بين السادسة عشرة والرابعة والعشرين، يحفظن التاريخ النضالي للمرأة الفلسطينية منذ دلال المغربي المقاتلة الفتحاوية التي شكلت نموذجاً فريداً في العمل النضالي، وحتى عطاف عليان ابنة الجهاد الإسلامي صاحبة أول محاولة لتنفيذ عملية استشهادية تنفذها فلسطينية في العام 1985 وصولاً إلى سلسلة الكرامة والشرف التي سطرتها أربع استشهاديات خلال انتفاضة الأقصى، فالرغبة في الاستقلال ونيل الحرية هي مطلب جماعي لكل امرأة ورجل فلسطيني يعيش ظروف الاحتلال.
يعرّفن عن أنفسهن بأسماء حركية تستخدم للضرورة وللحفاظ على أمن وسرية العمل الجهادي... "فاطمة" اسم اختارته إحدى المقاتلات، وهي طالبة جامعية تساءلت إن كان بإمكانها أن تقف ساكنة وكل يوم يستشهد والد أو أخ أو زوج أو حتى جار لها؟؟
فاطمة تتحدث بداية ـ والنقاب يغطي وجهها ـ عن شعورها بالفخر والاعتزاز لكونها استطاعت الانضمام إلى احد معسكرات التدريب على السلاح الذي شمل إطلاق النار وتفكيك السلاح وتركيبه، إضافة لاستخدام العبوات الناسفة وطريقة نقلها من مكان إلى آخر بأمان، مشيرة إلى أنها تحاول استغلال خروجها للجامعة والتوجه للتدريب ساعة في اليوم حتى "استطعت أن أجيد استخدام السلاح وعندي قدرة على إطلاق قذيفة "آر. بي. جي" دون أن أهتز".
وفاطمة تحلم بالزواج والإنجاب مثلها مثل أي فتاة عادية، وسعيها لأن تصبح استشهادية لا يعيق هذه الأحلام ما دامت تؤمن بأنها تهب حياتها ليحيا الآخرون بكرامة وحرية، وتؤكد أن والدتها تبارك عملها وتدعو لها بالتوفيق كلما خرجت للتدريب.
لماذا لا أكون التالية؟
أسماء فتاة أخرى في عمر الزهور تبلغ من العمر (16 عاماً) قالت: "في صغري كنت ألعب دوماً دور الفدائي، وعندما كبرت مللت اللعب وقررت أن أغدو حقيقة مثل الإستشهادية آيات، وقلت في نفسي لماذا لا أكون التالية؟".
شريكة الرجال
المشرف الخاص على تدريب الفتيات قال: «إن العمل الاستشهادي بغض النظر عن الحزب أو التنظيم أو كون الاستشهادي شاباً أو فتاة هو عمل عظيم يحتاج إلى تهيئة نفسية وجسدية. فالإستشهادية أخرجت المرأة الفلسطينية من الصورة النمطية التي رسمها لها المجتمع وتناقلتها وسائل الإعلام عبر صورة المرأة التي تصرخ وتبكي وتستنجد، فظهرت الإستشهادية تحمل الراية كشريكة حقيقية للرجل»، مشيراً إلى فتيات جنين اللواتي وقفن جنباً إلى جنب مع المقاتلين أمام الآليات العسكرية الإسرائيلية.
مجاهدة أخرى أكدت ما قاله مدربها موضحة أنه لا فرق بين المرأة والرجل، فما يتعرض له الاستشهادي تتعرض له الإستشهادية، فهل الرجل أكثر وطنية من المرأة؟
شروط خاصة
دخول الفتاة إلى قلب الكيان الصهيوني وتفجير نفسها كان له شروط خاصة تحدثت عنها أم الحسن إحدى المجاهدات مبتدئة بقوة الإيمان بالله وبعدالة قضيتنا والإرادة التي تدفع المجاهدة لتحمل مهام التدريب وضرورة وجود أساس إسلامي سليم.
وحول أسباب الاستعانة بالفتيات تقول: "إن ثقافة الإستشهادية هي ثقافة جديدة على الصهاينة، ولهذا فإن فرص نجاحها أكبر من الرجل لسهولة حملها للمواد المتفجرة وسهولة اجتيازها للحواجز الأمنية الإسرائيلية"، وفيما تعرضت له الفتيات الفلسطينيات مؤخراً من اعتقالات إسرائيلية بتهمة التخطيط لتنفيذ عمليات استشهادية قالت: «إن مثل هذه الإجراءات مجرد إرهاب وتخويف لن يجدوا له جواباً عند فتيات المقاومة سوى انتظار عملية تكون منفذتها استشهادية تقض مضاجع الصهاينة».
الدوافع
عوامل الإحباط، الفقر أو اليأس الذي يرجعه البعض لظهور ظاهرة الاستشهاديات كانت عوامل ملفقة لا أساس لها من الصحة كما ظهر من خلال حديث المقاتلات عن الحياة والطموح بأمل كبير، كما ان كلاً من دارين أو آيات ووفاء أو عندليب لم تكنّ قليلات الجمال أو الحظ، بل كنّ طالبات متفوقات وجامعيات وذوات مستوى معيشي جيد، عدا عن كون كل واحدة منهن تخطط لكيفية بناء أسرة مجاهدة في المستقبل، وما خروجهن للجهاد إلا مساندة للرجل في جهاده ضد عدو سقطت كل المحرمات والأعراف من قاموسه، وهو لا يفرق بين طفل أو كهل ولا بين رجل أو امرأة.
وعن أطرف المفارقات التي تحدث مع الفتيات بين كونهن مقاتلات وربات منزل، قالت إحداهن: «إنها وخلال ساعات التدريب تتمكن من حمل العديد من الأسلحة والمعدات بينما تطلب في كثير من الأحيان مساعدة من حولها لحمل بعض أثاث المنزل».
تعليق