عايشنا حماس لسنوات و سنوات : معارضة و حكومة ...عرفناها عن قرب من اعلامها و مهرجاناتها و خطاباتها ...قرأنا عنها الشيء الكثير : عن بطولاتها و رجالاتها و تضحياتها ..سمعنا عنها قصصا و روايات ,تولدت لدينا تلك الصورة الفلسطينية الرائعة حول قيم العطاء و الخير و بذل النفس و المال من اجل الوطن ....ما بال هذه الصورة بدأت تبهت في اذهاننا و تحل محلها صور محزنة و مؤلمة ,..لماذا استبدلت بصورة الهراوات و هتافات التخوين و التجريح ...لماذا استبدلت هذه الصورة المشرقة بصورة الصدام مع اخوة الوطن ..لماذا نزفت دماء و سقط شهداء و بكت امهات و زحف معاقون على ركبهم المهشمة ....لماذا غابت صوركم و انتم تتعانقون في مكة حول البيت الحرام لتحل صورتكم و انتم تشهرون السيوف في وجوه بعضكم البعض ...هل عادت الجاهلية الاولى ؟
ما بال حركة حماس ؟ و ما الذي اصابها و مالذي دهاها حتى وصلت الى ما وصلت اليه من عنف و مواجهة و صدام ؟
ما بال هذه الحركة الكبيرة التي كان يعول عليها باصلاح ما افسدته فتح تعود لتعيد كرة التعسف و القمع من جديد؟ و كأن مقولة ان التاريخ يعيد نفسه تثبت نفسها من جديد ؟
ما الذي يضير حماس ان يصلي الناس بالعراء او داخل المساجد ,حتى لو كانت صلاة "سياسية" فان الله تعالى هو الذي يحاسب عليها و ليس عصا او هراوة حماس ؟
ماالذي حدث حتى ضاق صدر حماس لان يتسع لصلاة جمعة او مؤتمر صحفي او مسيرة او مظاهرة هنا او هناك, وهي التي كانت تدعو الى الحريات و رفع الظلم و مواجهة تسلط الحكومات و اجهزة الامن ؟
أوليست هي التي كانت تملا شوارع غزة بمسيراتها العسكرية وصخب هتافاتها و تتحدى السطة الفلسطينية حينمت تصرخ و تهتف "جيشنا القسام " و"لا اعتراف بسلطة اوسلو "... أوليست حماس التي هاجمت مقرات قوى الامن بالاربي جي و القنابل و الهاونات و دكت عددا منها ؟
أوليست هي حماس التي تحدثت مطولا عن سياسة القمع و تكميم الافواه و مصادرة الحريات ؟؟
مالذي جعل صدر حماس يضيق من كلمة هنا و هناك وهي التي تعودت لاكثر من عقدين على مهاجمة الاخرين باوصاف اقل ما يقال فيها انها خارجة عن العرف الدبلوماسي و أدب الحديث و مهنية الاعلام : اوصاف الخيانة و العمالة و اللحدية و الاصطفاف في الخط الصهيو-امريكي و بيع الارض و المتاجرة بالقضية و التيار الانقلابي ثم التيار الخياني ثم "حكومة دايتون" ........ كلها مصطلحات صدرت من قاموس حماس و من براءة اختراع ناطقيها الذين لم يتعودوا يوما على لغة التوافق و الحب و شد الناس اليهم .
كنت اشاهد التلفاز و لا اصدق ما ارى !! لم اكن اتوقع ان تتلبس حماس بهذه المشاهد المؤلمة القاسية ... لم ارد لهذه الحركة العريقة صاحبة التاريخ النضالي و صاحبة مسلسل الشهداء العظام كأحمد ياسين و عبد العزيز الرنتيسي و صلاح شحادة و اسماعيل ابو شنب ان تنزلق الى صورة "الحكومات العربية "...صورة رجال الشرطة المنتشرين في الشارع وهم ملثمون ... صورة الهراوات والعصي الغليظة ...صورة الجيبات(الماجنوم) السريعة و هي تحمل المعتقلين سراعا الى مقرات الاعتقال .... صورة الضرب العنيف و تكسير الايادي و شج الرؤوس ..
لم أرد لهذه الحركة التي طالما علمتنا حب المقاومة و الوطن و حب التفاني و التضحية ان تقع في شباك الحرب الداخلية المحكوم عليها بالخسران المبين ...
لم أرد لهذه الحركة التي رسخت في اذهاننا بان عدونا الاول هو الاحتلال ..و الاحتلال فقط ان تنجر لتصبح معركتها و "نفيرها العام " ضد فتح و ضد من يصلون صلاة الجمعة ...
استغربت كثيرا و انا استمع الى الاستاذ خليل الحية وهو يصرخ باعلى صوته في مهرجان لحماس بغزة " اننا نعلن النفير العام ...انفروا يا ابناء و اسود حماس ", اعتقدت لاول وهلة ان النفير العام هو ضد اسرائيل – عدوتنا اللدودة - ,فاذا هو نفير ضد المصلين و ضد فتح و انصارها !!!
ما الذي دهى حماس حتى اصاب عقلها بلوثة المواجهة الدامية و الصدام ؟؟
ما الذي دهى حماس حتى جرها الى مربع كل ما فيه بوار و شر مبين!!
حماس التي كانت تشتكي دوما من اضطهاد السلطة و ملاحقتها و كانت دوما تشكي و تبكي من ممارسات السلطة ضدها تأتي اليوم لتعيد نفس السيرة الممقوتة التي طالما كرهناها و كرهنا مجرد ذكرها .. ؟
حماس التي لجأت دوما الى الصحافيين و الاعلاميين لانصافها من ظلم السلطة ,هي التي تأتي اليوم لتضربهم و تعتدي عليهم و تصادر كاميراتهم و تمنعهم من التصوير !!بل و تصفهم بانهم "متآمرين" ( عقلية المؤامرة التي تعشش في رأس حماس و كأنه مرض مزمن) ...
حماس التي كانت تحتمي دوما بمنظمات حقوق الانسان لابراز تعسف السلطة ضدها تجد اليوم ان ملفات خروقاتها لدى هذه المنظمات تكبر يوما بعد يوم و بيانات الانتقادات لا تتوقف!!.
حماس التي كانت تستعين بالقوى و الفصائل لتقف معها ضد تغول السلطة عليها تجد اليوم ان كل هذه القوى –بلا استثناء- تقف ضدها و ترفض ممارساتها فترد عليها حماس-مكابرة- و على لسان ناطقها سامي ابو زهري "بانهم دوما ضد الحركة" و انهم ليسوا حيادين !!! و سؤالي للاخ ابو زهري : اين هم حلفاء و اصدقاء حماس في الساحة الفلسطينية اذا كانت خسرت القوى و الفصائل و المنظمات الاهلية و حقوق الانسان و الصحافيين ؟ ماذا تبقى لهم سوى دائرتها التنظيمية الضيقة ؟؟!!
ان حماس يجب ان تحافظ على صورتها المشرقة الملونة بالوان الشهادة و التضحية و العطاء ....حماس يجب ان تحافظ على صورتها الناصعة التي رسختها في سنوات (المعارضة) و شوشتها في سنوات الحكم !!
يجب ان تعي حماس بان شعب فلسطين لا يحكم بالقوة او العصا و ان اهم معيار الحكم العدالة و الرحمة و حسن الاداء و الصبر و طول الاناة و استيعاب الناس بالحكمة
يجب ان تعي حماس بانها قد تضيع الكثير من تاريخها الذي امتد سنوات و سنوات في اقل من شهر او شهرين اذا ظلت الممارسات الخاطئة لانها سرعان ما تسجل في سجلها ....
يجب ان تعي حماس بان الحكم يعني الكثيرمن المعادلات الموزونة والسياسات المدروسة و ليس ردود افعال او ممارسات تنظيمية ,مما يملي على حماس ان يتسع صدرها لتستوعب الساحة الفلسطينية بكل تعقيداتها و خلافاتها ....
يجب ان تعي حماس ان تجربتها في الحكم تملي عليها ان تفكر بعمق بانه لا يمكن لها ان تمارس الحكم منفردة و بدون وقوف الاخرين في الساحة خصوصا فتح الى جانبها ... حماس لن تنجح في اكتساب تجربة الحكم اذا ظلت على هذه السياسة من المواجهة و الاستنزاف و مواجهة الاخرين ...ستسقط كما يسقط الحصان الجريح المتعب.
حماس يجب ان تتعلم لانها لازالت في الصف الاول من المدرسة السياسية , و الصف الثاني من التعايش مع الاخرين, و لا زالت في "الروضة" في العلاقات الدولية ....
نصيحة اخيرة : حماس يجب ان تتعلم بسرعة لان الوقت لا ينتظرها كثيرا !
ما بال حركة حماس ؟ و ما الذي اصابها و مالذي دهاها حتى وصلت الى ما وصلت اليه من عنف و مواجهة و صدام ؟
ما بال هذه الحركة الكبيرة التي كان يعول عليها باصلاح ما افسدته فتح تعود لتعيد كرة التعسف و القمع من جديد؟ و كأن مقولة ان التاريخ يعيد نفسه تثبت نفسها من جديد ؟
ما الذي يضير حماس ان يصلي الناس بالعراء او داخل المساجد ,حتى لو كانت صلاة "سياسية" فان الله تعالى هو الذي يحاسب عليها و ليس عصا او هراوة حماس ؟
ماالذي حدث حتى ضاق صدر حماس لان يتسع لصلاة جمعة او مؤتمر صحفي او مسيرة او مظاهرة هنا او هناك, وهي التي كانت تدعو الى الحريات و رفع الظلم و مواجهة تسلط الحكومات و اجهزة الامن ؟
أوليست هي التي كانت تملا شوارع غزة بمسيراتها العسكرية وصخب هتافاتها و تتحدى السطة الفلسطينية حينمت تصرخ و تهتف "جيشنا القسام " و"لا اعتراف بسلطة اوسلو "... أوليست حماس التي هاجمت مقرات قوى الامن بالاربي جي و القنابل و الهاونات و دكت عددا منها ؟
أوليست هي حماس التي تحدثت مطولا عن سياسة القمع و تكميم الافواه و مصادرة الحريات ؟؟
مالذي جعل صدر حماس يضيق من كلمة هنا و هناك وهي التي تعودت لاكثر من عقدين على مهاجمة الاخرين باوصاف اقل ما يقال فيها انها خارجة عن العرف الدبلوماسي و أدب الحديث و مهنية الاعلام : اوصاف الخيانة و العمالة و اللحدية و الاصطفاف في الخط الصهيو-امريكي و بيع الارض و المتاجرة بالقضية و التيار الانقلابي ثم التيار الخياني ثم "حكومة دايتون" ........ كلها مصطلحات صدرت من قاموس حماس و من براءة اختراع ناطقيها الذين لم يتعودوا يوما على لغة التوافق و الحب و شد الناس اليهم .
كنت اشاهد التلفاز و لا اصدق ما ارى !! لم اكن اتوقع ان تتلبس حماس بهذه المشاهد المؤلمة القاسية ... لم ارد لهذه الحركة العريقة صاحبة التاريخ النضالي و صاحبة مسلسل الشهداء العظام كأحمد ياسين و عبد العزيز الرنتيسي و صلاح شحادة و اسماعيل ابو شنب ان تنزلق الى صورة "الحكومات العربية "...صورة رجال الشرطة المنتشرين في الشارع وهم ملثمون ... صورة الهراوات والعصي الغليظة ...صورة الجيبات(الماجنوم) السريعة و هي تحمل المعتقلين سراعا الى مقرات الاعتقال .... صورة الضرب العنيف و تكسير الايادي و شج الرؤوس ..
لم أرد لهذه الحركة التي طالما علمتنا حب المقاومة و الوطن و حب التفاني و التضحية ان تقع في شباك الحرب الداخلية المحكوم عليها بالخسران المبين ...
لم أرد لهذه الحركة التي رسخت في اذهاننا بان عدونا الاول هو الاحتلال ..و الاحتلال فقط ان تنجر لتصبح معركتها و "نفيرها العام " ضد فتح و ضد من يصلون صلاة الجمعة ...
استغربت كثيرا و انا استمع الى الاستاذ خليل الحية وهو يصرخ باعلى صوته في مهرجان لحماس بغزة " اننا نعلن النفير العام ...انفروا يا ابناء و اسود حماس ", اعتقدت لاول وهلة ان النفير العام هو ضد اسرائيل – عدوتنا اللدودة - ,فاذا هو نفير ضد المصلين و ضد فتح و انصارها !!!
ما الذي دهى حماس حتى اصاب عقلها بلوثة المواجهة الدامية و الصدام ؟؟
ما الذي دهى حماس حتى جرها الى مربع كل ما فيه بوار و شر مبين!!
حماس التي كانت تشتكي دوما من اضطهاد السلطة و ملاحقتها و كانت دوما تشكي و تبكي من ممارسات السلطة ضدها تأتي اليوم لتعيد نفس السيرة الممقوتة التي طالما كرهناها و كرهنا مجرد ذكرها .. ؟
حماس التي لجأت دوما الى الصحافيين و الاعلاميين لانصافها من ظلم السلطة ,هي التي تأتي اليوم لتضربهم و تعتدي عليهم و تصادر كاميراتهم و تمنعهم من التصوير !!بل و تصفهم بانهم "متآمرين" ( عقلية المؤامرة التي تعشش في رأس حماس و كأنه مرض مزمن) ...
حماس التي كانت تحتمي دوما بمنظمات حقوق الانسان لابراز تعسف السلطة ضدها تجد اليوم ان ملفات خروقاتها لدى هذه المنظمات تكبر يوما بعد يوم و بيانات الانتقادات لا تتوقف!!.
حماس التي كانت تستعين بالقوى و الفصائل لتقف معها ضد تغول السلطة عليها تجد اليوم ان كل هذه القوى –بلا استثناء- تقف ضدها و ترفض ممارساتها فترد عليها حماس-مكابرة- و على لسان ناطقها سامي ابو زهري "بانهم دوما ضد الحركة" و انهم ليسوا حيادين !!! و سؤالي للاخ ابو زهري : اين هم حلفاء و اصدقاء حماس في الساحة الفلسطينية اذا كانت خسرت القوى و الفصائل و المنظمات الاهلية و حقوق الانسان و الصحافيين ؟ ماذا تبقى لهم سوى دائرتها التنظيمية الضيقة ؟؟!!
ان حماس يجب ان تحافظ على صورتها المشرقة الملونة بالوان الشهادة و التضحية و العطاء ....حماس يجب ان تحافظ على صورتها الناصعة التي رسختها في سنوات (المعارضة) و شوشتها في سنوات الحكم !!
يجب ان تعي حماس بان شعب فلسطين لا يحكم بالقوة او العصا و ان اهم معيار الحكم العدالة و الرحمة و حسن الاداء و الصبر و طول الاناة و استيعاب الناس بالحكمة
يجب ان تعي حماس بانها قد تضيع الكثير من تاريخها الذي امتد سنوات و سنوات في اقل من شهر او شهرين اذا ظلت الممارسات الخاطئة لانها سرعان ما تسجل في سجلها ....
يجب ان تعي حماس بان الحكم يعني الكثيرمن المعادلات الموزونة والسياسات المدروسة و ليس ردود افعال او ممارسات تنظيمية ,مما يملي على حماس ان يتسع صدرها لتستوعب الساحة الفلسطينية بكل تعقيداتها و خلافاتها ....
يجب ان تعي حماس ان تجربتها في الحكم تملي عليها ان تفكر بعمق بانه لا يمكن لها ان تمارس الحكم منفردة و بدون وقوف الاخرين في الساحة خصوصا فتح الى جانبها ... حماس لن تنجح في اكتساب تجربة الحكم اذا ظلت على هذه السياسة من المواجهة و الاستنزاف و مواجهة الاخرين ...ستسقط كما يسقط الحصان الجريح المتعب.
حماس يجب ان تتعلم لانها لازالت في الصف الاول من المدرسة السياسية , و الصف الثاني من التعايش مع الاخرين, و لا زالت في "الروضة" في العلاقات الدولية ....
نصيحة اخيرة : حماس يجب ان تتعلم بسرعة لان الوقت لا ينتظرها كثيرا !
تعليق