القاتل يتصل بشقيقته في البحرين من جواله "قتلنا اخاك لنحرق قلبك"
غزة ـ الحياة الجديدة ـ مارلين أبو عون - "ربنا يحرق قلوبهم زى ما حرقوا قلبي، حسبنا الله ونعم الوكيل".... بهذه العبارة بدأت الأم المكلومة حديثها معنا....أم محمد ابو طير والدة الشهداء ومربية الاجيال فقدت ابنها محمد في الانتفاضة الاولى وهو يدافع عن كرامة شعبه ومقدساته، فسقط شهيدا أما ابنها الأوسط أحمد، فحكايته أكثر إيلاما لأن القاتل مختلف.
عائلة ابو طير هي نموذج حي لعائلة فلسطينية متماسكة وآمنة الى أن انقلب الحال رأسا على عقب.
احمد ابن الثانية والعشرين جندي في جهاز الأمن الوقائي لم يتوان لحظة عن تلبية نداء الوطن والواجب عندما انقلبت ميليشيا حماس على الشرعية الفلسطينية واحتلت المواقع والمقرات الأمنية.. وكغيره من المخلصين لهذا الوطن ذهب دون تردد ولم يدر أن قدراً اسود في انتظاره..!
يقول والد الشهيد لحظة خروج احمد من المنزل لم يغمض لنا جفن كنا قلقين جدا عليه ونحن نسمع عن المجازر التى تقوم بها ميليشيا حماس بحق العساكر المرابطين داخل المقرات ولكن ايماننا بالله كبير في ان يحمي ابنى ومن معه.
ويروي الأب المفجوع تفاصيل الجريمة التى نفذت بحق ابنه : في يوم خروجه من البيت علمنا أن احمد في مقر الأمن الوقائي في خان يونس، يصلي ويقرأ القران عندما اتصلت به أخته الصغرى لتطمئن على حاله فأخبرها احمد انه بخير وما زال على قيد الحياة كان هذا الاتصال قبل إصابته بساعات.
ويضيف خلال الاشتباكات استشهد صديق لابني مقرب اليه كثيرا عندما أطلقت ميليشيا التنفيذية قذيفة باتجاهه فصلت رأسه عن جسمه وحينما رأى احمد هذا المشهد جن على صديقه فأصبح يطلق الرصاص في كل اتجاه ودون وعي حتى أصيب هو الآخر برصاصة في البطن وعلمنا فيما بعد أن ابني ما زال على قيد الحياة ولكنه اختفى !!
ويستطرد بحسرة وألم قائلا "بحثنا عنه في كل مكان ولم نجده بعض الناس قالوا إنه استشهد تحت النفق وجثته ما زالت هناك والبعض قال إنه أصيب وتم اختطافه على يد القوة التنفيذية وهو على قيد الحياة.
استمر البحث عنه يومين ولم نترك احدا الا وسألناه الى ان جاءنا اتصال غير متوقع من ابنتى المتزوجة في دولة البحرين................"
هنا قاطعته والدة الشهيد ودموعها تترقرق في عينيها لتروي لنا كيف علمت ابنتها في البحرين عن خبر استشهاد ابنها احمد.... فتقول: ابنتي كانت تعلم ان احمد مخطوف لاننا اخبرناها مسبقا إلا أنها فاجأتنا وهي خارج البلد بخبر استشهاد أحمد!!
وتضيف: "من اختطفوا احمد أخذوا جواله الخاص ومن الارقام الموجودة داخله اتصلوا على ابنتي ليخبروها بأنهم قتلوا اخاها"!
فقالت لي ابنتي بالحرف الواحد :اتصل عليها شخص يقول بانهم قتلوا أحمد وعندما سألتهم لماذا؟؟ قالوا لكي نحرق قلبك عليه!! فصرخت فيه لكنه قاطعها قائلا: "يالله سكري الجوال بدي أنام"!
هنا توقفنا عن الكلام فاللسان يعجز عن وصف ما نسمع، القاتل ينام بكل طمأنينة وكأنه قتل عدوا وليس مسلما يشهد ان لا اله الا الله......وتواصل الام " كنت جالسة بين النساء جئن للتخفيف عني فأتاني عمي صارخا بأعلى صوته "وجدوووووا احمد" الا اني عندما سمعت بان احمد علي قيد الحياة فرحت واستبشرت خيرا وأثناء سجودي على سجادة الصلاة جاء شخص اخر من العائلة يقول " قتلوا احمد".
"قتلوا احمد وحرموني منه حرقوا قلبي عليه ولم يكتفوا بذلك بل مثلوا في جثته ابشع تمثيل "......
وجهت نظري الى والد احمد الذي ينظر الي وفي عينيه أمل في أن اكشف الحقيقة لكل الناس فقال "بعدما شاهدت ابني ملقى على الارض في المستشفى لم اعرفه، فملامحه تغيرت ولم اصدق ان هذه الجثة المشوهة هي لابني أحمد، اليدان والرجلان مقطعتان ومهمشتان تماما وآثار التعذيب والحرق واضحة على كل جزء في جسمه".
ولم تكد تلتقط العائلة انفاسها بعد مقتل ابنها الذي لم يكن له ذنب سوى انه لبى نداء الواجب حتى بدأت معاناة العائلة من جديد وذاقوا الأمرين من ممارسات بشعة ولم يكونوا الوحيدين بل عائلات كثيرة خرجت يوم الجمعة الماضي مستنكرة ومعلنة رفضها لهذا الوضع، خرجت الى الشوارع لتصلي صلاة الجمعة في العراء وبجوار منزل الشهيد " احمد ابو طير " جاءت غربان متشحة بملابس سوداء يطلقون النار على المصلين ودون استثناء موقعين عشرات الجرحى والمصابين، بل واطلقوا النار على المنازل المجاورة ومن بينها منزل الشهيد الذي تلقى نصيبا اكبر من تلك الرصاصات الغادرة فسارع بعض المصلين إلى الاختباء داخل المنزل لتحاصره القوة التنفيذية وتأمرهم بالخروج وترفض العائلة تسليمهم وتخرج ام الشهيدين احمد ومحمد لتقول لهم:" الله اكبر عليكم..... كفاكم هل وصل بكم الحال لقتل الناس وهم يسجدون لله،؟!! هل هذا هو الاسلام الذي تدعونه؟ هل هذا هو الاصلاح والتغيير الذي تتغنون به ؟!....... اتعلمون ماذا ردوا عليها؟! " اخرسي يا"..........."كلمات لا يستطيع احد ان يعبر عنها او ان يتصور أن تنعت بها أم فلسطينية ضحت بفلذة كبدها وتحاول ان تحمي الاخرين بقوتها وصبرها بهذه الغطرسة والكره المبيت لابناء جلدتهم فلم تسمح لهم بدخول المنزل فانهالت الرصاصات باتجاهها مثل زخات المطر المتواصلة لتخويفها وارعابها، وسقط في ذلك اليوم الكثير من ابناء العائلة جرحى ما بين طفل وامرأة ورجل مسن.
غزة ـ الحياة الجديدة ـ مارلين أبو عون - "ربنا يحرق قلوبهم زى ما حرقوا قلبي، حسبنا الله ونعم الوكيل".... بهذه العبارة بدأت الأم المكلومة حديثها معنا....أم محمد ابو طير والدة الشهداء ومربية الاجيال فقدت ابنها محمد في الانتفاضة الاولى وهو يدافع عن كرامة شعبه ومقدساته، فسقط شهيدا أما ابنها الأوسط أحمد، فحكايته أكثر إيلاما لأن القاتل مختلف.
عائلة ابو طير هي نموذج حي لعائلة فلسطينية متماسكة وآمنة الى أن انقلب الحال رأسا على عقب.
احمد ابن الثانية والعشرين جندي في جهاز الأمن الوقائي لم يتوان لحظة عن تلبية نداء الوطن والواجب عندما انقلبت ميليشيا حماس على الشرعية الفلسطينية واحتلت المواقع والمقرات الأمنية.. وكغيره من المخلصين لهذا الوطن ذهب دون تردد ولم يدر أن قدراً اسود في انتظاره..!
يقول والد الشهيد لحظة خروج احمد من المنزل لم يغمض لنا جفن كنا قلقين جدا عليه ونحن نسمع عن المجازر التى تقوم بها ميليشيا حماس بحق العساكر المرابطين داخل المقرات ولكن ايماننا بالله كبير في ان يحمي ابنى ومن معه.
ويروي الأب المفجوع تفاصيل الجريمة التى نفذت بحق ابنه : في يوم خروجه من البيت علمنا أن احمد في مقر الأمن الوقائي في خان يونس، يصلي ويقرأ القران عندما اتصلت به أخته الصغرى لتطمئن على حاله فأخبرها احمد انه بخير وما زال على قيد الحياة كان هذا الاتصال قبل إصابته بساعات.
ويضيف خلال الاشتباكات استشهد صديق لابني مقرب اليه كثيرا عندما أطلقت ميليشيا التنفيذية قذيفة باتجاهه فصلت رأسه عن جسمه وحينما رأى احمد هذا المشهد جن على صديقه فأصبح يطلق الرصاص في كل اتجاه ودون وعي حتى أصيب هو الآخر برصاصة في البطن وعلمنا فيما بعد أن ابني ما زال على قيد الحياة ولكنه اختفى !!
ويستطرد بحسرة وألم قائلا "بحثنا عنه في كل مكان ولم نجده بعض الناس قالوا إنه استشهد تحت النفق وجثته ما زالت هناك والبعض قال إنه أصيب وتم اختطافه على يد القوة التنفيذية وهو على قيد الحياة.
استمر البحث عنه يومين ولم نترك احدا الا وسألناه الى ان جاءنا اتصال غير متوقع من ابنتى المتزوجة في دولة البحرين................"
هنا قاطعته والدة الشهيد ودموعها تترقرق في عينيها لتروي لنا كيف علمت ابنتها في البحرين عن خبر استشهاد ابنها احمد.... فتقول: ابنتي كانت تعلم ان احمد مخطوف لاننا اخبرناها مسبقا إلا أنها فاجأتنا وهي خارج البلد بخبر استشهاد أحمد!!
وتضيف: "من اختطفوا احمد أخذوا جواله الخاص ومن الارقام الموجودة داخله اتصلوا على ابنتي ليخبروها بأنهم قتلوا اخاها"!
فقالت لي ابنتي بالحرف الواحد :اتصل عليها شخص يقول بانهم قتلوا أحمد وعندما سألتهم لماذا؟؟ قالوا لكي نحرق قلبك عليه!! فصرخت فيه لكنه قاطعها قائلا: "يالله سكري الجوال بدي أنام"!
هنا توقفنا عن الكلام فاللسان يعجز عن وصف ما نسمع، القاتل ينام بكل طمأنينة وكأنه قتل عدوا وليس مسلما يشهد ان لا اله الا الله......وتواصل الام " كنت جالسة بين النساء جئن للتخفيف عني فأتاني عمي صارخا بأعلى صوته "وجدوووووا احمد" الا اني عندما سمعت بان احمد علي قيد الحياة فرحت واستبشرت خيرا وأثناء سجودي على سجادة الصلاة جاء شخص اخر من العائلة يقول " قتلوا احمد".
"قتلوا احمد وحرموني منه حرقوا قلبي عليه ولم يكتفوا بذلك بل مثلوا في جثته ابشع تمثيل "......
وجهت نظري الى والد احمد الذي ينظر الي وفي عينيه أمل في أن اكشف الحقيقة لكل الناس فقال "بعدما شاهدت ابني ملقى على الارض في المستشفى لم اعرفه، فملامحه تغيرت ولم اصدق ان هذه الجثة المشوهة هي لابني أحمد، اليدان والرجلان مقطعتان ومهمشتان تماما وآثار التعذيب والحرق واضحة على كل جزء في جسمه".
ولم تكد تلتقط العائلة انفاسها بعد مقتل ابنها الذي لم يكن له ذنب سوى انه لبى نداء الواجب حتى بدأت معاناة العائلة من جديد وذاقوا الأمرين من ممارسات بشعة ولم يكونوا الوحيدين بل عائلات كثيرة خرجت يوم الجمعة الماضي مستنكرة ومعلنة رفضها لهذا الوضع، خرجت الى الشوارع لتصلي صلاة الجمعة في العراء وبجوار منزل الشهيد " احمد ابو طير " جاءت غربان متشحة بملابس سوداء يطلقون النار على المصلين ودون استثناء موقعين عشرات الجرحى والمصابين، بل واطلقوا النار على المنازل المجاورة ومن بينها منزل الشهيد الذي تلقى نصيبا اكبر من تلك الرصاصات الغادرة فسارع بعض المصلين إلى الاختباء داخل المنزل لتحاصره القوة التنفيذية وتأمرهم بالخروج وترفض العائلة تسليمهم وتخرج ام الشهيدين احمد ومحمد لتقول لهم:" الله اكبر عليكم..... كفاكم هل وصل بكم الحال لقتل الناس وهم يسجدون لله،؟!! هل هذا هو الاسلام الذي تدعونه؟ هل هذا هو الاصلاح والتغيير الذي تتغنون به ؟!....... اتعلمون ماذا ردوا عليها؟! " اخرسي يا"..........."كلمات لا يستطيع احد ان يعبر عنها او ان يتصور أن تنعت بها أم فلسطينية ضحت بفلذة كبدها وتحاول ان تحمي الاخرين بقوتها وصبرها بهذه الغطرسة والكره المبيت لابناء جلدتهم فلم تسمح لهم بدخول المنزل فانهالت الرصاصات باتجاهها مثل زخات المطر المتواصلة لتخويفها وارعابها، وسقط في ذلك اليوم الكثير من ابناء العائلة جرحى ما بين طفل وامرأة ورجل مسن.
تعليق