أكد الدكتور رمضان شلّح- الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين- أن دعوة الرئيس الأمريكي جورج بوش لعقد مؤتمر دولي في الخريف من أجل فلسطين، ما هي إلا محاولة للتغطية على الفشل الأمريكي في العراق ومساعدة أولمرت بعد هزيمة "إسرائيل" في لبنان.
ويرى شلح أن هذا المؤتمر يأتي "محاولة لتقديم رشوة لبعض دول المنطقة في الملف الفلسطيني وتبريد الساحة الفلسطينية استعداداًً لفتح جبهات جديدة، أو تعزيز جبهة ما يسمى بالمعتدلين في المنطقة وإجبار بعض الدول على اللحاق بركب التطبيع في مواجهة قوى المقاومة والممانعة الرافضة لمشروع الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية، وتعميق الانقسام في الساحة الفلسطينية. "مؤكدًا أن الاجتماع لن يتمخض عنه أي شيء فيه مصلحة للشعب الفلسطيني.
وقال الدكتور رمضان شلح : "إن على الأخوة في فتح أن يعترفوا بأن الاستراتيجية التي سلكتها منظمة التحرير بقيادة فتح، قد جلبت الكوارث للشعب الفلسطيني، وهي بحاجة إلى إعادة نظر، وأن الخطوة الأولى في ذلك هي أن يدركوا بأن الأسس التي قام عليها مشروع (الدولة المستقلة) في أذهانهم قد انهارت، بل هي لم تكن موجودة في الواقع، ولا يمكن لبنية المشروع الصهيوني أن تسمح بها. البنية الصهيونية كما تعرف فتح ويعرف الجميع هي بنية صراعية ولا يمكن لها أن تنتج تعايشًا أو سلامًا بأي حال من الأحوال، مهما كان هزيلاً. المطلوب من الأخوة في فتح أن يخرجوا من دائرة الصياغات المشتركة مع الإسرائيليين، ويصوغوا استراتيجية فلسطينية تلفظ كل السياسة المرحلية وفكرة الحل المرحلي والأوهام التي أشاعتها، والتنازلات الخطيرة التي قادت إليها."
ويرى الدكتور شلح أن تكريس حالة الانقسام الراهنة في الشعب الفلسطيني هو "هدف حيوي ووضع مثالي بالنسبة لإسرائيل. فالسياسة الإسرائيلية تجاه ما حدث في غزة تقوم حتى الآن على عزل حماس وإحكام الحصار عليها وعلى الشعب الفلسطيني في القطاع ، وتعزيز سلطة أبو مازن في الضفة الغربية.. وهذه السياسة تلقى دعمًا أمريكيًا وعربيًا رسميًا كما هو واضح.. لذلك لا أظن أن إسرائيل التي هرب جيشها من جحيم قطاع غزة تفكر الآن باجتياحه من أجل ضرب حماس وإزاحتها وإعادة سيطرة فتح وأبو مازن ، إلا إذا شعرت هي وحلفاؤها أن سياسة الحصار والعزل قد استنفذت أغراضها ولم تعد مجدية."
ويضيف الدكتور شلح: "موضوع الاصطفاف السياسي فيه تعقيد كبير اليوم في الساحة الفلسطينية، لكن قبل دخول حماس الانتخابات والمشاركة في الحكومة، كان الاصطفاف والفرز في الساحة الفلسطينية واضحًا، حيث وجود مشروعين هما مشروع المقاومة الذي تمثل حماس والجهاد قطب الرحى فيه، ومشروع التسوية الذي تقوده حركة فتح ومن يندرج في ركبها من فصائل منظمة التحرير..
لكن بعد مشاركة حماس في السلطة حدث نوع من خلط الأوراق، فرأينا حماس توقع مع فتح وفصائل منظمة التحرير على ما يسمى "وثيقة الوفاق الوطني" وتدخل في شراكة مع فتح وبقية فصائل منظمة التحرير في المجلس التشريعي، وفي الحكومة، ولم يبق خارج هذا السرب، كما قيل، إلا الجهاد الإسلامي، الذي كان له اجتهاده الخاص بعدم المشاركة في السلطة في ظل أوسلو وتحت الاحتلال.
كان مشهد الانتخابات حافلاً بالمفارقات، وهادمًا للحدود الفاصلة بين مشروعي وخطابي (السلطة) و(المقاومة) في الساحة الفلسطينية.. لقد حدث تماثل غريب في الخطاب السياسي فوجدنا السلطة، وحماس، وفتح، والجبهة الشعبية، والجبهة الديمقراطية، وحزب الشعب، وسلام فياض، وآخرون كلهم يتحدثون بلغة واحدة وخطاب واحد، هو الحديث عن (العرس الديمقراطي) وجنة الديمقراطية التي ستقوم تحت سقف أوسلو في كانتونات فائضة عن حاجة الاحتلال".
ويستمر أمين عام الجهاد : "برغم ذلك، نحن تفهمنا دوافع الأخوة في حماس بانخراطهم في هذه العملية، بل عندما فرض الحصار عليهم وعلى الشعب الفلسطيني ومارست أمريكا و"إسرائيل" وحلفائهم الضغط والابتزاز على حماس لإجبارها على الاعتراف بـ "إسرائيل" والتخلي عن برنامج المقاومة، وقفنا بقوة مع حماس، ودافعنا عن ثوابت المشروع الإسلامي المقاوم الذي يجمعنا، وعندما بدأت الصدامات بينها وبين حركة فتح، حاولنا باستمرار احتواء الأحداث وحقن دماء شعبنا، لكن في النهاية خرجت الأمور عن السيطرة وذهبت حماس باتجاه خطوة الحسم العسكري في غزة.. وهي خطوة أحدثت خلطًا جديدًا للأوراق في الساحة الفلسطينية وزادت الأمور تعقيدًا."
ويرى القائد الفلسطيني البارز أن الحل للأزمة الفلسطينية هي في جلوس الطرفين إلى طاولة الحوار ومناقشة الأزمة في جذورها وأسبابها ومعالجة كافة القضايا الخلافية التي أدت إلى الانفجار والانقسام الحاصل.
وحول علاقة حركة الجهاد الإسلامي بحركة حماس يقول الدكتور شلح: "إذا أردنا أن نتحدث بصراحة وشفافية عن علاقتنا نحن في الجهاد بحركة حماس، فليس سرًا أنها تاريخيًا تمر بحالات مد وجزر، وهي بحاجة إلى جهد كبير من قبل قيادات وكوادر الحركتين بحيث يتم إعادة رسم صورة الطرف الآخر في ذهن أبناء كل حركة على قاعدة الانتماء الإسلامي والوطني والجهادي الذي يجمعنا في حماس والجهاد أكثر مما يجمع أي فصيلين في الساحة الفلسطينية.
ويوجز دكتور رمضان موقفه مما يجري الآن في الساحة الفلسطينية قائلاً : "إنه ثمرة لهذا النفق الذي دخلته الساحة الفلسطينية منذ تلك الانتخابات، ونحن لم نسلك هذا النفق من بدايته ولم نكن جزءًا من هذا المشروع لا في مقدماته ولا في ما آل إليه من صدام، لذلك نحن لا يمكن أن نقف مع طرف ضد طرف ونعزز حالة الانقسام بما يفضي إلى مزيد من الصدام. إننا جميعًا في مركب واحد قد تكون الآن تسير في الاتجاه الخاطئ، لكن يجب أن لا نسمح لها بالغرق، لذا فنحن كنا ولا زلنا نسعى لإصلاح ذات البين والبحث عن مخرج يجنب الساحة الفلسطينية المزيد من الويلات."
وسوف تنشر شبكة الإسلام اليوم قريبًا حوارًا مطولاً مع الدكتور رمضان شلح يتناول فيه قضايا ساخنة في الملف الفلسطيني، من تأسيس حركة الجهاد الإسلامي ودورها في المقاومة والإعداد، إلى حركة حماس ومشاركتها في السلطة، ومنظمة التحرير، ومؤتمر الخريف، وتداعيات عملية زكيم الأخيرة، والاتهامات الموجهة لمنظمة الجهاد بعلاقتها مع إيران وميولها نحو المذهب الشيعي، وقضايا أخرى يناقشها بكل تفصيل الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي الدكتور رمضان شلح.
- نقلا عن موقع الإسلام اليوم
ويرى شلح أن هذا المؤتمر يأتي "محاولة لتقديم رشوة لبعض دول المنطقة في الملف الفلسطيني وتبريد الساحة الفلسطينية استعداداًً لفتح جبهات جديدة، أو تعزيز جبهة ما يسمى بالمعتدلين في المنطقة وإجبار بعض الدول على اللحاق بركب التطبيع في مواجهة قوى المقاومة والممانعة الرافضة لمشروع الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية، وتعميق الانقسام في الساحة الفلسطينية. "مؤكدًا أن الاجتماع لن يتمخض عنه أي شيء فيه مصلحة للشعب الفلسطيني.
وقال الدكتور رمضان شلح : "إن على الأخوة في فتح أن يعترفوا بأن الاستراتيجية التي سلكتها منظمة التحرير بقيادة فتح، قد جلبت الكوارث للشعب الفلسطيني، وهي بحاجة إلى إعادة نظر، وأن الخطوة الأولى في ذلك هي أن يدركوا بأن الأسس التي قام عليها مشروع (الدولة المستقلة) في أذهانهم قد انهارت، بل هي لم تكن موجودة في الواقع، ولا يمكن لبنية المشروع الصهيوني أن تسمح بها. البنية الصهيونية كما تعرف فتح ويعرف الجميع هي بنية صراعية ولا يمكن لها أن تنتج تعايشًا أو سلامًا بأي حال من الأحوال، مهما كان هزيلاً. المطلوب من الأخوة في فتح أن يخرجوا من دائرة الصياغات المشتركة مع الإسرائيليين، ويصوغوا استراتيجية فلسطينية تلفظ كل السياسة المرحلية وفكرة الحل المرحلي والأوهام التي أشاعتها، والتنازلات الخطيرة التي قادت إليها."
ويرى الدكتور شلح أن تكريس حالة الانقسام الراهنة في الشعب الفلسطيني هو "هدف حيوي ووضع مثالي بالنسبة لإسرائيل. فالسياسة الإسرائيلية تجاه ما حدث في غزة تقوم حتى الآن على عزل حماس وإحكام الحصار عليها وعلى الشعب الفلسطيني في القطاع ، وتعزيز سلطة أبو مازن في الضفة الغربية.. وهذه السياسة تلقى دعمًا أمريكيًا وعربيًا رسميًا كما هو واضح.. لذلك لا أظن أن إسرائيل التي هرب جيشها من جحيم قطاع غزة تفكر الآن باجتياحه من أجل ضرب حماس وإزاحتها وإعادة سيطرة فتح وأبو مازن ، إلا إذا شعرت هي وحلفاؤها أن سياسة الحصار والعزل قد استنفذت أغراضها ولم تعد مجدية."
ويضيف الدكتور شلح: "موضوع الاصطفاف السياسي فيه تعقيد كبير اليوم في الساحة الفلسطينية، لكن قبل دخول حماس الانتخابات والمشاركة في الحكومة، كان الاصطفاف والفرز في الساحة الفلسطينية واضحًا، حيث وجود مشروعين هما مشروع المقاومة الذي تمثل حماس والجهاد قطب الرحى فيه، ومشروع التسوية الذي تقوده حركة فتح ومن يندرج في ركبها من فصائل منظمة التحرير..
لكن بعد مشاركة حماس في السلطة حدث نوع من خلط الأوراق، فرأينا حماس توقع مع فتح وفصائل منظمة التحرير على ما يسمى "وثيقة الوفاق الوطني" وتدخل في شراكة مع فتح وبقية فصائل منظمة التحرير في المجلس التشريعي، وفي الحكومة، ولم يبق خارج هذا السرب، كما قيل، إلا الجهاد الإسلامي، الذي كان له اجتهاده الخاص بعدم المشاركة في السلطة في ظل أوسلو وتحت الاحتلال.
كان مشهد الانتخابات حافلاً بالمفارقات، وهادمًا للحدود الفاصلة بين مشروعي وخطابي (السلطة) و(المقاومة) في الساحة الفلسطينية.. لقد حدث تماثل غريب في الخطاب السياسي فوجدنا السلطة، وحماس، وفتح، والجبهة الشعبية، والجبهة الديمقراطية، وحزب الشعب، وسلام فياض، وآخرون كلهم يتحدثون بلغة واحدة وخطاب واحد، هو الحديث عن (العرس الديمقراطي) وجنة الديمقراطية التي ستقوم تحت سقف أوسلو في كانتونات فائضة عن حاجة الاحتلال".
ويستمر أمين عام الجهاد : "برغم ذلك، نحن تفهمنا دوافع الأخوة في حماس بانخراطهم في هذه العملية، بل عندما فرض الحصار عليهم وعلى الشعب الفلسطيني ومارست أمريكا و"إسرائيل" وحلفائهم الضغط والابتزاز على حماس لإجبارها على الاعتراف بـ "إسرائيل" والتخلي عن برنامج المقاومة، وقفنا بقوة مع حماس، ودافعنا عن ثوابت المشروع الإسلامي المقاوم الذي يجمعنا، وعندما بدأت الصدامات بينها وبين حركة فتح، حاولنا باستمرار احتواء الأحداث وحقن دماء شعبنا، لكن في النهاية خرجت الأمور عن السيطرة وذهبت حماس باتجاه خطوة الحسم العسكري في غزة.. وهي خطوة أحدثت خلطًا جديدًا للأوراق في الساحة الفلسطينية وزادت الأمور تعقيدًا."
ويرى القائد الفلسطيني البارز أن الحل للأزمة الفلسطينية هي في جلوس الطرفين إلى طاولة الحوار ومناقشة الأزمة في جذورها وأسبابها ومعالجة كافة القضايا الخلافية التي أدت إلى الانفجار والانقسام الحاصل.
وحول علاقة حركة الجهاد الإسلامي بحركة حماس يقول الدكتور شلح: "إذا أردنا أن نتحدث بصراحة وشفافية عن علاقتنا نحن في الجهاد بحركة حماس، فليس سرًا أنها تاريخيًا تمر بحالات مد وجزر، وهي بحاجة إلى جهد كبير من قبل قيادات وكوادر الحركتين بحيث يتم إعادة رسم صورة الطرف الآخر في ذهن أبناء كل حركة على قاعدة الانتماء الإسلامي والوطني والجهادي الذي يجمعنا في حماس والجهاد أكثر مما يجمع أي فصيلين في الساحة الفلسطينية.
ويوجز دكتور رمضان موقفه مما يجري الآن في الساحة الفلسطينية قائلاً : "إنه ثمرة لهذا النفق الذي دخلته الساحة الفلسطينية منذ تلك الانتخابات، ونحن لم نسلك هذا النفق من بدايته ولم نكن جزءًا من هذا المشروع لا في مقدماته ولا في ما آل إليه من صدام، لذلك نحن لا يمكن أن نقف مع طرف ضد طرف ونعزز حالة الانقسام بما يفضي إلى مزيد من الصدام. إننا جميعًا في مركب واحد قد تكون الآن تسير في الاتجاه الخاطئ، لكن يجب أن لا نسمح لها بالغرق، لذا فنحن كنا ولا زلنا نسعى لإصلاح ذات البين والبحث عن مخرج يجنب الساحة الفلسطينية المزيد من الويلات."
وسوف تنشر شبكة الإسلام اليوم قريبًا حوارًا مطولاً مع الدكتور رمضان شلح يتناول فيه قضايا ساخنة في الملف الفلسطيني، من تأسيس حركة الجهاد الإسلامي ودورها في المقاومة والإعداد، إلى حركة حماس ومشاركتها في السلطة، ومنظمة التحرير، ومؤتمر الخريف، وتداعيات عملية زكيم الأخيرة، والاتهامات الموجهة لمنظمة الجهاد بعلاقتها مع إيران وميولها نحو المذهب الشيعي، وقضايا أخرى يناقشها بكل تفصيل الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي الدكتور رمضان شلح.
- نقلا عن موقع الإسلام اليوم