تقرير (خاص) "خطاب المقدسي" اسم بدأ بالبزوع مع ظهور تنظيم جيش الإسلام على الساحة الغزية قبل 15 شهرا عندما قام هذا التنظيم بعملية أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الذي تم اختطافه في منتصف شهر حزيران / يونيو من العام الماضي، وهي العملية التي قتل خلالها جنديين إسرائيليين أيضا، وتبنتها كتائب القسام التابعة لحماس ولجان المقاومة الشعبية وتنظيم المقدسي جيش الإسلام لتكون بمثابة ولادة هذا التنظيم وإنطلاقته على الساحة.
"خطاب المقدسي" هو الإسم المستعار لـ"أحمد المظلوم" الشاب الفلسطيني العشريني، لا يعرف الكثير عن حياته الا القليل وتتوفر بعض المعلومات عن مرحلة شبابه، فقد درس العلوم الشرعية في باكستان، ويقال أنه تلقى أكثر من 40 درسا دينيا على يد "أسامة بن لادن" زعيم تنظيم القاعدة والمطلوب الأول للولايات المتحدة الأمريكية ولكثير من دول العالم بتهمه تخطيطه للعديد من العمليات التي استهدفت المصالح الأمريكية والتي كان أبرزها الهجوم بإستخدام الطائرات على برجي التجارة العالمي في نيويورك ومبنى البنتاغون "وزارة الدفاع الأمريكية" في واشنطن في 11/9/2001 وهو الهجوم الذي أودى بحياة آلاف الأمريكيين وأعلنت في أعقابه الإدارة الأمريكية حربها العالمية ضد ما أسمته بـ"الأرهاب الإسلامي".
ردد كثيرون ممن عرفوا المقدسي بأنه تلميذ نجيب لأستاذه أسامة بن لادن الذي أهداه إحدى سبحه قبيل إنهائه دراسته في الباكستان وعودته الى غزة، وفي غزة عرف بورعه وتقواه وتدينه فقد حفظ القرآن ودرس علوم الدين، ونشط في أمور الدعوة والتبليغ وخرج مع مشايخ التيار السلفي الدعوي لإعطاء الدروس الدينية في مختلف مساجد قطاع غزة.
· اللقاء بممتاز دغمش
إستمر خطاب المقدسي بممارسة أمور الدعوة والتبليغ وقد كان محسوبا على تيار السلفية الدعوية، حتى التقى بممتاز دغمش الذي كان حتى ذلك الحين أحد أبرز قادة لجان المقاومة الشعبية، فجمعتهما صداقة قوية بدأ من خلالها دغمش يتأثر بأفكار وآراء المقدسي الدينية وبدأ يتجه نحو خطة الديني، وفي طور الخلافات التي نشبت بين دغمش وتنظيمه لجان المقاومة الشعبية، إنشق دغمش عن اللجان ومع صديقه الجديد المقدسي انشأ تنظيم جيش الإسلام الذي يقال أنه يضم الكثير من أبناء عائلة "دغمش" أحد أكبر واقوى عائلات غزة، ومن خلال فكر دغمش المقاوم وفكر المقدسي الديني وجدت السلفية الجهادية في غزة متنفسا لها تحت لواء تنظيم جيش الإسلام.
ورغم توليه منصب الناطق الإعلامي باسم تنظيم جيش الإسلام إلا أن وزن وتأثير المقدسي جعله بحق الرجل الثاني في التنظيم، ويقول المقربون منه أنه مفتي التنظيم ومفتي قائده ممتاز دغمش وكاتم أسراره واكثر الشخصيات تأثيرا عليه.
· من الدعوة إلى الجهاد
من خلال تنظيم جيش الإسلام تحول فكر المقدسي من الدعوي الى الجهادي، فتقلد منصب الناطق الإعلامي بإسم جيش الإسلام وهو التنظيم الذي لم يكن معروفا على الساحة الغزية الا بعد إشتراكه في عملية "الوهم المتبدد" التي أسر خلالها الجندي الإسرائيلي شاليط، وبعد هذه العملية نشط عناصره في عمليات المقاومة ضد الجيش الإسرائيلي، فتصدوا للإجتياحات الإسرائيلية في القطاع ونصبوا الكمائن للقوات الإسرائيلية بالإضافة لعمليات إطلاق الصواريخ محلية الصنع على البلدات الإسرائيلية المحاذية للقطاع.
· إختطاف الصحفيين
في خضم تلك الأحداث، بدأ قطاع غزة يشهد عمليات إختطاف للأجانب المتواجدين فيه، وطالت عمليات الإختطاف على وجه الخصوص الصحفيين الأجانب من مختلف الجنسيات البيروفية والإسبانية والإيطالية، والأشهر كان آلن جونستون الصحفي البريطاني مراسل هيئة الإذاعة و التلفزيون البريطاني "بي.بي.سي" في قطاع غزة، الذي أمضي أكثر من 100 يوم بين أيدي مختطفيه.
قيدت معظم عمليات الإختطاف تلك ضد مجهول، ما عدا إختطاف جونستون فقد إعترف جيش الإسلام بخطفه، وطالب مقابل إطلاق سراحة بفديه مالية تقدر بملايين الدولارت إضافة الى مطالبته بالإفراج عن أصوليين إسلاميين محتجزين في كل من الأردن وبريطانيا بتهم "الإرهاب"، وهو ما فسره البعض بأنها محاولة للفت الإنتباه الى جيش الإسلام من قبل تنظيمات الجهاد العالمي خاصة تنظيم القاعدة الأم والممول الأساسي لكثير من هذ التنظيمات، وأعتبروا تلك المطالب بمثابة دعوة لتنظيم القاعدة لتبني جيش الإسلام كجناح له في قطاع غزة.
· العلاقة مع حماس
كانت العلاقة بين جيش الإسلام وحركة حماس قوية الى درجة أن الكثير من قادة حركة فتح والسلطة الفلسطينية إعتبروا جيش الإسلام خليقه حركة حماس وأداتها لتنفيذ "العمليات القذرة" التي تخشى الحركة من القيام بها أو تبنيها .
لكن هذه العلاقة القوية التي جمعت بين الطرفين بدأت في التصدع والتشقق بسبب خلافات بين الجانبين على الأسير الإسرائيلي شاليط، فاتهم جيش الإسلام حماس بتسخير قضية الجندي شاليط لمصالحها الحزبية دون مراعاة مصالح الشعب الفلسطيني، إضافة الى سهام النقد اللاذعة التي وجهها التنظيم وخاصة الناطق بإسمه خطاب المقدسي لحركة حماس بعد دخولها الإنتخابات وتشكيلها للحكومة، من إتهامها بالتخلي عن المقاومة والبحث عن السلطة والثروة مرورا بمعارضته لسياستها القمعية ضد أبناء الشعب الفلسطيني، وإنتهاءا برفضه للإنقلاب الذي قامت به حماس وإغتصابها للسلطة بالقوة المسلحة، لكن الكثير من المحللين رأوا أيضا أن جانبا كبيرا من هذه الخلافات مرده الى الإشكالات العميقة بين النهجين السلفي الجهادي الذي يتبعه جيش الإسلام و النهج الإخواني الذي خرجت من رحمه حركة حماس.
· حماس والقضاء على جيش الإسلام
كان للمقدسي خلال تلك الفترة باع كبير في مقارعه حركة حماس و مشايخها بالحجج الدينية والبراهين على ما اعتبره أخطائهم في التنازل عن المقاومة والبحث عن السلطة وتصرفاتها الدموية بحق خصومها في التنظيمات الفلسطينية الأخرى، فلم يتردد في مناظرة هؤلاء المشايخ وعلى رأسهم مفتي حماس الأكبر مروان أبو راس، الذي عرف بفتاويه التكفيرية والتحريضية على السلطة الفلسطينية وحركة فتح قادة وعناصر.
بعد الانقلاب الذي نفذته ميليشيات حماس على الشرعية في قطاع غزة وقضائها على أجهزة الأمن الفلسطينية، زادت شراهتها للسلطة والسيطرة، فقررت أن تسود قطاع غزة وأن لا تكون هناك اي قوة أخرى غيرها على الساحة فقررت القضاء على جيش الإسلام، وكان المقدسي أول من نبه ممتاز دغمش الى تلك الرغبة الحمساوية فقال له في إحدى رسائله " شيخي الفاضل : حضرت كلمة لأحد الفاسقين الحمساويين من التيار الإنقلابي الحمساوي بزعامة الخائن محمود الزهار في احد المساجد التابعة لعصابات حماس يقول فيها أن حماس وضعت الخطة وبدأ التنفيذ للقضاء على جيش الإسلام ، ووصف عناصره بأنهم عملاء وتجار مخدرات وقتلة"
كان هذا المخطط موجودا بالفعل لكن كانت تنقصه الذريعة للبدء في تنفيذه فوجدت حركة حماس مبتغاها في قضية ألن جونستون على الرغم من إجماع الكثير من المحللين وكشف العديد من الحقائق التي أكدت تورط حماس في إختطاف جونستون منذ البداية بل وتقديم الحماية لخاطفيه، إلا أنه كان الذريعة المطلوبة فوجب التضحية به.
بعد الإنقلاب بعدة أيام وجهت حركة حماس إنذارا لجيش الإسلام تطالبه فيه بإطلاق سراح جونستون إلا أنه رفض هذا الإنذار لعلمه أن المخطط التصفوي الذي وضعته حماس قادم لا محاله فقرر المواجهة، وتصاعدت حدة الإشتباكات والمناوشات بين الطرفين حتى وصلت ذروتها عندما قامت ميليشيات حركة حماس بإختطاف المقدسي بتاريخ 2/7/2007 عندما كان متوجها لأحد مساجد مدينة غزة لأداء صلاة الفجر، وأعلنت حماس أن المقدسي ضالع في إختطاف جونستون وأعتبروه خطرا على أمن المواطن والسلم الإجتماعي، فرد التنظيم بإختطاف عشرة من عناصر ميليشيات حماس، وفي أعقاب ذلك أجبرت حماس على إطلاق سراح المقدسي مقابل عناصرها المختطفين، كما توصل الطرفان لإتفاق تم بموجبه إطلاق سراح جونستون مقابل الإبقاء على سلاح جيش الإسلام ومده بالذخائر والأسلحة من حماس بالاضافة الى مبالغ مالية قدرت بالملايين، وبررت حماس ذلك الإتفاق بأنه للحفاظ على سلاح تنظيم جيش الإسلام المقاوم، على الرغم من أن جميع المتحدثين بإسم حماس وصفوا هذا السلاح قبيل ذلك بأيام بأنه سلاح غير مقاوم يستخدم في عمليات إختطاف وقتل وتصفيه حسابات.
· المقدسي مطلوب لحماس وإسرائيل
على الرغم من هذا الإتفاق بين الجانبين إلا أن المقدسي أصبح منذ ذلك الحين المطلوب الأول للقتل من قبل ميليشيات حركة حماس لأنه مرغ أنفها وانف مشايخها العظام في التراب، فعاش الرجل متخفيا في جنبات قطاع غزة بعيدا عن أيدي البطش الحمساوية التي تلاحقه، لترصده طائرات الإحتلال الإسرائيلي التي تطارده منذ زمن أيضا بتهمة ضلوعه في عملية إختطاف شاليط، فأستهدفت سيارته التي كان يستقلها برفقه عدد من عناصر جيش الإسلام شرق مدينة غزة الإسبوع الماضي بعدد من الصواريخ أدت لإستشهاد خمسة من عناصر التنظيم كانوا برفقه المقدسي بينما نجا هو من عملية الإغتيال لكنه أصيب بجراح ليبقى مطاردا من قبل إخوته في الدين والوطن والعقيدة ومطاردا أيضا من قبل أعدائه ومغتصبي أرضه.
"خطاب المقدسي" هو الإسم المستعار لـ"أحمد المظلوم" الشاب الفلسطيني العشريني، لا يعرف الكثير عن حياته الا القليل وتتوفر بعض المعلومات عن مرحلة شبابه، فقد درس العلوم الشرعية في باكستان، ويقال أنه تلقى أكثر من 40 درسا دينيا على يد "أسامة بن لادن" زعيم تنظيم القاعدة والمطلوب الأول للولايات المتحدة الأمريكية ولكثير من دول العالم بتهمه تخطيطه للعديد من العمليات التي استهدفت المصالح الأمريكية والتي كان أبرزها الهجوم بإستخدام الطائرات على برجي التجارة العالمي في نيويورك ومبنى البنتاغون "وزارة الدفاع الأمريكية" في واشنطن في 11/9/2001 وهو الهجوم الذي أودى بحياة آلاف الأمريكيين وأعلنت في أعقابه الإدارة الأمريكية حربها العالمية ضد ما أسمته بـ"الأرهاب الإسلامي".
ردد كثيرون ممن عرفوا المقدسي بأنه تلميذ نجيب لأستاذه أسامة بن لادن الذي أهداه إحدى سبحه قبيل إنهائه دراسته في الباكستان وعودته الى غزة، وفي غزة عرف بورعه وتقواه وتدينه فقد حفظ القرآن ودرس علوم الدين، ونشط في أمور الدعوة والتبليغ وخرج مع مشايخ التيار السلفي الدعوي لإعطاء الدروس الدينية في مختلف مساجد قطاع غزة.
· اللقاء بممتاز دغمش
إستمر خطاب المقدسي بممارسة أمور الدعوة والتبليغ وقد كان محسوبا على تيار السلفية الدعوية، حتى التقى بممتاز دغمش الذي كان حتى ذلك الحين أحد أبرز قادة لجان المقاومة الشعبية، فجمعتهما صداقة قوية بدأ من خلالها دغمش يتأثر بأفكار وآراء المقدسي الدينية وبدأ يتجه نحو خطة الديني، وفي طور الخلافات التي نشبت بين دغمش وتنظيمه لجان المقاومة الشعبية، إنشق دغمش عن اللجان ومع صديقه الجديد المقدسي انشأ تنظيم جيش الإسلام الذي يقال أنه يضم الكثير من أبناء عائلة "دغمش" أحد أكبر واقوى عائلات غزة، ومن خلال فكر دغمش المقاوم وفكر المقدسي الديني وجدت السلفية الجهادية في غزة متنفسا لها تحت لواء تنظيم جيش الإسلام.
ورغم توليه منصب الناطق الإعلامي باسم تنظيم جيش الإسلام إلا أن وزن وتأثير المقدسي جعله بحق الرجل الثاني في التنظيم، ويقول المقربون منه أنه مفتي التنظيم ومفتي قائده ممتاز دغمش وكاتم أسراره واكثر الشخصيات تأثيرا عليه.
· من الدعوة إلى الجهاد
من خلال تنظيم جيش الإسلام تحول فكر المقدسي من الدعوي الى الجهادي، فتقلد منصب الناطق الإعلامي بإسم جيش الإسلام وهو التنظيم الذي لم يكن معروفا على الساحة الغزية الا بعد إشتراكه في عملية "الوهم المتبدد" التي أسر خلالها الجندي الإسرائيلي شاليط، وبعد هذه العملية نشط عناصره في عمليات المقاومة ضد الجيش الإسرائيلي، فتصدوا للإجتياحات الإسرائيلية في القطاع ونصبوا الكمائن للقوات الإسرائيلية بالإضافة لعمليات إطلاق الصواريخ محلية الصنع على البلدات الإسرائيلية المحاذية للقطاع.
· إختطاف الصحفيين
في خضم تلك الأحداث، بدأ قطاع غزة يشهد عمليات إختطاف للأجانب المتواجدين فيه، وطالت عمليات الإختطاف على وجه الخصوص الصحفيين الأجانب من مختلف الجنسيات البيروفية والإسبانية والإيطالية، والأشهر كان آلن جونستون الصحفي البريطاني مراسل هيئة الإذاعة و التلفزيون البريطاني "بي.بي.سي" في قطاع غزة، الذي أمضي أكثر من 100 يوم بين أيدي مختطفيه.
قيدت معظم عمليات الإختطاف تلك ضد مجهول، ما عدا إختطاف جونستون فقد إعترف جيش الإسلام بخطفه، وطالب مقابل إطلاق سراحة بفديه مالية تقدر بملايين الدولارت إضافة الى مطالبته بالإفراج عن أصوليين إسلاميين محتجزين في كل من الأردن وبريطانيا بتهم "الإرهاب"، وهو ما فسره البعض بأنها محاولة للفت الإنتباه الى جيش الإسلام من قبل تنظيمات الجهاد العالمي خاصة تنظيم القاعدة الأم والممول الأساسي لكثير من هذ التنظيمات، وأعتبروا تلك المطالب بمثابة دعوة لتنظيم القاعدة لتبني جيش الإسلام كجناح له في قطاع غزة.
· العلاقة مع حماس
كانت العلاقة بين جيش الإسلام وحركة حماس قوية الى درجة أن الكثير من قادة حركة فتح والسلطة الفلسطينية إعتبروا جيش الإسلام خليقه حركة حماس وأداتها لتنفيذ "العمليات القذرة" التي تخشى الحركة من القيام بها أو تبنيها .
لكن هذه العلاقة القوية التي جمعت بين الطرفين بدأت في التصدع والتشقق بسبب خلافات بين الجانبين على الأسير الإسرائيلي شاليط، فاتهم جيش الإسلام حماس بتسخير قضية الجندي شاليط لمصالحها الحزبية دون مراعاة مصالح الشعب الفلسطيني، إضافة الى سهام النقد اللاذعة التي وجهها التنظيم وخاصة الناطق بإسمه خطاب المقدسي لحركة حماس بعد دخولها الإنتخابات وتشكيلها للحكومة، من إتهامها بالتخلي عن المقاومة والبحث عن السلطة والثروة مرورا بمعارضته لسياستها القمعية ضد أبناء الشعب الفلسطيني، وإنتهاءا برفضه للإنقلاب الذي قامت به حماس وإغتصابها للسلطة بالقوة المسلحة، لكن الكثير من المحللين رأوا أيضا أن جانبا كبيرا من هذه الخلافات مرده الى الإشكالات العميقة بين النهجين السلفي الجهادي الذي يتبعه جيش الإسلام و النهج الإخواني الذي خرجت من رحمه حركة حماس.
· حماس والقضاء على جيش الإسلام
كان للمقدسي خلال تلك الفترة باع كبير في مقارعه حركة حماس و مشايخها بالحجج الدينية والبراهين على ما اعتبره أخطائهم في التنازل عن المقاومة والبحث عن السلطة وتصرفاتها الدموية بحق خصومها في التنظيمات الفلسطينية الأخرى، فلم يتردد في مناظرة هؤلاء المشايخ وعلى رأسهم مفتي حماس الأكبر مروان أبو راس، الذي عرف بفتاويه التكفيرية والتحريضية على السلطة الفلسطينية وحركة فتح قادة وعناصر.
بعد الانقلاب الذي نفذته ميليشيات حماس على الشرعية في قطاع غزة وقضائها على أجهزة الأمن الفلسطينية، زادت شراهتها للسلطة والسيطرة، فقررت أن تسود قطاع غزة وأن لا تكون هناك اي قوة أخرى غيرها على الساحة فقررت القضاء على جيش الإسلام، وكان المقدسي أول من نبه ممتاز دغمش الى تلك الرغبة الحمساوية فقال له في إحدى رسائله " شيخي الفاضل : حضرت كلمة لأحد الفاسقين الحمساويين من التيار الإنقلابي الحمساوي بزعامة الخائن محمود الزهار في احد المساجد التابعة لعصابات حماس يقول فيها أن حماس وضعت الخطة وبدأ التنفيذ للقضاء على جيش الإسلام ، ووصف عناصره بأنهم عملاء وتجار مخدرات وقتلة"
كان هذا المخطط موجودا بالفعل لكن كانت تنقصه الذريعة للبدء في تنفيذه فوجدت حركة حماس مبتغاها في قضية ألن جونستون على الرغم من إجماع الكثير من المحللين وكشف العديد من الحقائق التي أكدت تورط حماس في إختطاف جونستون منذ البداية بل وتقديم الحماية لخاطفيه، إلا أنه كان الذريعة المطلوبة فوجب التضحية به.
بعد الإنقلاب بعدة أيام وجهت حركة حماس إنذارا لجيش الإسلام تطالبه فيه بإطلاق سراح جونستون إلا أنه رفض هذا الإنذار لعلمه أن المخطط التصفوي الذي وضعته حماس قادم لا محاله فقرر المواجهة، وتصاعدت حدة الإشتباكات والمناوشات بين الطرفين حتى وصلت ذروتها عندما قامت ميليشيات حركة حماس بإختطاف المقدسي بتاريخ 2/7/2007 عندما كان متوجها لأحد مساجد مدينة غزة لأداء صلاة الفجر، وأعلنت حماس أن المقدسي ضالع في إختطاف جونستون وأعتبروه خطرا على أمن المواطن والسلم الإجتماعي، فرد التنظيم بإختطاف عشرة من عناصر ميليشيات حماس، وفي أعقاب ذلك أجبرت حماس على إطلاق سراح المقدسي مقابل عناصرها المختطفين، كما توصل الطرفان لإتفاق تم بموجبه إطلاق سراح جونستون مقابل الإبقاء على سلاح جيش الإسلام ومده بالذخائر والأسلحة من حماس بالاضافة الى مبالغ مالية قدرت بالملايين، وبررت حماس ذلك الإتفاق بأنه للحفاظ على سلاح تنظيم جيش الإسلام المقاوم، على الرغم من أن جميع المتحدثين بإسم حماس وصفوا هذا السلاح قبيل ذلك بأيام بأنه سلاح غير مقاوم يستخدم في عمليات إختطاف وقتل وتصفيه حسابات.
· المقدسي مطلوب لحماس وإسرائيل
على الرغم من هذا الإتفاق بين الجانبين إلا أن المقدسي أصبح منذ ذلك الحين المطلوب الأول للقتل من قبل ميليشيات حركة حماس لأنه مرغ أنفها وانف مشايخها العظام في التراب، فعاش الرجل متخفيا في جنبات قطاع غزة بعيدا عن أيدي البطش الحمساوية التي تلاحقه، لترصده طائرات الإحتلال الإسرائيلي التي تطارده منذ زمن أيضا بتهمة ضلوعه في عملية إختطاف شاليط، فأستهدفت سيارته التي كان يستقلها برفقه عدد من عناصر جيش الإسلام شرق مدينة غزة الإسبوع الماضي بعدد من الصواريخ أدت لإستشهاد خمسة من عناصر التنظيم كانوا برفقه المقدسي بينما نجا هو من عملية الإغتيال لكنه أصيب بجراح ليبقى مطاردا من قبل إخوته في الدين والوطن والعقيدة ومطاردا أيضا من قبل أعدائه ومغتصبي أرضه.
تعليق