خوفاً على الراتب..لقاء أي حمساوي ممنوع
خوفاً على الراتب..لقاء أي حمساوي ممنوع حتى الأصدقاءالتقليل من الزيارات العائلية والصلاة في المساجد باتت سمـة للعديد من موظفي غـزة خشية من قطع حكومة رام الله لرواتبهم تحت ذريعة تقربهم من (حماس)، وتسببت كتابة التقارير في حرمان الكثير من راتبهم..
غزة- الشبكة الإعلامية الفلسطينية
" بعد التحية والسلام.. لا تنس موعدنا غدا حيث سنذهب إلى زيارة صديقنا رائد".. رسـالة لـو وصلت إلى خالد قبل 4 أشهـر لانتشى فـرحا وسعادة وبدأ في تجهيز نفسه للاحتفال وأصحابه بجلسةٍ هادئة.. ولكنه اليـوم شعر بأنها شـوكة علقت في هاتفه المحمـول سارع إلى التخلص منها على الفـور.
المكالمات الهاتفية انهالت عليه تحثه للذهاب إلا أن الرفض كان سيد الموقف وبدأ في تبرير تصرفاته واختلاق الأعذار.
بعد يومٍ من انقضاء المـوعد باغتته رسالة تحمل اسم صديقه رائد: "تبـا للسياسية إذ فرقتنا.. ولا عزاء لنا".
بنبراتٍ حزينة تحدث خالد لـ"إسلام أون لاين.نت" عن السـر في عدم ذهابه قائلا: "أنا موظف في إحدى الوزارات تعرفت على رائد وثلة من الأصدقاء الرائعين الخلوقين.. كنا نجتمع ونتسامر تجمعنا لغة المحبة والألفة إلا أن هذه الأجواء باتت من المستحيل بعد حسم حماس العسكري لغزة والانقسام السياسي الحاد".
خالد الذي أكد عدم انتمائه لأي فصيل اعترف أن ذهابه إلى بيت صديقه رائد المعروف بانتمائه وعائلته إلى حركة حماس سيكلفه غاليا واستدرك: "أخشى أن تكتب عيون حكومة رام الله في غزة تقريرا فيّ فيحرمونني من الراتب بحجة معرفتي وصداقتي بعناصر من حماس".
وبألم يُضيف: "آثرت البقاء في البيت.. فمن سيعيل والدتي المريضة وشقيقاتي الثلاث".
الجلوس مع جاري.. ممنوع
الاعتكاف في المنزل والتقليل من الزيارات العائلية باتت سمـة للعديد من موظفي غـزة بعد سيطرة حركة حماس على القطاع منتصف يونيو الماضي ويخشى هؤلاء الموظفون من قطع حكومة رام الله لرواتبهم تحت ذريعة تقربهم وولائهم لحركة "حماس". وتسببت كتابة التقارير في حرمان الكثير من راتبهم وجلوسهم على قارعة الانتظار.
أبو رامي أكد أن من يكتب التقارير ويُرسلها إلى رام الله إما أناسٌ حاقدون أو أشخاص تم زراعتهم ومدّهم بالمال في سبيل المُراقبة وتتبع الحركات وأردف قائلا: "بعد أن انقطع راتب جاري الذي أخبرني أن أغلب أصدقائه ينتمون لحماس.. بدأت في الاعتكاف وعدم الخروج من البيت إلا الصـلاة وقضاء الحاجات الضرورية".
يُشار إلى أن آلاف الموظفين وأفراد المؤسسات الأمنية غادروا وزارتهم وجلسوا في منازلهم امتثالا لأوامر حكومة فياض وخشيةً من قطع رواتبهم، ويجلس الموظفون دون عمل تاركين لحركة حماس مهمة تدبير شئون الوزارات ومتابعة الأمور الحياتية.
جابر أقر بأسـى أن أحوال الناس في غـزة تغيرت: "أخشى أن أجلس إلى جاري أحتسي معه الشراب ونتحدث.. مُجرد أن نُلقي السلام على بعضنا لندلف إلى البيت.. هاجس كتابة التقارير يُلاحقنا.. ويكتم على أنفاسنا".
سـوى الدعاء
وذهب الأمـر بـ"حمد" المنتمي لحركة فتح إلى أن يرفع لافتة في وجه عائلته: "ذهابنا إلى شقيقي سالم مؤجل حتى تستقر الأمـور". تقول زوجته: "يخشى من زيارة شقيقه الحمساوي حتى لا يتم قطع راتبه.. وأمرنا بأن نحذو حذوه.. هذه كارثة اجتماعية.. أن تتقطع الأرحام بسبب الخوف من كتابة التقرير". غير أنها استدركت: "قطع الراتب ليس بالأمر الهيّن فمتطلبات الحياة لا تنتهي".
وتمنت جارتها أم فهمي أن يزول الانقسام ويلم شمل غـزة بـ"الضفة" وتابعت: "لا نريد أن يكون كل واحد منا في عالمه.. نريد العيش تحت مظلة واحدة نفرح لفرح الآخرين ونحزن لحزنهم".
الشاب الموظف "رأفت" الذي خاف من الذهاب إلى حفلة زفاف صديقه الحمساوي قال: "ليس بيدنا حيلة سـوى الدعاء بأن يفرج الله كربنا ويُوحدنا.. حياتنا الاجتماعية باتت على شفا هاوية من انهيار".
وإذا ما كانت هذه الظاهرة تنعكس بالسلب على الأصدقاء فإنها على وجه الخصوص تُشكل هاجس رعب لدى الأقارب حيث يتباعد الإخـوة وتحل لغة الجفاء والبعد بدلا من التقارب والوئام.
غزة- الشبكة الإعلامية الفلسطينية
" بعد التحية والسلام.. لا تنس موعدنا غدا حيث سنذهب إلى زيارة صديقنا رائد".. رسـالة لـو وصلت إلى خالد قبل 4 أشهـر لانتشى فـرحا وسعادة وبدأ في تجهيز نفسه للاحتفال وأصحابه بجلسةٍ هادئة.. ولكنه اليـوم شعر بأنها شـوكة علقت في هاتفه المحمـول سارع إلى التخلص منها على الفـور.
المكالمات الهاتفية انهالت عليه تحثه للذهاب إلا أن الرفض كان سيد الموقف وبدأ في تبرير تصرفاته واختلاق الأعذار.
بعد يومٍ من انقضاء المـوعد باغتته رسالة تحمل اسم صديقه رائد: "تبـا للسياسية إذ فرقتنا.. ولا عزاء لنا".
بنبراتٍ حزينة تحدث خالد لـ"إسلام أون لاين.نت" عن السـر في عدم ذهابه قائلا: "أنا موظف في إحدى الوزارات تعرفت على رائد وثلة من الأصدقاء الرائعين الخلوقين.. كنا نجتمع ونتسامر تجمعنا لغة المحبة والألفة إلا أن هذه الأجواء باتت من المستحيل بعد حسم حماس العسكري لغزة والانقسام السياسي الحاد".
خالد الذي أكد عدم انتمائه لأي فصيل اعترف أن ذهابه إلى بيت صديقه رائد المعروف بانتمائه وعائلته إلى حركة حماس سيكلفه غاليا واستدرك: "أخشى أن تكتب عيون حكومة رام الله في غزة تقريرا فيّ فيحرمونني من الراتب بحجة معرفتي وصداقتي بعناصر من حماس".
وبألم يُضيف: "آثرت البقاء في البيت.. فمن سيعيل والدتي المريضة وشقيقاتي الثلاث".
الجلوس مع جاري.. ممنوع
الاعتكاف في المنزل والتقليل من الزيارات العائلية باتت سمـة للعديد من موظفي غـزة بعد سيطرة حركة حماس على القطاع منتصف يونيو الماضي ويخشى هؤلاء الموظفون من قطع حكومة رام الله لرواتبهم تحت ذريعة تقربهم وولائهم لحركة "حماس". وتسببت كتابة التقارير في حرمان الكثير من راتبهم وجلوسهم على قارعة الانتظار.
أبو رامي أكد أن من يكتب التقارير ويُرسلها إلى رام الله إما أناسٌ حاقدون أو أشخاص تم زراعتهم ومدّهم بالمال في سبيل المُراقبة وتتبع الحركات وأردف قائلا: "بعد أن انقطع راتب جاري الذي أخبرني أن أغلب أصدقائه ينتمون لحماس.. بدأت في الاعتكاف وعدم الخروج من البيت إلا الصـلاة وقضاء الحاجات الضرورية".
يُشار إلى أن آلاف الموظفين وأفراد المؤسسات الأمنية غادروا وزارتهم وجلسوا في منازلهم امتثالا لأوامر حكومة فياض وخشيةً من قطع رواتبهم، ويجلس الموظفون دون عمل تاركين لحركة حماس مهمة تدبير شئون الوزارات ومتابعة الأمور الحياتية.
جابر أقر بأسـى أن أحوال الناس في غـزة تغيرت: "أخشى أن أجلس إلى جاري أحتسي معه الشراب ونتحدث.. مُجرد أن نُلقي السلام على بعضنا لندلف إلى البيت.. هاجس كتابة التقارير يُلاحقنا.. ويكتم على أنفاسنا".
سـوى الدعاء
وذهب الأمـر بـ"حمد" المنتمي لحركة فتح إلى أن يرفع لافتة في وجه عائلته: "ذهابنا إلى شقيقي سالم مؤجل حتى تستقر الأمـور". تقول زوجته: "يخشى من زيارة شقيقه الحمساوي حتى لا يتم قطع راتبه.. وأمرنا بأن نحذو حذوه.. هذه كارثة اجتماعية.. أن تتقطع الأرحام بسبب الخوف من كتابة التقرير". غير أنها استدركت: "قطع الراتب ليس بالأمر الهيّن فمتطلبات الحياة لا تنتهي".
وتمنت جارتها أم فهمي أن يزول الانقسام ويلم شمل غـزة بـ"الضفة" وتابعت: "لا نريد أن يكون كل واحد منا في عالمه.. نريد العيش تحت مظلة واحدة نفرح لفرح الآخرين ونحزن لحزنهم".
الشاب الموظف "رأفت" الذي خاف من الذهاب إلى حفلة زفاف صديقه الحمساوي قال: "ليس بيدنا حيلة سـوى الدعاء بأن يفرج الله كربنا ويُوحدنا.. حياتنا الاجتماعية باتت على شفا هاوية من انهيار".
وإذا ما كانت هذه الظاهرة تنعكس بالسلب على الأصدقاء فإنها على وجه الخصوص تُشكل هاجس رعب لدى الأقارب حيث يتباعد الإخـوة وتحل لغة الجفاء والبعد بدلا من التقارب والوئام.
تعليق