إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

المسحراتي ابوسفاقه إرادة لا تهزم وتحدي صارم رغم اعاقته الدائمة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المسحراتي ابوسفاقه إرادة لا تهزم وتحدي صارم رغم اعاقته الدائمة

    طولكرم ـ وكالة قدس نت للأنباء



    لم تثنه إعاقته الدائمة ، وجلوسه على كرسيه المتحرك عن ممارسة مهنته التي لطالما أحبها وتعلق بها منذ نعومة إظفاره ، ليتفنن في احتراف هذه المهنة التراثية منذ أكثر من ثماني سنوات ، على الرغم من صعوبة الأوضاع التي نعيشها وخاصة في ظل الانتفاضة الحالية .



    وليد أبو سفاقه المعروف لدى أهالي طولكرم " بمسحراتي البلد " ، والذي يعتز بمهنته الشعبية الأصيلة التي تمثل جزء من التراث العريق ، من مواليد 1969م عمل قبل إصابته على ايدى الاحتلال في مجال ميكانيكا السيارات ، متزوج وله ابن .



    تعرض لمحاولة تصفية من قبل القوات الخاصة الإسرائيلية في الانتفاضة الأولى بتاريخ 13/6/ 1989 ، حيث اخترقت عموده الفقري ست رصاصات أدت إلى قطع في النخاع الشوكي ، ليجلس حبيس كرسيه المتحرك يعانى من شلل نصفي وإعاقة دائمة، أفقدته عمله ، ليصبح بذلك عاطلا عن العمل، لكن ذلك أبدا لم يهبط من عزيمته بل اخذ يفتخر بمهنة المسحراتي التي يقدم من خلالها عملا وطنيا يخدم بها أبناء شعبه ووطنه .



    وتعتبر مهنة المسحراتي من الطقوس الرائعة التي أصبحت جزءا لا يتجزأ من شهر رمضان المبارك ، والتي بزوالها يفقد الشهر بهجته ، لأنها من المهن الشعبية التي يجب ان تبقى راسخة في ذاكرة أطفالنا ، خوفا عليها من الاندثار مع مرور السنين.



    ويسترجع أبو سفاقة بشغف بداية تعلقه بمهنة الأجداد وكأنه ولد من جديد فيقول " حلمت بممارسة هذه المهنة أيام المسحراتي الكفيف أبو حسن الصويص في السبعينات ، الذي اعتدنا على التجوال خلفه في الحواري والأزقة " . مضيفا ان مهنة المسحراتي كانت من ضمن هواياته التي تمنى ان يزاولها في يوم من الأيام .



    وعن استعداداته للبدء في رحلة التجول لإيقاظ الناس ، يخبرنا أبو سفاقة عن إصراره على البقاء يقظا حتى الساعة الثانية بعد منتصف الليل ليجهز نفسه للخروج بمعاونة مجموعة من رفاقه ، وليجوب شوارع وأزقة طولكرم كافه بدءا بالحي الغربي والشمالي وانتهاء بالجنوبي والشرقي ، ليعود إلى منزله الساعة الرابعة فجرا مع علو صوت الأذان الأول .



    ومن الأدوات الضرورية التي تلازم المسحراتي والتي لا يمكن الاستغناء عنها يحدثنا أبو سفاقة بابتسامة خجولة فيقول " من أدوات العدة الأساسية التي تصدر الصوت العالي والرنين القوي كاستين النحاس الذي يقدر وزن الواحده منها بنصف كيلو ، إضافة إلى الطبل الثقيل الذي أعلقه في عنقي والذي يقدر وزنه بحوالي 20 كيلو " .



    فعلى الرغم من ثقل العدة التي يحملها المسحراتي إلا ان أبو سفاقه لا يشعر بالإرهاق والتعب أبدا لأنه يساهم في إدخال الفرحة للجميع وبخاصة الأطفال الذين يستقبلونه على أبواب منازلهم مرحبين بقدومه مرددين خلفه العديد من الأقوال " يا نايم وحد الدايم " " عباد الله وحدوا الله " إضافة إلى الاهالى الذين يستقبلونه بحلوى رمضان والقهوة العربية .



    وتعد هذه المهنة من المهن الخطرة في ظل الاجتياحات المتكررة ، بسبب اجتياح وتوغل الجيش الإسرائيلي للمدينه في ساعات متأخرة من الليل . ففي أكثر من حادثة اصطدم أبو سفاقه بجنود الاحتلال الإسرائيلي الذين كانوايهابون من الصوت.

    وتبرز أيضا صعوبة هذه المهنة في فصل الشتاء في ظل البرد والمطر .



    ويأبى ابو سفاقة ان يتخلى عن هذه المهنة التي تعني له الكثير ، على الرغم من تدهور وصعوبة وضعه. فهو معيل ابناء أخيه عادل الذي استشهد في اشتباك مسلح مع الجيش الإسرائيلي تاركا خلفه ستة أبناء. ومن الجدير ذكره أنه أخ الشهيد مجدي الذي قضى في الانتفاضة الأولى ، وامجد الذي أصيب خلال الانتفاضة الحالية برصاصة دمدم في رجله، وتم اعتقاله من قبل الاحتلال ويقضي حكما بالسجن لمدة سنتين .



    ولهذه المهنة الشعبية وقع خاص على نفس المسحراتي ابو سفاقة كونها أصبحت جزءا من حياته ومصدر رزقه الوحيد والذي من خلالها يقدم خدمة لاهل البلد ، آملا ان تتحسن الظروف ويزول الاحتلال .
    اذكــــــــــــــــــــــــــرو الله
    سراية الشهـــــــيد القائد
    خليل مصباح الضـــــعفي
    "أبي زيــــــــــــــــــــــــد"
يعمل...
X