إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أمين عام الجهاد الإسلامي : حماس في ابتلاء وما يجمعنا بها أكثر مما يفرقنا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أمين عام الجهاد الإسلامي : حماس في ابتلاء وما يجمعنا بها أكثر مما يفرقنا

    -غزة

    أكد الدكتور رمضان عبد الله شلح، الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين أن الانقسامات الداخلية في فلسطين تهدد فلسطين برمتها أرضا وشعبا، حاضرا ومستقبلا، مشددا على أن مؤتمر أنابولس المرتقب هو مصيدة لاستدراج أنظمة عربية لدائرة التطبيع مع الكيان الصهيوني وتحقيق اصطفاف عربي، صهيوني، أمريكي للتحضير لضرب إيران.



    جاءت أقوال الدكتور شلح في كلمة شاملة ألقاها عبر الهاتف أمام عشرات الآلاف من أنصار الجهاد الإسلامي الذين شاركوا في مهرجان بيعة الشهداء على شرف الذكرى الثانية عشرة لاغتيال الدكتور فتحي الشقاقي الأمين العام المؤسس لحركة الجهاد الإسلامي، على يد عملاء الموساد في جزية مالطا عام 1995.



    وفيما يلي نص كلمة الدكتور رمضان شلح:-

    نص كلمة الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين

    الأخ الدكتور رمضان شلّح

    في مهرجان "بيعة الشهداء"

    بذكرى الشهيد الدكتور فتحي الشقاقي

    قطاع غزة، الجمعة 26/ أكتوبر (تشرين أول) 2007

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين، إمام المجاهدين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن سار على دربه إلي يوم الدين .

    أيها الإخوة والأخوات، جماهير شعبنا الفلسطيني الصامد في قطاعنا الحبيب..

    أحييكم جميعاً، وأشد على أياديكم.. أحيي صبركم وصمودكم وجهادكم، فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.

    أخوتي وأهلي الأعزاء:

    لقد احترت كثيراً عن أي شيء يمكن أن أحدثكم اليوم في ذكرى الشهيد القائد والمعلم والمؤسس لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، الشهيد الدكتور فتحي الشقاقي رحمه الله. وكيف لا احتار ونحن نعيش زمن الفتن التي تجعل الحليم حيرانا، كما اخبرنا رسول صلى الله عليه وسلم؟! كيف لا احتار، وقد كنا في السابق نتحدث في أعراس الشهداء، لكنها اليوم تحولت إلى مآتم حقيقة، نبكي فيها حالنا وعمق جراحنا ومأساتنا حين يقتل بعضنا بعضاًً.

    برغم الحيرة وبرغم الألم ، سأتحدث في عدة عناوين: عن الشهيد القائد "أبي إبراهيم"؛ وعن العلاقات الفلسطينية الداخلية في ظل الانقسام الحاصل في الساحة الفلسطينية؛ وعن المؤتمر المزمع عقده في الولايات المتحدة؛ وأخيراً عن علاقتنا بإخواننا في حركة حماس الشقيقة والصدامات المؤسفة التي وقعت مؤخراً في القطاع.

    عن الشهيد لن أتحدث مدحاًً أو ثناءً مكروراً بلغة الشعارات المستهلكة. لا أظن أنكم جئتم لتسمعوا مني ذلك اليوم، بل سأتحدث عن الشقاقي حديثا ً مرتبطا ً بالواقع المر الذي تعيشونه. ولأن الحديث عبر الهاتف ليس كالمشاهدة والمعاينة، آمل أن تسمعوا لي بكل قلوبكم وبكل مشاعركم. وأنا أتحدث إليكم بكل جوارحي وأحاسيسي، وإن فصلتني عنكم المسافات فأنا معكم بعقلي وقلبي وروحي التي لا تغادركم ولا تغادر فلسطين لحظة.

    بإيجاز أقول وبكل ثقة، فتحي الشقاقي لم يمت، واليوم هي السنة الثانية عشرة، لا أقول على رحيله أو غيابه، بل هي السنة الثانية عشرة من عمره الثاني. ألسنا نؤمن بأن الشهداء لا يموتون، وأنهم أحياء عند ربهم يرزقون. العمر الثاني لا يحياه الشقاقي، كما كل الشهداء، بجسده وعمله الذي ينقطع برحيله عن دنيانا. عمره الثاني يحياه الشهيد في أمته بأتباعه وأحبابه وإخوانه وتلاميذه ومريديه وأبناء شعبه الذين يتمثلون الفكرة والمبادئ والقيم التي جسدها الشهيد في حياته.

    أخوتي الأحباب: إن عظمة أي قائد تقاس بالعمران الذي يحدثه في شعبه وأمته، أو الخراب والحطام الذي يتركه من خلفه، فإلى أبناء الشقاقي، أبناء الجهاد وسرايا القدس وإخوان فتحي الشقاقي أقول: إذا أردنا أن نحيي ذكرى فتحي الشقاقي بحق فهذا لا يتم بالكلام والشعارات، الشعب لم يعد يلتفت إلى ذلك، والكلام لا يغني ولا يسمن من جوع اليوم. إحياء ذكرى الشقاقي هو بقدرتنا على أن نكون المنارات الشامخة من بعده.

    العمران الذي تركه الشقاقي في شعبه هو أنتم، الشقاقي لم يترك خراباً.. الشقاقي ترك رجالا حملوا الراية بكل قوة وإصرار. إن الانحياز للشقاقي اليوم يعني أن الشقاقي يجب ألا يتحول إلى عنوان احتفالي لترديد الكلمات والخطب، بل أن نكون أمناء على مبادئه وخطه ورايته.

    الانحياز للشهيد الكبير هو أن نكون كباراً لا تقزمنا مصالحنا الخاصة، وهمومنا الصغيرة. إحياء ذكرى الشقاقي هي بقدرتنا نحن إخوانه وأحبابه أن نكون متميزين، وأن نثبت للمرة تل المرة، بأن أفكاره ومبادئه وأخلاقه قد تجذرت فينا قولاً وعملاً.

    وأنا أقول اليوم، وبكل تواضع، من حق أبناء الجهاد أن يفخروا بأنهم، ولا نزكي على الله أحد، كانوا الأمناء والأوفياء. برغم العثرات هنا وهناك، لقد نجح أبناء المشروع الذي رواه الشقاقي بالدم، في هذا الاختبار، وها هو مشروع الجهاد والمقاومة يتجذر في الأرض ويزداد صلابة ورسوخاً كل يوم بفضل الله عز وجل. هذه هي رسالتي لكم اليوم.. أننا في اختبار دائم، وأننا في امتحان دائم، مع الله أولاً، ثم مع الناس مع شعبنا، مع امتنا مع العالم كله وهو يرقب هذا الجرح النازف في فلسطين. أين هي فلسطين اليوم في ضمير الأمة وعقلها وقلبها ووجدانها؟ ماذا فعل العالم بفلسطين؟ وماذا فعلت فلسطين بحالها؟ وماذا فعل أهل فلسطين بفلسطين؟ ماذا فعلت الضحية بنفسها؟

    اليوم، وهي في فم التنين بين فكي الوحش الصهيوني الكاسر الذي ينهش لحمها وعظمها، ماذا تفعل الضحية بنفسها؟! وهنا أعرج على الوضع الفلسطيني فأقول بإيجاز: الانقسام الفلسطيني الحاصل في الساحة الفلسطينية، بعد ما سمي بالحسم العسكري لحركة حماس في قطاع غزة، إذا كان المقصود بهذا الانقسام هو الانقسام الجغرافي، فكل العالم يعلم بأن هذا الانقسام لم يبدأ بصدام فتح وحماس في غزة، وهذا ليس دفاعاً عما حدث، بل هذا انقسام حاصل منذ اغتصاب فلسطين، والذين يختصرون الوطن اليوم في الضفة وغزة عليهم أن يتقوا الله وأن يروا كل فلسطين كاملة من نهرها إلى بحرها. إن العدو هو الذي افترسها، لم تكن حماس هي السبب، ولم تتسبب فتح في ضياعها، ولم تترك الجهاد ذرة منها ومن اجل الدفاع عنها، العدو الصهيوني هو المسئول عن كل ما يجري في الساحة الفلسطينية.

    لكن الانقسام الأخطر الذي أود أن أتحدث عنه هو انقسام الشعب، انقسام العقل، انقسام الضمير، انقسام المشاعر، انقسام العائلات، انقسام الناس، انقسام الحارات، انقسام الأحزاب، انقسام الجماعات، انقسام الجار عن جاره والأخ عن أخيه. فلسطين القضية بحاجة إلى شعب واحد يحملها ويكافح ويجاهد من أجلها، وحين ينقسم الشعب إلى شعبين والى شعوب وقبائل وعشائر وفصائل متناحرة، لا يعود هناك قضية واحدة اسمها قضية فلسطين، بل يصبح لدينا قضايا متعددة كلها تدعي وصلا بفلسطين، لكنها أبعد ما تكون عن فلسطين.

    لذلك إنني أقول وبكل صراحة: إن استمرار المأزق الراهن خطر كبير يهدد فلسطين برمتها، أرضاً وشعباً وقضية، حاضراً ومستقبلاً، بكل معنى الكلمة. والمسئولية الشرعية والوطنية والأخلاقية تحتم علينا الخروج من هذا المأزق مهما كان الثمن، وأي تأجيل لذلك يعقد الوضع ويفاقم الأمور ويزيد المخاطر. لهذا، ليس المهم اليوم أن نتبادل الاتهامات وأن نتبارى في وصف ما وقع، بل العمل الجاد والمخلص على الخروج من المأزق الراهن، وكل من يعمل على تأجيل الوصول إلى حل للخروج من هذه المأساة، إنما يسهم في استمرار الكوارث التي تحدق بالشعب الفلسطيني. الذي يؤجل الحل هو المسئول عن هذه المأساة، لذلك يجب أن نترفع جميعا ًعن أهوائنا البشرية، وأن ندرك كلنا، في كل الفصائل، في فتح وحماس والجهاد بأن فلسطين أكبر منا جميعاً، وأننا إن لم نخرج مما نحن فيه فستحاكمنا الأجيال، وسيحاكمنا التاريخ، ويحاكمنا الله يوم لقائه وسيكون حسابنا عسيراً، لأننا حولنا أعراس الشهداء إلى مآتم حقيقة، ولأن الضحية ظلمت نفسها.

    الأمر الثاني الذي أود أن أتحدث عنه، هو هذا المؤتمر الذي يسمى مؤتمر السلام في الولايات المتحدة، باختصار هذا المؤتمر ليس حاجة فلسطينية أيها الأخوة والأخوات، هذا حاجة أمريكية بالدرجة الأولى ثم حاجة إسرائيلية، ليبقى أولمرت المهزوم في لبنان على يد المقاومة الإسلامية على قيد الحياة.

    المؤتمر اليوم هو مصيدة لاستدراج أنظمة عربية لدائرة التطبيع مع الكيان الصهيوني وتحقيق اصطفاف عربي، صهيوني، أمريكي للتحضير لضرب إيران المسلمة. الذاهبون للمؤتمر لم يذهبوا لاسترداد حقوق الشعب الفلسطيني، بل لتوفير مظلة لعدوان جديد على الأمة الإسلامية.

    أما فلسطينياً فالمؤتمر لن يكون إلا محطة جديدة لتسويق الوهم وإعادة إنتاج الوهم، لذلك ينبغي عدم مشاركة الفلسطينيين في هذا المؤتمر، ونحن هنا لا نستجدي ذلك من قيادة السلطة ومن أبو مازن، ونقول: الفلسطيني هو الذي لا يجعل فلسطين اليوم وسيلة لضرب أمة الإسلام في أي بقعة بسلاح أمريكا وحلف أمريكا. المطلوب فلسطينياً هو مراجعة شاملة لكل مسيرة التسوية الفاشلة، يجب علينا إعادة النظر في مشروع السلطة برمته.. نعم يجب إعادة النظر في هذا المشروع الكارثة الذي صمم في إطار فرض حل إسرائيلي للقضية الفلسطينية.

    لذلك أقول لأبو مازن، الذي سيلتقي بأولمرت اليوم، وهو يدير ظهره لأبناء شعبه وشركائه في الدم، وشركائه في المصير، العدو الصهيوني لا يريد شركاء في فلسطين، إنه يريد فلسطين خالصةً له، العدو يريد أدوات لتصفية قضية فلسطين، وفرض الحل الإسرائيلي الأمريكي الذي يحول فلسطين إلى رغيف خبز، إلى كهرباء، إلى مياه، إلى معابر، إلى علاج، إلى مستشفيات، لا تجد من يمدها بأسباب الحياة والحاجات الأساسية، إلى كل أسباب الحياة الممنوعة والمقطوعة التي جعلوا مفاتحيها في يد عدونا.

    الشعب الفلسطيني في مشروع السلطة تحول إلى رهينة، وتحول مشروع السلطة برمته أداة للتغطية على استمرار الاحتلال والاستيطان والحصار والقتل والدمار والموت والاغتيالات، بدون كلفة يتحملها الاحتلال، الكلفة نتحملها نحن اليوم، تتحملها الضحية، التي انتقلت من مصارعة الجلاد إلى مصارعة نفسها.

    اليوم ونحن نعيش هذه المأساة، ونحن في السجن الكبير، ونحن من المنفى نطل معكم على الوحش الصهيوني الضاري الذي يقتلنا جميعا بدون تمييز، حتى الأسرى الذين لم نستطع أن نحررهم، وأن نفعل لهم شيئاً يمكن أن يساوي حريتهم التي سلبهم إياها العدو في معركة فداءً لفلسطين، حتى الأسرى العدو اليوم يقتلهم ويشعل النار في خيامهم، العدو الآن يذبحهم و يذبحنا من الوريد إلى الوريد. ماذا نفعل للأسرى ونحن أسرى؟! لكننا أسرى من نوع آخر، أسرى الوهم، أسرى نعاني من فقدان البوصلة. إننا ونحن نسيّر المسيرات تحية للأسرى وانحيازا لقضيتهم وإعلاءً لشأنهم ولآلامهم ومعاناتهم، يجب أن نتحرر نحن أولاً من الوهم، يجب أن نتحرر نحن من السقوط في مستنفع الفتنة، وأن ندرك أن لا مخرج من هذا إلا بقلب الطاولة على رأس المحتل الذي صمم لنا هذه اللعبة ليقتل بعضنا بعضا.

    علينا أن نتحرر مما نحن فيه من هذا السراب الذي نركض خلفه ولا نجد ماءً علينا أن ننبذ الأوهام من عملية التسوية كلها، وأن نخرج إلى رسم إستراتيجية جديدة بمنطلقات جديدة، وبقناعات جديدة أولها أن تقتنع رئاسة السلطة وقيادة منظمة التحرير، أن العملية وصلت إلي نهاياتها وأن برنامج منظمة التحرير على إقامة الدولة على حدود 67 غير واقعي، لأن العدو بنهبه للأرض وامتلاك السيادة بالحديد والنار طوال الوقت، قد أسقط كل مقومات إقامة الدولة حتى في حدود 67، ولا بد لنا من خيار جديد، وهو ليس جديداً، هو خيار قديم جديد، خيار الأحرار والشرفاء. كل الشعوب الحرة التي قاتلت الاستعمار والاحتلال الأجنبي كان خيارها دائما ًهو المقاومة والفداء والكفاح المسلح. ونحن نقول بالإسلام: "الجهاد في سبيل الله". هذا خيار الشقاقي وأحمد ياسين، وخيار أبو جهاد الوزير، وكل الشهداء الذين مضوا على هذا الطريق، لا بد أن يجمع عليه الشعب، وأن يلتف حول هذه الراية من جديد، على خيار المقاومة والجهاد، وما عدا ذلك نحن ندور في الحلقة المفرغة ولا ننتظر إلا المزيد من المعاناة؛ بعضنا مشغول بالجري وراء السراب والوهم، وربما البعض الآخر لا يعرف ما يريد، وبعضنا مصرون على أهداف يقولون لنا إن بينكم وبينها أمد بعيد، لكنه ليس بعيداً. بالجهاد والمقاومة والصبر والصمود سنجبر هذا العدو على أن يلملم كل أمتعته وأن يرحل عن فلسطين كما رحل عن غزة، وكما هزم في لبنان ورحل منها عام 2000، وانكسرت شوكته عام 2006، على يد المقاومة في لبنان .

    أخيراً، أتحدث عن علاقتنا بالشقيقة حماس والأحداث المؤسفة التي يتطلع إليها كل المخلصين وكل المؤمنين، وكل من يسكن قلبهم هم فلسطين، بكل أسى وكل حزن وأسف. أقول للأخوة في حماس: إن ما يجمعنا بكم هو أكثر بكثير مما يفرقنا، وهذا هو شأننا مع شعبنا كله بكل فئاته، نحن أبناء وطن واحد، وقضية واحدة، ومصير واحد، لكن مع إخواننا في حماس أقول: يجمعنا بكم الإسلام العظيم، وانتماؤنا للحركة الإسلامية التي تعبر عن هوية الأمة وعن انتمائها الحقيقي، الانتماء لرسالة الإسلام الخالدة، لمدرسة محمد صلى الله عليه وسلم التي كان الشقاقي والرنتيسي جنوداً وقادة فيها، على أرض واحدة يتطلعون إلى فجر واحد بالنصر والخلاص والتحرير، يجمعنا بكم الانتماء لمشروع الجهاد والمقاومة، يجمعنا بكم دم الشقاقي والياسين وكل الشهداء.

    أقول للإخوة في حماس، ومن موقع الحرص والله على المشروع الإسلامي في فلسطين، وعلى حماس، التي هي شرف لهذا المشروع رغم أي خطأ، والتي أبلت بلاءا حسنا في الجهاد والمقاومة، وأثلجت صدور المسلمين، وهي اليوم في موطن الابتلاء والامتحان في هذه الحركة السياسية، وفي هذا الانخراط في السياسة الفلسطينية، أقول: نحن جميعاً، أيها الأخوة، على ثغر واحد نحن، لا نزاحم أحداً على سلطة، أو مواقع، أو مكاسب، أو مغانم، حتى في المساجد لا نزاحم أحداً، عليها وعيب علينا جميعا أن نتزاحم عليها، لأن المساجد لله سبحان وتعالى، وليست للأحزاب وليست للفصائل.

    مشروعنا أيها الأخوة هو مشروع الجهاد والمقاومة، الذي هو أيضا مشروع حماس، ومشروع كل الشرفاء في الشعب الفلسطيني، نحن لسنا خصوماً لكم أيها الأخوة الأعزاء، ونحن معكم في كل ما أنتم مستهدفون فيه من العدو الصهيوني ومن أعداء الأمة الذين يحاصروننا جميعاً، لكن يجب أن ندرك أن فلسطين أكبر منا جميعاً، وأكبر من أحزابنا، ومن تنظيماتنا، وبرامجنا، واجتهاداتنا، وعناصرنا، وأجهزتنا؛ يجب أن ندرك أن أي صدام يقع بيننا وبين أبناء الشعب الفلسطيني الخاسر هو نحن؛ نحن الذين كرسنا ثقافة المقاومة يجب أن نعمل معاً على مواجهة ثقافة الفتنة، ثقافة استسهال إراقة الدم والضغط على الزناد التي عصفت بالساحة الفلسطينية.. هذه والله كارثة، ونكبة جديدة، وخسران مع الله عز وجل، وكلنا نقرأ قول الله تعالى (ومن يقتل مؤمنا ًمتعمدا ًفجزاؤه جهنم خالدا فيهاً وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا أليما).

    مهما كانت المبررات، ومهما كانت الدوافع، لن ننجو من النتائج المرعبة في هذه الآية: الخلود في جهنم، وغضب الله، ولعنة الله، والعذاب الأليم، هل هذا ما ينتظرنا، نحن أصحاب المشروع الجهادي الرسالي في فلسطين؟! أي تأويل وأي تبرير يمكن أن يقف أمام هذا النص؟!

    هذا الكلام موجه للجميع، من أبناء الجهاد قبل أبناء حماس لأننا نتحمل المسئولية عنهم، ولكل فصائل المقاومة. في الحديث النبوي الذي يردده الناس بأن هدم الكعبة حجراً حجراً أهون على الله من قتل امرئ مسلم، هل نحن سنحرر المسجد الأقصى بهدم الكعبة عندما نقتل بعضنا بعضاً؟!

    أيها الأخوة الأعزاء.. يا أبناء الجهاد الإسلامي في فلسطين، يا أبناء حماس، يا أبناء فتح، يا أبناء المقاومة، يا كل أبناء هذا الشعب المنكوب في هذا الوطن المنكوب.. اعلموا أن القادم لفلسطين وللأمة كلها، على مستوى المنطقة والعالم، خطير خطير، ويستدعي أن نخرج جميعا من هذا الواقع المأساوي، وأن نتصدى للتحديات القادمة. الانتصار للشقاقي وأحمد ياسين يعني اليوم أن نتغلب على أهوائنا البشرية، وأن نرتفع إلى مقام الشهادة والعزة والكرامة الذي سطروه بدمائهم لهذه الأمة، ما سيحاك لنا في هذا المؤتمر، وما سيؤسس فيه، إنه نهاية فلسطين في تفكيرهم وفي برامجهم، وإني أقول لكم: إن ما هو أخطر من ذلك ما نسطّره نحن بأيدينا، بسلوكنا وممارستنا، إذا بقينا ندور في هذه الحلقة والدوامة المفرغة من الصدام الداخلي، بأن يطارد بعضنا بعضاًَ، وأن يلاحق بعضنا بعضاً، ويزاحم بعضنا بعضاً.. إن هذا التدافع الخطير ينذر بعودة المزيد من الصدامات، واتساع رقعة الاقتتال الفلسطيني الداخلي، وهذا ليس في مصلحة أحد، لا في مصلحة حماس، ولا الجهاد، ولا فتح، ولا في مصلحة فلسطين، علينا جميعاً أن نتقي الله في أنفسنا، وفي قضيتنا، وفي شعبنا، وأن نجدد من جديد العهد للشهداء، وأن نصوب المسار والبوصلة حتى نؤدي هذه الأمانة، أمانة الشهداء، أمانة فلسطين، أمانة المستقبل الذي ينتظر أطفالنا بأن لا نكون عبيداً لعدونا، وأن نصنع فجر الحرية والانتصار.

    المقاومة هي خيارنا.. الجهاد هو سبيلنا.. طريق الشهداء هو طريقنا.. الأسرى هم فلذات أكبادنا، فلا نأسرهم في جهلنا وحزبيتنا المقيتة، علينا أن نطلق سراحهم بأن نطلق سراح أنفسنا مما نحن فيه من فتن.

    أيها الأخوة، هذا حديث من القلب إلي القلب، حديث الذي يأمل أن يجد كل أبناء شعبه صفاً واحداً في مواجهة عدو واحد، الكل يحمل بندقية واحدة، لا توجه إلا إلي صدر عدو يحتل فلسطين ويسوم أهلها الخسف ليل نهار.

    بارك الله فيكم في ذكري الشهيد القائد فتحي الشقاقي، وبوركت سواعد المجاهدين، وبوركت سرايا القدس، بورك أبناء الجهاد ، بورك أبناء حماس، بورك أبناء فتح عندما يصوبون المسير، ويجددون العهد مع الله والشهداء، ومع فلسطين، ومع القدس، ونقول بأعلى صوتنا: يا قدس إنا قادمون.. قادمون.. قادمون بإذن الله، ومزيد من الصبر، وليس بعد الضيق إلا الفرج، وليس بعد الليل إلا الفجر، فجر الانتصار بإذن الله.

    الله أكبر والعزة للإسلام.. الله أكبر والنصر لشعبنا ولأمتنا.. الله أكبر والتحرير والخلاص لفلسطين كل فلسطين من نهرها إلي بحرها بإذن الله..

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.






    2007-10-26 55:5 55:5 55:5 55:5 55:5 55:5

  • #2
    بارك الله فيه والله كلمات لا تخرج إلا من حكيم أحبك فى الله يا أبا عبد الله
    أنا لا أقيل ولا أستقيل أقول ما قالته الأسود

    أنا من كنانة سيد الثقلين صاروخ جديد

    وعلى الزناد أصابعى فإذا إنطلقت فلا أعود

    لا ينقص الأجل المسمى فى الكتاب ولا يزيد

    أنا من بنى القسام لإن مادت الجبال فلاأميد

    تعليق


    • #3
      نعم الاب والقائدوالمعلم ياا با عبد الله
      فكما عوتنا دائما تخرج علينا بالكلام الطيب والتصريحات المسؤ لة والموزونة التى تكشف عن اخلاقك العاليه ومعدنك الاصيل .
      طبت وطاب ممشاك
      [align=center]

      تباً لحرف لايحكي مشاعراً 00ضاق به قبل الرحيل فؤادي00 فالقلب يبكي ثم يبسم حائراً 00 ففراقكم ما كان يوماً عادي00
      فانتم في القلب منازلاً 00ولقائكم غداً في الجناني

      تعليق


      • #4
        [frame="7 80"]نعم الاب والقائدوالمعلم ياا با عبد الله
        فكما عوتنا دائما تخرج علينا بالكلام الطيب والتصريحات المسؤ لة والموزونة التى تكشف عن اخلاقك العاليه ومعدنك الاصيل .
        طبت وطاب ممشاك
        [/frame]
        [gdwl] [/gdwl][gdwl][/gdwl][gdwl]
        ياقدس ان طالت بنا غربة فسيفنا ياقدس لن يغمدا
        [/gdwl]

        تعليق


        • #5
          بارك الله فيك
          راياتنا سود ..... ولا نهاب اليهود ...... في سبيل الله نجود ..... بإرداة وصمود ...... جيشنا الجبار نقود ...... نسعى لإزالة إسرائيل من الوجود .... . نحن جند السرايا الأسود .......

          تعليق


          • #6
            نعم الأب ونعم القائد حفظ الله ورعاط يا شيخ المجاهدين

            وآمل ممن يناصره أن يقرأ موقف الشيخ من حركة حماس

            وإلى الأمام يا جهاد


            مركز بيسان ... يرحب بكم
            http://besancenter.maktoobblog.com/

            تعليق


            • #7
              نعم الأب ونعم القائد حفظ الله ورعاط يا شيخ المجاهدين
              رابطة أنصار دولة الإسلام وتنظيم قاعدة الجهاد في بلاد بيت المقدس
              إذا كانت حرية آرائكم لا ضابط لها فلتتسع صدروكم لحرية أفعالنا فالأمر ما ترون لا ما تسمعون ولتثكلنا أمهاتنا إن لم ننصر رسول الله صلي الله عليه واله وصحبه وسلم
              من كلمات عاقد لواء الإسلام في هذا العصر.. الشيخ المجاهد أسامة بن لادن حفظه الله

              تعليق


              • #8
                بارك الله فيه,صاحب أفق واسع, ورؤية واضحة

                تعليق


                • #9
                  بارك الله في أستاذنا الدكتور الفاضل

                  «®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»الوحدة واجب شرعي«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»

                  تعليق


                  • #10
                    لنضع كلام الامين العام حلقة في آذاننا ولا نفرط في كلمة واحدة لنرتقي بشعبنا وقضيته ولكم التحيات اخوتي الافاضل

                    دعواتكم
                    10:10

                    تعليق


                    • #11
                      هكذا وجه الدكتور رمضان شلح اكبر صفعة للعلمانية في فلسطين بالحث على الوحدة الاسلامية

                      ياقادة حماسنا وجهادنا ،، لديكم مفتاح قوتنا ،، بوحدتنا ننتصر ،،

                      تعليق

                      يعمل...
                      X