بسم الله الرحمن الرحيم
لماذا نختلف؟
لعل هذا من الأسرار التي أبدعها الخالق في الناس، وهي أنهم يختلفون في الرأي. بل لعل من منته علينا نحن المسلمين أن جعل لنا مساحة للخلاف في ديننا فالثوابت لا تشبه المتغيرات، وأصول الشريعة والاعتقاد لا تشبه فروعها، وما هو قطعي لا يشبه الظني.
ما أود الحديث عنه هو أننا في كثير من الأحايين لا نقدر أننا يمكن أن نختلف في رأي أو قضية يسوغ فيها الاختلاف، لأن الحق عند طرف أو الطرفين لا يمكن أن يتجاوز ما بني في الذهن بناء على التصورات الموجودة.
أحياناً أتصور أن الصواب لا يمكن أن يخرج عما فكرت فيه في قضية ما، بل إن تصوري فيها يستحيل أن يفكر في غيره بشر. وما أن يطرح الموضوع للنقاش إذا بتصوري ينسف نسفاً "هااااا ". في مثل هذه الحال يصعب على الكثير الاستسلام، فيجادل أو يحاور "هذا إذا لم يرم بالنقد على تصوره عرض الحائط ويسفه قائله". والبعض ممن أعطاه الله ذكاء وحجة يأتي وقد غطى تصوره للقضية ما أمامه فلا يرى إلا هو. فيصعب عليه مجرد فهم التصور الآخر فلا يزال يكرر حججه يريد الإقناع بها ويظن أن غيره لم يفهمها منه، ولو هدأ قليلا وفكر بتجرد من التصور الذي جعله في حد اليقين في ذهنه لأدرك موضع الخلل في رأيه أو رأي مخالفه.
بعض ما يمكن أن يساعد على الاجتماع بعد الاختلاف:
- ناقش وفي ظنك أن عند من تناقشه رأيا سديداً. هذا يساعدك في فهم الرأس الآخر.
- لا تبالغ في الحماس لرأيك.
- أظهر اهتمامك بجوانب الصواب عند من تحاوره، حتى ولو كان في الصواب نقد لرأيك فهذا يبني الثقة بينكما ويعزز وصولكما إلى الرأي السديد.
- حاول الوصول تدريجيا إلى النقطة الأصل التي لم تتفقا عليها، ثم استأنف الحوار من هناك. أو قد تكتشف ألا خلاف بينكما.
- لا تغفل عن تقدير الظروف المصاحبة، مثلاً قد يكون من تحاوره مستعجلاً فهو أما يريد أن يؤجل النقاش أو يحسمه بسرعة.
- لا تفترض سوء الطوية عند من تحاوره إذا لم تتيقن من ذلك، فليس كل اختلاف سببه سوء نية أحد الطرفين.
- كن حسن الاستماع.
- ركز على موضوع النقاش، لا تتشعب. "مثال: لا تركز على الرد على المثال بل المبدأ"
- لتكن حججك موضوعية، لا تحاج بقولك "أنا من خبرتي، أنا بحكم معرفتي، أنا أكبر منك سناَ...."
- لا تجعل من تصرفاتك أثناء النقاش تعزيزا للخلاف؛ المقاطعة، التسفيه للفكرة أو الشخص، الاستئثار بالحديث، رفع الصوت وغيرها.
- حدد مع من تحاوره الهدف من حواركما وما تريدان الوصول إليه. هذا يعزز نقاط الاتفاق بينكما ويقلص دور نقاط الخلاف. مثال: النقاش بخصوص طرح ليبرالي فيه رائحة إصلاح وفيه ظاهر فساد؛ الحوار مع بعض الصالحين المدافعين عنه ينبغي ألا يفهم مقصده الدفاع عن الليبراليين.
- ماذا لو رفضت فكرتك؟ ماذا لو طبق غيرها؟ نتائج ينبغي أن تكون حاضرة في ذهنك.
- هل يجب الوصول إلى اتفاق؟ هل العمل برأي ينقض الآخر؟ هل الخلاف في الطريقة أم في المبدأ؟ أسئلة ينبغي أن تطرحها على نفسك قبل الحوار.
- تجنب التفسير لظاهر القول عند من تحاوره. لا تحاول استنباط مفاهيم ومقتضيات ولوازم حديثه والبناء عليها، فذاك للمعصوم الذي لا ينطق عن الهوى فحسب.
- أثناء حديث من تحاوره، حاول فهم حديثه بدلا من تعداد مواطن الرد عليه. لا تستمع وأنت تفكر في الرد فتفقد التصور الكامل لما يقول.
- تجنب الإحراج أو الافحام، فهو قد ينهي الموضوع لصالحك بالقوة ولا يوصل إلى اتفاق.
- راقب حركاتك، مثال: لا تظهر عدم رضاك عن فكرة المحاور أثناء حديثه بهز رأسك يمنة ويسرة.
وانتظر منكم ملاحظات اخرى
والله الموفق
لماذا نختلف؟
لعل هذا من الأسرار التي أبدعها الخالق في الناس، وهي أنهم يختلفون في الرأي. بل لعل من منته علينا نحن المسلمين أن جعل لنا مساحة للخلاف في ديننا فالثوابت لا تشبه المتغيرات، وأصول الشريعة والاعتقاد لا تشبه فروعها، وما هو قطعي لا يشبه الظني.
ما أود الحديث عنه هو أننا في كثير من الأحايين لا نقدر أننا يمكن أن نختلف في رأي أو قضية يسوغ فيها الاختلاف، لأن الحق عند طرف أو الطرفين لا يمكن أن يتجاوز ما بني في الذهن بناء على التصورات الموجودة.
أحياناً أتصور أن الصواب لا يمكن أن يخرج عما فكرت فيه في قضية ما، بل إن تصوري فيها يستحيل أن يفكر في غيره بشر. وما أن يطرح الموضوع للنقاش إذا بتصوري ينسف نسفاً "هااااا ". في مثل هذه الحال يصعب على الكثير الاستسلام، فيجادل أو يحاور "هذا إذا لم يرم بالنقد على تصوره عرض الحائط ويسفه قائله". والبعض ممن أعطاه الله ذكاء وحجة يأتي وقد غطى تصوره للقضية ما أمامه فلا يرى إلا هو. فيصعب عليه مجرد فهم التصور الآخر فلا يزال يكرر حججه يريد الإقناع بها ويظن أن غيره لم يفهمها منه، ولو هدأ قليلا وفكر بتجرد من التصور الذي جعله في حد اليقين في ذهنه لأدرك موضع الخلل في رأيه أو رأي مخالفه.
بعض ما يمكن أن يساعد على الاجتماع بعد الاختلاف:
- ناقش وفي ظنك أن عند من تناقشه رأيا سديداً. هذا يساعدك في فهم الرأس الآخر.
- لا تبالغ في الحماس لرأيك.
- أظهر اهتمامك بجوانب الصواب عند من تحاوره، حتى ولو كان في الصواب نقد لرأيك فهذا يبني الثقة بينكما ويعزز وصولكما إلى الرأي السديد.
- حاول الوصول تدريجيا إلى النقطة الأصل التي لم تتفقا عليها، ثم استأنف الحوار من هناك. أو قد تكتشف ألا خلاف بينكما.
- لا تغفل عن تقدير الظروف المصاحبة، مثلاً قد يكون من تحاوره مستعجلاً فهو أما يريد أن يؤجل النقاش أو يحسمه بسرعة.
- لا تفترض سوء الطوية عند من تحاوره إذا لم تتيقن من ذلك، فليس كل اختلاف سببه سوء نية أحد الطرفين.
- كن حسن الاستماع.
- ركز على موضوع النقاش، لا تتشعب. "مثال: لا تركز على الرد على المثال بل المبدأ"
- لتكن حججك موضوعية، لا تحاج بقولك "أنا من خبرتي، أنا بحكم معرفتي، أنا أكبر منك سناَ...."
- لا تجعل من تصرفاتك أثناء النقاش تعزيزا للخلاف؛ المقاطعة، التسفيه للفكرة أو الشخص، الاستئثار بالحديث، رفع الصوت وغيرها.
- حدد مع من تحاوره الهدف من حواركما وما تريدان الوصول إليه. هذا يعزز نقاط الاتفاق بينكما ويقلص دور نقاط الخلاف. مثال: النقاش بخصوص طرح ليبرالي فيه رائحة إصلاح وفيه ظاهر فساد؛ الحوار مع بعض الصالحين المدافعين عنه ينبغي ألا يفهم مقصده الدفاع عن الليبراليين.
- ماذا لو رفضت فكرتك؟ ماذا لو طبق غيرها؟ نتائج ينبغي أن تكون حاضرة في ذهنك.
- هل يجب الوصول إلى اتفاق؟ هل العمل برأي ينقض الآخر؟ هل الخلاف في الطريقة أم في المبدأ؟ أسئلة ينبغي أن تطرحها على نفسك قبل الحوار.
- تجنب التفسير لظاهر القول عند من تحاوره. لا تحاول استنباط مفاهيم ومقتضيات ولوازم حديثه والبناء عليها، فذاك للمعصوم الذي لا ينطق عن الهوى فحسب.
- أثناء حديث من تحاوره، حاول فهم حديثه بدلا من تعداد مواطن الرد عليه. لا تستمع وأنت تفكر في الرد فتفقد التصور الكامل لما يقول.
- تجنب الإحراج أو الافحام، فهو قد ينهي الموضوع لصالحك بالقوة ولا يوصل إلى اتفاق.
- راقب حركاتك، مثال: لا تظهر عدم رضاك عن فكرة المحاور أثناء حديثه بهز رأسك يمنة ويسرة.
وانتظر منكم ملاحظات اخرى
والله الموفق
تعليق