القاعدة تنشر الإسلام وتقضي على الليبرالية ]د. جون بطرس [
قررت أن أقضي صيف هذا العام في بلدي الذي لم أره في حياتي من قبل ( لبنان )
حيث خرج منها والدي مهاجرا إلى فنزويلا وهو في ريعان الشباب وتعرف على فتاة
كولمبية كانت تعيش في فنزويلا انتهت بالزواج منها وإنجاب ابنهم الوحيد ( جون
) .
كان والدي يحدثني كثيرا عن لبنان فاشتقت لها وقررت السفر إليها للسياحة أنا
وابنتي الوحيدة ( جنيفر ) ، كانت الأوضاع في لبنان متوترة جدا نظرا للأحداث
في نهر البارد والمعارك الضارية بين الجيش اللبناني وبين فتح الإسلام .
كانت المعارك هي حديث الشارع اللبناني فلا تكاد تخلوا زاوية أو مطعم من أشخاص
يتحدثون عن الأوضاع السياسية في لبنان .
الحدث البارز من كل هذا هو نقاش دار بيني وبين أحد الليبراليين العرب جاوز
عمره الخمسين .
جرنا الحديث إلى ذكر القاعدة فتكلم عنها بكلام حاد أذهلتني حدته لأنني ظننت
أن العرب متعاطفون مع القاعدة إلى حد كبير ، هذا ما صوره الإعلام عندنا وزادت
المفاجأة عندما علمت أن هذا هو رأي غالب اللبنانيين !
ومصدر العجب هو أننا في فنزويلا وفي أغلب الدول اللاتينية ننظر للقاعدة نظرة
تقدير واحترام فيكفي أنها تصدت للغطرسة الأمريكية .
المهم أن الحديث طال كثيرا وقبل أن أنهي اللقاء قلت للرجل أريد أن أسألك
سؤالا وأتمنى أن تجيبني عنه بكل صراحة !
قال : تفضل .
قلت : ما نظرتك لزعيم القاعدة ( أسامة بن لادن ) وماذا يعني لك بعد كل هذا
السنين بشرط أن تتجرد من كل المبادئ التي تحملها الآن وتجيبني من القلب .
قال : لعلك تعفيني من الجواب .
ألححت عليه بالجواب فقال : (ليته خرج قبل عقدين من الزمان )
وقال : صدقني لو خرج في تلك الفترة لما وجدتني ليبراليا !!
تعجبت من الجواب وطلبت منه الإفصاح .
فقال : لقد هزمتنا الحرب العربية الإسرائيلية نفسيا !
فكرهنا أنفسنا وكرهنا العرب ..!! ومن طبيعة النفس البشرية أن تتعلق بالأقوى
ولذا تعلق بعضنا بالحضارة الغربية آنذاك والبعض الآخر تعلق بالشيوعية !
وهذا هو سر أمنيني أن يكون خروج أسامة بن لادن قبل عقدين من الزمان لأنه
سيحفظ ما تبقى لنا من كرامة !
ولولا غرقي في الليبرالية وتعودي على أجوائها لطلقتها تطليق الثلاث .
لقد أيقظت كلمات هذا الرجل ألغازا كثيرة كانت تغط في سبات عميق ، حاولت مرارا
أن أجيب عنها ولكن كانت محاولاتي تبوء بالفشل دائما !!
وأكثر الألغاز حيرة بالنسبة لي هما لغزان !!
الأول : لماذا ازداد الداخلون في الإسلام بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر .
والثاني : ما هو السر في تحول ( لويس عطية الله ) من الليبرالية إلى
الراديكالية بل إلى أن يكون أبرز منظر لفكر القاعدة على الإطلاق بعد أحداث
الحادي عشر من سبتمبر !
ولكن بعد جواب هذا الرجل عرفت الحل .. وعلمت أيضا لماذا يتعلق الكثير من
الضعفاء بأسامة بن لادن حتى وإن اختلفت دياناتهم ومذاهبهم .
أعود لحواري الممتع مع صديقي الليبرالي ..
حيث سألني عن نظرتي لأسامة بن لادن بكل صدق ..! محاولة منه لرد الدين لي .
فقلت له :بكل صراحة هو مفخرة لكل العرب .
نظر لي نظرة عابسة وقال : هل القتل والتدمير مفخرة لنا..!
قلت : نعم ، فها أنت متعلق بأمريكا ومعجب بها وهي أكثر دولة قامت بالقتل
والتدمير فقتلت الملايين ودمرت مدنا بأكملها بدءا من هيروشيما وانتهاءا
بالفلوجة !!
ومع هذا فالشعب الأمريكي هو أكثر الشعوب فخرا بدولتهم .
قال : ولكن القاعدة قتلت العرب والمسلمين ! ولم تكتفي بقتل أعدائها كما فعلت
أمريكا
قلت : ومن قال أن أمريكا اكتفت بقتل المسلمين بل قتلوا النصارى في
هيروشيماوناكازاكي وقتلوهم في فيتنام ! بل وطاردوا أبناء جلدتهم وحرصوا على
قتلهم .
فوولكر الأمريكي كاد أن يقتل في قلعة جانجي ، وهاهو عزام الأمريكي على رأس
المطلوبين في أمريكا .
بل إن طبيعة الحروب تقتضي تقسيم الناس إلى ( عدو أو صديق أو محايد ) .
والقاعدة تؤمن بهذا التقسيم فهي تقتل أعدائها والمتحالفين معهم فقط !!
بخلاف الأمريكان فهم يقاتلون كل من لم يكن معهم ..!!
والناس عندهم قسمان فقط :
( عدو أو صديق ) ( معنا أو ضدنا ) كما صرح بها رئيسهم :
( إما معنا أو مع الإرهاب ) فلا أنصاف حلول عند هؤلاء ، أما القاعدة فقد
سمحوا للناس بالحياد لكي يحموا أنفسهم من القتل .
ثم شاهد آثار التدمير في نهر البارد ..! وكيف تم تحويل المخيم إلى مدينة
أشباح !!
أمام مرأى العالم أجمع بل وبتأييد منهم أجمعين !!!
فكيف ساغ للجيش اللبناني والأمريكي التدمير والقتل بينما تمنع القاعدة منه
إذا أرادت أن تدفع الظلم عن نفسها .
وأزيدك من الشعر بيتا فها هو العالم أجمع يثني على برويز مشرف لقتله النساء
والأطفال في المسجد الأحمر ..!!!
وهاهم يعترفون بشرعية المقاومة الفيتنامية مع أنهم قتلوا الكثير من أبناء
جلدتهم الفيتناميين المتحالفين مع أمريكا .
فلماذا التجني على القاعدة فقط أم هو الولاء المطلق للقطب الأوحد !
قال : نعم .!
قلت : خدعوكم فقالوا إن أمريكا هي القطب الأوحد .
قال : لم أفهم .
قلت : قريبا ستفهم .
د.جون بطرس
22/ 9 / 2007
قررت أن أقضي صيف هذا العام في بلدي الذي لم أره في حياتي من قبل ( لبنان )
حيث خرج منها والدي مهاجرا إلى فنزويلا وهو في ريعان الشباب وتعرف على فتاة
كولمبية كانت تعيش في فنزويلا انتهت بالزواج منها وإنجاب ابنهم الوحيد ( جون
) .
كان والدي يحدثني كثيرا عن لبنان فاشتقت لها وقررت السفر إليها للسياحة أنا
وابنتي الوحيدة ( جنيفر ) ، كانت الأوضاع في لبنان متوترة جدا نظرا للأحداث
في نهر البارد والمعارك الضارية بين الجيش اللبناني وبين فتح الإسلام .
كانت المعارك هي حديث الشارع اللبناني فلا تكاد تخلوا زاوية أو مطعم من أشخاص
يتحدثون عن الأوضاع السياسية في لبنان .
الحدث البارز من كل هذا هو نقاش دار بيني وبين أحد الليبراليين العرب جاوز
عمره الخمسين .
جرنا الحديث إلى ذكر القاعدة فتكلم عنها بكلام حاد أذهلتني حدته لأنني ظننت
أن العرب متعاطفون مع القاعدة إلى حد كبير ، هذا ما صوره الإعلام عندنا وزادت
المفاجأة عندما علمت أن هذا هو رأي غالب اللبنانيين !
ومصدر العجب هو أننا في فنزويلا وفي أغلب الدول اللاتينية ننظر للقاعدة نظرة
تقدير واحترام فيكفي أنها تصدت للغطرسة الأمريكية .
المهم أن الحديث طال كثيرا وقبل أن أنهي اللقاء قلت للرجل أريد أن أسألك
سؤالا وأتمنى أن تجيبني عنه بكل صراحة !
قال : تفضل .
قلت : ما نظرتك لزعيم القاعدة ( أسامة بن لادن ) وماذا يعني لك بعد كل هذا
السنين بشرط أن تتجرد من كل المبادئ التي تحملها الآن وتجيبني من القلب .
قال : لعلك تعفيني من الجواب .
ألححت عليه بالجواب فقال : (ليته خرج قبل عقدين من الزمان )
وقال : صدقني لو خرج في تلك الفترة لما وجدتني ليبراليا !!
تعجبت من الجواب وطلبت منه الإفصاح .
فقال : لقد هزمتنا الحرب العربية الإسرائيلية نفسيا !
فكرهنا أنفسنا وكرهنا العرب ..!! ومن طبيعة النفس البشرية أن تتعلق بالأقوى
ولذا تعلق بعضنا بالحضارة الغربية آنذاك والبعض الآخر تعلق بالشيوعية !
وهذا هو سر أمنيني أن يكون خروج أسامة بن لادن قبل عقدين من الزمان لأنه
سيحفظ ما تبقى لنا من كرامة !
ولولا غرقي في الليبرالية وتعودي على أجوائها لطلقتها تطليق الثلاث .
لقد أيقظت كلمات هذا الرجل ألغازا كثيرة كانت تغط في سبات عميق ، حاولت مرارا
أن أجيب عنها ولكن كانت محاولاتي تبوء بالفشل دائما !!
وأكثر الألغاز حيرة بالنسبة لي هما لغزان !!
الأول : لماذا ازداد الداخلون في الإسلام بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر .
والثاني : ما هو السر في تحول ( لويس عطية الله ) من الليبرالية إلى
الراديكالية بل إلى أن يكون أبرز منظر لفكر القاعدة على الإطلاق بعد أحداث
الحادي عشر من سبتمبر !
ولكن بعد جواب هذا الرجل عرفت الحل .. وعلمت أيضا لماذا يتعلق الكثير من
الضعفاء بأسامة بن لادن حتى وإن اختلفت دياناتهم ومذاهبهم .
أعود لحواري الممتع مع صديقي الليبرالي ..
حيث سألني عن نظرتي لأسامة بن لادن بكل صدق ..! محاولة منه لرد الدين لي .
فقلت له :بكل صراحة هو مفخرة لكل العرب .
نظر لي نظرة عابسة وقال : هل القتل والتدمير مفخرة لنا..!
قلت : نعم ، فها أنت متعلق بأمريكا ومعجب بها وهي أكثر دولة قامت بالقتل
والتدمير فقتلت الملايين ودمرت مدنا بأكملها بدءا من هيروشيما وانتهاءا
بالفلوجة !!
ومع هذا فالشعب الأمريكي هو أكثر الشعوب فخرا بدولتهم .
قال : ولكن القاعدة قتلت العرب والمسلمين ! ولم تكتفي بقتل أعدائها كما فعلت
أمريكا
قلت : ومن قال أن أمريكا اكتفت بقتل المسلمين بل قتلوا النصارى في
هيروشيماوناكازاكي وقتلوهم في فيتنام ! بل وطاردوا أبناء جلدتهم وحرصوا على
قتلهم .
فوولكر الأمريكي كاد أن يقتل في قلعة جانجي ، وهاهو عزام الأمريكي على رأس
المطلوبين في أمريكا .
بل إن طبيعة الحروب تقتضي تقسيم الناس إلى ( عدو أو صديق أو محايد ) .
والقاعدة تؤمن بهذا التقسيم فهي تقتل أعدائها والمتحالفين معهم فقط !!
بخلاف الأمريكان فهم يقاتلون كل من لم يكن معهم ..!!
والناس عندهم قسمان فقط :
( عدو أو صديق ) ( معنا أو ضدنا ) كما صرح بها رئيسهم :
( إما معنا أو مع الإرهاب ) فلا أنصاف حلول عند هؤلاء ، أما القاعدة فقد
سمحوا للناس بالحياد لكي يحموا أنفسهم من القتل .
ثم شاهد آثار التدمير في نهر البارد ..! وكيف تم تحويل المخيم إلى مدينة
أشباح !!
أمام مرأى العالم أجمع بل وبتأييد منهم أجمعين !!!
فكيف ساغ للجيش اللبناني والأمريكي التدمير والقتل بينما تمنع القاعدة منه
إذا أرادت أن تدفع الظلم عن نفسها .
وأزيدك من الشعر بيتا فها هو العالم أجمع يثني على برويز مشرف لقتله النساء
والأطفال في المسجد الأحمر ..!!!
وهاهم يعترفون بشرعية المقاومة الفيتنامية مع أنهم قتلوا الكثير من أبناء
جلدتهم الفيتناميين المتحالفين مع أمريكا .
فلماذا التجني على القاعدة فقط أم هو الولاء المطلق للقطب الأوحد !
قال : نعم .!
قلت : خدعوكم فقالوا إن أمريكا هي القطب الأوحد .
قال : لم أفهم .
قلت : قريبا ستفهم .
د.جون بطرس
22/ 9 / 2007
تعليق