إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

17 أكتوبر يوم الكرامة الجبهاوي"

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • 17 أكتوبر يوم الكرامة الجبهاوي"

    تقرير شامل في ذكرى السابع عشر من أكتوبر تكريماً للأسرى الأبطال منفذي العمليةأصدر الأسير السابق والباحث المتخصص بقضايا الأسرى عبد الناصر عوني فروانة، تقريراً شاملاً في ذكرى السابع عشر من أكتوبر تكريماً للأسرى الأبطال منفذي عملية اغتيال وزير السياحة الاسرائيلي المتطرف رحبعام زئيفي.
    واعتبر فروانة أن السابع عشر من أكتوبر يوماً زلزل أركان الاحتلال ومؤسساته المختلفة وعلى كافة مستوياتها ، مؤكداً أنه يوم ليس ككل الأيام في قاموس النضال الوطني الفلسطيني عامة ، وقاموس المقاومة الفلسطينية المسلحة خاصة ، ومن هنا جاءت مبادرته للمساهمة في إحيائه بجهوده الفردية وبدوافع وطنية بحتة وحباً في الرجال واحتراماً لبطولاتهم ، و تكريماً لهم ، للأسرى الأبطال الذين نفذوا في ذاك اليوم أروع العمليات وأكثرها جرأة ، والأولى من نوعها في تاريخ الثورة الفلسطينية المعاصرة ، فحقاً كان القرعان وأبو غلمة والأسمر والريماوي ومن خلفهم سعدات ورفاقهم أبناء الأم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين رجال في زمن عز فيه الرجال ، وتمكنوا بالفعل لا بالقول من الثأر في ذكرى الأربعين لاستشهاد قائدهم وأمينهم العام أبو علي مصطفى الذي اغتالته طائرات الأباتشي الإسرائيلية وهو في مكتبه برام الله .
    من هي الجبهة الشعبية ؟
    وأضاف فروانه بأنه لا يمكن الحديث عن العملية والأسرى منفذيها دون التطرق وبإيجاز للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي أنجبت هؤلاء وصقلتهم ، هذا الفصيل الذي يعتبر واحد من فصائل العمل الوطني الفلسطيني وأعمدته الأساسية ، وتأسست الجبهة كما يقول فروانة في تقريره على أيدي مجموعة من قيادات حركة القوميين وفي مقدمتهم د. جورج حبش وانطلقت عقب هزيمة يونيو عام 1967 ، في الحادي عشر من ديسمبر عام 1967 ، كامتداد لحركة القوميين العرب ، وشكلت رافعة أساسية هامة للنضال الوطني الفلسطيني ، وغدت الفصيل الثاني على الساحة الفلسطينية وفي منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ، واستطاعت بتميزها الفكري والسياسي والعسكري أن تسطر لنفسها ولشعبها وقضاياه العادلة تاريخاً مشرقاً ، حافلاً بالعطاء المتميز والمواقف البطولية والعمليات الجريئة النوعية .
    ولفت فروانة في تقريره إلى أنها قدمت خلال مسيرتها العريقة آلاف الشهداء والجرحى في كافة الميادين ، ومن الشهداء قادة أمثال أبو علي مصطفى وربحي حداد ، باسل الكبيسي وغسان كنفاني ، وديع حداد وجيفارا غزة ، ولم تتخاذل أو تتنازل يوماً ، بل كانت السباقة دوماً في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني العادلة وعن كرامته المسلوبة ، ويشهد الجميع على أنها لعبت دوراً رائداً في كافة المعارك التي خاضتها الثورة الفلسطينية المعاصرة بجانب حركة فتح وباقي الفصائل الأخرى ، وكانت تعتبر أن الصراع الأساسي هو مع الاحتلال ، ولم تدخل يوماً في صراع مع فتح التي اختلفت معها كثيراً ، أو أي من الفصائل الأخرى ، وللحكيم في هذا الصدد مقولة مشهورة " مجرم كل من يفتعل الاقتتال ومن يغذيه ، فالاقتتال خط أحمر لا يمكن تجاوزه " ، لهذا بقيت بنادقها نظيفة ، وسلاحها مشرع في وجه الاحتلال ، ليس هذا فحسب بل لعبت دوراً مركزياً في تعزيز وحدة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية والوحدة الداخلية للفصائل ، ولم تغذِ يوماً أي خلاف داخل إحدى الفصائل ، ويحضرني هنا ما قاله الشهيد أبو عمار " لكل ثورة حكيم وحكيم ثورتنا هو الحكيم جورج حبش "
    وتطرق الباحث فروانة إلى الاعتقالات موضحاً أن عشرات الآلاف من رفاقها وكوادرها وقادتها ، تعرضوا للاعتقال وذاقوا مرارة السجن وقسوة السجان الإسرائيلي ، وتميزوا بعطائهم داخل الأسر وحنكتهم في قيادة الأسرى ، وشاركوا بفاعلية مع إخوانهم في فتح والفصائل الأخرى في التصدي لممارسات إدارة السجون ، والنضال من أجل صون كرامة الأسير الفلسطيني والارتقاء بمستواه الفكري والثقافي والسياسي وحتى العسكري .
    تميزوا في الصمود في التحقيق واعتبروا أن .. الاعتراف خيانة ؟
    وأكد فروانة أن تجربة الصمود داخل أقبية التحقيق تميزت بها الشعبية عن غيرها وحققت انتصارات عديدة فردية وجماعية ، وكانت فلسفتهم تقول " أن الاعتراف خيانة " ، وتابع فروانة أن الجبهة الشعبية ركزت على هذا الجانب في صقلها وبنائها لأعضائها وأصدرت في هذا الصدد عشرات الكتب والدراسات والكتيبات والنشرات التي تناولت أساليب التحقيق وأهمية الصمود أمام المحقق وخطورة الاعتراف .
    وكشف فروانة وهو باحث متخصص بقضايا الأسرى والمعتقلين ، أن الأمر لم يقتصر على التثقيف والتوعية ، بل امتد ليشمل المتابعة والمحاسبة ، حيث كانت الشعبية تكافئ من يصمد وتحاسب كل من يقدم اعترافات للمحققين حتى وان كانت اعترافات جزئية ، وكل حسب موقعه التنظيمي ، ونتاجاً لذلك سطر رفاقها صوراً رائعة في الصمود لا تعد ولا تحصى ، و حملوا أوسمة العز والفخار من أكاديمية الصمود الأسطوري .
    وقدمت الجبهة في هذا المجال العديد من الشهداء ذكر فروانة بعضهم على سبيل المثال لا الحصر إبراهيم الراعي ومصطفى عكاوي ومحمد الخواجا ..الخ ، وفي بعض " الضربات " كان الصمود هو القاعدة والاعتراف استثناء .
    تميزت بعملياتها العسكرية ..
    وحول دورها العسكري يقول الباحث عبد الناصر فروانة في تقريره أن الجبهة الشعبية نفذت عمليات عسكرية رائعة ، وتميزت في بعضها واحتكرت بعض التجارب ، فسجلها العسكري حافل بعمليات خطف الطائرات وعمليات تفجير السفارات واقتحام المطارات واختطاف الباصات والتفجيرات والعمليات الاستشهادية والمواجهات المباشرة ووضع العبوات ، ويتابع فروانة أنه لا يمكننا سرد تاريخها العسكري العريق ولكن بإيجاز يمكن القول أنها قدمت أول شهيدة عسكرية في الثورة الفلسطينية المعاصرة هي الرفيقة الشهيدة شادية أبو غزالة التي استشهدت عام 1968 ، كما أنها أول من نفذ بنجاح خطف الطائرات واحتجاز ركابها رهائن بقيادة الرفيق الشهيد وديع حداد ، والرفيقة ليلى خالد، وهي أول من أجرت عملية تبادل للأسرى مع الاحتلال الإسرائيلي عام 1968 ، بعد أن تمكنت إحدى مجموعاتها من خطف إحدى الطائرات وإنزالها في الجزائر ، وهي أول من خطف جندي إسرائيلي وحجزته في أحدى المناطق الفلسطينية عام 1978 لمبادلته بأسرى ومن ثم تم قتله بعد فشل نقله للخارج ، وهي أول من قتل وزير إسرائيلي " رحبعام زئيفي " ، بالإضافة لعمليات عنتيبي ، ومطار اللد عام 1973 ، وتجربة جيفارا غزة في السبعينات حينما اعترف موشيه ديان حينذاك قائلاً " نحن نسيطر على غزة في النهار، والجبهة الشعبية تسيطر عليها ليلاً " ، وتجربة أبو منصور في جبال الخليل ، وصمود قواتها في صور عام 1978 ومنع قوات الاحتلال الإسرائيلي من احتلالها ، و نضالات أبو أمل في تل الزعتر , وعملية خطف الباص الإسرائيلي رقم 300 بركابه من عسقلان إلى رفح بهدف الخروج بهم لمصر ومبادلتهم بأسرى عام 1984 ، وعملية الغرباوي عام 1985 ...الخ
    وخلال الانتفاضة الأولى نفذت الجبهة عمليات نوعية في فلسطين ضد الاحتلال ومؤسساته وقنص جنوده وقتل عملائه ، كما يذكر فروانة في تقريره ، ويضيف أن الانتفاضة لم تنسى قادتها الشهداء الرفاق ( النسور الحمر ) أيمن الرزة في نابلس وأبو عرب في جنين وعادل موسى وسمير شعت في غزة ، كما وأشار الباحث أن الشعبية نفذت عمليات مساندة من الجنوب اللبناني وأبرزها كانت عام 1990 حينما تمكنت إحدى مجموعاتها من قتل خمسة جنود إسرائيليين حسب اعتراف العدو آنذاك .
    وحول دورها العسكري خلال انتفاضة الأقصى يقول الباحث فروانة أن كافة المؤشرات والتقارير والأنباء تؤكد أن دور الشعبية العسكري شهد تراجعاً ولا يتناسب وتاريخها ومكانتها ، وتابع فروانة بالقول لكنه دور لا بأس به ويتناسب مع تراجع حضورها وقوتها بشكل عام ، ولكن والحديث لفروانة برغم أن عملياتها محدودة مقياساً مع الفصائل الأخرى كحركة فتح وحماس والجهاد الإسلامي ، لكنها كانت عمليات نوعية تمثلت بقنص الجنود وقتل مستوطنين وإطلاق الصواريخ وقذائف الهاون من قطاع غزة ، وتفجير العبوات الناسفة في الضفة والقطاع وصمود نوعي في التصدي لقوات الاحتلال ، وعمليات استشهادية ضد المستوطنات ، و تفجير السيارات في القدس و تل أبيب و مطار اللد و أسفل سجن مجدو ، و تفجير محني يهودا ، واستحضر فروانة بعض شهداء كتائب أبو علي مصطفى الذين استشهدوا خلال انتفاضة الأقصى أمثال رائد نزال ونضال سلامة ، ويامن فرج وأمجد مليطات ، وإسماعيل السعيدني ، والاستشهادي فؤاد أبو سرية ، والقصاص وبشار حنني وناصر مبروك ، ولسان حالها كان دائماً يقول " لا خيار سوى خيار الكفاح المسلح وخيار المقاومة والعدو لا يعرف سوى لغة القوة " .
    و استطرد فروانة حديثه قائلاً : أن الشعبية كانت تدرك دائماً تبعات أي عملية عسكرية وردة الفعل الإسرائيلية ، وبالرغم من ذلك كانت تقول " أن الضربة التي لا تميتنا .. تزيدنا قوة " ، وكان كل همها الارتقاء بالعمل العسكري ، فمثلاً حاولت أكثر من مرة استهداف أيهود اولمرت ( رئيس الوزراء الحالي ) الذي كان يشغل آنذاك رئيس بلدية القدس المحتلة ، إلا انه كان ينجو في كل مرة ، كما أقدمت في أول الانتفاضة علي محاولة اغتيال شاؤل موفاز في غزة إلا أن الرصاصة مرت بجوار أذنه هو و بن اليعيزر في مغتصبة كفار داروم .
    اغتيال أمينها العام أبى علي مصطفى
    ويسلط فروانة الضوء على فترة ما بعد اغتيال أمينها العام فيقول ، في السابع والعشرون من أغسطس عام 2001 ، أقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلية على ارتكاب جريمة بشعة تمثلت باغتيال أبو على مصطفى الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، من خلال قصف مكتبه في رام الله بصواريخ الأباتشي الإسرائيلية ، الأمريكية الصنع، وهو بذلك يكون أول أمين عام لفصيل من منظمة التحرير الفلسطينية يتم اغتياله و أرفع مسئول سياسي فلسطيني تغتاله " إسرائيل " ، منذ اندلاع انتفاضة الأقصى ، مبيناً أن أبو علي الذي ولد عام 1938 في بلدة عرابة بجنين ، هو قائد وطني وقومي عظيم قلما شهد التاريخ الفلسطيني والعربي أمثاله ، مستذكراً ما قاله أبو علي فور عودته للأراضي الفلسطينية المحتلة بعد اتفاق أوسلو " جئنا لنقاوم .. لا لنساوم " ، وخلال المؤتمر السادس للجبهة في أبريل 2000 ، تم انتخابه أميناً عاماً خلفاً لسلفه الدكتور جورج حبش الذي قدم استقالته طواعية في خطوة هي الأولى من نوعها فلسطينياً وحتى عربياً ، ليفسح المجال للآخرين ، فلم يسبق لزعيم فلسطيني أو عربي أن تنحى طواعية عن كرسي الزعامة أو الرئاسة .
    ويضيف فروانة أنه وفي تحدي صارخ لقوات الاحتلال وأجهزته الأمنية انتخبت المكتب السياسي للجبهة الشعبية الرفيق أحمد سعدات ، أميناً عاماً للجبهة الشعبية خلفاً للشهيد أبو على مصطفى ، والذي كان مطلوباً لقوات الاحتلال منذ أكثر من عشرة أعوام .
    الجبهة الشعبية إن قالت فعلت وان وعدت أوفت ..
    وأوضح الباحث فروانة أنه وفور انتخابه وخلال حفل تأبين الشهيد أبو علي مصطفى أعلن الأمين العام الجديد أحمد سعدات عن عزم الجبهة الشعبية الثأر لأمينها العام الشهيد أبو علي بشكل يليق بالشهيد ومكانته الوطنية والقومية بشكل عام ولرفاقه بشكل خاص وقال حينها " العين بالعين و السن بالسن و الرأس بالرأس " .
    وذكر التقرير أن بيان آخر لكتائب الجبهة الشعبية ورد فيه " بان الرد علي اغتيال القائد أبو علي مصطفى سيكون موجعا جداً و لم يسبق له مثيل " .
    هذا الإعلان كما يقول فروانة في تقريره ، اعتبره البعض مجرد ردة فعل لحظية لا تستطيع الجبهة ترجمته ، خاصة وأن الجبهة كانت تمر بظروف صعبة ، والبعض الآخر اعتبر أن الرد سيكون عادياً من خلال عملية عادية هنا أو هناك ، ولاحقاً اعتقد الجميع أن الرد تمثل في قتل المستوطن في نابلس بعد أيام من الوعد .
    ولكن للجبهة الشعبية كان رأي آخر ، ويؤكد فروانة أن كافة المعطيات تشير أن الجبهة تظهر على حقيقتها ، في المعارك الحقيقية ، و تتميز في الأوقات الصعبة والظروف الدقيقة ، وان قالت فعلت وان وعدت أوفت بوعدها .
    وخلال إحياء الذكرى الأربعين لاستشهاد أبو علي ، وبالتحديد في مثل هذا اليوم السابع عشر من أكتوبر ، كان الزلزال الذي زلزل أركان الأمن الإسرائيلي ، وشكل ضربة موجعة جداً لأجهزة الأمن الإسرائيلية بكل أفرعها ومستوياتها ، ضربة لم يسبق أن تلقتها حكومة الاحتلال منذ احتلالها لفلسطين .
    اغتيال وزير السياحة الإسرائيلي رحبعام زئيفي
    وبهذا الصدد أوضح فروانة أن في هذا اليوم تمكنت إحدى مجموعات الجبهة الشعبية من اغتيال وزير السياحة الإسرائيلي المتطرف " رحبعام زئيفي " في فندق (حياة ريجنسي ) في القدس، عبر مسدس مزود بكاتم الصوت.
    وتناول الباحث فروانة ظروف العملية ، وتحدث التقرير عن قيام المجموعة باستخدام وثائق مزورة واستئجار غرفة في فندق (حياة ريجنسي ) في القدس ، والذي يخضع لحراسات وإجراءات أمنية مشددة ، و كان الوزير الإسرائيلي " رحبعام زئيفي " أحد نزلائه .
    وبعد أن حجزوا الغرفة تمكن المعتقل حمدي قرعان في صبيحة اليوم التالي من تشخيص زئيفي في قاعة الإفطار ومن ثم انتظره قرب غرفته في الطابق الثامن ، وتولى رفيقه باسل الأسمر التغطية على قرعان فيما كان محمد فهمي الريماوي بانتظارهما في الخارج على أهبة الاستعداد للفرار من المكان .. وحينما اقترب زئيفي من غرفته في الساعة السابعة صباحاً ، ناداه قرعان وما أن التفت الوزير الإسرائيلي حتى بادره قرعان برصاصة في الرأس من مسدس مزود بكاتم للصوت ورصاصتين بالقلب من مسافة قريبة أردته قتيلا ، وتمكن أفراد المجموعة من الفرار للمناطق الفلسطينية التي تخضع للسلطة الوطنية ، فيما تمكنت قوات الاحتلال من اعتقال محمد فهمي الريماوي أحد أفراد المجموعة بعد أيام قلائل من العملية .
    الوزير زئيفي هو أرفع سياسي إسرائيلي يقتل على أيدي منظمة فلسطينية
    وبهذا الصدد يقول فروانة أن هذه العملية شكلت ضربة موجعة لأجهزة الأمن الإسرائيلية ، لا سيما وأن فندق ( حياة ريجنسي ) لا يبعد عن قيادة الشرطة الإسرائيلية في القدس وعن معسكر آخر في منطقة رامات اشكول ، سوى مئات الأمتار ، واعتبر فروانة أن العملية ومن الناحية التقنية شكلت قفزة نوعية من حيث العمل العسكري وضربة في العمق لعمل جهاز الشين بيت الإسرائيلي .
    وأكد فروانة أن عملية قتل وزير السياحة رحبعام زئيفي (74 سنة) وزعيم حزب الاتحاد الوطني اليميني المتطرف الذي كان يدعو إلى ترحيل الفلسطينيين إلى البلدان العربية، هي الأولى من نوعها لوزير إسرائيلي على يد فلسطينيين وعرب ، فلم يسبق لأي منظمة فلسطينية أو عربية أن قتلت وزير إسرائيلي أو قائد سياسي إسرائيلي رفيع بهذا المستوى ، وهذا ما أربك أجهزة الاحتلال .
    وتابع فروانة بالقول أن الجبهة الشعبية تكون بذلك ومن خلال جهازها العسكري " كتائب الشهيد أبو علي مصطفى " قد أوفت بوعدها بالانتقام لقائدها وأمينها العام الشهيد أبو علي و لدماء كافة الشهداء .
    وحول موقف الحكومة الإسرائيلية ، أشار التقرير أنها حملت على لسان رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك ارئيل شارون الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات رحمه الله " المسؤولية الكاملة " عن اغتيال الوزير زئيفي ، وقال آنذاك " سنخوض حربا بلا هوادة على الإرهابيين " وطالب السلطة الوطنية البحث عن منفذي العملية واعتقالهم .
    ومن هنا بدأت الملاحقة لأفراد المجموعة وللأمين العام الجديد أحمد سعدات ،
    فقوات الاحتلال الإسرائيلي شنت حملة اعتقالات واسعة ، والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات أعطى تعليماته بإلقاء القبض على قتلة زئيفي .
    وخلال تلك الفترة وما بعدها تلقت الجبهة ضربات عدة طالت اعتقال واستشهاد بعض قيادتها وكوادرها وكان لسان حالها يقول " الضربة التي لا تميتنا ، تزيدنا قوة " .
    تمر قوافل الأبطال إما إلى القبور و إما إلى السجون
    وبين التقرير أنه بالفعل في منتصف يناير/كانون الثاني 2002 أقدمت السلطة الفلسطينية من خلال أجهزتها الأمنية على اعتقال سعدات مع أربعة من أعضاء الجبهة الشعبية وهم حمدي قرعان ، وباسل الأسمر ومجدي الريماوي ، وقائد الجناح العسكري عاهد أبو غلمة ، وتم احتجازهم في سجن المقاطعة برام الله ، و أصدرت المحكمة الفلسطينية قرارات بالسجن لفترات مختلفة بحق أفراد المجموعة .
    وأوضح فروانة إلى أن صفقة فلسطينية – إسرائيلية و برعاية أمريكية - بريطانية ، قد أبرمت في مايو 2002 ، تنص على نقل جميع المعتقلين بمن فيه سعدات إلى سجن أريحا واحتجازهم هناك تحت حراسة أمريكية - بريطانية ، مقابل رفع الحصار عن مقر المقاطعة وعن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات .
    مضيفاً أنه في يونيو / حزيران 2002 أمرت المحكمة العليا الفلسطينية بإطلاق سراح سعدات ، وقالت في حيثيات القرار إنه لا يوجد دليل يربطه باغتيال زئيفي ، وهدد مسئولون إسرائيليون وقتها بقتل سعدات إذا خرج من السجن ، وبالتالي بررت السلطة الوطنية رسميا عدم إطلاق سراحه بهدف تأمين الحماية له ، فبقي سعدات ورفاقه معتقلين ، وفي يناير 2006 انتخب سعدات عضواً في المجلس التشريعي الفلسطيني على رأس قائمة الشهيد أبو علي مصطفى التابعة للجبهة الشعبية .
    وانتقد عبد الناصر فروانة في تقريره الموقف الأمريكي – البريطاني والمتمثل بتواطؤ حراس سجن أريحا مع قوات الاحتلال الإسرائيلي واختفائهم قبل أيام من الاجتياح الإسرائيلي للسجن بتاريخ 14 آذار عام 2006 ، مما مكن قوات الاحتلال الإسرائيلي من مهاجمة سجن أريحا و اختطاف العشرات من المعتقلين العزل وفي مقدمتهم القائد سعدات ورفاقه الأربعة الآخرين ، ومن ثم نقلوا إلى مقابر الأحياء الإسرائيلية المسمية بالسجون .
    وتعقيباً على ذلك يقول فروانة ، نعم تمر قوافل الأبطال إما إلى القبور وإما إلى السجون ، ومن يعتقد أن الثورة قد أفل نجمها ، فأما أن يكون خائناً أو جباناً ، فالثورة قوية كالفولاذ ، وهاجة كالشمس ، حمراء كالجمر ، فالثورة لا زالت مستمرة .
    لم تكن العملية النوعية الأخيرة
    وأشار التقرير أنه وبالرغم من الثمن الباهظ الذي دفعته الجبهة عقب ذلك ، إلا أن تلك العملية لم تكن العملية النوعية الأخيرة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، فبتاريخ 10/4/2005م ، اعتقلت قوات الاحتلال ثلاث أعضاء من كتائب الشهيد أبو علي مصطفى خططوا لاغتيال الحاخام الصهيوني المتطرف عوفاديا يوسيف زعيم حركة شاس المتطرفة ، واسترشد فروانة في تقريره بما قالته صحيفة يديعوت الإسرائيلية " أنهم خططوا للعملية جيداً ، حيث أن المعتقل موسى درويش ، كان يعمل في حانوت خضار مجاور لبيت الحاخام عوفاديا ، ويأتي إلى بيت الحاخام بكمية الفاكهة والخضار ، بيد أن الصندوق كان يفترض هذه المرة أن يحتوي بدل الخضار والفواكه على قنبلة تقضي على الحاخام وأفراد عائلته ، إلا أنه اعتقل مع اثنين آخرين قبل تنفيذ العملية " وأضافت نفس الصحيفة " أن هؤلاء المعتقلين تلقوا تعليماتهم من قبل زعماء الجبهة الشعبية المعتقلين في سجن أريحا الذين أرادوا من وراء ذلك تكرار سابقة اغتيال الوزير رئيفي" .
    أسئلة تتبادر لذهن ..؟
    وبعد هذا السرد الموجز لتاريخ الجبهة ولعملية السابع عشر من أكتوبر طرح الباحث عبد الناصر فروانة عدة تساؤلات ، هل لا تزال الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تخطط وتعد لعمليات نوعية كهذه ... ؟ وهل لا زالت تمتلك الإمكانيات والقدرات والجرأة على تنفيذها .. ؟ هل ستحمل الأيام أو الفترات القادمة ، مفاجآت متمثلة بعمليات نوعية من قبل الجبهة كما عودتنا وعودة رفاقها وشعبها ... ؟؟ .
    والأهم من كل ذلك هل تفكر الجبهة الشعبية – بل ويجب أن تفكر - في تنفيذ عمليات تكفل وتضمن تحرير الأسرى الأبطال منفذي عملية قتل الوزير الإسرائيلي رحبعام زئيفي ... ؟
    كل الاحترام للجبهة الشعبية
    وفي ختام تقريره أكد فروانة احترامه للجبهة الشعبية قائلاً : نتفق معها كثيراً ، لكننا نختلف معها أحياناً ونتعارض أحياناً أخرى ، إلا أننا سنبقى وبدون أدنى شك ، وبكل تأكيد ، نكن لها كل الاحترام والتقدير ، ونفخر بتاريخها ونعتز بعملياتها الرائعة وبرفاقها الأبطال ، ونأمل أن نراها كما يفترض أن تكون فاعلة ومؤثرة ، ناشطة وقوية .
    وتابع فروانة قوله الجبهة الشعبية تاريخٌ ساطعٌ وإرثٌ عريقٌ ليس لأعضائها أو لمن ناضلوا تحت لوائها ولرفاقها فحسب ، بل للشعب الفلسطيني وللأمة العربية عامة ، والواجب الوطني والقومي يقتضي الحفاظ عليها ودعمها ومساندتها بما يخدم المصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني وقضاياه العادلة .

  • #2
    لملمي يا قدس جمراً من عيوني قد توقد ... واصنعي من زندي درعاً وعظام الصدر خندق
    وانسجي شريان قلبي في زمان القهر حبلاً ... ودعي عنق الماسي فوق صدر الأرض يشنق

    تعليق


    • #3
      ذكرى الانتقام المزلزل
      المجد للرصاصة التي أصابت الترانسفوري الحاقد زئيفي
      بوركت سواعد باسل وعاهد ومجدي

      تعليق

      يعمل...
      X