ماهر يوسف مقداد ' أبو يوسف ' ابن مخيم الشاطئ في غزة مناضل فتحاوي أصيل ، رضع الوطنية عن والده منذ نعومة أظافره ، أمضى في سجون الاحتلال عدة سنوات ، يعتبر من أكثر القيادات الفتحاوية الشابة التي تحظى بجماهيرية كبيرة في أوساط أبناء شعبنا بشكل عام ، والفتحاويين بشكل خاص .
بدأت تظهر ملامحه القيادية منذ شبابه المبكر فقد ترأس مجلس اتحاد الطلبة في جامعة الأزهر ، وأسهم في تأسيس مجموعات كتائب الشهيد ' أيمن جودة ' في الضفة الغربية وقطاع غزة ، هذه الكتائب التي يعتز ويفتخر بها كل فلسطيني ، لأنها لم تقف يوما ما في وجه أبناء شعبنا ، ولم تلوث يديها بالدم الفلسطيني ، .
نعم انه ماهر مقداد ، قائد كتائب مجموعات الشهيد أيمن جودة ، والابن المدلل للرئيس الراحل ' ياسر عرفات '،
من أشهر مقولات القيادي الفتحاوي البارز ' أن الحوار الوطني المسلح بثقافة الوحدة الوطنية هو المخرج الوحيد من الأزمة الداخلية ' .
إن الأخ المناضل ' أبو يوسف' والذي يتمتع بروح وطنية عالية ، لم يظهر فجأة على الساحة الفلسطينية ، بل سبقه تاريخ نضالي مشرف ، لهذا الرجل الذي كان يعمل في الخفاء لسنوات طوال . وجاء القرار الحكيم للرئيس ' أبو مازن ' بتعين الأخ أبو يوسف ناطقا إعلاميا لحركة فتح ، لأنه يعلم تماما قدرات هذا الشاب التنظيمية ، والتزامه وانضباطه في حركة فتح ، ودوره الكبير في خدمة أبناء شعبه ووطنه ، وتتويجا لنضالات هذا الشاب
لقد عرف أبناء شعبنا ماهر مقداد أكثر أيام الإنقلاب الذي نفذته حماس ضد أجهزة السلطة الوطنية الشرعية ، حين أثبت من خلال تصريحاته ومواقفه أنه بالفعل قائدا فتحاويا متميزا .
وبناءاً عليه وعلى المطالبة الشعبية في سماع تصريحات الأخ ابو يوسف حرصت شبكة الكوفية لإعلام على إجراء حوار حصري مباشر وجريئ مع هذه الشخصية الفتحاوية الفذة .
فكان لنا هذا اللقاء الذي نرجوا أن يجيب عن الكثير من التساؤلات التي يطرحها الشارع الفلسطيني :
حاوره : جمال قبها
سؤال : دعني أبدأ المقابلة بسؤال ملح وينتظر الشارع الفلسطيني وتحديداً مواطن غزة جواباً عليه , من يتحمل مسؤولية ما حدث في غزة؟
جواب : أنا في تقديري ونحن نتحدث عما جرى في غزة , علينا في البداية أن لا نتجاهل وأن نسقط أن المسؤولية والدماء والكوارث وتمزيق النسيج الأجتماعي والمعاناة التي تكبدها الشعب الفلسطيني في غزة من مسؤولية حماس وحدها , لأنها هي من قامت بالقتل والسحل والتنكيل بكوادر وعناصر حركة فتح وحتى الابرياء من المواطنيين الذين شعروا أن مسؤوليتهم الوطنية وواجبهم الوطني يدفعم لمعارضة ما جرى في غزة, وبالتالي كامل المسؤولية تقع على عاتق حماس , التي إستسهلت الدم الفلسطيني وأراقته في شوارع غزة , وليتذكر الجميع أن حركة حماس هي القاتل وليس المقتول.
سؤال : وما هي الأسباب التي أدت الى إنهيار فتح وهل هنالك تقصير؟
جواب : أخي جمال , منذ سنوات والأجهزة الأمنية تحديداً تتعرض لسيل من الهجمات , وقد لعب الاحتلال دوراً كبيراً في تدمير هذه المؤسسة الأمنية , فكل عمليات المقاومة من شتى الأطراف والتي كان يعتبرها الاحتلال إستفزازية , كانت الأجهزة الأمنية هي الوحيدة التي تتلقى العقاب المباشر , فيقوم الاحتلال بتدميرها والنيل منها وهذه هي النقطة الأولى .
أما النقطة الثانية فهو الحصار الذي فرض على قطاع غزة لمدة عام ونصف , مما أدى إلى إنقطاع الرواتب عن أغلب الكوادر , في حين كانت هذه الكوادر بأمس الحاجة لتلك الرواتب حتى تتمكن من تلبية أساسيات الحياة اليومية.
والنقطة الثالثة هي أن حركة حماس بدل أن تقوي الزند الفلسطيني وتتكاتف مع بقية الفصائل , قامت بإختراقات لهذه الأجهزة الأمنية , وبالتالي ساهمت هذه الاختراقات بما حدث , علماً أن حماس كان الأحرى بها أن تتجه الى تقوية البناء الفلسطيني المتمثل بمؤسسات السلطة وحركات المقاومة وبقية الحركات السياسية , عوضاً عن البحث عن إختراقات هنا او هناك. ودعني أقول صراحة كان هنالك تقصير واضح من البعض , حيث إعتقد البعض أن هذه المعركة ليست معركته , وبالتالي تقاعص عن أداء واجبه تجاه الوطن قبل أن يكون تجاه الحركة.
النقطة الرابعة تكمن في تأخر عمليات البناء الصحيح لهذه الأجهزة , حتى تكون قادرة على التصدي لأية هجمات داخلية أو خارجية , لكن بكل صراحة بناء هذه المؤسسات لم يكن قائماً بأي حال من الأحوال على الإقتتال الداخلي , لأن ثقافة تلك الأجهزة الأمنية مبنية على أساس حماية المواطن الفلسطيني مهما كان إنتماءه السياسي , لذلك كانت تربية الأجهزة الأمنية مبنية على إحترام الدم الفلسطيني وليس العكس كما فعلت حماس , فلا ثقافة فتح ولا ثقافة السلطة الوطنية قائمة على أساس المواجهة الداخلية وإراقة الدماء.
سؤال : الأخ ماهر مقداد ما هو الحل لما حدث في غزة؟
جواب : قبل الخوض بموضوع الحل , علينا أن نتيقن أن هنالك مسلمات قد حدثت في غزة , وهي أن حركة حماس قد إستباحت الدم الفلسطيني ونكلت بالشعب وسحلت المناضلين , وقد رأينا هذا كله على شاشات فضائيتهم , فهم لم يخجلوا من عرض جرائمهم على الملأ وهذا بسبب غبائهم وقلة الخبرة في ميدان السياسة , ودليل على قصر نظر هذه الحركة , التي تعالج المواقف حسب تاريخ حدوثها , ولا تفكر أبعد من الأصبع أمام العين , علينا أن نتحدث عن كل هذا قبل أن نتحدث عن رؤيا للحل , ولا يمكن قبول فكرة تجزئة الوطن التي تسعى لها حماس بشكل مباشر وغير مباشر , وبالسر والعلن , لا يمكن التسليم بأن عمليات القتل والتنكيل والمجازر هي حدث عابر , وأن تصبح هذه الممارسات شيئ من الذاكرة , فليس من المعقول أن تكون البندقية بديلاً عن الحوار حين نتحدث عن قضية فلسطينية داخلية.
ثم أن الساحة الفلسطينة ليست العنوان الصحيح لتطبيق أجندات خارجية , وعلى حركة حماس أن تتحمل المسؤولية , فالذي نزف في غزة هو دماء وليس ماء, وكما قلت سابقاً ليس مقبولاً لدى الساحة الفلسطينية بشكل عام بإستثناء حركة حماس أن تكون البندقية هي العنوان لأي حوار بديل , أو إستخدام البندقية لأغراض الضغط والأبتزاز , وفرض الأمر الواقع , فهذه السياسة من شأنها أن تضيع بوصلة القضية الفلسطينية.
إنسحاب حماس من غزة , وتسليمها بالمسؤولية الكاملة عما حدث في غزة , والتخلي عن خيار البندقية كبديل لأي حوار , وتسليمها بأن ما حدث في غزة كان خطأ جسيم , تتحمل حماس المسؤولية عنه , ففي هذا السياق من الممكن أن تكون فكرة البحث عن حلول مقبلوه.
سؤال : هل لديك فكرة عن الأسباب التي أدت بحركة حماس الى إستهداف المقاومة في غزة , بعدما كانت تجاهر وتدعي أنها سيدة المقاومة في عهد الحكومات السابقة وفي عهد الرمز أبو عمار؟
جواب : حماس إستخدمت المقاومة كوسيلة ولم تكن في يوم من الأيام غاية , ففي حين كان الحديث مجدياً عن المقاومة , كانت حماس تتلاعب بلغة المقاومة , وكانت تعتبرها مجرد لغة قد يفهما المواطن الفلسطيني لأنه يطلبها , وبالتالي ستحصل حماس من خلال لغة المقاومة على مرادها , وفي المقابل , حين حصلت حماس على الحكومة , وباتت جزءاً من النسيج السياسي الفلسطيني , وحين شعرت أن هنالك فرق ما بين النظرية والتطبيق , وأن هنالك فرق ما بين القول والفعل , ضربت حماس المقاومة الفلسطينية بمقتل.
ومن ثم بدأت بتقديم أوراق إعتمادها للإحتلال , وهذا واضح من خلال المفاوضات السرية التي تجري بين الطرفين , ولو عدنا وقمنا بعملية حسابية بسيطة حول المقاومة , سنجد أن المقاومة في عهد حركة فتح حين كانت على رأس الحكم كانت هذه المقاومة في أوجها , بل وقد شاركت حركة فتح وهي في الحكم وفي السلطة الوطنية بالمشاركة الفاعلة بهذه العمليات , وحتى الأجهزة الأمنية التي دمرها الأحتلال وأكملت عليها حماس , كانت من أكبر عناويين المقاومة ,كما أن حركة فتحت ساندت المقاومة وحمت القيادة الميدانية وعلى راسهم قيادات حماس , ولا أعتقد أن هنالك جاهل واحد قادر على إنكار هذا الموضوع.
أما في عهد حماس فباتت المقاومة الوطنية جريمة , وممارسها لا يوجد لدى حركة حماس حكماً له سوى الموت , وبالتالي باتت المقاومة الوطنية في عهد حماس من المحرمات والممنوعات , وهذا بالتالي يصب في مصلحة الاحتلال , وهذا دليل على أن حماس تود أن توصل رسالة للإحتلال مفادها , أن حماس هي الوحيدة القادرة على تأمين حدود هذا الاحتلال , إما إذا تحدثت حماس على أن المقاومة هي من حررت غزة , فعليها أن تتذكر أن الضفة الغربية لا زالت تحت الاحتلال , وحماس صائمة عن عمليات المقاومة , وهذا يقودنا الى أن حماس تطبق فكرة التجزيئ , الذي يرفضه المجتمع الفلسطيني , ولن يكون في يوماً من الأيام على جدول التطبيق , فكل الجهات لها الحق بكل صراحة الحديث عن المقاومة ما عدا حركة حماس , لأنها هي من تقوم بنزع العبوات التي تزرعها الجهاد وبقية الفصائل, وهي من تقوم بإسكات صوت البندقية وحامل البندقية ومؤيد البندقية.
سؤال : دعني أتحدث عن الشخصيات والكوادر التي غادرت غزة الى مصر او بلدان أخرى , هل السلطة الوطنية وحركة فتح تحملت مسؤولية معاناتهم , وهل تقوم بتلبية إحتياجاتهم , بعد الهجرة القصرية التي فرضتها حماس.؟
جواب : كل إنسان موجود قصراً خارج وطنه لا بد له أن يعاني , إن ما حدث في غزة مؤلم لمن تواجد وموجود بالداخل , لكنه بات أكثر إيلاماً لمن هو موجود خارجها , فهذه غربة قصرية وبالتالي لا بد أن تتضمن الكثير من المعاناة.
نعم هنالك إلتزام من السلطة الوطنية وحركة فتح تجاه الموجودين خارج غزة , وفي نفس الوقت لا بد من وجود بعض الاشكاليات التي لا غنى عنها , ومن ضمنها ما يعاني منه البعض من اعتقالات في رفح والعريش , والذين يسكنون في خيام في ظروف مشابهه لظروف المخيمات , وأنا لا أوجه اللوم على الأخوة المصريين , الذين لم يتوانوا عن تقديم المساعدات الممكنة ومحاولة تقليل حجم المعاناة التي يعيشها من هجر من غزة قصراً,هنالك إشكاليات بالسكن والحياة العامة وتشتت الأسر , فهنالك أناس يعيشون في مصر أو بلدان أخرى وعائلاتهم موجودة في غزة , ومصر وغيرها ليست مكاناً للإستقرار , فمصر بلد شقيق , ولم يقصروا , وهم قريبون من القضية الفلسطينية , لكن الذي يتحمل معاناة هؤلاء المهجرين هي حركة حماس , التي أجبرتهم على الغربة والهجرة القصرية.
سؤال : سأتحدث هنا قليلاً عن ابو فادي محمد دحلان , فهو أعلن في وسائل الإعلام أنه قدم إستقالته من السلطة الوطنية ولن يعمل بها , مع بقاءه في حركة فتح وتقديم كل ما يلزم للنهوض بهذه الحركة , لكننا سمعنا إشاعات عن إمكانية تعيينه كنائب لرئيس السلطة الوطنية أبو مازن , فما هو تعليقك على هذه الإشاعات؟
جواب : ليس لدي علم أو إجابة عن هذا السؤال فيما يخص فكرة تعيينه نائب للرئيس , لكن أمر بهذا المستوى وإذا كان هنالك نية بهذا الخصوص فيجب أن تكون في العلن وليس بالسر . وإذا كان هنالك قرار أو مجرد أطروحة بهذا الخصوص , فأنا على يقين أن وسائل الإعلام ستكون أول من يعلم بهذا الموضوع .
سؤال : دعني أطرح سؤالاً أخراً عل الإجابة تكمن فيه , على أمل أن نؤكد أو ننفي صحة هذه الأشاعة , السؤال كيف ترى العلاقة ما بين الرئيس ابو مازن والأخ محمد دحلان؟
جواب : العلاقة ما بين الطرفين جيدة جداً , وهنالك تواصل متواصل , وقد جرت لقاءات شخصية , وإتصالات هاتفية بين الطرفين عدة مرات , وكان هنالك لقاءات في رام الله وفي عمان , وقد يكون هنالك لقاءات في أية لحظة .
سؤال : حماس إستولت على غزة بالحسم العسكري , فهل هنالك نية أو مجرد تفكير بحسم عسكري مضاد؟
جواب : على المستوى الرسمي , لا يوجد أي قرار بهذا الخصوص , فكما قلنا سابقاً , ثقافة حركة فتح لا تقوم على فكرة الدم , وهي غير مستعدة لتوجيه بنادقها لغير الاحتلال , وإذا كانت حركة حماس لا تتألم على الدماء التي سالت والتي لا زالت تسيل , فإن حركة فتح تتألم كثيراً لمجرد التفكير برفع السلاح بوجه أي مواطن فلسطيني مهما كان إنتماءه.
سؤال : كان هنالك تصريح للبردويل , توعد فيه بمسح حركة فتح من خارطة غزة , فما هو ردك على هذا التهديد ؟
جواب : نحن نتفهم أن يختلف معنا الأخرون , ولكن من الغباء الحديث عن مسح حركة فتح من خارطة غزة , فحركة فتح الأن ترتقي الى الأعلى وحماس تسير نحو المجهول , وهي الأن في الحضيض , وهذا فعل كما فعل أحد الأغبياء من ممثليهم في التشريعي , حين قال ' أن حركة فتح ولدت عام 1965 , وماتت عام 2005' فهذا الحديث فيه الكثير من الغباء , وكان الأولى بهم أن يعترفوا بأنهم أغبياء لأنهم لم يقرأوا تاريخ هذه الحركة .
أنا لن أقول أن فتح باقية فحسب , بل إنها تتعملق وكأنها بعثت من جديد , وقد أثبتت هذه الحركة في العهود السابقة والعهد الجديد أنها قادرة على تحمل الضربات , بل وتخرج من تلك الضربات والأزمات أقوى بكثير من ذي قبل , والالتفاف الجماهيري حولها هو خير دليل على صحة هذه القاعدة .ففتح هي حامية المشروع الوطني الفلسطيني , وهي صاحبة الانجازات في التاريخ الفلسطيني , ولن تموت فتح إلا إذا مات المشروع الوطني , والمشروع الوطني باقي ولن يموت.
بكل صراحة الحديث عن هذا الموضوع في غاية الغباء والسذاجة والجهل , فمن يتحدث بهذه اللغة من الواجب ان لا يكون متحدثاً بإسم مواطن فلسطيني , لأنه أغبى من أن يقرأ تاريخ هذه الحركة , التي قدمت الشهداء ونزفت الدماء بدل الأقوال.
سؤال : هنالك مؤتمر دعت وسعت له حركة حماس في دمشق , وهذا المؤتمر متزامن مع مؤتمر الخريف , ويقال أن مؤتمر دمشق يسعى الى إيجاد بديل عن منظمة التحرير , فما هو تعليقك على هذا المؤتمر ؟.
جواب : أنا بإعتقادي أن الاصل أن يحدث مؤتمر لمعالجة ما حدث في غزة , وهذا لم يحدث لغاية اللحظة,المظهر العام لهذا المؤتمر , هو بناء جهة ما لتنسف منظمة التحرير الفلسطينية , وكل الأهداف التي إجتمعوا بشأنها لا تصب في خدمة الوطن , ولها أغراض تتماهى مع القضية الفلسطينية , وكل من يتعاطى مع هذا المؤتمر بالشك فهو على حق , وللعلم فقط فإن حماس تعتبر أن حركة فتح هي المسيطرة على منظمة التحرير , وبالتالي هي تستهدفها لإضعافها في هذا الجانب , مع العلم بأن حركة الجهاد الإسلامي ليست من ضمن منظمة التحرير , ومع هذا تستهدفها حركة حماس .
منظمة التحرير لا أنكر أنها تحتاج الى تفعيل أكثر , وتوسيع مساحة المنظمين لها , لتشمل أغلب الحركات الفلسيطنية , لكن الحديث عن بديل لمنظمة التحرير , هو حديث غير ناضج وغير متزن , وينم عن غباء سياسي مستفحل , لأن منظمة التحرير الفلسطينية , هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني , وهي من قادت القضية الفلسيطنية على مر التاريخ . لكن حركة حماس التي إنشأت على فكرة الصوت الواحد , لن تستطيع أن تستقطب جهات فلسطينية , لتساهم معها في خلق جهة مضادة لمنظمة التحرير , لأنها وبكل بساطة ستطلق علي هذه الجهات النار من الخلف , وتطعنها في الظهر , لأن حركة حماس لا تؤمن بمشاركة الرأي , فكيف لها أن تؤسس جهة من الواجب أن تشمل أغلب الحركات الوطنية , وهي التي ترفض الحوار مع الجميع , بل وستعادي أية حركة إذا حاولت مجرد المحاولة إطلاق رصاصة على الأحتلال .
حركة حماس باتت مكشوفة ولا يؤمن جانبها , ولا اعتقد أن هنالك جهة قادرة على التعاطي معها بهذه الفكرة , لذلك على تلك الفصائل المجتمعة في دمشق أو غير دمشق , أن تسعى لعقد مؤتمر يعالج المعاناة التي يعيشها القطاع , بدل الحديث عن تشكيل جهة لنسف منظمة التحرير الفلسطينية , وهذا بالطبع لا يخدم اية جهة سوى الاحتلال.
سؤال : اريد جواب صريح , هل هنالك جهة قادرة على تشكيل بديل لمنظمة التحرير؟
جواب : منظمة التحرير , أكتسبت شرعيتها من الشعب الفلسطيني , وليس من جهة ما , وهذه المنظمة اكتسبت أيضاً شرعيتها من التاريخ الطويل الذي كتب بالدم وليس بالكلام , فالحديث عن إمكانية وجود بديل عن منظمة التحرير , هو حديث ليس بهذه السهولة , وعلى الدول الراعية لهذه المؤتمرات , أن تسعى لتوحيد الصف الفلسطيني وليس تمزيق نسيجه الوطني .
سؤال : أظهر ابو مازن صلابة غير مسبوقة في المباحثات التمهيدية لمؤتمر الخريف , فهل هذه الصلابة نابعة من الخوف من فكرة فشل هذا المؤتمر , أم أن الوضع الفلسطيني لا يملك الوقت لمزيد من المؤتمرات الوهمية ؟.
جواب : الوضع الفلسطيني حقيقة لا يملك الوقت , والتجارب السابقة ليست مشجعة , وصلابة ابو مازن نابعة من وضوح الرؤيا , فلا مجال للحديث عن مؤتمرات إن لم تملك فكرة واضحة عن برنامج وتوقيت واضح لتحقيق الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس الشريف بالإضافة الى قضية الاجئين.
لا نريد أن نتفاوض لسنوات دون جدوى , ولا نريد المشاركة بمؤتمرات ذات طابع وحيد وهو العلاقات العامة , لا نريد مؤتمرات علاقات عامة , وليس ممكناً الحديث عن أي مؤتمرات قبل الحديث عن برنامج واضح يعيد للشعب الفلسطيني حقوقه , ويؤمن له دولته المستقلة , وحقه الشرعي بالحياة.
سؤال : اريد ان اسأل ماهر مقداد بصفته الشخصية , هل أنت متفائل بهذا المؤتمر ؟
جواب : عادة التفاؤل والتشاؤم لا مكان لهما عند الحديث عن فرضيات , أنا لا أعول كثيراً على نتائج هذا المؤتمر , فالاحتلال ليس جاهزاً بكل صراحة لتقديم أية تنازلات مهمة , وليس مستعداً للعودة الى حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس الشريف بالإضافة الى قضية اللاجئين , هذه النقاط محورية وجوهرية بالنسبة للقضية الفلسطينية , لكن الاحتلال غير جاهز لحل بهذا المستوى , كما أنه لا توجد اية جهة في الاحتلال جاهزة للحديث عن حل ضمن هذه البنود , بالإضافة الى أن الوضع الفلسطيني الداخلي غير مهيأ لمثل هذه المؤتمرات , وما حدث في غزة من إنقلاب لحركة حماس , يعطي الاحتلال مزيداً من الصلابة وعدم الجدية في تقديم تلك التنازلات , لأن حركة حماس قدمت لهذا الاحتلال مبرراً قوياً , وأعطته ميزة ضاغطة على الجانب الفلسطيني , وبالتالي فالاحتلال الأن أكثر راحة وطمأنينة بعد الأنقلاب الذي قامت به حركة حماس .
لكنني أتمنى أن أكون على خطأ , وأن يأتي هذا المؤتمر مغايراً للمؤتمرات السابقة , ومغايراً لتوقعاتي وكل التوقعات الأخرى , فهدفنا هو إقامة الدولة الفلسطينية ضمن الشروط والثوابت الوطنية التي لم تتنازل عنها منظمة التحرير وعلى رأسها حركة فتح , وإن كان هذا المؤتمر يلبي هذه الطموحات عندها سنكون أول المهنأيين وأخر المعارضين.
سؤال : بصراحة دعني أقول أن فتح لا تحتاج الى المزيد من الإنتكاسات , وفشل مؤتمر الخريف فيما لو حدث هذا سيشكل ضربة قوية لفتح , وسيكون مادة دسمة تستغلها حماس لمصلحتها , وضد حركة فتح,ما تعليقك على هذا الموضوع؟
جواب : القضية ليست قضية إستغلال أخطاء او إنتكاسات,لكن يعنينا نجاح هذا المؤتمر من أجل المصلحة الوطنية , وهذا هدف نضال حركة فتح منذ نشأتها , ولقاءات أبو مازن المتكررة مع كونداليزا رايس هي من باب التحقق من النوايا الأمريكية ونوايا دولة الاحتلال , وبالتالي حركة فتح والسلطة الوطنية تركز حالياً على المشاركة في مؤتمر دولي جاد , ولا نبحث في الوقت الراهن عن مؤتمرات لتبادل الصور .
بتقديري إن لم يتحقق تقدم ملموس على المباحثات الجارية قبل موعد المؤتمر , وطرح حلول مقبولة لا تستنزف المطالب الفلسطينية , فإنه قد يحصل هذا المؤتمر وقد يكون إيجابي , وبعكس ذلك أنا على يقين بأن الحديث عن مؤتمر سيكون من باب التكهنات لا أكثر , لأنه لن يكون هنالك مؤتمر أصلاً , لأننا لا نسعى إلى إضافة المزيد من المؤتمرات الفاشلة على قائمة المؤتمر التي فشلت سابقاً , ثم أن الدعوات لهذا المؤتمر لم تتم بشكل رسمي , بمعنى أن هذا المؤتمر لا زال يعتبر مشروع مؤتمر , وليس مؤتمراً على وشك الأنعقاد.
نحن الأن لا بد لنا أن نتعامل مع هذا المؤتمر بشيئ من الجدية , ولن نتخلى عن أية مبادرة قد تشكل الحل لإقامة الدولة الفلسطينية , وإستعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه الأساسية .
سؤال : أعتقد أن دولة الاحتلال مستفيدة بكل تأكيد من الأنقلاب الذي حدث في غزة على يد حركة حماس , وبالتالي الإدارة الأمريكية كتحصيل حاصل مستفيدة من هذا الموضوع , فكيف لدولة الاحتلال أو الادارة الأمريكية ستذهب الى هذا المؤتمر , طالما هي مستفيدة من بقاء الوضع الحالي في غزة , ولماذا تقدم تنازلات اصلاً؟
جواب : هذا صحيح , بلا شك أن دولة الاحتلال والولايات المتحدة مستفيدة من هذا الوضع , لأنها بكل صراحة تسعى دوماً الى تجزءة القضية الفلسطينية , وبالتالي إضعاف المشروع الوطني وتفكيكة , وتجزيئ المجزء , فتجزئة غزة هي جزء من سياسة حركة حماس , وهذه التجزئة تخدم المشروع الصهيوني وبالتالي تخدم الإدارة الامريكية.وهذه التجزئة هي حرق ذاتي للجهد الفلسطيني ,وأعتقد أن دولة الاحتلال والإدارة الأمريكية ستحاول إستغلال التناقضات الحاصلة بهذا الشأن , وكما قلت سابقاً , صانع القرار في دولة الاحتلال غير مؤهل لهذا المؤتمر , وليس جاهزاً ولا يعطي مساحات واسعة لحسم الموضوع وإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية .
لكننا كما قلت نتعاطى مع هذا المؤتمر بشيء من الجدية , ونحن حريصون على أن يقدم هذا المؤتمر الجديد في حالة تم إنعقادة , لأنه وبكل صراحة لن يعقد إذا لم تتلبى المطالب الفلسطينية, وتأكد اخي جمال أنه لن يجبرنا أحد على تقديم تنازلات , وأنا شخصياً لست قلقاً من هذه الناحية لأن التنازلات المفترضة بالتأكيد لن تتم , فمنظمة التحرير والسلطة الوطنية وحركة فتح وبقية الجهات الفلسطينية الشريفة والنقية , لم تتنازل يوماً عن الثوابت الفلسطينية , وبالتالي هي قادرة على الصمود وقادرة على رفض أية تنازلات بكل بساطة.
سؤال: الأخ ابو يوسف لا احد يستطيع أن ينكر أن الإعلام له الدور الأكبر في أي معركة سياسية او غير سياسية , وهذا الإعلام هو الباب الكبير للنجاح أو الفشل , فاين ترى إعلام حركة فتح , وهل تعتقد أنه مؤهل للنهوض بهذه الحركة المطعونة ؟
جواب: فتح مليئة بالكادر المميز والمبدع والقادر على نقل الرؤيا الفتحاوية ومعانة شعبنا الفلسطيني , لكن إن تحدثنا عن منهجية وعن دور فاعل لهذا الإعلام , فبكل تأكيد هنالك تقصير , وتقصير واضح , وهذا التقصير أثر بشكل سلبي على إظهار الوجه القبيح لحماس , وهنالك مادة خصبة على الأرض في غزة وفي الضفة , لكن إعلام حركة فتح لم يستغل هذه المواد ولم يظهرها للشارع الفلسطيني بشكل متقن وفاعل .
سؤال : هل تعتقد أن الإعلام الفتحاوي يحتاج الى تفعيل أو تنسيق أم يحتاج الى الأثنين معاً ؟.
جواب : كما قلت حركة فتح تملك الكوادر الأعلامية وهي كوادر هائلة ومميزة , لكن لم تتح لها الفرصة الفعلية والجادة وهذا تقصير من الحركة حتى تظهر عذابات شعبنا الفلسطيني بشكل لائق , ثم ان الإعلام الفتحاوي يحتاج الى العمل في الخارج بنفس الروح التي يعمل بها في الداخل , فالماكنة الإعلامية لحركة حماس نجحت في أن تسيئ الى الغير متابعين إلى صورة فتح , فلقد أخترقت الحدود الفلسطينية وإنطلقت للعمل على الساحة العربية واساءت بإعلامها المفبرك الى حركة فتح وهذه حقيقة لا نستطيع إنكارها , وقد سوقت خارج حدودنا روايات وأحداث مفبركة , إنعكست بشكل سلبي على حركة فتح , لأنه لم يكن هنالك إعلام مضاد يكذب هذه الروايات , ويكشف بطلانها .
نعم يحتاج الإعلام في حركة فتح الى تنسيق والى تفعيل , بالرغم من التطوير الذي حدث في إعلام فتح , إلا أنه ليس تطوير كافي ويحتاج الى تعزيز, فإعلام حركة فتح يحتاج الى برنامج واضح , كما يحتاج الى مرجعية فعلية تكون قادرة على تطبيق هذا البرنامج بشكل مرضي وصحيح , حتى يصبح قادراً أن يكون الضد لأي إعلام يحاول تشويه صورة حركة فتح في غزة.
سؤال: دعني اصارحك بأن إعلام حركة فتح يظهر بمظهر الإعلام الشخصي وليس إعلام لحركة , وهذا خلل لا يجب السكوت عليه؟.
جواب: لدينا قضية عادلة , ويجب أن يكون لديها محامون مبدعون حتى يدافعوا عن هذه القضية , والإعلام هو خير محامي لهكذا قضية ,قد لا يكون إعلام حركة فتح إعلام شخصي , لكنه قد يخدم بطريقة ما أشخاص معينين , وأنا لا أتهم هذا الإعلام بأنه شخصي , لكن دعني أقول أنه يخدم أشخاص أكثر من خدمته لفكرة أو حركة , وقناة الجزيرة إستغلت الشخصنة بتحيزها ضد حركة فتح , فقناة الجزيرة بحثت بشكل دؤوب على إظهار آراء شخصية وليس أراء حركة فتح , وبالتالي أضعفت الشخصنة في هذا الموضوع حركة فتح وأضعفت إعلامها, وعلى الأراء الشخصية أن تكون أكثر حذراً في التعاطي مع الشأن الفلسطيني أو الشأن الحركي , ونحن بكل صراحة منتبهين لهذه النقطة بالشكل النظري , لكن على أرض الواقع هنالك تجاوزات شخصية.
سؤال : أخي ماهر هل هنالك رسالة تود أن توجهها لخالد أبو هلال؟.
جواب: خالد أبو هلال ليس لدي رسالة له , فالرسائل يجب أن توجه لشخصيات مهمة , وما حدث في جامعة الأزهر وجامعة القدس حين تم ضربه بالنعال خير دليل على عدم أهمية المذكور.
سؤال هل هنالك إتصالات بينك وبين الرئيس ؟
جواب : نعم إلتقيتة مرتين , المرة الأولى في القاهرة والثانية في الأسكندرية , وهنالك إتصالات ولقاءات مع الجميع , وقد إلتقيت بالأخ محمد دحلان والكثير من القيادات الفلسطينية , ولدينا إتصالات مع غالبية القيادات الفتحاوية مثل الأخ ابو العلاء , وأحمد عبد الرحمن وغيرهم .
وبالتالي الأتصالات لم تتوقف , ونحن متابعون مع الرئيس حتى أصغر كادر في حركة فتح.
سؤال : هل هنالك رسالة تود أن توجهها للكادر الفتحاوي بشكل عام والكادر المتواجد في غزة بشكل خاص ؟.
جواب :كوادر حركة فتح مثل الذهب , حين يتم حكهم يزيد بريقه ولمعانه , والأيام الصعبة التي مرت عليهم أثبتت أنه كادر جدي ومخلص ووفي وهو كادر متمرد رغم العربدة الحمساوية.
ولا أطلب منهم سوى الصبر والثبات , فلقد أثبتوا أنهم أهل للمسؤولية واثبتوا مصداقية هائلة في تعاطيهم مع فكرة أن البندقية لا توجه إلا للإحتلال , وهذه النقطة تحسب لهم وليس ضدهم , بالرغم من كل ما حصل , إلا أن الكادر الفتحاوي أثبت أنه الأصيل , وأنه الراعي والحامي والمخلص الأقوى للقضية الوطنية الفلسطينية .
سؤال : هل هنالك عودة قريبة الى غزة ؟
جواب : حركة فتح حركة ولادة , وقادرة أن تواصل بطاقاتها اللامحدودة , ويؤلمنا جداً ما نعيشة من أيام صعبة , لكننا نراهن على قوة حركة فتح , ورهاننا صائب والعودة حتمية , فلا مجال أن نعيش في غير غزة , الجسد قد يكون غادر غزة , لكن الروح باقية فيها.
سؤال : هل هنالك نصيحة تود أن تقدمها لحركة فتح في ظل هذه الظروف الصعبة ؟.
جواب : ربما لا أكون الجهة القادرة على تقديم النصائح , لكنني سأحدثك بناءاً على قناعات متواضعة ورأي شخصي , في البداية على الجميع أن يعلم بأن الظلام سيزول لا محالة.
لكن حركة فتح تحتاج الى تظافر في كافة الميادين , نحتاج في هذا الوضع الراهن الى التكاملية وليس الى التنافسية ,وعلينا أن نعزز الحياة الديمقراطية , وعلينا أن ندرك أن الذبح من الوريد الى الوريد لا مجال له في المجتمع الفلسطيني , فالصورة باتت واضحة والجريمة أكثر وضوحاً والمجرم لا يخجل من الكشف عن وجهه القبيح .
كل ما أتمناه على حركة فتح أن تكون قادرة على الخروج أقوى من هذه الأزمة , وهذا ما أنا متيقن منه , وبالتالي علينا أن نستغل الوضع في لملمة الصفوف , وتفعيل دور القيادات , ووضع منهجية منضبطة وملزمة للتنسيق مع كافة الكوادر كل في مكانة .
أخي ابو يوسف في نهاية اللقاء لا يسعني إلا أن أتقدم لك بالشكر الجزيل على إتاحتك الفرصة لنا لإجراء هذا اللقاء , ونأمل أن تكون العودة قريبة إلى أرض الوطن , وإلى اللقاء
بدأت تظهر ملامحه القيادية منذ شبابه المبكر فقد ترأس مجلس اتحاد الطلبة في جامعة الأزهر ، وأسهم في تأسيس مجموعات كتائب الشهيد ' أيمن جودة ' في الضفة الغربية وقطاع غزة ، هذه الكتائب التي يعتز ويفتخر بها كل فلسطيني ، لأنها لم تقف يوما ما في وجه أبناء شعبنا ، ولم تلوث يديها بالدم الفلسطيني ، .
نعم انه ماهر مقداد ، قائد كتائب مجموعات الشهيد أيمن جودة ، والابن المدلل للرئيس الراحل ' ياسر عرفات '،
من أشهر مقولات القيادي الفتحاوي البارز ' أن الحوار الوطني المسلح بثقافة الوحدة الوطنية هو المخرج الوحيد من الأزمة الداخلية ' .
إن الأخ المناضل ' أبو يوسف' والذي يتمتع بروح وطنية عالية ، لم يظهر فجأة على الساحة الفلسطينية ، بل سبقه تاريخ نضالي مشرف ، لهذا الرجل الذي كان يعمل في الخفاء لسنوات طوال . وجاء القرار الحكيم للرئيس ' أبو مازن ' بتعين الأخ أبو يوسف ناطقا إعلاميا لحركة فتح ، لأنه يعلم تماما قدرات هذا الشاب التنظيمية ، والتزامه وانضباطه في حركة فتح ، ودوره الكبير في خدمة أبناء شعبه ووطنه ، وتتويجا لنضالات هذا الشاب
لقد عرف أبناء شعبنا ماهر مقداد أكثر أيام الإنقلاب الذي نفذته حماس ضد أجهزة السلطة الوطنية الشرعية ، حين أثبت من خلال تصريحاته ومواقفه أنه بالفعل قائدا فتحاويا متميزا .
وبناءاً عليه وعلى المطالبة الشعبية في سماع تصريحات الأخ ابو يوسف حرصت شبكة الكوفية لإعلام على إجراء حوار حصري مباشر وجريئ مع هذه الشخصية الفتحاوية الفذة .
فكان لنا هذا اللقاء الذي نرجوا أن يجيب عن الكثير من التساؤلات التي يطرحها الشارع الفلسطيني :
حاوره : جمال قبها
سؤال : دعني أبدأ المقابلة بسؤال ملح وينتظر الشارع الفلسطيني وتحديداً مواطن غزة جواباً عليه , من يتحمل مسؤولية ما حدث في غزة؟
جواب : أنا في تقديري ونحن نتحدث عما جرى في غزة , علينا في البداية أن لا نتجاهل وأن نسقط أن المسؤولية والدماء والكوارث وتمزيق النسيج الأجتماعي والمعاناة التي تكبدها الشعب الفلسطيني في غزة من مسؤولية حماس وحدها , لأنها هي من قامت بالقتل والسحل والتنكيل بكوادر وعناصر حركة فتح وحتى الابرياء من المواطنيين الذين شعروا أن مسؤوليتهم الوطنية وواجبهم الوطني يدفعم لمعارضة ما جرى في غزة, وبالتالي كامل المسؤولية تقع على عاتق حماس , التي إستسهلت الدم الفلسطيني وأراقته في شوارع غزة , وليتذكر الجميع أن حركة حماس هي القاتل وليس المقتول.
سؤال : وما هي الأسباب التي أدت الى إنهيار فتح وهل هنالك تقصير؟
جواب : أخي جمال , منذ سنوات والأجهزة الأمنية تحديداً تتعرض لسيل من الهجمات , وقد لعب الاحتلال دوراً كبيراً في تدمير هذه المؤسسة الأمنية , فكل عمليات المقاومة من شتى الأطراف والتي كان يعتبرها الاحتلال إستفزازية , كانت الأجهزة الأمنية هي الوحيدة التي تتلقى العقاب المباشر , فيقوم الاحتلال بتدميرها والنيل منها وهذه هي النقطة الأولى .
أما النقطة الثانية فهو الحصار الذي فرض على قطاع غزة لمدة عام ونصف , مما أدى إلى إنقطاع الرواتب عن أغلب الكوادر , في حين كانت هذه الكوادر بأمس الحاجة لتلك الرواتب حتى تتمكن من تلبية أساسيات الحياة اليومية.
والنقطة الثالثة هي أن حركة حماس بدل أن تقوي الزند الفلسطيني وتتكاتف مع بقية الفصائل , قامت بإختراقات لهذه الأجهزة الأمنية , وبالتالي ساهمت هذه الاختراقات بما حدث , علماً أن حماس كان الأحرى بها أن تتجه الى تقوية البناء الفلسطيني المتمثل بمؤسسات السلطة وحركات المقاومة وبقية الحركات السياسية , عوضاً عن البحث عن إختراقات هنا او هناك. ودعني أقول صراحة كان هنالك تقصير واضح من البعض , حيث إعتقد البعض أن هذه المعركة ليست معركته , وبالتالي تقاعص عن أداء واجبه تجاه الوطن قبل أن يكون تجاه الحركة.
النقطة الرابعة تكمن في تأخر عمليات البناء الصحيح لهذه الأجهزة , حتى تكون قادرة على التصدي لأية هجمات داخلية أو خارجية , لكن بكل صراحة بناء هذه المؤسسات لم يكن قائماً بأي حال من الأحوال على الإقتتال الداخلي , لأن ثقافة تلك الأجهزة الأمنية مبنية على أساس حماية المواطن الفلسطيني مهما كان إنتماءه السياسي , لذلك كانت تربية الأجهزة الأمنية مبنية على إحترام الدم الفلسطيني وليس العكس كما فعلت حماس , فلا ثقافة فتح ولا ثقافة السلطة الوطنية قائمة على أساس المواجهة الداخلية وإراقة الدماء.
سؤال : الأخ ماهر مقداد ما هو الحل لما حدث في غزة؟
جواب : قبل الخوض بموضوع الحل , علينا أن نتيقن أن هنالك مسلمات قد حدثت في غزة , وهي أن حركة حماس قد إستباحت الدم الفلسطيني ونكلت بالشعب وسحلت المناضلين , وقد رأينا هذا كله على شاشات فضائيتهم , فهم لم يخجلوا من عرض جرائمهم على الملأ وهذا بسبب غبائهم وقلة الخبرة في ميدان السياسة , ودليل على قصر نظر هذه الحركة , التي تعالج المواقف حسب تاريخ حدوثها , ولا تفكر أبعد من الأصبع أمام العين , علينا أن نتحدث عن كل هذا قبل أن نتحدث عن رؤيا للحل , ولا يمكن قبول فكرة تجزئة الوطن التي تسعى لها حماس بشكل مباشر وغير مباشر , وبالسر والعلن , لا يمكن التسليم بأن عمليات القتل والتنكيل والمجازر هي حدث عابر , وأن تصبح هذه الممارسات شيئ من الذاكرة , فليس من المعقول أن تكون البندقية بديلاً عن الحوار حين نتحدث عن قضية فلسطينية داخلية.
ثم أن الساحة الفلسطينة ليست العنوان الصحيح لتطبيق أجندات خارجية , وعلى حركة حماس أن تتحمل المسؤولية , فالذي نزف في غزة هو دماء وليس ماء, وكما قلت سابقاً ليس مقبولاً لدى الساحة الفلسطينية بشكل عام بإستثناء حركة حماس أن تكون البندقية هي العنوان لأي حوار بديل , أو إستخدام البندقية لأغراض الضغط والأبتزاز , وفرض الأمر الواقع , فهذه السياسة من شأنها أن تضيع بوصلة القضية الفلسطينية.
إنسحاب حماس من غزة , وتسليمها بالمسؤولية الكاملة عما حدث في غزة , والتخلي عن خيار البندقية كبديل لأي حوار , وتسليمها بأن ما حدث في غزة كان خطأ جسيم , تتحمل حماس المسؤولية عنه , ففي هذا السياق من الممكن أن تكون فكرة البحث عن حلول مقبلوه.
سؤال : هل لديك فكرة عن الأسباب التي أدت بحركة حماس الى إستهداف المقاومة في غزة , بعدما كانت تجاهر وتدعي أنها سيدة المقاومة في عهد الحكومات السابقة وفي عهد الرمز أبو عمار؟
جواب : حماس إستخدمت المقاومة كوسيلة ولم تكن في يوم من الأيام غاية , ففي حين كان الحديث مجدياً عن المقاومة , كانت حماس تتلاعب بلغة المقاومة , وكانت تعتبرها مجرد لغة قد يفهما المواطن الفلسطيني لأنه يطلبها , وبالتالي ستحصل حماس من خلال لغة المقاومة على مرادها , وفي المقابل , حين حصلت حماس على الحكومة , وباتت جزءاً من النسيج السياسي الفلسطيني , وحين شعرت أن هنالك فرق ما بين النظرية والتطبيق , وأن هنالك فرق ما بين القول والفعل , ضربت حماس المقاومة الفلسطينية بمقتل.
ومن ثم بدأت بتقديم أوراق إعتمادها للإحتلال , وهذا واضح من خلال المفاوضات السرية التي تجري بين الطرفين , ولو عدنا وقمنا بعملية حسابية بسيطة حول المقاومة , سنجد أن المقاومة في عهد حركة فتح حين كانت على رأس الحكم كانت هذه المقاومة في أوجها , بل وقد شاركت حركة فتح وهي في الحكم وفي السلطة الوطنية بالمشاركة الفاعلة بهذه العمليات , وحتى الأجهزة الأمنية التي دمرها الأحتلال وأكملت عليها حماس , كانت من أكبر عناويين المقاومة ,كما أن حركة فتحت ساندت المقاومة وحمت القيادة الميدانية وعلى راسهم قيادات حماس , ولا أعتقد أن هنالك جاهل واحد قادر على إنكار هذا الموضوع.
أما في عهد حماس فباتت المقاومة الوطنية جريمة , وممارسها لا يوجد لدى حركة حماس حكماً له سوى الموت , وبالتالي باتت المقاومة الوطنية في عهد حماس من المحرمات والممنوعات , وهذا بالتالي يصب في مصلحة الاحتلال , وهذا دليل على أن حماس تود أن توصل رسالة للإحتلال مفادها , أن حماس هي الوحيدة القادرة على تأمين حدود هذا الاحتلال , إما إذا تحدثت حماس على أن المقاومة هي من حررت غزة , فعليها أن تتذكر أن الضفة الغربية لا زالت تحت الاحتلال , وحماس صائمة عن عمليات المقاومة , وهذا يقودنا الى أن حماس تطبق فكرة التجزيئ , الذي يرفضه المجتمع الفلسطيني , ولن يكون في يوماً من الأيام على جدول التطبيق , فكل الجهات لها الحق بكل صراحة الحديث عن المقاومة ما عدا حركة حماس , لأنها هي من تقوم بنزع العبوات التي تزرعها الجهاد وبقية الفصائل, وهي من تقوم بإسكات صوت البندقية وحامل البندقية ومؤيد البندقية.
سؤال : دعني أتحدث عن الشخصيات والكوادر التي غادرت غزة الى مصر او بلدان أخرى , هل السلطة الوطنية وحركة فتح تحملت مسؤولية معاناتهم , وهل تقوم بتلبية إحتياجاتهم , بعد الهجرة القصرية التي فرضتها حماس.؟
جواب : كل إنسان موجود قصراً خارج وطنه لا بد له أن يعاني , إن ما حدث في غزة مؤلم لمن تواجد وموجود بالداخل , لكنه بات أكثر إيلاماً لمن هو موجود خارجها , فهذه غربة قصرية وبالتالي لا بد أن تتضمن الكثير من المعاناة.
نعم هنالك إلتزام من السلطة الوطنية وحركة فتح تجاه الموجودين خارج غزة , وفي نفس الوقت لا بد من وجود بعض الاشكاليات التي لا غنى عنها , ومن ضمنها ما يعاني منه البعض من اعتقالات في رفح والعريش , والذين يسكنون في خيام في ظروف مشابهه لظروف المخيمات , وأنا لا أوجه اللوم على الأخوة المصريين , الذين لم يتوانوا عن تقديم المساعدات الممكنة ومحاولة تقليل حجم المعاناة التي يعيشها من هجر من غزة قصراً,هنالك إشكاليات بالسكن والحياة العامة وتشتت الأسر , فهنالك أناس يعيشون في مصر أو بلدان أخرى وعائلاتهم موجودة في غزة , ومصر وغيرها ليست مكاناً للإستقرار , فمصر بلد شقيق , ولم يقصروا , وهم قريبون من القضية الفلسطينية , لكن الذي يتحمل معاناة هؤلاء المهجرين هي حركة حماس , التي أجبرتهم على الغربة والهجرة القصرية.
سؤال : سأتحدث هنا قليلاً عن ابو فادي محمد دحلان , فهو أعلن في وسائل الإعلام أنه قدم إستقالته من السلطة الوطنية ولن يعمل بها , مع بقاءه في حركة فتح وتقديم كل ما يلزم للنهوض بهذه الحركة , لكننا سمعنا إشاعات عن إمكانية تعيينه كنائب لرئيس السلطة الوطنية أبو مازن , فما هو تعليقك على هذه الإشاعات؟
جواب : ليس لدي علم أو إجابة عن هذا السؤال فيما يخص فكرة تعيينه نائب للرئيس , لكن أمر بهذا المستوى وإذا كان هنالك نية بهذا الخصوص فيجب أن تكون في العلن وليس بالسر . وإذا كان هنالك قرار أو مجرد أطروحة بهذا الخصوص , فأنا على يقين أن وسائل الإعلام ستكون أول من يعلم بهذا الموضوع .
سؤال : دعني أطرح سؤالاً أخراً عل الإجابة تكمن فيه , على أمل أن نؤكد أو ننفي صحة هذه الأشاعة , السؤال كيف ترى العلاقة ما بين الرئيس ابو مازن والأخ محمد دحلان؟
جواب : العلاقة ما بين الطرفين جيدة جداً , وهنالك تواصل متواصل , وقد جرت لقاءات شخصية , وإتصالات هاتفية بين الطرفين عدة مرات , وكان هنالك لقاءات في رام الله وفي عمان , وقد يكون هنالك لقاءات في أية لحظة .
سؤال : حماس إستولت على غزة بالحسم العسكري , فهل هنالك نية أو مجرد تفكير بحسم عسكري مضاد؟
جواب : على المستوى الرسمي , لا يوجد أي قرار بهذا الخصوص , فكما قلنا سابقاً , ثقافة حركة فتح لا تقوم على فكرة الدم , وهي غير مستعدة لتوجيه بنادقها لغير الاحتلال , وإذا كانت حركة حماس لا تتألم على الدماء التي سالت والتي لا زالت تسيل , فإن حركة فتح تتألم كثيراً لمجرد التفكير برفع السلاح بوجه أي مواطن فلسطيني مهما كان إنتماءه.
سؤال : كان هنالك تصريح للبردويل , توعد فيه بمسح حركة فتح من خارطة غزة , فما هو ردك على هذا التهديد ؟
جواب : نحن نتفهم أن يختلف معنا الأخرون , ولكن من الغباء الحديث عن مسح حركة فتح من خارطة غزة , فحركة فتح الأن ترتقي الى الأعلى وحماس تسير نحو المجهول , وهي الأن في الحضيض , وهذا فعل كما فعل أحد الأغبياء من ممثليهم في التشريعي , حين قال ' أن حركة فتح ولدت عام 1965 , وماتت عام 2005' فهذا الحديث فيه الكثير من الغباء , وكان الأولى بهم أن يعترفوا بأنهم أغبياء لأنهم لم يقرأوا تاريخ هذه الحركة .
أنا لن أقول أن فتح باقية فحسب , بل إنها تتعملق وكأنها بعثت من جديد , وقد أثبتت هذه الحركة في العهود السابقة والعهد الجديد أنها قادرة على تحمل الضربات , بل وتخرج من تلك الضربات والأزمات أقوى بكثير من ذي قبل , والالتفاف الجماهيري حولها هو خير دليل على صحة هذه القاعدة .ففتح هي حامية المشروع الوطني الفلسطيني , وهي صاحبة الانجازات في التاريخ الفلسطيني , ولن تموت فتح إلا إذا مات المشروع الوطني , والمشروع الوطني باقي ولن يموت.
بكل صراحة الحديث عن هذا الموضوع في غاية الغباء والسذاجة والجهل , فمن يتحدث بهذه اللغة من الواجب ان لا يكون متحدثاً بإسم مواطن فلسطيني , لأنه أغبى من أن يقرأ تاريخ هذه الحركة , التي قدمت الشهداء ونزفت الدماء بدل الأقوال.
سؤال : هنالك مؤتمر دعت وسعت له حركة حماس في دمشق , وهذا المؤتمر متزامن مع مؤتمر الخريف , ويقال أن مؤتمر دمشق يسعى الى إيجاد بديل عن منظمة التحرير , فما هو تعليقك على هذا المؤتمر ؟.
جواب : أنا بإعتقادي أن الاصل أن يحدث مؤتمر لمعالجة ما حدث في غزة , وهذا لم يحدث لغاية اللحظة,المظهر العام لهذا المؤتمر , هو بناء جهة ما لتنسف منظمة التحرير الفلسطينية , وكل الأهداف التي إجتمعوا بشأنها لا تصب في خدمة الوطن , ولها أغراض تتماهى مع القضية الفلسطينية , وكل من يتعاطى مع هذا المؤتمر بالشك فهو على حق , وللعلم فقط فإن حماس تعتبر أن حركة فتح هي المسيطرة على منظمة التحرير , وبالتالي هي تستهدفها لإضعافها في هذا الجانب , مع العلم بأن حركة الجهاد الإسلامي ليست من ضمن منظمة التحرير , ومع هذا تستهدفها حركة حماس .
منظمة التحرير لا أنكر أنها تحتاج الى تفعيل أكثر , وتوسيع مساحة المنظمين لها , لتشمل أغلب الحركات الفلسيطنية , لكن الحديث عن بديل لمنظمة التحرير , هو حديث غير ناضج وغير متزن , وينم عن غباء سياسي مستفحل , لأن منظمة التحرير الفلسطينية , هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني , وهي من قادت القضية الفلسيطنية على مر التاريخ . لكن حركة حماس التي إنشأت على فكرة الصوت الواحد , لن تستطيع أن تستقطب جهات فلسطينية , لتساهم معها في خلق جهة مضادة لمنظمة التحرير , لأنها وبكل بساطة ستطلق علي هذه الجهات النار من الخلف , وتطعنها في الظهر , لأن حركة حماس لا تؤمن بمشاركة الرأي , فكيف لها أن تؤسس جهة من الواجب أن تشمل أغلب الحركات الوطنية , وهي التي ترفض الحوار مع الجميع , بل وستعادي أية حركة إذا حاولت مجرد المحاولة إطلاق رصاصة على الأحتلال .
حركة حماس باتت مكشوفة ولا يؤمن جانبها , ولا اعتقد أن هنالك جهة قادرة على التعاطي معها بهذه الفكرة , لذلك على تلك الفصائل المجتمعة في دمشق أو غير دمشق , أن تسعى لعقد مؤتمر يعالج المعاناة التي يعيشها القطاع , بدل الحديث عن تشكيل جهة لنسف منظمة التحرير الفلسطينية , وهذا بالطبع لا يخدم اية جهة سوى الاحتلال.
سؤال : اريد جواب صريح , هل هنالك جهة قادرة على تشكيل بديل لمنظمة التحرير؟
جواب : منظمة التحرير , أكتسبت شرعيتها من الشعب الفلسطيني , وليس من جهة ما , وهذه المنظمة اكتسبت أيضاً شرعيتها من التاريخ الطويل الذي كتب بالدم وليس بالكلام , فالحديث عن إمكانية وجود بديل عن منظمة التحرير , هو حديث ليس بهذه السهولة , وعلى الدول الراعية لهذه المؤتمرات , أن تسعى لتوحيد الصف الفلسطيني وليس تمزيق نسيجه الوطني .
سؤال : أظهر ابو مازن صلابة غير مسبوقة في المباحثات التمهيدية لمؤتمر الخريف , فهل هذه الصلابة نابعة من الخوف من فكرة فشل هذا المؤتمر , أم أن الوضع الفلسطيني لا يملك الوقت لمزيد من المؤتمرات الوهمية ؟.
جواب : الوضع الفلسطيني حقيقة لا يملك الوقت , والتجارب السابقة ليست مشجعة , وصلابة ابو مازن نابعة من وضوح الرؤيا , فلا مجال للحديث عن مؤتمرات إن لم تملك فكرة واضحة عن برنامج وتوقيت واضح لتحقيق الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس الشريف بالإضافة الى قضية الاجئين.
لا نريد أن نتفاوض لسنوات دون جدوى , ولا نريد المشاركة بمؤتمرات ذات طابع وحيد وهو العلاقات العامة , لا نريد مؤتمرات علاقات عامة , وليس ممكناً الحديث عن أي مؤتمرات قبل الحديث عن برنامج واضح يعيد للشعب الفلسطيني حقوقه , ويؤمن له دولته المستقلة , وحقه الشرعي بالحياة.
سؤال : اريد ان اسأل ماهر مقداد بصفته الشخصية , هل أنت متفائل بهذا المؤتمر ؟
جواب : عادة التفاؤل والتشاؤم لا مكان لهما عند الحديث عن فرضيات , أنا لا أعول كثيراً على نتائج هذا المؤتمر , فالاحتلال ليس جاهزاً بكل صراحة لتقديم أية تنازلات مهمة , وليس مستعداً للعودة الى حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس الشريف بالإضافة الى قضية اللاجئين , هذه النقاط محورية وجوهرية بالنسبة للقضية الفلسطينية , لكن الاحتلال غير جاهز لحل بهذا المستوى , كما أنه لا توجد اية جهة في الاحتلال جاهزة للحديث عن حل ضمن هذه البنود , بالإضافة الى أن الوضع الفلسطيني الداخلي غير مهيأ لمثل هذه المؤتمرات , وما حدث في غزة من إنقلاب لحركة حماس , يعطي الاحتلال مزيداً من الصلابة وعدم الجدية في تقديم تلك التنازلات , لأن حركة حماس قدمت لهذا الاحتلال مبرراً قوياً , وأعطته ميزة ضاغطة على الجانب الفلسطيني , وبالتالي فالاحتلال الأن أكثر راحة وطمأنينة بعد الأنقلاب الذي قامت به حركة حماس .
لكنني أتمنى أن أكون على خطأ , وأن يأتي هذا المؤتمر مغايراً للمؤتمرات السابقة , ومغايراً لتوقعاتي وكل التوقعات الأخرى , فهدفنا هو إقامة الدولة الفلسطينية ضمن الشروط والثوابت الوطنية التي لم تتنازل عنها منظمة التحرير وعلى رأسها حركة فتح , وإن كان هذا المؤتمر يلبي هذه الطموحات عندها سنكون أول المهنأيين وأخر المعارضين.
سؤال : بصراحة دعني أقول أن فتح لا تحتاج الى المزيد من الإنتكاسات , وفشل مؤتمر الخريف فيما لو حدث هذا سيشكل ضربة قوية لفتح , وسيكون مادة دسمة تستغلها حماس لمصلحتها , وضد حركة فتح,ما تعليقك على هذا الموضوع؟
جواب : القضية ليست قضية إستغلال أخطاء او إنتكاسات,لكن يعنينا نجاح هذا المؤتمر من أجل المصلحة الوطنية , وهذا هدف نضال حركة فتح منذ نشأتها , ولقاءات أبو مازن المتكررة مع كونداليزا رايس هي من باب التحقق من النوايا الأمريكية ونوايا دولة الاحتلال , وبالتالي حركة فتح والسلطة الوطنية تركز حالياً على المشاركة في مؤتمر دولي جاد , ولا نبحث في الوقت الراهن عن مؤتمرات لتبادل الصور .
بتقديري إن لم يتحقق تقدم ملموس على المباحثات الجارية قبل موعد المؤتمر , وطرح حلول مقبولة لا تستنزف المطالب الفلسطينية , فإنه قد يحصل هذا المؤتمر وقد يكون إيجابي , وبعكس ذلك أنا على يقين بأن الحديث عن مؤتمر سيكون من باب التكهنات لا أكثر , لأنه لن يكون هنالك مؤتمر أصلاً , لأننا لا نسعى إلى إضافة المزيد من المؤتمرات الفاشلة على قائمة المؤتمر التي فشلت سابقاً , ثم أن الدعوات لهذا المؤتمر لم تتم بشكل رسمي , بمعنى أن هذا المؤتمر لا زال يعتبر مشروع مؤتمر , وليس مؤتمراً على وشك الأنعقاد.
نحن الأن لا بد لنا أن نتعامل مع هذا المؤتمر بشيئ من الجدية , ولن نتخلى عن أية مبادرة قد تشكل الحل لإقامة الدولة الفلسطينية , وإستعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه الأساسية .
سؤال : أعتقد أن دولة الاحتلال مستفيدة بكل تأكيد من الأنقلاب الذي حدث في غزة على يد حركة حماس , وبالتالي الإدارة الأمريكية كتحصيل حاصل مستفيدة من هذا الموضوع , فكيف لدولة الاحتلال أو الادارة الأمريكية ستذهب الى هذا المؤتمر , طالما هي مستفيدة من بقاء الوضع الحالي في غزة , ولماذا تقدم تنازلات اصلاً؟
جواب : هذا صحيح , بلا شك أن دولة الاحتلال والولايات المتحدة مستفيدة من هذا الوضع , لأنها بكل صراحة تسعى دوماً الى تجزءة القضية الفلسطينية , وبالتالي إضعاف المشروع الوطني وتفكيكة , وتجزيئ المجزء , فتجزئة غزة هي جزء من سياسة حركة حماس , وهذه التجزئة تخدم المشروع الصهيوني وبالتالي تخدم الإدارة الامريكية.وهذه التجزئة هي حرق ذاتي للجهد الفلسطيني ,وأعتقد أن دولة الاحتلال والإدارة الأمريكية ستحاول إستغلال التناقضات الحاصلة بهذا الشأن , وكما قلت سابقاً , صانع القرار في دولة الاحتلال غير مؤهل لهذا المؤتمر , وليس جاهزاً ولا يعطي مساحات واسعة لحسم الموضوع وإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية .
لكننا كما قلت نتعاطى مع هذا المؤتمر بشيء من الجدية , ونحن حريصون على أن يقدم هذا المؤتمر الجديد في حالة تم إنعقادة , لأنه وبكل صراحة لن يعقد إذا لم تتلبى المطالب الفلسطينية, وتأكد اخي جمال أنه لن يجبرنا أحد على تقديم تنازلات , وأنا شخصياً لست قلقاً من هذه الناحية لأن التنازلات المفترضة بالتأكيد لن تتم , فمنظمة التحرير والسلطة الوطنية وحركة فتح وبقية الجهات الفلسطينية الشريفة والنقية , لم تتنازل يوماً عن الثوابت الفلسطينية , وبالتالي هي قادرة على الصمود وقادرة على رفض أية تنازلات بكل بساطة.
سؤال: الأخ ابو يوسف لا احد يستطيع أن ينكر أن الإعلام له الدور الأكبر في أي معركة سياسية او غير سياسية , وهذا الإعلام هو الباب الكبير للنجاح أو الفشل , فاين ترى إعلام حركة فتح , وهل تعتقد أنه مؤهل للنهوض بهذه الحركة المطعونة ؟
جواب: فتح مليئة بالكادر المميز والمبدع والقادر على نقل الرؤيا الفتحاوية ومعانة شعبنا الفلسطيني , لكن إن تحدثنا عن منهجية وعن دور فاعل لهذا الإعلام , فبكل تأكيد هنالك تقصير , وتقصير واضح , وهذا التقصير أثر بشكل سلبي على إظهار الوجه القبيح لحماس , وهنالك مادة خصبة على الأرض في غزة وفي الضفة , لكن إعلام حركة فتح لم يستغل هذه المواد ولم يظهرها للشارع الفلسطيني بشكل متقن وفاعل .
سؤال : هل تعتقد أن الإعلام الفتحاوي يحتاج الى تفعيل أو تنسيق أم يحتاج الى الأثنين معاً ؟.
جواب : كما قلت حركة فتح تملك الكوادر الأعلامية وهي كوادر هائلة ومميزة , لكن لم تتح لها الفرصة الفعلية والجادة وهذا تقصير من الحركة حتى تظهر عذابات شعبنا الفلسطيني بشكل لائق , ثم ان الإعلام الفتحاوي يحتاج الى العمل في الخارج بنفس الروح التي يعمل بها في الداخل , فالماكنة الإعلامية لحركة حماس نجحت في أن تسيئ الى الغير متابعين إلى صورة فتح , فلقد أخترقت الحدود الفلسطينية وإنطلقت للعمل على الساحة العربية واساءت بإعلامها المفبرك الى حركة فتح وهذه حقيقة لا نستطيع إنكارها , وقد سوقت خارج حدودنا روايات وأحداث مفبركة , إنعكست بشكل سلبي على حركة فتح , لأنه لم يكن هنالك إعلام مضاد يكذب هذه الروايات , ويكشف بطلانها .
نعم يحتاج الإعلام في حركة فتح الى تنسيق والى تفعيل , بالرغم من التطوير الذي حدث في إعلام فتح , إلا أنه ليس تطوير كافي ويحتاج الى تعزيز, فإعلام حركة فتح يحتاج الى برنامج واضح , كما يحتاج الى مرجعية فعلية تكون قادرة على تطبيق هذا البرنامج بشكل مرضي وصحيح , حتى يصبح قادراً أن يكون الضد لأي إعلام يحاول تشويه صورة حركة فتح في غزة.
سؤال: دعني اصارحك بأن إعلام حركة فتح يظهر بمظهر الإعلام الشخصي وليس إعلام لحركة , وهذا خلل لا يجب السكوت عليه؟.
جواب: لدينا قضية عادلة , ويجب أن يكون لديها محامون مبدعون حتى يدافعوا عن هذه القضية , والإعلام هو خير محامي لهكذا قضية ,قد لا يكون إعلام حركة فتح إعلام شخصي , لكنه قد يخدم بطريقة ما أشخاص معينين , وأنا لا أتهم هذا الإعلام بأنه شخصي , لكن دعني أقول أنه يخدم أشخاص أكثر من خدمته لفكرة أو حركة , وقناة الجزيرة إستغلت الشخصنة بتحيزها ضد حركة فتح , فقناة الجزيرة بحثت بشكل دؤوب على إظهار آراء شخصية وليس أراء حركة فتح , وبالتالي أضعفت الشخصنة في هذا الموضوع حركة فتح وأضعفت إعلامها, وعلى الأراء الشخصية أن تكون أكثر حذراً في التعاطي مع الشأن الفلسطيني أو الشأن الحركي , ونحن بكل صراحة منتبهين لهذه النقطة بالشكل النظري , لكن على أرض الواقع هنالك تجاوزات شخصية.
سؤال : أخي ماهر هل هنالك رسالة تود أن توجهها لخالد أبو هلال؟.
جواب: خالد أبو هلال ليس لدي رسالة له , فالرسائل يجب أن توجه لشخصيات مهمة , وما حدث في جامعة الأزهر وجامعة القدس حين تم ضربه بالنعال خير دليل على عدم أهمية المذكور.
سؤال هل هنالك إتصالات بينك وبين الرئيس ؟
جواب : نعم إلتقيتة مرتين , المرة الأولى في القاهرة والثانية في الأسكندرية , وهنالك إتصالات ولقاءات مع الجميع , وقد إلتقيت بالأخ محمد دحلان والكثير من القيادات الفلسطينية , ولدينا إتصالات مع غالبية القيادات الفتحاوية مثل الأخ ابو العلاء , وأحمد عبد الرحمن وغيرهم .
وبالتالي الأتصالات لم تتوقف , ونحن متابعون مع الرئيس حتى أصغر كادر في حركة فتح.
سؤال : هل هنالك رسالة تود أن توجهها للكادر الفتحاوي بشكل عام والكادر المتواجد في غزة بشكل خاص ؟.
جواب :كوادر حركة فتح مثل الذهب , حين يتم حكهم يزيد بريقه ولمعانه , والأيام الصعبة التي مرت عليهم أثبتت أنه كادر جدي ومخلص ووفي وهو كادر متمرد رغم العربدة الحمساوية.
ولا أطلب منهم سوى الصبر والثبات , فلقد أثبتوا أنهم أهل للمسؤولية واثبتوا مصداقية هائلة في تعاطيهم مع فكرة أن البندقية لا توجه إلا للإحتلال , وهذه النقطة تحسب لهم وليس ضدهم , بالرغم من كل ما حصل , إلا أن الكادر الفتحاوي أثبت أنه الأصيل , وأنه الراعي والحامي والمخلص الأقوى للقضية الوطنية الفلسطينية .
سؤال : هل هنالك عودة قريبة الى غزة ؟
جواب : حركة فتح حركة ولادة , وقادرة أن تواصل بطاقاتها اللامحدودة , ويؤلمنا جداً ما نعيشة من أيام صعبة , لكننا نراهن على قوة حركة فتح , ورهاننا صائب والعودة حتمية , فلا مجال أن نعيش في غير غزة , الجسد قد يكون غادر غزة , لكن الروح باقية فيها.
سؤال : هل هنالك نصيحة تود أن تقدمها لحركة فتح في ظل هذه الظروف الصعبة ؟.
جواب : ربما لا أكون الجهة القادرة على تقديم النصائح , لكنني سأحدثك بناءاً على قناعات متواضعة ورأي شخصي , في البداية على الجميع أن يعلم بأن الظلام سيزول لا محالة.
لكن حركة فتح تحتاج الى تظافر في كافة الميادين , نحتاج في هذا الوضع الراهن الى التكاملية وليس الى التنافسية ,وعلينا أن نعزز الحياة الديمقراطية , وعلينا أن ندرك أن الذبح من الوريد الى الوريد لا مجال له في المجتمع الفلسطيني , فالصورة باتت واضحة والجريمة أكثر وضوحاً والمجرم لا يخجل من الكشف عن وجهه القبيح .
كل ما أتمناه على حركة فتح أن تكون قادرة على الخروج أقوى من هذه الأزمة , وهذا ما أنا متيقن منه , وبالتالي علينا أن نستغل الوضع في لملمة الصفوف , وتفعيل دور القيادات , ووضع منهجية منضبطة وملزمة للتنسيق مع كافة الكوادر كل في مكانة .
أخي ابو يوسف في نهاية اللقاء لا يسعني إلا أن أتقدم لك بالشكر الجزيل على إتاحتك الفرصة لنا لإجراء هذا اللقاء , ونأمل أن تكون العودة قريبة إلى أرض الوطن , وإلى اللقاء
تعليق