تشكل استقالة رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال دان حالوتس من منصبه بداية سقوط «الفرسان الثلاثة»، رئيس الحكومة ايهود اولمرت، ووزير الحرب عمير بيرتس، وحالوتس، الذين أقرّوا شن الحرب على لبنان وأشرفوا عليها وأخفقوا في احراز النتائج المرجوة منها، لكنهم نجحوا منذ انتهاء الحرب قبل خمسة أشهر في البقاء في مناصبهم، رغم تظاهرات الاحتجاج والدعوات المتواترة لانصرافهم الى بيوتهم بصفتهم مسؤولين عن الفشل وازاء المس بهيبة إسرائيل وسمعتها العسكرية محليا ودوليا. ورأى مراقبون ان سقوط الضلع الأول (حالوتس) من «المثلث» لا بد أن يقوّض الضلعين الآخرين اللذين يحملّهما الإسرائيليون المسؤولية الأكبر عن الفشل، ما يفسر هبوط شعبيتهما إلى حضيض غير مسبوق.
وعمت أجواء من البلبلة والإحباط إسرائيل أمس مع استقالة حالوتس المفاجئة منتصف ليل الثلاثاء – الأربعاء، والتي اعتبرها الإسرائيليون إقرارا بفشل الحرب على لبنان. وأجمعت التعليقات على توصيف الاستقالة بـ «زلزال سياسي» سيعقبه آخر وبدرجة أكبر عندما تنشر لجنة التحقيق الحكومية في الحرب على لبنان (لجنة فينوغراد) تقريرها المرحلي بعد نحو شهر، وسط توقعات بدحرجة المسؤولية الى عتبة اولمرت وبيرتس وقادة عسكريين آخرين، ما ينذر بأن العد التنازلي لعمر هذه الحكومة بدأ أمس.
ورأت التعليقات أن استقالة حالوتس تشكل اعنف صفعة لرئيس الحكومة تفوق تلك التي تلقاها قبل ساعات من إعلان حالوتس وتمثلت بفتح الشرطة تحقيقاً جنائياً معه في فضيحة مالية. ووصف أحد الوزراء رئيس الحكومة بـ «البطة العرجاء»، وقال ان استقالة حالوتس وفتح التحقيق مع اولمرت، فضلاً عن العلاقات المتوترة بين الأخير وأقطاب «كديما»، تنذر بشلل تام في عمله. وأشار إلى أن اولمرت الذي يفتقر الى الدعم الشعبي الكبير كالذي حظي به سلفه آرييل شارون، رغم تورطه في الفساد، يجعل أيامه على كرسي رئيس الحكومة معدودة، متوقعاً أن يشهد العام الحالي انتخابات عامة مبكرة، رغم ان الائتلاف الحكومي الحالي يتمتع بغالبية برلمانية واسعة لكن ليست متينة.
دوافع حالوتس
وأكد حالوتس في رسالة الاستقالة التي بعث بها الى اولمرت وبيرتس ان «مفهومه لمسؤوليته» هو ما دفعه الى الاستقالة، وقال: «حققت الهدف الذي وضعته نصب عيني بعد انتهاء حرب لبنان بدرس العبر مما حصل وباستخلاصها... وأعتبر ان من واجبي في هذه الظروف ان استقيل فوراً».
وأقر معلقون بارزون بعجزهم عن قراءة دوافع حالوتس الحقيقية للاستقالة وهو الذي أعلن قبل أسبوعين بعنجهيته المعهودة انه لن يستقيل طالما لم يطلب منه رؤساؤه ذلك.
ورأى معلقون ان مضمون الاستقالة قال القليل وأخفى الكثير لكنه غمز من قناة المستوى السياسي لعدم منحه الدعم الكافي للمؤسسة العسكرية.
وكتب المعلق العسكري في «يديعوت أحرونوت» اليكس فيشمان ان حالوتس الذي قدم لرئيس الحكومة كتاب استقالته الأحد الماضي لكنه طلب منه عدم الإعلان عنه الى حين يختار هو الوقت المناسب، أحس كما يبدو ان «لجنة فينوغراد» تتجه نحو تحميله كامل المسؤولية عن فشل الحرب وانه فضل استباق مطالبة اللجنة والرأي العام باقالته بتقديم الاستقالة. وأضاف أن حالوتس لم يعد يحتمل أن يكون «كيس الملاكمة» الذي يمتص الضربات دون سواه. وكتب ان قائد الجيش المستقيل، وإن حاول التظاهر بأنه قادر على التصدي للاتهامات المنهالة عليه، «إلا انه في داخله بصق دماً». وتابع ان الاستقالة «الجريئة والنادرة في المشهد الاسرائيلي» هي «هزة أرضية» اذ انها المرة الأولى التي يستقيل فيها قائد الجيش على خلفية فشل في الحرب، «لكنها من جهة أخرى أطلقت انفراجاً بعد شدة في أوساط القيادة العسكرية وخلفت شعوراً ببعض الارتياح». وزاد ان حالوتس شعر كما يبدو باقتراب نهاية طريقه وربما اراد الظهور أمام لجنة «فينوغراد» كمواطن عادي وليس عسكريا، ما سيتيح له خلع القفازات وتوجيه التهم بدل تلقيها.
وكتب عاموس هارئيل في «هآرتس» أن أوساط هيئة أركان الجيش تلقت نبأ استقالة حالوتس بارتياح لاعتقادها ان من شأنها ان «تنظف الأجواء العكرة في أعقاب إحدى أكثر المعارك بؤسا في تاريخ الجيش»، ما استوجب تعيين قائد جديد للجيش قادر على إعادة تأهيله. وكتب زئيف شيف ان أهم ما في الأمر الآن تعيين قائد جديد قادر على إعداد الجيش لمواجهة «التهديد الإيراني»، مضيفا ان السؤال يبقى: هل يجدر تعيين قائد من القوات البرية ام خبير في شؤون الطيران الحربي والتهديدات الاستراتيجية؟
«خطيئة العجرفة»
وكان حالوتس تسلم مهماته مطلع حزيران (بونيو) عام 2005 ليشرف على خطة «فك الارتباط» عن قطاع غزة التي عارضها سلفه الجنرال موشيه يعالون. ورحب الإسرائيليون في حينه بتعيين «احد ألمع الأدمغة العسكرية» وتوّجهُ معلقون رئيسا للحكومة في المستقبل. وكان حالوتس أول قائد للجيش الإسرائيلي يأتي من الطيران الحربي، وعرفت عنه عجرفته وثقته المفرطة بالنفس وإيمانه المطلق بأن الطيران الحربي الإسرائيلي قادر على حسم الحرب على لبنان، وهو ما تبدد رغم القصف العنيف المتواصل لشهر كامل على انحاء لبنان.
وكلفت «خطيئة العجرفة» هذه صاحبها انتقادات حادة وتظاهرات لجنود في الاحتياط وذوي جنود قتلى ومطالبات متكررة من إعلاميين بارزين باستقالة حالوتس. إلا أن هذا عين 50 لجنة فحص داخلية في الجيش جاءت تلخيصاتها، باستثناء واحدة، بنتيجة مماثلة: تحميل حالوتس مسؤولية الفشل في تحقيق الأهداف الإستراتيجية والأخطاء في المستويات كافة.
وأشار سياسيون ومعلقون إلى أنه يجدر برئيس الحكومة ووزير الدفاع تعيين عسكري من خارج هيئة الأركان الحالية لضلوع أعضائها جميعاً في الحرب على لبنان وخشية أن تحمّل لجنة التحقيق كابلينسكي جزءاً من المسؤولية عن الفشل في الحرب، ما سيضطره إلى الاستقالة. وتوقعت الإذاعة بحث الموضوع في جلسة الحكومة الأسبوعية الأحد المقبل، على أن يتم إقرار تعيين القائد الجديد في اجتماع خاص للحكومة الأمنية – السياسية المصغرة.
وعمت أجواء من البلبلة والإحباط إسرائيل أمس مع استقالة حالوتس المفاجئة منتصف ليل الثلاثاء – الأربعاء، والتي اعتبرها الإسرائيليون إقرارا بفشل الحرب على لبنان. وأجمعت التعليقات على توصيف الاستقالة بـ «زلزال سياسي» سيعقبه آخر وبدرجة أكبر عندما تنشر لجنة التحقيق الحكومية في الحرب على لبنان (لجنة فينوغراد) تقريرها المرحلي بعد نحو شهر، وسط توقعات بدحرجة المسؤولية الى عتبة اولمرت وبيرتس وقادة عسكريين آخرين، ما ينذر بأن العد التنازلي لعمر هذه الحكومة بدأ أمس.
ورأت التعليقات أن استقالة حالوتس تشكل اعنف صفعة لرئيس الحكومة تفوق تلك التي تلقاها قبل ساعات من إعلان حالوتس وتمثلت بفتح الشرطة تحقيقاً جنائياً معه في فضيحة مالية. ووصف أحد الوزراء رئيس الحكومة بـ «البطة العرجاء»، وقال ان استقالة حالوتس وفتح التحقيق مع اولمرت، فضلاً عن العلاقات المتوترة بين الأخير وأقطاب «كديما»، تنذر بشلل تام في عمله. وأشار إلى أن اولمرت الذي يفتقر الى الدعم الشعبي الكبير كالذي حظي به سلفه آرييل شارون، رغم تورطه في الفساد، يجعل أيامه على كرسي رئيس الحكومة معدودة، متوقعاً أن يشهد العام الحالي انتخابات عامة مبكرة، رغم ان الائتلاف الحكومي الحالي يتمتع بغالبية برلمانية واسعة لكن ليست متينة.
دوافع حالوتس
وأكد حالوتس في رسالة الاستقالة التي بعث بها الى اولمرت وبيرتس ان «مفهومه لمسؤوليته» هو ما دفعه الى الاستقالة، وقال: «حققت الهدف الذي وضعته نصب عيني بعد انتهاء حرب لبنان بدرس العبر مما حصل وباستخلاصها... وأعتبر ان من واجبي في هذه الظروف ان استقيل فوراً».
وأقر معلقون بارزون بعجزهم عن قراءة دوافع حالوتس الحقيقية للاستقالة وهو الذي أعلن قبل أسبوعين بعنجهيته المعهودة انه لن يستقيل طالما لم يطلب منه رؤساؤه ذلك.
ورأى معلقون ان مضمون الاستقالة قال القليل وأخفى الكثير لكنه غمز من قناة المستوى السياسي لعدم منحه الدعم الكافي للمؤسسة العسكرية.
وكتب المعلق العسكري في «يديعوت أحرونوت» اليكس فيشمان ان حالوتس الذي قدم لرئيس الحكومة كتاب استقالته الأحد الماضي لكنه طلب منه عدم الإعلان عنه الى حين يختار هو الوقت المناسب، أحس كما يبدو ان «لجنة فينوغراد» تتجه نحو تحميله كامل المسؤولية عن فشل الحرب وانه فضل استباق مطالبة اللجنة والرأي العام باقالته بتقديم الاستقالة. وأضاف أن حالوتس لم يعد يحتمل أن يكون «كيس الملاكمة» الذي يمتص الضربات دون سواه. وكتب ان قائد الجيش المستقيل، وإن حاول التظاهر بأنه قادر على التصدي للاتهامات المنهالة عليه، «إلا انه في داخله بصق دماً». وتابع ان الاستقالة «الجريئة والنادرة في المشهد الاسرائيلي» هي «هزة أرضية» اذ انها المرة الأولى التي يستقيل فيها قائد الجيش على خلفية فشل في الحرب، «لكنها من جهة أخرى أطلقت انفراجاً بعد شدة في أوساط القيادة العسكرية وخلفت شعوراً ببعض الارتياح». وزاد ان حالوتس شعر كما يبدو باقتراب نهاية طريقه وربما اراد الظهور أمام لجنة «فينوغراد» كمواطن عادي وليس عسكريا، ما سيتيح له خلع القفازات وتوجيه التهم بدل تلقيها.
وكتب عاموس هارئيل في «هآرتس» أن أوساط هيئة أركان الجيش تلقت نبأ استقالة حالوتس بارتياح لاعتقادها ان من شأنها ان «تنظف الأجواء العكرة في أعقاب إحدى أكثر المعارك بؤسا في تاريخ الجيش»، ما استوجب تعيين قائد جديد للجيش قادر على إعادة تأهيله. وكتب زئيف شيف ان أهم ما في الأمر الآن تعيين قائد جديد قادر على إعداد الجيش لمواجهة «التهديد الإيراني»، مضيفا ان السؤال يبقى: هل يجدر تعيين قائد من القوات البرية ام خبير في شؤون الطيران الحربي والتهديدات الاستراتيجية؟
«خطيئة العجرفة»
وكان حالوتس تسلم مهماته مطلع حزيران (بونيو) عام 2005 ليشرف على خطة «فك الارتباط» عن قطاع غزة التي عارضها سلفه الجنرال موشيه يعالون. ورحب الإسرائيليون في حينه بتعيين «احد ألمع الأدمغة العسكرية» وتوّجهُ معلقون رئيسا للحكومة في المستقبل. وكان حالوتس أول قائد للجيش الإسرائيلي يأتي من الطيران الحربي، وعرفت عنه عجرفته وثقته المفرطة بالنفس وإيمانه المطلق بأن الطيران الحربي الإسرائيلي قادر على حسم الحرب على لبنان، وهو ما تبدد رغم القصف العنيف المتواصل لشهر كامل على انحاء لبنان.
وكلفت «خطيئة العجرفة» هذه صاحبها انتقادات حادة وتظاهرات لجنود في الاحتياط وذوي جنود قتلى ومطالبات متكررة من إعلاميين بارزين باستقالة حالوتس. إلا أن هذا عين 50 لجنة فحص داخلية في الجيش جاءت تلخيصاتها، باستثناء واحدة، بنتيجة مماثلة: تحميل حالوتس مسؤولية الفشل في تحقيق الأهداف الإستراتيجية والأخطاء في المستويات كافة.
وأشار سياسيون ومعلقون إلى أنه يجدر برئيس الحكومة ووزير الدفاع تعيين عسكري من خارج هيئة الأركان الحالية لضلوع أعضائها جميعاً في الحرب على لبنان وخشية أن تحمّل لجنة التحقيق كابلينسكي جزءاً من المسؤولية عن الفشل في الحرب، ما سيضطره إلى الاستقالة. وتوقعت الإذاعة بحث الموضوع في جلسة الحكومة الأسبوعية الأحد المقبل، على أن يتم إقرار تعيين القائد الجديد في اجتماع خاص للحكومة الأمنية – السياسية المصغرة.
تعليق