الشيخ المجاهد الحافظ/
يوسف بن صالح العييري ( البتـــــار )
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي هدانا لملة خير عباده من غير سؤال، ونسأله أن يثبتنا عليها حتى الممات، والصلاة على خير خلق الله محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:-
رب يسر وأعن...
قبل أن أبدأ لابد أن أوضح حقيقة لست في شك منها، وهي أني على قناعة بأن كلاً ميسر لما خلق له، وأن كل مسلم يمثل لبنة في بناء صرح الأمة، ومالا يحسنه هذا، فإن ذاك يتقنه، وأني أؤيد كل عمل يجلب للأمة أي خير ويدفع عنها أي شر ولو كان يسيراً، فلا أحجر واسعاً وكل ميسر لما خلق له، وحينما أنكر على هذه الحملة، فأنا لا أنكر المشروع كونه مشروعاً هادفاً، لصالح الأمة في فكرته الأصلية، ولكن أنكر الشعارات التي لا تحمل مضموناً، وأنكر التناقض بين التنظير والتطبيق، وأنكر الأسلوب غير الشرعي الذي تبنته هذه الحملة.
و أعتذر قبل أن أبدأ لبعض النعام، فلست أقصد جرح مشاعرهم المرهفة، ولكن أقول بأن أسلوب دس الرأس في التراب خشية رؤية الحقيقة لم يعد يناسب هذا العصر، فعلى كل النعام أن تتخلى عن هذا الأسلوب، وتحاول أن تستبدله بأسلوب مواجهة الأمر الواقع ومعرفة الحقائق، والقول للمسيء أسأت مهما كان منصبه وقدره، فهذه أول خطوات علاج المشكلة.
لقد بدأت (الحملة العالمية لمقاومة العدوان) بمشروع كبير جداً، أو لنقل مشروع الأحلام الوردية، وليس هذا والله من باب التثبيط، ولكنه من باب عرض الحقيقة، وسوف أدلل على ذلك في ثنايا هذا المقال، أقول هذه الأحلام الوردية، دغدغت مشاعر الناس، وحفزتهم ليعطوا تأييدهم للحملة، ولكن على ماذا، على شعارات زائفة، تماماً كعملية التصويت لرئيس عربي حملة انتخابية مليئة بالشعارات، تحصد الأصوات، وبعد انجلاء الغبار وتثبيت الكراسي يكون الواقع خلاف الدعاية.
إذاً نحن أمام دعايات جوفاء ولكن بلا عمل، أمام شعارات رنانة لا آلية لها، أمام زعم تكذبه الحقائق، تنظير يخالفه التطبيق بل ويلعنه في كثير من الأحيان.
طبعاً لن أستطيع أن أستوعب الكلام على الحملة فلست متفرغاً لبيان عوارها، ولكن أريد أن أضع بعض الملاحظات أمام الأخوة ليعرفوا الخلل الذي أصاب منهج الصحويين فتحولوا من مشايخ صحوة إلى مثقفين، وليعرفوا أن القضية لا تعدوا أكثر من شعارات تذكرنا بالحقبة الناصرية شعارات بلا مضمون، وصورة بلا جوهر، وقشر بلا لب، تنظير يخالفه التطبيق، تناقض لا نظير له ومخالفات شرعية كانوا هم أكثر المحاربين لمرتكبها ويا حسرة على العباد.
ولتعلم ضعف هذه الحملة وعجزها عن تحقيق أي شيء، فقد تم إنشاؤها باسم (حملة مكة لمكافحة العدوان) وتم حجز موقعها على الإنترنت بهذا الاسم (مكة) ولا زال كذلك، وقبل إعلان الحملة لابد وأن يستأذنوا الحكومة السعودية، ولكن الحكومة رفضت الإذن لإطلاق هذه الحملة حتى يتم حذف أسم مكة من اسم الحملة، وبما أنهم لا يملكون إلا السمع والطاعة فقد قبلوا ذلك وتم تغيير اسم الحملة إلى (الحملة العالمية لمقاومة العدوان) وبقي اسم الموقع (مكة) كما هو، ولدي البيان التأسيسي عندما وزعوه لجمع التواقيع قبل تغيير الحكومة للاسم وكان باسم (حملة مكة..)، هذه القضية رغم صغر حجمها إلا أن لها دلالة كبيرة جداً، تفند زعمهم في البيان التأسيسي بأن الحملة (مستقلة)، فكيف تكون مستقلة ولم تستطع أن تستقل باختيار الاسم حتى فرضت الحكومة عليها الاسم الذي تريده؟!! هل هذه الحادثة مقنعة بالإفلاس؟ وإذا لم تقنع فسوف نأتي بما يقنع.
أول ما تم الإعلان عن الحملة، قام بعض الأخوة والمشايخ حفظهم الله بإنكار هذه الحملة، علماً أنها لم تصدر شيئاً بعد، ولكنهم عندما عرفوا المؤسسين عرفوا أنهم لا يمكن أن يأتوا بخير، ويكفي منهم الناطق الرسمي محسن.
وإذا كان الغراب دليل iiقوم مر بهم على جيف الكلاب
فمن عرف المؤسسين علم أن الحملة ستكون مهداً لتمييع الدين ورفض الجهاد واختلاط الحابل بالنابل، وهذا الحكم لم يأت عن تخرص، ولا عن فراسة مطلقة، بل جاء بناء على استقراء لما يكتبه سلمان ومحسن وسفر وبقية المؤسسين في الأيام الأخيرة، وما وقعوا عليه من بيانات جماعية كان من آخرها بيان المثقفين الممسوخ وبيان الجبهة الداخلية الجاهل، وعلى المرء أن يتساءل، هل يمكن أن يخرج من أصحاب بيان المثقفين وبيان الجبهة الداخلية وغيرها من البيانات المائعة شيء يفيد؟، فلن يكون جوابه إلا بالنفي، ولأجل هذا أنكر الأخوة والمشايخ هذه الحملة قبل أن تصدر شيئاً، لأنها لن تخرج عن الإطار العام للتوجه الجديد المائع.
واشتد الحديث عن محاربة الحملة الجديدة للجهاد، قياساً على ما تقدم، إلا أن المؤسسين قرروا نفي هذه التهمة، فأخرجوا ما ينفي ذلك بشكل غير مباشر، وبما أن القضية قضية شعارات لا مضمون لها ولا يدعمها منهج فلا مانع من قول أي شيء، فالكلام ليس عليه رسوم، فالمقصد كسب الجمهور لا كسب موافقة الدليل، وسأدلل على ذلك في هذا المقال، وأول الوقفات ستكون مع أول إصدارات الأمين العام للحملة (سفر بن عبد الرحمن الحوالي).
أخرج الأمين العام للحملة سفر الحوالي مقالاً في موقع الحملة ليكسب به الجمهور، وكان عنوان المقال (أول الغيث قطر) وجاء في هذا المقال عندما تحدث عن الحملة فقال (انطلقت هذه الحملة المباركة – بإذن الله – لتكون سنداً للمرابطين على الثغور وتذكيراً لسائر الأمة بما يجب عليهم من النصر في الدين).
وكما قلنا لكم بما أن القضية قضية شعارات فبإمكان كل الناس أن يصفصف أكثر من هذا الكلام، ولكن إن جاء العمل رأيت الخلل، طبعاً نحن على قناعة أن الأمين العام وثلة من الموقعين معه ما هم إلا حرب على أهل الثغور، والدليل على ذلك بياناتهم وعليكم ببيان الأمين العام (بيان للأمة) الذي أصدره عقب ضربات سبتمبر، فقد حشاه بكم هائل من التهم والتحقير لأهل الثغور، الذين تجمع الأمة كلها على أن منهم الطائفة المنصورة، لأنه عندما طعن في أهل الثغور، طعن في أهل الثغور جميعاً على جميع الجبهات سوى فلسطين ربما لأسباب حزبية كما يعلم الجميع.
ومع أول اختبار لسفر للتأكد من صدقية هذه الدعوى وأنهم سند لأهل الثغور، سقط سفر في أول ست دقائق بالضربة القاضية أمام خصمه الدليل الشرعي، في مقابلة له مع إذاعة لندن القسم العربي، وست دقائق فقط حشاها سفر بالمتناقضات وبالأخطاء الشرعية وسوف أتعرض لشيء منها، ولكن ما يهمني الآن من مقابلة لندن معه وهي منشورة في موقع الحملة، ما يهمني هو كيف يساند أهل الثغور عن طريق الحملة.
عندما سأله مذيع لندن عن اتهام أمريكا للمناهج في السعودية بأنها هي التي أخرجت الذين هاجموها من السعوديين في أمريكا.
قال (الذين يقال أنهم قاموا بالعمل هم في الحقيقة ممن رفض المناهج وترك الدراسة، وبعضهم لا يدرس ولا ينتمي للعلم الشرعي أصلاً، بالعكس لو أن القضية هي قضية المناهج لكان الجميع أو كان ما عمل يشترك فيه الكل، ولكن هؤلاء كان لهم نظرات خاصة وكان لهم توجيه وتربية خاصة بهم).
هذه أول مساندة سفر لأهل الثغور، يبين في جوابه أن الذين نفذوا العمليات يختلفون عن الجميع رفضوا المناهج وتركوا الدراسة، وبعضهم لا يدرس ولا ينتمي للعلم الشرعي أصلاً!!.
وإن كان هذا الكلام مدحاً في أصله، إلا أنه جاء هنا في معرض الذم، فهو يتحدث عبر إذاعة عالمية، والذي يترك الدراسة أو لا يدرس أصلاً يعد فاشلاً وعاطلاً، سببت له البطالة الالتحاق بالمجاهدين أو بالإرهابيين، وهذا يعني أن الإرهابيين جماعة من الفاشلين الذين يختلفون عن الجميع، هذا ما يفهمه السامع عندما يعرف أنهم تركوا الدراسة أو لا يدرسون، وسفر من الناس الذين أعطاهم الله القدرة على التعبير، فكان بإماكنه أن يقول رفضوا المناهج وتركوا الدراسة وبعضهم لا يدرس لأسباب شرعية، حتى يعطيهم فقط سمة من سمات الشرعية.
ولكنه لم يقل هذا سنداً لأهل الثغور كما يزعم، ولكنه سارع في التبرؤ منهم وبترهم من جسد الأمة، بإثباته أنهم يخالفون الجميع، بل جاء بالطامة عندما قال (وبعضهم لا يدرس ولا ينتمي للعلم الشرعي أصلاً)، نعم يعني لا دراسة ولا علم شرعي، بمعنى أنه فاشل محبط جاهل، سيقول البعض بأنه قال (بعضهم) وليس كلهم وهذا كلام حق، وأنا أقول لا بل هو باطل، كلهم درسوا، والجميع لديه منهج شرعي وعلم بالدليل، ولو كانوا غير ذلك ما قدموا نفوسهم لله رخيصة دون علم شرعي، فقد كذبت عليهم يا سفر، بنفي العلم الشرعي عنهم أصلاً، ولو أنه قال (ليس لديهم علم شرعي أصلاً)، لقلنا بأنه يقصد أي ليس منهم عالم، وهذا رغم بطلانه إلا أنه أهون، ولكن لا ينتمي للعلم الشرعي أصلاً، هذا زور وكذب، لولا انتماؤهم للعلم الشرعي والدليل ما رأيت منهم ما رأيت، أم أن الانتماء للعلم الشرعي في قاموس سفر يجب أن يكون عن طريق سفر أو سلمان أو غيرهما، وربما يريد من الانتماء للعلم الشرعي تخرجهم من جامعة أم القرى أو الجامعة الإسلامية، فإذا لم ينسب أحد لهم أو لتلك الجامعات فهو لا ينتمي للعلم الشرعي أصلاً، ما هو مقياس الانتماء للعلم الشرعي عند سفر، أنا لا أعلم، بما أنه نفى عن شهدائنا الأبرار – نحسبهم كذلك ولا نزكيهم على الله – العلم الشرعي أصلاً فلا يمكن أن نعلم مقياس الانتماء.
هذا الذي يقصده سفر بمساندة أهل الثغور، فهو يقصد البراءة منهم، وليته سكت على نفيه انتماءهم للعلم الشرعي أصلاً، حتى زاد على ذلك عبارات، يعلن فيها البراءة منهم، ويبرئ المجتمع أيضاً منهم عندما قال (بالعكس لو أن القضية هي قضية المناهج لكان الجميع أو كان ما عمل يشترك فيه الكل، ولكن هؤلاء كان لهم نظرات خاصة وكان لهم توجيه وتربية خاصة بهم).
نعم ما عملوه لا يشترك فيه الجميع معهم، لأن هؤلاء انفردوا بنظرات خاصة وكان لهم توجيه وتربية خاصة، فهم ليسوا كالجميع، لم تسمح نفسه أن يثني عليهم بعبارة واحدة، بل حاول جاهداً بترهم من جسد الأمة بعبارات عنيفة (رفضوا المناهج، تركوا الدراسة، بعضهم لا يدرس، لا ينتمون إلى العلم الشرعي أصلاً، لا يشترك معهم الجميع، لهم تربية خاصة، لهم نظرة خاصة، لهم توجيه خاص).
ما أجمل هذه المساندة لأهل الثغور، وما أجمل هذا الثناء على الشهداء أيها الشيخ الجليل والعالم النحرير، لا أريد أن أفتش في قاموسك لأعيد إلى الأذهان، صوراً أخرى من صور سندك لأهل الثغور، الذين هم على تعبيرك أهل التكفير والعجلة والاستبداد بالرأي، و... و.. و..، نعم لم نعرف عنك سنداً لأهل الثغور إلا بهذا الأسلوب، تهم تلقى على عواهنها، ظالمة جائرة، وأوصاف لا يمكن أن تطلقها على أحد سواهم، يقول سنساند في هذه الحملة أهل الثغور، عجباً في أذاعة لندن ولست دقائق فقط بان العوار شعارات زائفة تسقط من مقابلة واحدة.
ثم يكرر الشعارات في مقابلة قناة المجد، لكسب الجمهور، ويقول بأن له اتصالاً مباشراً مع المجاهدين، وما كل ما يعلم يقال.
يريد أن يفهم السامع بأن هناك توافقاً منه مع المجاهدين، نحن نتمنى ذلك، ولكن الحقيقة غير ذلك، طبعاً من البديهي لدى كل عاقل أن من لديه علاقات مع أكثر الناس خطراً في العالم لا يمكن أن يدين نفسه أمام الملايين ويعترف بأن له علاقة مباشرة معهم، هذا إن كان عاقلاً، يمكن أن يعقل أن يقول شخص نحن نؤيد المجاهدين، ومن المفترض أن نقف وراءهم، ولكن يقول هناك اتصال مباشر، لا يفعل عاقل ذلك إن كان الأمر حقاً، ولكن بما أن كل ما في الأمر شعارات فلا مانع من أطلاق الشعارات هنا وهناك وعلى جميع الأوزان.
الأمين العام له دعم مباشر للمجاهدين ولكن ما نوع هذا الدعم؟، إنه من نوع الأحكام الجائرة والفتاوى العنيفة ضدهم، بالأمس يمنع دعمهم في العراق ويمنع ذهاب أحد إلى هناك، وليس هذا خاص بملابسات قضية العراق، بل هو أحد أبرز الرافضين للذهاب إلى أفغانستان أيام الغزو السوفيتي، وبرز رفضه مع بروزه عام 1409هـ، وكانت علاقته في مساندة أهل الثغور بهذا الأسلوب لا تذهبوا إلى أفغانستان، استمر هذا الموقف منه حتى بعد قيام إمارة أفغانستان الإسلامية، رفض ذهاب الشباب إلى التدريب فقط لمجرد التدريب الواجب بالنص، ولا أكتم القارئ حديثاً حينما أقول بأنه أرسل طلباً إلى مجلس شورى الإمارة الإسلامية في الحج الذي سبق ضربات سبتمبر بستة أشهر تقريباً، يطالبهم فيها بإخراج الشيخ أسامة بن لادن من أفغانستان حقناً للدماء ومنعاً لوقوع الحرب، والله الذي لا إله غيره إن هذه الفتوى ليست من شيخ الأزهر ولا من اللحيدان، والله إنها صادرة من سفر الحوالي، وقد اعترف بها أمام جمع من الأخوة، وهو يعجز أن ينكرها، فلا حول ولا قوة إلا بالله.
هذا هو الاتصال المباشر الذي يقصده سفر في قناة المجد، نعم إنه اتصال من نوع خاص، وهذا ما يعنيه بأن تكون الحملة سنداً لأهل الثغور، على أسلوب بيان المثقفين والجبهة الداخلية، شعارات في شعارات تذكرنا بالحقبة الناصرية، ورحم الله من استحى.
وصدق الكاتب ابن الوالي حينما رد في حينها على سفر بقوله:
كتبت مدافعاً عن خير iiصحبي عن الشهداء من أهل المعالي
كتبت مدافعاً عنهم iiلأني سمعت الذم فيهم من iiحوالي
فصار القوم أصناف iiفمنهم رزين طالب صدق iiالمقال
ومنهم من تعصب دون iiوعي يردد بالسفاهة لا يبالي
يظن الحق كل الحق حصرٌ على سلمان أو سفر iiالحوالي
وما يدري بأن الحق iiدوماً حري بالذي طلب iiالمعالي
حري بالمجاهد في ثغور ودرب العز درب iiللرجال
وإن ترد الحقيقة iiفاسمعنّي جهاد الكفر حل للهوان
وقد رفع اللواء له iiأسامة إمام الحق في هذا iiالزمان
ونكمل استعراض بقية مقابلة لندن مع الأمين العام، فعندما سئل عن أهداف هذه الحملة قال:
الهدف هو التوعية العامة بحيث تصبح الأمة على بينة ماذا يراد بها وماذا يكاد لها.
أقول على بينة من ماذا؟، على بينة من العدو الذي داهم أرضها؟، إذا لم تكن الأمة بعد استبانت أمر العدو الذي داهم أرضها وقتل وشرد في ديارها، فلا نظن أن الحملة يمكنها أن تقوم بالتوعية.
فإذا كان من أهداف الحملة التوعية العامة، فأنا أقول هل تظنون أن الأمة لم تع بعد خطط الصليبيين؟ رغم أن الأمين العام أشار في آخر الكلمة على جواب السؤال الأخير أن الإحصائيات تقول بأن تسعين بالمائة من شعوب العالم تقول بأن ما تفعله أمريكا عدواناً، فكيف تكون الحملة للتوعية والناس الواعية تسعون بالمائة، فلماذا تركزون على عشرة بالمائة فقط؟، لماذا لا يكون هناك برامج عملية بدل التوعية، لقيادة التسعين بالمائة للعمل بدل التوعية بالطرق السلمية؟.
أهداف بيزانطية لا قيمة لها، توعية شعوب مقهورة ثائرة، الشعوب الإسلامية اليوم لا تحتاج إلى توعية بأهداف العدو، الشعوب واعية أكثر من أصحاب الحملة أنفسهم، الشعوب تخرج في مظاهرات عارمة مع كل قضية تحدث في الأمة، ويأتي أصحاب الحملة ويرفضون المظاهرات ويرفضون أي مظهر من مظاهر التعبير عن الرفض لهذا الواقع، الشعوب الإسلامية تريد قيادة إلى ميادين العز والنصر، نريد تفعيل الشعوب الإسلامية التي كسرت أجنحتها، الشعوب الإسلامية نهبت ثرواتها، الشعوب الإسلامية ترزح تحت حكومات سلبت منها كل شيء حتى حق التعبير، الشعوب الإسلامية شعوب ممتهنة، تحتاج إلى من يحررها من حكوماتها أولاً، ثم تأتي الحملة وتقول التوعية العامة، الأمة واعية، ولكن نحتاج إلى حملات لتكسير قيود هذه الأمة، ولكن الحملة تأتي بمزيد من القيود لتكبيل هذه الأمة عندما زعمت أنها ستكون في خندق واحد مع الحكومات ضد العدو المشترك، وأنا أقول عن هذه الحكومات (هم العدو فاحذرهم).
ثم يواصل الأمين العام استعراض أهداف الحملة ومنها أن الحملة تريد توعية الأمة وكيف يجب عليها أن تكون يداً واحدة تقف ضد هذا العدوان وأن تحتفظ بدينها وعقيدتها وقيمها فلا تتأثر به.
وهذا يعني أن من أهداف الحملة توحيد الأمة مع الاحتفاظ بالعقيدة والقيم، أقول إن الجميع ينشد توحيد الأمة مع الاحتفاظ بالعقيدة، ولكن هذا الهدف هو لدغدغة المشاعر، وليس له أي رصيد من الواقع، وعلى سبيل المثال قال سفر في نفس مقابلة لندن أنه سيكون بين الحملة وبين الكنائس والجمعيات الكفرية تعاون وتنسيق لدفع العدوان الأمريكي، فكيف نجمع بين توحيد الأمة والاحتفاظ بالعقيدة؟ أيهم المقصود هل هو التوحيد أو الاجتماع؟ وإذا تعارضا أيهما يقدم؟ لاشك أنها العقيدة، ولكن نلاحظ أن الحملة ترفع شعارات الاحتفاظ بالعقيدة والقيم وليس لها من ذلك نصيب، وسوف أبين ذلك لاحقاً، باستعراض كلام فهمي هويدي.
ولكني أقول كيف تريدون أن تجمعوا الأمة وأنتم حتى الآن لم تصدروا من البيانات والمقالات إلا ما يفرق الأمة ويشرخ جدار وحدتها، فبياناتكم ومقالاتكم مفرقة ولا تجمع، إن بياناتكم هي أكثر البيانات على الإطلاق التي حضيت بالتشنيع والردود من الإسلاميين على جميع شرائحهم، حتى العامة رفضوها ورفضوا كتابها جملة وتفصيلاً، إن الساحة الإسلامية لم تشهد ردوداً على بيانات أكثر مما شهدته بياناتكم المفرقة والتي أشبعت بالأخطاء العقدية والفقهية والمنهجية، ومن السخف أن تقولوا للذين ردوا عليكم بأنهم حساد أو جهال، فالذين ردوا منهم علماء كبار، ومنهم من كان جندياً لكم قبل السجن، فإذا أردتم توحيد الأمة فنطالبكم أن تكفوا عن إصدار مثل هذه البيانات وإطلاق مثل هذه الحملات.
وعندما سئل سفر في مقابلة لندن عن استقلالية الحملة، قال: بأن الحملة مستقلة ولم يكن هناك أي تنسيق مع أي حكومة، إلا الحكومة السعودية التي ينتمي عدد من المؤسسين للسعودية، فكان من الطبيعي أن يكون هناك تفاهم وإشعار للحكومة فرحبت.
وأنا أقول والله لا يمكن أن تكون الحملة مستقلة بحال، وأبسط دليل عجزها عن فرض الاسم الذي تريده، ويكفي أنه اعترف بأن الحكومة السعودية رحبت بالحملة، ونحن نسأل أسئلة لسفر هل يمكن أن ترحب السعودية بحملة يمكن أن تكشف الحقائق وتطلع المسلمين على خطر الصليبيين؟، وتفضح من أدخلهم ومن رضي بهم ومن أعانهم في عدوانهم على العراق؟، ومن أعانهم في عدوانهم على أفغانستان؟ ومن أين انطلقوا؟، وحجم تواجدهم؟، وكيف تم دعم اقتصادهم بزيادة كمية ضخ النفط في السوق منعاً للإضرار بهم؟، هل يمكن أن ترحب الحكومة بحملة تفضح المنافقين والعلمانيين؟، هل يمكن أن ترحب الحكومة بمن يعري الطابور الخامس؟، قد يقول قائل ليس بالضرورة أن تتخصص الحملة بهذه الجوانب، فأقول إذا فإن الحملة لن تغير شيئاً ولن تأتي بشيء جديد بما أنها لن تبين للأمة موقعها الحقيقي، ومن هم أعداؤها بكل أصنافهم، وما هي حقيقة الواقع، فبما أن العدو أصبح صديقاً وفي خندق واحد مع الأمة فاعلموا أنها ليست مستقلة.
والأغرب من ذلك عندما سأله المذيع بقوله يعني هذا الإعلان لن يدخلكم في خلافات مع الحكومة؟.
قال: لا أبداً العدو جعلنا في خندق واحد، ونحن لا نستهدف في هذا العمل إلا العدو المشترك مع هذه الأمة.
نقول سبحان الله انقلبت المفاهيم، سفر بالأمس يؤلف كتباً يبين فيها أن طواغيت العرب هم شر خطر على الأمة، وهم الذين بدلوا دين الله تعالى، وهم السبب في فساد الأمة وتغييبها وكبتها، سلمان له أشرطة نارية تحذر من هذه الحكومات الطاغوتية، الجميع يقر بأن أخطر شيء على الأمة تلبيس هذه الحكومات وتزييفها للدين، ولا نريد أن ننقل ما يثبت ذلك من كتبهم وأقوالهم، فكل من يعرفهم متأكد بأن هذه آراؤهم السابقة.
فنأتي اليوم ونرى صحوة الأمس تنقلب إلى غفلة، هم وهذه الحكومات في خندق واحد يستهدفون العدو المشترك، ألم تؤصلوا لنا سابقاً أن هذه الحكومات هي دمى بأيدي العدو؟ ألم تقولوا لنا سابقاً بأن الاستعمار المباشر زال، وفرض علينا استعماراً غير مباشر عن طريق هذه الحكومات العميلة؟ ألم تحشوا رؤوسنا من قبل بأن أخطر خطر على الأمة هذه الحكومات التي تنفذ إرادة العدو؟ ألم تقولوا لنا بأن هذه الحكومات حرب على الإسلام؟ ألم تكفروا هذه الحكومات وتناقشوا الشيخ عبد العزيز بن بار رحمه الله بكفر هذه الحكومات في شريط مسجل؟ بالأمس ترفضون الاعتراف بشرعية هذه الحكومات ومنها الحكومة السعودية، وتكفرونها ولازالت كتبكم وأشرطتكم شاهد عليكم حتى الآن، ثم تأتوا اليوم لتكونوا مع هذه الحكومات في خندق واحد، ألم تقولوا سابقاً بأن الحكومات وخاصة وزارة الداخلية السعودية لا يمكن أن تفسح المجال أبداً لما فيه خير لهذا الدين، إلا النزر اليسير لتخدع به هيئة كبار العلماء والشعب من ورائها، لا تنكروا وتكذبوا فننقب في سجلاتكم ونخرج أقوالكم كلها التي تنكرتم لها الآن.
عفواً على هذه المكاشفة أنتم الذين ألجأتمونا لها، ولكن بسؤال عقلي، إذا كنتم تقاتلون عدواً في جبهة، يقف هو في صف وأنتم في صف أمامه، ومن غير أن تشعروا تسلل أحد جنود العدو إلى صفوفكم متنكراً وأنتم عرفتم ذلك وتأكدتم أنه أتى للإيقاع بكم، ولكن قلتم نتغافل ونقول دعه فالعدو أمامنا والقصف علينا جميعاً والآن نحن في خندق واحد اتركوه لنقاتل نحن وهو العدو المشترك، هو سيدخل في خندقكم ولكن سيقتلكم بدلاً من قتال عدوكم، هو ما أرسل إلا لقتلكم ورضاكم عنه لا يعني تحول أهدافه، أنتم أكدتم لنا أن العدو الأول والأقرب هي هذه الحكومات، فكيف انقلبت المفاهيم لتقاتلوا مع العدو الأقرب أسياده الأبعد؟!!!.
ثم يواصل الأمين العام مقابلته مع لندن فيقول كجواب على قول المعلق بأنه ربما يظن أنكم تستهدفون الغرب كله بهذه الحملة.
فقال: نحن لا نستهدف الغرب ككل، والذي يقوم بالعدوان اليمين المتطرف الذي يسيطر على الإدارة الأمريكية.
أنا حتى الآن لم أفهم لهذه الحملة، تناقض في تناقض، يقولون نريد أن نرسخ عقيدة الأمة ونحميها بهذه الحملة، ثم يقولون نحن لا نستهدف الغرب ككل.
وإذا كانت عقيدتنا تأمرنا بأن نستهدف الكفار بكل مللهم، فمن نصدق حملتكم أم نصدق نصوص الشريعة التي تقول (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ) وتقول (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) وتقول (قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ)، فإذا كانت الشريعة تأمرنا باستهداف الغرب كله بالعداوة والبغضاء ومجاهدة الكفار والمنافقين، فكيف تزعم الحملة التي جاءت لتثبت عقيدة المسلمين، بأن الاستهداف لليمين المتطرف فقط، وأننا يجب أن نكون مع المنافقين في خندق واحد ضد عدو مشترك، صدق الله وكذبت حملتكم ومن وراء حملتكم.
أهكذا يلعب بعقيدتنا، لا نستهدف الكفار جميعاً بل نستهدف اليمين المتطرف فقط؟، من أين لكم دليل استهداف اليمين المتطرف فقط دون بقية كفار الغرب، أنتم تستغفلون الأمة وتخالفون الشريعة، الله يأمرنا باستهداف كفار الأرض جميعاً بما فيهم كفار الغرب، وأنتم تقولون لا اليمين المتطرف فقط.
حسناً سوف نصدق استغفالكم هذا لنا، ونسأل سؤالاً اليمين المتطرف وصل إلى السلطة عن أي طريق؟ هل وصل السلطة بالحديد والنار؟ لقد وصل السلطة بتنصيب الغرب له، فاز بالأغلبية عند الغرب فجعلوا اليمين المتطرف يحكمهم ويوجه سياستهم، فعندما شنت أمريكا وأذنابها الحرب الصليبية على العراق، ودخلوا بغداد وصل المؤيدون لليمين المتطرف إلى قريب من 70% في أمريكا وحدها، يعني الغرب كله يمين متطرف، فاليمين المتطرف لو رفضه الغرب لعزلوه كما عزلوا إدارات سابقة، وبما أن الغرب يدعم اليمين المتطرف فهو سيكون السلطة هناك، والجميع يمين متطرف، فلا تلعبوا بعقيدة الولاء والبراء وتجعلوا عداءنا مع اليمين المتطرف فقط، عداءنا مع الكفار جميعاً.
ومن يقول لماذا نفتح الجبهات على الجميع والأفضل لنا أن نواجههم واحداً تلو الآخر، فنسقط اليمين المتطرف ثم نسقط اليسار المعارض ثم نسقط الوسط وهكذا، نقول إذا كان الأمر جهاداً فلهم هذا، ولكن الأمر بياناً للعقيدة وتوضيحاً لمعنى العداوة، فهذا تقرير نظري وليس مشروعاً عملياً، المشروع العملي يمكن تقسيمه إلى مرحليات، مع احترام ثوابت الشريعة، فهم عند عقيدة الولاء والبراء سواسية كلهم أعداء وتجب البراءة منهم والتحذير منهم ومقتهم جميعاً وإعلان العداوة والبغضاء منهم جميعاً ولا يجوز قصرها على يمين متطرف أو يسار منحل.
ولم تقف المخالفات الشرعية عند هذا الحد في مقابلة الأمين العام للحملة مع إذاعة لندن حتى تعدت إلى أمر شنيع بشع وذلك عندما قال في معرض بيانه لطرق الحملة في مناهضة العدوان قال ”نحن سنسلك كل الطرق الممكنة السلمية، لدينا حوارات ومخاطبات، لدينا الرافضون لأمريكا وفي الغرب من أحزاب وجمعيات وأفراد ومفكرين وكنائس، كل هؤلاء سيكون هناك تواصل وتنسيق معهم من أجل أن يسود هذا الكوكب الأرضي بإذن الله الحق والعدل بقدر المستطاع“.
لا غرابة فهذا كلام سفر الحوالي الذي عد في زمن مضى ابن تيمية عصره، رحم الله الزمن الماضي ورحم الله ابن تيمية.
عندما أنكرنا بيان المثقفين وقلنا بأن هذا تمييع للدين وقدح في منهج الأنبياء والمرسلين في مفاصلة أهل الباطل والدعوة إلى الله على بصيرة، اتهمنا البعض بحمل الكلام على غير محامله، وبحمد الله جاء سفر في مقابلته مع إذاعة لندن، وانتصر لنا وبين ما كنا نخشاه وأكد حصوله، ليتأكد قولنا أن بيان المثقفين لم يأت من فراغ وأن الأمر له ما بعده.
انظروا كيف يريد أن يسود الحق والعدل على كوكب الأرض، يريد أن يسود بالتنسيق مع الجمعيات الكفرية، والكنائس الضالة، قد نقبل ونتجرع بمرارة نصرة الحق عن طريق الجمعيات الكفرية، ولكن لا يمكن أن نقبل بحال أبداً ولا من الناحية النظرية أن ينصر الحق عن طريق الكنيسة، بإمكان كل شاك أن يعود إلى محاضرات سلمان العودة صانعوا الخيام التنصير في العالم، التنصير في العالم الإسلامي، التنصير في الخليج، وغيرها من الكتب والمحاضرات التي أغرق السوق بها أصحاب الحملة، كلها تؤكد أن كل الكنائس العالمية بفئاتها الثلاث كلها ضد هذا الدين، وكلها تصد عن سبيل الله تعالى، وكلها تنشر الكفر والظلم والعدوان، وأي ظلم أعظم من الدعوة لعبادة عيسى بن مريم والقول بالتثليث، ثم يأتي سفر ومن معه ويزعمون أن الحق يمكن أن ينتصر بنصر الكنيسة لهم، خبنا وخسرنا إذا كنا نريد أن ننسق مع الكنيسة لنصرة الحق، أتحداكم أن تأتوني باسم كنيسة واحدة لا تحارب دين محمد ولا تحارب الحق والعدل، فكيف لكم أن تنسقوا مع الكنائس ليسود الحق والعدل على هذه الأرض؟، ليته قال ليعود لنا حقنا فربما يقبل، ولكن يقول ليسود الحق والعدل على هذه الأرض، كذبتم والله كذبتم، لا يمكن أن يسود حق ولا عدل أحد أنصاره الكنيسة أو الجمعيات الكفرية أو الحكومات الطاغوتية، وإن كنا نتحسر على شيء فإننا نتحسر على عقول صدقتكم وأيدت حملتكم.
وبشعارات جوفاء يؤكد الأمين العام للحملة، خلو الحملة من المضمون، فهي صورة بلا جوهر، فعندما سأله المعلق كيف تنون إيصال الرسالة؟.
قال: الأمة قادرة على المواجهة وقادرة على احتواء العدوان، ونحن علينا أن ننير لها الطريق ونثبت إيمانها وعقيدتها في هذا الشأن.
نحن لا نستغرب هذه المزاعم فقد تعودنا على الشعارات، تعودنا على أقوال تخالفها الأعمال، تعودنا على تنظير يلعنه التطبيق، هذه أصبحت سمة عامة لكتابات هذا التيار.
كيف تثبتون العقيدة وتثبتون الإيمان وأنتم لا تستهدفون جميع من أمر الله بعداوتهم، كيف تثبتون عقيدة الأمة وإيمانها بالتنسيق والتعاون مع الكنائس؟ وبعد قليل سوف أطلع القارئ على بعض عجائب الحملة في كيفية تثبيت عقيدة المسلمين وإيمانهم التي تزعمه الحملة.
ويستمر الخداع والتلاعب بالمصطلحات واستغفال الأمة في مقابلة الأمين العام مع إذاعة لندن، حينما سأله المذيع عن كلمة ابتزاز وماذا يقصدون بالابتزاز الذي ورد في البيان التأسيسي للحملة؟.
فقال: (المعلومات لدى شعوب العالم كلها تقريباً أن الشمال الغني وبالذات الولايات المتحدة الأمريكية تبتز، بل تريد أن تبتز الاتحاد الأوروبي، فالابتزاز قائم وهناك قوى مهيمنة مستكبرة في الأرض تريد أن تبتز الضعفاء ما منحهم الله تعالى من خيرات وتريد أن تستأثر بها عنهم، وهذا واضح ومعلوم لكل شعوب العالم ولكن نحن نشعر أن الأمة الإسلامية مستهدفة بشكل خاص).
وأنا أقول إن معنى الابتزاز هو ممارسة الضغوط بأي شكل من الأشكال، للتمكن من تحقيق أي مكاسب يريده المبتز من المبتز منه، هذا معنى الابتزاز.
ولكن المشكلة أن الأمين العام يقول بأن هناك قوة مستكبرة (تريد أن تبتز) يقصد أمريكا، فأمريكا تريد أن تبتز، لم تبتز بعد، هي تريد أن تبتز، وهذه الحملة تأتي لإيقاف الابتزاز، هذا لعب بالمصطلحات، لماذا لم يقل هناك سرقة حقيقية حاصلة منذ زمن الاستعمار وحتى الآن، أكثر من مائة سنة وهناك سرقة، أين ثروات أفريقيا المسلمة؟ تقاسمها منذ عشرات السنين البرتغال وأسبانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا وأخيراً بريطانيا وانتهى الأمر بأمريكا، أين ثروات الخليج؟ أين ثروات آسيا الوسطى؟ أين ثروات شرق آسيا؟ أين ثروات العالم الإسلامي بكل أقطاره؟، الأمين العام للحملة يقول بأن هناك قوى تريد أن تبتز فهي لم تبتز بعد، ولم تسرق بعد، وكل ما فعلته بالعالم الإسلامي من سرقة، لا يعبر عنه بالسرقة فقط يعبر عنه بأنها تريد الابتزاز!!.
وهذه السرقة لماذا تسمى ابتزازاً، والحكومات في العالم الإسلامي هي التي استولت على هذه الثروات وباعتها على القوى المستبدة لحسابها الخاص، هل رأيتم كيف فضح العالم العربي وإعلامه العميل حكومة صدام حسين وعدد سرقاتها لثروة العراق، إن ما توصف به حكومة العراق، من شنائع وفضائع بعد أن غضب عليها أشقاؤها في السرقة والعمالة، يمكن أن توصف به جميع الحكومات في العالم الإسلامي، حكومات ظالمة متجبرة مستبدة تدوس على شعوبها وتسرق ثرواتها لحساب القوى المستكبرة وتأخذ هي الفتات، هكذا يفترض أن تصف الحملة الواقع، حكومات متسلطة شريكة في كل الجرائم ضد العالم الإسلامي، يدها بيد العدو الكافر.
ونحن نقول إذا عجز الأمين العام للحملة أن يستخدم المصطلحات الصحيحة الصريحة لوصف الواقع، فإن الحملة لن تعالج الواقع، ولن تكون أكثر من ظاهرة صوتية متخبطة، كل يوم في واد.
سأل معلق لندن الأمين العام للحملة عن استخدام كلمة العدوان وأنها قد تؤدي إلى انتقاد؟
فقال: (إذا كان الذي سيوجه الانتقاد هم الذين دمروا وفعلوا وفتكوا فما فعلوا أعظم من انتقاد العبارة، أما إذا كان المنصفون والعادلون في الأرض فالحمد لله نحن نعلم وعلى ثقة واطلاع على الاحصائيات بأن تقريباً تسعين بالمائة من شعوب العالم ترفض هذا العدوان وتسميه عدواناً حتى داخل أمريكا).
حسناً أيها الأمين العام، بما أن تسعين بالمائة من شعوب العالم تنتقد وترفض هذا العدوان، فلماذا تتعبون أنفسكم وتجعلون من أهداف الحملة توعية الأمة بحقيقة هذا العدوان، بما أن تسعين بالمائة ترفض هذا العدوان وتسميه عدواناً، فمن العبث أن تركز الحملة على توعية الواعي بخطر العدوان، فبما أن تسعين بالمائة يرفضون العدوان، فلماذا لا يكون للحملة برامج عملية (شرعية) لتحريك هذه الأغلبية لدفع الصائل، تسعون بالمائة يعون العدوان وتبحثون عن توعية؟، نعم لأنه لا يهون عليكم أن يبقى عشرة بالمائة لا يرفضون العدوان، وأقول أيضاً تسعين بالمائة مبالغة لم نشاهدها على أرض الواقع.
إذا كان كل هذا التخبط لدى الأمين العام وهو أمثل أهل الحملة طريقة فما بالك بغيره من المؤسسين؟، يظهر التخبط فقط في لقاء لمدة ست دقائق مع إذاعة لندن، فتظهر كل هذه الخزعبلات، فكيف بعمل الحملة أصلاً؟.
ولعل البعض يقول يا أخي الحملة سوف تتولى أموراً لا علاقة لها بالجهاد، فدعها وشأنها، لا تطلب من الناس جميعاً أن يسيروا خلف خط الجهاد، كل ميسر لما خلق له.
أقول نعم أنا على قناعة بذلك، بل إني من الداعين لذلك، وأقول على كل مسلم أن ينصر الإسلام بما يحسن ولا نكلفه مالا يستطيع، ولكن السؤال هو أن تنصر الإسلام بالطرق الشرعية، لا بالطرق المنحرفة، فهذا هو إنكاري، ووضعت هذا في أول المقال وقلت بأني أنكر الشعارات التي لا تحمل مضموناً، وأنكر التناقض بين التنظير والتطبيق، وأنكر الأسلوب غير الشرعي، هذا ما أنكره أنا وغيري ممن عرف الدليل، نحن أتباع الدليل ولا نتبع أحداً من الناس، فتبعيتنا المطلقة للدليل وتعصبنا للدليل، وقد يقول قائل من المتفلسفة بأن النظر إلى مخالفة الدليل نظر نسبي قد يرى فلان أن هذا العمل مخالف للدليل، ويرى الآخر أنه موافق للدليل، فتبقى المسألة اجتهاد ولا إنكار في مسائل الاجتهاد، نقول نعم لا إنكار في مسائل الاجتهاد التي مستندها الرأي والقياس، أما مسائل الاجتهاد المستندة إلى نص ففيها إنكار لمخالفتها النص، فما كل اجتهاد مقبول ولا ينكر عليه، هذا فضلاً بأن سفر لم يترك غيره من المجتهدين يعملون على أسلوبهم وطريقتهم بما يرون أنه يوافق الدليل، وعلى كل حال أنا سأحاكم الحملة إلى أقوال الأمين العام لها وأبين أنها مخالفة للدليل، فهو أول من يضلل الحملة لو كان على منهجه السابق المتبع للدليل.
لقد عرضت الحملة أهدافها الستة، ولن أقف مع كل هدف لأبين الخلل في تطبيقه، ولكن سأكتفي ببيان الخلل في هدف واحد، وأسوق من موقعهم أهدافهم كما نشرتها الحملة.
أولاً: العمل على توعية الأمة بمخططات أعدائها للحفاظ على هويتها.
ثانياً: دفع عدوان المعتدين بالوسائل المشروعة الممكنة.
ثالثاً: استنهاض الروح الإسلامية لدى المسلمين لخدمة دينهم وأمتهم والدفاع عن حقوقهم.
رابعاً: توضيح الصورة الحقيقية للإسلام، وإبراز الجوانب الأخلاقية والإنسانية في تشريعاته، وكشف زيف الحملات المغرضة ضده.
خامساً: العمل على التنسيق والتكامل بين الجهود الشعبية والرسمية في بلاد المسلمين لخدمة القضايا الإسلامية والإنسانية.
سادساً: العمل على التواصل الفعال مع الشعوب والمؤسسات والهيئات العالمية الرافضة للظلم والتسلط على الشعوب ومقدراتها.
وأول تعليقي على هذه الأهداف أنها شعارات براقة خالية من المضمون تخفي وراءها وجهاً كالحاً ورائحة كريهة نتنة، وسوف أبين ذلك بمثال واحد، وأظن أني تحدثت عن الهدف الأول فيما يخص توعية الأمة وأنه تحصيل حاصل.
أما الهدف الثاني وهو ودفع عدوان المعتدين بالوسائل المشروعة، فهذا جميل ولكن ما ضابط الوسائل المشروعة عندهم، هل التضامن مع الكنائس من الوسائل المشروعة؟، هل الدخول مع الحكومات الطاغوتية من الوسائل المشروعة؟ هناك أسئلة كثيرة تبين زيف هذا الشعار.
أما الهدف الثالث وهو استنهاض الروح الإسلامية، فهذا شعار جميل ولكن ما هي وسائل الاستنهاض.
أما الهدف الرابع فسوف أبسط الكلام عنه قليلاً ليتبين زيف الحملة، والهدف الخامس وهو التكامل والتنسيق بين الجهود الشعبية والرسمية في بلاد المسلمين، فكيف يتم تنسيق جهود الشعوب مع الحكومات الطاغوتية وهم أعداء الأمة، الأمة لا تريد تنسيق جهودها مع جلاديها، الأمة تريد من حكوماتها الطاغوتية أن ترفع يدها عنها، إذا كانت الحملة تريد تنسيق الجهود، فنحن لا نريد منها ذلك، نريد منها فقط أن تقنع الحكومات لتطبيق الشريعة، تقنع الحكومات لتطبيق الحدود، تقنع الحكومات للكف عن حماية اليهود وفتح الحدود، تقنع الحكومات بأن تترك أهل الحق والعدل في سبيلهم، تقنع الحكومات أن تترك العمالة لليهود والنصارى، تقنع الحكومات أن تفرغ سجونها من المجاهدين والدعاة، يا سادة لا تستغفلوا الأمة، الحكومات هي العدو الأقرب للأمة، فكيف تنسقون الجهود بين الشعوب وبين العدو الأقرب والأشد فتكاً ضد سيده ومن نصبه وهو العدو الأبعد؟ شعارات رنانة لا مضمون لها ولا طعم ولا رائحة، تندرج تحت بند استغفال الأمة.
وأعود إلى الهدف الرابع للحملة وهو: توضيح الصورة الحقيقية للإسلام، وإبراز الجوانب الأخلاقية والإنسانية في تشريعاته، وكشف زيف الحملات المغرضة ضده، وعلى نفس سياقه يأتي قولهم أيضاً في الهدف الثالث: استنهاض الروح الإسلامية لدى المسلمين لخدمة دينهم وأمتهم والدفاع عن حقوقهم، ويتلخص لنا من ذلك أن الحملة تريد توضيح حقيقة الإسلام وإبراز محاسن الشريعة الأخلاقية والإنسانية، وتريد أن تكشف زيف الحملات المغرضة، وتريد أن تستنهض الروح الإسلامية.
الله أكبر مطالب عظيمة، مشروعات جبارة، ولكن للأسف شعارات بلا مضمون، نعم كذب وزيف وخداع، لا تقولوا اتهام لا سند له، ولا تقولوا مجازف بالأحكام، إني أتوقع أن تقولوا هذا، ولكني أقول أقل ما يقال عن هذه الأهداف أنها أهداف كاذبة الهدف منها خداع الأمة، فإن قلتم ما دليل ذلك، فلن أجيب أنا ولكن سأترك المجال لفضيلة الشيخ سفر بن عبد الرحمن الحوالي أن يجيب، فهو الأمين العام للحملة، وكما قلت قبل قليل فإني سأبين زيف الحملة وأساليبها غير المشروعة من ألسنة أصحابها.
أقول أيها الأخوة توضيح حقيقة الإسلام وإبراز محاسنه وكشف زيف الحملات المغرضة واستنهاض المسلمين، هذه المهام من الذي ينبغي أن يتصدى لها؟ لاشك أنهم العلماء هم الذين ينبغي أن يتصدوا لها، ولكن لو سألتكم سؤالاً هل يمكن أن يتصدى الزنديق أو العلماني أو الخرافي أو الضال لهذه المهام؟ لقلتم لا وألف لا.
فأقول إن الحملة تريد أن تحقق هذه الأهداف، عن طريق رموز ضالة هي بلاء الأمة وهي الشر كله، لا يقل أحد أنت جريء في الأحكام على الناس، فلست بجريء ولكن الشيخ سفر علمني هذه الجراءة قبل أن يتحول منهجه.
إن أول أهل الضلال وأخطر رموز الضلال على الإسلام هو الصحفي المصري فهمي هويدي، فهذا الخبيث ضال مضل، يفسد ولا يصلح، وهو أحد الأعضاء المؤسسين للحملة وهو من الذين سيوضحون حقيقة الإسلام وسينشرون محاسنه ويكشفون زيف الحملات ضده، هزلت قاتله الله، وكف الله عنا شره وشر من بعث روحه في الأمة بثوب المصلح.
هذا الضال هو الذي يقول في مقال له بعنوان (وثنيون هم عبدة النصوص) واصفاً (محاولة تعطيل العقول أمام النصوص على حد تعبيره أنها وثنية جديدة ذلك أن الوثنية ليست فقط عبادة الأصنام فهذه صيغة الزمن القديم، ولكن وثنية هذه الزمان صارت تتمثل في عبادة القوالب والرموز في عبادة النصوص والطقوس) قاتله الله أصبح تقديس النص يشابه عبادة الأصنام ألا لعنة الله عليك وعلى من رضي بقولك، ويقول في مقاله له في العربي عام 1401 تحت عنوان (المسلمون والآخرون) ”لقد سمعت واحداً من خطباء الجمعة اعتلى المنبر ليحدثنا أن المسلمين خير أمة أخرجت للناس (هل في ذلك شك؟) وذهب به الحماس حداً دفعه إلى أن يسفه غير المسلمين جميعاً ويتهمهم بمختلف النقائص والمثالب، ثم يدعوا الله تعالى في الختام وحوله مئات من المصلين يؤمنون، أن يدك بيوتهم ويزلزل عروشهم ويفرق شملهم ويهلك نسلهم وحرثهم، وكنت جالساً في الصف الأول، في مسجد فرش بسجاد صنع في ألمانيا الغربية، وترطب حرارته مكيفات أمريكية، وتضيئة لمبات تونجرام الهنغارية، بينما كلمات الخطيب تجلجل في المكان عبر مكبرات للصوت هولندية الصنع، وعندما هبط شيخنا ليؤمنا للصلاة تفرست في طلعته جاهداً لأجد عباءته من القماش الإنجليزي وجلبابه من الحرير الياباني، وساعته زودياك السويسرية، وقد وضع إلى جوار المنبر حذاءً إيطالياً لامع السواد“، هذا الخبيث يعبد عقله ويقدسه ويقدمه على النص هذا دأبه، ويلقي الشبهات على أبناء المسلمين ونتحدى أن يجد أحد من الناس مقالاً له يقر فيه بكفر النصارى، فهذا المسخ وأمثاله اختارتهم الحملة، لينشروا حقيقة الإسلام ويكشفوا زيف الحملات ضده، أول من يحتاج إلى قطع دابر هو هذا وأمثاله، وأول من أصيب الإسلام به هو هذا وأضرابه، فهذا كما يعبر عنه سفر بأنه (زنديق) كما سيأتي، وأنا أقول بأنه يجب قتله، فضلاً عن تصديره في حملة تزعم أنه سيكون ضمن الذين سينشرون الإسلام ويوضحون حقيقته، قاتله الله.
وقد نقل فضيلة الشيخ المطارد ناصر الفهد حفظه الله ورعاة وثبته وسدد على الحق خطاه وفرج همه ونفس كربه، يقول في كتابه الذي صعق به المنهزمين وهو (التنكيل بما في بيان المثقفين من الأباطيل) يقول عن هذا الصحفي الزنديق بتصرف ”ويقول (فهمي هويدي) في جريدة الشرق الأوسط في يوم 3 يونيو 2002م وهو صحفي ثم صار مفكراً إسلامياً ككثيرين من أمثاله لا كثرهم الله!! وهو من دعاة التقريب بين الأديان يقول فهمي (من هذه الزاوية فإن الموقف الذي عبر عنه البيان – يقصد بيان المثقفين - يغدو جديداً في حدود ما نعرف عن الخطاب الإسلامي السعودي. وهو مبشر بظهور تيار في الساحة الإسلامية السعودية يتبنى طروحات أكثر اعتدالاً وانفتاحاً.. ثم قال.. إن أحداً لم ينتقد النص – يقصد نص البيان - بحد ذاته، وإنما امتدحه بعضهم [تركي الحمد في «الشرق الأوسط» 15/5] واعتبر أن «باقة الأفكار الجميلة» التي تضمنها لا يختلف حولها أحد، واستأذن هنا في أن أردد مقولة طالما دعوت إليها من قبل، وهي أننا بحاجة ملحة إلى طي صفحة ذلك التصنيف الذي يقسم المثقفين إلى إسلاميين وعلمانيين، بحيث تكون القسمة بين وطنيين وغير وطنيين، وليس بين إسلاميين وعلمانيين“.
ثم قال الشيخ ناصر حفظه الله في الحاشية في نفس الصفحة ”لو أردت أن أذكر أقوال هذا الصحفي الشنيعة في تمجيد الكفار والدعوة إلى التقارب معهم وسب المسلمين الذين يعادون الكفار لطال المقام، وقد ذكره الشيخ محمد حامد الناصر في (العصرانيون) وجعله من دعاة وحدة الأديان ص 310، وذكره صاحب كتاب (دعوة التقريب بين الأديان) من دعاة التقريب بين الأديان في مواضع كثيرة من كتابه انظر مثلاً: 2/ 653، 703، 707؛ لذلك لا عجب أن يكتب يمجد بيان المثقفين، وسأذكر لك نموذجين من كلامه تستدل على ما وراءها:
يقول في (مجلة العربي) عدد 267 – ربيع أول – 1401: ”ليس صحيحاً أن المسلمين في هذه الدنيا صنف متميز ومتفوق من البشر لمجرد كونهم مسلمين، وليس صحيحاً أن الإسلام يعطي أفضلية للمسلمين، ويخص الآخرين بالدونية، وليس صحيحاً أن ما كتبه أكثر الفقهاء في هذا الصدد هو دين ملزم “!!.
ويقول فض الله فاه في نفس المجلة عدد 169- جمادى أول 1401: ”كل هذه الآراء سواء منها ما يتعلق بتصنيف الخلق، أو قسمة الأرض والديار، لا تستند إلى نصوص شرعية من كتابٍ أو سنة، وإنما هي اجتهادات طرحها الفقهاء والباحثون“.
وله كلام كثير من هذا الجنس؛ إذ هو مهذار مكثار لا خير في كلامه إلا ما شاء الله، وعليك بقراءة كتاب العصرانيون للشيخ محمد الناصر فإنه مفيد في الرد عليه وعلى أمثاله.
ثم نقل الشيخ ناصر حفظه الله كلاماً لمحمد جلال كشك في كتابه (ألا في الفتنة سقطوا ص137) الذي رد فيه على فهمي الزنديق، وما بين القوسين التي داخلها حرف الجيم، هي لمحمد جلال، ونص الكلام الكفري الشنيع لفهمي هويدي، فكان مما نقل قوله (ولكنه – أي فهمي هويدي - ما زال يتشبث بفتوى أخرى ملخصها أنه إذا كانت الوحدة الوطنية تتطلب أن يكفر المسلمون بالله ويخرجوا من دين الإسلام فليكفروا وليخرجوا حماية للوحدة الوطنية!! ودليله بنص كلامه: ”قصة النبي موسى عليه السلام وأخيه هارون – التي استشهدت بها أكثر من مرة – وفيها مرر (كتبت مرر بحروف سوداء ومعناها فوّت..ج) النبي موسى انزلاق بعض بني إسرائيل إلى الشرك (الشرك أيضاً كتبت سوداء..ج) – مؤقتاً – حفاظاً على هدف أسمى هو وحدة القوم“ جاء ذلك في جريدة الأهرام في مقال تحت عنوان (بيان من أجل الوحدة الوطنية) 9/5/1989م.
ومن ضمن علماء الإسلام زعموا الذين دخلوا في هذه الحملة لينشروا حقيقة الإسلام، الضال محمد عمارة المصري الخبيث يقول في كتابه (تيارات الفكر الإسلامي) (لقد انتقضت المعتزلة كفرقة ولكنها استمرت نزعة عقلية! وفكراً قومياً وأصولاً فكرية، من خلال فرق أخرى تأثرت بها، ومن خلال البصمات التي طبعتها على المجرى العام الخالد والمتدفق والمتطور! لفكر العرب والمسلمين!)، وقال.. (ومقام العقل عندهم كان عالياً وصفات الأرستقراطية الفكرية! وسمات العلماء! كانت واضحة في أوساطهم كل الوضوح)!!.. ثم قال.. (وهكذا كان المعتزلة، كوكبة من أهل الفكر! والنظر! والدين! والثورة! اتخذوا من الفلسفة والفكر والرقي! في المعرفة بديلاً عن الأحساب والأنساب)!!.. ويتلكم محمد عمارة في (تحديات لها تاريخ) عن نظريته التي يدعو إليها وطريقته التي يمشي عليها مشيراً إلى أنها (تعلي من شأن العقل وتجعله معياراً وميزاناً حتى بالنسبة للنصوص والمأثورات، حتى لنستطيع أن نقول، إن موقفها من العقل والفلسفة يجعلها الامتداد المتطور لمدرسة المعتزلة فرسان العقلانية في تراثنا القديم)، ويقول في (تحديات لها تاريخ) واصفاً منهجية تياره العقلاني بأنها (لا تدعوا للعودة إلى مجتمع السلف، لأنها تدرك استحالة ذلك! فضلاً عن خطره وضرره!!) قاتلك الله أنت ومن زعم أنك مصلح ستنشر حقيقة الإسلام، ويقول في كتابه (تيارات الفكر الإسلامي) (لقد أصبح الواقع الفكري للحياة العربية يتطلب فرساناً غير النصوصيين، ويستدعي أسلحة غير النقول والمأثورات للدفاع عن الدين الإسلامي، وعن حضارة العرب والمسلمين..) ثم يقول (ويسلّم الكثيرون بأن المعتزلة هم فرسان العقلانية في حضارتنا..) ثم يقول مشيداً بأسياده المعتزلة.. (لقد أحبوا عرض النصوص والمأثورات على العقل فهو الحكم الذي يميز صحيحها من منحولها، ولا عبرة بالرواة ورجال السند، مهما كانت حالات القداسة التي أحاطهم بها المحدثون، وإنما العبرة بحكم العقل في هذا المقام)، ويقول في كتابه (التراث في ضوء العقل) (ابن عربي في التصوف الفلسفي قمة القمم لا في حضارتنا العربية الإسلامية فقط، بل وعلى النطاق الإنساني وهو بمقياس (السلفية المحافظة) أو (الفقهاء) (وثني زنديق)، وقال أيضاً ممجداً عبد الجبار بن أحمد الهمذاني فهو (أعظم أئمة المعتزلة في عصره، وصاحب التراث الذي لولاه لما بقي لنا من تراث المعتزلة، ما يجلو موقفهم الفكري على حقيقته.. وقد قاد الصحوة الاعتزالية في عصر اضطهاد المعتزلة.. ويقول عن عمرو بن عبيد.. فهو زاهد المعتزلة وناسكهم وعالمهم وقائدهم وقد ساهم في الثورة ضد بني أمية..)، نعم بمقياسنا مقياس أهل السنة أنت ومن مجدتهم زنادقة، قاتلكم الله جميعاً.
وأخشى أن يأتيني جاهل ويقول لا تقل هذا لهما ففهمي هويدي ومحمد عمارة من رموز الإسلام، ومشايخنا كسفر وسلمان وناصر وغيرهم أعلم بهم وبفكرهم، فأرادوا أن يستفيدوا منهم وهذه مرحلية، ويسوق لك الحجج والمعاذير التي لا حد لها ولا عد، ولكن أقول إن من وثق بهم أو صدرهم للإصلاح فهو جاهل يتبع هواه، ليس هذا حكمي بل حكم العلماء، ودعني أسأل لكم فضيلة الشيخ سفر بن عبد الرحمن الحوالي عن فهمي هويدي ومحمد عمارة وأضرابهما ماذا يقول فيهم، وما حكمه عليهم، يقول فضيلة الشيخ في كتابه (ظاهرة الإرجاء في الفكر الإسلامي) الجزء الأول (من المظاهر العادية للتسوية في التعظيم – إن لم يكن تعظيم الكفر أعظم – إن هؤلاء الناس يتحرجون من تسمية الأمم المتحضرة كفارا، بل ربما نفروا ممن يطلق عليهم ذلك – حتى لقد قام بعض كتاب ”المدرسة العصرية“ بالسخرية العلنية ممن يزعمون أن المسلمين وحدهم سيدخلون الجنة، وأن ”أديسون“ و”باستور“ وفلان وفلان من رواد الحضارة والعلم سيدخلون النار (1)!!، ثم قال في الحاشية على هذه الفقرة ((1) مثل أبي رية وفهمي هويدي، انظر: العصريون معتزلة اليوم، يوسف كمال، ص 111، 112 الطبعة الأولى)، طبعاً هذا الحكم وهذا الكلام قبل تحولات السحن، فانظر اليوم من يتحرج من تسمية الأمم المتحضرة كفاراً، تحول التكفير للأمم المتحضرة إلى اليمين المتطرف فقط!.
وقال فضيلة الشيخ سفر الذي توفي في السجن رحمه الله بأيدي محسن العواجي وعبد العزيز القاسم في غرفة 105 جناح 2 في سجن الحائر، يقول أيضاً في نفس كتاب ظاهرة الإرجاء، في الجزء الأول (بل ظهر في صفوف المنتسبين إلى الدعوة الإسلامية اتجاه جديد ينكر حد الردة ضمن ما ينكر من حدود الإسلام وأصوله (7)، ثم قال في الحاشية شرحاً لهذه الفقرة ((7) وهو الاتجاه المسمى ”العصرية MODERNISM“ وهي زندقة عصرية يروّج لها عصابة من الكتّاب يتسترون بالتجديد، وفتح باب الاجتهاد لمن هب ودب وكتاباتهم صدى لما يدور في الدوائر الغربية المترصدة للإسلام وحركته، وربما يكشف الزمن عن صلات أوضح بينهم وبينها – كلهم أو بعضهم – وأصول فكرهم ملفقة من مذاهب المعتزلة والروافض وبعض آراء الخوارج مع الاعتماد على كتب المستشرقين والمفكرين الأوربيين عامة، وهم في كثير من الجوانب امتداد للحركة ”الإصلاحية“ التي ظهرت في تركيا والهند ومصر على يد الأفغاني ومدحت باشا وضياء كول آلب وأحمد بهادر خان وأضرابهم. وتتلخص أفكارهم في:
1- تطويع الإسلام بكل وسائل التحريف والتأويل والسفسطة لكي يساير الحضارة الغربية فكراً وتطبيقاً.
2- إنكار السنة إنكاراً كلياً أو شبه كلي.
3- التقريب بين الأديان والمذاهب، بل بين الإسلام وشعارات الماسونية.
4- تبديل العلوم المعيارية ”أصول الفقه، وأصول التفسير، وأصول الحديث“ تبديلاً تاماً، وفرّعوا على ذلك إنكار الإجماع والاعتماد على الاستصحاب الواسع والمصالح المرسلة الواسعة – كما يسمونها – في استنباط الأحكام واعتبار الحدود تعزيزات وقتية.
5- الإصرار على أن الإسلام ليس فيه فقه سياسي محدد وإنما ترك ذلك لرأي الأمة، بل وسعوا هذا فأدخلوا فيه كل أحكام المعاملات فأخضعوها لتطور العصور وجعلوا مصدرها الاستحسان والمصالح الواسعة.
6- تتبع الآراء الشاذة والأقوال الضعيفة والرخص واتخاذها أصولاً كلية. وهم مع اتفاقهم على هذه الأصول في الجملة تختلف آراؤهم في التطبيقات، وبعضهم قد يحصر بحثه وهمه في بعضها، وهذا الاتجاه على أية حال لا ضابط له ولا منهج، وهدفه هدم القديم أكثر من بناء أي شيء جديد، وإنتاجه الفكري نجده في مجلة المسلم المعاصر، ومجلة العربي، وكتابات حسن الترابي، ومحمد عمارة، ومحمد فتحي عثمان، وعبد الله العلايلي، وفهمي هويدي، وعبد الحميد متولي , وعبد العزيز كامل، وكمال أبو المجد، وحسن حنفي، وماهر حتحوت، ووحيد الدين خان. وإنما رأيت ضرورة التنبيه عنهم لخطورتهم واستتار أمرهم عن كثير من المخلصين).
فأنا لم أقل شيئاً ولم أحكم بشيء إلا بعد حكم فضيلة الشيخ سفر الحوالي، الذي عد فهمي هويدي ومحمد عمارة ضمن هؤلاء الزنادقة، واتهمهم بالصلات مع بعض الدوائر الغربية، ولخص أفكارهم وكأنه يلخص أفكار بيان المثقفين أو بيان الجبهة الداخلية أو أفكار كثير من مؤسسي حملة مناهضة العدوان، وطبعاً هو لم يذكر ذلك التفصيل إلا بسبب استتار أمرهم عن كثير من المخلصين!! كما يقول، أيها المخلصون أين أنتم عنهم الآن، بالأمس زنادقة، واليوم يؤسسون معهم حملة لتوضيح الإسلام وكشف زيف الحملات ضده، نحن بين أمرين لا ثالث لهما، إما أن يكون هؤلاء قد تابوا، أو يكون منهج علماء الصحوة قد تغير، ولو أنهم تابوا لأعلنوا ذلك، علماً أن توبتهم لا تجيز تصديرهم كما فعل الصحابة بأهل الردة عندما تابوا فلم يصدروهم، ولكن الحقيقة أنه قد حصل انقلاب فكري وعقدي وفقهي ومنهجي لكثير من الناس وأقوالهم القديمة شاهدة عليهم.
وأذكر بأن ملخص أفكار المدرسة العصرية التي عدها الشيخ سفر، لا تنطبق على فهمي هويدي ومحمد عمارة فقط، فهناك غيرهما من ضمن المؤسسين للحملة هم أخبث منهما وأشد شراً، وما جاء ذكري لهذين إلا كمثال.
وعلى سبيل المثال نذكر من المؤسسين للحملة جميل محمد علي فارسي شيخ الجوهرجية بجدة وكاتب صحفي، وهذا الصحفي يعلن ولا يستخفي بأنه (ليبرالي)، وهل يعرف العلماء معنى (الليبرالية) وما هو الفكر الليبرالي، إن (الليبرالية) هو مذهب رأسمالي ينادي بالحرية المطلقة في الميادين الاقتصادية والسياسية والدينية، وهو مذهب يؤمّن الحريات الشخصية والعامة بما في ذلك المعتقد الديني.
وجميل فارسي هذا هو أحد الليبراليين في السعودية، فبالأمس يوقع مع المثقفين على بيان المثقفين، وبعدها بأيام يوقع مع العلمانيين والرافضة على بيانهم معاً في خندق الشرفاء، وهو مع كل تيار عملاً بالمبدأ الليبرالي الذي يتيح الحرية الفكرية والعقدية المطلقة للجميع ولكن بشرط التعامل بالمثل.
وفي معرض دفاعه عن بيان المثقفين في قناة الجزيرة يوم الاثنين 1/2/1423هـ يقول عن الأمريكيين (الخلاف اللي بننا وبينهم صراع سياسي وهم مصرين على إنه صارع ديني، يا أخي أثبتنا بأكثر من وسيلة إن ما هو صراع ديني هذا صراع سياسي).
هذا الليبرالي كان يفتخر بأن معلق الجزيرة سامي حداد يناديه بالليبرالي، وقد استضافه على هذا الأساس وأنه الصوت الليبرالي الذي شارك الإسلاميين التوقيع على بيان المثقفين.
وأنا أسأل كيف يمكن أن ينشر الإسلام ويوضح حقيقته أمثال هؤلاء الضلال؟ وكيف يكشف هؤلاء زيف الحملات التي ضد الإسلام؟ هؤلاء هم أهل حملات الزيف ضد الإسلام وهم أهل الافتراء والتشنيع ضده، فكيف يصبح الذئب حملاً وديعاً؟.
أنا لا شك عندي في ضلال هؤلاء وأنهم لن يجروا على الإسلام إلا الويلات والشر والتشويه، ولكن الذي أقف أمامه متعجباً لساعات طوال وحتى الآن لم يدخل عقلي، هو عندما سئل سفر في لقائه الأول مع قناة المجد هل ستسمحون لليبراليين أن يدخلوا معكم في هذه الحملة؟ وطلب أيضاً منه متصل آخر أن يتحدث عن العلمانية في العالم العربي.
فزعم سفر أنهم لن يسمحوا للعلمانيين بالمشاركة معهم أبداً وقال (هم العدو فاحذرهم)، وأكد على تجفيف منابعهم وأنه يجب على الأمة أن تسكتهم وتكمم أفواههم، إلى غير ذلك من الكلام الذي يدغدغ المشاعر ولا رصيد له من الوقع.
فكيف تقول ياسفر هم العدو فاحذرهم ولن يسمح لهم أبداً بالمشاركة، والفارسي من المشاركين؟، كيف تريد تجفيف منابعهم؟ أيكون تجفيف المنابع عن طريق تصديرهم في مثل هذه الحملات لبيان حقيقة الإسلام كما تزعمون؟ ما هو الإسلام الذي يمكن للعلماني أن يوضح حقيقته؟ وما هو الزيف ضد الإسلام الذي يمكن للعلماني أن يكشفه؟ اتقوا الله وإني أعضكم بقوله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ)، لا تكذبوا على الناس، أنا أتمنى أن تكونوا صريحين، وتتركوا عنكم الشعارات، فحاولوا أن تقولوا كل ما تريدون بصراحة.
ولا يعتقد أحد أني في هذا المقال أحرص على تتبع جميع المؤسسين للحملة، فليس عندي من الوقت ما أبذله لتتبع أهل الضلال، ولكني بينت نموذجاً منهم ليتضح أني أعني ما أقول عندما قلت شعارات زائفة، وأساليب باطلة غير شرعية، فما تحدثت إلا عن ثلاثة منهم.
ولم أتحدث عن طارق البشري صاحب الفتوى الطامة الذي أجاز فيها هو والقرضاوي والعوا، أجازوا فيها للجندي الأمريكي الذي يزعم الإسلام والإسلام منه براء، أجازوا فيها له أن يشارك في قتل إخواننا في أفغانستان ضمن صفوف القوات الصليبية الأمريكية، بحجة أنهم مضطرون، ومفسدة تشويه سمعتهم وفقدانهم الوظيفة أعظم من مفسدة المشاركة بقصف المسلمين في أفغانستان، فلا حرج عليهم أن يشاركوا بالعمليات العسكرية بنية قتل الإرهابيين والمعتدين ورد الظلم!!.
يا سادة يا أهل العقيدة أليست هذه ردة؟، ألم تدرسوا نواقض الإسلام؟، ألم تعلموا أن الناقض الثامن هو المظاهرة؟ فإذا كانت المظاهرة الناقض الثامن، فما حكم من أفتى بجواز المظاهرة وجعل المكفر حلالاً؟ أبعد هذا يضم مثل هذا الخبيث إلى المؤسسين في الحملة لينشروا الإسلام ويوضحوا صورته الحقيقية؟ ما أكذب من أولئك الضلال إلا أنتم.
أنا لن أتكلم عن عبدالله الثميري رئيس الغرفة التجارية، ولن أتكلم عن أحمد صالح جمجوم وزير التجارة سابقاً، بل سفر يمكن أن يتكلم لكم عن الغرفة التجارية ووزارة التجارة، أين يا سفر شرحك لرسالة تحكيم القوانين الوضعية للشيخ محمد بن إبراهيم؟، ألم يتقرر عندك ودرسته لنا أن الغرفة التجارية محكمة طاغوتية؟ لماذا أصبح رئيس الغرفة الآن من الدعاة إلى الإسلام؟ لماذا تحول الأمر من محكمة طاغوتية وفقاً لما قرره الشيخ محمد بن إبراهيم إلى داعية للإسلام ليبين حقيقته ويكشف زيف الحملات ضده؟.
لماذا يا سفر بالأمس تشن هجوماً على القوانين العربية الكفرية، ومؤسسيها ومنظريها ودارسيها ومدرسيها، واليوم تضم عدد من أساتذة القانون ضمن دعاة الإسلام، بالأمس القانون أصله كفر، ورجال القانون يدرسون ويدرّسون الكفر، واليوم دعاة للإسلام ضمن حملة لمناهضة العدوان.
أنا لن أتكلم عن محسن العواجي وفساده المنهجي والعقدي، يكفي أن تزوروا منتداه المسمى بالوسطية وهو بحق ينبغي أن يسمى (الوسخية)، ففيه من الكفريات مالا حد له ومن شك في ذلك فما عليه إلا أن يزوره، فمحسن هو الذي احتضن حسن المالكي وصدره، ليسب ويقدح في الإمام أحمد وشيخ الإسلام والإمام محمد بن عبد الوهاب، وقبل ذلك في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، محسن كما قال الأخ برغش بن طوالة يحتاج إلى استتابة، لأن الراضي بالكفر كافر فكيف بالناشر له والمحتضن لأصحابه، أيها المغفلون لا تغتروا بالأسماء ولا بالسابقة، فمنصور النقيدان الزنديق سابقته أحسن من سلمان وسفر ومحسن وأحسن من الجميع كما يعرف ذلك الجميع، وتحول إلى زنديق، بعض الصحابة الذين ارتدوا لم تشفع لهم سابقتهم، القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن، سابقة محسن ليست شفيعاً له عن الضلال، محسن خبير بالأسمدة وأصبح اليوم مفتياً، والأعظم من ذلك أنه الناطق الرسمي للحملة!!
وإذا كان الغراب دليل iiقوم مر بهم على جيف الكلاب
فهل هذا الغراب هو من سيبين الإسلام الصحيح؟ هل خبير الروث هو الذي سيوضح حقيقة الإسلام؟ أو يكشف زيف الحملات ضده؟ يا سادة أول مهام الحملة ينبغي أن يكفوا شر الغراب وأضرابه عن الإسلام، فإذا فعلت فقد كشفت زيف الحملات ضد الإسلام، على الحملة أن تبدأ بالمؤسسين أولاً، وأولهم غرابها العواجي هذا الذي ينادي بالتقريب، وهو صاحب المقال الذي جعل عنوانه (أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة) ومن يقصد بهؤلاء، إنه يقصد العلمانيين فقد اجتمع معهم في جدة كما يتحدث في المقال وبعد أن ناقشهم وجد أنهم يحملون هم الإسلام، طبعاً إسلام الغراب، فكتب مدافعاً عنهم بمقال هذا عنوانه، دعوة للتقريب مع العلمانيين، وعليكم بمنتداه، ودعوة للتقريب مع الرافضة، ودعوة للتقريب مع الطواغيت، ودعوة لرفض الجهاد، ودعوة للعقلانية، ودعوات متتالية أخبث من كل شيء، قاتل الله الخبثاء، وسفر لا يجهله محسن فهو رفيق السجن ويعرف كل أفكاره وضلاله، ومعه حمد بن إبراهيم الصليفيح، مضطرب بالأسماء والصفات، لديه أفكار لتحرير المرأة، وكان يختلط بالفتيات في سوريا ويزعم أنه يلقي عليهن المحاضرات وهذا اعترافه بلسانه، وهو يسب السلفيين بأقذع الألفاظ حتى وهو في السجن قاتله الله.
الحملة تجمع كل هذا الكم الهائل من أهل الضلال، ثم يزعم سفر في نهاية الأمر أنهم سينشرون الإسلام، ويبينون حقيقته، ويساندون أهل الثغور، نسأل الله أن يسلم أهل الثغور منكم.
نحن لا نلوم سفر ولا سلمان، فما عهدناهما بعد السجن رجعا عن خطأ بين لهما، ولكن إن كنا نلوم فنلوم الشيخ عبدالله بن حمود التويجري، ونلوم الخطيب المفوه سليمان بن حمد العودة، ونلوم الشيخ الصالح ناصر العمر، ونلوم الشيخ عبد الرحمن المحمود، ونلوم الشيخ حسين بن محفوظ، ونلوم آخرين من أهل العلم والصلاح والعبادة، شاركوا الزنادقة والعلمانيين في ضلالهم، وأصبحوا ألعوبة للطواغيت تحت غطاء هذه الحملات تصرفهم وزارة الداخلية عن طريق غراب القوم كيف تشاء، ويا حسرة على هؤلاء جميعاً، فإن كان أحد منهم يقول بأن اسمي وضع وأنا لا أعلم، فنقول له أنت مدان حتى تتبرأ علناً من هذه الحملة، ومن أهل الضلال فيها ومن أساليبها الباطلة شرعاً وعقلاً.
وأخيراً ليس من باب التثبيط ولكنه من باب الواقعية، إني أقول عندما تعلن الحملة هذه الشعارات بأن الحملة فيها لجان اقتصادية وسياسية وشرعية و.. و..، إلى آخر اللجان الخرافية التي يزعمون، عندما تعلن الحملة هذا، فليس الاختلاف على التنظير، فكل قادر على التنظير ورسم دولة في مخيلته أو على الأوراق وهو في بيته، ولكن الحديث عن التطبيق، فأول المآخذ على الحملة أن تطبيقها يلعن تنظيرها، ثانياً وهو الأهم أن الحملة لا تمتلك الآلية لذلك، فكيف ستنفذ برامجها وهي تحت سلطة الطواغيت، الطواغيت لم يسمحوا لأكثر المؤسسين أن يلقوا محاضرات، ولم يسمحوا لهم أن يطبعوا كتبهم، ثم يزعمون أنهم قادرون على العمل ضمن مشروع فعال لنصرة الدين بالتنسيق مع الطواغيت، قبل أن تعملوا في مشروع الحملة حاولوا رفع الحضر عنكم، شعاراتكم لن تستطيعوا تنفيذ شيء منها إلا بإذن الطواغيت، والطواغيت لن يأذنوا إلا بما لا يضر العدو، فالحملة ستكون نسخة معدلة من جامعة الدول العربية ومؤتمرات القمة العربية، شجب واستنكار ورفض وتنديد، هذه هي أمضى أسلحتهم، وفي النهاية تمر سنوات ونحن نراوح مكاننا.
وأختم بجواب للشيخ ناصر الفهد فرج الله كربه عندما سئل عن هذه الحملة وما رأيه فيها فقال: (سألني بعض الأخوة عن رأيي فيما يسمى بـ(الحملة العالمية لمقاومة العدوان) فذكرت لهم أن رأيي معروف مسبقاً، ولكني لا أجد في تلخيصه أبلغ من قول الشيخ سفر الحوالي – وفقه الله – الذي ذكره في كتابه (القدس بين الوعد الحق والوعد المفترى) ط 1414هـ ص 8 حيث قال: (إن الحديث عن الحقوق المشروعة، والقرارات الدولية، الذي استنزف ويستنزف من الإعلام العربي ما يملأ البحار لم يجد أذناً – ولا عشر أذن – كتلك التي أحدثها انفجار مشاة البحرية في بيروت، والهجوم على ثكناتهم في مقديشو، بهذه اللغة وحدها يسحب الكفر أذيال الهزيمة، وتنحني هامات الخواجات العتية أمام مجموعات طائفية، وعصابات قبلية، وليس جيوشاً دولية وإن استرداد بضعة قرى ومدن في البوسنة قلب المؤشر الصليبي وأرغمة على إعادة حساباته، إن أي خطاب للكفر لا يستخدم هذه اللغة: هو لغو من القول وزور من العمل) ثم قال الشيخ ناصر: وقد أصاب – وفقه الله – في هذا الكلام عين الحقيقة، وهذا هو الأمر المشاهد، وهذا كان قبل إعلان الحملة الصليبية وضرب أفغانستان والعراق، فكيف بهم بعدها؟ أيقاومون بالوسائل السلمية؟!) وأنا أقول للشيخ ناصر الفهد إن كلامه هذا كان قبل السجن الذي حصل له فيه تحول فكري ومنهجي، أما بعد السجن فقد حصل التحول واعتدل الرجل هو وسلمان قبله، وأصبحا أكثر اتزاناً وعقلية وبعد نظر، حتى أدخلوا في مشاريعهم كفار الأمس، فبالأمس العلمانيون والحداثيون والرافضية كفار، واليوم شركاء المشروع كالفارسي وسعيد طيب والحمد والغذامي والصفار، وبالأمس هويدي وعمارة والغزالي والقرضاوي والترابي رؤوس العقلانية والخبث، واليوم مشايخ فضلاً شركاء الحملة لبيان حقيقة الإسلام، أي إسلام يقصدون؟ يمكن أن يجيبك غراب القوم إذا سألته فهو المتحدث الرسمي لدعاة العالم الإسلامي!!!، لقد أخطأ الأمريكان عندما رفعوا الدعوى على سلمان وسفر بأنهم ممن يدعم الإرهاب، فأقول لهم هونوا على أنفسكم فقد تعهد سلمان لفريدمان في المقابلة التي أجراها معه في بيته، بأن مشروعه القادم سيكون منع تكرار أحداث سبتمبر، فهو من أحرص الناس على عدم تكرار مثل تلك الغزوة، ولا نظن الأمريكان صادقون في دعواهم ضدهما فربما أن الدعوى رفع لأسهمهم والله أعلم، فإن فريدمان أكد بعد لقائه بسلمان أن يفتح له ولأمثاله المجال لفكره المعتدل.
أقف عند هذا الحد فقد أطلت الحديث عنهم وامتلأ القلب غماً وهماً منهم، فلا أريد أن أزداد غماً، ولا أريد أن أزيد إخواني كدراً، وما تركته أكثر مما تناولته، وإن رغبوا بالزيادة وفتحوا أفواههم بالباطل زدناهم أحجاراً ليصبح الحجر مثقالاً بدينار.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
6/3/1424هـ
يوسف بن صالح العييري ( البتـــــار )
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي هدانا لملة خير عباده من غير سؤال، ونسأله أن يثبتنا عليها حتى الممات، والصلاة على خير خلق الله محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:-
رب يسر وأعن...
قبل أن أبدأ لابد أن أوضح حقيقة لست في شك منها، وهي أني على قناعة بأن كلاً ميسر لما خلق له، وأن كل مسلم يمثل لبنة في بناء صرح الأمة، ومالا يحسنه هذا، فإن ذاك يتقنه، وأني أؤيد كل عمل يجلب للأمة أي خير ويدفع عنها أي شر ولو كان يسيراً، فلا أحجر واسعاً وكل ميسر لما خلق له، وحينما أنكر على هذه الحملة، فأنا لا أنكر المشروع كونه مشروعاً هادفاً، لصالح الأمة في فكرته الأصلية، ولكن أنكر الشعارات التي لا تحمل مضموناً، وأنكر التناقض بين التنظير والتطبيق، وأنكر الأسلوب غير الشرعي الذي تبنته هذه الحملة.
و أعتذر قبل أن أبدأ لبعض النعام، فلست أقصد جرح مشاعرهم المرهفة، ولكن أقول بأن أسلوب دس الرأس في التراب خشية رؤية الحقيقة لم يعد يناسب هذا العصر، فعلى كل النعام أن تتخلى عن هذا الأسلوب، وتحاول أن تستبدله بأسلوب مواجهة الأمر الواقع ومعرفة الحقائق، والقول للمسيء أسأت مهما كان منصبه وقدره، فهذه أول خطوات علاج المشكلة.
لقد بدأت (الحملة العالمية لمقاومة العدوان) بمشروع كبير جداً، أو لنقل مشروع الأحلام الوردية، وليس هذا والله من باب التثبيط، ولكنه من باب عرض الحقيقة، وسوف أدلل على ذلك في ثنايا هذا المقال، أقول هذه الأحلام الوردية، دغدغت مشاعر الناس، وحفزتهم ليعطوا تأييدهم للحملة، ولكن على ماذا، على شعارات زائفة، تماماً كعملية التصويت لرئيس عربي حملة انتخابية مليئة بالشعارات، تحصد الأصوات، وبعد انجلاء الغبار وتثبيت الكراسي يكون الواقع خلاف الدعاية.
إذاً نحن أمام دعايات جوفاء ولكن بلا عمل، أمام شعارات رنانة لا آلية لها، أمام زعم تكذبه الحقائق، تنظير يخالفه التطبيق بل ويلعنه في كثير من الأحيان.
طبعاً لن أستطيع أن أستوعب الكلام على الحملة فلست متفرغاً لبيان عوارها، ولكن أريد أن أضع بعض الملاحظات أمام الأخوة ليعرفوا الخلل الذي أصاب منهج الصحويين فتحولوا من مشايخ صحوة إلى مثقفين، وليعرفوا أن القضية لا تعدوا أكثر من شعارات تذكرنا بالحقبة الناصرية شعارات بلا مضمون، وصورة بلا جوهر، وقشر بلا لب، تنظير يخالفه التطبيق، تناقض لا نظير له ومخالفات شرعية كانوا هم أكثر المحاربين لمرتكبها ويا حسرة على العباد.
ولتعلم ضعف هذه الحملة وعجزها عن تحقيق أي شيء، فقد تم إنشاؤها باسم (حملة مكة لمكافحة العدوان) وتم حجز موقعها على الإنترنت بهذا الاسم (مكة) ولا زال كذلك، وقبل إعلان الحملة لابد وأن يستأذنوا الحكومة السعودية، ولكن الحكومة رفضت الإذن لإطلاق هذه الحملة حتى يتم حذف أسم مكة من اسم الحملة، وبما أنهم لا يملكون إلا السمع والطاعة فقد قبلوا ذلك وتم تغيير اسم الحملة إلى (الحملة العالمية لمقاومة العدوان) وبقي اسم الموقع (مكة) كما هو، ولدي البيان التأسيسي عندما وزعوه لجمع التواقيع قبل تغيير الحكومة للاسم وكان باسم (حملة مكة..)، هذه القضية رغم صغر حجمها إلا أن لها دلالة كبيرة جداً، تفند زعمهم في البيان التأسيسي بأن الحملة (مستقلة)، فكيف تكون مستقلة ولم تستطع أن تستقل باختيار الاسم حتى فرضت الحكومة عليها الاسم الذي تريده؟!! هل هذه الحادثة مقنعة بالإفلاس؟ وإذا لم تقنع فسوف نأتي بما يقنع.
أول ما تم الإعلان عن الحملة، قام بعض الأخوة والمشايخ حفظهم الله بإنكار هذه الحملة، علماً أنها لم تصدر شيئاً بعد، ولكنهم عندما عرفوا المؤسسين عرفوا أنهم لا يمكن أن يأتوا بخير، ويكفي منهم الناطق الرسمي محسن.
وإذا كان الغراب دليل iiقوم مر بهم على جيف الكلاب
فمن عرف المؤسسين علم أن الحملة ستكون مهداً لتمييع الدين ورفض الجهاد واختلاط الحابل بالنابل، وهذا الحكم لم يأت عن تخرص، ولا عن فراسة مطلقة، بل جاء بناء على استقراء لما يكتبه سلمان ومحسن وسفر وبقية المؤسسين في الأيام الأخيرة، وما وقعوا عليه من بيانات جماعية كان من آخرها بيان المثقفين الممسوخ وبيان الجبهة الداخلية الجاهل، وعلى المرء أن يتساءل، هل يمكن أن يخرج من أصحاب بيان المثقفين وبيان الجبهة الداخلية وغيرها من البيانات المائعة شيء يفيد؟، فلن يكون جوابه إلا بالنفي، ولأجل هذا أنكر الأخوة والمشايخ هذه الحملة قبل أن تصدر شيئاً، لأنها لن تخرج عن الإطار العام للتوجه الجديد المائع.
واشتد الحديث عن محاربة الحملة الجديدة للجهاد، قياساً على ما تقدم، إلا أن المؤسسين قرروا نفي هذه التهمة، فأخرجوا ما ينفي ذلك بشكل غير مباشر، وبما أن القضية قضية شعارات لا مضمون لها ولا يدعمها منهج فلا مانع من قول أي شيء، فالكلام ليس عليه رسوم، فالمقصد كسب الجمهور لا كسب موافقة الدليل، وسأدلل على ذلك في هذا المقال، وأول الوقفات ستكون مع أول إصدارات الأمين العام للحملة (سفر بن عبد الرحمن الحوالي).
أخرج الأمين العام للحملة سفر الحوالي مقالاً في موقع الحملة ليكسب به الجمهور، وكان عنوان المقال (أول الغيث قطر) وجاء في هذا المقال عندما تحدث عن الحملة فقال (انطلقت هذه الحملة المباركة – بإذن الله – لتكون سنداً للمرابطين على الثغور وتذكيراً لسائر الأمة بما يجب عليهم من النصر في الدين).
وكما قلنا لكم بما أن القضية قضية شعارات فبإمكان كل الناس أن يصفصف أكثر من هذا الكلام، ولكن إن جاء العمل رأيت الخلل، طبعاً نحن على قناعة أن الأمين العام وثلة من الموقعين معه ما هم إلا حرب على أهل الثغور، والدليل على ذلك بياناتهم وعليكم ببيان الأمين العام (بيان للأمة) الذي أصدره عقب ضربات سبتمبر، فقد حشاه بكم هائل من التهم والتحقير لأهل الثغور، الذين تجمع الأمة كلها على أن منهم الطائفة المنصورة، لأنه عندما طعن في أهل الثغور، طعن في أهل الثغور جميعاً على جميع الجبهات سوى فلسطين ربما لأسباب حزبية كما يعلم الجميع.
ومع أول اختبار لسفر للتأكد من صدقية هذه الدعوى وأنهم سند لأهل الثغور، سقط سفر في أول ست دقائق بالضربة القاضية أمام خصمه الدليل الشرعي، في مقابلة له مع إذاعة لندن القسم العربي، وست دقائق فقط حشاها سفر بالمتناقضات وبالأخطاء الشرعية وسوف أتعرض لشيء منها، ولكن ما يهمني الآن من مقابلة لندن معه وهي منشورة في موقع الحملة، ما يهمني هو كيف يساند أهل الثغور عن طريق الحملة.
عندما سأله مذيع لندن عن اتهام أمريكا للمناهج في السعودية بأنها هي التي أخرجت الذين هاجموها من السعوديين في أمريكا.
قال (الذين يقال أنهم قاموا بالعمل هم في الحقيقة ممن رفض المناهج وترك الدراسة، وبعضهم لا يدرس ولا ينتمي للعلم الشرعي أصلاً، بالعكس لو أن القضية هي قضية المناهج لكان الجميع أو كان ما عمل يشترك فيه الكل، ولكن هؤلاء كان لهم نظرات خاصة وكان لهم توجيه وتربية خاصة بهم).
هذه أول مساندة سفر لأهل الثغور، يبين في جوابه أن الذين نفذوا العمليات يختلفون عن الجميع رفضوا المناهج وتركوا الدراسة، وبعضهم لا يدرس ولا ينتمي للعلم الشرعي أصلاً!!.
وإن كان هذا الكلام مدحاً في أصله، إلا أنه جاء هنا في معرض الذم، فهو يتحدث عبر إذاعة عالمية، والذي يترك الدراسة أو لا يدرس أصلاً يعد فاشلاً وعاطلاً، سببت له البطالة الالتحاق بالمجاهدين أو بالإرهابيين، وهذا يعني أن الإرهابيين جماعة من الفاشلين الذين يختلفون عن الجميع، هذا ما يفهمه السامع عندما يعرف أنهم تركوا الدراسة أو لا يدرسون، وسفر من الناس الذين أعطاهم الله القدرة على التعبير، فكان بإماكنه أن يقول رفضوا المناهج وتركوا الدراسة وبعضهم لا يدرس لأسباب شرعية، حتى يعطيهم فقط سمة من سمات الشرعية.
ولكنه لم يقل هذا سنداً لأهل الثغور كما يزعم، ولكنه سارع في التبرؤ منهم وبترهم من جسد الأمة، بإثباته أنهم يخالفون الجميع، بل جاء بالطامة عندما قال (وبعضهم لا يدرس ولا ينتمي للعلم الشرعي أصلاً)، نعم يعني لا دراسة ولا علم شرعي، بمعنى أنه فاشل محبط جاهل، سيقول البعض بأنه قال (بعضهم) وليس كلهم وهذا كلام حق، وأنا أقول لا بل هو باطل، كلهم درسوا، والجميع لديه منهج شرعي وعلم بالدليل، ولو كانوا غير ذلك ما قدموا نفوسهم لله رخيصة دون علم شرعي، فقد كذبت عليهم يا سفر، بنفي العلم الشرعي عنهم أصلاً، ولو أنه قال (ليس لديهم علم شرعي أصلاً)، لقلنا بأنه يقصد أي ليس منهم عالم، وهذا رغم بطلانه إلا أنه أهون، ولكن لا ينتمي للعلم الشرعي أصلاً، هذا زور وكذب، لولا انتماؤهم للعلم الشرعي والدليل ما رأيت منهم ما رأيت، أم أن الانتماء للعلم الشرعي في قاموس سفر يجب أن يكون عن طريق سفر أو سلمان أو غيرهما، وربما يريد من الانتماء للعلم الشرعي تخرجهم من جامعة أم القرى أو الجامعة الإسلامية، فإذا لم ينسب أحد لهم أو لتلك الجامعات فهو لا ينتمي للعلم الشرعي أصلاً، ما هو مقياس الانتماء للعلم الشرعي عند سفر، أنا لا أعلم، بما أنه نفى عن شهدائنا الأبرار – نحسبهم كذلك ولا نزكيهم على الله – العلم الشرعي أصلاً فلا يمكن أن نعلم مقياس الانتماء.
هذا الذي يقصده سفر بمساندة أهل الثغور، فهو يقصد البراءة منهم، وليته سكت على نفيه انتماءهم للعلم الشرعي أصلاً، حتى زاد على ذلك عبارات، يعلن فيها البراءة منهم، ويبرئ المجتمع أيضاً منهم عندما قال (بالعكس لو أن القضية هي قضية المناهج لكان الجميع أو كان ما عمل يشترك فيه الكل، ولكن هؤلاء كان لهم نظرات خاصة وكان لهم توجيه وتربية خاصة بهم).
نعم ما عملوه لا يشترك فيه الجميع معهم، لأن هؤلاء انفردوا بنظرات خاصة وكان لهم توجيه وتربية خاصة، فهم ليسوا كالجميع، لم تسمح نفسه أن يثني عليهم بعبارة واحدة، بل حاول جاهداً بترهم من جسد الأمة بعبارات عنيفة (رفضوا المناهج، تركوا الدراسة، بعضهم لا يدرس، لا ينتمون إلى العلم الشرعي أصلاً، لا يشترك معهم الجميع، لهم تربية خاصة، لهم نظرة خاصة، لهم توجيه خاص).
ما أجمل هذه المساندة لأهل الثغور، وما أجمل هذا الثناء على الشهداء أيها الشيخ الجليل والعالم النحرير، لا أريد أن أفتش في قاموسك لأعيد إلى الأذهان، صوراً أخرى من صور سندك لأهل الثغور، الذين هم على تعبيرك أهل التكفير والعجلة والاستبداد بالرأي، و... و.. و..، نعم لم نعرف عنك سنداً لأهل الثغور إلا بهذا الأسلوب، تهم تلقى على عواهنها، ظالمة جائرة، وأوصاف لا يمكن أن تطلقها على أحد سواهم، يقول سنساند في هذه الحملة أهل الثغور، عجباً في أذاعة لندن ولست دقائق فقط بان العوار شعارات زائفة تسقط من مقابلة واحدة.
ثم يكرر الشعارات في مقابلة قناة المجد، لكسب الجمهور، ويقول بأن له اتصالاً مباشراً مع المجاهدين، وما كل ما يعلم يقال.
يريد أن يفهم السامع بأن هناك توافقاً منه مع المجاهدين، نحن نتمنى ذلك، ولكن الحقيقة غير ذلك، طبعاً من البديهي لدى كل عاقل أن من لديه علاقات مع أكثر الناس خطراً في العالم لا يمكن أن يدين نفسه أمام الملايين ويعترف بأن له علاقة مباشرة معهم، هذا إن كان عاقلاً، يمكن أن يعقل أن يقول شخص نحن نؤيد المجاهدين، ومن المفترض أن نقف وراءهم، ولكن يقول هناك اتصال مباشر، لا يفعل عاقل ذلك إن كان الأمر حقاً، ولكن بما أن كل ما في الأمر شعارات فلا مانع من أطلاق الشعارات هنا وهناك وعلى جميع الأوزان.
الأمين العام له دعم مباشر للمجاهدين ولكن ما نوع هذا الدعم؟، إنه من نوع الأحكام الجائرة والفتاوى العنيفة ضدهم، بالأمس يمنع دعمهم في العراق ويمنع ذهاب أحد إلى هناك، وليس هذا خاص بملابسات قضية العراق، بل هو أحد أبرز الرافضين للذهاب إلى أفغانستان أيام الغزو السوفيتي، وبرز رفضه مع بروزه عام 1409هـ، وكانت علاقته في مساندة أهل الثغور بهذا الأسلوب لا تذهبوا إلى أفغانستان، استمر هذا الموقف منه حتى بعد قيام إمارة أفغانستان الإسلامية، رفض ذهاب الشباب إلى التدريب فقط لمجرد التدريب الواجب بالنص، ولا أكتم القارئ حديثاً حينما أقول بأنه أرسل طلباً إلى مجلس شورى الإمارة الإسلامية في الحج الذي سبق ضربات سبتمبر بستة أشهر تقريباً، يطالبهم فيها بإخراج الشيخ أسامة بن لادن من أفغانستان حقناً للدماء ومنعاً لوقوع الحرب، والله الذي لا إله غيره إن هذه الفتوى ليست من شيخ الأزهر ولا من اللحيدان، والله إنها صادرة من سفر الحوالي، وقد اعترف بها أمام جمع من الأخوة، وهو يعجز أن ينكرها، فلا حول ولا قوة إلا بالله.
هذا هو الاتصال المباشر الذي يقصده سفر في قناة المجد، نعم إنه اتصال من نوع خاص، وهذا ما يعنيه بأن تكون الحملة سنداً لأهل الثغور، على أسلوب بيان المثقفين والجبهة الداخلية، شعارات في شعارات تذكرنا بالحقبة الناصرية، ورحم الله من استحى.
وصدق الكاتب ابن الوالي حينما رد في حينها على سفر بقوله:
كتبت مدافعاً عن خير iiصحبي عن الشهداء من أهل المعالي
كتبت مدافعاً عنهم iiلأني سمعت الذم فيهم من iiحوالي
فصار القوم أصناف iiفمنهم رزين طالب صدق iiالمقال
ومنهم من تعصب دون iiوعي يردد بالسفاهة لا يبالي
يظن الحق كل الحق حصرٌ على سلمان أو سفر iiالحوالي
وما يدري بأن الحق iiدوماً حري بالذي طلب iiالمعالي
حري بالمجاهد في ثغور ودرب العز درب iiللرجال
وإن ترد الحقيقة iiفاسمعنّي جهاد الكفر حل للهوان
وقد رفع اللواء له iiأسامة إمام الحق في هذا iiالزمان
ونكمل استعراض بقية مقابلة لندن مع الأمين العام، فعندما سئل عن أهداف هذه الحملة قال:
الهدف هو التوعية العامة بحيث تصبح الأمة على بينة ماذا يراد بها وماذا يكاد لها.
أقول على بينة من ماذا؟، على بينة من العدو الذي داهم أرضها؟، إذا لم تكن الأمة بعد استبانت أمر العدو الذي داهم أرضها وقتل وشرد في ديارها، فلا نظن أن الحملة يمكنها أن تقوم بالتوعية.
فإذا كان من أهداف الحملة التوعية العامة، فأنا أقول هل تظنون أن الأمة لم تع بعد خطط الصليبيين؟ رغم أن الأمين العام أشار في آخر الكلمة على جواب السؤال الأخير أن الإحصائيات تقول بأن تسعين بالمائة من شعوب العالم تقول بأن ما تفعله أمريكا عدواناً، فكيف تكون الحملة للتوعية والناس الواعية تسعون بالمائة، فلماذا تركزون على عشرة بالمائة فقط؟، لماذا لا يكون هناك برامج عملية بدل التوعية، لقيادة التسعين بالمائة للعمل بدل التوعية بالطرق السلمية؟.
أهداف بيزانطية لا قيمة لها، توعية شعوب مقهورة ثائرة، الشعوب الإسلامية اليوم لا تحتاج إلى توعية بأهداف العدو، الشعوب واعية أكثر من أصحاب الحملة أنفسهم، الشعوب تخرج في مظاهرات عارمة مع كل قضية تحدث في الأمة، ويأتي أصحاب الحملة ويرفضون المظاهرات ويرفضون أي مظهر من مظاهر التعبير عن الرفض لهذا الواقع، الشعوب الإسلامية تريد قيادة إلى ميادين العز والنصر، نريد تفعيل الشعوب الإسلامية التي كسرت أجنحتها، الشعوب الإسلامية نهبت ثرواتها، الشعوب الإسلامية ترزح تحت حكومات سلبت منها كل شيء حتى حق التعبير، الشعوب الإسلامية شعوب ممتهنة، تحتاج إلى من يحررها من حكوماتها أولاً، ثم تأتي الحملة وتقول التوعية العامة، الأمة واعية، ولكن نحتاج إلى حملات لتكسير قيود هذه الأمة، ولكن الحملة تأتي بمزيد من القيود لتكبيل هذه الأمة عندما زعمت أنها ستكون في خندق واحد مع الحكومات ضد العدو المشترك، وأنا أقول عن هذه الحكومات (هم العدو فاحذرهم).
ثم يواصل الأمين العام استعراض أهداف الحملة ومنها أن الحملة تريد توعية الأمة وكيف يجب عليها أن تكون يداً واحدة تقف ضد هذا العدوان وأن تحتفظ بدينها وعقيدتها وقيمها فلا تتأثر به.
وهذا يعني أن من أهداف الحملة توحيد الأمة مع الاحتفاظ بالعقيدة والقيم، أقول إن الجميع ينشد توحيد الأمة مع الاحتفاظ بالعقيدة، ولكن هذا الهدف هو لدغدغة المشاعر، وليس له أي رصيد من الواقع، وعلى سبيل المثال قال سفر في نفس مقابلة لندن أنه سيكون بين الحملة وبين الكنائس والجمعيات الكفرية تعاون وتنسيق لدفع العدوان الأمريكي، فكيف نجمع بين توحيد الأمة والاحتفاظ بالعقيدة؟ أيهم المقصود هل هو التوحيد أو الاجتماع؟ وإذا تعارضا أيهما يقدم؟ لاشك أنها العقيدة، ولكن نلاحظ أن الحملة ترفع شعارات الاحتفاظ بالعقيدة والقيم وليس لها من ذلك نصيب، وسوف أبين ذلك لاحقاً، باستعراض كلام فهمي هويدي.
ولكني أقول كيف تريدون أن تجمعوا الأمة وأنتم حتى الآن لم تصدروا من البيانات والمقالات إلا ما يفرق الأمة ويشرخ جدار وحدتها، فبياناتكم ومقالاتكم مفرقة ولا تجمع، إن بياناتكم هي أكثر البيانات على الإطلاق التي حضيت بالتشنيع والردود من الإسلاميين على جميع شرائحهم، حتى العامة رفضوها ورفضوا كتابها جملة وتفصيلاً، إن الساحة الإسلامية لم تشهد ردوداً على بيانات أكثر مما شهدته بياناتكم المفرقة والتي أشبعت بالأخطاء العقدية والفقهية والمنهجية، ومن السخف أن تقولوا للذين ردوا عليكم بأنهم حساد أو جهال، فالذين ردوا منهم علماء كبار، ومنهم من كان جندياً لكم قبل السجن، فإذا أردتم توحيد الأمة فنطالبكم أن تكفوا عن إصدار مثل هذه البيانات وإطلاق مثل هذه الحملات.
وعندما سئل سفر في مقابلة لندن عن استقلالية الحملة، قال: بأن الحملة مستقلة ولم يكن هناك أي تنسيق مع أي حكومة، إلا الحكومة السعودية التي ينتمي عدد من المؤسسين للسعودية، فكان من الطبيعي أن يكون هناك تفاهم وإشعار للحكومة فرحبت.
وأنا أقول والله لا يمكن أن تكون الحملة مستقلة بحال، وأبسط دليل عجزها عن فرض الاسم الذي تريده، ويكفي أنه اعترف بأن الحكومة السعودية رحبت بالحملة، ونحن نسأل أسئلة لسفر هل يمكن أن ترحب السعودية بحملة يمكن أن تكشف الحقائق وتطلع المسلمين على خطر الصليبيين؟، وتفضح من أدخلهم ومن رضي بهم ومن أعانهم في عدوانهم على العراق؟، ومن أعانهم في عدوانهم على أفغانستان؟ ومن أين انطلقوا؟، وحجم تواجدهم؟، وكيف تم دعم اقتصادهم بزيادة كمية ضخ النفط في السوق منعاً للإضرار بهم؟، هل يمكن أن ترحب الحكومة بحملة تفضح المنافقين والعلمانيين؟، هل يمكن أن ترحب الحكومة بمن يعري الطابور الخامس؟، قد يقول قائل ليس بالضرورة أن تتخصص الحملة بهذه الجوانب، فأقول إذا فإن الحملة لن تغير شيئاً ولن تأتي بشيء جديد بما أنها لن تبين للأمة موقعها الحقيقي، ومن هم أعداؤها بكل أصنافهم، وما هي حقيقة الواقع، فبما أن العدو أصبح صديقاً وفي خندق واحد مع الأمة فاعلموا أنها ليست مستقلة.
والأغرب من ذلك عندما سأله المذيع بقوله يعني هذا الإعلان لن يدخلكم في خلافات مع الحكومة؟.
قال: لا أبداً العدو جعلنا في خندق واحد، ونحن لا نستهدف في هذا العمل إلا العدو المشترك مع هذه الأمة.
نقول سبحان الله انقلبت المفاهيم، سفر بالأمس يؤلف كتباً يبين فيها أن طواغيت العرب هم شر خطر على الأمة، وهم الذين بدلوا دين الله تعالى، وهم السبب في فساد الأمة وتغييبها وكبتها، سلمان له أشرطة نارية تحذر من هذه الحكومات الطاغوتية، الجميع يقر بأن أخطر شيء على الأمة تلبيس هذه الحكومات وتزييفها للدين، ولا نريد أن ننقل ما يثبت ذلك من كتبهم وأقوالهم، فكل من يعرفهم متأكد بأن هذه آراؤهم السابقة.
فنأتي اليوم ونرى صحوة الأمس تنقلب إلى غفلة، هم وهذه الحكومات في خندق واحد يستهدفون العدو المشترك، ألم تؤصلوا لنا سابقاً أن هذه الحكومات هي دمى بأيدي العدو؟ ألم تقولوا لنا سابقاً بأن الاستعمار المباشر زال، وفرض علينا استعماراً غير مباشر عن طريق هذه الحكومات العميلة؟ ألم تحشوا رؤوسنا من قبل بأن أخطر خطر على الأمة هذه الحكومات التي تنفذ إرادة العدو؟ ألم تقولوا لنا بأن هذه الحكومات حرب على الإسلام؟ ألم تكفروا هذه الحكومات وتناقشوا الشيخ عبد العزيز بن بار رحمه الله بكفر هذه الحكومات في شريط مسجل؟ بالأمس ترفضون الاعتراف بشرعية هذه الحكومات ومنها الحكومة السعودية، وتكفرونها ولازالت كتبكم وأشرطتكم شاهد عليكم حتى الآن، ثم تأتوا اليوم لتكونوا مع هذه الحكومات في خندق واحد، ألم تقولوا سابقاً بأن الحكومات وخاصة وزارة الداخلية السعودية لا يمكن أن تفسح المجال أبداً لما فيه خير لهذا الدين، إلا النزر اليسير لتخدع به هيئة كبار العلماء والشعب من ورائها، لا تنكروا وتكذبوا فننقب في سجلاتكم ونخرج أقوالكم كلها التي تنكرتم لها الآن.
عفواً على هذه المكاشفة أنتم الذين ألجأتمونا لها، ولكن بسؤال عقلي، إذا كنتم تقاتلون عدواً في جبهة، يقف هو في صف وأنتم في صف أمامه، ومن غير أن تشعروا تسلل أحد جنود العدو إلى صفوفكم متنكراً وأنتم عرفتم ذلك وتأكدتم أنه أتى للإيقاع بكم، ولكن قلتم نتغافل ونقول دعه فالعدو أمامنا والقصف علينا جميعاً والآن نحن في خندق واحد اتركوه لنقاتل نحن وهو العدو المشترك، هو سيدخل في خندقكم ولكن سيقتلكم بدلاً من قتال عدوكم، هو ما أرسل إلا لقتلكم ورضاكم عنه لا يعني تحول أهدافه، أنتم أكدتم لنا أن العدو الأول والأقرب هي هذه الحكومات، فكيف انقلبت المفاهيم لتقاتلوا مع العدو الأقرب أسياده الأبعد؟!!!.
ثم يواصل الأمين العام مقابلته مع لندن فيقول كجواب على قول المعلق بأنه ربما يظن أنكم تستهدفون الغرب كله بهذه الحملة.
فقال: نحن لا نستهدف الغرب ككل، والذي يقوم بالعدوان اليمين المتطرف الذي يسيطر على الإدارة الأمريكية.
أنا حتى الآن لم أفهم لهذه الحملة، تناقض في تناقض، يقولون نريد أن نرسخ عقيدة الأمة ونحميها بهذه الحملة، ثم يقولون نحن لا نستهدف الغرب ككل.
وإذا كانت عقيدتنا تأمرنا بأن نستهدف الكفار بكل مللهم، فمن نصدق حملتكم أم نصدق نصوص الشريعة التي تقول (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ) وتقول (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) وتقول (قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ)، فإذا كانت الشريعة تأمرنا باستهداف الغرب كله بالعداوة والبغضاء ومجاهدة الكفار والمنافقين، فكيف تزعم الحملة التي جاءت لتثبت عقيدة المسلمين، بأن الاستهداف لليمين المتطرف فقط، وأننا يجب أن نكون مع المنافقين في خندق واحد ضد عدو مشترك، صدق الله وكذبت حملتكم ومن وراء حملتكم.
أهكذا يلعب بعقيدتنا، لا نستهدف الكفار جميعاً بل نستهدف اليمين المتطرف فقط؟، من أين لكم دليل استهداف اليمين المتطرف فقط دون بقية كفار الغرب، أنتم تستغفلون الأمة وتخالفون الشريعة، الله يأمرنا باستهداف كفار الأرض جميعاً بما فيهم كفار الغرب، وأنتم تقولون لا اليمين المتطرف فقط.
حسناً سوف نصدق استغفالكم هذا لنا، ونسأل سؤالاً اليمين المتطرف وصل إلى السلطة عن أي طريق؟ هل وصل السلطة بالحديد والنار؟ لقد وصل السلطة بتنصيب الغرب له، فاز بالأغلبية عند الغرب فجعلوا اليمين المتطرف يحكمهم ويوجه سياستهم، فعندما شنت أمريكا وأذنابها الحرب الصليبية على العراق، ودخلوا بغداد وصل المؤيدون لليمين المتطرف إلى قريب من 70% في أمريكا وحدها، يعني الغرب كله يمين متطرف، فاليمين المتطرف لو رفضه الغرب لعزلوه كما عزلوا إدارات سابقة، وبما أن الغرب يدعم اليمين المتطرف فهو سيكون السلطة هناك، والجميع يمين متطرف، فلا تلعبوا بعقيدة الولاء والبراء وتجعلوا عداءنا مع اليمين المتطرف فقط، عداءنا مع الكفار جميعاً.
ومن يقول لماذا نفتح الجبهات على الجميع والأفضل لنا أن نواجههم واحداً تلو الآخر، فنسقط اليمين المتطرف ثم نسقط اليسار المعارض ثم نسقط الوسط وهكذا، نقول إذا كان الأمر جهاداً فلهم هذا، ولكن الأمر بياناً للعقيدة وتوضيحاً لمعنى العداوة، فهذا تقرير نظري وليس مشروعاً عملياً، المشروع العملي يمكن تقسيمه إلى مرحليات، مع احترام ثوابت الشريعة، فهم عند عقيدة الولاء والبراء سواسية كلهم أعداء وتجب البراءة منهم والتحذير منهم ومقتهم جميعاً وإعلان العداوة والبغضاء منهم جميعاً ولا يجوز قصرها على يمين متطرف أو يسار منحل.
ولم تقف المخالفات الشرعية عند هذا الحد في مقابلة الأمين العام للحملة مع إذاعة لندن حتى تعدت إلى أمر شنيع بشع وذلك عندما قال في معرض بيانه لطرق الحملة في مناهضة العدوان قال ”نحن سنسلك كل الطرق الممكنة السلمية، لدينا حوارات ومخاطبات، لدينا الرافضون لأمريكا وفي الغرب من أحزاب وجمعيات وأفراد ومفكرين وكنائس، كل هؤلاء سيكون هناك تواصل وتنسيق معهم من أجل أن يسود هذا الكوكب الأرضي بإذن الله الحق والعدل بقدر المستطاع“.
لا غرابة فهذا كلام سفر الحوالي الذي عد في زمن مضى ابن تيمية عصره، رحم الله الزمن الماضي ورحم الله ابن تيمية.
عندما أنكرنا بيان المثقفين وقلنا بأن هذا تمييع للدين وقدح في منهج الأنبياء والمرسلين في مفاصلة أهل الباطل والدعوة إلى الله على بصيرة، اتهمنا البعض بحمل الكلام على غير محامله، وبحمد الله جاء سفر في مقابلته مع إذاعة لندن، وانتصر لنا وبين ما كنا نخشاه وأكد حصوله، ليتأكد قولنا أن بيان المثقفين لم يأت من فراغ وأن الأمر له ما بعده.
انظروا كيف يريد أن يسود الحق والعدل على كوكب الأرض، يريد أن يسود بالتنسيق مع الجمعيات الكفرية، والكنائس الضالة، قد نقبل ونتجرع بمرارة نصرة الحق عن طريق الجمعيات الكفرية، ولكن لا يمكن أن نقبل بحال أبداً ولا من الناحية النظرية أن ينصر الحق عن طريق الكنيسة، بإمكان كل شاك أن يعود إلى محاضرات سلمان العودة صانعوا الخيام التنصير في العالم، التنصير في العالم الإسلامي، التنصير في الخليج، وغيرها من الكتب والمحاضرات التي أغرق السوق بها أصحاب الحملة، كلها تؤكد أن كل الكنائس العالمية بفئاتها الثلاث كلها ضد هذا الدين، وكلها تصد عن سبيل الله تعالى، وكلها تنشر الكفر والظلم والعدوان، وأي ظلم أعظم من الدعوة لعبادة عيسى بن مريم والقول بالتثليث، ثم يأتي سفر ومن معه ويزعمون أن الحق يمكن أن ينتصر بنصر الكنيسة لهم، خبنا وخسرنا إذا كنا نريد أن ننسق مع الكنيسة لنصرة الحق، أتحداكم أن تأتوني باسم كنيسة واحدة لا تحارب دين محمد ولا تحارب الحق والعدل، فكيف لكم أن تنسقوا مع الكنائس ليسود الحق والعدل على هذه الأرض؟، ليته قال ليعود لنا حقنا فربما يقبل، ولكن يقول ليسود الحق والعدل على هذه الأرض، كذبتم والله كذبتم، لا يمكن أن يسود حق ولا عدل أحد أنصاره الكنيسة أو الجمعيات الكفرية أو الحكومات الطاغوتية، وإن كنا نتحسر على شيء فإننا نتحسر على عقول صدقتكم وأيدت حملتكم.
وبشعارات جوفاء يؤكد الأمين العام للحملة، خلو الحملة من المضمون، فهي صورة بلا جوهر، فعندما سأله المعلق كيف تنون إيصال الرسالة؟.
قال: الأمة قادرة على المواجهة وقادرة على احتواء العدوان، ونحن علينا أن ننير لها الطريق ونثبت إيمانها وعقيدتها في هذا الشأن.
نحن لا نستغرب هذه المزاعم فقد تعودنا على الشعارات، تعودنا على أقوال تخالفها الأعمال، تعودنا على تنظير يلعنه التطبيق، هذه أصبحت سمة عامة لكتابات هذا التيار.
كيف تثبتون العقيدة وتثبتون الإيمان وأنتم لا تستهدفون جميع من أمر الله بعداوتهم، كيف تثبتون عقيدة الأمة وإيمانها بالتنسيق والتعاون مع الكنائس؟ وبعد قليل سوف أطلع القارئ على بعض عجائب الحملة في كيفية تثبيت عقيدة المسلمين وإيمانهم التي تزعمه الحملة.
ويستمر الخداع والتلاعب بالمصطلحات واستغفال الأمة في مقابلة الأمين العام مع إذاعة لندن، حينما سأله المذيع عن كلمة ابتزاز وماذا يقصدون بالابتزاز الذي ورد في البيان التأسيسي للحملة؟.
فقال: (المعلومات لدى شعوب العالم كلها تقريباً أن الشمال الغني وبالذات الولايات المتحدة الأمريكية تبتز، بل تريد أن تبتز الاتحاد الأوروبي، فالابتزاز قائم وهناك قوى مهيمنة مستكبرة في الأرض تريد أن تبتز الضعفاء ما منحهم الله تعالى من خيرات وتريد أن تستأثر بها عنهم، وهذا واضح ومعلوم لكل شعوب العالم ولكن نحن نشعر أن الأمة الإسلامية مستهدفة بشكل خاص).
وأنا أقول إن معنى الابتزاز هو ممارسة الضغوط بأي شكل من الأشكال، للتمكن من تحقيق أي مكاسب يريده المبتز من المبتز منه، هذا معنى الابتزاز.
ولكن المشكلة أن الأمين العام يقول بأن هناك قوة مستكبرة (تريد أن تبتز) يقصد أمريكا، فأمريكا تريد أن تبتز، لم تبتز بعد، هي تريد أن تبتز، وهذه الحملة تأتي لإيقاف الابتزاز، هذا لعب بالمصطلحات، لماذا لم يقل هناك سرقة حقيقية حاصلة منذ زمن الاستعمار وحتى الآن، أكثر من مائة سنة وهناك سرقة، أين ثروات أفريقيا المسلمة؟ تقاسمها منذ عشرات السنين البرتغال وأسبانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا وأخيراً بريطانيا وانتهى الأمر بأمريكا، أين ثروات الخليج؟ أين ثروات آسيا الوسطى؟ أين ثروات شرق آسيا؟ أين ثروات العالم الإسلامي بكل أقطاره؟، الأمين العام للحملة يقول بأن هناك قوى تريد أن تبتز فهي لم تبتز بعد، ولم تسرق بعد، وكل ما فعلته بالعالم الإسلامي من سرقة، لا يعبر عنه بالسرقة فقط يعبر عنه بأنها تريد الابتزاز!!.
وهذه السرقة لماذا تسمى ابتزازاً، والحكومات في العالم الإسلامي هي التي استولت على هذه الثروات وباعتها على القوى المستبدة لحسابها الخاص، هل رأيتم كيف فضح العالم العربي وإعلامه العميل حكومة صدام حسين وعدد سرقاتها لثروة العراق، إن ما توصف به حكومة العراق، من شنائع وفضائع بعد أن غضب عليها أشقاؤها في السرقة والعمالة، يمكن أن توصف به جميع الحكومات في العالم الإسلامي، حكومات ظالمة متجبرة مستبدة تدوس على شعوبها وتسرق ثرواتها لحساب القوى المستكبرة وتأخذ هي الفتات، هكذا يفترض أن تصف الحملة الواقع، حكومات متسلطة شريكة في كل الجرائم ضد العالم الإسلامي، يدها بيد العدو الكافر.
ونحن نقول إذا عجز الأمين العام للحملة أن يستخدم المصطلحات الصحيحة الصريحة لوصف الواقع، فإن الحملة لن تعالج الواقع، ولن تكون أكثر من ظاهرة صوتية متخبطة، كل يوم في واد.
سأل معلق لندن الأمين العام للحملة عن استخدام كلمة العدوان وأنها قد تؤدي إلى انتقاد؟
فقال: (إذا كان الذي سيوجه الانتقاد هم الذين دمروا وفعلوا وفتكوا فما فعلوا أعظم من انتقاد العبارة، أما إذا كان المنصفون والعادلون في الأرض فالحمد لله نحن نعلم وعلى ثقة واطلاع على الاحصائيات بأن تقريباً تسعين بالمائة من شعوب العالم ترفض هذا العدوان وتسميه عدواناً حتى داخل أمريكا).
حسناً أيها الأمين العام، بما أن تسعين بالمائة من شعوب العالم تنتقد وترفض هذا العدوان، فلماذا تتعبون أنفسكم وتجعلون من أهداف الحملة توعية الأمة بحقيقة هذا العدوان، بما أن تسعين بالمائة ترفض هذا العدوان وتسميه عدواناً، فمن العبث أن تركز الحملة على توعية الواعي بخطر العدوان، فبما أن تسعين بالمائة يرفضون العدوان، فلماذا لا يكون للحملة برامج عملية (شرعية) لتحريك هذه الأغلبية لدفع الصائل، تسعون بالمائة يعون العدوان وتبحثون عن توعية؟، نعم لأنه لا يهون عليكم أن يبقى عشرة بالمائة لا يرفضون العدوان، وأقول أيضاً تسعين بالمائة مبالغة لم نشاهدها على أرض الواقع.
إذا كان كل هذا التخبط لدى الأمين العام وهو أمثل أهل الحملة طريقة فما بالك بغيره من المؤسسين؟، يظهر التخبط فقط في لقاء لمدة ست دقائق مع إذاعة لندن، فتظهر كل هذه الخزعبلات، فكيف بعمل الحملة أصلاً؟.
ولعل البعض يقول يا أخي الحملة سوف تتولى أموراً لا علاقة لها بالجهاد، فدعها وشأنها، لا تطلب من الناس جميعاً أن يسيروا خلف خط الجهاد، كل ميسر لما خلق له.
أقول نعم أنا على قناعة بذلك، بل إني من الداعين لذلك، وأقول على كل مسلم أن ينصر الإسلام بما يحسن ولا نكلفه مالا يستطيع، ولكن السؤال هو أن تنصر الإسلام بالطرق الشرعية، لا بالطرق المنحرفة، فهذا هو إنكاري، ووضعت هذا في أول المقال وقلت بأني أنكر الشعارات التي لا تحمل مضموناً، وأنكر التناقض بين التنظير والتطبيق، وأنكر الأسلوب غير الشرعي، هذا ما أنكره أنا وغيري ممن عرف الدليل، نحن أتباع الدليل ولا نتبع أحداً من الناس، فتبعيتنا المطلقة للدليل وتعصبنا للدليل، وقد يقول قائل من المتفلسفة بأن النظر إلى مخالفة الدليل نظر نسبي قد يرى فلان أن هذا العمل مخالف للدليل، ويرى الآخر أنه موافق للدليل، فتبقى المسألة اجتهاد ولا إنكار في مسائل الاجتهاد، نقول نعم لا إنكار في مسائل الاجتهاد التي مستندها الرأي والقياس، أما مسائل الاجتهاد المستندة إلى نص ففيها إنكار لمخالفتها النص، فما كل اجتهاد مقبول ولا ينكر عليه، هذا فضلاً بأن سفر لم يترك غيره من المجتهدين يعملون على أسلوبهم وطريقتهم بما يرون أنه يوافق الدليل، وعلى كل حال أنا سأحاكم الحملة إلى أقوال الأمين العام لها وأبين أنها مخالفة للدليل، فهو أول من يضلل الحملة لو كان على منهجه السابق المتبع للدليل.
لقد عرضت الحملة أهدافها الستة، ولن أقف مع كل هدف لأبين الخلل في تطبيقه، ولكن سأكتفي ببيان الخلل في هدف واحد، وأسوق من موقعهم أهدافهم كما نشرتها الحملة.
أولاً: العمل على توعية الأمة بمخططات أعدائها للحفاظ على هويتها.
ثانياً: دفع عدوان المعتدين بالوسائل المشروعة الممكنة.
ثالثاً: استنهاض الروح الإسلامية لدى المسلمين لخدمة دينهم وأمتهم والدفاع عن حقوقهم.
رابعاً: توضيح الصورة الحقيقية للإسلام، وإبراز الجوانب الأخلاقية والإنسانية في تشريعاته، وكشف زيف الحملات المغرضة ضده.
خامساً: العمل على التنسيق والتكامل بين الجهود الشعبية والرسمية في بلاد المسلمين لخدمة القضايا الإسلامية والإنسانية.
سادساً: العمل على التواصل الفعال مع الشعوب والمؤسسات والهيئات العالمية الرافضة للظلم والتسلط على الشعوب ومقدراتها.
وأول تعليقي على هذه الأهداف أنها شعارات براقة خالية من المضمون تخفي وراءها وجهاً كالحاً ورائحة كريهة نتنة، وسوف أبين ذلك بمثال واحد، وأظن أني تحدثت عن الهدف الأول فيما يخص توعية الأمة وأنه تحصيل حاصل.
أما الهدف الثاني وهو ودفع عدوان المعتدين بالوسائل المشروعة، فهذا جميل ولكن ما ضابط الوسائل المشروعة عندهم، هل التضامن مع الكنائس من الوسائل المشروعة؟، هل الدخول مع الحكومات الطاغوتية من الوسائل المشروعة؟ هناك أسئلة كثيرة تبين زيف هذا الشعار.
أما الهدف الثالث وهو استنهاض الروح الإسلامية، فهذا شعار جميل ولكن ما هي وسائل الاستنهاض.
أما الهدف الرابع فسوف أبسط الكلام عنه قليلاً ليتبين زيف الحملة، والهدف الخامس وهو التكامل والتنسيق بين الجهود الشعبية والرسمية في بلاد المسلمين، فكيف يتم تنسيق جهود الشعوب مع الحكومات الطاغوتية وهم أعداء الأمة، الأمة لا تريد تنسيق جهودها مع جلاديها، الأمة تريد من حكوماتها الطاغوتية أن ترفع يدها عنها، إذا كانت الحملة تريد تنسيق الجهود، فنحن لا نريد منها ذلك، نريد منها فقط أن تقنع الحكومات لتطبيق الشريعة، تقنع الحكومات لتطبيق الحدود، تقنع الحكومات للكف عن حماية اليهود وفتح الحدود، تقنع الحكومات بأن تترك أهل الحق والعدل في سبيلهم، تقنع الحكومات أن تترك العمالة لليهود والنصارى، تقنع الحكومات أن تفرغ سجونها من المجاهدين والدعاة، يا سادة لا تستغفلوا الأمة، الحكومات هي العدو الأقرب للأمة، فكيف تنسقون الجهود بين الشعوب وبين العدو الأقرب والأشد فتكاً ضد سيده ومن نصبه وهو العدو الأبعد؟ شعارات رنانة لا مضمون لها ولا طعم ولا رائحة، تندرج تحت بند استغفال الأمة.
وأعود إلى الهدف الرابع للحملة وهو: توضيح الصورة الحقيقية للإسلام، وإبراز الجوانب الأخلاقية والإنسانية في تشريعاته، وكشف زيف الحملات المغرضة ضده، وعلى نفس سياقه يأتي قولهم أيضاً في الهدف الثالث: استنهاض الروح الإسلامية لدى المسلمين لخدمة دينهم وأمتهم والدفاع عن حقوقهم، ويتلخص لنا من ذلك أن الحملة تريد توضيح حقيقة الإسلام وإبراز محاسن الشريعة الأخلاقية والإنسانية، وتريد أن تكشف زيف الحملات المغرضة، وتريد أن تستنهض الروح الإسلامية.
الله أكبر مطالب عظيمة، مشروعات جبارة، ولكن للأسف شعارات بلا مضمون، نعم كذب وزيف وخداع، لا تقولوا اتهام لا سند له، ولا تقولوا مجازف بالأحكام، إني أتوقع أن تقولوا هذا، ولكني أقول أقل ما يقال عن هذه الأهداف أنها أهداف كاذبة الهدف منها خداع الأمة، فإن قلتم ما دليل ذلك، فلن أجيب أنا ولكن سأترك المجال لفضيلة الشيخ سفر بن عبد الرحمن الحوالي أن يجيب، فهو الأمين العام للحملة، وكما قلت قبل قليل فإني سأبين زيف الحملة وأساليبها غير المشروعة من ألسنة أصحابها.
أقول أيها الأخوة توضيح حقيقة الإسلام وإبراز محاسنه وكشف زيف الحملات المغرضة واستنهاض المسلمين، هذه المهام من الذي ينبغي أن يتصدى لها؟ لاشك أنهم العلماء هم الذين ينبغي أن يتصدوا لها، ولكن لو سألتكم سؤالاً هل يمكن أن يتصدى الزنديق أو العلماني أو الخرافي أو الضال لهذه المهام؟ لقلتم لا وألف لا.
فأقول إن الحملة تريد أن تحقق هذه الأهداف، عن طريق رموز ضالة هي بلاء الأمة وهي الشر كله، لا يقل أحد أنت جريء في الأحكام على الناس، فلست بجريء ولكن الشيخ سفر علمني هذه الجراءة قبل أن يتحول منهجه.
إن أول أهل الضلال وأخطر رموز الضلال على الإسلام هو الصحفي المصري فهمي هويدي، فهذا الخبيث ضال مضل، يفسد ولا يصلح، وهو أحد الأعضاء المؤسسين للحملة وهو من الذين سيوضحون حقيقة الإسلام وسينشرون محاسنه ويكشفون زيف الحملات ضده، هزلت قاتله الله، وكف الله عنا شره وشر من بعث روحه في الأمة بثوب المصلح.
هذا الضال هو الذي يقول في مقال له بعنوان (وثنيون هم عبدة النصوص) واصفاً (محاولة تعطيل العقول أمام النصوص على حد تعبيره أنها وثنية جديدة ذلك أن الوثنية ليست فقط عبادة الأصنام فهذه صيغة الزمن القديم، ولكن وثنية هذه الزمان صارت تتمثل في عبادة القوالب والرموز في عبادة النصوص والطقوس) قاتله الله أصبح تقديس النص يشابه عبادة الأصنام ألا لعنة الله عليك وعلى من رضي بقولك، ويقول في مقاله له في العربي عام 1401 تحت عنوان (المسلمون والآخرون) ”لقد سمعت واحداً من خطباء الجمعة اعتلى المنبر ليحدثنا أن المسلمين خير أمة أخرجت للناس (هل في ذلك شك؟) وذهب به الحماس حداً دفعه إلى أن يسفه غير المسلمين جميعاً ويتهمهم بمختلف النقائص والمثالب، ثم يدعوا الله تعالى في الختام وحوله مئات من المصلين يؤمنون، أن يدك بيوتهم ويزلزل عروشهم ويفرق شملهم ويهلك نسلهم وحرثهم، وكنت جالساً في الصف الأول، في مسجد فرش بسجاد صنع في ألمانيا الغربية، وترطب حرارته مكيفات أمريكية، وتضيئة لمبات تونجرام الهنغارية، بينما كلمات الخطيب تجلجل في المكان عبر مكبرات للصوت هولندية الصنع، وعندما هبط شيخنا ليؤمنا للصلاة تفرست في طلعته جاهداً لأجد عباءته من القماش الإنجليزي وجلبابه من الحرير الياباني، وساعته زودياك السويسرية، وقد وضع إلى جوار المنبر حذاءً إيطالياً لامع السواد“، هذا الخبيث يعبد عقله ويقدسه ويقدمه على النص هذا دأبه، ويلقي الشبهات على أبناء المسلمين ونتحدى أن يجد أحد من الناس مقالاً له يقر فيه بكفر النصارى، فهذا المسخ وأمثاله اختارتهم الحملة، لينشروا حقيقة الإسلام ويكشفوا زيف الحملات ضده، أول من يحتاج إلى قطع دابر هو هذا وأمثاله، وأول من أصيب الإسلام به هو هذا وأضرابه، فهذا كما يعبر عنه سفر بأنه (زنديق) كما سيأتي، وأنا أقول بأنه يجب قتله، فضلاً عن تصديره في حملة تزعم أنه سيكون ضمن الذين سينشرون الإسلام ويوضحون حقيقته، قاتله الله.
وقد نقل فضيلة الشيخ المطارد ناصر الفهد حفظه الله ورعاة وثبته وسدد على الحق خطاه وفرج همه ونفس كربه، يقول في كتابه الذي صعق به المنهزمين وهو (التنكيل بما في بيان المثقفين من الأباطيل) يقول عن هذا الصحفي الزنديق بتصرف ”ويقول (فهمي هويدي) في جريدة الشرق الأوسط في يوم 3 يونيو 2002م وهو صحفي ثم صار مفكراً إسلامياً ككثيرين من أمثاله لا كثرهم الله!! وهو من دعاة التقريب بين الأديان يقول فهمي (من هذه الزاوية فإن الموقف الذي عبر عنه البيان – يقصد بيان المثقفين - يغدو جديداً في حدود ما نعرف عن الخطاب الإسلامي السعودي. وهو مبشر بظهور تيار في الساحة الإسلامية السعودية يتبنى طروحات أكثر اعتدالاً وانفتاحاً.. ثم قال.. إن أحداً لم ينتقد النص – يقصد نص البيان - بحد ذاته، وإنما امتدحه بعضهم [تركي الحمد في «الشرق الأوسط» 15/5] واعتبر أن «باقة الأفكار الجميلة» التي تضمنها لا يختلف حولها أحد، واستأذن هنا في أن أردد مقولة طالما دعوت إليها من قبل، وهي أننا بحاجة ملحة إلى طي صفحة ذلك التصنيف الذي يقسم المثقفين إلى إسلاميين وعلمانيين، بحيث تكون القسمة بين وطنيين وغير وطنيين، وليس بين إسلاميين وعلمانيين“.
ثم قال الشيخ ناصر حفظه الله في الحاشية في نفس الصفحة ”لو أردت أن أذكر أقوال هذا الصحفي الشنيعة في تمجيد الكفار والدعوة إلى التقارب معهم وسب المسلمين الذين يعادون الكفار لطال المقام، وقد ذكره الشيخ محمد حامد الناصر في (العصرانيون) وجعله من دعاة وحدة الأديان ص 310، وذكره صاحب كتاب (دعوة التقريب بين الأديان) من دعاة التقريب بين الأديان في مواضع كثيرة من كتابه انظر مثلاً: 2/ 653، 703، 707؛ لذلك لا عجب أن يكتب يمجد بيان المثقفين، وسأذكر لك نموذجين من كلامه تستدل على ما وراءها:
يقول في (مجلة العربي) عدد 267 – ربيع أول – 1401: ”ليس صحيحاً أن المسلمين في هذه الدنيا صنف متميز ومتفوق من البشر لمجرد كونهم مسلمين، وليس صحيحاً أن الإسلام يعطي أفضلية للمسلمين، ويخص الآخرين بالدونية، وليس صحيحاً أن ما كتبه أكثر الفقهاء في هذا الصدد هو دين ملزم “!!.
ويقول فض الله فاه في نفس المجلة عدد 169- جمادى أول 1401: ”كل هذه الآراء سواء منها ما يتعلق بتصنيف الخلق، أو قسمة الأرض والديار، لا تستند إلى نصوص شرعية من كتابٍ أو سنة، وإنما هي اجتهادات طرحها الفقهاء والباحثون“.
وله كلام كثير من هذا الجنس؛ إذ هو مهذار مكثار لا خير في كلامه إلا ما شاء الله، وعليك بقراءة كتاب العصرانيون للشيخ محمد الناصر فإنه مفيد في الرد عليه وعلى أمثاله.
ثم نقل الشيخ ناصر حفظه الله كلاماً لمحمد جلال كشك في كتابه (ألا في الفتنة سقطوا ص137) الذي رد فيه على فهمي الزنديق، وما بين القوسين التي داخلها حرف الجيم، هي لمحمد جلال، ونص الكلام الكفري الشنيع لفهمي هويدي، فكان مما نقل قوله (ولكنه – أي فهمي هويدي - ما زال يتشبث بفتوى أخرى ملخصها أنه إذا كانت الوحدة الوطنية تتطلب أن يكفر المسلمون بالله ويخرجوا من دين الإسلام فليكفروا وليخرجوا حماية للوحدة الوطنية!! ودليله بنص كلامه: ”قصة النبي موسى عليه السلام وأخيه هارون – التي استشهدت بها أكثر من مرة – وفيها مرر (كتبت مرر بحروف سوداء ومعناها فوّت..ج) النبي موسى انزلاق بعض بني إسرائيل إلى الشرك (الشرك أيضاً كتبت سوداء..ج) – مؤقتاً – حفاظاً على هدف أسمى هو وحدة القوم“ جاء ذلك في جريدة الأهرام في مقال تحت عنوان (بيان من أجل الوحدة الوطنية) 9/5/1989م.
ومن ضمن علماء الإسلام زعموا الذين دخلوا في هذه الحملة لينشروا حقيقة الإسلام، الضال محمد عمارة المصري الخبيث يقول في كتابه (تيارات الفكر الإسلامي) (لقد انتقضت المعتزلة كفرقة ولكنها استمرت نزعة عقلية! وفكراً قومياً وأصولاً فكرية، من خلال فرق أخرى تأثرت بها، ومن خلال البصمات التي طبعتها على المجرى العام الخالد والمتدفق والمتطور! لفكر العرب والمسلمين!)، وقال.. (ومقام العقل عندهم كان عالياً وصفات الأرستقراطية الفكرية! وسمات العلماء! كانت واضحة في أوساطهم كل الوضوح)!!.. ثم قال.. (وهكذا كان المعتزلة، كوكبة من أهل الفكر! والنظر! والدين! والثورة! اتخذوا من الفلسفة والفكر والرقي! في المعرفة بديلاً عن الأحساب والأنساب)!!.. ويتلكم محمد عمارة في (تحديات لها تاريخ) عن نظريته التي يدعو إليها وطريقته التي يمشي عليها مشيراً إلى أنها (تعلي من شأن العقل وتجعله معياراً وميزاناً حتى بالنسبة للنصوص والمأثورات، حتى لنستطيع أن نقول، إن موقفها من العقل والفلسفة يجعلها الامتداد المتطور لمدرسة المعتزلة فرسان العقلانية في تراثنا القديم)، ويقول في (تحديات لها تاريخ) واصفاً منهجية تياره العقلاني بأنها (لا تدعوا للعودة إلى مجتمع السلف، لأنها تدرك استحالة ذلك! فضلاً عن خطره وضرره!!) قاتلك الله أنت ومن زعم أنك مصلح ستنشر حقيقة الإسلام، ويقول في كتابه (تيارات الفكر الإسلامي) (لقد أصبح الواقع الفكري للحياة العربية يتطلب فرساناً غير النصوصيين، ويستدعي أسلحة غير النقول والمأثورات للدفاع عن الدين الإسلامي، وعن حضارة العرب والمسلمين..) ثم يقول (ويسلّم الكثيرون بأن المعتزلة هم فرسان العقلانية في حضارتنا..) ثم يقول مشيداً بأسياده المعتزلة.. (لقد أحبوا عرض النصوص والمأثورات على العقل فهو الحكم الذي يميز صحيحها من منحولها، ولا عبرة بالرواة ورجال السند، مهما كانت حالات القداسة التي أحاطهم بها المحدثون، وإنما العبرة بحكم العقل في هذا المقام)، ويقول في كتابه (التراث في ضوء العقل) (ابن عربي في التصوف الفلسفي قمة القمم لا في حضارتنا العربية الإسلامية فقط، بل وعلى النطاق الإنساني وهو بمقياس (السلفية المحافظة) أو (الفقهاء) (وثني زنديق)، وقال أيضاً ممجداً عبد الجبار بن أحمد الهمذاني فهو (أعظم أئمة المعتزلة في عصره، وصاحب التراث الذي لولاه لما بقي لنا من تراث المعتزلة، ما يجلو موقفهم الفكري على حقيقته.. وقد قاد الصحوة الاعتزالية في عصر اضطهاد المعتزلة.. ويقول عن عمرو بن عبيد.. فهو زاهد المعتزلة وناسكهم وعالمهم وقائدهم وقد ساهم في الثورة ضد بني أمية..)، نعم بمقياسنا مقياس أهل السنة أنت ومن مجدتهم زنادقة، قاتلكم الله جميعاً.
وأخشى أن يأتيني جاهل ويقول لا تقل هذا لهما ففهمي هويدي ومحمد عمارة من رموز الإسلام، ومشايخنا كسفر وسلمان وناصر وغيرهم أعلم بهم وبفكرهم، فأرادوا أن يستفيدوا منهم وهذه مرحلية، ويسوق لك الحجج والمعاذير التي لا حد لها ولا عد، ولكن أقول إن من وثق بهم أو صدرهم للإصلاح فهو جاهل يتبع هواه، ليس هذا حكمي بل حكم العلماء، ودعني أسأل لكم فضيلة الشيخ سفر بن عبد الرحمن الحوالي عن فهمي هويدي ومحمد عمارة وأضرابهما ماذا يقول فيهم، وما حكمه عليهم، يقول فضيلة الشيخ في كتابه (ظاهرة الإرجاء في الفكر الإسلامي) الجزء الأول (من المظاهر العادية للتسوية في التعظيم – إن لم يكن تعظيم الكفر أعظم – إن هؤلاء الناس يتحرجون من تسمية الأمم المتحضرة كفارا، بل ربما نفروا ممن يطلق عليهم ذلك – حتى لقد قام بعض كتاب ”المدرسة العصرية“ بالسخرية العلنية ممن يزعمون أن المسلمين وحدهم سيدخلون الجنة، وأن ”أديسون“ و”باستور“ وفلان وفلان من رواد الحضارة والعلم سيدخلون النار (1)!!، ثم قال في الحاشية على هذه الفقرة ((1) مثل أبي رية وفهمي هويدي، انظر: العصريون معتزلة اليوم، يوسف كمال، ص 111، 112 الطبعة الأولى)، طبعاً هذا الحكم وهذا الكلام قبل تحولات السحن، فانظر اليوم من يتحرج من تسمية الأمم المتحضرة كفاراً، تحول التكفير للأمم المتحضرة إلى اليمين المتطرف فقط!.
وقال فضيلة الشيخ سفر الذي توفي في السجن رحمه الله بأيدي محسن العواجي وعبد العزيز القاسم في غرفة 105 جناح 2 في سجن الحائر، يقول أيضاً في نفس كتاب ظاهرة الإرجاء، في الجزء الأول (بل ظهر في صفوف المنتسبين إلى الدعوة الإسلامية اتجاه جديد ينكر حد الردة ضمن ما ينكر من حدود الإسلام وأصوله (7)، ثم قال في الحاشية شرحاً لهذه الفقرة ((7) وهو الاتجاه المسمى ”العصرية MODERNISM“ وهي زندقة عصرية يروّج لها عصابة من الكتّاب يتسترون بالتجديد، وفتح باب الاجتهاد لمن هب ودب وكتاباتهم صدى لما يدور في الدوائر الغربية المترصدة للإسلام وحركته، وربما يكشف الزمن عن صلات أوضح بينهم وبينها – كلهم أو بعضهم – وأصول فكرهم ملفقة من مذاهب المعتزلة والروافض وبعض آراء الخوارج مع الاعتماد على كتب المستشرقين والمفكرين الأوربيين عامة، وهم في كثير من الجوانب امتداد للحركة ”الإصلاحية“ التي ظهرت في تركيا والهند ومصر على يد الأفغاني ومدحت باشا وضياء كول آلب وأحمد بهادر خان وأضرابهم. وتتلخص أفكارهم في:
1- تطويع الإسلام بكل وسائل التحريف والتأويل والسفسطة لكي يساير الحضارة الغربية فكراً وتطبيقاً.
2- إنكار السنة إنكاراً كلياً أو شبه كلي.
3- التقريب بين الأديان والمذاهب، بل بين الإسلام وشعارات الماسونية.
4- تبديل العلوم المعيارية ”أصول الفقه، وأصول التفسير، وأصول الحديث“ تبديلاً تاماً، وفرّعوا على ذلك إنكار الإجماع والاعتماد على الاستصحاب الواسع والمصالح المرسلة الواسعة – كما يسمونها – في استنباط الأحكام واعتبار الحدود تعزيزات وقتية.
5- الإصرار على أن الإسلام ليس فيه فقه سياسي محدد وإنما ترك ذلك لرأي الأمة، بل وسعوا هذا فأدخلوا فيه كل أحكام المعاملات فأخضعوها لتطور العصور وجعلوا مصدرها الاستحسان والمصالح الواسعة.
6- تتبع الآراء الشاذة والأقوال الضعيفة والرخص واتخاذها أصولاً كلية. وهم مع اتفاقهم على هذه الأصول في الجملة تختلف آراؤهم في التطبيقات، وبعضهم قد يحصر بحثه وهمه في بعضها، وهذا الاتجاه على أية حال لا ضابط له ولا منهج، وهدفه هدم القديم أكثر من بناء أي شيء جديد، وإنتاجه الفكري نجده في مجلة المسلم المعاصر، ومجلة العربي، وكتابات حسن الترابي، ومحمد عمارة، ومحمد فتحي عثمان، وعبد الله العلايلي، وفهمي هويدي، وعبد الحميد متولي , وعبد العزيز كامل، وكمال أبو المجد، وحسن حنفي، وماهر حتحوت، ووحيد الدين خان. وإنما رأيت ضرورة التنبيه عنهم لخطورتهم واستتار أمرهم عن كثير من المخلصين).
فأنا لم أقل شيئاً ولم أحكم بشيء إلا بعد حكم فضيلة الشيخ سفر الحوالي، الذي عد فهمي هويدي ومحمد عمارة ضمن هؤلاء الزنادقة، واتهمهم بالصلات مع بعض الدوائر الغربية، ولخص أفكارهم وكأنه يلخص أفكار بيان المثقفين أو بيان الجبهة الداخلية أو أفكار كثير من مؤسسي حملة مناهضة العدوان، وطبعاً هو لم يذكر ذلك التفصيل إلا بسبب استتار أمرهم عن كثير من المخلصين!! كما يقول، أيها المخلصون أين أنتم عنهم الآن، بالأمس زنادقة، واليوم يؤسسون معهم حملة لتوضيح الإسلام وكشف زيف الحملات ضده، نحن بين أمرين لا ثالث لهما، إما أن يكون هؤلاء قد تابوا، أو يكون منهج علماء الصحوة قد تغير، ولو أنهم تابوا لأعلنوا ذلك، علماً أن توبتهم لا تجيز تصديرهم كما فعل الصحابة بأهل الردة عندما تابوا فلم يصدروهم، ولكن الحقيقة أنه قد حصل انقلاب فكري وعقدي وفقهي ومنهجي لكثير من الناس وأقوالهم القديمة شاهدة عليهم.
وأذكر بأن ملخص أفكار المدرسة العصرية التي عدها الشيخ سفر، لا تنطبق على فهمي هويدي ومحمد عمارة فقط، فهناك غيرهما من ضمن المؤسسين للحملة هم أخبث منهما وأشد شراً، وما جاء ذكري لهذين إلا كمثال.
وعلى سبيل المثال نذكر من المؤسسين للحملة جميل محمد علي فارسي شيخ الجوهرجية بجدة وكاتب صحفي، وهذا الصحفي يعلن ولا يستخفي بأنه (ليبرالي)، وهل يعرف العلماء معنى (الليبرالية) وما هو الفكر الليبرالي، إن (الليبرالية) هو مذهب رأسمالي ينادي بالحرية المطلقة في الميادين الاقتصادية والسياسية والدينية، وهو مذهب يؤمّن الحريات الشخصية والعامة بما في ذلك المعتقد الديني.
وجميل فارسي هذا هو أحد الليبراليين في السعودية، فبالأمس يوقع مع المثقفين على بيان المثقفين، وبعدها بأيام يوقع مع العلمانيين والرافضة على بيانهم معاً في خندق الشرفاء، وهو مع كل تيار عملاً بالمبدأ الليبرالي الذي يتيح الحرية الفكرية والعقدية المطلقة للجميع ولكن بشرط التعامل بالمثل.
وفي معرض دفاعه عن بيان المثقفين في قناة الجزيرة يوم الاثنين 1/2/1423هـ يقول عن الأمريكيين (الخلاف اللي بننا وبينهم صراع سياسي وهم مصرين على إنه صارع ديني، يا أخي أثبتنا بأكثر من وسيلة إن ما هو صراع ديني هذا صراع سياسي).
هذا الليبرالي كان يفتخر بأن معلق الجزيرة سامي حداد يناديه بالليبرالي، وقد استضافه على هذا الأساس وأنه الصوت الليبرالي الذي شارك الإسلاميين التوقيع على بيان المثقفين.
وأنا أسأل كيف يمكن أن ينشر الإسلام ويوضح حقيقته أمثال هؤلاء الضلال؟ وكيف يكشف هؤلاء زيف الحملات التي ضد الإسلام؟ هؤلاء هم أهل حملات الزيف ضد الإسلام وهم أهل الافتراء والتشنيع ضده، فكيف يصبح الذئب حملاً وديعاً؟.
أنا لا شك عندي في ضلال هؤلاء وأنهم لن يجروا على الإسلام إلا الويلات والشر والتشويه، ولكن الذي أقف أمامه متعجباً لساعات طوال وحتى الآن لم يدخل عقلي، هو عندما سئل سفر في لقائه الأول مع قناة المجد هل ستسمحون لليبراليين أن يدخلوا معكم في هذه الحملة؟ وطلب أيضاً منه متصل آخر أن يتحدث عن العلمانية في العالم العربي.
فزعم سفر أنهم لن يسمحوا للعلمانيين بالمشاركة معهم أبداً وقال (هم العدو فاحذرهم)، وأكد على تجفيف منابعهم وأنه يجب على الأمة أن تسكتهم وتكمم أفواههم، إلى غير ذلك من الكلام الذي يدغدغ المشاعر ولا رصيد له من الوقع.
فكيف تقول ياسفر هم العدو فاحذرهم ولن يسمح لهم أبداً بالمشاركة، والفارسي من المشاركين؟، كيف تريد تجفيف منابعهم؟ أيكون تجفيف المنابع عن طريق تصديرهم في مثل هذه الحملات لبيان حقيقة الإسلام كما تزعمون؟ ما هو الإسلام الذي يمكن للعلماني أن يوضح حقيقته؟ وما هو الزيف ضد الإسلام الذي يمكن للعلماني أن يكشفه؟ اتقوا الله وإني أعضكم بقوله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ)، لا تكذبوا على الناس، أنا أتمنى أن تكونوا صريحين، وتتركوا عنكم الشعارات، فحاولوا أن تقولوا كل ما تريدون بصراحة.
ولا يعتقد أحد أني في هذا المقال أحرص على تتبع جميع المؤسسين للحملة، فليس عندي من الوقت ما أبذله لتتبع أهل الضلال، ولكني بينت نموذجاً منهم ليتضح أني أعني ما أقول عندما قلت شعارات زائفة، وأساليب باطلة غير شرعية، فما تحدثت إلا عن ثلاثة منهم.
ولم أتحدث عن طارق البشري صاحب الفتوى الطامة الذي أجاز فيها هو والقرضاوي والعوا، أجازوا فيها للجندي الأمريكي الذي يزعم الإسلام والإسلام منه براء، أجازوا فيها له أن يشارك في قتل إخواننا في أفغانستان ضمن صفوف القوات الصليبية الأمريكية، بحجة أنهم مضطرون، ومفسدة تشويه سمعتهم وفقدانهم الوظيفة أعظم من مفسدة المشاركة بقصف المسلمين في أفغانستان، فلا حرج عليهم أن يشاركوا بالعمليات العسكرية بنية قتل الإرهابيين والمعتدين ورد الظلم!!.
يا سادة يا أهل العقيدة أليست هذه ردة؟، ألم تدرسوا نواقض الإسلام؟، ألم تعلموا أن الناقض الثامن هو المظاهرة؟ فإذا كانت المظاهرة الناقض الثامن، فما حكم من أفتى بجواز المظاهرة وجعل المكفر حلالاً؟ أبعد هذا يضم مثل هذا الخبيث إلى المؤسسين في الحملة لينشروا الإسلام ويوضحوا صورته الحقيقية؟ ما أكذب من أولئك الضلال إلا أنتم.
أنا لن أتكلم عن عبدالله الثميري رئيس الغرفة التجارية، ولن أتكلم عن أحمد صالح جمجوم وزير التجارة سابقاً، بل سفر يمكن أن يتكلم لكم عن الغرفة التجارية ووزارة التجارة، أين يا سفر شرحك لرسالة تحكيم القوانين الوضعية للشيخ محمد بن إبراهيم؟، ألم يتقرر عندك ودرسته لنا أن الغرفة التجارية محكمة طاغوتية؟ لماذا أصبح رئيس الغرفة الآن من الدعاة إلى الإسلام؟ لماذا تحول الأمر من محكمة طاغوتية وفقاً لما قرره الشيخ محمد بن إبراهيم إلى داعية للإسلام ليبين حقيقته ويكشف زيف الحملات ضده؟.
لماذا يا سفر بالأمس تشن هجوماً على القوانين العربية الكفرية، ومؤسسيها ومنظريها ودارسيها ومدرسيها، واليوم تضم عدد من أساتذة القانون ضمن دعاة الإسلام، بالأمس القانون أصله كفر، ورجال القانون يدرسون ويدرّسون الكفر، واليوم دعاة للإسلام ضمن حملة لمناهضة العدوان.
أنا لن أتكلم عن محسن العواجي وفساده المنهجي والعقدي، يكفي أن تزوروا منتداه المسمى بالوسطية وهو بحق ينبغي أن يسمى (الوسخية)، ففيه من الكفريات مالا حد له ومن شك في ذلك فما عليه إلا أن يزوره، فمحسن هو الذي احتضن حسن المالكي وصدره، ليسب ويقدح في الإمام أحمد وشيخ الإسلام والإمام محمد بن عبد الوهاب، وقبل ذلك في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، محسن كما قال الأخ برغش بن طوالة يحتاج إلى استتابة، لأن الراضي بالكفر كافر فكيف بالناشر له والمحتضن لأصحابه، أيها المغفلون لا تغتروا بالأسماء ولا بالسابقة، فمنصور النقيدان الزنديق سابقته أحسن من سلمان وسفر ومحسن وأحسن من الجميع كما يعرف ذلك الجميع، وتحول إلى زنديق، بعض الصحابة الذين ارتدوا لم تشفع لهم سابقتهم، القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن، سابقة محسن ليست شفيعاً له عن الضلال، محسن خبير بالأسمدة وأصبح اليوم مفتياً، والأعظم من ذلك أنه الناطق الرسمي للحملة!!
وإذا كان الغراب دليل iiقوم مر بهم على جيف الكلاب
فهل هذا الغراب هو من سيبين الإسلام الصحيح؟ هل خبير الروث هو الذي سيوضح حقيقة الإسلام؟ أو يكشف زيف الحملات ضده؟ يا سادة أول مهام الحملة ينبغي أن يكفوا شر الغراب وأضرابه عن الإسلام، فإذا فعلت فقد كشفت زيف الحملات ضد الإسلام، على الحملة أن تبدأ بالمؤسسين أولاً، وأولهم غرابها العواجي هذا الذي ينادي بالتقريب، وهو صاحب المقال الذي جعل عنوانه (أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة) ومن يقصد بهؤلاء، إنه يقصد العلمانيين فقد اجتمع معهم في جدة كما يتحدث في المقال وبعد أن ناقشهم وجد أنهم يحملون هم الإسلام، طبعاً إسلام الغراب، فكتب مدافعاً عنهم بمقال هذا عنوانه، دعوة للتقريب مع العلمانيين، وعليكم بمنتداه، ودعوة للتقريب مع الرافضة، ودعوة للتقريب مع الطواغيت، ودعوة لرفض الجهاد، ودعوة للعقلانية، ودعوات متتالية أخبث من كل شيء، قاتل الله الخبثاء، وسفر لا يجهله محسن فهو رفيق السجن ويعرف كل أفكاره وضلاله، ومعه حمد بن إبراهيم الصليفيح، مضطرب بالأسماء والصفات، لديه أفكار لتحرير المرأة، وكان يختلط بالفتيات في سوريا ويزعم أنه يلقي عليهن المحاضرات وهذا اعترافه بلسانه، وهو يسب السلفيين بأقذع الألفاظ حتى وهو في السجن قاتله الله.
الحملة تجمع كل هذا الكم الهائل من أهل الضلال، ثم يزعم سفر في نهاية الأمر أنهم سينشرون الإسلام، ويبينون حقيقته، ويساندون أهل الثغور، نسأل الله أن يسلم أهل الثغور منكم.
نحن لا نلوم سفر ولا سلمان، فما عهدناهما بعد السجن رجعا عن خطأ بين لهما، ولكن إن كنا نلوم فنلوم الشيخ عبدالله بن حمود التويجري، ونلوم الخطيب المفوه سليمان بن حمد العودة، ونلوم الشيخ الصالح ناصر العمر، ونلوم الشيخ عبد الرحمن المحمود، ونلوم الشيخ حسين بن محفوظ، ونلوم آخرين من أهل العلم والصلاح والعبادة، شاركوا الزنادقة والعلمانيين في ضلالهم، وأصبحوا ألعوبة للطواغيت تحت غطاء هذه الحملات تصرفهم وزارة الداخلية عن طريق غراب القوم كيف تشاء، ويا حسرة على هؤلاء جميعاً، فإن كان أحد منهم يقول بأن اسمي وضع وأنا لا أعلم، فنقول له أنت مدان حتى تتبرأ علناً من هذه الحملة، ومن أهل الضلال فيها ومن أساليبها الباطلة شرعاً وعقلاً.
وأخيراً ليس من باب التثبيط ولكنه من باب الواقعية، إني أقول عندما تعلن الحملة هذه الشعارات بأن الحملة فيها لجان اقتصادية وسياسية وشرعية و.. و..، إلى آخر اللجان الخرافية التي يزعمون، عندما تعلن الحملة هذا، فليس الاختلاف على التنظير، فكل قادر على التنظير ورسم دولة في مخيلته أو على الأوراق وهو في بيته، ولكن الحديث عن التطبيق، فأول المآخذ على الحملة أن تطبيقها يلعن تنظيرها، ثانياً وهو الأهم أن الحملة لا تمتلك الآلية لذلك، فكيف ستنفذ برامجها وهي تحت سلطة الطواغيت، الطواغيت لم يسمحوا لأكثر المؤسسين أن يلقوا محاضرات، ولم يسمحوا لهم أن يطبعوا كتبهم، ثم يزعمون أنهم قادرون على العمل ضمن مشروع فعال لنصرة الدين بالتنسيق مع الطواغيت، قبل أن تعملوا في مشروع الحملة حاولوا رفع الحضر عنكم، شعاراتكم لن تستطيعوا تنفيذ شيء منها إلا بإذن الطواغيت، والطواغيت لن يأذنوا إلا بما لا يضر العدو، فالحملة ستكون نسخة معدلة من جامعة الدول العربية ومؤتمرات القمة العربية، شجب واستنكار ورفض وتنديد، هذه هي أمضى أسلحتهم، وفي النهاية تمر سنوات ونحن نراوح مكاننا.
وأختم بجواب للشيخ ناصر الفهد فرج الله كربه عندما سئل عن هذه الحملة وما رأيه فيها فقال: (سألني بعض الأخوة عن رأيي فيما يسمى بـ(الحملة العالمية لمقاومة العدوان) فذكرت لهم أن رأيي معروف مسبقاً، ولكني لا أجد في تلخيصه أبلغ من قول الشيخ سفر الحوالي – وفقه الله – الذي ذكره في كتابه (القدس بين الوعد الحق والوعد المفترى) ط 1414هـ ص 8 حيث قال: (إن الحديث عن الحقوق المشروعة، والقرارات الدولية، الذي استنزف ويستنزف من الإعلام العربي ما يملأ البحار لم يجد أذناً – ولا عشر أذن – كتلك التي أحدثها انفجار مشاة البحرية في بيروت، والهجوم على ثكناتهم في مقديشو، بهذه اللغة وحدها يسحب الكفر أذيال الهزيمة، وتنحني هامات الخواجات العتية أمام مجموعات طائفية، وعصابات قبلية، وليس جيوشاً دولية وإن استرداد بضعة قرى ومدن في البوسنة قلب المؤشر الصليبي وأرغمة على إعادة حساباته، إن أي خطاب للكفر لا يستخدم هذه اللغة: هو لغو من القول وزور من العمل) ثم قال الشيخ ناصر: وقد أصاب – وفقه الله – في هذا الكلام عين الحقيقة، وهذا هو الأمر المشاهد، وهذا كان قبل إعلان الحملة الصليبية وضرب أفغانستان والعراق، فكيف بهم بعدها؟ أيقاومون بالوسائل السلمية؟!) وأنا أقول للشيخ ناصر الفهد إن كلامه هذا كان قبل السجن الذي حصل له فيه تحول فكري ومنهجي، أما بعد السجن فقد حصل التحول واعتدل الرجل هو وسلمان قبله، وأصبحا أكثر اتزاناً وعقلية وبعد نظر، حتى أدخلوا في مشاريعهم كفار الأمس، فبالأمس العلمانيون والحداثيون والرافضية كفار، واليوم شركاء المشروع كالفارسي وسعيد طيب والحمد والغذامي والصفار، وبالأمس هويدي وعمارة والغزالي والقرضاوي والترابي رؤوس العقلانية والخبث، واليوم مشايخ فضلاً شركاء الحملة لبيان حقيقة الإسلام، أي إسلام يقصدون؟ يمكن أن يجيبك غراب القوم إذا سألته فهو المتحدث الرسمي لدعاة العالم الإسلامي!!!، لقد أخطأ الأمريكان عندما رفعوا الدعوى على سلمان وسفر بأنهم ممن يدعم الإرهاب، فأقول لهم هونوا على أنفسكم فقد تعهد سلمان لفريدمان في المقابلة التي أجراها معه في بيته، بأن مشروعه القادم سيكون منع تكرار أحداث سبتمبر، فهو من أحرص الناس على عدم تكرار مثل تلك الغزوة، ولا نظن الأمريكان صادقون في دعواهم ضدهما فربما أن الدعوى رفع لأسهمهم والله أعلم، فإن فريدمان أكد بعد لقائه بسلمان أن يفتح له ولأمثاله المجال لفكره المعتدل.
أقف عند هذا الحد فقد أطلت الحديث عنهم وامتلأ القلب غماً وهماً منهم، فلا أريد أن أزداد غماً، ولا أريد أن أزيد إخواني كدراً، وما تركته أكثر مما تناولته، وإن رغبوا بالزيادة وفتحوا أفواههم بالباطل زدناهم أحجاراً ليصبح الحجر مثقالاً بدينار.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
6/3/1424هـ
تعليق