إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أبناء الشقاقي المجاهدين// فلنوحد توقيعنا في ذكراه العطرة في هذا التصميم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #46
    الشهيد هشام حمد
    أول من انتقم للشهيد هاني عابد

    سبعة أعوام تنقضي وتأتي ذكراك العطرة .. فيما تكسونا ظلال الذكرى السادسة لاستشهاد المعلم الفارس الدكتور فتحى الشقاقى ذلك الفارس الذي علمنا امتشاق القلم كما الحسام.
    ولد الشهيد المجاهد هشام إسماعيل حمد «أبو محمد» في قطاع غزة المحتل في العام 1973م ونشأ وترعرع في أحضان أسرته الكريمة والتي هاجرت من قرية المغار في العام 1948 حيث استقر بها المقام في مخيم الشاطىء أولاً ثم في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة.
    وكما الكثيرين من أبناء مخيماتنا الصامدة تلقى تعليمه الابتدائي في مدارس الوكالة بغزة وشاء الله ألا يكمل تعليمه فكان من عمالنا البواسل وقد عمل في عدة مهن متنوعة.
    نشأته الاجتماعية والإسلامية
    نشأ الشهيد هشام في أسرة كريمة حيث تربى على الأخلاق الفاضلة ومحبة الإسلام العظيم.
    فكان من رواد المسجد حيث تربى على تعاليم الإسلام ومبادئه العظيمة وعاش فترة من الوقت مع رجال الدعوة «جماعة التبليغ» وسبق ذلك تعرفه على حركة إسلامية عاملة على الساحة الفلسطينية فنشأ وترعرع في رحاب بيوت الله في الأرض «المساجد» فكان مثال المسلم الصادق الإيمان.
    وفيما بعد أصبح الشهيد دائم التردد على مسجد الهدى بحي الشيخ رضوان القريب من منزله فكان من أكثر المصلين التزاماً بالمسجد، وكان دائم المحافظة على صلوات الجماعة وخاصة صلاة الفجر.
    وقد امتاز الشهيد بصوته الندى في تلاوته للقرآن الكريم، والذي يجيد أحكامه.. وقد عرف الشهيد كرياضى تمتع بلياقة بدنية وأجاد فن الكراتيه.
    انتماؤه ومشواره الجهادي
    متأثراً بنشأته وتربيته الإسلامية، غلب على الشهيد عدم الاهتمام بالدنيا وزخرفها فقد كان زاهداً فيها وجل همه هو الشهادة في سبيل الله. وكما كل الشباب المسلم كان مقاوماً للاحتلال وقد اعتقل من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي بتهمة رشق الجنود بالحجارة ومكث في معتقل أنصار عدة أيام.
    آمن الشهيد ومن خلال تشربه لأفكار الجهاد الإسلامي، ومن خلال علاقته الوثيقة مع بعض أفراده، بأن الجهاد المسلح هو السبيل لتحرير فلسطين والقدس وأن الشهادة هي أغلى أمنية ينتظرها المؤمن بالله.
    بعد أن عاش الشهيد أفكاراً إسلامية مختلفة اختار الاقتراب من حركة الجهاد الإسلامي وفيما بعد انضم إلى الجناح العسكري للحرة وكان زميلاً للشهيد المجاهد / على العيماوي في نفس المجموعة.
    إرهاصات الشهادة
    منذ استشهاد أخيه في الجهاد وزميله في المجموعة الشهيد علي العيماوي، وهو في عبادة متواصلة، حيث كان دائم الصيام والقيام فقد اعتبر نفسه شهيداً يمشي على الأرض.
    كان يستعجل الشهادة ويظن أنها قد فاتته باستشهاد أخيه الشهيد على العيماوي حيث كان الشهيدان قد سجلا سوية شريطاً مشتركاً لنفس العملية في أسدود
    وتعانق في الشريط سلاحهما لكن مشيئة الله ادخرت هشاماً لعمل عظيم ودور قادم في علم الغيب، ولسبب ما انطلق الشهيد على العيماوي الى أسدود وحده.
    وقد اشترى الشهيد هشام سكيناً كبيراً وأعد نفسه عدة مرات لطعن جنود.. رغبة منه في الشهادة والتي كان يستعجلها.
    الشهادة
    قبل عمليته الاستشهادية بأيام قام بزيارة معظم أقاربه وصلة رحمه، فقد زار عماته وودع أصدقائه وقدم لبعضهم هدايا رمزية ولم يدرك أحد أنه بيستعد للشهادة.
    في يوم الجمعة السابع من جمادي الثانية 1415 هجري الموافق 11/ 11/ 1994م انطلق الشهيد هشام صائماً، مستبشراً بلقاء الله والشهادة في سبيله.. لابساً أجمل الثياب ومتعطراً كأنه ذاهب الى عرس حقيقي كما وصفه أحد الصحفيين الإسرائيليين.
    وفي حوالي الساعة الواحدة والنصف من ظهر ذلك اليوم تقدم الشهيد بدراجته الهوائية متزنراً بالمتفجرات والعبوات والناسفة ومقتحماً تجمعاً عسكرياً لبنى يهود بالقرب من مفترق البوليس الحربى في وسط قطاع غزة قرب مستوطنة نيتساريم الصهيونية، والذي أسفر عن مقتل خمسة جنود صهاينة وإصابة اثنين إصابات بالغة وإصابة عشرة اخرين ما بين خطرة ومتوسطة حسب اعتراف راديو العدو في حينه. وجاءت عمليته الاستشهادية رداً على اغتيال الشهيد المجاهد هانى عابد الذي اغتيل في الثاني من الشهر نفسه على أيدي الموساد الإسرائيلي بهدف تصفية عناصر وقيادات العمل الإسلامي الجهادية في حركتي حماس والجهاد الإسلامي في قطاع غزة.
    وقد كانت عملية الشهيد هشام هى أولى العمليات الاستشهادية من نوعها في فلسطين والتى جاء توقيتها مواكباً للحفل التأبيني الكبير الذي أقيم للشهيد المجاهد هاني عابد.
    من وصايا الشهيد
    - أحبائي وإخواني: أعلم أن هذه الدنيا لن تدوم لأحد خلقنا الله فيها كي نعبده ونجاهد في سبيله فهذه أرض رباط وجهاد الى يوم القيامة، فلا سلام مع أبناء القردة والخنازير أعداء الإسلام ولا صلح مع اليهود قتلة الأنبياء.
    يجب علينا نحن أبناء الإسلام العظيم أن ننهض كي نوقف هذا المرض السرطاني الذي يسمى «إسرائيل» لأن زوالها حتمية قرآنية، وأن الله تكفل لنا بالنصر إذا لم نتخاذل ونتراجع.
    إن المعركة مفروضة على الجميع فلا تقفوا في طوابير الانتظار الكسيح على أبواب غد لاتملكون منها سوى الإذعان.
    إخواني وأهلي وأحبائي: أوصيكم بتقوى الله عزوجل وأوصيكم بصلاة الفجر في المسجد وألا تنسونى من دعائكم، ادعوا الله لى ان يرزقني مرتبة الشهداء).


    [1] - ولد الشهيد هشام حمد في عام 73 في قطاع غزة.
    - نشأ وترعرع مع أسرته التي هاجرت من قرية المغار 1948.
    - استقر به المقام في مخيم الشاطىء ثم في حي الشيخ رضوان بغزة.
    - استشهد في 11/ 11/ 1994 م بعد أن فجر نفسه في مفترق ننتساريم وقتل خمسة من اليهود واصاب اثنى عشر جندياً صهيونياً.
    [url]##############

    رحمك الله يابركات السرايا

    تعليق


    • #47
      الشهيد هشام حمد
      أول من انتقم للشهيد هاني عابد

      سبعة أعوام تنقضي وتأتي ذكراك العطرة .. فيما تكسونا ظلال الذكرى السادسة لاستشهاد المعلم الفارس الدكتور فتحى الشقاقى ذلك الفارس الذي علمنا امتشاق القلم كما الحسام.
      ولد الشهيد المجاهد هشام إسماعيل حمد «أبو محمد» في قطاع غزة المحتل في العام 1973م ونشأ وترعرع في أحضان أسرته الكريمة والتي هاجرت من قرية المغار في العام 1948 حيث استقر بها المقام في مخيم الشاطىء أولاً ثم في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة.
      وكما الكثيرين من أبناء مخيماتنا الصامدة تلقى تعليمه الابتدائي في مدارس الوكالة بغزة وشاء الله ألا يكمل تعليمه فكان من عمالنا البواسل وقد عمل في عدة مهن متنوعة.
      نشأته الاجتماعية والإسلامية
      نشأ الشهيد هشام في أسرة كريمة حيث تربى على الأخلاق الفاضلة ومحبة الإسلام العظيم.
      فكان من رواد المسجد حيث تربى على تعاليم الإسلام ومبادئه العظيمة وعاش فترة من الوقت مع رجال الدعوة «جماعة التبليغ» وسبق ذلك تعرفه على حركة إسلامية عاملة على الساحة الفلسطينية فنشأ وترعرع في رحاب بيوت الله في الأرض «المساجد» فكان مثال المسلم الصادق الإيمان.من قصص البطولة والفداء





      في ذكرى اغتيال الشهيد هاني عابد : الصهاينة يلوّحون باغتيال أمين عام الجهاد الإسلامي رمضان شلّح

      بيت لحم – خاص :

      في هذه الأيام التي (تسرّب) فيها حكومة الاحتلال أنباء عن وضع الدكتور عبد الله شلح أمين عام الجهاد الإسلامي على لائحة الاغتيال ، و كأنه لم يكن موجوداً أصلاً على تلك القائمة ، تمر ذكرى أول اغتيال نفّذته حكومة الاحتلال بعد اتفاق أوسلو و الذي ذهب ضحيته الشهيد هاني عابد .

      ففي الساعة الثالثة من عصر يوم 2/11/1994 خرج هاني عابد أحد مسئولي الجهاد الإسلامي ، الذي كان يدير مكتب أبرار للصحافة بغزة ، ذو العلاقة بحركة الجهاد الإسلامي و يعمل محاضراً في كلية العلوم و التكنولوجيا بخانيونس ، من الكلية بعد انتهاء عمله و ركب سيارته من نوع (بيجو 104) و عندما أدار محرّكها انفجرت السيارة و سقط هاني عابد شهيداً ، و الذي اتهمته حكومة الاحتلال بتدبير عملية عسكرية استهدفت جنديين قرب حاجز بيت حانون (آيرز) في العشرين من أيار 1993 . و وصفته صحيفة هآرتس الصهيونية بعد اغتياله أنه رئيس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة .

      و فور اغتياله ، اتهمت الفصائل الفلسطينية حكومة الاحتلال بتدبير الاغتيال ، و في صيف 1997 قال الوزير في السلطة الفلسطينية فريح أبو مدين أثناء ردّه على منتقدين للسلطة في اجتماع مفتوح في قاعة الاتحاد النسائي العربي في مدينة بيت لحم ، إنه أعطى مسدسه الشخصي للشهيد عابد و حذّره من الاغتيال ، و ربما عنى بذلك أن السلطة كانت لديها معلومات حول المستهدفين من قبل حكومة الاحتلال .

      و عابد ، المولود في عام 1960م في غزة لأسرة فلسطينية بسيطة و متدينة ، واحد من جيل فلسطيني خطا خطواته الأولى مع الاحتلال الصهيوني لباقي الأراضي الفلسطينية عام 1967م ، و كان مقدّراً لهاني أن يشهد اعتقال والده عام 1971م على يد الاحتلال بتهمة مقاومة الاحتلال ، و سيتذكر فيما بعد دائماً الزيارات التي كان يقوم بها مع والدته لوالده في السجن .

      و في عام 1980م التحق بالجامعة الإسلامية بغزة ، و هناك اقترب من مجموعة طلابية صغيرة في ذاك الوقت ، بخلاف الأطر الطلابية الوطنية و القومية و اليسارية المتعددة ، كان اتجاهها إسلامياً .

      و حسب سيرة شبه رسمية ، فإن عابد خلال اقترابه من هذه المجموعة عرف أن فلسطين و الإسلام توأمان لا ينفصلان ، و أن مرحلة جديدة سوف يحمل فيها أبناء الإسلام راية الدفاع عن فلسطين آتية لا محالة .

      و في تلك الأثناء التقى مع الدكتور فتحي الشقاقي ، الذي أسّس حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين ، تلك الحركة التي كان مقدراً لها أن تلعب دوراً بارزاً بجانب فصائل الحركة الوطنية الفلسطينية الأخرى .

      و بعد تخرجه في الجامعة عام 1984م من كلية العلوم قسم الكيمياء ، أكمل دراسته للماجستير في جامعة النجاح الوطنية عام 1988م ، و كان التيار الإسلامي في الحركة الطلابية في تلك الجامعة يتعاظم دوره .

      و اعتقل عابد لأول مرة عام 1991م ، و أمضى ستة أشهر في معتقل النقب الصحراوي ، و بعد خروجه تولى مسؤولية الجماعة الإسلامية ، و هي الإطار الطلابي السياسي العلني لحركة الجهاد الإسلامي في الجامعات الفلسطينية ، و فيما بعد أصبح مسؤولاً إعلامياً في حركة الجهاد الإسلامي من خلال تأسيسه لجريدة الاستقلال في قطاع غزة و لمكتب أبرار للصحافة .

      و بعد قيام السلطة الفلسطينية أصبح هاني عابد أول معتقل سياسي لدى السلطة ، بعد قيام مجموعة عسكرية تابعة للجهاد الإسلامي بتنفيذ عملية عسكرية شمال قطاع غزة أسفرت عن مقتل ثلاثة من جنود الاحتلال ، و اتهام حكومة الاحتلال لهاني عابد بالتخطيط للعملية .

      و كان هذا الاعتقال مرحلة هامة في حياته و في مسيرة الحركة الوطنية الفلسطينية ، و كانت بداية لخلافات من نوع جديد بين فرقاء الحركة الوطنية و الإسلامية الفلسطينية ، فالسلطة الفلسطينية كانت محكومة باتفاقيات و رؤى ، و تحاول فرض تصوّرها للعلاقة مع الكيان الصهيوني على الآخرين ، في حين كانت فصائل أخرى و من بينها الجهاد الإسلامي التي ينتمي إليها عابد ، ترى أن من حقّها الاستمرار في النضال و القيام بعمليات ضد الاحتلال ، الذي أعاد تموضع قواته في الأراضي الفلسطينية بعد اتفاق أوسلو الذي أفرز السلطة الفلسطينية ، و لم ينسحب منها .

      و شكّل الاعتقال ما يشبه (الصدمة) لأوساط في الرأي العام الفلسطيني لم يكن بمقدورها هضم مسألة أن تقوم السلطة الفلسطينية باعتقال أحد (لأسباب وطنية) . و يمكن استشفاف ذلك من البيان الذي أصدرته حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين في اليوم التالي للاعتقال ، في (القدس 27/5/1994م) . و تميّز البيان بقسوة نسبية تجاه السلطة (لقد أقدمت أجهزة الأمن الفلسطينية في غزة و التي يترأسها المدعو أمين الهندي على اعتقال الأخ هاني عابد ، أحد الشخصيات و الفعاليات الإسلامية البارزة و المعروفة في مدينة غزة ، حيث اختطفته من مقرّ عمله ، و أودعته سجن غزة المركزي و هكذا تفتتح أجهزة القمع الصهيونية التي يفترض أنها غادرت غزة قبل أقل من أسبوعين و لكن يبدو أنها تركت وكلاءها و مندوبيها لإكمال الدور الصهيوني و لأجل الحفاظ على أمن الكيان الصهيوني) .

      و يمضي البيان غاضباً مستهجناً رابطاً بين سلطة الاحتلال و السلطة الفلسطينية الجديدة (ليعلم أمين الهندي و غيره من الزبانية الجدد أنهم برغم مديح و ثناء إسحاق رابين لهم بأنهم يقومون بدورهم على أكمل وجه ، فإنهم ارتكبوا عملاً خطيراً و غبياً عندما اختطفوا الأخ هاني عابد ، فالذين قاوموا الاحتلال و الإرهاب الصهيوني ببسالة شهدها و شهد لها العالم لن ينكسروا أمام أي إرهاب جديد) .

      و رأت مصادر في الجهاد الإسلامي في حينه أن اعتقال هاني عابد بمثابة (رهينة سياسية حتى نوقف عملياتنا الجهادية) كما قال الأمين العام للحركة الشهيد فتحي الشقاقي في تصريح نشرته صحيفة الحياة اللندنية (5/6/1994م) .

      و أشار الشقاقي في تصريحه ذاك إلى أنه أجرى اتصالات غير مباشرة مع الرئيس عرفات و قيادة منظمة التحرير لإطلاق سراح هاني عابد ، و أنه أبلغ تلك القيادة و عرفات بشكل غير مباشر أيضاً أن أي اعتقال (لإخواننا سيصعّد من العمل العسكري ضد الاحتلال كي نبرهن لهم بأنه لا يمكن ابتزازنا عن طريق اعتقال أحد إخواننا في الحركة ، و أنه طالما بقي عابد معتقلاً فسنصعّد العمل العسكري و لن يكون استمرار إيقاف عابد سبباً لإيقاف العمل العسكري) .

      و بهذه المناسبة اعتبر الشقاقي أن العمليات التي نفّذها الجناح العسكري للجهاد المعروف باسم (قسم) ، كشفت أن (الانسحاب الصهيوني من غزة لم يكن حقيقياً ، و السيادة الصهيونية لا زالت موجودة و أن مرجعية الإدارة الفلسطينية هي "إسرائيل") .

      و خرج هاني عابد ، أول معتقل سياسي فلسطيني لدى السلطة الفلسطينية من السجن ، و في حين كانت سلطات الاحتلال فشلت باعتقاله قبل إعادة تموضع قوات الاحتلال في قطاع غزة بنحو أسبوع ، بعد أن حاصرت منزله في حي الغفري بمدينة غزة ، و لكنه كان قرّر عدم تسليم نفسه لهم ، فإنها نجحت باغتياله بعد أن أنهى عمله في كلية العلوم و التكنولوجيا ، و ركب سيارته متوجّهاً لعمله الإعلامي ، و ما إن أدار المحرك حتى انفجرت به السيارة و خرّ شهيداً ، ليكون أول شهيد يتم اغتياله في المرحلة التي أطلق عليها مرحلة "السلام" ، مثلما كان أول معتقل سياسي فيها .

      و رغم أن حكومة الاحتلال التزمت الصمت حول حادث الاغتيال ، لكن هناك لدى متّهمي الاحتلال بتدبير الاغتيال مبرّرات لاتهامهم خصوصاً و أن الاغتيال جاء بعد تهديدات أطلقها إسحاق رابين ، رئيس وزراء الكيان وقتذاك ، باتخاذ إجراءات ضد نشطاء حماس و الجهاد الإسلامي بعد عملية "تل أبيب" الاستشهادية في حينه ، على نحو ذكر بما فعله بن غوريون في الخمسينات و غولدا مائير في السبعينات .

      و بتاريخ 23/10/1994 أكدت صحيفة (الأوبزيرفر) البريطانية أن رابين أعطى أوامره بملاحقة قادة فلسطينيين . و في مقال افتتاحي بعد اغتيال عابد كتبت صحيفة هآرتس بعنوان (الثواب و العقاب) مذكّرة بسلسلة الاغتيالات التي نفّذتها حكومات الاحتلال بعد عملية ميونخ .

      و اعترفت هآرتس أن عمليات الانتقام الصهيونية قد تخطيء هدفها أحياناً (و هو أمر مؤسف) حسب الصحيفة و لكنها قالت بوضوح و هي تتخلّى عن رصانتها (النسبية بالنسبة للصحف العبرية الأخرى) : (إذا كان هاني عابد قد تورّط في عمليات قتل فإنه لا يستحق اعتذاراً ، بل لقي العقاب الذي يستحقه) .

      و ربطت معظم الصحف الصهيونية التي خصصت مساحات واسعة لتغطية حادث اغتيال عابد ، بين تهديدات رابين و حادث الاغتيال . و هو ما يؤكّد مسؤولية الاحتلال عن اغتيال عابد بعملية إعدام غير قضائي كما تسمّي ذلك منظمات حقوق الإنسان . و أن الكيان الصهيوني مستمر به حتى أثناء (العملية السلمية) و هو ما أكّده الواقع بعد ذلك .

      و بعد حادث الاغتيال ، قال الدكتور الشقاقي إن الموساد الصهيوني وضع هاني عابد على رأس قائمة التصفيات بناء على قرار رابين ، و تنفيذاً لتهديداته ضد حماس و الجهاد الإسلامي .

      و أضاف الشقاقي في حديث لصحيفة العرب (10/11/1994م) أن قادة الكيان يدّعون أن (هاني عابد مسؤول عسكري في الجهاد الإسلامي ، و كان مسؤولاً عن مقتل عددٍ من الجنود الصهاينة ، و نحن نؤكّد أن هاني كان من نشطاء الجهاد الإسلامي بالفعل ، و لكنه كان سياسياً ، إضافة لكونه أستاذاً جامعياً و صحافياً ، و عندما فشلوا في معرفة القادة العسكريين قاموا بتصفية هدف سياسي سهل) .

      و ردّاً على سؤالٍ للصحيفة إذا كانت حركة الجهاد تتهم السلطة الفلسطينية بالتعاون في قتل هاني عابد ، أجاب الدكتور الشقاقي (لا نتهم السلطة بمحاولة القتل ، و لكن السلطة تغضّ النظر عن عملاء الموساد الذين يحملون ضمانات بعدم التعرّض لهم ، بل إن عملاء الموساد يخترقون هذه السلطة بقوة و في مستويات عديدة و هامة و من المفروض أن تتحمل السلطة مسؤولية حماية المواطنين أو تعلن عن عجزها لتقوم القوى المجاهدة بهذه المسؤولية) .

      و مثلما يحدث عادة ، فإن الصهاينة ينسون أنهم لا يستطيعون وحدهم رسم معادلة (الثواب و العقاب) حسب تعبير صحيفة هآرتس العبرية ، فبعد أيام قليلة من اغتيال عابد ، و في حين كان أصدقاؤه و مناصرو القوى الوطنية و الإسلامية يحضرون حفلاً لتأبينه في غزة (11/11/1994م) ، انطلق أحد تلامذة الشهيد عابد و اسمه هشام حمد ، راكباً دراجته الهوائية متمنطقا بالمتفجرات في عملية استشهادية ، مقتحماً تجمعاً عسكرياً قرب مستوطنة نتساريم ، ففجّر نفسه فيها ، انتقاماً لهاني عابد ، فقتل خمسة من جنود الاحتلال ، و أصاب عشرة آخرين ، حسب مصادر صهيونية .

      و أعلنت حركة الجهاد أن تلك العملية هي واحدة من سلسلة عمليات جهادية انتقاماً لعابد ، و هو ما حدث بالفعل خلال الأشهر التالية ، في عمليات كان لها صدى كبير ، مثل العملية التي فجّر فيها الشهيد خالد الخطيب سيارة كان يقودها في حافلة عسكرية في مستوطنة كفار داروم أسفرت عن قتل عشرة جنود يوم (9/4/1995م) ، و العملية الكبرى في بيت ليد التي نفّذها الشهيدان : صلاح شاكر و أنور سكر ، و فيما بعد اعتبرت سلطات الاحتلال هذه العمليات و غيرها مبرّراً لقتل زعيم الجهاد الإسلامي فتحي الشقاقي .

      عندما استشهد هاني عابد ، كان أربعة من البنين و البنات ، و كانت زوجته حاملاً ، ولدت بعد استشهاده بنتاً ، أسموها (قسم) تماهياً مع اسم الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي ، و التي خرج منها استشهاديون كانوا مع غيرهم من الاستشهاديين ، أنبل ظاهرة في عصر الانحطاط العربي .




      وفيما بعد أصبح الشهيد دائم التردد على مسجد الهدى بحي الشيخ رضوان القريب من منزله فكان من أكثر المصلين التزاماً بالمسجد، وكان دائم المحافظة على صلوات الجماعة وخاصة صلاة الفجر.
      وقد امتاز الشهيد بصوته الندى في تلاوته للقرآن الكريم، والذي يجيد أحكامه.. وقد عرف الشهيد كرياضى تمتع بلياقة بدنية وأجاد فن الكراتيه.
      انتماؤه ومشواره الجهادي
      متأثراً بنشأته وتربيته الإسلامية، غلب على الشهيد عدم الاهتمام بالدنيا وزخرفها فقد كان زاهداً فيها وجل همه هو الشهادة في سبيل الله. وكما كل الشباب المسلم كان مقاوماً للاحتلال وقد اعتقل من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي بتهمة رشق الجنود بالحجارة ومكث في معتقل أنصار عدة أيام.
      آمن الشهيد ومن خلال تشربه لأفكار الجهاد الإسلامي، ومن خلال علاقته الوثيقة مع بعض أفراده، بأن الجهاد المسلح هو السبيل لتحرير فلسطين والقدس وأن الشهادة هي أغلى أمنية ينتظرها المؤمن بالله.
      بعد أن عاش الشهيد أفكاراً إسلامية مختلفة اختار الاقتراب من حركة الجهاد الإسلامي وفيما بعد انضم إلى الجناح العسكري للحرة وكان زميلاً للشهيد المجاهد / على العيماوي في نفس المجموعة.
      إرهاصات الشهادة
      منذ استشهاد أخيه في الجهاد وزميله في المجموعة الشهيد علي العيماوي، وهو في عبادة متواصلة، حيث كان دائم الصيام والقيام فقد اعتبر نفسه شهيداً يمشي على الأرض.
      كان يستعجل الشهادة ويظن أنها قد فاتته باستشهاد أخيه الشهيد على العيماوي حيث كان الشهيدان قد سجلا سوية شريطاً مشتركاً لنفس العملية في أسدود
      وتعانق في الشريط سلاحهما لكن مشيئة الله ادخرت هشاماً لعمل عظيم ودور قادم في علم الغيب، ولسبب ما انطلق الشهيد على العيماوي الى أسدود وحده.
      وقد اشترى الشهيد هشام سكيناً كبيراً وأعد نفسه عدة مرات لطعن جنود.. رغبة منه في الشهادة والتي كان يستعجلها.
      الشهادة
      قبل عمليته الاستشهادية بأيام قام بزيارة معظم أقاربه وصلة رحمه، فقد زار عماته وودع أصدقائه وقدم لبعضهم هدايا رمزية ولم يدرك أحد أنه بيستعد للشهادة.
      في يوم الجمعة السابع من جمادي الثانية 1415 هجري الموافق 11/ 11/ 1994م انطلق الشهيد هشام صائماً، مستبشراً بلقاء الله والشهادة في سبيله.. لابساً أجمل الثياب ومتعطراً كأنه ذاهب الى عرس حقيقي كما وصفه أحد الصحفيين الإسرائيليين.
      وفي حوالي الساعة الواحدة والنصف من ظهر ذلك اليوم تقدم الشهيد بدراجته الهوائية متزنراً بالمتفجرات والعبوات والناسفة ومقتحماً تجمعاً عسكرياً لبنى يهود بالقرب من مفترق البوليس الحربى في وسط قطاع غزة قرب مستوطنة نيتساريم الصهيونية، والذي أسفر عن مقتل خمسة جنود صهاينة وإصابة اثنين إصابات بالغة وإصابة عشرة اخرين ما بين خطرة ومتوسطة حسب اعتراف راديو العدو في حينه. وجاءت عمليته الاستشهادية رداً على اغتيال الشهيد المجاهد هانى عابد الذي اغتيل في الثاني من الشهر نفسه على أيدي الموساد الإسرائيلي بهدف تصفية عناصر وقيادات العمل الإسلامي الجهادية في حركتي حماس والجهاد الإسلامي في قطاع غزة.
      وقد كانت عملية الشهيد هشام هى أولى العمليات الاستشهادية من نوعها في فلسطين والتى جاء توقيتها مواكباً للحفل التأبيني الكبير الذي أقيم للشهيد المجاهد هاني عابد.
      من وصايا الشهيد
      - أحبائي وإخواني: أعلم أن هذه الدنيا لن تدوم لأحد خلقنا الله فيها كي نعبده ونجاهد في سبيله فهذه أرض رباط وجهاد الى يوم القيامة، فلا سلام مع أبناء القردة والخنازير أعداء الإسلام ولا صلح مع اليهود قتلة الأنبياء.
      يجب علينا نحن أبناء الإسلام العظيم أن ننهض كي نوقف هذا المرض السرطاني الذي يسمى «إسرائيل» لأن زوالها حتمية قرآنية، وأن الله تكفل لنا بالنصر إذا لم نتخاذل ونتراجع.
      إن المعركة مفروضة على الجميع فلا تقفوا في طوابير الانتظار الكسيح على أبواب غد لاتملكون منها سوى الإذعان.
      إخواني وأهلي وأحبائي: أوصيكم بتقوى الله عزوجل وأوصيكم بصلاة الفجر في المسجد وألا تنسونى من دعائكم، ادعوا الله لى ان يرزقني مرتبة الشهداء).


      [1] - ولد الشهيد هشام حمد في عام 73 في قطاع غزة.
      - نشأ وترعرع مع أسرته التي هاجرت من قرية المغار 1948.
      - استقر به المقام في مخيم الشاطىء ثم في حي الشيخ رضوان بغزة.
      - استشهد في 11/ 11/ 1994 م بعد أن فجر نفسه في مفترق ننتساريم وقتل خمسة من اليهود واصاب اثنى عشر جندياً صهيونياً.
      [url]##############

      رحمك الله يابركات السرايا

      تعليق


      • #48
        رابطة علماء فلسطين تصدر فتوى شرعية

        تعتبر أن من يقبل بالتعويض بديلاً عن العودة بائع لوطنه

        وسيلقى الخزي في الدنيا والآخرة.. وأن تحرير فلسطين والقدس وعودة اللاجئين لا يتم إلا بالمقاومة والجهاد..



        الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين.

        ﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (*) الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ﴾.

        إن قضية اللاجئين الفلسطينيين هي جوهر القضية الفلسطينية وأساسها وابرز مظاهرها، وتقف على قدم المساواة في الأهمية مع قضية القدس والأرض... وعلى ضوء ما يجري اليوم من مفاوضات وما يعلن عن إجماع صهيوني على رفض حق شعبنا الفلسطيني في العودة وتبجح قادة العدو الصهيوني بأنهم لا يتحملون المسؤولية عن مشكلة اللاجئين، في ذات الوقت الذي يجمع فيه شعبنا على هذا الحق وبشكل قاطع مما قد يدفع بعض الجهات الإقليمية والدولية لطرح حلول توفيقية – تنتقص من حق اللاجئين في العودة – للخروج من هذا المأزق، فإننا وبوضوح ومن منطلق مسؤوليتنا الشرعية والتاريخية في تبيان الموقف الشرعي تجاه قضية اللاجئين وحقهم في العودة..

        فإننا في رابطة علماء فلسطين نفتي بما يلي :-

        1 ـ اللاجئون والنازحون والمهجرون الفلسطينيون أخرجوا من وطنهم فلسطين بغير حق ظلما وعدوانا بسبب الإرهاب الصهيوني والمذابح البشعة والطرد القسري والتهجير الإجباري الذي ارتكبته العصابات اليهودية بحق شعبنا واستمرار العدو الإسرائيلي في جرائمه ومجازره واعتداءاته على اللاجئين الفلسطينيين كما حصل في صبرا وشاتيلا... وغيرها، وعليه فإن (عودة اللاجئين والنازحين والمهجرين) إلى مدنهم وقراهم وبيوتهم وممتلكاتهم التي هُجّروا منها في فلسطين حق شرعي وتاريخي وهو حق أساسي من حقوق الإنسان كفلته الشرائع السماوية والمواثيق العالمية.. كما انه حق غير قابل للتصرف ولا يسقط بالتقادم ومرور الزمن ونابع من حق الملكية الخاصة التي لا تزول بالاعتداء أو الاحتلال، لا يجوز النيابة أو التفويض أو التنازل عنه في إطار أي اتفاق أو معاهدة، وهو بالتبع لا يسقط أو يتأثر بإقامة دولة فلسطينية، فضلا عن انه حق متوارث، يتوارثه الأحفاد والأبناء عن الآباء والأجداد.

        2 ـ لذا فالحكم الشرعي بأي اتفاقية أو معاهدة لا تحقق العودة الكاملة غير المشروطة للاجئين الفلسطينيين إلى وطنهم وبيوتهم وممتلكاتهم التي اخرجوا منها سواء أكان ذلك بالتعويض بدلا عن حق العودة أو التوطين أو التأجيل أو العودة الجزئية أو الفردية تحت عنوان جمع شمل العائلات أو الاستعاضة عنها بالعودة إلى الضفة وغزة باطل شرعا وغير ملزم لشعبنا وامتنا وأجيالها المتعاقبة.

        3 ـ أكد أن التعويض هو حق للاجئي شعبنا عن تشريدهم وعن معاناتهم ماديا ومعنويا خلال ما يزيد عن نصف قرن، وهذا التعويض ليس بديلا بأي حال عن حق العودة، ولذا فإن القبول بالتعويض بدلا عن حق العودة حرام شرعا، وكل من يرضى بالتعويض بدلا عن حق العودة يعتبر بائعا لوطنه وسيجني خزياً وندامة في الدنيا والآخرة.

        4 ـ وفي الختام نؤكد أن تحرير فلسطين والقدس وإعادة ملايين اللاجئين لا يتم عن طريق المفاوضات السلمية الذليلة وإنما عن طريق الجهاد والمقاومة.. فالجهاد ماضٍ إلى يوم القيامة لا يبطله جور جائر ولا عدل عادل.

        ﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾
        [url]##############

        رحمك الله يابركات السرايا

        تعليق


        • #49
          قراءة في فقه الشهادة



          كتب السيد سابق في "فقه السنة" (ص 458-459 المجلد الثاني) "واما قاتل نفسه فالله سبحانه وتعالى يحذر من ذلك فيقول ﴿وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَة﴾ (البقرة 195) ويقول: ﴿وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا﴾ (النساء 29) وروى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "من تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيها خالداً مخلداً فيها ابداً. ومن تحسى سماً فقتل نفسه فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالداً فيها أبداً، ومن قتل نفسه بحديدته فحديدته في يده يتوجا بها في نار جهنم خالداً فيها أبدا".

          وروى البخاري عن أبي هريرة أيضاً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الذي يخنق نفسه يخنقها في النار، والذي يطعن نفسه يطعن نفسه في النار والذي يقتحم يقتحم في النار" (يقتحم يرمي نفسه من عل). وعن جنب بن عبد الله قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «وكان فيمن قبلكم رجل به جرح، فجزع فأخذ سكينا فحز بها يده فما رقا الدم حتى مات قال الله تعالى بادرني عبدي بنفسه: حرمت عليه الجنة» (رواه البخاري).

          هذا حكم الإسلام على من يقتل نفسه انتحاراً بالسم أو برمي نفسه من عل أو بحديدة أو بطعن أو بخنقها أو بحز يده أو رقبته بسكين لينزف حتى الموت. فما لمسلم أن يقتل نفسيه يأساً من حياة، أو جزعاً من جرح، أو مرض، أو هروباً من دين أو فقر، أو جوع أو خوف أو مصاعب أو سجن أو عذاب، فالله سبحانه وتعالى خلق الإنسان بيده، ونفخ فيه من روحه، وجعل الملائكة تسجد له، وسخر له ما في البر والبحر والسماء، واستخلفه على الارض، وفطره على التوحيد، واعطاه القوة بروحة وعقله ويديه وبدنه.. وعلمه ما لم يعلم، واتاح له ان يعرف الكون، ويحكم ويمسك بالآلة، ويعمل ويبدع ويترقى فيحسن تأمين طعامه، ومنامه، وتنقله، وراحته، ويحسن تغذية روحه وعقله واحاسيسه وبعث إليه بالأنبياء والرسل ليصححوا ما اعوج من امره. وليرشدوه إلى سواء السبيل. وكانت بعثة محمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين والمرسل بالقرآن والسنة الشريفة ليتم نعمة الله التي أنعم بها على الإنسان فهل بعد هذا من تكريم للانسان فوق هذا التكريم. ولهذا لم يكن للانسان ان يقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق: "ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق"، وحدد القرآن هذا الاستثناء تحديداً دقيقاً كقتل الثيب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة، ولكن الله تبارك وتعالى اتم هذا التكريم للانسان على الأرض بان جعل له غاية أكبر من تكريم حياته وتأمين احتياجاته وسائر شؤون استخلافه على الأرض، فقد جعل له الفارقة الكبرى: وهي عبادة الله: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ (الذاريات 56). فهذه الغاية أكبر من الحياة نفسها وفي أعلى مراتب تكريم الانسان، وما هذه الحياة الدنيا الا فانية، ولكنها مسرح الصراع بين الايمان والكفر، كما بين عبادة الله وعبادة الاهواء والشياطين. فعلى الإنسان المكرم ان يختار بين الايمان والكفر أو بين عبادة الله وعبادة الاهواء والشياطين وما بينهما من مشتبهات كالفسق والفجور وارتكاب الكبائر. ﴿إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا﴾ (الإنسان 3). وما جزاء ذلك الا جنات الخلد أو إلى خلد في نار جهنم. وهذا ما يجعل الحياة جسراً للإنسان إلى الجنة إن أراد أن يكون عابداً لله شكوراً، أو جسراً إلى النار إن أراد أن يكون ناكراً لله أو جاحدا وكفوراً. وما عمر الإنسان في هذه الحياة، وان بدت للبعض سنين عدداً، إلا عبوراً خاطفاً. ان هذه السنين حتى لو وصلت بالفرد إلى مائة عام لا تساوي في عمر الكون، وفي عمر الخلد في الجنة أو في النار إلا لحظة. وهذه اللحظة لا تكاد تسمى أو تذكر في الزمن الكوني ناهيك عن الزمن الرباني في الآخرة. إنها أقل من واحد على مليون من طرفة عين. ولكن الحياة على الرغم من ذلك غرورة للإنسان، تجعله يحسب أن ماله قد خلده أو أن قوته أو صحته أو شهوته باقية، إلا من رحمه ربه فعرف المعنى الذي أراده رب العالمين من خلق الإنسان وحياته. وما أعطاه من تكريم في العقل والروح والبدن والإبداع والقدرة فعرف السبيل فكان عابداً لله مشكورا. بل كان مجاهداً في سبيل الله ليجعل كلمة الله هي العليا، بهذا قد استخدم حياته وسخرها، بل يكون قد عبر جسر هذه الحياة الدنيا على أحسن وجه أراده الله وقد جعل مآله الجنة حيث النعيم المقيم والخلد الأبدي.

          وهذا ما جعل للجهاد في سبيل الله أحكاماً تخصه وحده تختلف عن الأحكام المتعلق أن يلقي نفسه إلى التهلكة، وما ذكر من تحريم لقتل النفس إلا بالحق. بل ان هذه الأحكام تكمل تلك الأحكام ولا تناقضها، وتجعل الإسلام كاملا في تكريمه للإنسان من حيث الحفاظ على حياته وتحريم قتل النفس إلا بالحق ومن حيث بذل النفس رخيصة في سبيل الله فكلا الأمرين واحد. وهذا ما يميز الإسلام عن النظريات والفلسفات التي تسمح بقتل النفس وهدر دم الأفراد والجماعات لغايات الاستعباد والاستعمار ونهب الشعوب وتكريس حكم الطغيان، وتجعل الغاية المادية تسوّغ الوسيلة. كما يميزه عن النظريات والفلسفات التي تجعل المحافظة على حياة الإنسان غاية تعلو على غاية العبادة، وإقامة العدل، وإحقاق الحق، مما يُفسح المجال للطاغوت ان يعلو ويفسد في الأرض دون رادع. أما الإسلام فقد بلغ فيه التوازن في هذا الأمر مبلغاً عجيباً، فأحكامه التي تكرم حياة الإنسان وتحرم قتل النفس إلا بالحق (تأمل في هذا الاستثناء إلا بالحق) وأحكامه التي تكّرم حياة الإنسان بان تجعل أسمى غاياتها عبادة الله وتجعل الجهاد والاستشهاد في سبيل الله أعلى مراتب هذه العبادة، حين تؤخذ جميعاً تستقيم حياة الأمة الإسلامية ويصبح الإنسان المسلم أرقى نموذج أنساني حضاري.

          يقول الله تعالى في محكم تنزيله ﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ﴾ (الحج 39).. و﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُم﴾ (البقرة 216).. و﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا﴾ (النساء 71).. و﴿وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا﴾ (النساء 95). وأمر الله المؤمنين أن يثبتوا في المعارك.. ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا﴾ (الأنفال 45).. ﴿إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ﴾ (التوبة 39).. ﴿إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ (التوبة 111) .. ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ﴾ (الأنفال 15). وإذا كان رب العالمين عز وجل أراد من حيث الأساس ان يحافظ الإنسان على نفسه ولا يلقي بها إلى التهلكة ولا يقتل النفس التي حرم الله الا بالحق فقد جعل الجهاد لإعلاء كلمة الله في أعلى مراتب التكريم للإنسان. وفي الجهاد قتل وقتال، وهذا ما جعل الذين يقتلون في سبيل الله شهداء أحياء ينتقلون إلى الفردوس بلا مرور بعذاب الموت والقبر وجعل مرتبتهم أقرب ما تكون من درجة الأنبياء والرسل عند الله. مما جعل طلب الشهادة أمنية لكل مسلم حقيقي يتبع التعاليم الربانية في الجهاد في سبيل الله ويسير على نهج رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الشأن، والا ما معنى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: ".. والذي نفسي بيده لوددت أني أقتل في سبيل الله ثم أحيا، ثم اقتل ثم أحيا ثم اقتل (رواه أحمد، والبخاري، ومسلم، والبيهقي ، والنسائي وورد في أحاديث الجامع الصغير وكنز العمال. أفلا يعني هذا الحديث أن أعظم أمنية لمسلم مؤمن هو أن يقتل في سبيل الله، فما من غاية لحياة المسلم في هذه الدنيا أعز من أن يحياها في سبيل الله ويقتل فيها في سبيل الله. وهذا توجيه رباني يصلح لكل زمان ومكان. لان الجهاد في سبيل الله حكم تبليغي. أما كيف يأخذ مجراه في الزمان والمكان أو كيف تدار شؤون الحرب مع الكفار إعداداً ودفاعاً وهجوماً وغير ذلك من حالات فأمر مفوض "للسياسة الشرعية" أو حكم الإمامة، (أنظر فقه السيرة للبوطي، الطبعة الثامنة ص219). ويقول الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي في هذا الصدد ان الحاكم يقرر شؤون الدفاع والإعداد والهجوم.. إلا إذا داهم العدو المسلمين في عقر دارهم وبلادهم فان عليهم دفعه بالقوة مهما كانت الوسيلة والظروف. ويعم الواجب في ذلك المسلمين والمسلمات كافة شرط الحاجة وتوفر مقومات التكليف (219). وقد قرر أغلب الفقهاء فرض الجهاد على الجميع في حالة دهم العدو المسلمين في عقر دارهم وبلادهم.

          أما إذا وقفنا الآن لندرس وضع المسلمين في فلسطين فسنجد العدو المشترك والكافر قد دهمهم في عقر دارهم وبلادهم، فشنت أغلبهم من الديار، وأعمل في رقابهم السيف والنكال، وزج بعشرات الألوف بالسجون، وانزل فيهم ألوان العذاب وراج يقتل منهم كل يوم ويسقط الجرحى بالعشرات. وعمد إلى تهويد الأرض وانتهك المقدسات، وجعل أولى القبلتين وثالث الحرمين المسجد الأقصى الذي بارك الله من حوله وصخرة الإسراء والمعراج مهددين بالإزالة لإقامة ما يسمى بالهيكل مكانها. ووضعت اليد المشركة على الحرم الإبراهيمي في مدينة خليل الرحمن وجعل العدو من وجوده في أرض فلسطين قاعدة عسكرية ذات أنياب ومخالب فتاكة بكل ألوان الأسلحة لتمعن في إذلال بقية الدول العربية والإسلامية، وتسهم في تثبيت خطط الهجمة الغربية ـ الصهيونية العالمية التي وضعت لتكريس نتائج هدم دولة الخلافة العثمانية وفي مقدمتها خطة سايكس بيكو، وهي خطة تقسيم بلاد المسلمين (البلاد العربية وغير العربية) إلى عشرات الدويلات وإقامة نمط الدولة العلمانية في كل منها لتكرس التجزئة، وتجعل من كل جزء مصدر شلل للجزء الآخر، ولتجعل من دولة التجزئة وعاء التغريب والحضارة الغربية. هذه الفكرة التي تفتك بالجسد الإسلامي كالسم الزعاف. وذلك حين تحل محل الإسلام وكلام الله. ومن ثم ليجعل من تلك الدولة ضمن انتماء يعيد، أداة قمع واضطهاد لكل من يقول ربنا الله…

          فادى دولة الوطن القومي اليهودي في فلسطين لا يقتصر على احتلال جزء من دار الإسلام وهو فلسطين وإذلال أهلها ونشر الفساد اليهودي فيها فحسب وإنما هو أيضاً جزء مركزي في خطة تمزيق الأمة الإسلامية وتغريبها وإخضاعها واستعبادها وشل إرادتها ووضع النير الأبدي في عنقها. ومن هنا لا يمكن ان يعطل الجهاد اذا لم يوجد الحاكم الذي يأمر به ولا يمكن ان ينتظر المسلمون في فلسطين وغير فلسطين عودة دولة الخلافة الإسلامية التي تأمر بالجهاد حتى يكون جهاد… وانما كان لابد من أن يجاهد كل مسلم توفرت فيه مقومات التكيف أو كل جماعة إسلامية بقدر استطاعتها واجتهادها ووفق ما تراه مناسباً، فنحن أما الحالة التي يمكن ان يخرج فيها المسلم إلى الجهاد دون إذن. وقد أجمع علماء الأمة وقادتها الإسلاميون المعاصرون منذ بدء الاجتياح الغربي ـ الصهيوني لفلسطين وحتى اليوم على اعتبار الجهاد بالنسبى إلى أهل فلسطين والى من في ثغور تماس مع هذا العدو فرض عين لابد من ان يقوم به كل من استطاع إليه سبيلاً فعدو الإسلام والأمة دهم البلاد، وأذل العباد، وأمعن في الكفر والفساد، ولم تسلم منه الأعراض ولا المقدسات ولا ديار الجوار وجوار الجوار. ولم ينفع معه ومع حلفائه ما عرضه بعض الحكام من نداءات للتخفيف من هذا الحال. ولم توقف التنازلات فتكة السرطان بجسد فلسطين والأمة. بل زاد الضعف في السؤال أعداء الأمة تمادياً وطغياناً، وزادهم كفراً وعدواناً ولم ينج من الأذى حتى الذين استكانوا وطلبوا الأمن والنجاة بأي سبيل. فخطة صهيون وأمريكا، بصورة خاصة، تتجه إلى ان تهود فلسطين تهويداً كاملا لا رجعة فيه. وتتجه إلى جعل دولة صهيون قوة عسكرية ضاربة تستمر باحتلال الجولان وأجزاء من لبنان، ومهيأة لاحتلال بلاد إسلامية أخرى أو ضربها بالطائرات والصواريخ. لقد أرادوها قوة عسكرية ترتجف منها حكومات التجزئة وتتمنى مهادنتها. فتسلم قيادها لأمريكا حتى تأمن شرها ويصل التسليم إلى خضوع وتبعية، بل حتى إلى تنفيذ خطط الغرب والشرق في محاربة الإسلام والمسلمين. ولم يشذ الشرق الماركسي عن هذه التوجهات فاتفق مع الغرب الرأسمالي على الاعتراف بدولة إسرائيل واعتبار وجودها أمراً لا يمس وان اختلفا في التنازع على من يكسبها إلى جانب سياساته ومخططاته.

          ان هذا الحال لا يرضاه للمسلمين رب العالمين، ولا يمكن ان يطيقه من يصلي مولياً وجهه إلى قبلة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، والساكت عليه ليس شيطانا أخرس فحسب بل هو أكثر من ذلك لان العدو الصهيوني في فلسطين أكثر من ظالم، وأكثر من حاكم جائر، وأكثر من طاغية، وأكثر من فرعون. فهو الكفر والشرك والشيطان والطغيان وعداء الإسلام والمسلمين في آن واحد، وهو السرطان الذي يفري بدن الأمة، ولا مفر من ان يوقف عند حده ويصار إلى اجتثاثه، ولا يكون ذلك إلا بان يقاوم بكل وسيلة يقرها الشرع ولابد من ان تتضافر على ذلك لا جهود شعب فلسطين فحسب، وإنما أيضاً، جهود الأمة الإسلامية كلها. فهو ليس بالعدو المحلي وإنما هو عدو عالمي جزء منه في فلسطين وأجزاء منه منتشرة في قارات الأرض كلها، هو رأس حربة تفتك بالأرض المباركة بينما بقيتها في عواصم الاستعمار والطاغوت العالمي تمده بجسر لا ينقطع من الإمداد العسكري والمادي والبشري والسياسي والإعلامي والمعنوي والجاسوسي، وإذا كان من المشروع في المقابل ان تتحرك كل القوى الإسلامية الحية في الأمة لتتدبر سبل النهوض وسبل المشاركة بواجب مواجهة هذا التحدي الكبير الخطير، وان كان من المشروع ان تجتهد كل منها ذلك وفق ما تراه طريقاً اقرب وأنسب لظروفها وأمصارها، فان السبيل واضح بيّن بالنسبة إلى أهل الرباط والجهاد تحت الاحتلال في الأرض المباركة فلسطين، فما على هؤلاء إلا ان يستخدموا، كل وفق اجتهاده، طريق الصمود في الأرض والمحافظة على المقدسات، والهوية الإسلامية، وتثبيت الناس في خوض كل ألوان المواجهة، والمقاومة السلبية والايجابية، المسلحة وغير المسلحة، والتي يكون التغيير فيها ثبات (سرايا منفردة) أو جميعها، ويكون بالجماهير المتدفقة في الشوارع ترفع راية لا اله إلا الله، والله أكبر أو يكون بمعارك الحجارة يقاتل بها الأطفال والفتيان والنساء. أو بمعارك المواجهة المسلحة تخوضها سرايا الجهاد الإسلامي. ولا بد من أن يتم ذلك كله بأعلى درجات الاتكال على الله، والتقوى والإيمان، وطلب الشهادة، بأعلى درجات التضحية فيقاتل في سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة. ﴿وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا﴾ (النساء 74).

          على أن المهم هنا أن نركز، بصورة خاصة على واجب القتال في سبيل الله حين يتخذ شكل المعارك والعمليات الاستشهادية، وذلك بسبب أهمية هذا الشكل وضرورته والحاجة إليه، أما المقصود بالعمليات الاستشهادية في حالات القتال التي يدخل فيها المجاهد، أو قلة من المجاهدين، في اشتباك مع العدو يتم بالثبات حتى الاستشهاد من أجل إنزال اكبر قدر من الخسائر بقواته العسكرية، أو تلك العمليات التي لا يمكن القيام بها أو تحقيق الهدف منها ما لم يدخل المجاهد، أو قلة من المجاهدين، في غزوة عاصفة منفضة على قوات العدو ويحسم فيها القتال خلال لحظات يتم فيها التفجير بما لا يسمح للعدو فرصة لإبطاله، أو إفشاله، أو تجنب الخسائر منه. كما لا يمكن ان تتم النتائج المرجوة ضد الهدف المحدد إلا من خلال هذا التفجير الذي يضطر فيه المجاهد ان يثبت في تلك اللحظة فلا يولي الأدبار. ولا يفكر بقرار، فيستشهد في هذا الاقتحام من أجل إنجاح عملية كبرى فيها نصرة للدين والجهاد وفيها إنزال أكبر الخسائر في العدو الكافر وفيها تحطيم لمعنويات قواته العسكرية، ودب الرعب في صفوفها.

          وقد يخطر على بال البعض أحياناً أن يقارن بين هذا الطراز من القتال في سبيل الله وبين قتل النفس التي حرم الله: ﴿وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا﴾ (النساء 29). وأن المجاهدين الذين يسلكون هذا الدرب للشهادة إنما يلقون بأيديهم إلى التهلكة. ان مثل هذا الفهم هو من الخطورة بمكان بحيث يستدعي أن نقف بين يدي فقه الجهاد لنستجلي الصورة من خلال ما ورد فيه من نصوص عن الله ورسوله، وما جاء فيه من سيرة عملية لجهاد النبي صلى الله عليه وسلم وجهاد صحابته من بعده، بل جهاد الأمة الإسلامية بأسرها على مدار تاريخها الحافل.

          ورد عن الحافظ بن كثير في تفسيره لآية قتل نفس أن المقصود بذلك هو عن طريق ارتكاب محارم الله وتعاطي معاصيه وأكل أموالكم بينكم بالباطل، أو بالانتحار سماً أو طعناً أو جرحاً أو رمياً من حالق أو شجا بحديدة.. الخ (مختصر تفسير أبن كثير، المجلد الأول ص379 طبعة 7، سنة 1402هـ). ان هذه المعاني تقودنا بداية إلى أحد أهم جوانب المسألة ألا وهو جانب النية.

          فالنية في الجهاد مسألة معتبرة ورد فيها العديد من النصوص القرآنية والأحاديث النبوية التي تحض على إخلاصها لله سبحانه وتعالى بل والأكثر من ذلك أن الله تبارك وتعالى رتب ثمرة الجهاد في اعتبار من يقتل من المجاهدين شهيداً مقبولا عند الله من عدمه على مسألة النية، والأحاديث التي وردت في هذا المجال كثيرة محورها قول الرسول صلى الله عليه وسلم "من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا، فهو في سبيل الله" ثم حديث أبي هريرة الذي رواه مسلم "أن أول الناس يقضي يوم القيامة عليه: رجل استشهد فأتى به فعرفه نعمة فعرفها قال: فما عملت فيها؟. قال: قاتلت فيك حتى استشهدت. قال: كذبت، ولكنك قاتلت لأن يقال جريء فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى القي في النار.." (حديث).

          اذن فالنية هنا لها كلمة الفصل. وان عدل الله سبحانه الذي اقتضى إثباتها على الإنسان سلباً، بمعنى أن يرد عليه يوم القيامة ما حسبه أهل الدنيا جهاداً وشهادة، لعدم صدق نيته فيسحب على وجهه ويلقى في النار، لا يعقل أن يحرمه من ثمرتها إيجاباً، بمعنى ان يقتل منه يوم القيامة ما حسبه أهل الدنيا "قتلا للنفس" كشهادة يرقي بها أعلى درجات الجنة، وذلك لحضور النية وصدقها.

          وعليه، فالمجاهد الذي يزج بنفسه في قتال في سبيل الله، فيقتل وهدفه الميداني قتل العدو والانتصار لدين الله استجابة لأوامره سبحانه وتعالى، لا سأماً من الحياة أو تخلصاً منها (الانتحار). كيف يمكن أن يحكم على فعله هذا بأنه قتل للنفس أو تهلكة؟
          [url]##############

          رحمك الله يابركات السرايا

          تعليق


          • #50
            سرايا القدس طريق لايخوضه الي الرجال
            [url]##############

            رحمك الله يابركات السرايا

            تعليق


            • #51
              السلام عليكم
              سوف أضع التوقيع بإذن الله


              يا أمتي وجب الجهاد فدعي التشدق والصياحْ
              ودعي التقاعس ليس ينصر من تقاعس واستراحْ
              ####

              عذرا أختي الكريمة فالإعلان والدعاية ممنوع وحياك الله

              تعليق


              • #52
                بارك الله فيكم إخواني جميعاً
                انتظار الفرج بالصبر عبادة

                تعليق


                • #53
                  بارك الله فيك اخي
                  وجزاك المولى كل خير
                  الحمدلله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه


                  " عندما سلكنا هذا الطريق كنا نعرف ان تكاليفه صعبة جدا لكن هذا هو واجبنا وخيارنا المقدس"

                  تعليق


                  • #54
                    بارك الله فيك اخى الكريم

                    تعليق


                    • #55
                      رحمك الله يا ابراهيم
                      مسجد الشهداء مسجد الاسلام يحتسبون عندالله الشهيد القائد المجاهد عوض الله المصري ابا ابراهيم والشهيد الاستشهادي المجاهد احمد عاشور والشهيد محمد المصري ابو البراء والشهيد محمد فرحان المصريحركة الجهاد الاسلامي في مسجد الاسلام وجناحها العسكري المزلزل سرايا القدس

                      تعليق


                      • #56
                        بارك الله فيك اخى الكريم44:4 44:4 44:4 44:4

                        تعليق


                        • #57
                          الله يجزيك كل خير اخوي

                          تعليق


                          • #58
                            من مجموعات فرسان الليل نبرق بتحياتنا العطرة الي مجاهدي سرايا القدس في ذكري استشهاد القائد العام فتحي الشقاقي والي جنات الخلد
                            لااله الا الله .. بها نحيا .. وبها نموت .. وبها نلقى الله ~

                            تعليق


                            • #59
                              فكر الشقاقي يتأصل وشعلة الجهاد تزداد توهجا
                              لا إله إلا الله محمد رسول الله

                              تعليق


                              • #60
                                رحمك الله يا ابا ابرهيم يمن انجبت جيل من الاستشهادين

                                خلقت
                                اكتاف
                                الرجال
                                للبنادق

                                تعليق

                                يعمل...
                                X