حديث القلب إلى القلب .. أيمن خالد
يهبط المساء لطيفاً في رمضان، وتنتعش الأنفس بحدث الروح، وتدغدغ خلجات النفس آيات القرآن الكريم، وتكتظ الشوارع بالناس التي تنطلق إلى المساجد تفتح روحها وتحلق في عالم الملكوت، تماماً كما هي الأرض البكر تشتاق إلى المطر، والزهر إلى الندى، فإن المسجد هو المكان الذي تطمئن به الروح وتسكن به الأنفس...
وفي وسط ذلك كله، يظل الشارع الفلسطيني يعيش حالة من الإحباط الشديد من السياسة، نظراً لما أثقل به السياسيون كاهله بالمعاناة، التي تراها ترتسم على عيون أبناء فلسطين حيثما توجهوا. فلم تفلح السياسة، ولم يفلح رجال السياسة بالتخفيف من وطأة المعاناة، بمقدار ما أصبحوا جزءاً منها، حيث التناحر والتنافس طوال عقود من الزمن، وحيث التكالب على برامج والسباق على زمن غير هذا الزمن، وركب ليس لنا فيه مكان.
وهكذا فالمسجد هو البداية والنهاية، وهو المكان الذي تنطلق منه وتعود إليه، وإذا كدت تفشل فعدت إليه استجمعت قواك من جديد، ولا تشعر باليأس وأنت تنطلق منه خلاف السياسة، التي تضعك كثيراً في صلب عالم القنوط.
وإذا حاصرتك الفتنة، ودخلت الدنيا في أرجاء عالمك، فإنك فيه ترى نفسك على ما هي عليه، وترى الدنيا وفتنها، حيث تأبى بيوت الله إذا ما لجأت إليها، إلا وأن تردك مطمئن البال واثق الخطى، تسير على هدي الحبيب صلى الله عليه وسلم.
تشعر بالملل من السياسة، ولكنك تعشق الدين الذي فطرك الله عليه، وتشعر بأن أي كلمة تنطلق من المسجد، تحدث في نفسك وقعاً مهماً، وتجد استجابة نفسك مختلفة، وهكذا، كل ما يأتيك من هذه البوابة، يدفعك نحو الاستزادة منها.
قبل أيام ونحن نصلي التراويح ، وأثناء الاستراحة بين الصلاة، جلس في المحراب رجل نعرفه كثيراً، وبدأ حديثة في خطبة إيمانية، استحضر فيها معاني شهر رمضان الكريم السامية، والأشياء العظيمة التي أنجزتها الأمة، بفعل الاستجابة لتلك المعاني، ودور هذا الشهر الكريم، في بناء وتكوين النفس الإنسانية، وكيف استطاع المسلمون الأوائل من خلال تمثل معانيه من اختراق ظلمة الكون، وإشاعة هذه المنارة التي لا تزال إلى عصرنا هذا.
سوف ننتصر، كان يتحدث إلى الوجوه التي يلفها الحزن العميق، من الجراح النازفة، والتي أوصلت قضيتنا إلى ما هي عليه، وجعلت معاناتنا في الداخل والخارج تكبر.
سوف ننتصر، وأنا أعدكم بذلك، كان الرجل مصراً على هذه الكلمات، ويحاول أن يؤكدها بالدلائل والبراهين، وكان يريد أكثر من أن يكون كلامه مجرد طمأنة لنا، فالنصر أمامه واضح وقادم، وهو يستدعي إزالة حالة اليأس والإحباط، والأمر أيضا بأيدينا، من خلال عودة صادقة إلى الله، لأنها المفتاح لحل كل معضلاتنا.
كل العيون كانت شاخصة نحو المحراب، وبقي هناك سؤال واحد، لماذا هذا المكان لا يستطيع دخوله الساسة الفلسطينيون، لماذا لا ينطلقون من المكان الذي انطلقت منه الأمة، ولماذا لا يعود الساسة إلى المسجد، من أجل أن يوقفوا جراحنا المريرة، لماذا ولماذا..
ثم اخذ يفسر الآية الكريمة، واعدوا لهم ما استطعتم من قوة، ثم تساءل، كيف يستطيع بعض الشباب المؤمن، الذي يقوم الليل ويصوم النهار أن يطلقوا صاروخين فيصيبان سبعين جنديا صهيونيا، ويجيب الرجل قائلا، وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى.فهي رسالة الله لنا، أن نثق بما بين أيدينا ولو كان قليلا، ولا نستسلم للغزاة، ولا تأخذنا ألاعيب السياسة.
هذا الرجل، هو أمين عام حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، الذي وضعت أمريكا جائزة على رأسه مقدارها خمسة ملايين دولار، وهو بالمناسبة، كان قد بدأ حياته خطيباً وإماماً في مساجد غزة. ولا يزال يحلم في منبر يخطب منه، فالرسالة بنظره والنصر من المسجد فحسب، كما أن رأب الصدع والجرح العميق، هو من المسجد أيضاً.
يهبط المساء لطيفاً في رمضان، وتنتعش الأنفس بحدث الروح، وتدغدغ خلجات النفس آيات القرآن الكريم، وتكتظ الشوارع بالناس التي تنطلق إلى المساجد تفتح روحها وتحلق في عالم الملكوت، تماماً كما هي الأرض البكر تشتاق إلى المطر، والزهر إلى الندى، فإن المسجد هو المكان الذي تطمئن به الروح وتسكن به الأنفس...
وفي وسط ذلك كله، يظل الشارع الفلسطيني يعيش حالة من الإحباط الشديد من السياسة، نظراً لما أثقل به السياسيون كاهله بالمعاناة، التي تراها ترتسم على عيون أبناء فلسطين حيثما توجهوا. فلم تفلح السياسة، ولم يفلح رجال السياسة بالتخفيف من وطأة المعاناة، بمقدار ما أصبحوا جزءاً منها، حيث التناحر والتنافس طوال عقود من الزمن، وحيث التكالب على برامج والسباق على زمن غير هذا الزمن، وركب ليس لنا فيه مكان.
وهكذا فالمسجد هو البداية والنهاية، وهو المكان الذي تنطلق منه وتعود إليه، وإذا كدت تفشل فعدت إليه استجمعت قواك من جديد، ولا تشعر باليأس وأنت تنطلق منه خلاف السياسة، التي تضعك كثيراً في صلب عالم القنوط.
وإذا حاصرتك الفتنة، ودخلت الدنيا في أرجاء عالمك، فإنك فيه ترى نفسك على ما هي عليه، وترى الدنيا وفتنها، حيث تأبى بيوت الله إذا ما لجأت إليها، إلا وأن تردك مطمئن البال واثق الخطى، تسير على هدي الحبيب صلى الله عليه وسلم.
تشعر بالملل من السياسة، ولكنك تعشق الدين الذي فطرك الله عليه، وتشعر بأن أي كلمة تنطلق من المسجد، تحدث في نفسك وقعاً مهماً، وتجد استجابة نفسك مختلفة، وهكذا، كل ما يأتيك من هذه البوابة، يدفعك نحو الاستزادة منها.
قبل أيام ونحن نصلي التراويح ، وأثناء الاستراحة بين الصلاة، جلس في المحراب رجل نعرفه كثيراً، وبدأ حديثة في خطبة إيمانية، استحضر فيها معاني شهر رمضان الكريم السامية، والأشياء العظيمة التي أنجزتها الأمة، بفعل الاستجابة لتلك المعاني، ودور هذا الشهر الكريم، في بناء وتكوين النفس الإنسانية، وكيف استطاع المسلمون الأوائل من خلال تمثل معانيه من اختراق ظلمة الكون، وإشاعة هذه المنارة التي لا تزال إلى عصرنا هذا.
سوف ننتصر، كان يتحدث إلى الوجوه التي يلفها الحزن العميق، من الجراح النازفة، والتي أوصلت قضيتنا إلى ما هي عليه، وجعلت معاناتنا في الداخل والخارج تكبر.
سوف ننتصر، وأنا أعدكم بذلك، كان الرجل مصراً على هذه الكلمات، ويحاول أن يؤكدها بالدلائل والبراهين، وكان يريد أكثر من أن يكون كلامه مجرد طمأنة لنا، فالنصر أمامه واضح وقادم، وهو يستدعي إزالة حالة اليأس والإحباط، والأمر أيضا بأيدينا، من خلال عودة صادقة إلى الله، لأنها المفتاح لحل كل معضلاتنا.
كل العيون كانت شاخصة نحو المحراب، وبقي هناك سؤال واحد، لماذا هذا المكان لا يستطيع دخوله الساسة الفلسطينيون، لماذا لا ينطلقون من المكان الذي انطلقت منه الأمة، ولماذا لا يعود الساسة إلى المسجد، من أجل أن يوقفوا جراحنا المريرة، لماذا ولماذا..
ثم اخذ يفسر الآية الكريمة، واعدوا لهم ما استطعتم من قوة، ثم تساءل، كيف يستطيع بعض الشباب المؤمن، الذي يقوم الليل ويصوم النهار أن يطلقوا صاروخين فيصيبان سبعين جنديا صهيونيا، ويجيب الرجل قائلا، وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى.فهي رسالة الله لنا، أن نثق بما بين أيدينا ولو كان قليلا، ولا نستسلم للغزاة، ولا تأخذنا ألاعيب السياسة.
هذا الرجل، هو أمين عام حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، الذي وضعت أمريكا جائزة على رأسه مقدارها خمسة ملايين دولار، وهو بالمناسبة، كان قد بدأ حياته خطيباً وإماماً في مساجد غزة. ولا يزال يحلم في منبر يخطب منه، فالرسالة بنظره والنصر من المسجد فحسب، كما أن رأب الصدع والجرح العميق، هو من المسجد أيضاً.
تعليق