إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

المفكر فهمي الهويدي :"فكر الشقاقي الآن مطلوبا أكثر لتصويب المسيرة الفلسطينية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المفكر فهمي الهويدي :"فكر الشقاقي الآن مطلوبا أكثر لتصويب المسيرة الفلسطينية

    المفكر فهمي الهويدي يتحدث ل"فلسطين اليوم" في ذكرى الشقاقي...

    فكر الشقاقي الآن مطلوبا أكثر لتصويب المسيرة الفلسطينية نحو الهدف الأوحد وهو الاحتلال...

    رام الله": خاص ب"فلسطين اليوم"

    في السادس والعشرين من الشهر الحالي تطل علينا ذكرى اغتيال مؤسس "حركة الجهاد الإسلامي" في فلسطين د.المعلم " فتحي إبراهيم الشقاقي" الثانية عشر، هذا الاغتيال الذي اعتبره الكثيرين اغتيالا لأحد مفكري الأمة الإسلامية، فالشقاقي لم يكن قائدا لحركة فرضت بفكرها المقاوم علامة واضحة لها،وتميزت بحجم الإنجازات التي حققتها خلال سنوات مقاومتها للعدو، و إنما مفكرا و أديبا وشاعرا، افتقدته الساحة الثقافية والفكرية العربية و الإسلامية على حد سواء.

    شبكة فلسطين اليوم، التقت المفكر العربي "فهمي الهويدي" والذي عاصر الشقاقي والتقى به مرارا، وتابع كتاباته وفكره، وحاورته حول ملامح شخصية وفكر الشقاقي " المقاوم، والمفكر، و الأديب"...

    ففي ذكرى استشهاده كما يقول الهويدي "نحن نستلهم خط الشقاقي و نرجو ان يتمثل الفلسطينيون جميعا بتجربة الشقاقي الذي ضحى بنفسه من اجل قضيته وتمتع برؤية ساطعة للهدف، فهو لم يرى سوى الاحتلال ولم يرى لا العمل التفاوضي والسياسي، و أصر على التعرف على هذا العدو".

    و اعتبر الهويدي بان فكر الشقاقي الآن مطلوبا أكثر لتصحيح المسيرة الفلسطينية وتصويب الجهد الفلسطيني نحو هدفه الأساسي و الأول وهو الاحتلال الصهيوني.

    وفيما يلي نص المقابلة:

    1س: ما هي ابرز ملامح شخصية الشقاقي، كإنسان ومفكر كما عرفته؟

    =- الشقاقي إنسان فنان ورقيق ومفكر، كان يعتبر دائما انه تجاوز عمره الافتراضي، وان الله أمد في عمره لاجل أطول مما ينبغي، فهو كان يعيش فكرة الشهادة، بالإضافة إلى كونه مثقفا رفيعا، حصل على قدر عال من الثقافة الإسلامية على وجه الخصوص.

    وقد كانت ومرجعياته الأساسية قد بدأت من فكر الأخوان المسلمين في مصر، بحكم دراسته في مصر حيث اتيح له الإطلاع على هذه الأدبيات، والكتابة في بعض المجلات الإسلامية التي لم تكن واسعة الانتشار.

    س2: ما هي الإضافات التي قدمها فكر الشقاقي للفكر العربي و الإسلامي؟

    =- نستطيع القول أن الشقاقي طرح فكر النضالي قبل أن يتحدث الكثيرون عنه، فقد كان تراجع واضحا بهذا الفكر في الساحة الإسلامية ولكن الشقاقي انتقل مباشرة إلى هذا الفكر، حيث اتبع المنابع الجهادية في الفكر الإسلامي ووضعها في إطار رؤية واضحة لعدو واضح يتمثل في الاحتلال الإسرائيلي.

    س3: لقد عاصرت الشقاقي و تابعت كتاباته ، كيف ترى الآن هذا الفكر في ممارسات حركة الجهاد الإسلامي التي أسسها، وهل تعتبر مواقفها امتداد لفكره؟

    =- حقيقة ليست لدي صورة كافية للداخل في فلسطين عن ممارسات حركة الجهاد الإسلامي، ولكني أجد ان قيادات حركة الجهاد الإسلامي في الخارج قريبة جدا، وشديدة الالتزام بمواقف الدكتور الشقاقي.

    س4: البعض يتهم الجهاد الإسلامي بالتشييع، من خلال إطلاعك على فكر الشقاقي ما مدى صحة هذا الادعاء؟=-هذا اتهام ظالم، الشقاقي كان منبهرا بشخصية الإمام الخميني، وهذا حال كل وطني سواء كان اتجاهه إسلامي او ماركسي في وقت قيام الثورة الإسلامية في إيران، كان الجميع محتفي حفاوة مبالغ فيها بهذه الثورة، وبما قدمه الإمام الخميني.

    وفي سياق آخر فأن حركة الجهاد الإسلامي ومنذ وقت مبكر وبسبب مواقفها الجهادية كانت قريبة من الثورة الإيرانية وخاصة ان الشقاقي اعتبر ان الثورة الإيرانية نموذجا للإصرار، نجح في تحدي قوى عاتية ممثلة في قوى الشاه والقوى الأمريكية الداعمة له، و انه يواجه نفس الموقف في قوى عاتية في فلسطين ممثله في الاحتلال الإسرائيلي المسنود من القوى الأمريكية.

    بالإضافة الى انه اعتبر انه يواجه نفس التحدي بنفس الأسلحة الثقافية والفكرية وبالتالي وجد نفسه في نقطة لقاء احتفت بها وقدرتها الثورة الإيرانية ومن هنا كانت له علاقة طيبة، وهذه العلاقة والتي بدأت في وقت مبكر كانت أقوى من علاقات حركة حماس واقرب ولهذا أثيرت حوله اتهامات كثيرة كانت من بينها فكرة التشييع، و لربما أيضا زاد على ذلك احتفاظ حركة الجهاد الإسلامي الى الآن بعلاقة حية مع حزب الله في لبنان، والذي هو ليس حزبا شيعيا بقدر ما هو جزء من الحركة الوطنية الإسلامية، ولكن من لم يستريح إلى تلك المواقف أشاعوا عنه هذه الإشاعات ولكنني واثقا انه ظل على سنيته وان لقاءه مع الثورة الإيرانية لقاء على الساحة النضالية أكثر من الساحة المذهبية.

    س5: هل تعتبر فكر الشقاقي المقاوم والذي نادى خلاله بالتعامل بلغة واحدة مع العدو "المقاومة" تشددا؟=-لا أظن ذلك، الشقاقي كان يعتبر أن المعركة السياسية وثيقة العلاقة بموازين القوى، وان الطرف الأضعف هو الذي يهزم دائما، ولهذا كان حريصا على ان يثبت ان حضوره في ساحة القوة هو تعديل لميزان المفاوضات، فهو لم يكن ضد العمل السياسي ولكنه كان يسعى لتعديل ميزان القوة لكي لا يكون الخلل في ذلك الميزان سببا في فرض أجندة العدو، كما هو حاصل الان.

    وهذا ليس بالتشدد و إنما تعبيرا عن الحكمة السياسية لأنه من خبرة من السنوات الطويلة التي مرت فان الاسرائيلين لم يؤمنوا يوما ما بالمفاوضات و إنما يعتبرون هذه المفاوضات وسيلة لتمكينهم في الوضع الراهن لابتزاز الطرف الأخر وفرض تنازلات عليه، وهو ما أدركه الشقاقي وما مثلته حركة الجهاد وما زالت ملتزمة به حتى الآن.

    س6: لو كان الشقاقي لا يزال حيا، هل يمكن أن نرى تغيرا في فكر الجهاد الإسلامي المقاوم كما حصل مع فصائل فلسطينية أخرى؟

    =- صحيح ان هناك تغير في الأهداف والوسائل ولكنني أظن ان د. الشقاقي لم يكن ليغير موقفه وفكره، لان خبرات التعاون مع الجانب الصهيوني أثبتت حتى الآن انه و في ظل الخلل في موازين القوى الراهنة فان المفاوضات هي فخاخ مرصودة باستمرار للطرف الفلسطيني ولهذا فهو رفض الدخول في هذه الساحة، ولا تزال الجهاد الإسلامي ترفض ذلك، فهي تعتبر ان إسرائيل ينبغي ان تعامل بلغة معينة وهم يحاولون مخاطبتها باللغة التي تفهمها.

    س7: عرف الشقاقي بتذوقه للأدب والشعر، و في المقابل كان يحمل فكرا مقاوما يصفه الكثيرين بال"متشدد" هل تعتبر ذلك ازدواجية ام قدرة على جمع التناقض؟

    =-أنا لا أرى هناك تناقضا في ذلك، وبالمناسبة فأن د. رمضان شلح أيضا هو شاعرا و أديب، فالذائقة الشعرية هي موهبة فطرية توفرت للشقاقي ولبعض زملائه ولكن التطور على الساحة السياسية ومستلزمات المواجهة جعلته ينحى هذه الموهبة ويحاصرها ويقدم التزاماته الوطنية و قناعاته السياسية على ذلك.

    س8: هل تفضل الشقاقي أديبا ومفكرا ام مقاوما؟

    =- الإجابة هنا تتوقف على الظرف التاريخي، فبحكم الظروف التي تمر بها الساحة الفلسطينية، وكونه فلسطينيا تحت احتلال وانطلاقا من مميزات شخصيته التي عرفناها ومن قناعاته الفكرية التي احتفظ فيها فان عطائه كمقاوم هو أبقى واهم من عطائه الأدبي والشعري.
    --
يعمل...
X