توصيف الكيان الصهيوني بشكل دقيق بات ضروريا وملحاً للغاية، ويعتبر غياب الدقة والموضوعية في توصيف هذا الكيان من أبرز سمات المرحلة، اذ ان العديد من أصحاب الأقلام، انطلقوا من مواقع ثقافية معينة، ظلت قاصرة عن فهم الصراع العربي الصهيوني، ولم تعط هذا الصراع صورته الحقيقة، مثلما لم تكتسب المهارة اللازمة للتعامل معه ومتابعة سير الأحداث، وبالتالي استخلاص النتائج بشكل يناسب طبيعة الواقع والمرحلة.
قبل كل شيء الكيان الصهيوني قام بالأساس على جملة من الأساطير، أساسها التزوير، ثم هو بالمقابل اعتبر الجندي الصهيوني أسطورة، وبالتالي الأسطورة انتقلت من العقل الباطن الصهيوني، إلى الممارسات والسلوك، حيث تضخمت الشخصية الصهيونية بالوهم كثيراً، وباتت ترى نفسها فوق كل اعتبار، لدرجة أن العديد من الشخصيات الصهيونية، بدأت توهم أن الكيان يحكم العالم، ويستطيع توجيه السياسات فيه، دون أن تدرك هذه الشخصيات، طبيعة التقاء المصالح بين الأنظمة الفاسدة في العالم، مع المصالح الصهيونية، التي أصلا لا تنمو إلا في الوسط الفاسد.
الأزمة الحقيقة الأولى التي واجهت الكيان الصهيوني، تكمن في الانتفاضة الفلسطينية المباركة، والصورة كانت كالتالي، أن الجندي الصهيوني المدجج بالأسلحة كان يركض وراء صبية صغار بين الأزقة يرمونه بالحجارة، وهو يطلق عليهم الرصاص، فالجندي الأسطوري يجب أن يترفع على ذلك، لأن هذا من فعل الجنود المنحطين، وهكذا على المستوى الأخلاقي، كان الجندي الصهيوني يصل الى أدنى مراحل الانحطاط، وتوج ذلك بعمليات قنص الأطفال أمام الكاميرات.
الأزمة الثانية في الجانب العسكري، حدثت في مخيم جنين، عندما وقف كل جنرالات الجيش الكبار أمام مخيم صغير فيه القليل من العتاد، وهنا كانت الصفعة الكبرى للجيش الصهيوني، وبالتالي إن هذا العمل البطولي، جعل الكيان الصهيوني يعيش هوس الجدار، فخرج من جنين ليبني الجدار، ثم ليندحر عن غزة، وكل هذا التراجع، إنما حدث بامكانات بسيطة، واما الضربة التالية، فهي التي التقطتها المقاومة في جنوب لبنان، وهكذا كان الكيان الصهيوني يسقط في وهم الأسطورة بلا رجعة.
الإشكالية الثانية بعد الأسطورة، هي مفهوم الدولة، فالجيش الصهيوني من المعلوم ان احتل الأرض بمساعدة الاستعمار الغربي، ثم بعد ذلك بدأ يبحث عن«شعب» وهذا بالطبع له مجاله في الحديث، ولكن ما نريد أن نقوله، أن الكيان الصهيوني، هو كان أسطورة عسكرية، لكن هذه الأسطورة لم تستطع أن تجعله يكون دولة بالمعنى الحقيقي للدول.
فالدولة هي ليست عملية احتلال فقط، بل هي وجود شعب وعلاقات وانسجام وغيره، لذلك شهدنا مشكلة الإعلام الصهيوني بعد كامب ديفيد الأولى، حينما كان الحديث كله عن التطبيع، كان ذلك أيضا من خلال الوهم الصهيوني ومن خلال وهم الأسطورة بالذات، اذ كان المطلوب من الشعوب العربية ان تقبل بالكيان أسوة بحكامها، ولما هذا لن يحدث..فأزمة الكيان هي انه بدأ يتآكل على الصعيد الأيديولوجي، وهو بالتالي عندما يطيح برؤوس القادة، إنما هو يشعر«بحالة من اليتم» وهو جوهر الموضوع، فكل الذين يمكن أن يأتوا كزعماء من هذا الكيان، هم بحاجة إلى من يمسك بأيديهم ويدلهم على الطريق، لهذا، فنحن فعلا نشهد انتهاء الصهيونية، وعودة الأمور إلى طبيعتها التي أرادها هرتزل ذات يوم، وهي وجود كيان يمثل موطئ قدم متقدمة للغرب.
سياسيا يجب أن نبني المرحلة على هذا الأساس، بأنه ليس هناك دولة، ولا يمكن أن تكون هناك دولة اسمها إسرائيل، بمعنى لا حلول مطلقا في الجانب السياسي، وان الموجود هي تجمعات بشرية نشأت ضمن ظروف معينة، وهي ليست كما يقال حقيقة واقعة وموجودة، إنما احتلال مؤقت في طريق الزوال.,
الكيان الصهيوني يطيح برؤوس الجنرالات ولكنه لن يستطيع أن يعيد الجندي إلى سابق عهده الأسطوري، ولن يستطيع أن يخرج من دائرة التبعية للغرب ويشكل كيانا مستقلا.
التخلص من البغال العرجاء لا يعني امتطاء صهوة الخيول، فالخيول أصلا لم تكن موجودة في هذا الكيان
قبل كل شيء الكيان الصهيوني قام بالأساس على جملة من الأساطير، أساسها التزوير، ثم هو بالمقابل اعتبر الجندي الصهيوني أسطورة، وبالتالي الأسطورة انتقلت من العقل الباطن الصهيوني، إلى الممارسات والسلوك، حيث تضخمت الشخصية الصهيونية بالوهم كثيراً، وباتت ترى نفسها فوق كل اعتبار، لدرجة أن العديد من الشخصيات الصهيونية، بدأت توهم أن الكيان يحكم العالم، ويستطيع توجيه السياسات فيه، دون أن تدرك هذه الشخصيات، طبيعة التقاء المصالح بين الأنظمة الفاسدة في العالم، مع المصالح الصهيونية، التي أصلا لا تنمو إلا في الوسط الفاسد.
الأزمة الحقيقة الأولى التي واجهت الكيان الصهيوني، تكمن في الانتفاضة الفلسطينية المباركة، والصورة كانت كالتالي، أن الجندي الصهيوني المدجج بالأسلحة كان يركض وراء صبية صغار بين الأزقة يرمونه بالحجارة، وهو يطلق عليهم الرصاص، فالجندي الأسطوري يجب أن يترفع على ذلك، لأن هذا من فعل الجنود المنحطين، وهكذا على المستوى الأخلاقي، كان الجندي الصهيوني يصل الى أدنى مراحل الانحطاط، وتوج ذلك بعمليات قنص الأطفال أمام الكاميرات.
الأزمة الثانية في الجانب العسكري، حدثت في مخيم جنين، عندما وقف كل جنرالات الجيش الكبار أمام مخيم صغير فيه القليل من العتاد، وهنا كانت الصفعة الكبرى للجيش الصهيوني، وبالتالي إن هذا العمل البطولي، جعل الكيان الصهيوني يعيش هوس الجدار، فخرج من جنين ليبني الجدار، ثم ليندحر عن غزة، وكل هذا التراجع، إنما حدث بامكانات بسيطة، واما الضربة التالية، فهي التي التقطتها المقاومة في جنوب لبنان، وهكذا كان الكيان الصهيوني يسقط في وهم الأسطورة بلا رجعة.
الإشكالية الثانية بعد الأسطورة، هي مفهوم الدولة، فالجيش الصهيوني من المعلوم ان احتل الأرض بمساعدة الاستعمار الغربي، ثم بعد ذلك بدأ يبحث عن«شعب» وهذا بالطبع له مجاله في الحديث، ولكن ما نريد أن نقوله، أن الكيان الصهيوني، هو كان أسطورة عسكرية، لكن هذه الأسطورة لم تستطع أن تجعله يكون دولة بالمعنى الحقيقي للدول.
فالدولة هي ليست عملية احتلال فقط، بل هي وجود شعب وعلاقات وانسجام وغيره، لذلك شهدنا مشكلة الإعلام الصهيوني بعد كامب ديفيد الأولى، حينما كان الحديث كله عن التطبيع، كان ذلك أيضا من خلال الوهم الصهيوني ومن خلال وهم الأسطورة بالذات، اذ كان المطلوب من الشعوب العربية ان تقبل بالكيان أسوة بحكامها، ولما هذا لن يحدث..فأزمة الكيان هي انه بدأ يتآكل على الصعيد الأيديولوجي، وهو بالتالي عندما يطيح برؤوس القادة، إنما هو يشعر«بحالة من اليتم» وهو جوهر الموضوع، فكل الذين يمكن أن يأتوا كزعماء من هذا الكيان، هم بحاجة إلى من يمسك بأيديهم ويدلهم على الطريق، لهذا، فنحن فعلا نشهد انتهاء الصهيونية، وعودة الأمور إلى طبيعتها التي أرادها هرتزل ذات يوم، وهي وجود كيان يمثل موطئ قدم متقدمة للغرب.
سياسيا يجب أن نبني المرحلة على هذا الأساس، بأنه ليس هناك دولة، ولا يمكن أن تكون هناك دولة اسمها إسرائيل، بمعنى لا حلول مطلقا في الجانب السياسي، وان الموجود هي تجمعات بشرية نشأت ضمن ظروف معينة، وهي ليست كما يقال حقيقة واقعة وموجودة، إنما احتلال مؤقت في طريق الزوال.,
الكيان الصهيوني يطيح برؤوس الجنرالات ولكنه لن يستطيع أن يعيد الجندي إلى سابق عهده الأسطوري، ولن يستطيع أن يخرج من دائرة التبعية للغرب ويشكل كيانا مستقلا.
التخلص من البغال العرجاء لا يعني امتطاء صهوة الخيول، فالخيول أصلا لم تكن موجودة في هذا الكيان
تعليق