كلنا متشابهون في غزة: نحرم التدخين، ثم نبيع السجائر بأغلى الأسعار. بعضنا فتحاويون، ولكنهم موالون لحكومة حماس أكثر من مؤسسيها. وبعضنا حمساويون، ولكن عيونهم على أموال محمود عباس. وأكثرنا مستقلون يلبسون تحت جلابياتهم القصيرة الحلل الإفرنجية، استعداداً لتغير موازين القوى.
كلنا متشابهون في غزة: مصابون بالعنة قبالة زوجاتنا، ثم لا نخجل من ادعاء الفحولة أمام زملائنا في العمل.
كلنا متشابهون في غزة: من قبض منا راتبه ومن لم يقبض، لأن كلا الفريقين سيحرص على حضور صلاة العشاء الآخرة في المسجد، طمعاً في رؤية الأمير إياه، فيهبه "كوبونة" تموين، فيها زيت رديء ودقيق انتهت مدة صلاحيته.
كلنا متشابهون في غزة: ولا نعرف الحكمة من خلق الله للبشر مختلفين. حتى بتنا نعتقد أننا بالفعل أمة مميزة، لا تخضع لقوانين التاريخ، ولا لأحكام النصوص المقدسة. لذا فليس مستغربا منا أن نشعر بالكثير من الفخر، عندما نسمع مذيع قناة الأقصى يقول بأننا نعيش في المدينة الفاضلة.
كلنا متشابهون في غزة: نتزوج بطريقة واحدة، ونحيي أفراحا إسلامية بذات الطريقة، وندعو نفس المنشد ليغني للعروسين "النار بدارك هبت".
كلنا متشابهون في غزة: نمدح "أحمد ياسين" بشتم "ياسر عرفات"، ونترحم على "صلاح شحادة" بالدعاء على "سميح المدهون"، ونثني على بلاغة "إسماعيل هنية" بانتقاص قصيدة "محمود درويش".
كلنا متشابهون في غزة: لزوجاتنا لحى لأن "النمص" محرم، ولأصواتهن خشونة لأن الخضوع بالقول من صفة المنافقات. ثم تحولن آخر الأمر إلى مخبرات للقوة التنفيذية.
كلنا متشابهون في غزة: فكل أولادنا يتعلمون الشريعة في "الجامعة". ورغم أنهم يرسبون في الامتحانات، إلا أنهم لا يزالون ملحين في مطالبتنا بدفع المزيد من الرسوم الباهظة، وتكاليف رحلات 'قنص المنافقين' بين حصص المحاضرات. فإذا قلنا لهم بأن الإسلام ليس كذلك، نظروا إلينا نظرات كفيلة بإعادتنا إلى في جحورنا، ونحن نتعوذ بالله من سوء المنقلب
كلنا متشابهون في غزة: نتعامل مع البنوك الإسلامية، رغم أن فوائدها أكثر فحشاً من البنوك "الربوية". ونشرب "مكة كولا" رغم أن البيبسي أفضل منها بكثير. ونأكل الزعتر المخلوط بالأصباغ لأن طاعة "أمير البلاد" تحتم ذلك. ونترحم على الحجاج لأن الخطيب يمتدحه كل جمعة على المنبر. ونقبل بقتل "الحسين" لأنه ثار على "ولي الأمر". ونلعن "جمال عبد الناصر" لأنه قتل "سيد قطب". ونرفض إعلان الأمم المتحدة القاضي بإلغاء الرق، لأنه سيمنعنا في المستقبل من استرقاق اليهوديات الجميلات. ونشتم شيخ الأزهر، لأنه قال إن الغناء مباح. وعندما نعود إلى البيت نضع الـ"الووكمان" على آذاننا، لنستمع إلى "أم كلثوم"، بعيداً عن مراقبة "مندوبات التنفيذية" لدينا.
كلنا متشابهون في غزة: نقف على باب المجلس التشريعي بالعصي، لنمنع الأعضاء "المنافقين" من الاجتماع و"تحليل خبزتهم"، ثم لا نتورع عن دعوة الموظفين إلى الذهاب إلى العمل، بحجة أن التغيب عن العمل حرام، وينتج مرتبا حراماً. ومع ذلك لا تحدثنا أنفسنا بدعوة أعضاء التشريعي ـ المسافرين أبداً ـ إلى أن يقرنوا فتواهم بالاجتماع، لـ"تحليل خبزتهم" أسوة بالموظفين المطيعين، أو التنازل عن مرتباتهم 'الحرام' أسوة برئيس حكومتنا الرشيدة.
كلنا متشابهون في غزة: مطخوخون في أرجلنا، ومع ذلك فإن ألسنتنا لا تكف عن مدح حكومة الأمن والأمان. وكل واحد منا يبحث له عن جحر يأمن فيه على نفسه ليوم واحد. وفي الصباح نرتكب الجرائم، على وعد بالتخفيف حين نحفظ القرآن
كلنا متشابهون في غزة: نربي أبناءً ليسوا لنا، ونضاجع نساءً يرفسننا بأقدامهن، ونرفع أعلاماً من لون واحد، وندفع الضرائب لحكومتين، وننتخب رجالاً يقصفون بيوتنا بالهاون، وننادي صلاح الدين أن يقوم لنحاكمه على أشعريته، ونثق بأن هذا النعيم الذي يعيش فيه حكامنا هو من عند الله لا من أموالنا المسروقة.
كلنا متشابهون في غزة: جواسيسنا أعلى صوتاً من وطنيينا، ووطنيونا أقسى علينا من نار الجحيم، ومثقفونا مأجورون للحزب الحاكم، وموظفونا يشتغلون كلاب حراسة للوزير.
كلنا متشابهون في غزة: نخرأ في الشوارع العامة لعدم وجود مراحيض، ونغافل عناصر التنفيذية بالتبول على ظلالهم، ونطفف في الموازين نكاية بمن قبضوا مرتباتهم، ونمارس العادة السرية نكاية بزوجاتنا، ونشي بجيراننا للأعداء ونحن نقرأ أحاديث الرسول.
كلنا متشابهون في غزة: باستثناء الحكام. فقط الحكام عندنا هم المختلفون، في خطابهم وفي أزيائهم وفي أطعمتهم وفي رحلاتهم التي لا تنتهي. ولولا هؤلاء الحكام لانتفت حكمة الله في الاختلاف. فالحمد لله، ثم الحمد لله، ثم الحمد لله.
الحمد لله على جوعنا وشبعهم، على خوفنا وأمنهم، على استكانتنا واستغوالهم، على زعترنا وكافيارهم. ثم الحمد لله على أننا وجدنا شيئاً نختلف فيه أخيراً.
كلنا متشابهون في غزة: مصابون بالعنة قبالة زوجاتنا، ثم لا نخجل من ادعاء الفحولة أمام زملائنا في العمل.
كلنا متشابهون في غزة: من قبض منا راتبه ومن لم يقبض، لأن كلا الفريقين سيحرص على حضور صلاة العشاء الآخرة في المسجد، طمعاً في رؤية الأمير إياه، فيهبه "كوبونة" تموين، فيها زيت رديء ودقيق انتهت مدة صلاحيته.
كلنا متشابهون في غزة: ولا نعرف الحكمة من خلق الله للبشر مختلفين. حتى بتنا نعتقد أننا بالفعل أمة مميزة، لا تخضع لقوانين التاريخ، ولا لأحكام النصوص المقدسة. لذا فليس مستغربا منا أن نشعر بالكثير من الفخر، عندما نسمع مذيع قناة الأقصى يقول بأننا نعيش في المدينة الفاضلة.
كلنا متشابهون في غزة: نتزوج بطريقة واحدة، ونحيي أفراحا إسلامية بذات الطريقة، وندعو نفس المنشد ليغني للعروسين "النار بدارك هبت".
كلنا متشابهون في غزة: نمدح "أحمد ياسين" بشتم "ياسر عرفات"، ونترحم على "صلاح شحادة" بالدعاء على "سميح المدهون"، ونثني على بلاغة "إسماعيل هنية" بانتقاص قصيدة "محمود درويش".
كلنا متشابهون في غزة: لزوجاتنا لحى لأن "النمص" محرم، ولأصواتهن خشونة لأن الخضوع بالقول من صفة المنافقات. ثم تحولن آخر الأمر إلى مخبرات للقوة التنفيذية.
كلنا متشابهون في غزة: فكل أولادنا يتعلمون الشريعة في "الجامعة". ورغم أنهم يرسبون في الامتحانات، إلا أنهم لا يزالون ملحين في مطالبتنا بدفع المزيد من الرسوم الباهظة، وتكاليف رحلات 'قنص المنافقين' بين حصص المحاضرات. فإذا قلنا لهم بأن الإسلام ليس كذلك، نظروا إلينا نظرات كفيلة بإعادتنا إلى في جحورنا، ونحن نتعوذ بالله من سوء المنقلب
كلنا متشابهون في غزة: نتعامل مع البنوك الإسلامية، رغم أن فوائدها أكثر فحشاً من البنوك "الربوية". ونشرب "مكة كولا" رغم أن البيبسي أفضل منها بكثير. ونأكل الزعتر المخلوط بالأصباغ لأن طاعة "أمير البلاد" تحتم ذلك. ونترحم على الحجاج لأن الخطيب يمتدحه كل جمعة على المنبر. ونقبل بقتل "الحسين" لأنه ثار على "ولي الأمر". ونلعن "جمال عبد الناصر" لأنه قتل "سيد قطب". ونرفض إعلان الأمم المتحدة القاضي بإلغاء الرق، لأنه سيمنعنا في المستقبل من استرقاق اليهوديات الجميلات. ونشتم شيخ الأزهر، لأنه قال إن الغناء مباح. وعندما نعود إلى البيت نضع الـ"الووكمان" على آذاننا، لنستمع إلى "أم كلثوم"، بعيداً عن مراقبة "مندوبات التنفيذية" لدينا.
كلنا متشابهون في غزة: نقف على باب المجلس التشريعي بالعصي، لنمنع الأعضاء "المنافقين" من الاجتماع و"تحليل خبزتهم"، ثم لا نتورع عن دعوة الموظفين إلى الذهاب إلى العمل، بحجة أن التغيب عن العمل حرام، وينتج مرتبا حراماً. ومع ذلك لا تحدثنا أنفسنا بدعوة أعضاء التشريعي ـ المسافرين أبداً ـ إلى أن يقرنوا فتواهم بالاجتماع، لـ"تحليل خبزتهم" أسوة بالموظفين المطيعين، أو التنازل عن مرتباتهم 'الحرام' أسوة برئيس حكومتنا الرشيدة.
كلنا متشابهون في غزة: مطخوخون في أرجلنا، ومع ذلك فإن ألسنتنا لا تكف عن مدح حكومة الأمن والأمان. وكل واحد منا يبحث له عن جحر يأمن فيه على نفسه ليوم واحد. وفي الصباح نرتكب الجرائم، على وعد بالتخفيف حين نحفظ القرآن
كلنا متشابهون في غزة: نربي أبناءً ليسوا لنا، ونضاجع نساءً يرفسننا بأقدامهن، ونرفع أعلاماً من لون واحد، وندفع الضرائب لحكومتين، وننتخب رجالاً يقصفون بيوتنا بالهاون، وننادي صلاح الدين أن يقوم لنحاكمه على أشعريته، ونثق بأن هذا النعيم الذي يعيش فيه حكامنا هو من عند الله لا من أموالنا المسروقة.
كلنا متشابهون في غزة: جواسيسنا أعلى صوتاً من وطنيينا، ووطنيونا أقسى علينا من نار الجحيم، ومثقفونا مأجورون للحزب الحاكم، وموظفونا يشتغلون كلاب حراسة للوزير.
كلنا متشابهون في غزة: نخرأ في الشوارع العامة لعدم وجود مراحيض، ونغافل عناصر التنفيذية بالتبول على ظلالهم، ونطفف في الموازين نكاية بمن قبضوا مرتباتهم، ونمارس العادة السرية نكاية بزوجاتنا، ونشي بجيراننا للأعداء ونحن نقرأ أحاديث الرسول.
كلنا متشابهون في غزة: باستثناء الحكام. فقط الحكام عندنا هم المختلفون، في خطابهم وفي أزيائهم وفي أطعمتهم وفي رحلاتهم التي لا تنتهي. ولولا هؤلاء الحكام لانتفت حكمة الله في الاختلاف. فالحمد لله، ثم الحمد لله، ثم الحمد لله.
الحمد لله على جوعنا وشبعهم، على خوفنا وأمنهم، على استكانتنا واستغوالهم، على زعترنا وكافيارهم. ثم الحمد لله على أننا وجدنا شيئاً نختلف فيه أخيراً.
تعليق